العودة الى الصفحة السابقة
شرح سفر الملوك الثاني

شرح سفر الملوك الثاني

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

للقس . وليم مارش


Bibliography

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم: شرح سفر الملوك الثاني. للقس . وليم مارش . Copyright © 2009 All rights reserved Call of Hope. . صدر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بيروت 1973. . English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http: //www.call - of - hope.com .

مقدمة

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً - وهو صاحب حقوق الطبع - بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

المقدمة للملوك الثاني

انظر المقدمة للملوك الأول

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

1 - 18 «1 وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ بَعْدَ وَفَاةِ أَخْآبَ. 2 وَسَقَطَ أَخَزْيَا مِنَ ٱلْكُوَّةِ ٱلَّتِي فِي عُلِّيَّتِهِ ٱلَّتِي فِي ٱلسَّامِرَةِ فَمَرِضَ، وَأَرْسَلَ رُسُلاً وَقَالَ لَهُمُ: ٱذْهَبُوا ٱسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلٰهَ عَقْرُونَ إِنْ كُنْتُ أَبْرَأُ مِنْ هٰذَا ٱلْمَرَضِ. 3 فَقَالَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ لإِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيِّ قُمِ: ٱصْعَدْ لِلِقَاءِ رُسُلِ مَلِكِ ٱلسَّامِرَةِ وَقُلْ لَهُمْ: هَلْ لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلٰهٌ، تَذْهَبُونَ لِتَسْأَلُوا بَعْلَ زَبُوبَ إِلٰهَ عَقْرُونَ؟ 4 فَلِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: إِنَّ ٱلسَّرِيرَ ٱلَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتاً تَمُوتُ. فَٱنْطَلَقَ إِيلِيَّا. 5 وَرَجَعَ ٱلرُّسُلُ إِلَيْهِ. فَقَالَ لَهُمْ: لِمَاذَا رَجَعْتُمْ؟ 6 فَقَالُوا لَهُ: صَعِدَ رَجُلٌ لِلِقَائِنَا وَقَالَ لَنَا: ٱذْهَبُوا رَاجِعِينَ إِلَى ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِي أَرْسَلَكُمْ وَقُولُوا لَهُ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَلْ لأَنَّهُ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلٰهٌ أَرْسَلْتَ لِتَسْأَلَ بَعْلَ زَبُوبَ إِلٰهَ عَقْرُونَ؟ لِذٰلِكَ ٱلسَّرِيرُ ٱلَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتاً تَمُوتُ. 7 فَقَالَ لَهُمْ: مَا هِيَ هَيْئَةُ ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي صَعِدَ لِلِقَائِكُمْ وَكَلَّمَكُمْ بِهٰذَا ٱلْكَلاَمِ؟ 8 فَقَالُوا لَهُ: إِنَّهُ رَجُلٌ أَشْعَرُ مُتَنَطِّقٌ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ جِلْدٍ عَلَى حَقَوَيْهِ. فَقَالَ: هُوَ إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيُّ. 9 فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَئِيسَ خَمْسِينَ مَعَ ٱلْخَمْسِينَ ٱلَّذِينَ لَهُ، فَصَعِدَ إِلَيْهِ وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ عَلَى رَأْسِ ٱلْجَبَلِ. فَقَالَ لَهُ: يَا رَجُلَ ٱللّٰهِ، ٱلْمَلِكُ يَقُولُ ٱنْزِلْ. 10 فَأَجَابَ إِيلِيَّا رَئِيسَ ٱلْخَمْسِينَ: إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ ٱللّٰهِ فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَٱلْخَمْسِينَ ٱلَّذِينَ لَكَ. فَنَزَلَتْ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَٱلْخَمْسِينَ ٱلَّذِينَ لَهُ. 11 ثُمَّ عَادَ وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَئِيسَ خَمْسِينَ آخَرَ وَٱلْخَمْسِينَ ٱلَّذِينَ لَهُ. فَقَالَ لَهُ: يَا رَجُلَ ٱللّٰهِ، هٰكَذَا يَقُولُ ٱلْمَلِكُ: أَسْرِعْ وَٱنْزِلْ. 12 فَأَجَابَ إِيلِيَّا: إِنْ كُنْتُ أَنَا رَجُلَ ٱللّٰهِ فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَتَأْكُلْكَ أَنْتَ وَٱلْخَمْسِينَ ٱلَّذِينَ لَكَ. فَنَزَلَتْ نَارُ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتْهُ هُوَ وَٱلْخَمْسِينَ ٱلَّذِينَ لَهُ. 13 ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ رَئِيسَ خَمْسِينَ ثَالِثاً وَٱلْخَمْسِينَ ٱلَّذِينَ لَهُ. فَصَعِدَ رَئِيسُ ٱلْخَمْسِينَ ٱلثَّالِثُ وَجَاءَ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ أَمَامَ إِيلِيَّا، وَتَضَرَّعَ إِلَيْهِ وَقَالَ لَهُ: يَا رَجُلَ ٱللّٰهِ، لِتُكْرَمْ نَفْسِي وَأَنْفُسُ عَبِيدِكَ هٰؤُلاَءِ ٱلْخَمْسِينَ فِي عَيْنَيْكَ. 14 هُوَذَا قَدْ نَزَلَتْ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتْ رَئِيسَيِ ٱلْخَمْسِينَيْنِ ٱلأَوَّلَيْنِ وَخَمْسِينَيْهِمَا، وَٱلآنَ فَلْتُكْرَمْ نَفْسِي فِي عَيْنَيْكَ. 15 فَقَالَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ لإِيلِيَّا: ٱنْزِلْ مَعَهُ. لاَ تَخَفْ مِنْهُ. فَقَامَ وَنَزَلَ مَعَهُ إِلَى ٱلْمَلِكِ. 16 وَقَالَ لَهُ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ أَرْسَلْتَ رُسُلاً لِتَسْأَلَ بَعْلَ زَبُوبَ إِلٰهَ عَقْرُونَ، فَهَلْ لاَ يُوجَدُ فِي إِسْرَائِيلَ إِلٰهٌ لِتَسْأَلَ عَنْ كَلاَمِهِ! لِذٰلِكَ ٱلسَّرِيرُ ٱلَّذِي صَعِدْتَ عَلَيْهِ لاَ تَنْزِلُ عَنْهُ بَلْ مَوْتاً تَمُوتُ. 17 فَمَاتَ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا. وَمَلَكَ يُورَامُ عِوَضاً عَنْهُ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِيَهُورَامَ بْنِ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لَهُ ٱبْنٌ. 18 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَخَزْيَا ٱلَّتِي عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ».

ص 3: 5 و2صموئيل 8: 2 ع 3 و6 و16 ومتّى 1: 25 ومرقس 3: 22 ص 8: 7 - 10 و1ملوك 17: 1 و21: 17 ع 2 ع 6 و16 ع 2 زكريا 13: 4 ومتّى 3: 4 ومرقس 1: 6 قضاة 13: 6 و1صموئيل 2: 27 و1ملوك 18: 36 - 38 ولوقا 9: 54 أيوب 1: 16 ع 3 ص 3: 1 و8: 16

وَعَصَى مُوآبُ عَلَى إِسْرَائِيلَ (اطلب ديبون في قاموس الكتاب وانظر صورة الحجر الموآبي وترجمة المكتوب عليه). كان داود قد فتح موآب (2صموئيل 8: 2) وربما استقلت عند موت سليمان ثم أخضعها عمري ملك إسرائيل كما علمنا من الحجر الموآبي وكان الموآبيون يؤدون الجزية لإسرائيل (3: 4) في مدة ملك عمري وملك ابنه أخآب وبعد وفاة أخآب في راموت جلعاد وتشتُّت جيشه (1ملوك 22: 29 - 36) اغتنم ملك موآب الفرصة ليعصى على إسرائيل.

مِنَ ٱلْكُوَّةِ (ع 2) كافتيخس (أعمال 20: 9 - 12) الذي كان جالساً في طاقة في الطبقة الثالثة وسقط إلى أسفل.

فَمَرِض لازم الفراش بسبب جراحه.

بَعْلَ زَبُوبَ معناه إله الذباب. والذباب من أعظم ضربات بني البشر وهو يتولد في الأقذار وينقل جراثيم الأمراض. وكان بعل زبوب الإله الذي سجدوا له لكي يمنع عنهم الذباب وكان أكبر جميع آلهة الفلسطينيين فدُعي رئيس الشياطين في (متّى 12: 24) والاسم في العهد الجديد بعل زبول أي سيد الأقذار. وربما أن الذباب يتولد من الميت ويتوالد كثيراً ربما كان في هذه العبادة إشارة إلى الحياة من الموت والشفاء من المرض. وعقرون إحدى مدن الفلسطينيين الخمس وموقعها في شمال أرض الفلسطينيين والسؤال من بعل زبوب دليل على عدم إيمانه بالرب واحتقاره له.

فَقَالَ مَلاَكُ ٱلرَّبِّ (ع 3) قال الرب بواسطة ملاكه. وآخر ذكر لإيليا كان كلامه مع أخآب في كرم نابوت قبل هذه الحادثة بنحو أربع سنين (1ملوك 21: 17 - 24).

قُمِ ٱصْعَدْ لِلِقَاءِ دليل على أن إيليا مرسل من قبل الرب الذي عرف ما حدث وما سيحدث فإن إيليا عرف ذهاب رسل أخزيا وقصدهم قبلما وصل له خبرهم وأخبرهم بما سيصير لأخزيا.

مَوْتاً تَمُوتُ (ع 4) لم يخبر الرب بما سيحدث لأخزيا فقط بل أيضاً قضاه له جزاء لخطيته بترك الرب.

لِمَاذَا رَجَعْتُمْ (ع 5) تعجب الملك من رجوعهم قبل الوقت وربما قابلوا إيليا قرب السامرة وهم نازلون من المدينة التي كانت مبنية على تل.

رَجُلٌ أَشْعَرُ (ع 8) إشارة إلى شعره المرتخي أو (وهو الأرجح) إلى ثوبه الجلدي الذي كان لباس الأنبياء الاعتيادي (زكريا 13: 4).

هُوَ إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيُّ ربما كان أخزيا رآه. ولا شك في أنه كان قد سمع خبر أعماله العظيمة وما حدث بينه وبين أبيه أخآب.

ٱلْخَمْسِينَ (ع 9) كثّر الجنود المرسلين ليمسكوه لأنه خاف منه.

يَا رَجُلَ ٱللّٰهِ عرفه أنه رجل الله لأن إيليا تكلم عن الرب وأنزل ناراً من السماء (1ملوك 18: 36 - 40) ومع ذلك ظن الرئيس أن إيليا تحت أمر الملك وإن الخمسين كانوا قادرين عليه.

فَلْتَنْزِلْ نَارٌ مِنَ ٱلسَّمَاءِ (ع 10) والغاية في ذلك أن يبين له أنه بالحقيقة رجل الإله الحقيقي القادر على كل شيء فليس هو تحت أمر الملك. إن يعقوب ويوحنا طلبا من يسوع أن يسمح لهما أن ينزلا ناراً من السماء لتفني السامريين الذين لم يقبلوه في قريتهم فوبخهما يسوع (لوقا 9: 51 - 56) فاقتداء بالمسيح علينا أن نطلب خلاص أنفس الناس لا هلاكهم. وأما العمل المذكور هنا فهو عمل الرب. فنستنتج أن زمان إيليا كان بخلاف زمان يسوع فكان يستدعي إظهار غضب الله وبرهاناً مقنعاً على وجوده وقدرته وإلا كان الشعب كلهم تركوا الرب وتبعوا آلهة الأمم. وأما الخمسون فعملوا إطاعة لأمر الملك فكان موتهم كموت جنود في الحرب وبلا خطيئة خصوصية منهم بل لتتميم مقاصد الله العادلة المقدسة.

ثُمَّ عَادَ فَأَرْسَلَ (ع 13) ما أعظم جهالة هذا الملك الذي لم ينتبه إلى الآية الأولى ولا الثانية وما أعظم قساوة قلبه إذ لم يشفق على جنوده.

وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ استفاد من مصيبة الرئيس الأول والثاني فخضع للرب ولعبده إيليا.

لاَ تَخَفْ مِنْهُ (ع 15) من الرئيس أو من الملك. فحضر أمام الملك الشرير الطالب قتله ووبخه وتوعده فسمع الملك كلامه ولم يقتله بل أطلقه فاختفى إيليا كعادته لأنه كان يظهر بلا انتظار ويختفي أيضاً بلا ذكر طريقه ومكانه.

وَمَلَكَ يهُورَامُ (ع 17) ليس ابن أخزيا بل أخوه وابن أخآب.

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِيَهُورَامَ بْنِ يَهُوشَافَاطَ وفي 3: 1 في السنة الثامنة عشرة ليهوشافاط. وفي 1ملوك 22: 42 إن يهوشافاط ملك خمساً وعشرين سنة. وفي 8: 16 أن يهورام بن يهوشافاط ملك في السنة الخامسة ليهورام بن أخآب. فيرى بعضهم مناقضة في هذه الأقوال ويظنون وقوع غلط من الكاتب أو من الناسخ. ويظن غيرهم أن يهورام بن يهوشافاط ملك مع أبيه في السنة السابعة عشرة من ملكه. وفي السنة الثامنة عشرة من ملك يهورام بن أخآب. وملك يهوشافاط 23 سنة كاملة مع جزء من سنة في الأول وجزء من سنة في الآخر. وحينما ملك يهورام بن يهوشافاط وحده كان في السنة الخامسة من ملك يهورام بن أخآب.

فوائد

ع 1 و2 «المصائب»

من مصائب أخزيا حرب أرام وموت أبيه (1ملوك 22) وعصيان موآب وسقوطه من الكوة وموته بعدما ملك سنتين فقط.

  1. يقول بعضهم إن المصائب من سوء الحظ فلا يرون فيها يد الله ولا يد الشرير.

  2. إن بعضهم ينسبون المصائب إلى أرواح نجسة شريرة فيعتقدون بالعين وغيرها من الخرافات ويستعملون وسائل كثيرة سخيفة ليخلصوا منها كخرزة زرقاء وتعاويذ.

  3. إن تعليم الكتاب هو أن المصائب من الله وهي تأديبه وإنذاره لشعبه وعقاب عادل لغير المومنين. وفي نفس المصائب رحمة لأن الرب لم يهلك أخزيا في الحال بل أعطاه فرصة للتأمل والتوبة زمان مرضه.

ع 10 «النار من السماء»

  1. إنها لازمة لأجل إظهار مجد الله فإنه إله غيور ولا يعطي مجده لآخر. ولولا هلاك بعض الناس على هذه الطريقة المخيفة لما انتبه الشعب.

  2. إنها لا تناقض محبة الله لأن تنبيه الشعب كلهم وتحذيرهم من العبادة الوثنية ألزم من طول الحياة لأولئك الجنود.

  3. إنها من السماء وليست من الأرض فلا يجوز للناس أن يحرقوا بعضهم بعضاً ويطلبوا من الرب أن يهلك غيرهم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

1 - 18 «1 وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ ٱلرَّبِّ إِيلِيَّا فِي ٱلْعَاصِفَةِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ أَنَّ إِيلِيَّا وَأَلِيشَعَ ذَهَبَا مِنَ ٱلْجِلْجَالِ. 2 فَقَالَ إِيلِيَّا لأَلِيشَعَ: ٱمْكُثْ هُنَا لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى بَيْتِ إِيلَ. فَقَالَ أَلِيشَعُ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ. وَنَزَلاَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. 3 فَخَرَجَ بَنُو ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلَّذِينَ فِي بَيْتِ إِيلَ إِلَى أَلِيشَعَ وَقَالُوا لَهُ: أَتَعْلَمُ أَنَّهُ ٱلْيَوْمَ يَأْخُذُ ٱلرَّبُّ سَيِّدَكَ مِنْ عَلَى رَأْسِكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، إِنِّي أَعْلَمُ فَٱصْمُتُوا. 4 ثُمَّ قَالَ لَهُ إِيلِيَّا: يَا أَلِيشَعُ، ٱمْكُثْ هُنَا لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى أَرِيحَا. فَقَالَ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ. وَأَتَيَا إِلَى أَرِيحَا. 5 فَتَقَدَّمَ بَنُو ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلَّذِينَ فِي أَرِيحَا إِلَى أَلِيشَعَ وَقَالُوا لَهُ: أَتَعْلَمُ أَنَّهُ ٱلْيَوْمَ يَأْخُذُ ٱلرَّبُّ سَيِّدَكَ مِنْ عَلَى رَأْسِكَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، إِنِّي أَعْلَمُ فَٱصْمُتُوا. 6 ثُمَّ قَالَ لَهُ إِيلِيَّا: ٱمْكُثْ هُنَا لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَى ٱلأُرْدُنِّ. فَقَالَ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ. وَٱنْطَلَقَا كِلاَهُمَا. 7 فَذَهَبَ خَمْسُونَ رَجُلاً مِنْ بَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ وَوَقَفُوا قُبَالَتَهُمَا مِنْ بَعِيدٍ. وَوَقَفَ كِلاَهُمَا بِجَانِبِ ٱلأُرْدُنِّ. 8 وَأَخَذَ إِيلِيَّا رِدَاءَهُ وَلَفَّهُ وَضَرَبَ ٱلْمَاءَ، فَٱنْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَا كِلاَهُمَا فِي ٱلْيَبَسِ. 9 وَلَمَّا عَبَرَا قَالَ إِيلِيَّا لأَلِيشَعَ: ٱطْلُبْ مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ قَبْلَ أَنْ أُوخَذَ مِنْكَ. فَقَالَ أَلِيشَعُ: لِيَكُنْ نَصِيبُ ٱثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ عَلَيَّ. 10 فَقَالَ: صَعَّبْتَ ٱلسُّؤَالَ. فَإِنْ رَأَيْتَنِي أُوخَذُ مِنْكَ يَكُونُ لَكَ كَذٰلِكَ، وَإِلاَّ فَلاَ يَكُونُ. 11 وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي ٱلْعَاصِفَةِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ. 12 وَكَانَ أَلِيشَعُ يَرَى وَهُوَ يَصْرُخُ: يَا أَبِي يَا أَبِي، مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا! وَلَمْ يَرَهُ بَعْدُ. فَأَمْسَكَ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا قِطْعَتَيْنِ، 13 وَرَفَعَ رِدَاءَ إِيلِيَّا ٱلَّذِي سَقَطَ عَنْهُ، وَرَجَعَ وَوَقَفَ عَلَى شَاطِئِ ٱلأُرْدُنِّ. 14 فَأَخَذَ رِدَاءَ إِيلِيَّا ٱلَّذِي سَقَطَ عَنْهُ وَضَرَبَ ٱلْمَاءَ وَقَالَ: أَيْنَ هُوَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِيلِيَّا؟ ثُمَّ ضَرَبَ ٱلْمَاءَ أَيْضاً فَٱنْفَلَقَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ، فَعَبَرَ أَلِيشَعُ. 15 وَلَمَّا رَآهُ بَنُو ٱلأَنْبِيَاءِ ٱلَّذِينَ فِي أَرِيحَا قُبَالَتَهُ قَالُوا: قَدِ ٱسْتَقَرَّتْ رُوحُ إِيلِيَّا عَلَى أَلِيشَعَ. فَجَاءُوا لِلِقَائِهِ وَسَجَدُوا لَهُ إِلَى ٱلأَرْضِ. 16 وَقَالُوا لَهُ: هُوَذَا مَعَ عَبِيدِكَ خَمْسُونَ رَجُلاً ذَوُو بَأْسٍ، فَدَعْهُمْ يَذْهَبُونَ وَيُفَتِّشُونَ عَلَى سَيِّدِكَ، لِئَلاَّ يَكُونَ قَدْ حَمَلَهُ رُوحُ ٱلرَّبِّ وَطَرَحَهُ عَلَى أَحَدِ ٱلْجِبَالِ أَوْ فِي أَحَدِ ٱلأَوْدِيَةِ. فَقَالَ: لاَ تُرْسِلُوا. 17 فَأَلَحُّوا عَلَيْهِ حَتَّى خَجِلَ وَقَالَ: أَرْسِلُوا. فَأَرْسَلُوا خَمْسِينَ رَجُلاً، فَفَتَّشُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَلَمْ يَجِدُوهُ. 18 وَلَمَّا رَجَعُوا إِلَيْهِ وَهُوَ مَاكِثٌ فِي أَرِيحَا قَالَ لَهُمْ: أَمَا قُلْتُ لَكُمْ لاَ تَذْهَبُوا؟».

تكوين 5: 24 وعبرانيين 11: 5 و1ملوك 19: 16 - 21 يشوع 4: 19 راعوث 1: 15 و1ملوك 12: 28 و29 ع 4 و6 و1صموئيل 1: 26 ص 4: 1 و38 و5: 22 ع 2 يشوع 6: 26 ع 2 ع 3 يشوع 3: 8 و15 - 17 ع 15 و16 و1ملوك 19: 13 و19 ع 14 وخروج 14: 21 و22 ص 6: 17 ص 13: 14 تكوين 37: 34 وأيوب 1: 20 ع 8 ع 7 و1ملوك 18: 12 وأعمال 8: 39 ص 8: 11

في 2أيام 21: 12 - 15 أتت كتابة من إيليا النبي إلى يهورام ومضمونها يدل على أنها كانت في آخر ملكه وبعد موت أبيه. فنستنتج أن الخبر هنا بإصعاد إيليا إلى السماء لم يكن في محله نظراً إلى ترتيب الحوادث حسب الزمان بل وضعه الكاتب هنا لكي يكمل كلامه في إيليا ثم رجع إلى ذكر بعض أمور حدثت قبل إصعاد إيليا.

إِيلِيَّا وَأَلِيشَعَ كان أليشع يخدم إيليا (1ملوك 19: 21 و2ملوك 3: 11) وكان معه غير أنه ليس مذكوراً في التاريخ من زمان دعوته إلى زمان إصعاد إيليا.

ٱلْجِلْجَالِ ليست الجلجال التي حل فيها بنو إسرائيل بعدما عبروا الأردن (يشوع 4: 19) والجلجال المذكورة هنا كانت في جبل أفرايم على بعد 8 أميال شمال بيت إيل وهي جلجلية الحالية وكان فيها مقر للأنبياء (2ملوك 4: 38).

فَقَالَ إِيلِيَّا (ع 2) عرف أن زمان انتقاله قد حضر. وربما عرف أليشع أيضاً أن سيده سيفارقه ولكن في قلبيهما ما لا يقدران أن يعبّرا عنه بالكلام. كان إيليا على وشك الوقوف أمام الرب في السماء وعلى أليشع أن يتسلم منه أثقال الخدمة وأخطارها. وكانا مزمعين أن يتفارقا.

ٱلرَّبَّ قَدْ أَرْسَلَنِي كان الرب قد رسم له حوادث تلك الساعات الأخيرة فأرسله ليزور الأنبياء في محلاتهم المختلفة ويكلمهم كلامه الأخير. وربما طلب إيليا من أليشع أن يمكث في الجلجال لأنه أراد الانفراد قبل انتقاله أو لأنه أشفق على خادمه أو لأنه قصد امتحان محبته وأمانته. وأليشع أظهر محبته الشديدة بقوله «حي هو الرب الخ».

بَنُو ٱلأَنْبِيَاءِ (ع 3) هم التلاميذ في مدرسة الأنبياء وكان رئيسهم كأبيهم. وربما علموا أن انتقال إيليا قريب إما بإعلان وإما بواسطة إيليا. وأما أليشع فلم يرد زيادة حزنه بكثرة الكلام.

أَرْسَلَنِي إِلَى ٱلأُرْدُنِّ (ع 6) بعد زيارة مدارس الأنبياء ذهب إلى برية في عبر الأردن ليكون صعوده في مكان منفرد كما صعد موسى ليموت في جبل نبو.

فَذَهَبَ خَمْسُونَ (ع 7) وهم من مدرسة الأنبياء في أريحا وهي إحدى المدارس فقط فلا شك في أن عدد جميع الأنبياء كان كثيراً وربما أكثر عبدة الرب التجأوا إلى هذه المدراس خوفاً من اضطهاد أخآب وبنيه.

رِدَاءَهُ (ع 8) الرداء الذي طرحه على أليشع حينما دعاه (1ملوك 19: 19).

وَضَرَبَ ٱلْمَاءَ كما مدّ موسى يده فانشق البحر وانفلق نهر الأردن أمام يشوع. وكان عمل إيليا شهادة لإسرائيل لينتبهوا إلى كلامه فيخلصوا من عبودية شرّ من عبودية مصر ويدخلوا راحة أعظم من راحة كنعان.

ٱطْلُبْ مَاذَا أَفْعَلُ لَكَ (ع 9) لم يكن له مال ليتركه لتلميذه. وفعل إيليا لأجل أليشع هو صلاته لأجله.

نَصِيبُ ٱثْنَيْنِ مِنْ رُوحِكَ أشار إلى القول في (تثنية 21: 17) فإن نصيب اثنين من مال الأب هو من حقوق البكر. كان الأنبياء أبناء لأبيهم الروحي أي لإيليا وطلب أليشع أن يكون أولهم ورئيسهم كالبكر بين الأولاد. ولا ننسب له الطمع ولا الكبرياء لأنه طلب أن يكون الأول في الخدمة والخطر والتعب. والطمع من هذا النوع هو من الفضائل والواجبات.

صَعَّبْتَ ٱلسُّؤَالَ (ع 10) كان الأمر صعباً على أليشع لأنه ربما لم يشعر بعظمة الخدمة التي كانت أمامه. وصعباً على إيليا لأن تعيين خليفته ليس له بل للرب.

فَإِنْ رَأَيْتَنِي نستنتج أن صعوده كان مخفياً عن النظر الجسدي كما كانت الخيل والمركبات من النار مخفية عن نظر غلام أليشع في دوثان (6: 17) فلما رآه أليشع عرف أن الله قد أعطاه قوة النظر في الروحيات ليرى ويفهم ما لا يقدر غيره أن يراه فعرف أليشع بهذه العلامة أنه تعيّن من الله ليكون رئيساً للأنبياء ومتكلماً عند الناس في أمور الله.

مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ لا شك أن المنظر بقي في بال أليشع كل أيام حياته وبه تقوّى إيمانه ليقول في وقت المقاومة «ٱلَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَهُمْ» (6: 16). ومن ذلك الوقت فصاعداً لم يكن إيليا سيده بل الرب.

يَا أَبِي (ع 12) دليل على محبته واعتباره لإيليا. والعبادة توافق طلبته (ع 9) إنه يأخذ من أبيه الروحي نصيب اثنين.

مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ كان إيليا لإسرائيل كمركبات وفرسان وأفضل منها لأنه به كان الرب يرشد شعبه ويحذّرهم وينصرهم.

فَأَمْسَكَ ثِيَابَهُ وَمَزَّقَهَا ثياب نفسه ومزّقها علامة لحزنه كعادة القدماء.

وَرَفَعَ رِدَاءَ إِيلِيَّا (ع 13) أخذه ليس ليلبسه بل إشارة إلى المقام الذي تسلّمه من إيليا. وكان قد أخذ هذا الرداء سابقاً حينما دعاه إيليا (1ملوك 19: 19) ثم رجّعه لأن وقته ليخلفه في الخدمة لم يكن قد حضر.

وَضَرَبَ ٱلْمَاءَ (ع 14) والظاهر أن الضرب كان بلا نتيجة لأن القوة ليست من الرداء بل من الرب. ثم دعا إله إيليا وضرب الماء أيضاً فانفلق كما في الأول حينما ضربه إيليا. غير أن بعضهم يترجمون العبارة كما يأتي «أين الرب إله إيليا الآن أيضاً وضرب الماء فانفلق» ففهموا أن ضرب الماء كان مرة فقط.

