العودة الى الصفحة الرئيسية
الرسالة إلى كولوسي
عنوان الرسالة إلى كولوسي
الكنز الجليل في تفسير الانجيل
ملخص موضوع هذه الرسالة عظمة الرب يسوع المسيح وكمال ما أتى به من الفداء وأنه صورة الإله غير المنظور وأنه فيه حل كل ملء اللاهوت منذ الأزل وأنه خالق كل البرايا وأنها به تقوم وأنه رب كل ما في السموات والأرض مما يرى ومما لا يرى وإن كل المسيحيين متحدون بالمسيح وحده اتحاد الأعضاء بالرأس. وأنه به صالح الكل لله وأنه به ينال المؤمنون السلام والحياة والخلاص والسعادة ويحصلون على كل الفضائل والنعمة ليستطيعوا إتمام كل الواجبات وذلك يكون بواسطة الإيمان به والطاعة والشركة معه والصلاة له حتى يكون المسيح لهم وفيهم. والغاية من بيان عظمة المسيح وكمال عمله هي التحذير من بعض الضلالات التي هي خليط من الفسلفة اليونانية والأوهام اليهودية المعروفة بتاريخ الكنيسة ببدع الغنوسيين. فإنهم اعتقدوا وجود كائنات روحية بين الله والبشر تستحق العبادة وقالوا بأنها دون الله وأعظم من سائر الملائكة والناس وأنها هي التي أبدعت المادة التي هي علة الخطيئة. وأن نيل القداسة يكون بقهر الجسد وإماتته وأنه يجب أن يحفظ بعض الرسوم اليهودية من تقديس السبوت والأهلة والتمييز بين الأطعمة وتحريم أكل اللحم والزيجة. ولذلك حذرهم الرسول من الفلسفة الباطلة والسلوك بمقتضى المبادئ العالمية والتقاليد اليهودية والنوافل كزيادة التواضع وفرط إماتة الجسد وعبادة الملائكة وغير ذلك من تعاليم الباطنيين والأسينيين. والأسينيون (وهم فرقة اليهود أشد من الفريسيين تمسكاً بالرسوم الموسوية) احتقروا الزيجة وامتنعوا عن تناول اللحوم ونهوا عنها كل إنسان بقولهم «لا تمس ولا تذق ولا تجس» فأبان الرسول دفعاً لهذه البدع عظمة فضل المسيح على كل الكائنات وأنه أكمل عملاً كافياً للتطهير والتقديس وأن الإنسان بواسطة المسيح يموت للعالم (فلا يحتاج إلى أن يميت الجسد على ما رأوا) ويقوم مع المسيح للحياة الروحية والطهارة والقداسة. ومما يستحق الاعتبار واللالتفات إليه أن ليس في هذه الرسالة اقتباس وإثبات من العهد القديم ولا توبيخ للمؤمنين على سوء معاملتهم في الأدب أو في نظام الكنيسة كما جاء في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثوس. نعم إن فيها تحذيراً من الخطايا التي بين الأمم لكن لا دليل على أن مؤمني كولوسي سقطوا فيها.
الصيغ المتوفرة اقرأ على الانترنت PDF