ٱلَّذِينَ فِي أَرِيحَا أي الذين كانوا من أريحا ومسكنهم فيها. ولم يروا المركبة والخيل من النار ولكنهم رأوا أن إيليا قد اختفى وأليشع رجع وانفلق ماء الأردن حينما ضربه فعلموا أن روح إيليا أي قوّته وسلطانه قد استقرت على أليشع فقبلوه رئيساً عليهم.

مَعَ عَبِيدِكَ خَمْسُونَ رَجُلاً (ع 16) ربما أن العدد خمسين عدد فرقة من الأنبياء كما كان عدد فرقة من الجنود (1: 9 - 13) وذهابهم وتفتيشهم مدة ثلاثة أيام برهان على أن إيليا بالحقيقة صعد بالجسد.

حَمَلَهُ رُوحُ ٱلرَّبِّ (انظر 1ملوك 18: 12 وأعمال 8: 39). وكان من عادة إيليا أن يختفي ويظهر بغتة.

انتهت حياة إيليا ولكنه لم يُنس. وبناء على الوعد في أخر العهد القديم (ملاخي 4: 5) «هَئَنَذَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ إِيلِيَّا ٱلنَّبِيَّ قَبْلَ مَجِيءِ يَوْمِ ٱلرَّبِّ ٱلْيَوْمِ ٱلْعَظِيمِ وَٱلْمَخُوفِ» كان اليهود ينتظرون رجوعه غير أنهم لم يفهموا أن هذه النبوءة تمت في يوحنا المعمدان الذي كان فيه روح إيليا (متّى 17: 10 - 13). وكان موسى وإيليا مع يسوع في جبل التجلي فكان موسى خادم الناموس الذي حفظه يسوع حفظاً كاملاً وكان إيليا رمزاً إلى القيامة وصعود يسوع إلى السماء. وكان شاهداً أميناً للرب في شر الأزمنة. وبمقاومته لعبادة البعل شجع وشدد كثيرين من عبدة الرب.

19 - 22 «19 وَقَالَ رِجَالُ ٱلْمَدِينَةِ لأَلِيشَعَ: هُوَذَا مَوْقِعُ ٱلْمَدِينَةِ حَسَنٌ كَمَا يَرَى سَيِّدِي، وَأَمَّا ٱلْمِيَاهُ فَرَدِيئَةٌ وَٱلأَرْضُ مُجْدِبَةٌ. 20 فَقَالَ: ٱئْتُونِي بِصَحْنٍ جَدِيدٍ وَضَعُوا فِيهِ مِلْحاً. فَأَتَوْهُ بِهِ. 21 فَخَرَجَ إِلَى نَبْعِ ٱلْمَاءِ وَطَرَحَ فِيهِ ٱلْمِلْحَ وَقَالَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: قَدْ أَبْرَأْتُ هٰذِهِ ٱلْمِيَاهَ. لاَ يَكُونُ فِيهَا أَيْضاً مَوْتٌ وَلاَ جَدْبٌ. 22 فَبَرِئَتِ ٱلْمِيَاهُ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ حَسَبَ قَوْلِ أَلِيشَعَ ٱلَّذِي نَطَقَ بِهِ».

ص 4: 41 و6: 6 وخروج 15: 25 و26

رِجَالُ ٱلْمَدِينَةِ كانوا قد سمعوا من بني الأنبياء ما فعل إيليا بالأردن فاغتنموا الفرصة ليطلبوا منه بركة لمدينتهم. إن موقع مدينة أريحا حسن وكان عند سفح الجبل وأمام المدينة سهل الأردن وحولها النخل وغيرها من الأشجار والأعشاب التي لها رائحة طيبة. وكان موقع المدينة حسناً أيضاً للتجارة. ولكن المياه ردية والأرض مجدبة أي غير مثمرة ونسبوا جدبها إلى رداءة مياهها. والكلمة العبرانية المترجمة مجدبة «مشكلة» أي مثكلة أو مُسقطة وهي الكلمة الواردة في (هوشع 9: 14) المترجمة مسقطاً.

صَحْنٍ جَدِيدٍ ليس في الصحن ولا في الملح قوة الشفاء ولكن استعمالها موافق لأن من يطهّر غيره يجب أن يكون هو طاهراً. والملح ضد الفساد. قال يسوع لتلاميذه الذين بواسطتهم يتجدّد العالم «أنتم ملح الأرض».

إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ (ع 22) يُظن أن المياه التي برئت هي التي تخرج من عين السلطان الحالية وهي اليوم عذبة جيدة.

23 - 25 «23 ثُمَّ صَعِدَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. وَفِيمَا هُوَ صَاعِدٌ فِي ٱلطَّرِيقِ إِذَا بِصِبْيَانٍ صِغَارٍ خَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ وَسَخِرُوا مِنْهُ وَقَالُوا لَهُ: ٱصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! ٱصْعَدْ يَا أَقْرَعُ! 24 فَٱلْتَفَتَ إِلَى وَرَائِهِ وَنَظَرَ إِلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ. فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ ٱلْوَعْرِ وَٱفْتَرَسَتَا مِنْهُمُ ٱثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ وَلَداً. 25 وَذَهَبَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ، وَمِنْ هُنَاكَ رَجَعَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ».

نحميا 13: 25 - 27 ص 4: 25 و1ملوك 18: 19 و20

ٱصْعَدْ يَا أَقْرَعُ ربما كانوا قد سمعوا خبر صعود إيليا وبقولهم ازدروا بعمل الله العجيب واحتقروا خادمه. ولم يكن أليشع كبيراً في العمر وربما كانت قرعته غير اعتيادية وبخلاف إيليا إذا فهمنا من العبارة «رجل أشعر» (1: 8) إنه طويل الشعر مرخيّه.

لَعَنَهُمْ (ع 24 انظر 1: 10 وتفسيره) احتضن الأولاد وباركهم (مرقس 10: 16) وأما أولئك الأولاد في بيت إيل فكانوا كفرقة من جيش الشرير مرسلة لمقاومة أليشع ووراءهم كثيرون مستعدون ليتبعوهم ويكملوا عملهم. فلم يكن عمل أليشع للأولاد الأفراد بل لجيش الأشرار القادم عليه فلم يترك الرب عبده ليعملوا فيه كما أرادوا بل ردهم وقهرهم وعلّم أهل بيت إيل وشعب إسرائيل كلهم إنه الإله الحي القدير الغيور لمجد نفسه ولعبيده الأنبياء.

رَجَعَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ (ع 25) كانت السامرة قاعدة المملكة وكان لأليشع بيت فيها (5: 3 و9 و6: 32) وكان يعاشر الملك والشيوخ وله اعتبار بينهم. من ينفرد دائماً ومن لا ينفرد أبداً لا يقدران أن يعملا عمل الرب.

فوائد

ع 11 «الانتقال»

  1. إنه كان بلا جنازة وبلا دفن. فإن هذه الفرائض الدينية لائقة وليست ضرورية.

  2. إنه كان فجأة. وكان ذلك رحمة من الله لأنه انتقل بلا مرض وبلا ألم.

  3. إنه كان بالإيمان بالمسيح الذي رآه أولاً بالإيمان ثم بالجسد على جبل التجلي. وبالإيمان خلص لأنه كان رجلاً خاطئاً مثلنا.

    إنه كان مثالاً لنا لأن لنا رجاء بالصعود إلى السماء بعد القيامة لنكون مع الرب.

ع 19 - 22 «برئت المياه» مياه رديئة

(1) شرب المسكر (2) الكفر (3) المقامرة (4) قلوبنا الشريرة.

لا شيء يبرئ هذه المياه إلا إنجيل المسيح.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

1 - 3 «1 وَمَلَكَ يُورَامُ بْنُ أَخْآبَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. مَلَكَ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً. 2 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَلٰكِنْ لَيْسَ كَأَبِيهِ وَأُمِّهِ، فَإِنَّهُ أَزَالَ تِمْثَالَ ٱلْبَعْلِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ أَبُوهُ. 3 إِلاَّ أَنَّهُ لَصِقَ بِخَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. لَمْ يَحِدْ عَنْهَا».

ص 1: 17 ص 10: 18 و26 - 28 وخروج 23: 24 و1ملوك 16: 31 و32 و1ملوك 12: 28 - 32 و1ملوك 14: 9 و16

مَلَكَ يُورَامُ بْنُ أَخْآبَ لأن أخاه أخزيا قد مات ولم يكن له ابن.

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِيَهُوشَافَاطَ (انظر 1: 17 وتفسيره) وكان قد صار ليهورام بن يهوشافاط سنتان ملكاً على يهوذا مع أبيه (1: 17). وكانت أُلفة بين المملكتين لأن يهورام بن يهوشافاط قد أخذ عثليا ابنة أخآب. وكانت هذه الألفة خيراً لإسرائيل فلم يعمل يهورام شراً كأبيه وأمه وكانت ليهوذا شراً لأنه بواسطتها أدخل يهوذا عبادة البعل.

تِمْثَالَ ٱلْبَعْلِ (ع 2) ربما كان التمثال عموداً من حجر أو من خشب مغشّى بمعدن. وإزالة التمثال علامة إزالة العبادة. وله فضل في هذا العمل لأن العبادة التي رفضها هي عبادة أبيه وأمه وجيرانه وأقاربه من أهل صور وصيدا وكثيرين من شعبه.

إِلاَّ أَنَّهُ لَصِقَ بِخَطَايَا الخ (ع 3) كان السجود بواسطة العجلين في بيت إيل ودان أمراً سياسياً وليس أمراً دينياً فقط. لأنه لو أزال هذه العبادة كان الشعب رجعوا ليسجدوا للرب في أورشليم ورجوعهم الديني كان استلزم رجوعهم السياسي وخضوعهم لملوك يهوذا.

4 - 12 «4 وَكَانَ مِيشَعُ مَلِكُ مُوآبَ صَاحِبَ مَوَاشٍ، فَأَدَّى لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ مِئَةَ أَلْفِ خَرُوفٍ وَمِئَةَ أَلْفِ كَبْشٍ بِصُوفِهَا. 5 وَعِنْدَ مَوْتِ أَخْآبَ عَصَى مَلِكُ مُوآبَ عَلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 6 وَخَرَجَ ٱلْمَلِكُ يُورَامُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ وَعَدَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ، 7 وَذَهَبَ وَأَرْسَلَ إِلَى يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا يَقُولُ: قَدْ عَصَى عَلَيَّ مَلِكُ مُوآبَ. فَهَلْ تَذْهَبُ مَعِي إِلَى مُوآبَ لِلْحَرْبِ؟ فَقَالَ: أَصْعَدُ. مَثَلِي مَثَلُكَ. شَعْبِي كَشَعْبِكَ وَخَيْلِي كَخَيْلِكَ. 8 فَقَالَ: مِنْ أَيِّ طَرِيقٍ نَصْعَدُ؟. فَقَالَ: مِنْ طَرِيقِ بَرِّيَّةِ أَدُومَ. 9 فَذَهَبَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَمَلِكُ يَهُوذَا وَمَلِكُ أَدُومَ وَدَارُوا مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ. وَلَمْ يَكُنْ مَاءٌ لِلْجَيْشِ وَٱلْبَهَائِمِ ٱلَّتِي تَبِعَتْهُمْ. 10 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: آهِ عَلَى أَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَا هٰؤُلاَءِ ٱلثَّلاَثَةَ ٱلْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ! 11 فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: أَلَيْسَ هُنَا نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ ٱلرَّبَّ بِهِ؟ فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَقَالَ: هُنَا أَلِيشَعُ بْنُ شَافَاطَ ٱلَّذِي كَانَ يَصُبُّ مَاءً عَلَى يَدَيْ إِيلِيَّا. 12 فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: عِنْدَهُ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ. فَنَزَلَ إِلَيْهِ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ وَمَلِكُ أَدُومَ».

2صموئيل 8: 2 وإشعياء 16: 1 و2 ص 1: 1 و1ملوك 22: 4 ع 1 ع 7 و1ملوك 22: 47 و1ملوك 22: 7 ص 2: 25 و1ملوك 19: 21 ويوحنا 13: 4 و5 و13و14

مِيشَعُ انظر ديبون في قاموس الكتاب وصورة الحجر الموابي وترجمة المكتوب عليه. واسم الملك ميشع أو ميسا في السطر الأول وفيه ذكر حروب موآب مع عمري ملك إسرائيل وخضوعهم له ولابنه أربعين سنة ثم عصوا وأخذوا مدناً. والأرجح أن ذلك كان في مدة ملك أخزيا (1: 1).

بِصُوفِهَا بالأصل صوفها بلا حرف الباء فبعضهم يترجمون الجملة هكذا «أدى ملك إسرائيل صوف مئة ألف خروف ومئة ألف كبش». والظاهر أن ذلك كان كل سنة. فيدل على غنى بلاد موآب في المواشي وعظمة سلطة إسرائيل عليها.

وَعِنْدَ مَوْتِ أَخْآبَ (ع 5) اغتنمت موآب الفرصة لأن أخزيا كان مريضاً وضعيفاً.

وَأَرْسَلَ إِلَى يَهُوشَافَاطَ كان يهوشافاط قد أخذ أخت يهورام لابنه واتحد مع أخآب في محاربة راموت جلعاد (1ملوك 22) وحارب موآب سابقاً (2أيام 20) وجواب يهوشافاط ليهورام كجوابه لأبيه في أمر محاربة راموت جلعاد (1ملوك 22: 4).

فَقَالَ (ع 7) قال يهورام ليهوشافاط. كان إلى موآب طريقان أحدهما إلى الشرق وبعد عبور الأردن إلى الجنوب. والطريق الآخر إلى الجنوب غرب بحر لوط ثم إلى الشرق إلى أدوم ومنها إلى الشمال إلى موآب. وربما كان الموآبيون مستعدين للدفاع في الشمال ولم ينتظروا الهجوم من الجنوب. واستحسن يهوشافاط هذا الطريق لسبب آخر وهو أن يكون ملك في أدوم. ملك وكيل. وربما هذا الوكيل هو المسمى ملكاً هنا وربما كان تحت حماية يهوذا.

مَسِيرَةَ سَبْعَةِ أَيَّامٍ مسيرة الجيش بعدما اجتمع الملوك الثلاثة. والماء في تلك النواحي قليل والجيش كبير. وكان ذلك من سوء التدبير لأنه كان يجب على القواد أن يسألوا قبلما تقدموا.

فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ الخ (ع 11) ذات القول الذي قاله لأخآب حينما تفاوضا في محاربة راموت جلعاد (1ملوك 22: 5 - 7) وقوله دليل على تقواه غير أنه كان يجب السؤال من الرب في الأول.

هُنَا أَلِيشَعُ إن الرب يستعد لاستجابة الصلاة قبلما تُقدم وربما كان قد قال لأليشع أن يسير مع الجيش لأنه سبق فعرف أنهم سيقعون في ضيق ويطلبون نبياً ليسألوا الرب به.

كَانَ يَصُبُّ مَاءً أي كان خادماً وتلميذاً لإيليا.

فَنَزَلَ إِلَيْهِ (ع 12) كرموا النبي وأظهروا اعتبارهم لإلهه لأنهم لم يستدعوه ليحضر إليهم بل ذهبوا هم إليه.

13 - 20 «13 فَقَالَ أَلِيشَعُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: مَا لِي وَلَكَ! ٱذْهَبْ إِلَى أَنْبِيَاءِ أَبِيكَ وَإِلَى أَنْبِيَاءِ أُمِّكَ. فَقَالَ لَهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: كَلاَّ. لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَا هٰؤُلاَءِ ٱلثَّلاَثَةَ ٱلْمُلُوكِ لِيَدْفَعَهُمْ إِلَى يَدِ مُوآبَ. 14 فَقَالَ أَلِيشَعُ: حَيٌّ هُوَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ ٱلَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ إِنَّهُ لَوْلاَ أَنِّي رَافِعٌ وَجْهَ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا لَمَا كُنْتُ أَنْظُرُ إِلَيْكَ وَلاَ أَرَاكَ. 15 وَٱلآنَ فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ. وَلَمَّا ضَرَبَ ٱلْعَوَّادُ بِٱلْعُودِ كَانَتْ عَلَيْهِ يَدُ ٱلرَّبِّ 16 فَقَالَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: ٱجْعَلُوا هٰذَا ٱلْوَادِيَ جباباً (حُفَراً حُفَراً). 17 لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: لاَ تَرَوْنَ رِيحاً وَلاَ تَرَوْنَ مَطَراً وَهٰذَا ٱلْوَادِي يَمْتَلِئُ مَاءً، فَتَشْرَبُونَ أَنْتُمْ وَمَاشِيَتُكُمْ وَبَهَائِمُكُمْ. 18 وَذٰلِكَ يَسِيرٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، فَيَدْفَعُ مُوآبَ إِلَى أَيْدِيكُمْ. 19 فَتَضْرِبُونَ كُلَّ مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ وَكُلَّ مَدِينَةٍ مُخْتَارَةٍ وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ وَتَطُمُّونَ جَمِيعَ عُيُونِ ٱلْمَاءِ وَتُفْسِدُونَ كُلَّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ بِٱلْحِجَارَةِ. 20 وَفِي ٱلصَّبَاحِ عِنْدَ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ إِذَا مِيَاهٌ آتِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ أَدُومَ، فَٱمْتَلأَتِ ٱلأَرْضُ مَاءً».

حزقيال 14: 3 - 5 و1ملوك 18: 19 و22: 6 - 11 و22: 25 ص 5: 16 و1ملوك 17: 1 و1صموئيل 16: 23 و1أيام 25: 1 و1ملوك 18: 46 وحزقيال 1: 3 ع 25 خروج 29: 39 و40

مَا لِي وَلَكَ كلم الملك الشرير بلا خوف. ونستنتج من قوله أن الملك يهورام لم يكن قد أباد عبادة البعل وإن كان قد أزال تمثاله. إن امتحان الدين هو الضيق والإله الحقيقي هو الذي يكون في الضيقات عوناً شديداً فالتجأ يهورام في ضيقه إلى الرب وليس إلى البعل.

كَلاَّ لم يرد أن يذهب إلى أنبياء البعل لأن عبادته له كانت عبادة سياسية فقط وليس من قلبه.

لَوْلاَ أَنِّي رَافِعٌ وَجْهَ يَهُوشَافَاطَ (ع 14) لم يكن يهوشافاط كاملاً وكان الرب قد انتهزه على خطيئة اتحاده مع الأشرار (2أيام 19: 1 - 3 و20: 37) ولكنه لم يترك الرب ولم يسجد للأصنام. فانتفع الأشرار بوجود بار بينهم غير أن البار تضايق بوجوده معهم.

فَأْتُونِي بِعَوَّادٍ (ع 15) كان داود يضرب بالعود لأجل شاول (1صموئيل 16: 23). والضرب بآلات الموسيقى وصوت الترنيم يساعد في العبادة ويعد القلب ليسمع كلام الله.

جباباً (حُفَراً حُفَراً) (ع 16) لأجل حفظ الماء وفي هذه الوصية استعداد للبركة المعدة لهم أي الماء وامتحان إيمانهم أيضاً. ولعلهم افتكروا لماذا الجباب فإنه ليس ماء ولا ما يدل على مطر والأيام ليست أيام الشتاء.

وَلاَ تَرَوْنَ مَطَراً (ع 17) يكون المطر في مكان بعيد عنهم فيجري الماء من الجبال إلى الوادي الذي كانوا حالّين فيه.

فَيَدْفَعُ مُوآبَ إِلَى أَيْدِيكُمْ (ع 18) كان الماء عربون البركات فلما أخذوا البركة الأولى تحققوا أنهم سيأخذون الثانية أيضاً.

وَتَقْطَعُونَ كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ (ع 19) إن هذا العمل مخالف لقوانين الحرب والإنسانية. ولكن الأرض والساكنين فيها للرب. وعرف الموآبيين وجميع أعمالهم وأفكارهم وما كان من الخطر على شعبه وعلى الدين الحق لو بقوا كما هم في حال الراحة والأمان. وديّان الأرض لا يصنع إلا عدلاً.

عِنْدَ إِصْعَادِ ٱلتَّقْدِمَةِ (ع 20 لاويين 2: 1) وكانت تُصعد تقدمة كل يوم صباحاً ومساء (خروج 29: 38 و39) ولا نقدر أن نثبت أنهم قدموا التقدمات الشرعية اليومية وهم سائرون ومحاربون. وربما هنا إشارة إلى الوقت فقط أي الوقت الذي فيه تقدم التقدمة الصحية.

آتِيَةٌ عَنْ طَرِيقِ أَدُومَ فلم ير الإسرائيليون ولا الموآبيون المطر والريح لأن المطر كان في أدوم.

21 - 27 «21 وَلَمَّا سَمِعَ كُلُّ ٱلْمُوآبِيِّينَ أَنَّ ٱلْمُلُوكَ قَدْ صَعِدُوا لِمُحَارَبَتِهِمْ جَمَعُوا كُلَّ مُتَقَلِّدِي ٱلسِّلاَحِ فَمَا فَوْقُ، وَوَقَفُوا عَلَى ٱلتُّخُمِ. 22 وَبَكَّرُوا صَبَاحاً وَٱلشَّمْسُ أَشْرَقَتْ عَلَى ٱلْمِيَاهِ، وَرَأَى ٱلْمُوآبِيُّونَ مُقَابِلَهُمُ ٱلْمِيَاهَ حَمْرَاءَ كَٱلدَّمِ. 23 فَقَالُوا: هٰذَا دَمٌ! قَدْ تَحَارَبَ ٱلْمُلُوكُ وَضَرَبَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَٱلآنَ فَإِلَى ٱلنَّهْبِ يَا مُوآبُ. 24 وَأَتَوْا إِلَى مَحَلَّةِ إِسْرَائِيلَ، فَقَامَ إِسْرَائِيلُ وَضَرَبُوا ٱلْمُوآبِيِّينَ فَهَرَبُوا مِنْ أَمَامِهِمْ، فَدَخَلُوهَا وَهُمْ يَضْرِبُونَ ٱلْمُوآبِيِّينَ. 25 وَهَدَمُوا ٱلْمُدُنَ، وَكَانَ كُلُّ وَاحِدٍ يُلْقِي حَجَرَهُ فِي كُلِّ حَقْلَةٍ جَيِّدَةٍ حَتَّى مَلأُوهَا، وَطَمُّوا جَمِيعَ عُيُونِ ٱلْمَاءِ وَقَطَعُوا كُلَّ شَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ. وَلٰكِنَّهُمْ أَبْقَوْا فِي «قِيرِ حَارِسَةَ» حِجَارَتَهَا. وَٱسْتَدَارَ أَصْحَابُ ٱلْمَقَالِيعِ وَضَرَبُوهَا. 26 فَلَمَّا رَأَى مَلِكُ مُوآبَ أَنَّ ٱلْحَرْبَ قَدِ ٱشْتَدَّتْ عَلَيْهِ أَخَذَ مَعَهُ سَبْعَ مِئَةِ رَجُلٍ مُسْتَلِّي ٱلسُّيُوفِ لِيَشُقُّوا إِلَى مَلِكِ أَدُومَ، فَلَمْ يَقْدِرُوا. 27 فَأَخَذَ ٱبْنَهُ ٱلْبِكْرَ ٱلَّذِي كَانَ مَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عَلَى ٱلسُّورِ. فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ. فَٱنْصَرَفُوا عَنْهُ وَرَجَعُوا إِلَى أَرْضِهِمْ» .

ع 19 إشعياء 16: 7 وإرميا 48: 31 و36 عاموس 2: 1 وميخا 6: 7

حَمْرَاءَ كَٱلدَّمِ (ع 22) ربما كانت المياه التي نزلت من أدوم سيلاً كدراً فظهرت حمراء من تراب أرض أدوم. وربما كانت حمراء من مجرد انعكاس شعاع الشمس. وليس في هذه الحادثة ما يفوق الطبيعة إلا أن الرب أرسل لهم المياه في وقت احتياجهم وجعل هذا الوهم في عقول الموآبيين.

قَدْ تَحَارَبَ ٱلْمُلُوكُ (ع 23) عرفوا من أخبارهم حديثاً في محاربتهم يهوشافاط (2أيام 20: 23) إمكانية الاختلاف ضمن الجيش.

فَدَخَلُوهَا أي دخل الإسرائيليون أرض موآب.

وَهَدَمُوا الخ (ع 25) إطاعة لأمر الرب (ع 19).

قِيرِ حَارِسَةَ أو قير حارس (إرميا 48: 31) أو قير موآب (إشعياء 15: 1) وهي كرك الحالية وموقعها على رأس تل حوله أودية عميقة. وهي مدينة منيعة محصنة. ومعنى لفظة قير (سور) وربما كانت قير حارسة وحدها ذات سور فأبقاها الإسرائيليون بعدما هدموا غيرها من المدن. غير أنهم ضربوها بالمقاليع وضايقوا أهلها.

لِيَشُقُّوا إِلَى مَلِكِ أَدُومَ (ع 26) ربما رأى الصف من جهة ملك أدوم أضعف من غيره أو رجا أنه يترك حليفيه وينحاز إليه. أو كان قد اشتد غضبه عليه بعض الاشتداد لأنه كان سابقاً حليفه فتركه (2أيام 20: 22).

فَأَخَذَ ٱبْنَهُ (ع 27) أي ملك موآب أخذ ابنه والابن هو ابن ملك موآب.

وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً (ميخا 6: 7) لإلهه كموش لزعمه أنه يرضى عنه. وذبح الأولاد والأبكار للآلهة من عادات الوثنيين.

فَكَانَ غَيْظٌ عَظِيمٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ ومن التفاسير الكثيرة نذكر (1) إن ملكي يهوذا وأدوم لما رأيا تلك الذبيحة الهائلة ندما على ما كانوا سببوا من القساوة المفرطة وجعلا المسؤولية على ملك إسرائيل لكونه المحرك المقدام في الحرب (2) وبعضهم يترجمون الجملة «فحنق إسرائيل حنقاً شديداً وانصرفوا عنه (أي عن ملك موآب) ورجعوا إلى أرضهم» (3) وبعضهم يفهمون أن الغيظ كان من الموآبيين على إسرائيل وحليفيه وكان قد اشتعل لما رأوا ذبيحة ابن ملكهم البكر وولي العهد على السور. فتشددوا في الدفاع حتى التزم الإسرائيليون أن ينصرفوا عنهم. وربما توهم الإسرائيليون أنه بواسطة هذه الذبيحة يقوم كموش لينصر الموآبيين فخافوا وانصرفوا. وبعضهم يفهمون أن الابن الذي ذُبح هو ابن ملك أدوم الذي كان قد أسره ملك موآب ويرون في عاموس 2: 1 إشارة إلى هذه الحادثة.

فوائد

ع 2 «أزال تمثال البعل» إصلاح غير كامل. ومن أنواعه:

  1. ترك بعض الخطايا مع التمسك بالبعض الآخر كمن يترك السكر ولا يترك اللعن والتجديف.

  2. ترك الخطايا في بعض الأيام كأيام الصوم وغض النظر عنها في البعض الآخر كأيام الأعياد.

  3. إصلاح الاعتقاد كما في دستور الإيمان بلا إصلاح في السلوك وبالعكس إصلاح في السلوك بلا إصلاح في الاعتقاد.

  4. إصلاح لأجل منفعة عالمية كإصلاح الخادم لكي يبقى في خدمته أو إصلاح التاجر لأجل الربح في تجارته.

  5. كل إصلاح لا يمس القلب. لأنه إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله.

ع 16 «اجعلوا هذا الوادي جباباً جباباً». جباب الإيمان

  1. إنه علينا أن نصدق مواعيد الله ونعمل بموجبها وإن كان العمل عبثاً حسب الظاهر كما عملوا الجباب في أرض يابسة وعملوها قبل المطر دون علامات تدل على أن المطر قريب.

  2. إنه علينا العمل والعمل باجتهاد وإن كانت البركة من الرب. وعلينا التوفير في استعمال بركات الرب وإن كان هو غنياً وقادراً على كل شيء. كانت الجباب لحفظ الماء. قال يسوع اجمعوا الكِسر الفاضلة لكي لا يضيع شيء.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

1 - 7 «1 وَصَرَخَتْ إِلَى أَلِيشَعَ ٱمْرَأَةٌ مِنْ نِسَاءِ بَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ قَائِلَةً: إِنَّ عَبْدَكَ زَوْجِي قَدْ مَاتَ، وَأَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ عَبْدَكَ كَانَ يَخَافُ ٱلرَّبَّ. فَأَتَى ٱلْمُرَابِي لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ. 2 فَقَالَ لَهَا أَلِيشَعُ: مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ؟ أَخْبِرِينِي مَاذَا لَكِ فِي ٱلْبَيْتِ. فَقَالَتْ: لَيْسَ لِجَارِيَتِكَ شَيْءٌ فِي ٱلْبَيْتِ إِلاَّ دُهْنَةَ زَيْتٍ. 3 فَقَالَ: ٱذْهَبِي ٱسْتَعِيرِي لِنَفْسِكِ أَوْعِيَةً مِنْ خَارِجٍ مِنْ عِنْدِ جَمِيعِ جِيرَانِكِ، أَوْعِيَةً فَارِغَةً. لاَ تُقَلِّلِي. 4 ثُمَّ ٱدْخُلِي وَأَغْلِقِي ٱلْبَابَ عَلَى نَفْسِكِ وَعَلَى بَنِيكِ، وَصُبِّي فِي جَمِيعِ هٰذِهِ ٱلأَوْعِيَةِ، وَمَا ٱمْتَلأَ ٱنْقُلِيهِ. 5 فَذَهَبَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَأَغْلَقَتِ ٱلْبَابَ عَلَى نَفْسِهَا وَعَلَى بَنِيهَا. فَكَانُوا هُمْ يُقَدِّمُونَ لَهَا ٱلأَوْعِيَةَ وَهِيَ تَصُبُّ. 6 وَلَمَّا ٱمْتَلأَتِ ٱلأَوْعِيَةُ قَالَتْ لابْنِهَا: قَدِّمْ لِي أَيْضاً وِعَاءً. فَقَالَ لَهَا: لاَ يُوجَدُ بَعْدُ وِعَاءٌ. فَوَقَفَ ٱلزَّيْتُ. 7 فَأَتَتْ وَأَخْبَرَتْ رَجُلَ ٱللّٰهِ فَقَالَ: ٱذْهَبِي بِيعِي ٱلزَّيْتَ وَأَوْفِي دَيْنَكِ وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ».

ص 2: 3 لاويين 25: 29 - 41 و48 و1صموئيل 22: 2 ونحميا 5: 2 - 5 و1ملوك 12: 22

مِنْ نِسَاءِ بَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ نستنتج أن بعض بني الأنبياء كانوا متزوجين ولهم بيوت وأملاك وأعمال خاصة. وكان أليشع رئيسهم فصرخت الأرملة إليه. وللأرامل واليتامى عناية خصوصية من الله.

فَأَتَى ٱلْمُرَابِي ربما التزم صاحب البيت في مرضه الأخير أن يستدين لأجل نفقات بيته الضرورية.

لِيَأْخُذَ وَلَدَيَّ لَهُ عَبْدَيْنِ وشريعة موسى تذكر هذا الأمر ولا تمنعه غير أنها حفظت ولطفت أحوال المدينين (لاويين 25: 35 - 46) والمرابي المذكور هنا هو كالفريسيين في زمان يسوع الذين كانوا يأكلون بيوت الأرامل فعاتبهم يسوع.

مَاذَا أَصْنَعُ لَكِ الخ (ع 2) لا يقدر أن يتكلم مع المرابي لأنه من طمعه وقساوة قلبه لا يقبل الإنذار وليس لأليشع مال ليوفي عنها.

دُهْنَةَ زَيْتٍ ما يكفي لدهن لقمة من الخبز أي قليل من الزيت. والرب يطلب منا أن نقدم له ما عندنا وإن كان قليلاً وببركة الرب يصير القليل كثيراً. كما شبع خمسة آلاف من خمس خبزات بعدما بارك الرب. وبتقدمة المرأة للنبي اشتركت في عمل الرب.

ٱسْتَعِيرِي (ع 3) في ذلك دليل على فقرها لأن ليس لها أوعية في البيت. وعلى امتحان إيمانها لأنها استعارب أوعية وليس لها شيء لتضعه فيها. وربما جاراتها كن من نساء الأنبياء ولهن إيمان فأعرن الأوعية بسرور.

لاَ تُقَلِّلِي وهكذا يقول الرب لجميع الذين يسألونه. لا تقللوا بل اطلبوا أموراً كثيرة وعظيمة ومن يطلب هكذا يكرم الرب (مزمور 81: 10).

أَغْلِقِي ٱلْبَابَ (ع 4) لكي توجه أفكارها للرب (متّى 6: 6) وللبيان أن الزيت لم يأتها من الخارج.

فَوَقَفَ ٱلزَّيْتُ (ع 6) لم يقف حتى امتلأت جميع الأوعية الموجودة. ولا شك في أنه لو كانت الأوعية أكثر كان الزيت أكثر. ولو طلبنا من الرب بركات أعظم وأكثر كان أعطانا مطلوبنا.

أَخْبَرَتْ رَجُلَ ٱللّٰهِ (ع 7) لم تحسب أن الزيت لها بل هو للرب فعليها أن تعمل فيه كما أراد الرب.

وَعِيشِي أَنْتِ وَبَنُوكِ بِمَا بَقِيَ كان وفاء الدين أُولى الواجبات.

8 - 17 «8 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ عَبَرَ أَلِيشَعُ إِلَى شُونَمَ. وَكَانَتْ هُنَاكَ ٱمْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ فَأَمْسَكَتْهُ لِيَأْكُلَ خُبْزاً. وَكَانَ كُلَّمَا عَبَرَ يَمِيلُ إِلَى هُنَاكَ لِيَأْكُلَ خُبْزاً. 9 فَقَالَتْ لِرَجُلِهَا: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ رَجُلَ ٱللّٰهِ مُقَدَّسٌ ٱلَّذِي يَمُرُّ عَلَيْنَا دَائِماً. 10 فَلْنَعْمَلْ عُلِّيَّةً عَلَى ٱلْحَائِطِ صَغِيرَةً وَنَضَعْ لَهُ هُنَاكَ سَرِيراً وَخِوَاناً وَكُرْسِيّاً وَمَنَارَةً، حَتَّى إِذَا جَاءَ إِلَيْنَا يَمِيلُ إِلَيْهَا. 11 وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ جَاءَ إِلَى هُنَاكَ وَمَالَ إِلَى ٱلْعُلِّيَّةِ وَٱضْطَجَعَ فِيهَا. 12 فَقَالَ لِجِيحَزِي غُلاَمِهِ: ٱدْعُ هٰذِهِ ٱلشُّونَمِيَّةَ. فَدَعَاهَا فَوَقَفَتْ أَمَامَهُ. 13 فَقَالَ لَهُ: قُلْ لَهَا: هُوَذَا قَدِ ٱنْزَعَجْتِ بِسَبَبِنَا كُلَّ هٰذَا ٱلانْزِعَاجِ، فَمَاذَا يُصْنَعُ لَكِ؟ هَلْ لَكِ مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى ٱلْمَلِكِ أَوْ إِلَى رَئِيسِ ٱلْجَيْشِ؟ فَقَالَتْ: إِنَّمَا أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسَطِ شَعْبِي. 14 ثُمَّ قَالَ: فَمَاذَا يُصْنَعُ لَهَا؟ فَقَالَ جِيحَزِي: إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا ٱبْنٌ وَرَجُلُهَا قَدْ شَاخَ. 15 فَقَالَ: ٱدْعُهَا. فَدَعَاهَا فَوَقَفَتْ فِي ٱلْبَابِ. 16 فَقَالَ: فِي هٰذَا ٱلْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ ٱلْحَيَاةِ تَحْتَضِنِينَ ٱبْناً. فَقَالَتْ: لاَ يَا سَيِّدِي رَجُلَ ٱللّٰهِ! لاَ تَكْذِبْ عَلَى جَارِيَتِكَ!. 17 فَحَبِلَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَوَلَدَتِ ٱبْناً فِي ذٰلِكَ ٱلْمِيعَادِ نَحْوَ زَمَانِ ٱلْحَيَاةِ كَمَا قَالَ لَهَا أَلِيشَعُ».

يشوع 19: 18 و1صموئيل 25: 2 و2صموئيل 19: 32 ع 7 ع 29 - 31 و5: 20 - 27 و8: 4 و5 تكوين 18: 14 ع 28

شُونَمَ كانت لسبط يساكر (يشوع 19: 18) حل الفلسطينيون فيها قبل معركة جلبوع العظيمة وكانت مسكن أبيشج (1ملوك 1: 3) وهي سولم على جانب جبل الدوحي الجنوبي الغربي على بعد ثلاثة أميال من يزرعيل.

ٱمْرَأَةٌ عَظِيمَةٌ أي غنية أو امرأة رجل غني. ونستنتج من سياق الكلام أنها كانت نبيهة ذكية تقية وفي هذه الصفات متقدمة على رجلها.

فَأَمْسَكَتْهُ كان أليشع يمر على شونم كثيراً لأنها على طريقه من الكرمل إلى مدن الجليل ومدارس الأنبياء في الجلجال وبيت إيل وغيرها. وكانت هذه المرأة كريمة غيورة فنستدل على وجود أناس يخافون الرب حتى في أيام الانحطاط الديني وامتداد عبادة البعل.

عُلِّيَّةً (ع 10) مكان منفرد عن بقية البيت وموافق لراحة النبي وعبادته السرّية. وكانت مخصصة له كأنها بيته.

جِيحَزِي غُلاَمِهِ (ع 12) خادمه كما كان أليشع خادماً لإيليا ولكننا سنرى (5: 20 - 27) أنه كان رجلاً طماعاً ليس فيه إيمان سيده.

مَا يُتَكَلَّمُ بِهِ إِلَى ٱلْمَلِكِ (ع 13) نرى أن الملك وإن كان شريراً كان يعتبر أليشع ويسمع كلامه (3: 12 و6: 9 و21 و13: 14) ونرى كرم أخلاق أليشع فإنه قد شكرها وأراد أن يعوّض عليها.

أَنَا سَاكِنَةٌ فِي وَسَطِ شَعْبِي ليس لها من يؤذيها وهي مستريحة وراضية عن حالها.

إِنَّهُ لَيْسَ لَهَا ٱبْنٌ (ع 14) وربما لم تذكر المرأة هذا الأمر لأنها افتكرت أنه ليس فيه رجاء فقالت لا تكذب على جاريتك أي لم تصدق إن هذا الأمر يكون.

18 - 31 «18 وَكَبِرَ ٱلْوَلَدُ. وَفِي ذَاتِ يَوْمٍ خَرَجَ إِلَى أَبِيهِ إِلَى ٱلْحَصَّادِينَ. 19 وَقَالَ لأَبِيهِ: رَأْسِي رَأْسِي. فَقَالَ لِلْغُلاَمِ: ٱحْمِلْهُ إِلَى أُمِّهِ. 20 فَحَمَلَهُ وَأَتَى بِهِ إِلَى أُمِّهِ، فَجَلَسَ عَلَى رُكْبَتَيْهَا إِلَى ٱلظُّهْرِ وَمَاتَ. 21 فَصَعِدَتْ وَأَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ ٱللّٰهِ وَأَغْلَقَتْ عَلَيْهِ وَخَرَجَتْ. 22 وَنَادَتْ رَجُلَهَا وَقَالَتْ: أَرْسِلْ لِي وَاحِداً مِنَ ٱلْغِلْمَانِ وَإِحْدَى ٱلأُتُنِ فَأَجْرِيَ إِلَى رَجُلِ ٱللّٰهِ وَأَرْجِعَ. 23 فَقَالَ: لِمَاذَا تَذْهَبِينَ إِلَيْهِ ٱلْيَوْمَ؟ لاَ رَأْسُ شَهْرٍ وَلاَ سَبْتٌ. فَقَالَتْ: سَلاَمٌ. 24 وَشَدَّتْ عَلَى ٱلأَتَانِ، وَقَالَتْ لِغُلاَمِهَا: سُقْ وَسِرْ وَلاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي فِي ٱلرُّكُوبِ إِنْ لَمْ أَقُلْ لَكَ. 25 وَٱنْطَلَقَتْ حَتَّى جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ ٱللّٰهِ إِلَى جَبَلِ ٱلْكَرْمَلِ. فَلَمَّا رَآهَا رَجُلُ ٱللّٰهِ مِنْ بَعِيدٍ قَالَ لِجِيحَزِي غُلاَمِهِ: هُوَذَا تِلْكَ ٱلشُّونَمِيَّةُ. 26 اُرْكُضِ ٱلآنَ لِلِقَائِهَا وَقُلْ لَهَا: أَسَلاَمٌ لَكِ؟ أَسَلاَمٌ لِزَوْجِكِ؟ أَسَلاَمٌ لِلْوَلَدِ؟ فَقَالَتْ: سَلاَمٌ. 27 فَلَمَّا جَاءَتْ إِلَى رَجُلِ ٱللّٰهِ إِلَى ٱلْجَبَلِ أَمْسَكَتْ رِجْلَيْهِ. فَتَقَدَّمَ جِيحَزِي لِيَدْفَعَهَا. فَقَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ: دَعْهَا لأَنَّ نَفْسَهَا مُرَّةٌ فِيهَا وَٱلرَّبُّ كَتَمَ ٱلأَمْرَ عَنِّي وَلَمْ يُخْبِرْنِي. 28 فَقَالَتْ: هَلْ طَلَبْتُ ٱبْناً مِنْ سَيِّدِي؟ أَلَمْ أَقُلْ لاَ تَخْدَعْنِي؟ 29 فَقَالَ لِجِيحَزِي: اُشْدُدْ حَقَوَيْكَ وَخُذْ عُكَّازِي بِيَدِكَ وَٱنْطَلِقْ، وَإِذَا صَادَفْتَ أَحَداً فَلاَ تُبَارِكْهُ، وَإِنْ بَارَكَكَ أَحَدٌ فَلاَ تُجِبْهُ. وَضَعْ عُكَّازِي عَلَى وَجْهِ ٱلصَّبِيِّ. 30 فَقَالَتْ أُمُّ ٱلصَّبِيِّ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ وَحَيَّةٌ هِيَ نَفْسُكَ إِنِّي لاَ أَتْرُكُكَ. فَقَامَ وَتَبِعَهَا. 31 وَجَازَ جِيحَزِي قُدَّامَهُمَا وَوَضَعَ ٱلْعُكَّازَ عَلَى وَجْهِ ٱلصَّبِيِّ فَلَمْ يَكُنْ صَوْتٌ وَلاَ مُصْغٍ. فَرَجَعَ لِلِقَائِهِ وَأَخْبَرَهُ قَائِلاً: لَمْ يَنْتَبِهِ ٱلصَّبِيُّ».

ع 32 ع 7 عدد 10: 10 و28: 11 و1أيام 23: 31 ص 2: 25 ع 25 ع 16 ص 9: 1 و1ملوك 18: 46 ص 2: 14 وخروج 4: 17 لوقا 10: 4 خروج 7: 19 و20 و14: 16 ص 2: 2 و4

ٱلْحَصَّادِينَ أراضي شونم مخصبة جداً حتى اليوم. ونستنتج أن الرجل كان غنياً له أراضٍ متسعة وكثير من الخدام والحصادين.

رَأْسِي رَأْسِي (ع 19) قول الولد يدل على ضربة الشمس لأن الشمس في أيام الحصاد قوية جداً وربما لم يعتن به أحد لأن الجميع كانوا مشغولين.

أَضْجَعَتْهُ عَلَى سَرِيرِ رَجُلِ ٱللّٰهِ (ع 21) لأن العلّية كانت على حدة أو لأنها قصدت الذهاب إلى أليشع فيأتي هو ويجد الولد على سريره.

فَأَجْرِيَ... وَأَرْجِعَ (ع 22) من شونم إلى الكرمل مسافة نحو ست ساعات.

لِمَاذَا تَذْهَبِينَ الخ (ع 23) ربما لم يعرف أن الولد كان قد مات أو لم يصدق أن أليشع أو غيره يقدر أن يعمل شيئاً لأجل الولد بعدما يكون قد مات. ونستنتج أنه كان في الكرمل اجتماعات دينية في أوقات معروفة فحُفظت عبادة الرب في زمان الانحطاط والسجود للأصنام. وكان رأس الشهر عيداً للرب (عدد 10: 10).

فَقَالَتْ سَلاَمٌ لم ترد أن تتكلم مع رجلها ربما من عجلتها أو لأنه لو عرف قصدها لما استحسنه.

لاَ تَتَعَوَّقْ لأَجْلِي (ع 24) أي سق الأتان ولا تتعوق خوفاً من أن تزعجني.

اُرْكُضِ ٱلآنَ لِلِقَائِهَا (ع 26) عرف من مجيئها في وقت غير اعتيادي وهي مستعجلة أنه قد حدث شيء يستلزم المساعدة منه بالعجل. وقولها سلام لا يفيد إلا عدم الجواب لأنها لم تستحسن أن تتعوق بالكلام مع خادم النبي بل أرادت أن تصل إلى النبي نفسه سريعاً.

لِيَدْفَعَهَا (ع 27) من صغر عقله لم يفتكر إلا بواجبات الاحترام وأما النبي فنظر إلى ما كان أعمق من الواجبات الخارجية.

ٱلرَّبُّ كَتَمَ ٱلأَمْرَ عَنِّي إن الرب لم يعلن لأليشع أو لغيره من الأنبياء كل الأمور بل كانوا يستخبرون ويتعلمون الأمور الاعتيادية مثلنا.

فَقَالَتْ هَلْ طَلَبْتُ ٱبْناً مِنْ سَيِّدِي (ع 28) لم تقل إلا هذه الجملة المختصرة والنبي فهم منها أن الولد قد مات.

وَخُذْ عُكَّازِي (ع 29) ربما افتكر أن عكازه كعصا موسى التي بها صنع آيات أو رداء إيليا الذي به فلق الأردن. ولكن تعلّم أليشع وجيحزي والشونمية وغيرهم أن القوة ليست بالعكاز بل من الرب ولم يرد الرب أن يستعمل عكازاً بل استعمل النبي نفسه وأقام الولد استجابة للصلاة باللجاجة.

32 - 37 «32 وَدَخَلَ أَلِيشَعُ ٱلْبَيْتَ وَإِذَا بِٱلصَّبِيِّ مَيِّتٌ وَمُضْطَجِعٌ عَلَى سَرِيرِهِ. 33 فَدَخَلَ وَأَغْلَقَ ٱلْبَابَ عَلَى نَفْسَيْهِمَا كِلَيْهِمَا وَصَلَّى إِلَى ٱلرَّبِّ. 34 ثُمَّ صَعِدَ وَٱضْطَجَعَ فَوْقَ ٱلصَّبِيِّ وَوَضَعَ فَمَهُ عَلَى فَمِهِ وَعَيْنَيْهِ عَلَى عَيْنَيْهِ وَيَدَيْهِ عَلَى يَدَيْهِ، وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَسَخِنَ جَسَدُ ٱلْوَلَدِ. 35 ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي ٱلْبَيْتِ تَارَةً إِلَى هُنَا وَتَارَةً إِلَى هُنَاكَ، وَصَعِدَ وَتَمَدَّدَ عَلَيْهِ فَعَطَسَ ٱلصَّبِيُّ سَبْعَ مَرَّاتٍ ثُمَّ فَتَحَ ٱلصَّبِيُّ عَيْنَيْهِ. 36 فَدَعَا جِيحَزِي وَقَالَ: اُدْعُ هٰذِهِ ٱلشُّونَمِيَّةَ فَدَعَاهَا. وَلَمَّا دَخَلَتْ إِلَيْهِ قَالَ: ٱحْمِلِي ٱبْنَكِ. 37 فَأَتَتْ وَسَقَطَتْ عَلَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَتْ إِلَى ٱلأَرْضِ، ثُمَّ حَمَلَتِ ٱبْنَهَا وَخَرَجَتْ».

ع 4 ومتى 6: 6 ولوقا 8: 51 و1ملوك 17: 21 - 23 عبرانيين 11: 35

وَإِذَا بِٱلصَّبِيِّ مَيِّتٌ مات موتاً حقيقياً ولم يُغش عليه فقط.

وَصَلَّى إِلَى ٱلرَّبِّ (ع 33) كانت صلاته دليلاً: (1) على محبته للولد واهتمامه بأهله (2) على عدم الاتكال على العكاز أو على الخادم أو على نفسه (3) على رجائه بأن الرب يسمع ويستجيب ويقيم الولد لأنه قادر على كل شيء.

ثُمَّ عَادَ وَتَمَشَّى فِي ٱلْبَيْتِ (ع 35) دليل على اضطراب أفكاره لأن الرب لم يستجب له في أول الأمر وإن لم يقم الولد يستهزئ الناس به ويجدفون على الرب. واهتم بالولد أيضاً لأنه كان يحب الولد وأهله.

وَسَجَدَتْ إِلَى ٱلأَرْضِ (ع 37) كان سجودها للرب الذي رأت قوته في العمل واعترفت أيضاً بأن أليشع نبيه. وشكرت للرب قبلما احتضنت ابنها.

38 - 41 «38 وَرَجَعَ أَلِيشَعُ إِلَى ٱلْجِلْجَالِ. وَكَانَ جُوعٌ فِي ٱلأَرْضِ وَكَانَ بَنُو ٱلأَنْبِيَاءِ جُلُوساً أَمَامَهُ. فَقَالَ لِغُلاَمِهِ: هَيِّئِ ٱلْقِدْرَ ٱلْكَبِيرَةَ وَٱسْلُقْ سَلِيقَةً لِبَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ. 39 وَخَرَجَ وَاحِدٌ إِلَى ٱلْحَقْلِ لِيَلْتَقِطَ بُقُولاً، فَوَجَدَ يَقْطِيناً بَرِّيّاً، فَٱلْتَقَطَ مِنْهُ قُثَّاءً بَرِّيّاً مِلْءَ ثَوْبِهِ، وَأَتَى وَقَطَّعَهُ فِي قِدْرِ ٱلسَّلِيقَةِ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا. 40 وَصَبُّوا لِلْقَوْمِ لِيَأْكُلُوا. وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ مِنَ ٱلسَّلِيقَةِ صَرَخُوا: فِي ٱلْقِدْرِ مَوْتٌ يَا رَجُلَ ٱللّٰهِ! وَلَمْ يَسْتَطِيعُوا أَنْ يَأْكُلُوا. 41 فَقَالَ: هَاتُوا دَقِيقاً. فَأَلْقَاهُ فِي ٱلْقِدْرِ وَقَالَ: صُبَّ لِلْقَوْمِ فَيَأْكُلُوا. فَكَأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ شَيْءٌ رَدِيءٌ فِي ٱلْقِدْرِ».

ص 2: 1 ص 8: 1 ص 2: 3 لوقا 10: 39 وأعمال 22: 3 حزقيال 11: 3 و7 و11 و24: 3 ص 2: 21 وخروج 15: 25

ٱلْجِلْجَالِ (انظر 2: 1 وتفسيره) كانت الجلجال في أفرايم إلى الشمال من بيت إيل وكان أليشع يتردد إليها لأن فيها مدرسة للأنبياء.

وَكَانَ جُوعٌ (ربما المذكور في 8: 1).

جُلُوساً أَمَامَهُ جلوس تلاميذ أمام معلمهم.

يَقْطِيناً بَرِّيّاً (ع 39) القثاء البري ويرجّح أنه الحنظل وطعمه مر وفعله مسهل عنيف يحدث مغصاً وقيئاً شديداً.

مِلْءَ ثَوْبِهِ أي قدر ما يقدر أن يضعه في عباءته.

صَرَخُوا (ع 40) عرفوه من طعمه المرّ وتوقفوا عن الأكل قبلما أكلوا مقدار ما يسمّهم.

هَاتُوا دَقِيقاً (ع 41) ليس في الدقيق ما يضاد السمّ ولكنه الواسطة التي اختارها الرب كالملح (فيلبي 2: 20) وبنو الأنبياء أظهروا إيمانهم بأليشع وبالرب لأنهم أكلوا حسب قوله مما كان سابقاً سامّاً.

42، 43 «42 وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ بَعْلِ شَلِيشَةَ وَأَحْضَرَ لِرَجُلِ ٱللّٰهِ خُبْزَ بَاكُورَةٍ عِشْرِينَ رَغِيفاً مِنْ شَعِيرٍ وَسَوِيقاً فِي جِرَابِهِ. فَقَالَ: أَعْطِ ٱلشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا. 43 فَقَالَ خَادِمُهُ: مَاذَا؟ هَلْ أَجْعَلُ هٰذَا أَمَامَ مِئَةِ رَجُلٍ! فَقَالَ: أَعْطِ ٱلشَّعْبَ فَيَأْكُلُوا، لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: يَأْكُلُونَ وَيَفْضُلُ عَنْهُمْ. فَجَعَلَ أَمَامَهُمْ فَأَكَلُوا، وَفَضَلَ عَنْهُمْ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ».

متّى 14: 16 - 21 و15: 32 - 38

بَعْلِ شَلِيشَةَ أرض شليشة مذكورة في (1صموئيل 9: 4) وموقعها مجهول غير أنها كانت قريبة من الجلجال.

خُبْزَ بَاكُورَةٍ ربما أحضره الرجل لأنه من الواجبات الدينية أن يقدمه للرب (لاويين 23: 14). فكان ذلك دليلاً على وجود من يخافون الرب وإن كان عموم الناس يسجدون للبعل.

سَوِيق الطحين الناعم الذي يخرج من البرغل وبعضهم يفهمون من الكلمة الأصلية الحنطة الجديدة قبلما تيبس أي الفريك (لاويين 2: 14 و23: 14).

أَعْطِ ٱلشَّعْبَ لِيَأْكُلُوا نرى كرم الرجل الذي أحضر الخبز في وقت الجوع وكرم النبي الذي لم يرد أن يحفظها لنفسه. وأما العشرون رغيفاً فلا تكفي مئة رجل.

فَأَكَلُوا، وَفَضَلَ (ع 44) هنا رمز إلى ما فعله يسوع (متّى 14: 15 - 22 و25: 32 - 38). ونفهم إما أن الرب كثّر الخبز فشبعوا (وهذا الأرجح) أو أنه باركه فشبعوا منه وإن كان قليلاً.

فوائد

«في القدر موت» ع 40

  1. في قِدر المسكر.

  2. في قِدر المأكولات التي نحصل عليها بواسطة السرقة والظلم.

  3. في قِدر المأكولات التي نأكلها بلا شكر وبلا بركة من الرب.

  4. في القِدر الفارغ أي الفقر والجوع مع التذمر وعدم التسليم للرب.

    وبركة الرب تصلح كل شيء كالدقيق من يد النبي.

«يأكلون ويفضل عنهم» ع 43

  1. ليس الشبع من كثرة الأكل ولا من أنواعه بل من بركة الرب عليه.

  2. إن الرب يطعم شعبه في أيام الجوع وله وسائل وطرق لا نعرفها. وإن لم يطعمهم يكون جوعهم الجسدي لخيرهم الروحي ولمجده.

  3. إن الرب يأخذ ما عندنا ويكثره فعلينا أن نقدم له تقادمنا وإن كانت قليلة وخدمتنا وإن كانت ضعيفة وهو يكمّلها.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

1 - 7 «1 وَكَانَ نُعْمَانُ رَئِيسُ جَيْشِ مَلِكِ أَرَامَ رَجُلاً عَظِيماً عِنْدَ سَيِّدِهِ مَرْفُوعَ ٱلْوَجْهِ، لأَنَّهُ عَنْ يَدِهِ أَعْطَى ٱلرَّبُّ خَلاَصاً لأَرَامَ. وَكَانَ ٱلرَّجُلُ جَبَّارَ بَأْسٍ، أَبْرَصَ. 2 وَكَانَ ٱلأَرَامِيُّونَ قَدْ خَرَجُوا غُزَاةً فَسَبَوْا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً فَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيِ ٱمْرَأَةِ نُعْمَانَ. 3 فَقَالَتْ لِمَوْلاَتِهَا: يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ. 4 فَدَخَلَ وَأَخْبَرَ سَيِّدَهُ: كَذَا وَكَذَا قَالَتِ ٱلْجَارِيَةُ ٱلَّتِي مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ. 5 فَقَالَ مَلِكُ أَرَامَ: ٱنْطَلِقْ ذَاهِباً فَأُرْسِلَ كِتَاباً إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. فَذَهَبَ وَأَخَذَ بِيَدِهِ عَشَرَ وَزَنَاتٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، وَسِتَّةَ آلاَفِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ، وَعَشَرَ حُلَلٍ مِنَ ٱلثِّيَابِ. 6 وَأَتَى بِٱلْكِتَابِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ فِيهِ: فَٱلآنَ عِنْدَ وُصُولِ هٰذَا ٱلْكِتَابِ إِلَيْكَ، هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ إِلَيْكَ نُعْمَانَ عَبْدِي فَٱشْفِهِ مِنْ بَرَصِهِ. 7 فَلَمَّا قَرَأَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلْكِتَابَ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَقَالَ: هَلْ أَنَا ٱللّٰهُ لِكَيْ أُمِيتَ وَأُحْيِيَ، حَتَّى إِنَّ هٰذَا يُرْسِلُ إِلَيَّ أَنْ أَشْفِيَ رَجُلاً مِنْ بَرَصِهِ؟ فَٱعْلَمُوا وَٱنْظُرُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَتَعَرَّضُ لِي!».

لوقا 4: 27 ص 6: 23 و13: 20 ص 4: 42 و1صموئيل 9: 7 ع 22 و23 وقضاة 14: 12 تكوين 37: 29 تكوين 30: 2 و1صموئيل 2: 6 و1ملوك 20: 7 ولوقا 11: 54

مَلِكِ أَرَامَ وهو بنهدد وكانت قاعدته مدينة دمشق.

مَرْفُوعَ ٱلْوَجْهِ كان الملك قد رفعه وكرّمه.

أَعْطَى ٱلرَّبُّ خَلاَصاً لأَرَامَ لم يكن الرب إله إسرائيل فقط. والأرجح أن الخلاص المشار إليه هو من أشور.

أَبْرَصَ كان ناموس موسى يمنع الأبرص عن كل مخالطة (لاويين 13 و14) وأما الأراميون فلم يعرفوا ناموس موسى. وربما كان برص نعمان خفيفاً لا يؤخّره عن الخدمة.

ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّامِرَةِ (ع 3) كان لأليشع بيت في السامرة فسكن في قاعدة المملكة وعاشر الملك والعظماء فاختلف في هذا الأمر عن إيليا. وكان قد شاع خبره عند جميع الناس حتى أن هذه الفتاة الصغيرة سمعته.

يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ وكانت هذه الفتاة تحب مولاتها وسيدها وإن كانت أسيرة أجنبية ولم تتصوّر أن بُغيتها تصير حقيقة.

فَدَخَلَ (ع 4) لم يُذكر الفاعل. وربما كان نعمان أو غيره.

سَيِّدَهُ سيد نعمان أي الملك.

ٱنْطَلِقْ ذَاهِباً (ع 5) الأمر هو لنعمان وهو دليل على اعتبار الملك له ورغبته في شفائه.

مَلِكِ إِسْرَائِيلَ الأرجح أنه يهورام بن أخآب والقول يدل على علاقات سليمة بين مملكة أرام ومملكة إسرائيل. وكتب المكتوب إلى الملك لأنه حسب أن النبي كان في خدمته.

عَشَرَ وَزَنَاتٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ نحو 3750 ليرة.

سِتَّةَ آلاَفِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ أي نحو 7500 ليرة. وفي القديم كان الذهب والفضة بالوزن ولم تكن نقود مسكوكة.

وَعَشَرَ حُلَلٍ مِنَ ٱلثِّيَابِ ثياب مزركشة مقصبة جميلة ثمينة (تكوين 45: 22 و2أيام 9: 24). فكانت الهدية مما يليق برئيس جيش إلى ملك.

فَٱلآنَ الخ (ع 6) لم يُذكر المكتوب كله بل الجملة التي فيها خلاصته.

فَلَمَّا قَرَأَ (ع 7) كان قول ملك آرام على سبيل أمر أي اشفه وكان الأمر مما يستحيل فعله لأن البرص مرض عديم الشفاء. فظن ملك إسرائيل أن ملك آرام تعرّض له أي طلب سبباً للحرب (1ملوك 20: 3 - 6) ولم يتفكر في أليشع إما لأنه لم يصدق أنه يقدر أن يشفي أبرص أو لأنه كان قد نسيه.

8 - 14 «8 وَلَمَّا سَمِعَ أَلِيشَعُ رَجُلُ ٱللّٰهِ أَنَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ قَدْ مَزَّقَ ثِيَابَهُ، أَرْسَلَ إِلَى ٱلْمَلِكِ يَقُولُ: لِمَاذَا مَزَّقْتَ ثِيَابَكَ؟ لِيَأْتِ إِلَيَّ فَيَعْلَمَ أَنَّهُ يُوجَدُ نَبِيٌّ فِي إِسْرَائِيلَ. 9 فَجَاءَ نُعْمَانُ بِخَيْلِهِ وَمَرْكَبَاتِهِ وَوَقَفَ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ أَلِيشَعَ. 10 فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ أَلِيشَعُ رَسُولاً يَقُولُ: ٱذْهَبْ وَٱغْتَسِلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ فِي ٱلأُرْدُنِّ فَيَرْجِعَ لَحْمُكَ إِلَيْكَ وَتَطْهُرَ. 11 فَغَضِبَ نُعْمَانُ وَمَضَى وَقَالَ: هُوَذَا قُلْتُ إِنَّهُ يَخْرُجُ إِلَيَّ وَيَقِفُ وَيَدْعُو بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ وَيُرَدِّدُ يَدَهُ فَوْقَ ٱلْمَوْضِعِ فَيَشْفِي ٱلأَبْرَصَ! 12 أَلَيْسَ أَبَانَةُ وَفَرْفَرُ نَهْرَا دِمَشْقَ أَحْسَنَ مِنْ جَمِيعِ مِيَاهِ إِسْرَائِيلَ؟ أَمَا كُنْتُ أَغْتَسِلُ بِهِمَا فَأَطْهُرَ؟ وَرَجَعَ وَمَضَى بِغَيْظٍ. 13 فَتَقَدَّمَ عَبِيدُهُ وَقَالُوا: يَا أَبَانَا، لَوْ قَالَ لَكَ ٱلنَّبِيُّ أَمْراً عَظِيماً أَمَا كُنْتَ تَعْمَلُهُ، فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ إِذْ قَالَ لَكَ: ٱغْتَسِلْ وَٱطْهُرْ؟. 14 فَنَزَلَ وَغَطَسَ فِي ٱلأُرْدُنِّ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَسَبَ قَوْلِ رَجُلِ ٱللّٰهِ، فَرَجَعَ لَحْمُهُ كَلَحْمِ صَبِيٍّ صَغِيرٍ وَطَهُرَ».

1ملوك 12: 22 يوحنا 9: 7 و1صموئيل 28: 23 ص 2: 12 و6: 11 و8: 9 ع 10 وأيوب 33: 25 لوقا 4: 27 و5: 13

سَبْعَ مَرَّاتٍ (ع 10) عدد مقدس. (انظر ما قيل في تطهير الأبرص في لاويين 14: 7 و8 و16 و27).

فَغَضِبَ نُعْمَانُ (ع 11) كان قد قام من قصر ملك إسرائيل فجاء ووقف عند باب أليشع وبعدما تنازل هذا التنازل لم يخرج أليشع للقائه بل أرسل رسولاً ولم يشفه بالحاضر بل أرسله إلى الأردن وفضّل الأردن على نهري دمشق. ولم يكن أليشع رجلاً متكبراً بل بالعكس فلم يخرج من البيت ولم يمسّ الأبرص لأنه أراد أن يوجّه أفكار نعمان إلى الرب ليعلم أن الشفاء منه.

أَبَانَةُ (ع 12) نهر بردى الحالي ومنبعه من الجبل الشرقي. ويظن أن النهر الآخر أعني فرفر هو الأعرج الذي يخرج من جبل الشيخ. ويجري نهر أبانة في وسط دمشق. والنهران بعد أن يمدا الأراضي الواقعة حول دمشق بمائهما الغزير يجعلان تلك البقاع تضاهي أحسن موضع في العالم خصباً وبهاء بخلاف أنهر يهوذا وإسرائيل التي أكثرها تجري في أودية عميقة صخرية. فقال نعمان أليس أبانة وفرفر أحسن من جميع مياه إسرائيل (اطلب أبانة في قاموس الكتاب).

وَمَضَى بِغَيْظٍ مضى ليرجع إلى دمشق.

فَتَقَدَّمَ عَبِيدُهُ (ع 13) أظهر أخلاقه الكريمة لأنه وإن اغتاظ بالأول لم يصر على غيظه بل قبل رأي عبيده الحسن.

فَنَزَلَ وَغَطَسَ (ع 14) نزل بمعنى جسدي لأن الأردن أوطى كثيراً من السامرة. ونزل أيضاً عن غيظه وكبريائه. وكان في ذلك امتحان عظيم لإيمانه لأنه مضى إلى مكان بعيد على طريق عسير. ولو رجع من الأردن بلا شفاء لخجل من عبيده وشعبه أجمعين. وغطس أول مرة وثاني مرة إلى ست مرات بلا نتيجة. ولكنه أخضع نفسه وأطاع الأمر وكمل العمل ونال الشفاء التام.

15 - 19 «15 فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ ٱللّٰهِ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلٰهٌ فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ. وَٱلآنَ فَخُذْ بَرَكَةً مِنْ عَبْدِكَ. 16 فَقَالَ: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي أَنَا وَاقِفٌ أَمَامَهُ إِنِّي لاَ آخُذُ. وَأَلَحَّ عَلَيْهِ أَنْ يَأْخُذَ فَأَبَى. 17 فَقَالَ نُعْمَانُ: أَمَا يُعْطَى لِعَبْدِكَ حِمْلُ بَغْلَيْنِ مِنَ ٱلتُّرَابِ، لأَنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ بَعْدُ عَبْدُكَ مُحْرَقَةً وَلاَ ذَبِيحَةً لآلِهَةٍ أُخْرَى بَلْ لِلرَّبِّ. 18 عَنْ هٰذَا ٱلأَمْرِ يَصْفَحُ ٱلرَّبُّ لِعَبْدِكَ: عِنْدَ دُخُولِ سَيِّدِي إِلَى بَيْتِ رِمُّونَ لِيَسْجُدَ هُنَاكَ وَيَسْتَنِدَ عَلَى يَدِي فَأَسْجُدُ فِي بَيْتِ رِمُّونَ، فَعِنْدَ سُجُودِي فِي بَيْتِ رِمُّونَ يَصْفَحُ ٱلرَّبُّ لِعَبْدِكَ عَنْ هٰذَا ٱلأَمْرِ. 19 فَقَالَ لَهُ: ٱمْضِ بِسَلاَمٍ».

ع 8 ويشوع 2: 9 - 16 و1صموئيل 17: 46 و47 و1صموئيل 25: 27 ص 3: 14 ع 20 و26 وتكوين 14: 22 و23

فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ ٱللّٰهِ (ع 15) وكان رجوعه من أخلاقه الجيدة لأنه ذكر النبي بشكر كالأبرص السامري الذي طهّره يسوع فرجع ليمجد الله مع أن التسعة الباقين لم يرجعوا (لوقا 17: 12 - 19) وكان في رجوعه تعب وخسارة لأنه لو مضى من الأردن إلى دمشق لكان قصر سفره نحو 30 ميلاً وأمكنه أن يشكر أليشع بواسطة رسول ورسالة.

لَيْسَ إِلٰهٌ فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ على اعتقاد الوثنيين كان آلهة كثيرون ولكل منهم قطيعة من العالم. وقول نعمان هو الإقرار بأن إله الإسرائيليين هو الإله الحقيقي لكل الأرض وليس غيره. ولهذا القول اعتبار خصوصي لأنه قول أحد عظماء الوثنيين.

إِنِّي لاَ آخُذُ (ع 16) قصده أن يعلمه أن الشفاء من الرب وليس من النبي ومجاني لأن الله لا يأخذ شيئاً من الناس على سبيل أجرة بل يعطيهم جميع الخيرات على سبيل نعمة.

حِمْلُ بَغْلَيْنِ مِنَ ٱلتُّرَابِ (ع 17) نستنتج من القرينة أنه قصد أن يصنع مذبحاً للرب (خروج 20: 24) وبما أن مقدار حملين من التراب لا يكفي ليصنع مذبحاً منه ربما كان قصده أن يمد التراب على وجه قطعة أرض فتصير القطعة كلها أرضاً مقدسة ثم يبني المذبح فيها. وليس من الضرورة أن المذبح يُبنى على تراب من أرض إسرائيل بل كان ذلك استحسان نعمان.

سُجُودِي فِي بَيْتِ رِمُّونَ (ع 18) كان قد تعلّم أن الرب هو الإله الحقيقي وليس أخر. ولكن سجوده في بيت رمون كان من واجباته السياسية ولكونه رئيس الجيش. فلا يُنكر به إيمانه بالرب ولا يقدم محرقة أو ذبيحة لآلهة أخرى.

ٱمْضِ بِسَلاَمٍ (ع 19) رأى بعضهم في هذا القول جواب أليشع للطلبتين وهما طلبة حملين من التراب وطلبة الصفح عنه في سجوده في بيت رمون. أي أن أليشع سمح له في الأمرين. ورأى غيرهم أن أليشع لم يجاوبه في هذين الأمرين بل صرفه وترك الحكم فيهما لضمير نعمان. ونرى من تعليم الكتاب قول يشوع لبني إسرائيل اختاروا لأنفسكم من تعبدون (يشوع 24: 15) وقول إيليا حتى متى تعرجون بين الفرقتين (1ملوك 18: 21) وقول يسوع لا يقدر أحد أن يخدم سيدين (متّى 6: 24).

19 - 27 «وَلَمَّا مَضَى مِنْ عِنْدِهِ مَسَافَةً مِنَ ٱلأَرْضِ 20 قَالَ جِيحَزِي غُلاَمُ أَلِيشَعَ رَجُلِ ٱللّٰهِ: هُوَذَا سَيِّدِي قَدِ ٱمْتَنَعَ عَنْ أَنْ يَأْخُذَ مِنْ يَدِ نُعْمَانَ ٱلأَرَامِيِّ هٰذَا مَا أَحْضَرَهُ. حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِنِّي أَجْرِي وَرَاءَهُ وَآخُذُ مِنْهُ شَيْئاً. 21 فَسَارَ جِيحَزِي وَرَاءَ نُعْمَانَ. وَلَمَّا رَآهُ نُعْمَانُ رَاكِضاً وَرَاءَهُ نَزَلَ عَنِ ٱلْمَرْكَبَةِ لِلِقَائِهِ وَقَالَ: أَسَلاَمٌ؟ 22 فَقَالَ: سَلاَمٌ. إِنَّ سَيِّدِي قَدْ أَرْسَلَنِي قَائِلاً: هُوَذَا فِي هٰذَا ٱلْوَقْتِ قَدْ جَاءَ إِلَيَّ غُلاَمَانِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ مِنْ بَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ، فَأَعْطِهِمَا وَزْنَةَ فِضَّةٍ وَحُلَّتَيْ ثِيَابٍ. 23 فَقَالَ نُعْمَانُ: ٱقْبَلْ وَخُذْ وَزْنَتَيْنِ. وَأَلَحَّ عَلَيْهِ وَصَرَّ وَزْنَتَيْ فِضَّةٍ فِي كِيسَيْنِ وَحُلَّتَيِ ٱلثِّيَابِ وَدَفَعَهَا لِغُلاَمَيْهِ فَحَمَلاَهَا قُدَّامَهُ. 24 وَلَمَّا وَصَلَ إِلَى ٱلأَكَمَةِ أَخَذَهَا مِنْ أَيْدِيهِمَا وَأَوْدَعَهَا فِي ٱلْبَيْتِ وَأَطْلَقَ ٱلرَّجُلَيْنِ فَٱنْطَلَقَا. 25 وَأَمَّا هُوَ فَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ. فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: مِنْ أَيْنَ يَا جِيحَزِي؟ فَقَالَ: لَمْ يَذْهَبْ عَبْدُكَ إِلَى هُنَا أَوْ هُنَاكَ. 26 فَقَالَ لَهُ: أَلَمْ يَذْهَبْ قَلْبِي حِينَ رَجَعَ ٱلرَّجُلُ مِنْ مَرْكَبَتِهِ لِلِقَائِكَ؟ أَهُوَ وَقْتٌ لأَخْذِ ٱلْفِضَّةِ وَلأَخْذِ ثِيَابٍ وَزَيْتُونٍ وَكُرُومٍ وَغَنَمٍ وَبَقَرٍ وَعَبِيدٍ وَجَوَارٍ؟ 27 فَبَرَصُ نُعْمَانَ يَلْصَقُ بِكَ وَبِنَسْلِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ! فَخَرَجَ مِنْ أَمَامِهِ أَبْرَصَ كَٱلثَّلْجِ».

ص 4: 12 و31 و36 ص 6: 31 وخروج 20: 7 ص 4: 26 يشوع 24: 33 ع 5 ص 6: 3 يشوع 7: 1 و11 و12 و21 و1ملوك 21: 16 ع 22 ع 16 خروج 4: 6 وعدد 12: 10

حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ قصد جيحزي الكذب والخيانة ومع ذلك حلف باسم الرب. فكان حلفه على سبيل العادة وبلا فكر وبخلاف الوصية «لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً».

نَزَلَ عَنِ ٱلْمَرْكَبَةِ (ع 21) عرف جيحزي لأنه كان قد رآه في بيت أليشع وربما هو الرسول المذكور في ع 10 فأظهر له هذا الاعتبار الزايد لأنه خادم النبي الذي بواسطته شفي من برصه.

غُلاَمَانِ مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ (ع 22) وكان من المحتمل أن أبناء الأنبياء يأتون إلى أليشع ويطلبون منه ما يسد احتياجاتهم ومن المحتمل أيضاً أن أليشع وإن لم يقبل هدية من نعمان لنفسه يقبلها لأجل غيره فانخدع نعمان.

وَزْنَةَ فِضَّةٍ (انظر ع 5) نحو 375 ليرة وهي هدية عظيمة بذاتها مع أنها قليلة بالنسبة إلى ما كان عند نعمان فأعطاه وزنتين.

ٱلأَكَمَةِ (ع 24) أكمة معروفة بقرب بيت أليشع.

وَقَفَ أَمَامَ سَيِّدِهِ (ع 25) كعادته كأنه لم يذهب إلى مكان.

أَلَمْ يَذْهَبْ قَلْبِي (ع 26) أعطى الله أليشع معرفة الغيب فكان كأنه رأى وسمع ما جرى. وكانت تلك المعرفة محدودة ووقتية وحسب إرادة الرب كوحي الأنبياء.

وَزَيْتُونٍ الخ رأى أليشع ما كان في قلب جيحزي. وربما كان مفتكراً وهو راجع من عند نعمان بالأملاك التي سيقتنيها.

فَبَرَصُ نُعْمَانَ (ع 27) اشتهى فضة نعمان وأخذ برصه. شُفي نعمان من برصه إذ آمن بالرب وضرب جيحزي بالبرص إذ تعدى على الرب. وكان عمل جيحزي يعاكس عمل أليشع لأن أليشع رفض الهدية ليكون شفاء نعمان مجاناً بالنعمة وليس بالفضة.

فائدة

ع 11 «أفكار الإنسان وأفكار الله» فكر الإنسان أنه يقدر أن يشتري الشفاء بماله. وفكر الله أن الخلاص مجاناً وبالنعمة (إشعياء 55: 1 رومية 3: 24 ورؤيا 22: 17). فكر الإنسان أنه هو يختار لنفسه وسائل الخلاص. وفكر الله أن كل من يقبل الخلاص يسلم نفسه وكل أموره للرب. فكر الإنسان أن الخلاص أمر صعب. وفكر الله أنه أمر بسيط كالغسل في الأردن فكل من يريده يقدر أن يناله.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ

1 - 7 «1 وَقَالَ بَنُو ٱلأَنْبِيَاءِ لأَلِيشَعَ: هُوَذَا ٱلْمَوْضِعُ ٱلَّذِي نَحْنُ مُقِيمُونَ فِيهِ أَمَامَكَ ضَيِّقٌ عَلَيْنَا. 2 فَلْنَذْهَبْ إِلَى ٱلأُرْدُنِّ وَنَأْخُذْ مِنْ هُنَاكَ كُلُّ وَاحِدٍ خَشَبَةً، وَنَعْمَلْ لأَنْفُسِنَا هُنَاكَ مَوْضِعاً لِنُقِيمَ فِيهِ. فَقَالَ: ٱذْهَبُوا. 3 فَقَالَ وَاحِدٌ: ٱقْبَلْ وَٱذْهَبْ مَعَ عَبِيدِكَ. فَقَالَ: إِنِّي أَذْهَبُ. 4 فَٱنْطَلَقَ مَعَهُمْ. وَلَمَّا وَصَلُوا إِلَى ٱلأُرْدُنِّ قَطَعُوا خَشَباً. 5 وَإِذْ كَانَ وَاحِدٌ يَقْطَعُ خَشَبَةً وَقَعَ ٱلْحَدِيدُ فِي ٱلْمَاءِ. فَصَرَخَ: آهِ يَا سَيِّدِي لأَنَّهُ عَارِيَةٌ! 6 فَقَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ: أَيْنَ سَقَطَ؟ فَأَرَاهُ ٱلْمَوْضِعَ، فَقَطَعَ عُوداً وَأَلْقَاهُ هُنَاكَ، فَطَفَا ٱلْحَدِيدُ. 7 فَقَالَ: ٱرْفَعْهُ لِنَفْسِكَ. فَمَدَّ يَدَهُ وَأَخَذَهُ».

ص 2: 3 ص 2: 21 و4: 41 وخروج 15: 25

الأرجح أن بني الأنبياء المذكورين هنا هم الساكنون في أريحا لأن الموضع كان قريباً من الأردن.

مُقِيمُونَ فِيهِ أَمَامَكَ ما دام أليشع عندهم ولكنه لم يسكن معهم دائماً بل كان يتردد إلى محلات أخرى لبني الأنبياء وإلى بيته في السامرة. وكانوا أمامه كتلاميذ أمام معلمهم.

كُلُّ وَاحِدٍ خَشَبَةً (ع 2) كانوا يعملون بأياديهم. وكان الموضع الذي قصدوا عمله موضعاً بسيطاً لا يكلفهم شيئاً إلا تعبهم.

وَٱذْهَبْ مَعَ عَبِيدِكَ (ع 3) دليل على محبتهم لرئيسهم واتحاده معهم ورغبته في بركة الرب على مسعاهم.

لأَنَّهُ عَارِيَةٌ (ع 5) كان الحديد ثميناً عند القدماء وقليل الوجود. وما زاد حزنه أنه أضاع ما ليس له ولا يقدر أن يرده إلى صاحبه. وصرخ إلى أليشع كما يلتجي الولد إلى أبيه أو التلميذ إلى معلمه في أية مصيبة.

قَطَعَ عُوداً (ع 6) ليس في العود قوة ولم يكن العود آلة بيد أليشع ليرفع الحديد به لأنه ألقاه في الماء. وكان العود كالشجرة التي طرحها موسى في ماء مارة فصار عذباً (خروج 15: 25) والملح الذي طرحه أليشع في النبع في أريحا فأبرأه والطين الذي طلى به يسوع عيني الأعمى فأبصر. إن الرب يستحسن أن يعمل بواسطة آلات ولكن ليس للآلات قوة بذاتها. اعترض بعضهم على هذه المعجزة بقولهم إن حديد فأس قليل القيمة فلا يستحق فعل معجزة. ولكن الفائدة الخصوصية من هذه المعجزة هي أن الرب ينظر إلى كل أمورنا الجسدية والروحية العظيمة والزهيدة ويعتني بنا أفراداً فيجوز لنا أن نصلي بكل ثقة ونطلب منه بركات عظيمة لأنه القادر على كل شيء. وبركات زهيدة لأنه يحبنا أفراداً وكل ما يهمنا يهمه.

8 - 13 «8 وَأَمَّا مَلِكُ أَرَامَ فَكَانَ يُحَارِبُ إِسْرَائِيلَ، وَتَآمَرَ مَعَ عَبِيدِهِ قَائِلاً: فِي ٱلْمَكَانِ ٱلْفُلاَنِيِّ تَكُونُ مَحَلَّتِي. 9 فَأَرْسَلَ رَجُلُ ٱللّٰهِ إِلَى مَلِكِ إِسْرَائِيلَ يَقُولُ: ٱحْذَرْ مِنْ أَنْ تَعْبُرَ بِهٰذَا ٱلْمَوْضِعِ، لأَنَّ ٱلأَرَامِيِّينَ حَالُّونَ هُنَاكَ. 10 فَأَرْسَلَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي قَالَ لَهُ عَنْهُ رَجُلُ ٱللّٰهِ وَحَذَّرَهُ مِنْهُ وَتَحَفَّظَ هُنَاكَ، لاَ مَرَّةً وَلاَ مَرَّتَيْنِ. 11 فَٱضْطَرَبَ قَلْبُ مَلِكِ أَرَامَ مِنْ هٰذَا ٱلأَمْرِ، وَدَعَا عَبِيدَهُ وَقَالَ لَهُمْ: أَمَا تُخْبِرُونَنِي مَنْ مِنَّا هُوَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ! 12 فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِهِ: لَيْسَ هٰكَذَا يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ. وَلٰكِنَّ أَلِيشَعَ ٱلنَّبِيَّ ٱلَّذِي فِي إِسْرَائِيلَ يُخْبِرُ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بِٱلأُمُورِ ٱلَّتِي تَتَكَلَّمُ بِهَا فِي مِخْدَعِكِ. 13 فَقَالَ: ٱذْهَبُوا وَٱنْظُرُوا أَيْنَ هُوَ فَأُرْسِلَ وَآخُذَهُ. فَأُخْبِرَ: هُوَ فِي دُوثَانَ».

ع 12 وص 4: 1 و7 تكوين 37: 17

مَلِكُ أَرَامَ وهو بنهدد وكان يهورام ملك إسرائيل. والحرب المذكورة هنا كانت من نوع الغزوات وكانوا يكمنون للإسرائيليين.

فَأَرْسَلَ رَجُلُ ٱللّٰهِ (ع 9) كان الرب مع شعبه إسرائيل لأنهم شعبه القديم ولم يزل بينهم مؤمنون وإن كان الملك وأكثر الشعب قد تركوه.

فَأَرْسَلَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ (ع 10) لم يرسل جيشاً بل جواسيس ليتحققوا كلام النبي.

أَلِيشَعَ ٱلنَّبِيَّ (ع 12) كانوا قد سمعوا بخبر أليشع وأعماله العظيمة فاستنتجوا أنه هو الذي حذّر ملك إسرائيل وأخبره بموآمرات الأراميين. أو كانوا قد سمعوا أن النبي أرسل إلى ملك إسرائيل فحذّره.

فِي دُوثَانَ (ع 13) كان فيها البئر التي طُرح يوسف فيها (تكوين 37: 17) وهي تل دوثان الحالية شمال السامرة وعلى بعد 12 ميلاً منها.

14 - 19 «14 فَأَرْسَلَ إِلَى هُنَاكَ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتٍ وَجَيْشاً ثَقِيلاً، وَجَاءُوا لَيْلاً وَأَحَاطُوا بِٱلْمَدِينَةِ. 15 فَبَكَّرَ خَادِمُ رَجُلِ ٱللّٰهِ وَقَامَ وَخَرَجَ وَإِذَا جَيْشٌ مُحِيطٌ بِٱلْمَدِينَةِ وَخَيْلٌ وَمَرْكَبَاتٌ. فَقَالَ غُلاَمُهُ لَهُ: آهِ يَا سَيِّدِي! كَيْفَ نَعْمَلُ؟ 16 فَقَالَ: لاَ تَخَفْ، لأَنَّ ٱلَّذِينَ مَعَنَا أَكْثَرُ مِنَ ٱلَّذِينَ مَعَهُمْ. 17 وَصَلَّى أَلِيشَعُ وَقَالَ: يَا رَبُّ، ٱفْتَحْ عَيْنَيْهِ فَيُبْصِرَ. فَفَتَحَ ٱلرَّبُّ عَيْنَيِ ٱلْغُلاَمِ فَأَبْصَرَ، وَإِذَا ٱلْجَبَلُ مَمْلُوءٌ خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ نَارٍ حَوْلَ أَلِيشَعَ. 18 وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ صَلَّى أَلِيشَعُ إِلَى ٱلرَّبِّ: ٱضْرِبْ هٰؤُلاَءِ ٱلأُمَمَ بِٱلْعَمَى. فَضَرَبَهُمْ بِٱلْعَمَى كَقَوْلِ أَلِيشَعَ. 19 فَقَالَ لَهُمْ أَلِيشَعُ: لَيْسَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقَ، وَلاَ هٰذِهِ هِيَ ٱلْمَدِينَةَ. ٱتْبَعُونِي فَأَسِيرَ بِكُمْ إِلَى ٱلرَّجُلِ ٱلَّذِي تُفَتِّشُونَ عَلَيْهِ. فَسَارَ بِهِمْ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ».

خروج 14: 13 و2أيام 32: 7 و8 ورومية 8: 31 ع 20 ص 2: 11 ومزمور 68: 17 وزكريا 6: 1 - 7 تكوين 19: 11

جَيْشاً ثَقِيلاً بالنسبة إلى المطلوب منهم وهو أن يلقوا القبض على رجل واحد. وربما لم يكن ثقيلاً بالنسبة إلى جيوش الحرب لأننا نرى في ع 19 و23 أن أليشع سار بهم إلى السامرة وأدخلهم المدينة وأولم لهم الملك وليمة.

كَيْفَ نَعْمَلُ (ع 15) بالظاهر لا يمكنهما أن يخلصا فلا بد من القتل أو الأسر فالسؤال يدل على اليأس.

ٱلَّذِينَ مَعَنَا عرف أن جيش الرب حوله إن رآهم أو لم يرهم.

فَتَحَ ٱلرَّبُّ عَيْنَيِ ٱلْغُلاَمِ (ع 17) ساعد إيمانه الضعيف بواسطة رؤيا جسدية. فلا يقول الكتاب أن أليشع طلب حضور جيش الرب لأن ذلك الجيش كان حاضراً بل طلب لغلامه أن يراه.

خَيْلاً وَمَرْكَبَاتِ لأنه كان للأراميين خيل ومركبات. وجيش الله لا يحتاج إلى أسلحة جسدية ولكننا لا نقدر أن نفهم الروحيات إلا بواسطة صور جسدية.

وَلَمَّا نَزَلُوا إِلَيْهِ (ع 18) نفهم أن أليشع خرج من المدينة وكان الأراميون قد حلّوا في مكان أعلى من دوثان فنزلوا إلى أليشع ليمسكوه.

فَضَرَبَهُمْ بِٱلْعَمَى ربما لم يعموا تماماً فإنهم كانوا قادرين على السير وراء أليشع ولكنهم لم يبصروا جلياً فلم يعرفوا أليشع ولا الطريق التي ساروا فيها (تكوين 19: 11).

لَيْسَتْ هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّرِيقَ (ع 19) لم يصدق في قوله لأنه جعلهم يظنون أن المدينة ليست دوثان والمتكلم ليس أليشع. ولكنه صدق بعض الصدق لانه أخذهم إلى السامرة وهناك أظهر نفسه لهم. ويعتقد بعضهم أن الكذب جائر في زمان الحرب كالقتل والغزو والعمل يوم الأحد وما أشبه ذلك.

20 - 23 «20 فَلَمَّا دَخَلُوا ٱلسَّامِرَةَ قَالَ أَلِيشَعُ: يَا رَبُّ ٱفْتَحْ أَعْيُنَ هٰؤُلاَءِ فَيُبْصِرُوا. فَفَتَحَ ٱلرَّبُّ أَعْيُنَهُمْ فَأَبْصَرُوا وَإِذَا هُمْ فِي وَسَطِ ٱلسَّامِرَةِ. 21 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لأَلِيشَعَ لَمَّا رَآهُمْ: هَلْ أَضْرِبُ؟ هَلْ أَضْرِبُ يَا أَبِي؟ 22 فَقَالَ: لاَ تَضْرِبْ! تَضْرِبُ ٱلَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ بِسَيْفِكَ وَبِقَوْسِكَ. ضَعْ خُبْزاً وَمَاءً أَمَامَهُمْ فَيَأْكُلُوا وَيَشْرَبُوا ثُمَّ يَنْطَلِقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ. 23 فَأَوْلَمَ لَهُمْ وَلِيمَةً عَظِيمَةً فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا، ثُمَّ أَطْلَقَهُمْ فَٱنْطَلَقُوا إِلَى سَيِّدِهِمْ. وَلَمْ تَعُدْ أَيْضاً جُيُوشُ أَرَامَ تَدْخُلُ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ».

ع 17 ص 2: 12 و5: 13 و8: 9 تثنية 20: 11 - 16 و2أيام 28: 8 - 15 رومية 12: 20 ص 5: 2 و24: 2

ٱفْتَحْ أَعْيُنَ هٰؤُلاَءِ (ع 20) كما كان طلب لهم العمى طلب لهم البصر لأن العمى والبصر من الرب.

هُمْ فِي وَسَطِ ٱلسَّامِرَةِ في دوثان كان أليشع بيدهم وفي السامرة كانوا هم بيد ملك إسرائيل.

يَا أَبِي (ع 21) دليل على اعتباره لأليشع وإن كان ملكاً شريراً.

فَأَوْلَمَ لَهُمْ (ع 23) عاملهم كضيوف وأكرمهم. وأثر عمله هذا فيهم وفي ملك آرام حتى لم يرسل جيوشاً بعد إلى أرض إسرائيل (رومية 12: 20).

24 - 33 «24 وَكَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ وَصَعِدَ فَحَاصَرَ ٱلسَّامِرَةَ. 25 وَكَانَ جُوعٌ شَدِيدٌ فِي ٱلسَّامِرَةِ. وَهُمْ حَاصَرُوهَا حَتَّى صَارَ رَأْسُ ٱلْحِمَارِ بِثَمَانِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَرُبْعُ ٱلْقَابِ مِنْ زِبْلِ ٱلْحَمَامِ بِخَمْسٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ. 26 وَبَيْنَمَا كَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ جَائِزاً عَلَى ٱلسُّورِ صَرَخَتِ ٱمْرَأَةٌ إِلَيْهِ: خَلِّصْ يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ. 27 فَقَالَ: لاَ! يُخَلِّصْكِ ٱلرَّبُّ. مِنْ أَيْنَ أُخَلِّصُكِ؟ أَمِنَ ٱلْبَيْدَرِ أَوْ مِنَ ٱلْمِعْصَرَةِ؟ 28 ثُمَّ قَالَ لَهَا ٱلْمَلِكُ: مَا لَكِ؟ فَقَالَتْ: هٰذِهِ ٱلْمَرْأَةُ قَالَتْ لِي: هَاتِي ٱبْنَكِ فَنَأْكُلَهُ ٱلْيَوْمَ ثُمَّ نَأْكُلَ ٱبْنِي غَداً. 29 فَسَلَقْنَا ٱبْنِي وَأَكَلْنَاهُ. ثُمَّ قُلْتُ لَهَا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلآخَرِ: هَاتِي ٱبْنَكِ فَنَأْكُلَهُ فَخَبَّأَتِ ٱبْنَهَا. 30 فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ كَلاَمَ ٱلْمَرْأَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ وَهُوَ مُجْتَازٌ عَلَى ٱلسُّورِ، فَنَظَرَ ٱلشَّعْبُ وَإِذَا مِسْحٌ مِنْ دَاخِلٍ عَلَى جَسَدِهِ. 31 فَقَالَ: هٰكَذَا يَصْنَعُ لِي ٱللّٰهُ وَهٰكَذَا يَزِيدُ إِنْ قَامَ رَأْسُ أَلِيشَعَ بْنِ شَافَاطَ عَلَيْهِ ٱلْيَوْمَ. 32 وَكَانَ أَلِيشَعُ جَالِساً فِي بَيْتِهِ وَٱلشُّيُوخُ جُلُوساً عِنْدَهُ. فَأَرْسَلَ رَجُلاً مِنْ أَمَامِهِ. وَقَبْلَمَا أَتَى ٱلرَّسُولُ إِلَيْهِ قَالَ لِلشُّيُوخِ: هَلْ رَأَيْتُمْ أَنَّ ٱبْنَ ٱلْقَاتِلِ هٰذَا قَدْ أَرْسَلَ لِيَقْطَعَ رَأْسِي؟ ٱنْظُرُوا إِذَا جَاءَ ٱلرَّسُولُ فَأَغْلِقُوا ٱلْبَابَ وَٱحْصُرُوهُ عِنْدَ ٱلْبَابِ. أَلَيْسَ صَوْتُ قَدَمَيْ سَيِّدِهِ وَرَاءَهُ؟. 33 وَبَيْنَمَا هُوَ يُكَلِّمُهُمْ إِذَا بِٱلرَّسُولِ نَازِلٌ إِلَيْهِ. فَقَالَ: هُوَذَا هٰذَا ٱلشَّرُّ هُوَ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ. مَاذَا أَنْتَظِرُ مِنَ ٱلرَّبِّ بَعْدُ؟».

1ملوك 20: 1 لاويين 26: 27 - 29 وتثنية 28: 52 و53 و57 ومراثي إرميا 4: 10 و1ملوك 21: 27 راعوث 1: 17 و1ملوك 19: 2 حزقيال 8: 1 و14: 1 و20: 1 و1ملوك 18: 4 و13 و14 و21: 10 و13 إشعياء 8: 21 وإرميا 2: 25

وَكَانَ بَعْدَ ذٰلِكَ بعدما كان الآراميون قد نسوا معروف ملك إسرائيل (ع 23).

بَنْهَدَدَ ربما هو المذكور في (1ملوك 20 و22).

جَمَعَ كُلَّ جَيْشِهِ جيش أعظم من المشار إليه سابقاً في (ع 8 - 23).

فَحَاصَرَ ٱلسَّامِرَةَ لم يقدر يهورام أن يقاومه فالتجأ إلى قاعدته المحصنة على رأس تل.

رَأْسُ ٱلْحِمَارِ (ع 25) ما لم يؤكل مطلقاً صار أكلاً ثميناً.

بِثَمَانِينَ مِنَ ٱلْفِضَّةِ نحو خمس ليرات إنكليزية.

رُبْعُ ٱلْقَابِ نحو أوقية وثمنه 30 غرشاً.

جَائِزاً عَلَى ٱلسُّورِ (ع 26) كان جيشه يحاربون من على السور وجاز الملك ليراقبهم. كان السور القديم عريضاً وعليه ما يستتر وراءه المحاربون عندما يرمون سهامهم على العدو.

لاَ! يُخَلِّصْكِ ٱلرَّبُّ (ع 27) أي إن لم يخلصك الرب فمن أين أخلصك أنا. وكان عليها أن تفهم أنه في وقت الحصار ليس لهم بيدر ولا معصرة لا حنطة ولا زيت.

فَقَالَتْ الخ (ع 28 و29) (انظر تثنية 28: 56 و57) وتمت هذه النبوة في حصار السامرة المذكور هنا وفي حصار أورشليم حينما حاصرها نبوخذ نصر (مراثي 4: 10) وحينما حاصرها الرومانيون.

مِسْحٌ مِنْ دَاخِلٍ عَلَى جَسَدِهِ (ع 30) علامة الحزن وربما افتكر أنه هكذا يرضي الرب أو يرضي آلهته ولكنه لم يظهر المسح لئلا يُضعف همة الشعب.

فَقَالَ الخ (ع 31) اشتعل غضبه على أليشع لأنه صدق أنه يقدر أن يخلصهم (ع 8 - 10 و18 و3: 6 الخ) وظن أنه لا يريد ذلك. ولعل أليشع كان قد أنذره ووبخه.

ٱلشُّيُوخُ جُلُوساً عِنْدَهُ (ع 32) كان لأليشع بيت في السامرة وكان رجلاً معتبراً وبيته ملتقى للشيوخ فاجتمعوا ليتكلموا معه وبعضهم مع بعض.

فَأَرْسَلَ رَجُلاً أي الملك أرسل.

وَقَبْلَمَا أَتَى الخ الرب أرى نبيه ما تكلم به الملك (ع 31).

ٱبْنَ ٱلْقَاتِلِ والقاتل أخآب فإنه قد سمح بقتل أنبياء الرب (1ملوك 18: 13) وبقتل نابوت (1ملوك 21: 9 - 13) واضطهد عبدة الرب وأفناهم (1ملوك 19: 18) ويشهد يهورام بأعماله أنه استحق أن يدعى ابن القاتل.

وَٱحْصُرُوهُ عِنْدَ ٱلْبَابِ لأن سيده الملك آتٍ فيُغني كلام الملك عن كلام رسوله.

فَقَالَ الخ (ع 33) وهو كلام الملك الذي لحق رسوله.

مَاذَا أَنْتَظِرُ مِنَ ٱلرَّبِّ بَعْدُ فني إيمانه بالرب وبنبيه وتحقق أن الرب لم يقصد خلاصهم والشرّ الذي أصابهم هو بعلمه وبإرادته. فلم يقدر أن يصبر بعد بل اعتمد على تسليم المدينة للآراميين. وربما لحق رسوله سريعاً لأنه كان قد ندم على قوله بقتل أليشع (انظر بقية هذا الفصل في 7: 1 و2).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

1، 2 «1 وَقَالَ أَلِيشَعُ: ٱسْمَعُوا كَلاَمَ ٱلرَّبِّ. هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ غَداً تَكُونُ كَيْلَةُ ٱلدَّقِيقِ بِشَاقِلٍ وَكَيْلَتَا ٱلشَّعِيرِ بِشَاقِلٍ فِي بَابِ ٱلسَّامِرَةِ. 2 وَإِنَّ جُنْدِيّاً لِلْمَلِكِ كَانَ يَسْتَنِدُ عَلَى يَدِهِ قَالَ لِرَجُلِ ٱللّٰهِ: هُوَذَا ٱلرَّبُّ يَصْنَعُ كُوىً فِي ٱلسَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ هٰذَا ٱلأَمْرُ؟ فَقَالَ: إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ وَلٰكِنْ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ».

ع 18 ع 17 و19 وص 5: 18 تكوين 7: 11 وملاخي 3: 10

وهنا بقية ما أتى في آخر الأصحاح السابق.

ٱسْمَعُوا كَلاَمَ ٱلرَّبِّ أشهد جميع الحاضرين وهم الشيوخ والملك وأتباعه.

كَيْلَةُ ٱلدَّقِيقِ الخ ثلاثة أرطال ونصف رطل باثني عشر غرشاً أو رطل واحد بثلاثة غروش ونصف غرش ذهب. وكان ذلك رخيصاً بالنسبة إلى الغلاء السائد وقتئذ. والدقيق هو من الحنطة وسعر الشعير نصف سعر الحنطة.

كَانَ يَسْتَنِدُ عَلَى يَدِهِ أي كان جليس الملك أو مشيره كنعمان عند ملك آرام (5: 18).

ٱلرَّبُّ يَصْنَعُ كُوىً فِي ٱلسَّمَاءِ كانت المدينة محاصرة ولا يمكنهم أن يأخذوا شيئاً من الخارج فمن أين يأتيهم الدقيق والشعير؟ أيصنع الرب كُوىً في السماء؟ والاستفهام إنكاري. ومجازاة الجندي لعدم إيمانه (أي أنه يرى ولا يأكل) كانت حسب الظاهر أمراً مستحيلاً أيضاً لأنه جليس الملك فكيف يأكل العالم وهو لا يأكل.

3 - 11 «3 وَكَانَ أَرْبَعَةُ رِجَالٍ بُرْصٍ عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَابِ. فَقَالَ أَحَدُهُمْ لِصَاحِبِهِ: لِمَاذَا نَحْنُ جَالِسُونَ هُنَا حَتَّى نَمُوتَ؟ 4 إِذَا قُلْنَا نَدْخُلُ ٱلْمَدِينَةَ، فَٱلْجُوعُ فِي ٱلْمَدِينَةِ فَنَمُوتُ فِيهَا. وَإِذَا جَلَسْنَا هُنَا نَمُوتُ. فَٱلآنَ هَلُمَّ نَسْقُطْ إِلَى مَحَلَّةِ ٱلأَرَامِيِّينَ، فَإِنِ ٱسْتَحْيَوْنَا حَيِينَا وَإِنْ قَتَلُونَا مُتْنَا. 5 فَقَامُوا فِي ٱلْعِشَاءِ لِيَذْهَبُوا إِلَى مَحَلَّةِ ٱلأَرَامِيِّينَ. فَجَاءُوا إِلَى آخِرِ مَحَلَّةِ ٱلأَرَامِيِّينَ فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَحَدٌ. 6 فَإِنَّ ٱلرَّبَّ أَسْمَعَ جَيْشَ ٱلأَرَامِيِّينَ صَوْتَ مَرْكَبَاتٍ وَصَوْتَ خَيْلٍ، صَوْتَ جَيْشٍ عَظِيمٍ. فَقَالُوا ٱلْوَاحِدُ لأَخِيهِ: هُوَذَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ قَدِ ٱسْتَأْجَرَ ضِدَّنَا مُلُوكَ ٱلْحِثِّيِّينَ وَمُلُوكَ ٱلْمِصْرِيِّينَ لِيَأْتُوا عَلَيْنَا. 7 فَقَامُوا وَهَرَبُوا فِي ٱلْعِشَاءِ وَتَرَكُوا خِيَامَهُمْ وَخَيْلَهُمْ وَحَمِيرَهُمُ، وَٱلْمَحَلَّةَ كَمَا هِيَ، وَهَرَبُوا لِنَجَاةِ أَنْفُسِهِمْ. 8 وَجَاءَ هٰؤُلاَءِ ٱلْبُرْصُ إِلَى آخِرِ ٱلْمَحَلَّةِ وَدَخَلُوا خَيْمَةً وَاحِدَةً، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا وَحَمَلُوا مِنْهَا فِضَّةً وَذَهَباً وَثِيَاباً وَمَضَوْا وَطَمَرُوهَا. ثُمَّ رَجَعُوا وَدَخَلُوا خَيْمَةً أُخْرَى وَحَمَلُوا مِنْهَا وَمَضَوْا وَطَمَرُوا. 9 ثُمَّ قَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَناً. هٰذَا ٱلْيَوْمُ هُوَ يَوْمُ بِشَارَةٍ وَنَحْنُ سَاكِتُونَ! فَإِنِ ٱنْتَظَرْنَا إِلَى ضَوْءِ ٱلصَّبَاحِ يُصَادِفُنَا شَرٌّ. فَهَلُمَّ ٱلآنَ نَدْخُلْ وَنُخْبِرْ بَيْتَ ٱلْمَلِكِ. 10 فَجَاءُوا وَدَعَوْا بَوَّابَ ٱلْمَدِينَةِ وَأَخْبَرُوهُ: إِنَّنَا دَخَلْنَا مَحَلَّةَ ٱلأَرَامِيِّينَ فَلَمْ يَكُنْ هُنَاكَ أَحَدٌ وَلاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ، وَلٰكِنْ خَيْلٌ مَرْبُوطَةٌ وَحَمِيرٌ مَرْبُوطَةٌ وَخِيَامٌ كَمَا هِيَ. 11 فَدَعَا ٱلْبَوَّابِينَ فَأَخْبَرُوا بَيْتَ ٱلْمَلِكِ دَاخِلاً».

لاويين 13: 45 و46 وعدد 5: 2 - 4 و12: 10 - 14 ص 6: 24 و2صموئيل 5: 24 و1ملوك 1: 29 و2أيام 12: 2 و3 وإشعياء 31: 1 و36: 9 يشوع 7: 21 ص 6: 30

عِنْدَ مَدْخَلِ ٱلْبَابِ لا يجوز للبرص أن يدخلوا المدينة (لاويين 13: 46) كان أهل المدينة يرمون لهم شيئاً من الطعام ولكنه انقطع بسبب الجوع.

نَسْقُطْ الكلمة تدل على ترك الطاعة لملكهم والانحياز إلى ملك آخر.

آخِرِ مَحَلَّةِ (ع 5) طرف المحلة إلى جهة السامرة.

فَإِنَّ ٱلرَّبَّ أَسْمَعَ الخ (ع 6) لم يكن صوتاً حقيقياً بل توهموا أنهم سمعوا صوتاً.

مُلُوكَ ٱلْحِثِّيِّينَ كان الحثيون في زمان الحوادث المذكورة في جهات حمص وحماه وحلب وإلى جهة الشرق منها وبين حمص والشام. وكانت قاعدتهم العظمى مدينة كركميش على نهر الفرات وهي جرابلس الحالية (اطلب حثيون في قاموس الكتاب).

وَمُلُوكَ ٱلْمِصْرِيِّينَ غالباً يذكر الكتاب ملك مصر بالمفرد. وربما الآراميون قالوا ملوك المصريين بلا نظر مدقق إلى حالة مصر الساسية في زمانهم. غير أن بعض التواريخ القديمة تذكر أن مصر في الزمان المذكور كانت مقسومة على ملكين أو ثلاثة ملوك. ومن اضطراب أفكارهم لم يتذكروا أن المصريين بعيدون من جهة، والحثيين بعيدون من جهة أخرى، والإسرائيليين محاصرون متضايقون فلا يمكن اتحادهم مع هؤلاء الملوك.

تَرَكُوا خِيَامَهُمْ (ع 7) من عجلتهم. أو بالقصد لكي يرى الإسرائيليون الخيام ويسمعوا صوت البهائم ويظنوا أن الآراميين باقون في محلهم فلا يلحقوهم وهم هاربون.

فِضَّةً وَذَهَباً وَثِيَاباً (ع 8) كان بعض المحاربين القدماء يأخذون معهم إلى الحرب أمتعة من الفضة والذهب وثياباً فاخرة.

لَسْنَا عَامِلِينَ حَسَناً (ع 9) كان يجب أن يتذكروا الجياع في المدينة ويخبروا ملكهم بتوقيف الحصار.

يُصَادِفُنَا شَرٌّ بعدما يظهر الأمر يغتاظ منهم الملك وجميع الشعب إن لم يخبروهم.

دَعَوْا بَوَّابَ ٱلْمَدِينَةِ (ع 10) لم يقدروا أن يدخلوا لأن الأبواب مغلقة ومن جهة أخرى لأنهم بُرص.

فَدَعَا ٱلْبَوَّابِينَ (ع 11) أي البواب المذكور دعا الباقين من البوابين.

12 - 16 «12 فَقَامَ ٱلْمَلِكُ لَيْلاً وَقَالَ لِعَبِيدِهِ: لأُخْبِرَنَّكُمْ مَا فَعَلَ لَنَا ٱلأَرَامِيُّونَ. عَلِمُوا أَنَّنَا جِيَاعٌ فَخَرَجُوا مِنَ ٱلْمَحَلَّةِ لِيَخْتَبِئُوا فِي حَقْلٍ قَائِلِينَ: إِذَا خَرَجُوا مِنَ ٱلْمَدِينَةِ قَبَضْنَا عَلَيْهِمْ أَحْيَاءً وَدَخَلْنَا ٱلْمَدِينَةَ. 13 فَأَجَابَ وَاحِدٌ مِنْ عَبِيدِهِ: فَلْيَأْخُذُوا خَمْسَةً مِنَ ٱلْخَيْلِ ٱلْبَاقِيَةِ ٱلَّتِي بَقِيَتْ فِيهَا. هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ بَقُوا بِهَا، أَوْ هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ فَنُوا. فَنُرْسِلُ وَنَرَى. 14 فَأَخَذُوا مَرْكَبَتَيْ خَيْلٍ. وَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ وَرَاءَ جَيْشِ ٱلأَرَامِيِّينَ قَائِلاً: ٱذْهَبُوا وَٱنْظُرُوا. 15 فَٱنْطَلَقُوا وَرَاءَهُمْ إِلَى ٱلأُرْدُنِّ، وَإِذَا كُلُّ ٱلطَّرِيقِ مَلآنٌ ثِيَاباً وَآنِيَةً قَدْ طَرَحَهَا ٱلأَرَامِيُّونَ مِنْ عَجَلَتِهِمْ. فَرَجَعَ ٱلرُّسُلُ وَأَخْبَرُوا ٱلْمَلِكَ. 16 فَخَرَجَ ٱلشَّعْبُ وَنَهَبُوا مَحَلَّةَ ٱلأَرَامِيِّينَ. فَكَانَتْ كَيْلَةُ ٱلدَّقِيقِ بِشَاقِلٍ وَكَيْلَتَا ٱلشَّعِيرِ بِشَاقِلٍ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ».

ص 6: 25 - 29 يشوع 8: 4 - 12 ع 1

ظن الملك أن الآراميين قد احتالوا عليهم. وحيل من هذا النوع كانت كثيرة الحدوث في الحروب القديمة.

هِيَ نَظِيرُ كُلِّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ (ع 13) الخيل كأصحابها فأكثرها قد مات من الجوع وبقيتها ضعيفة.

مَرْكَبَتَيْ خَيْلٍ (ع 14) لكل مركبة رأسا خيل أو ثلاثة رؤوس.

إِلَى ٱلأُرْدُنِّ (ع 15) وهم هاربون من الحثيين والمصريين كما توهموا وراجعون إلى بلادهم في الشرق.

17 - 20 «17 وَأَقَامَ ٱلْمَلِكُ عَلَى ٱلْبَابِ ٱلْجُنْدِيَّ ٱلَّذِي كَانَ يَسْتَنِدُ عَلَى يَدِهِ، فَدَاسَهُ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلْبَابِ فَمَاتَ كَمَا قَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ عِنْدَ نُزُولِ ٱلْمَلِكِ إِلَيْهِ. 18 فَإِنَّهُ لَمَّا قَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ لِلْمَلِكِ: كَيْلَتَا شَعِيرٍ بِشَاقِلٍ وَكَيْلَةُ دَقِيقٍ بِشَاقِلٍ تَكُونُ فِي مِثْلِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ غَداً فِي بَابِ ٱلسَّامِرَةِ 19 أَجَابَ ٱلْجُنْدِيُّ رَجُلَ ٱللّٰهِ: هُوَذَا ٱلرَّبُّ يَصْنَعُ كُوىً فِي ٱلسَّمَاءِ! هَلْ يَكُونُ مِثْلَ هٰذَا ٱلأَمْرِ؟ قَالَ: إِنَّكَ تَرَى بِعَيْنَيْكَ وَلٰكِنَّكَ لاَ تَأْكُلُ مِنْهُ. 20 فَكَانَ لَهُ كَذٰلِكَ. دَاسَهُ ٱلشَّعْبُ فِي ٱلْبَابِ فَمَاتَ».

ع 2 ص 6: 32 ع 2

فَدَاسَهُ ٱلشَّعْبُ لا نستنتج أنهم داسوه وأماتوه قصداً بل إنهم ازدحموا عليه وهم طالبون أن يشتروا الطعام. والقصد في تكرار الكلام في (ع 1 و2 و18 و19) بيان لتميم نبوءة أليشع.

فائدة

ع 9 «البشارة»

  1. إن الله يعطينا خيرات لكي نشارك الناس فيها.

  2. إن الفقراء والمحتقرين والمطرودين يقدرون أن يبشروا بالخيرات ولا سيما بالخلاص بالمسيح.

  3. إنهم بشروا غيرهم بعدما كانوا قد نالوا الخيرات وذاقوا لذّتها.

  4. إن خيرات الله غير محدودة. ومن يرد فليأخذ ماء حياة مجاناً.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ

1 - 6 «1 وَقَالَ أَلِيشَعُ لِلْمَرْأَةَ ٱلَّتِي أَحْيَا ٱبْنَهَا: قُومِي وَٱنْطَلِقِي أَنْتِ وَبَيْتُكِ وَتَغَرَّبِي حَيْثُمَا تَتَغَرَّبِي. لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَا بِجُوعٍ فَيَأْتِي أَيْضاً عَلَى ٱلأَرْضِ سَبْعَ سِنِينٍ. 2 فَقَامَتِ ٱلْمَرْأَةُ وَفَعَلَتْ حَسَبَ كَلاَمِ رَجُلِ ٱللّٰهِ، وَٱنْطَلَقَتْ هِيَ وَبَيْتُهَا وَتَغَرَّبَتْ فِي أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ سَبْعَ سِنِينٍ 3 وَفِي نِهَايَةِ ٱلسِّنِينِ ٱلسَّبْعِ رَجَعَتِ ٱلْمَرْأَةُ مِنْ أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَخَرَجَتْ لِتَصْرُخَ إِلَى ٱلْمَلِكِ لأَجْلِ بَيْتِهَا وَحَقْلِهَا. 4 وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِجِيحَزِي غُلاَمِ رَجُلِ ٱللّٰهِ: قُصَّ عَلَيَّ جَمِيعَ ٱلْعَظَائِمِ ٱلَّتِي فَعَلَهَا أَلِيشَعُ. 5 وَفِيمَا هُوَ يَقُصُّ عَلَى ٱلْمَلِكِ كَيْفَ أَنَّهُ أَحْيَا ٱلْمَيِّتَ إِذَا بِٱلْمَرْأَةِ ٱلَّتِي أَحْيَا ٱبْنَهَا تَصْرُخُ إِلَى ٱلْمَلِكِ لأَجْلِ بَيْتِهَا وَحَقْلِهَا. فَقَالَ جِيحَزِي: يَا سَيِّدِي ٱلْمَلِكَ، هٰذِهِ هِيَ ٱلْمَرْأَةُ وَهٰذَا هُوَ ٱبْنُهَا ٱلَّذِي أَحْيَاهُ أَلِيشَعُ. 6 فَسَأَلَ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَرْأَةَ فَقَصَّتْ عَلَيْهِ ذٰلِكَ، فَأَعْطَاهَا ٱلْمَلِكُ خَصِيّاً قَائِلاً: أَرْجِعْ كُلَّ مَا لَهَا وَجَمِيعَ غَلاَّتِ ٱلْحَقْلِ مِنْ حِينَ تَرَكَتِ ٱلأَرْضَ إِلَى ٱلآنَ».

ص 4: 18 و31 - 35 مزمور 105: 16 وحجي 1: 11 تكوين 41: 27 و54 ص 4: 12 و5: 20 - 27

ربما الجوع المشار إليه هنا هو المذكور في (4: 38) ويظن بعضهم أن الكلام بين جيحزي والملك المذكور هنا (ع 4) كان قبلما ضُرب جيحزي بالبرص. قال أحد المفسرين نرى هنا دليلاً على وجود شيء من الخير في جيحزي لأنه أحب أن يتكلم في أعمال سيده وشيء من الخير في يهورام لأنه أحب أن يسمع. ونبأ الشونمية ذُكر في (4: 8 - 37) ووربما كان رجلها قد مات وهي وإن كانت سابقاً امرأة عظيمة فقد وقعت في ضيق.

ٱلرَّبَّ قَدْ دَعَا بِجُوعٍ كل ما يدعو الرب به يصير. إن العلماء يبحثون في أسباب المجاعات كعدم المطر أو كثرته والجراد والحروب وما أشبه ذلك ولكن سبب الأسباب هو الله. والكتاب يعلّمنا أن الرب يؤدب شعبه ويجازي أعداءه بواسطة المجاعات. ومن فوائدها في أيامنا إظهار المحبة المسيحية في مساعدة المصابين وتحريض الناس على اختراع وسائل واستعمالها لرفع أسبابها أو تخفيفها.

فَقَامَتِ ٱلْمَرْأَةُ (ع 2) أظهرت إيمانها لأنها صدقت كلام الرب وأطاعت أمره.

أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ لأنها قريبة وفيها مزروعات.

لِتَصْرُخَ إِلَى ٱلْمَلِكِ (ع 3) وربما كان الملك نفسه هو الذي أخذ الأرض. وعلى أي وجه كان فالحكم في المسألة له.

وَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِجِيحَزِي (ع 4) نرى تدبير الرب لأنه جمع ثلاثة أشخاص وهم الشونمية التي كانت طالبة أرضها والملك الذي كان له الحكم في الأمر وجيحزي الذي عرفها وعرف نسبتها إلى أليشع. ومن تدبير الرب أنها حضرت بينما هو يقصّ على الملك كيف أن أليشع أحيا ابنها.

وَجَمِيعَ غَلاَّتِ ٱلْحَقْلِ (ع 6) دليل على أن الجوع لم يكن كاملاً بل كانت الأرض تأتي بشيء من الغلات.

7 - 15 «7 وَجَاءَ أَلِيشَعُ إِلَى دِمَشْقَ. وَكَانَ بَنْهَدَدُ مَلِكُ أَرَامَ مَرِيضاً، فَقِيلَ لَهُ: قَدْ جَاءَ رَجُلُ ٱللّٰهِ إِلَى هُنَا. 8 فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِحَزَائِيلَ: خُذْ بِيَدِكَ هَدِيَّةً وَٱذْهَبْ لاسْتِقْبَالِ رَجُلِ ٱللّٰهِ، وَٱسْأَلِ ٱلرَّبَّ بِهِ: هَلْ أَشْفَى مِنْ مَرَضِي هٰذَا. 9 فَذَهَبَ حَزَائِيلُ لاسْتِقْبَالِهِ وَأَخَذَ هَدِيَّةً بِيَدِهِ، وَمِنْ كُلِّ خَيْرَاتِ دِمَشْقَ حِمْلَ أَرْبَعِينَ جَمَلاً وَجَاءَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: إِنَّ ٱبْنَكَ بَنْهَدَدَ مَلِكَ أَرَامَ قَدْ أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ قَائِلاً: هَلْ أُشْفَى مِنْ مَرَضِي هٰذَا؟ 10 فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: ٱذْهَبْ وَقُلْ لَهُ شِفَاءً تُشْفَى. وَقَدْ أَرَانِي ٱلرَّبُّ أَنَّهُ يَمُوتُ مَوْتاً. 11 فَجَعَلَ نَظَرَهُ عَلَيْهِ وَثَبَّتَهُ حَتَّى خَجِلَ. فَبَكَى رَجُلُ ٱللّٰهِ. 12 فَقَالَ حَزَائِيلُ: لِمَاذَا يَبْكِي سَيِّدِي؟ فَقَالَ: لأَنِّي عَلِمْتُ مَا سَتَفْعَلُهُ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلشَّرِّ، فَإِنَّكَ تُطْلِقُ ٱلنَّارَ فِي حُصُونِهِمْ وَتَقْتُلُ شُبَّانَهُمْ بِٱلسَّيْفِ وَتُحَطِّمُ أَطْفَالَهُمْ وَتَشُقُّ حَوَامِلَهُمْ. 13 فَقَالَ حَزَائِيلُ: وَمَنْ هُوَ عَبْدُكَ ٱلْكَلْبُ حَتَّى يَفْعَلَ هٰذَا ٱلأَمْرَ ٱلْعَظِيمَ؟ فَقَالَ أَلِيشَعُ: قَدْ أَرَانِي ٱلرَّبُّ إِيَّاكَ مَلِكاً عَلَى أَرَامَ. 14 فَٱنْطَلَقَ مِنْ عِنْدِ أَلِيشَعَ وَدَخَلَ إِلَى سَيِّدِهِ فَسَأَلَهُ: مَاذَا قَالَ لَكَ أَلِيشَعُ؟ فَقَالَ: قَالَ لِي إِنَّكَ تَحْيَا. 15 وَفِي ٱلْغَدِ أَخَذَ ٱللِّبْدَةَ وَغَمَسَهَا بِٱلْمَاءِ وَنَشَرَهَا عَلَى وَجْهِهِ وَمَاتَ، وَمَلَكَ حَزَائِيلُ عِوَضاً عَنْهُ».

1ملوك 11: 24 ص 6: 24 ص 5: 20 و1ملوك 19: 15 و17 و1ملوك 14: 3 ص 1: 2 ص 5: 13 ع 14 ع 15 ص 2: 17 ص 10: 32 و33 و12: 17 و13: 3 و7 ص 15: 16 ونحميا 3: 10 و1صموئيل 17: 43 و2صموئيل 9: 8 و1ملوك 19: 15 ع 10

وَجَاءَ أَلِيشَعُ إِلَى دِمَشْقَ لا نعرف لأي سبب جاء. رأى بعضهم في قوله لحزائيل (ع 13) قد أراني الرب إياك ملكاً على آرام إتمام وصية الرب لإيليا (1ملوك 19: 15) بمسح حزائيل.

فَقِيلَ لَهُ قَدْ جَاءَ رَجُلُ ٱللّٰهِ كان أليشع معروفاً عندهم ولم يتنكر أو يختبئ.

خُذْ بِيَدِكَ هَدِيَّةً (ع 8) لأنه كان طالباً منه شيئاً. وربما تذكر شفاء نعمان من برصه (ص 5).

حِمْلَ أَرْبَعِينَ جَمَلاً (ع 9) دليل على غنى الملك واعتباره لرجل الله.

ٱبْنَكَ بَنْهَدَدَ إشارة إلى اعتبار الملك للنبي.

شِفَاءً تُشْفَى... أَنَّهُ يَمُوتُ مَوْتاً (ع 10) يفهم بعضهم من قوله هذا أن بنهدد لا يموت من مرضه الذي كان يمكن الشفاء منه بل يموت من سبب آخر. ويفهم غيرهم أن أليشع قال لحزائيل إني أعلم أنك ترد على سيدك جواباً لطيفاً وحسب مطلوبه فتقول له شفاء تشفى، ولكن قول الرب أنه يموت موتاً.

فَجَعَلَ نَظَرَهُ (ع 11) أي أليشع جعل نظره على حزائيل كأنه رأى في وجهه ما سيفعله ببني إسرائيل.

حَتَّى خَجِلَ أي خجل حزائيل لأنه شعر بأن أفكاره السرّية ظهرت لرجل الله.

فَإِنَّكَ تُطْلِقُ ٱلنَّارَ (ع 12) (انظر 10: 32 و33 و13: 3 و22 وعاموس 1: 3 و4) والفواحش المذكورة كانت كثيرة في الحروب القديمة وربما حزائيل لم يعمل في حروبه أكثر من غيره من المحاربين.

فَقَالَ حَزَائِيلُ الخ (ع 13) من تواضعه سمى نفسه عبدك الكلب أي أنا العبد الفقير من أنا لأصير ملكاً قديراً كما ذكرت (2صموئيل 9: 8).

فَقَالَ لِي إِنَّكَ تَحْيَا (ع 14) صدق في قوله غير أنه لم يكمل كلام أليشع كما انتظر داود سنين كثيرة حتى مات شاول.

وَفِي ٱلْغَدِ (ع 15) لم ينتظر إتمام نبوءة أليشع على طريقة جائزة طبيعية كما انتظر داود سنين كثيرة حتى مات شاول.

ٱللِّبْدَةَ ربما كانت على الأرض كبساط أو على السرير كلحاف. وفي الترحمة اليسوعية قطيفة أي دثار مخمل يلقيه الرجل على نفسه عند النوم.

وَغَمَسَهَا بِٱلْمَاءِ لكي يقطع الهواء عن الملك فيختنق ويظهر كأنه مات من مرضه.

16 - 24 «16 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةِ لِيُورَامَ بْنِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُورَامُ بْنُ يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا. 17 كَانَ ٱبْنَ ٱثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِي سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. 18 وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أَخْآبَ، لأَنَّ بِنْتَ أَخْآبَ كَانَتْ لَهُ ٱمْرَأَةً. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. 19 وَلَمْ يَشَإِ ٱلرَّبُّ أَنْ يُبِيدَ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ دَاوُدَ عَبْدِهِ، كَمَا قَالَ إِنَّهُ يُعْطِيهِ سِرَاجاً وَلِبَنِيهِ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 20 فِي أَيَّامِهِ عَصَى أَدُومُ عَلَى يَهُوذَا وَمَلَّكُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مَلِكاً. 21 وَعَبَرَ يَهورَامُ إِلَى صَعِيرَ وَجَمِيعُ ٱلْمَرْكَبَاتِ مَعَهُ، وَقَامَ لَيْلاً وَضَرَبَ أَدُومَ ٱلْمُحِيطَ بِهِ وَرُؤَسَاءَ ٱلْمَرْكَبَاتِ. وَهَرَبَ ٱلشَّعْبُ إِلَى خِيَامِهِمْ. 22 وَعَصَى أَدُومُ عَلَى يَهُوذَا إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. حِينَئِذٍ عَصَتْ لِبْنَةُ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ. 23 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُورَامَ وَكُلُّ مَا صَنَعَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 24 وَٱضْطَجَعَ يَهُورَامُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ أَخَزْيَا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ص 1: 17 و3: 1 و2أيام 21: 5 - 10 ع 27 و2صموئيل 7: 12 و15 و1ملوك 11: 36 ع 22 وص 3: 9 و26 و27 و1ملوك 22: 47 و2صموئيل 18: 17 و2أيام 21: 20 و2أيام 21: 1 - 17

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةِ لِيُورَامَ (انظر 1: 17 وتفسيره).

وَيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا يهوذا يُفهم من هذا أن يهورام ملك قبل وفاة والده يهوشافاط. وهذا لا يطابق أقوالاً أخرى (1: 17 وتفسيره) وليست هذه الألفاظ في بعض النسخ القديمة ولا في بعض الترجمات القديمة والأرجح أن أحد النساخ أدخلها بالغلظ إذ وقع نظره على آخر الآية. فكتب يهوشافاط ملك يهوذا مرتين. وقيل في (2أيام 20: 2 - 4) إنه قتل إخوته الستة الذين كان أبوهم يهوشافاط أعطاهم عطايا ومدنا حصينة.

وَمَلَكَ ثَمَانِي سِنِينَ (ع 17) بعد موت أبيه والمظنون أنه ملك أيضاً معه.

بِنْتَ أَخْآبَ كَانَتْ لَهُ ٱمْرَأَةً (ع 18) وهي عثليا التي أبادت جميع النسل الملكي ليهوذا ما عدا يوآش الذي خبأته عمته (11: 1). وكانت عثليا كإيزابل. وكان يهوشافاط قد افتكر أنه يقوّي مملكته باتحاده مع مملكة إسرائيل وأما الاتحاد مع الأشرار فلا ينتج منه إلا ضعف وخراب.

وَلَمْ يَشَإِ ٱلرَّبُّ (ع 19) إن نتيجة خطاياه الطبيعية الإبادة (تثنية 28: 15 - 37) ولكن الرب لم يشأ أن يبيد يهوذا من أجل داود وموعيده له (مزمور 89: 19 - 37).

يُعْطِيهِ سِرَاجاً (1ملوك 11: 36) بقاء السراج هو بقاء البيت وإطفاء السراج دليل على بيت غير مسكون.

عَصَى أَدُومُ (ع 20) (انظر 1ملوك 22: 47).

يَورَام وهو يهورام

صَعِيرَ موقعها مجهول. ظن بعضهم أنها سعير وفي (2أيام 21: 9) عبر يهورام مع رؤسائه.

وَقَامَ لَيْلاً الخ الكلام مختصر جداً والأرجح أن المعنى كما يأتي: أحاط به الأدوميون فوقع في الخطر ولكنه هجم على الأدوميين ليلاً وخرق صف رؤسائهم ومركباتهم فخلص منهم هو وشعبه وهربوا إلى خيامهم أي إلى بيوتهم.

إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ (ع 22) إلى زمان الكاتب. وبقيت أدوم مستقلة إلى أيام المكابيين فأخضعهم يوحنا هركانوس إخضاعاً تاماً واضطرهم إلى السير بحسب الشريعة الموسوية (اطلب أدوميون في قاموس الكتاب).

لِبْنَةُ من مدن يهوذا إلى جهة الجنوب الغربي من أورشليم والمظنون أنها تل الصافية الحالية (اطلب لبنة في قاموس الكتاب).

وَٱضْطَجَعَ يَهُورَامُ (ع 24) وفي (2أيام 21: 11 - 20) ذكر المرتفعات التي بناها في جبال يهوذا وجعله يهوذا وسكان أورشليم أن يسجدوا للأصنام. والكتابة التي أتته من إيليا النبي وهيجان الفلسطينيين والعرب عليهم وسبيهم كل أموال بيت الملك مع بنيه ونسائه ما عدا ابنه الصغير ومرضه الردي المؤلم وموته غير المأسوف عليه ودفنه في مدينة داود ولكن ليس في قبور الملوك.

25 - 29 «25 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ بْنِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، مَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 26 وَكَانَ أَخَزْيَا ٱبْنَ ٱثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 27 وَسَارَ فِي طَرِيقِ بَيْتِ أَخْآبَ، وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كَبَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّهُ كَانَ صِهْرَ بَيْتِ أَخْآبَ. 28 وَٱنْطَلَقَ مَعَ يُورَامَ بْنِ أَخْآبَ لِمُقَاتَلَةِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ فِي رَامُوتِ جِلْعَادَ، فَضَرَبَ ٱلأَرَامِيُّونَ يُورَامَ. 29 فَرَجَعَ يُورَامُ ٱلْمَلِكُ لِيَبْرَأَ فِي يَزْرَعِيلَ مِنَ ٱلْجُرُوحِ ٱلَّتِي جَرَحَهُ بِهَا ٱلأَرَامِيُّونَ فِي رَامُوتَ عِنْدَ مُقَاتَلَتِهِ حَزَائِيلَ مَلِكَ أَرَامَ. وَنَزَلَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكُ يَهُوذَا لِيَرَى يُورَامَ بْنَ أَخْآبَ فِي يَزْرَعِيلَ لأَنَّهُ كَانَ مَرِيضاً».

2أيام 22: 1 - 6 ع 15 و1ملوك 22: 3 و29 ص 9: 15 ع 28 و2أيام 22: 5 و6 ص 9: 6

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةَ عَشَرَةَ وفي 9: 29 في السنة الحادية عشرة. ربما كان جزء من سنة في الأول أو في الآخر محسوباً كسنة كاملة. ويفرض بعضهم أنه ملك سنة مع أبيه بسبب مرضه الشديد.

أَخَزْيَا عضده الرب. أو يهوآحاز. الرب تمسك به (2أيام 21: 17 و25: 23) وهما اسم واحد.

ٱبْنَ ٱثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ (ع 26) وفي 2أيام 22: 2 اثنتين وأربعين سنة ولا شك في أن ذلك غلط من الناسخ لأن يهورام أباه كان ابن أربعين سنة لما مات. وبموجب القول هنا كان ابن 18 سنة حين ولد أخزيا.

وَٱسْمُ أُمِّهِ أسماء أمهات الملوك مذكورة لأن لأم الملك نوعاً من السلطة ولا سيما في الأمور البيتية.

عَثَلْيَا من يبليه يهوه واسم أخيها يورام أي يهوه يعلّي وهما من أولاد أخآب فنستنتج أن أخآب وإن كان قد أدخل عبادة البعل إلى إسرائيل لم يترك عبادة الرب.

بِنْتُ عُمْرِي كانت بنت أخآب بن عمري وكان لعمري اعتبار خصوصي لأنه كان الأول في سلسلة ملوك هم أخآب وأخزيا ويورام وأخزيا وبواسطة ابنته عثليا صار من أسلاف ملوك يهوذا أيضاً. واشتهر في الحروب وله اسم في الكتابات الأشورية. وفرائض عمري مذكورة في (ميخا 6: 16).

وَسَارَ فِي طَرِيقِ بَيْتِ أَخْآبَ (ع 27) في عبادة البعل وجميع الشرور المقترنة بها.

صِهْرَ بَيْتِ أَخْآبَ كان أبوه صهر أخآب فكانت أمه بنت أخآب وأما امرأته فهي ظبية من بئر سبع ومنها ولد ابنه يهوآش (12: 1).

رَامُوتِ جِلْعَادَ (ع 28) (اطلب راموت جلعاد في قاموس الكتاب) يقول بعضهم أنها السلط وآخرون يقولون أنها جرش وغيرهم يقولون أنها جلعود. كان أخآب ويهوشافاط قد اتحدا في محاربتها (1ملوك 22) فجُرح أخآب ومات واتحد ابن أخآب وحفيد أخآب ومات واتحد ابن أخآب وحفيد يهوشافاط في محاربة المدينة نفسها وجرح ابن أخآب. والظاهر أنه استرجعها لأننا نرى في (9: 1 - 15) أن ياهو مُسح فيها ملكاً على إسرائيل.

وَنَزَلَ أَخَزْيَا (ع 29) ربما كان أخزيا قد رجع إلى أورشليم بعدما جرح يورام ثم نزل من أورشليم إلى يزرعيل ليعود يورام. وكانت يزرعيل مصيفاً لملوك إسرائيل.

فوائد

ع 1 - 6 «عناية الله بأمورنا الزهيدة»

  1. إنه اعتنى بامرأة واحدة من ألوف المصابين ويعتني بنا أفراداً.

  2. إنه دبّر أمور أرضها وبيتها وغلاّتها ويعتني ببيوتنا وأراضينا.

  3. إنه عيّن حضورها أمام الملك وحضور جيحزي أيضاً في نفس الوقت. ويستخدم حتى غير المؤمنين.

  4. إنه جعل في الملك استعداداً لاستماع كلامها بواسطة كلام الملك مع جيحزي سابقاً.

ع 7 - 15 «قوات مخفية للخير وللشرّ»

  1. انظر حزائيل كما كان وهو واقف أمام أليشع. خادماً أميناً متواضعاً مطيعاً للملك معتبراً للنبي.

  2. انظر حزائيل كما سيكون. قاتلاً خائناً محارباً قاسياً مقاوماً لشعب الله.

  3. تأمل في قوتك للشر إذا أهملت واجباتك للرب وازدريت بإرشاده وتبعت أميال قلبك.

  4. تأمل في قوّتك للخير إذا خضعت للرب ليعمل فيك كما يشاء.

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ

1 - 10 «1 وَدَعَا أَلِيشَعُ ٱلنَّبِيُّ وَاحِداً مِنْ بَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ وَقَالَ لَهُ: شُدَّ حَقَوَيْكَ وَخُذْ قِنِّينَةَ ٱلدُّهْنِ هٰذِهِ بِيَدِكَ وَٱذْهَبْ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ. 2 وَإِذَا وَصَلْتَهَا فَٱنْظُرْ هُنَاكَ يَاهُوَ بْنَ يَهُوشَافَاطَ بْنَ نِمْشِي وَٱدْخُلْ وَأَقِمْهُ مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِ وَٱدْخُلْ بِهِ إِلَى مِخْدَعٍ دَاخِلَ مِخْدَعٍ 3 ثُمَّ خُذْ قِنِّينَةَ ٱلدُّهْنِ وَصُبَّ عَلَى رَأْسِهِ وَقُلْ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: قَدْ مَسَحْتُكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ. ثُمَّ ٱفْتَحِ ٱلْبَابَ وَٱهْرُبْ وَلاَ تَنْتَظِرْ. 4 فَٱنْطَلَقَ ٱلنَّبِيُّ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ 5 وَدَخَلَ وَإِذَا قُوَّادُ ٱلْجَيْشِ جُلُوسٌ. فَقَالَ: لِي كَلاَمٌ مَعَكَ يَا قَائِدُ. فَقَالَ يَاهُو: مَعَ مَنْ مِنَّا كُلِّنَا. فَقَالَ: مَعَكَ أَيُّهَا ٱلْقَائِدُ. 6 فَقَامَ وَدَخَلَ ٱلْبَيْتَ، فَصَبَّ ٱلدُّهْنَ عَلَى رَأْسِهِ وَقَالَ لَهُ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: قَدْ مَسَحْتُكَ مَلِكاً عَلَى شَعْبِ ٱلرَّبِّ إِسْرَائِيلَ، 7 فَتَضْرِبُ بَيْتَ أَخْآبَ سَيِّدِكَ. وَأَنْتَقِمُ لِدِمَاءِ عَبِيدِيَ ٱلأَنْبِيَاءِ وَدِمَاءِ جَمِيعِ عَبِيدِ ٱلرَّبِّ مِنْ يَدِ إِيزَابَلَ. 8 فَيَبِيدُ كُلُّ بَيْتِ أَخْآبَ، وَأَسْتَأْصِلُ لأَخْآبَ كُلَّ ذَكَرٍ وَمَحْجُوزٍ وَمُطْلَقٍ فِي إِسْرَائِيلَ. 9 وَأَجْعَلُ بَيْتَ أَخْآبَ كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ وَكَبَيْتِ بَعْشَا بْنِ أَخِيَّا. 10 وَتَأْكُلُ ٱلْكِلاَبُ إِيزَابَلَ فِي حَقْلِ يَزْرَعِيلَ وَلَيْسَ مَنْ يَدْفِنُهَا. ثُمَّ فَتَحَ ٱلْبَابَ وَهَرَبَ».

ص 2: 3 ص 4: 29 و1صموئيل 10: 1 و16: 1 و1ملوك 1: 39 ص 8: 28 و29 ع 14 و20 و1ملوك 19: 16 و17 ع 5 و11 و2أيام 22: 7 ع 1 ع 3 تثنية 32: 35 و43 و1ملوك 18: 4 و21: 15 و21 و25 ع 32 - 37 ص 10: 17 و1ملوك 21: 21 و1صموئيل 25: 22 ص 14: 26 وتثنية 32: 36 و1ملوك 14: 10 و11 و15: 29 و1ملوك 16: 3 - 5 و11 و12 ع 25 و36 و1ملوك 21: 23

وَاحِداً مِنْ بَنِي ٱلأَنْبِيَاءِ أي واحداً من الأنبياء أو واحداً من تلاميذ مدرسة الأنبياء.

شُدَّ حَقَوَيْكَ أي استعد للسفر عاجلاً. كان قد حان الوقت لسقوط بيت أخآب وإقامة ملك جديد من بيت آخر.

قِنِّينَةَ ٱلدُّهْنِ (خروج 30: 23 - 25 و1صموئيل 10: 1 و16: 12). ولم يُمسح إلا ياهو من ملوك إسرائيل.

رَامُوتَ جِلْعَادَ (انظر 8: 28 وتفسيره). كان الملك يورام قد ترك راموت جلعاد وذهب إلى يزرعيل ليبرأ من جروحه وأما الجروح فلم تكن بالغة كما يظهر من (ع 21) لأنه خرج من يزرعيل في مركبته للقاء ياهو. وربما أن الجنود في راموت جلعاد نسبوا إلى الملك الجبانة إذ تركهم بلا سبب كافٍ.

يَاهُوَ (ع 2) كان قائداً غيوراً شجاعاً نشيطاً بلا اعتبار للروحيات لا يخاف الله ولا يهاب إنساناً. كان يسوق بجنون (ع 20) ولم يجترئ أحد أن يخالف أوامره. وكان قائداً في زمان أخآب.

بْنَ يَهُوشَافَاطَ غير ملك يهوذا.

مِنْ وَسَطِ إِخْوَتِهِ رفقائه القوّاد.

مِخْدَعٍ دَاخِلَ مِخْدَعٍ ليكون لياهو حرّية في الكلام والتدبير.

هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ (ع 3) كان سقوط بيت أخآب بواسطة ياهو من الرب واستخدم ياهو لهذه الخدمة لأنه رآه خادماً موافقاً (10: 30) وكان على الغلام خطر في هذه المهمة من جهة الملك يورام ومن جهة ياهو أيضاً إذا ثبت ياهو أميناً للملك. وهرب عاجلاً لئلا يُمسك في راموت جلعاد.

قُوَّادُ ٱلْجَيْشِ جُلُوسٌ (ع 5) ولعله يعرف أي منهم ياهو فقال يا قائد بلا ذكر الاسم ولعل ياهو كان رئيس القواد فجاوبه فعرف الغلام أنه ياهو.

شَعْبِ ٱلرَّبِّ (ع 6) كانت المملكة الشمالية قد تركت عبادة الرب وسارت في طريق يربعام ولكنهم لم يزالوا شعب الرب فأرسل لهم عبيده الأنبياء واعتنى بهم.

بَيْتَ أَخْآبَ سَيِّدِك (ع 7) كان ياهو في خدمة أخآب (ع 25) وعرف شروره.

عَبِيدِيَ ٱلأَنْبِيَاءِ كان عوبديا قد خلّص مئة منهم (1ملوك 18: 4) ولكن إيزابل كانت قد قطعت الباقين منهم وليس الأنبياء فقط بل جميع عبيد الرب ولم تزل إيزابل حية ومتسلطة.

مَحْجُوزٍ وَمُطْلَقٍ (ع 8) (انظر 1ملوك 14: 1) أي الولد والبالغ، الصغير والكبير، فلا يبقى أحد.

كَبَيْتِ يَرُبْعَامَ (ع 9) (1ملوك 14: 10).

كَبَيْتِ بَعْشَا (1ملوك 16: 3 و4).

وَتَأْكُلُ ٱلْكِلاَبُ إِيزَابَلَ (ع 10) (1ملوك 21: 23) إن الدفن بلياقة من أعظم رغائب بني البشر وعدم الدفن من أعظم المصائب (إشعياء 14: 18 - 20 وإرميا 22: 18 و19).

فِي حَقْلِ يَزْرَعِيلَ تطرح خارجاً في مكان الزبل وكما تنبأ إيليا (1ملوك 21: 23) عند مترسة يزرعيل.

11 - 26 «11 وَأَمَّا يَاهُو فَخَرَجَ إِلَى عَبِيدِ سَيِّدِهِ فَقِيلَ لَهُ: أَسَلاَمٌ؟ لِمَاذَا جَاءَ هٰذَا ٱلْمَجْنُونُ إِلَيْكَ؟ فَقَالَ لَهُمْ: أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ ٱلرَّجُلَ وَكَلاَمَهُ. 12 فَقَالُوا: كَذِبٌ. فَأَخْبِرْنَا. فَقَالَ: بِكَذَا وَكَذَا قَالَ لِي: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: قَدْ مَسَحْتُكَ مَلِكاً عَلَى إِسْرَائِيلَ. 13 فَبَادَرَ كُلُّ وَاحِدٍ وَأَخَذَ ثَوْبَهُ وَوَضَعَهُ تَحْتَهُ عَلَى ٱلدَّرَجِ نَفْسِهِ، وَضَرَبُوا بِٱلْبُوقِ وَقَالُوا: قَدْ مَلَكَ يَاهُو. 14 وَعَصَى يَاهُو بْنُ يَهُوشَافَاطَ بْنِ نِمْشِي عَلَى يُورَامَ. وَكَانَ يُورَامُ يُحَافِظُ عَلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ هُوَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ. 15 وَرَجَعَ يُورَامُ ٱلْمَلِكُ لِيَبْرَأَ فِي يَزْرَعِيلَ مِنَ ٱلْجُرُوحِ ٱلَّتِي ضَرَبَهُ بِهَا ٱلأَرَامِيُّونَ حِينَ قَاتَلَ حَزَائِيلَ مَلِكَ أَرَامَ. فَقَالَ يَاهُو: إِنْ كَانَ فِي أَنْفُسِكُمْ، لاَ يَخْرُجْ مُنْهَزِمٌ مِنَ ٱلْمَدِينَةِ لِيَنْطَلِقَ فَيُخْبِرَ فِي يَزْرَعِيلَ. 16 وَرَكِبَ يَاهُو وَذَهَبَ إِلَى يَزْرَعِيلَ، لأَنَّ يُورَامَ كَانَ مُضْطَجِعاً هُنَاكَ. وَنَزَلَ أَخَزْيَا مَلِكُ يَهُوذَا لِيَرَى يُورَامَ. 17 وَكَانَ ٱلرَّقِيبُ وَاقِفاً عَلَى ٱلْبُرْجِ فِي يَزْرَعِيلَ، فَرَأَى جَمَاعَةَ يَاهُو عِنْدَ إِقْبَالِهِ، فَقَالَ: إِنِّي أَرَى جَمَاعَةً. فَقَالَ يُورَامُ: خُذْ فَارِساً وَأَرْسِلْهُ لِلِقَائِهِمْ فَيَقُولَ: أَسَلاَمٌ؟ 18 فَذَهَبَ رَاكِبُ ٱلْفَرَسِ لِلِقَائِهِ وَقَالَ: هٰكَذَا يَقُولُ ٱلْمَلِكُ: أَسَلاَمٌ؟ فَقَالَ يَاهُو: مَا لَكَ وَلِلسَّلاَمِ؟ دُرْ إِلَى وَرَائِي! فَقَالَ ٱلرَّقِيبُ: قَدْ وَصَلَ ٱلرَّسُولُ إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَرْجِعْ. 19 فَأَرْسَلَ رَاكِبَ فَرَسٍ ثَانِياً. فَلَمَّا وَصَلَ إِلَيْهِمْ قَالَ: هٰكَذَا يَقُولُ ٱلْمَلِكُ: أَسَلاَمٌ؟ فَقَالَ يَاهُو: مَا لَكَ وَلِلسَّلاَمِ؟ دُرْ إِلَى وَرَائِي. 20 فَقَالَ ٱلرَّقِيبُ: قَدْ وَصَلَ إِلَيْهِمْ وَلَمْ يَرْجِعْ. وَٱلسَّوْقُ كَسَوْقِ يَاهُوَ بْنِ نِمْشِي، لأَنَّهُ يَسُوقُ بِجُنُونٍ. 21 فَقَالَ يُورَامُ: ٱشْدُدْ. فَشُدَّتْ مَرْكَبَتُهُ، وَخَرَجَ يُورَامُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَأَخَزْيَا مَلِكُ يَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ فِي مَرْكَبَتِهِ، خَرَجَا لِلِقَاءِ يَاهُو. فَصَادَفَاهُ عِنْدَ حَقْلَةِ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ. 22 فَلَمَّا رَأَى يُورَامُ يَاهُوَ قَالَ: أَسَلاَمٌ يَا يَاهُو؟ فَقَالَ: أَيُّ سَلاَمٍ مَا دَامَ زِنَى إِيزَابَلَ أُمِّكَ وَسِحْرُهَا ٱلْكَثِيرُ؟ 23 فَرَدَّ يَهُورَامُ يَدَيْهِ وَهَرَبَ وَقَالَ لأَخَزْيَا:خِيَانَةً يَا أَخَزْيَا! 24 فَقَبَضَ يَاهُو بِيَدِهِ عَلَى ٱلْقَوْسِ وَضَرَبَ يُورَامَ بَيْنَ ذِرَاعَيْهِ، فَخَرَجَ ٱلسَّهْمُ مِنْ قَلْبِهِ فَسَقَطَ فِي مَرْكَبَتِهِ. 25 وَقَالَ لِبِدْقَرَ ثَالِثِهِ: ٱرْفَعْهُ وَأَلْقِهِ فِي حِصَّةِ حَقْلِ نَابُوتَ ٱلْيَزْرَعِيلِيِّ. وَٱذْكُرْ كَيْفَ إِذْ رَكِبْتُ أَنَا وَإِيَّاكَ مَعاً وَرَاءَ أَخْآبَ أَبِيهِ جَعَلَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِ هٰذَا ٱلْحُكْمَ. 26 أَلَمْ أَرَ أَمْساً دَمَ نَابُوتَ وَدِمَاءَ بَنِيهِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، فَأُجَازِيكَ فِي هٰذِهِ ٱلْحَقْلَةِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ. فَٱلآنَ ٱرْفَعْهُ وَأَلْقِهِ فِي ٱلْحَقْلَةِ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ».

ع 17 و19 و22 إرميا 29: 26 وهوشع 9: 7 ومرقس 3: 21 متّى 21: 7 و8 ومرقس 11: 7 و8 و2صموئيل 15: 10 و1ملوك 1: 34 و39 ص 8: 28 و1ملوك 22: 3 ص 8: 29 ع 19 و21 و2صموئيل 18: 27 و1ملوك 19: 17 و2أيام 22: 7 ع 26 و1ملوك 21: 1 - 7 و15 - 19 و1ملوك 16: 30 - 33 و18: 19 و2أيام 21: 13 ص 11: 14 و1ملوك 22: 34 و1ملوك 21: 1 و1ملوك 21: 19 و24 - 29 إشعياء 13: 1 و1ملوك 21: 13 ع 21 و25

هٰذَا ٱلْمَجْنُونُ (ع 11) سموه مجنوناً إما لمنظره لأنه أتى وذهب عاجلاً، ولا شك في أنه كان في منظره ما يدل على اضطراب الأفكار، أو من قلة اعتبارهم للدين فاحتقروه لكونه نبياً كما ظهر من لباسه.

أَنْتُمْ تَعْرِفُونَ قال هذا القول ليمتحنهم لعلهم عرفوا الأمر سابقاً ولهم يد في إرسال النبي ومسح ياهو.

فَقَالُوا كَذِبٌ (ع 12) تكملوا كعادتهم بعضهم مع بعض. وحسب قولهم لم يعرفوا الأمر سابقاً ولكنهم كرهوا بيت أخآب وكانوا مستعدين أن يقبلوا ياهو ملكاً عليهم.

وَوَضَعَهُ تَحْتَهُ (ع 13) عملوا له عرشاً بالعجلة ومما يوجد عندهم في أعلى مكان أي الدرج.

ضَرَبُوا بِٱلْبُوقِ (1ملوك 1: 34).

وَكَانَ يُورَامُ يُحَافِظُ عَلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ (ع 14) ليس يورام نفسه بل جيشه وكان جنوده كلهم في راموت جلعاد وكانوا كلهم مع ياهو في عصيانه فلم يكن ليورام جيش في يزرعيل فكان لياهو فرصة ليقتله ويتبوّأ العرش إذا أسرع ووصل إلى يزرعيل قبل وصول الخبر بما حدث في راموت جلعاد.

إِنْ كَانَ فِي أَنْفُسِكُمْ (ع 15) استشارهم ولم يأمرهم لأنه لم يتبوّأ بعد كرسي الملك.

وَنَزَلَ أَخَزْيَا (ع 16) لأنه حليف يورام في الحرب ولأنه ابن أخته.

فَيَقُولَ أَسَلاَمٌ (ع 17) كان الملك مهتماً في أمر راموت جلعاد ولما رأى ياهو وجماعته خاف أن تكون قد سقطت في يد الأراميين.

مَا لَكَ وَلِلسَّلاَمِ (ع 18) أي لا يعنيك الأمر وكان جوابه هذا بجفاء لرسول الملك فكأنه كان للملك نفسه وكان دليلاً على عصيانه.

دُرْ إِلَى وَرَائِي لم يسمح له أن يرجع ليخبر الملك.

رَاكِبَ فَرَسٍ ثَانِياً (ع 19) كان يجب أن يفهم من عدم رجوع الرسول الأول أن ياهو قصد شراً ولكن الملك كان عنيداً كأخيه أخزيا (1: 9 - 14).

لأَنَّهُ يَسُوقُ بِجُنُونٍ (ع 20) لم يَسق هو بل كان معه في المركبة من يسوق الخيل ولكنه كان قد أمر بالسوق بالعجل وكان ذلك عادته المشهورة. والجنون كناية عن حدة الطبع وليس جنوناً حقيقياً.

وَخَرَجَ يُورَامُ (ع 21) لم يفهم قصد ياهو وأراد أن يعرف حقيقة الأمر ولم يقدر أن يصبر حتى يصل ياهو.

فَصَادَفَاهُ عِنْدَ حَقْلَةِ نَابُوتَ هكذا دبّر الرب حتى يتلاقيا في نفس الحقلة التي كان أبوه أخآب قد أخذها ظلماً من نابوت.

زِنَى إِيزَابَلَ أُمِّكَ (ع 22) الزنى هنا بمعنى ترك الرب والسجود للأصنام (خروج 34: 15 و16 قضاة 8: 27) والسحر هو الألفاظ والوسائل الكاذبة التي كانوا يستعملونها للحصول على الأجوبة من أصنامهم (إشعياء 47: 9 و12 ميخا 5: 12 ناحوم 3: 4) فعرف يهورام من كلام ياهو أنه قصد الخيانة ورد يديه أي رد مركبته ليرجع إلى يزرعيل.

بِدْقَرَ ثَالِثِهِ (ع 25) الثالث هو الضابط. كان في المركبة الحربية ثلاث جنود أحدهم يسوق الخيل واثنان يحاربان فأُطلق الاسم على كل ضابط (1ملوك 9: 22 و2ملوك 10: 25 و15: 25).

هٰذَا ٱلْحُكْمَ (ع 25 و26) نبوءة بصورة تهديد (2أيام 24: 27) وكان كلام الرب المشار إليه عن فم إيليا (1ملوك 21: 19) ولم يذكره ياهو حرفياً بل معنوياً وزاد عليه ذكر بني نابوت فنستنتج أن إيزابل أمرت بقتلهم أيضاً لكي لا يكون لنابوت ورثة يعترضون على ما عملته.

27 - 29 «27 وَلَمَّا رَأَى ذٰلِكَ أَخَزْيَا مَلِكُ يَهُوذَا هَرَبَ فِي طَرِيقِ بَيْتِ ٱلْبُسْتَانِ، فَطَارَدَهُ يَاهُو وَقَالَ: ٱضْرِبُوهُ. فَضَرَبُوهُ أَيْضاً فِي ٱلْمَرْكَبَةِ فِي عَقَبَةِ جُورَ ٱلَّتِي عِنْدَ يِبْلَعَامَ. فَهَرَبَ إِلَى مَجِدُّو وَمَاتَ هُنَاكَ. 28 فَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. 29 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ بْنِ أَخْآبَ، مَلَكَ أَخَزْيَا عَلَى يَهُوذَا».

2أيام 22: 7 و9 يشوع 17: 11 وقضاة 1: 27 ص 23: 30 ص 8: 25

فِي طَرِيقِ بَيْتِ ٱلْبُسْتَانِ كان كرم نابوت بجانب قصر أخآب وربما بيت البستان كان من الأملاك التابعة القصر.

فَطَارَدَهُ يَاهُو أي أمر جنوداً من جنوده أن يطاردوه ويقتلوه.

فِي عَقَبَةِ جُورَ... يِبْلَعَامَ موقعهما مجهول وفي (2أيام 22: 9) وطلب أخزيا فأمسكوه وهو مختبئ في السامرة وأتوا به إلى ياهو وقتلوه. وإذا قابلنا الآيتين نستنتج أن جنود ياهو ضربوا أخزيا في عيبة جور فهرب إلى مجدّو ثم انتقل إلى السامرة ليختبئ ويبرأ من جروحه وأمسكه خدام ياهو وأتوا به إليه وهو في مجدّو وقتلوه هناك.

وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ (ع 28) وفي (2أيام 22: 9) لأنهم قالوا أنه ابن يهوشافاط الذي طلب الرب بكل قلبه. وقبره هو القبر الذي كان قد أعدّه لنفسه قبل موته.

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشَرَةَ وفي (8: 25) في السنة الثانية عشرة لأن اليهود كانوا أحياناً يحسبون جزء السنة سنة كاملة.

30 - 37 «30 فَجَاءَ يَاهُو إِلَى يَزْرَعِيلَ. وَلَمَّا سَمِعَتْ إِيزَابَلُ كَحَّلَتْ بِٱلأُثْمُدِ عَيْنَيْهَا وَزَيَّنَتْ رَأْسَهَا وَتَطَلَّعَتْ مِنْ كُوَّةٍ. 31 وَعِنْدَ دُخُولِ يَاهُو ٱلْبَابَ قَالَتْ: أَسَلاَمٌ لِزِمْرِي قَاتِلِ سَيِّدِهِ؟ 32 فَرَفَعَ وَجْهَهُ نَحْوَ ٱلْكُوَّةِ وَقَالَ: مَنْ مَعِي؟ مَنْ؟ فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ ٱثْنَانِ أَوْ ثَلاَثَةٌ مِنَ ٱلْخِصْيَانِ. 33 فَقَالَ: ٱطْرَحُوهَا. فَطَرَحُوهَا، فَسَالَ مِنْ دَمِهَا عَلَى ٱلْحَائِطِ وَعَلَى ٱلْخَيْلِ فَدَاسَهَا. 34 وَدَخَلَ وَأَكَلَ وَشَرِبَ ثُمَّ قَالَ: ٱفْتَقِدُوا هٰذِهِ ٱلْمَلْعُونَةَ وَٱدْفِنُوهَا لأَنَّهَا بِنْتُ مَلِكٍ. 35 وَلَمَّا مَضُوا لِيَدْفِنُوهَا لَمْ يَجِدُوا مِنْهَا إِلاَّ ٱلْجُمْجُمَةَ وَٱلرِّجْلَيْنِ وَكَفَّيِ ٱلْيَدَيْنِ. 36 فَرَجَعُوا وَأَخْبَرُوهُ. فَقَالَ: إِنَّهُ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ إِيلِيَّا ٱلتِّشْبِيِّ قَائِلاً: فِي حَقْلِ يَزْرَعِيلَ تَأْكُلُ ٱلْكِلاَبُ لَحْمَ إِيزَابَلَ. 37 وَتَكُونُ جُثَّةُ إِيزَابَلَ كَدِمْنَةٍ عَلَى وَجْهِ ٱلْحَقْلِ فِي قِسْمِ يَزْرَعِيلَ حَتَّى لاَ يَقُولُوا هٰذِهِ إِيزَابَلُ».

إرميا 4: 30 وحزقيال 23: 40 ع 18 - 22 و1ملوك 16: 9 - 20 و1ملوك 21: 25 و1ملوك 16: 31 و1ملوك 21: 23 إرميا 8: 1 - 3

فَجَاءَ يَاهُو إِلَى يَزْرَعِيلَ كان قد اقترب من المدينة حينما ضرب يهورام.

كَحَّلَتْ بِٱلأُثْمُدِ عَيْنَيْهَا ربما قصدت أن تغوي ياهو بجمالها. والأرجح أنها عرفت أن قتلها قريب فاستحسنت أن تموت وهي مزينة كما يليق بملكة. وكانت إيزابل قد بلغت من العمر 55 سنة وأكثر لأن أخزيا وهو ابن بنتها كان قد بلغ من العمر 23 سنة حينما قُتل.

وَتَطَلَّعَتْ مِنْ كُوَّةٍ لتَرى وتُرى وكان بيتها عند باب المدينة.

أَسَلاَمٌ لِزِمْرِي (ع 31) (انظر 1ملوك 16: 9 و10) ومعناها أن زمري قتل الملك إيلة وقُتل هو بعد سبعة أيام وهكذا ياهو لأنه حسب قولها سيُقتل عن قريب فلا يكون له سلام.

مَنْ مَعِي (ع 32) كان قد قتل الملك فدعا جميع الذي كانوا يخدمونه للعصيان على النظام القديم والخضوع للجديد فأسرع الجميع إلى إطاعة أمره خوفاً من غضبه وطمعاً في رضاه.

ٱلْخِصْيَانِ كان الخصيان يخدمون في قصور الملوك والأكابر في القديم (تكوين 37: 36 و40: 2 وأستير 4: 5 ودانيال 1: 3) وفي قصور ملوك يهوذا أيضاً من أيام داود فصاعداً (1أيام 28: 1) وكانوا أحياناً يخافون الرب (إرميا 39: 15 - 18 وإشعياء 56: 4) وغالباً كانوا آلات بيد الظالمين وبلا عواطف طبيعية.

عَلَى ٱلْحَائِطِ (ع 3) جُرحت قبل وصولها إلى الأرض فسال دمها على الحائط والخيل وساق ياهو خيله حتى داسوا جثتها علامة احتقاره لها.

وَدَخَلَ وَأَكَلَ (ع 34) صار البيت وكل ما فيه لخدمته وأكل ما كان قد أُعد ليهورام وإيزابل.

هٰذِهِ ٱلْمَلْعُونَةَ كانت قد أغوت رجلها حتى أدخل عبادة البعل وحرضته على قتل نابوت واضطهدت عبدة الرب وقتلت أنبياءه وربت أولادها تربية فاسدة حتى امتدت شرورها بواسطتهم إلى الأجيال القادمة ووصلت إلى مملكة يهوذا أيضاً وتركت اسماً مكروهاً إلى الأبد. في (رؤيا 2: 20) أُطلق اسمها على النبية الكاذبة التي عملت وأغوت عبيد الرب أن يزنوا ويأكلوا ما ذُبح للأصنام.

لأَنَّهَا بِنْتُ مَلِكٍ أي بنت أثبعل ملك الصيدونيين.

ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ إِيلِيَّا (ع 36) وفي (1ملوك 21: 23) إن الكلام تأكل إيزابل عند مترسة يزرعيل. والحقل وما عند المترسة وقسم يزرعيل بمعنى واحد أي قطعة الأرض التي كانت بقرب قصر الملك وبقرب باب المدينة أيضاً وسورها وبقرب حقل نابوت. وأعظم إهانة لجسد الإنسان أن يُطرح خارجاً بلا دفن وتأكله الكلاب.

فائدة

«يد الرب في تاريخ العالم»

  1. إن كل ما أصاب بيت أخآب كان عقاباً من الرب. فإن الرب أرسل النبي الذي مسح ياهو والرب أوصاه بكل ما سيفعله (ع 1 و7) وكان هلاك أخزيا من قبل الله (2أيام 22: 7). إن الرب يرى جميع أعمال الأشرار فلا بد من عقابهم وإن سكت إلى حين.

  2. إنه اختار ياهو وهو آلة موافقة لإجراء مقاصده فإنه كان شجاعاً نشيطاً سريع العمل غيوراً على عبادة الرب.

  3. إنه يستعمل آلات ضعيفة. فلا نقدر أن نبرر ياهو في كل أعماله ولا ننسب للرب نقصان الذين يخدمونه ولا خطاياهم. وعلى كل إنسان مسؤولية أعماله.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ

1 - 14 «1 وَكَانَ لأَخْآبَ سَبْعُونَ ٱبْناً فِي ٱلسَّامِرَةِ. فَكَتَبَ يَاهُو رَسَائِلَ وَأَرْسَلَهَا إِلَى ٱلسَّامِرَةِ إِلَى رُؤَسَاءِ يَزْرَعِيلَ ٱلشُّيُوخِ وَإِلَى مُرَبِّي أَخْآبَ قَائِلاً: 2 فَٱلآنَ عِنْدَ وُصُولِ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةِ إِلَيْكُمْ، إِذْ عِنْدَكُمْ بَنُو سَيِّدِكُمْ وَعِنْدَكُمْ مَرْكَبَاتٌ وَخَيْلٌ وَمَدِينَةٌ مُحَصَّنَةٌ وَسِلاَحٌ، 3 ٱنْظُرُوا ٱلأَفْضَلَ وَٱلأَصْلَحَ مِنْ بَنِي سَيِّدِكُمْ وَٱجْعَلُوهُ عَلَى كُرْسِيِّ أَبِيهِ وَحَارِبُوا عَنْ بَيْتِ سَيِّدِكُمْ. 4 فَخَافُوا جِدّاً جِدّاً وَقَالُوا: هُوَذَا مَلِكَانِ لَمْ يَقِفَا أَمَامَهُ، فَكَيْفَ نَقِفُ نَحْنُ؟ 5 فَأَرْسَلَ ٱلَّذِي عَلَى ٱلْبَيْتِ وَٱلَّذِي عَلَى ٱلْمَدِينَةِ وَٱلشُّيُوخُ وَٱلْمُرَبُّونَ إِلَى يَاهُو قَائِلِينَ: عَبِيدُكَ نَحْنُ، وَكُلَّ مَا قُلْتَ لَنَا نَفْعَلُهُ. لاَ نُمَلِّكُ أَحَداً. مَا يَحْسُنُ فِي عَيْنَيْكَ فَٱفْعَلْهُ. 6 فَكَتَبَ إِلَيْهِمْ رِسَالَةً ثَانِيَةً قَائِلاً: إِنْ كُنْتُمْ لِي وَسَمِعْتُمْ لِقَوْلِي، فَخُذُوا رُؤُوسَ ٱلرِّجَالِ بَنِي سَيِّدِكُمْ وَتَعَالَوْا إِلَيَّ فِي نَحْوِ هٰذَا ٱلْوَقْتِ غَداً إِلَى يَزْرَعِيلَ. وَبَنُو ٱلْمَلِكِ سَبْعُونَ رَجُلاً كَانُوا مَعَ عُظَمَاءِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّذِينَ رَبَّوْهُمْ. 7 فَلَمَّا وَصَلَتِ ٱلرِّسَالَةُ إِلَيْهِمْ أَخَذُوا بَنِي ٱلْمَلِكِ وَقَتَلُوا سَبْعِينَ رَجُلاً وَوَضَعُوا رُؤُوسَهُمْ فِي سِلاَلٍ وَأَرْسَلُوهَا إِلَيْهِ إِلَى يَزْرَعِيلَ. 8 فَجَاءَ ٱلرَّسُولُ وَأَخْبَرَهُ: قَدْ أَتَوْا بِرُؤُوسِ بَنِي ٱلْمَلِكِ. فَقَالَ: ٱجْعَلُوهَا كُومَتَيْنِ فِي مَدْخَلِ ٱلْبَابِ إِلَى ٱلصَّبَاحِ. 9 وَفِي ٱلصَّبَاحِ خَرَجَ وَوَقَفَ وَقَالَ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَنْتُمْ أَبْرِيَاءُ. هَئَنَذَا قَدْ عَصَيْتُ عَلَى سَيِّدِي وَقَتَلْتُهُ، وَلٰكِنْ مَنْ قَتَلَ كُلَّ هٰؤُلاَءِ؟ 10 فَٱعْلَمُوا ٱلآنَ أَنَّهُ لاَ يَسْقُطُ مِنْ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ ٱلرَّبُّ عَلَى بَيْتِ أَخْآبَ، وَقَدْ فَعَلَ ٱلرَّبُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ إِيلِيَّا. 11 وَقَتَلَ يَاهُو كُلَّ ٱلَّذِينَ بَقُوا لِبَيْتِ أَخْآبَ فِي يَزْرَعِيلَ وَكُلَّ عُظَمَائِهِ وَمَعَارِفِهِ وَكَهَنَتِهِ حَتَّى لَمْ يُبْقِ لَهُ شَارِداً. 12 ثُمَّ قَامَ وَجَاءَ سَائِراً إِلَى ٱلسَّامِرَةِ. وَإِذْ كَانَ عِنْدَ بَيْتِ عَقْدِ ٱلرُّعَاةِ فِي ٱلطَّرِيقِ 13 صَادَفَ يَاهُو إِخْوَةَ أَخَزْيَا مَلِكِ يَهُوذَا. فَقَالَ: مَنْ أَنْتُمْ؟ فَقَالُوا: نَحْنُ إِخْوَةُ أَخَزْيَا، وَنَحْنُ نَازِلُونَ لِنُسَلِّمَ عَلَى بَنِي ٱلْمَلِكِ وَبَنِي ٱلْمَلِكَةِ. 14 فَقَالَ: أَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً. فَأَمْسَكُوهُمْ أَحْيَاءً وَقَتَلُوهُمْ عِنْدَ بِئْرِ بَيْتِ عَقْدٍ، ٱثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ رَجُلاً وَلَمْ يُبْقِ مِنْهُمْ أَحَداً».

1ملوك 16: 24 - 29 ص 18: 14 ويشوع 9: 8 و11 و1ملوك 20: 4 و32 ص 11: 1 وقضاة 9: 5 ص 9: 14 - 24 ع 6 ص 9: 7 - 10 و1ملوك 21: 19 - 29 ص 8: 24 و29 و2أيام 21: 17 و22: 8

سَبْعُونَ ٱبْناً من نسله كأولاده وأحفاده. وكانت السامرة مسكنهم لكونها القاعدة.

إِلَى رُؤَسَاءِ يَزْرَعِيلَ ربما كان رؤساء يزرعيل قد هربوا من يزرعيل إلى السامرة. وفي الترجمة السبعينية إلى رؤساء السامرة. وفي الترجمة اليسوعية إلى رؤساء إسرائيل. وحسب ترجمة أخرى أرسلها من يزرعيل إلى رؤساء السامرة والشيوخ.

مُرَبِّي أَخْآبَ الذين ربوا أولاده وأحفاده.

عِنْدَكُمْ مَرْكَبَاتٌ الخ (ع 2) تهكم عليهم فمعناه عندكم أمراء ومركبات الخ فتعالوا نتحارب ولكنه عرف جيداً أنهم لا يعملون شيئاً.

فَخَافُوا جِدّاً (ع 4) عرفوا أنه تهكم عليهم ولم يخف منهم. وكانوا بلا ملك وفي حالة التشويش.

مَلِكَانِ لَمْ يَقِفَا أَمَامَهُ استنتجوا أن من تجاسر وقتل ملكين وإن كان غدراً يكون مستعداً لأن يقتل أيضاً كل من يقاومه. وكانوا سابقاً عبيداً لملك مطلق ومعتادين الطاعة لا التدبير.

غَداً (ع 6) لم يعطهم وقتاً للتأمل والمراجعة. وكان تقديم رؤوس الرجال أحسن بيّنة على أنهم قد قُتلوا.

أَخَذُوا بَنِي ٱلْمَلِكِ (ع 7) لو كان لهم شيء من الأمانة لبيت سيدهم أو شيء من المحبة لأولئك الأولاد الذين ربوهم لما قتلوهم بهذه السرعة وبلا اعتراض. وبعملهم هذا اضطروا أن يقطعوا علاقاتهم مع بيت أخآب ويصيروا من أتباع ياهو.

وَأَرْسَلُوهَا لم يحضروا حسب أمر ياهو (ع 6) بل أرسلوا الرؤوس وذلك إما لانهم خافوا أو لأنهم خجلوا من عملهم القبيح.

كُومَتَانِ كومة عن اليمين وكومة عن اليسار في مدخل الباب ليراها جميع الداخلين والخارجين فيخافوا من ياهو ويخضعوا له.

أَنْتُمْ أَبْرِيَاءُ (ع 9) طلب منهم الحكم لأنهم خالون من كل غرض وليس لهم يد فيما قد حدث. واحتجاجه هو أنه لم يقتل بني الملك وإن كان قد قتل الملك. والأمر كله من الرب الذي تكلم بفم إيليا في إبادة نسل أخآب (1ملوك 21: 21) ولم يصدق تماماً في قوله لأن بني الملك قد قُتلوا بأمره. ولكنه صدق في قوله إن الأمر من الرب (9: 7 و10: 30).

بَيْتِ عَقْدِ ٱلرُّعَاةِ (ع 12) في الترجمة اليسوعية بيت مجتمع الرعاة وفي الترجمة الإنكليزية بيت الجزّ للرعاة أي المكان الذي كان الرعاة يجزون غنمهم فيه. وربما في كلمة عقد إشارة إلى ربط الغنم عند جزها. وموقعه مجهول.

إِخْوَةَ أَخَزْيَا (ع 13) أولاد إخوته لأن إخوته كانوا قد قُتلوا (2أيام 21: 17 و22: 8) قالوا إنهم نازلون ليسلموا على بني الملك. وربما كانوا قد سمعوا خبر الانقلاب السياسي ولم يسمعوا خبر قتل الملكين والأمراء والعظماء فأرادوا أن يتحققوا الخبر ويزوروا أنسباءهم.

أَمْسِكُوهُمْ أَحْيَاءً (ع 14) ربما افتكر أولاً أن يأسرهم وبعد التأمل استحسن قتلهم أو إنه أمر بإمساكهم لئلا يهربوا قبلما يتمكن من قتلهم.

عِنْدَ بِئْرِ بَيْتِ عَقْدٍ (انظر ع 12). ربما طرحوا جثثهم في البئر (إرميا 41: 7).

15 - 17 «15 ثُمَّ ٱنْطَلَقَ مِنْ هُنَاكَ فَصَادَفَ يَهُونَادَابَ بْنَ رَكَابٍ يُلاَقِيهِ، فَبَارَكَهُ وَقَالَ لَهُ: هَلْ قَلْبُكَ مُسْتَقِيمٌ نَظِيرُ قَلْبِي مَعَ قَلْبِكَ؟ فَقَالَ يَهُونَادَابُ: نَعَمْ. فَقَالَ: هَاتِ يَدَكَ. فَأَعْطَاهُ يَدَهُ، فَأَصْعَدَهُ إِلَيْهِ إِلَى ٱلْمَرْكَبَةِ. 16 وَقَالَ: هَلُمَّ مَعِي وَٱنْظُرْ غَيْرَتِي لِلرَّبِّ. وَأَرْكَبَهُ مَعَهُ فِي مَرْكَبَتِهِ. 17 وَجَاءَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ، وَقَتَلَ جَمِيعَ ٱلَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ فِي ٱلسَّامِرَةِ حَتَّى أَفْنَاهُ، حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي كَلَّمَ بِهِ إِيلِيَّا».

إرميا 35: 6 - 19 و1أيام 2: 55 عزرا 10: 19 وحزقيال 17: 18 و1ملوك 19: 10 ص 9: 8 ع 10

يَهُونَادَابَ رئيس قبيلة القينيين (إرميا 35: 6 - 9) ورأى ياهو أنه باتحاده معه يجذب إليه القبيلة كلها وكان يهوناداب مستعداً لهذا الاتحاد لكونه من مقاومي عبادة البعل. إن حوباب القيني رافق بني إسرائيل في رحلتهم من مصر. وبعد دخولهم إلى أرض كنعان سكن القينيون في جنوب يهوذا.

يُلاَقِيهِ وفي الترجمة اليسوعية آتياً لاستقباله.

هَلْ قَلْبُكَ مُسْتَقِيمٌ وفي الترجمة السبعينية هل قلبك مستقيم مع قلبي نظير قلبي مع قلبك.

نَعَمْ جوابه يدل على غيرة واتفاق قلبي.

هَاتِ يَدَكَ وهذا قول ياهو ليهوناداب وقصده أولاً المساعدة له ليصعد إليه إلى المركبة وثانياً علامة المعاهدة بينهما. ووجوده معه في المركبة علامة ظاهرة لجميع الناس إنه متفق مع ياهو.

غَيْرَتِي لِلرَّبِّ (ع 16) كانت غيرة ياهو في إبادة نسل أخآب واستئصال عبادة البعل ولكنه لم يقصد عبادة الرب الطاهرة بل عبادة العجول حسب رسم يربعام (ع 31).

ٱلَّذِينَ بَقُوا لأَخْآبَ (ع 17) كان قد قُتل سابقاً حسب أمره سبعون من نسل أخآب (ع 1).

18 - 24 «18 ثُمَّ جَمَعَ يَاهُو كُلَّ ٱلشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: إِنَّ أَخْآبَ قَدْ عَبَدَ ٱلْبَعْلَ قَلِيلاً، وَأَمَّا يَاهُو فَإِنَّهُ يَعْبُدُهُ كَثِيراً. 19 وَٱلآنَ فَٱدْعُوا إِلَيَّ جَمِيعَ أَنْبِيَاءِ ٱلْبَعْلِ وَكُلَّ عَابِدِيهِ وَكُلَّ كَهَنَتِهِ. لاَ يُفْقَدْ أَحَدٌ، لأَنَّ لِي ذَبِيحَةً عَظِيمَةً لِلْبَعْلِ. كُلُّ مَنْ فُقِدَ لاَ يَعِيشُ. وَقَدْ فَعَلَ يَاهُو بِمَكْرٍ لِيُفْنِيَ عَبَدَةَ ٱلْبَعْلِ. 20 وَقَالَ يَاهُو: قَدِّسُوا ٱعْتِكَافاً لِلْبَعْلِ. فَنَادُوا بِهِ. 21 وَأَرْسَلَ يَاهُو فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ فَأَتَى جَمِيعُ عَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ وَلَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ أَتَى، وَدَخَلُوا بَيْتَ ٱلْبَعْلِ فَٱمْتَلأَ بَيْتُ ٱلْبَعْلِ مِنْ جَانِبٍ إِلَى جَانِبٍ. 22 فَقَالَ لِلَّذِي عَلَى ٱلْمَلاَبِسِ: أَخْرِجْ مَلاَبِسَ لِكُلِّ عَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ. فَأَخْرَجَ لَهُمْ مَلاَبِسَ. 23 وَدَخَلَ يَاهُو وَيَهُونَادَابُ بْنُ رَكَابٍ إِلَى بَيْتِ ٱلْبَعْلِ. فَقَالَ لِعَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ: فَتِّشُوا وَٱنْظُرُوا لِئَلاَّ يَكُونَ مَعَكُمْ هٰهُنَا أَحَدٌ مِنْ عَبِيدِ ٱلرَّبِّ، وَلٰكِنَّ عَبَدَةَ ٱلْبَعْلِ وَحْدَهُمْ. 24 وَدَخَلُوا لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ وَمُحْرَقَاتٍ. وَأَمَّا يَاهُو فَأَقَامَ خَارِجاً ثَمَانِينَ رَجُلاً وَقَالَ: ٱلرَّجُلُ ٱلَّذِي يَنْجُو مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلَّذِينَ أَتَيْتُ بِهِمْ إِلَى أَيْدِيكُمْ تَكُونُ أَنْفُسُكُمْ بَدَلَ نَفْسِهِ».

1ملوك 16: 31 و32 و1ملوك 18: 19 و22: 6 يوئيل 1: 14 خروج 32: 4 - 6 ص 11: 18 و1ملوك 16: 32 و1ملوك 20: 30 - 42

أَخْآبَ قَدْ عَبَدَ ٱلْبَعْلَ قَلِيلاً كان أخآب قد أقام مذبحاً للبعل وبنى له بيتاً في السامرة (1ملوك 16: 32) ولكنه سمّى أحد أولاده يهورام ومعناه «ليتعالى الرب» وولداً آخر أخزيا ومعناه «أعان الرب». وكان يهورام قد أزال تمثال البعل الذي عمله أبوه (3: 2). وعرف أهل السامرة أن ياهو قد قتل بيت أخآب والكهنة وإيزابل التي كانت رئيسة عبدة البعل. ودخل السامرة مع يهوناداب الذي اشتهر لمقاومته عبادة البعل. وربما حضروا لخوفهم من ياهو لأنه قال كل من فُقد، أي من لا يحضر، لا يعيش.

فَعَلَ يَاهُو بِمَكْرٍ (ع 19) كانت غايته أن يجمع كل عبدة البعل في مكان واحد حتى يذبحهم جميعهم دفعة واحدة ولا يكون لهم فرصة ليهربوا ولا ليقاوموا.

ٱعْتِكَافاً (ع 20) يوم بطالة لأجل خدمة دينية (لاويين 23: 36) والظاهر أن جميع الشعب كانوا راضين عنه ولم يقم أحد من عبدة الرب ليعترض عليه.

فَأَتَى جَمِيعُ عَبَدَةِ ٱلْبَعْلِ (ع 20) لم يكونوا كثيرين بالنسبة إلى غيرهم من الإسرائيليين وإن كانوا كثيرين بالنسبة إلى سعة البيت.

بَيْتَ ٱلْبَعْلِ بناه أخآب (1ملوك 16: 32) ولا شك في أنه كان له كما كان للمعابد الوثنية غرف ودور كثيرة واسعة. وكانت الدور غير مسقوفة وكان العبدة يقفون.

ٱلْمَلاَبِسِ (ع 22) كان العبدة يخلعون ملابسهم الاعتيادية ويلبسون ملابس خصوصية مقدسة. ونستنتج من الكلمة الأصلية أنها كانت من الكتان. وبما أن العبدة لا يقدر جميعهم أن يقتنوا هذه الملابس كانت توزّع عليهم من خزانة المعبد. وغاية ياهو الباطنة هي أن يُعرف المعيّنون للقتل وأما غايته الظاهرة فهي أن لا تتدنس عبادة البعل بوجود عبدة غيره.

لِيُقَرِّبُوا ذَبَائِحَ (ع 24) كان الكهنة يقربون بالنيابة عن الشعب.

ثَمَانِينَ رَجُلاً ربما هم غير السعاة والثوالث المذكورين في (ع 25). فكان أناس يقتلون داخل البيت أو الدار وكان غيرهم واقفين خارج البيت لئلا يخلص أحد من عبدة البعل.

25 - 28 «25 وَلَمَّا ٱنْتَهُوا مِنْ تَقْرِيبِ ٱلْمُحْرَقَةِ قَالَ يَاهُو لِلسُّعَاةِ وَٱلثَّوَالِثِ: ٱدْخُلُوا ٱضْرِبُوهُمْ. لاَ يَخْرُجْ أَحَدٌ. فَضَرَبُوهُمْ بِحَدِّ ٱلسَّيْفِ، وَطَرَحَهُمُ ٱلسُّعَاةُ وَٱلثَّوَالِثُ. وَسَارُوا إِلَى مَدِينَةِ بَيْتِ ٱلْبَعْلِ 26 وَأَخْرَجُوا تَمَاثِيلَ بَيْتِ ٱلْبَعْلِ وَأَحْرَقُوهَا، 27 وَكَسَّرُوا تِمْثَالَ ٱلْبَعْلِ وَهَدَمُوا بَيْتَ ٱلْبَعْلِ وَجَعَلُوهُ مَزْبَلَةً إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. 28 وَٱسْتَأْصَلَ يَاهُو ٱلْبَعْلَ مِنْ إِسْرَائِيلَ».

1صموئيل 22: 17 و1ملوك 18: 40 ص 3: 2 و1ملوك 14: 23 عزرا 6: 11 ودانيال 2: 5 و3: 29

مَدِينَةِ بَيْتِ ٱلْبَعْلِ مجموع أبنية مختصة بعبادة البعل كمساكن الكهنة وغيرها.

وَأَحْرَقُوا تَمَاثِيلَ (ع 26) كانت من خشب (تثنية 16: 21) وأما تمثال البعل (ع 27) فكان من حجر أو من معدن فكسّروه.

مَزْبَلَةً علامة التدنيس والاحتقار.

29 - 31 «29 وَلٰكِنَّ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ لَمْ يَحِدْ يَاهُو عَنْهَا (أَيْ عُجُولِ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي فِي بَيْتِ إِيلَ وَٱلَّتِي فِي دَانَ). 30 وَقَالَ ٱلرَّبُّ لِيَاهُو: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ قَدْ أَحْسَنْتَ بِعَمَلِ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيَّ، وَحَسَبَ كُلِّ مَا بِقَلْبِي فَعَلْتَ بِبَيْتِ أَخْآبَ، فَأَبْنَاؤُكَ إِلَى ٱلْجِيلِ ٱلرَّابِعِ يَجْلِسُونَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. 31 وَلٰكِنْ يَاهُو لَمْ يَتَحَفَّظْ لِلسُّلُوكِ فِي شَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ».

1ملوك 12: 28 - 30 و13: 33 و34 و1ملوك 12: 29 ص 15: 12

خَطَايَا يَرُبْعَامَ (1ملوك 12: 25 - 3) سار جميع ملوك إسرائيل في طريقه. وكانت العبادة التي فرضها مخالفة لوصايا الرب بشأن استعمال التماثيل في العبادة وبشأن الكهنة والأعياد ومكان العبادة. مع أنها أحسن من عبادة البعل. ومدح الرب ياهو على حفظه وصيته في إبادة بيت أخآب واستئصال عبادة البعل. وأجره إذ ملّكه على إسرائيل 28 سنة وأبناءه إلى الجيل الرابع أي يهوآخاز ويوآش ويربعام وزكريا ولكنه جازاه على خطاياه.

32 - 36 «32 فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ ٱبْتَدَأَ ٱلرَّبُّ يَقُصُّ إِسْرَائِيلَ. فَضَرَبَهُمْ حَزَائِيلُ فِي جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ 33 مِنَ ٱلأُرْدُنِّ لِجِهَةِ مَشْرِقِ ٱلشَّمْسِ، جَمِيعَ أَرْضِ جِلْعَادَ ٱلْجَادِيِّينَ وَٱلرَّأُوبَيْنِيِّينَ وَٱلْمَنَسِّيِّينَ مِنْ عَرُوعِيرَ ٱلَّتِي عَلَى وَادِي أَرْنُونَ وَجِلْعَادَ وَبَاشَانَ. 34 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَاهُو وَكُلُّ مَا عَمَلَ وَكُلُّ جَبَرُوتِهِ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 35 وَٱضْطَجَعَ يَاهُو مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي ٱلسَّامِرَةِ، وَمَلَكَ يَهُوأَحَازُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. 36 وَكَانَتِ ٱلأَيَّامُ ٱلَّتِي مَلَكَ فِيهَا يَاهُو عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ ثَمَانِياً وَعِشْرِينَ سَنَةً».

ص 13: 25 و14: 25 ص 8: 12 و13: 22 و1ملوك 19: 17 تثنية 2: 36 عاموس 1: 3 - 5

فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ هنا دليل على علاقة الكلام الآتي بالكلام السابق. لم يتحفظ ياهو للسلوك في شريعة الرب فسلمه لأعدائه.

يَقُصُّ إِسْرَائِيلَ كان حزائيل آلة كمقص بيد الرب وبه قص الرب من مملكة إسرائيل كل ما كان شرق الأردن من عروعير التي كانت على تخم موآب في أقصى الجنوب إلى باشان التي كانت على تخم أرام في أقصى الشمال. وكانت تلك القطائع مخصبة جداً وفيها مزروعات كحوران الحالية ومراع وأحراج ومياه غزيرة. وتمت نبوءة أليشع في حزائيل (8: 12) ولكن كان عليه غضب الرب من أجل عمله هذا (عاموس 1: 3) لأنه وإن كان آلة بيد الرب فقد عمل عمله بطمع وقساوة وليس حسب إرادة الرب.

جَبَرُوتِهِ (ع 34) كان جباراً في الحرب وإن كان قد انكسر وخسر.

سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ غير السفر القانوني المعروف بهذا الاسم.

ثَمَانِياً وَعِشْرِينَ سَنَةً (ع 36) لم يملك أحد من ملوك إسرائيل أكثر منه إلا يربعام الثاني الذي كان من نسله فقد ملك 40 سنة (14: 23).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ

1 - 3 «1 فَلَمَّا رَأَتْ عَثَلْيَا أُمُّ أَخَزْيَا أَنَّ ٱبْنَهَا قَدْ مَاتَ، قَامَتْ فَأَبَادَتْ جَمِيعَ ٱلنَّسْلِ ٱلْمَلِكِيِّ. 2 فَأَخَذَتْ يَهُوشَبَعُ بِنْتُ ٱلْمَلِكِ يَهُورَامَ (أُخْتُ أَخَزْيَا) يَهُوآشَ بْنَ أَخَزْيَا وَسَرِقَتْهُ مِنْ وَسَطِ بَنِي ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا هُوَ وَمُرْضِعَتَهُ مِنْ مِخْدَعِ ٱلسَّرِيرِ، وَخَبَّأُوهُ مِنْ وَجْهِ عَثَلْيَا فَلَمْ يُقْتَلْ. 3 وَكَانَ مَعَهَا فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ مُخْتَبِئاً سِتَّ سِنِينَ وَعَثَلْيَا مَالِكَةٌ عَلَى ٱلأَرْضِ».

2أيام 22: 10 - 12 ع 21 وص 12: 1

عَثَلْيَا ابنة أخآب وإيزابل وأرملة يهورام ملك يهوذا وكانت قد أدخلت عبادة البعل إلى إسرائيل وكانت مثل أمها في شرورها وفي قوّتها وشجاعتها. كانت تشبه الرجال فلم تتأخر عن سفك الدم لأجل إتمام غاياتها. وتسلطت على زوجها (8: 18 و27 و2أيام 21: 6) وعلى ابنها (2أيام 2: 2 - 4).

فَأَبَادَتْ كان يهورام قد قتل إخوتها (2أيام 21: 4) وكان الفلسطينيون والعرب قد قتلوا أولاد يهورام (2أيام 22: 1) وكان ياهو قد قتل إخوة أخزيا أي أولاد إخوته (10: 13 و14) والذين أبادتهم عثليا هم أولاد أخزيا ما عدا يوآش. كان الرب قد وعد داود أن كرسيه يكون ثابتاً إلى الأبد فبعنايته حفظ واحداً من أولاد أخزيا.

يَهُوشَبَعُ (ع 2) يُظن أنها بنت الملك يهورام من امرأة غير عثليا فكانت أخت أخزيا من الأب وليس من الأم. وبما أنها أخت الملك كان لها حرية في الدخول والخروج وربما أن خدام البيت اتفقوا معها وأشفقوا على الطفل الصغير.

مَعَهَا فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ (ع 3) كان في بيت الرب غرف كثيرة توضع فيها التقادم فريضة اللاويين (نحميا 13: 4 و5) وكانت يهوشبع امرأة الكاهن يهوياداع (2أيام 22: 11).

وَعَثَلْيَا مَالِكَةٌ عَلَى ٱلأَرْضِ أي مدة ست سنين كانت عبادة البعل قائمة وأُهملت عبادة الرب وبُني معبد للبعل وتعيّن له كاهن (11: 18) وكان رئيسهم يهوياداع فلم تتجاسر عثليا أن تضع يدها عليهم.

4 - 16 «4 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ أَرْسَلَ يَهُويَادَاعُ فَأَخَذَ رُؤَسَاءَ مِئَاتِ ٱلْجَلاَّدِينَ وَٱلسُّعَاةِ وَأَدْخَلَهُمْ إِلَيْهِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَقَطَعَ مَعَهُمْ عَهْداً وَٱسْتَحْلَفَهُمْ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَأَرَاهُمُ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ. 5 وَأَمَرَهُمْ: هٰذَا مَا تَفْعَلُونَهُ. ٱلثُّلُثُ مِنْكُمُ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي ٱلسَّبْتِ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، 6 وَٱلثُّلْثُ عَلَى بَابِ سُورٍ، وَٱلثُّلْثُ عَلَى ٱلْبَابِ وَرَاءَ ٱلسُّعَاةِ. فَتَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ ٱلْبَيْتِ لِلصَّدِّ. 7 وَٱلْفِرْقَتَانِ مِنْكُمْ، جَمِيعُ ٱلْخَارِجِينَ فِي ٱلسَّبْتِ، يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ حَوْلَ ٱلْمَلِكِ. 8 وَتُحِيطُونَ بِٱلْمَلِكِ حَوَالَيْهِ، كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ. وَمَنْ دَخَلَ ٱلصُّفُوفَ يُقْتَلُ. وَكُونُوا مَعَ ٱلْمَلِكِ فِي خُرُوجِهِ وَدُخُولِهِ. 9 فَفَعَلَ رُؤَسَاءُ ٱلْمِئَاتِ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ يَهُويَادَاعُ ٱلْكَاهِنُ، وَأَخَذُوا كُلُّ وَاحِدٍ رِجَالَهُ ٱلدَّاخِلِينَ فِي ٱلسَّبْتِ مَعَ ٱلْخَارِجِينَ فِي ٱلسَّبْتِ وَجَاءُوا إِلَى يَهُويَادَاعَ ٱلْكَاهِنِ. 10 فَأَعْطَى ٱلْكَاهِنُ لِرُؤَسَاءِ ٱلْمِئَاتِ ٱلْحِرَابَ وَٱلأَتْرَاسَ ٱلَّتِي لِلْمَلِكِ دَاوُدَ ٱلَّتِي فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 11 وَوَقَفَ ٱلسُّعَاةُ كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ مِنْ جَانِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلأَيْمَنِ إِلَى جَانِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلأَيْسَرِ حَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱلْبَيْتِ، حَوْلَ ٱلْمَلِكِ مُسْتَدِيرِينَ. 12 وَأَخْرَجَ ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ وَوَضَعَ عَلَيْهِ ٱلتَّاجَ وَأَعْطَاهُ ٱلشَّهَادَةَ، فَمَلَّكُوهُ وَمَسَحُوهُ وَصَفَّقُوا وَقَالُوا: لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ 13 وَلَمَّا سَمِعَتْ عَثَلْيَا صَوْتَ ٱلسُّعَاةِ وَٱلشَّعْبِ دَخَلَتْ إِلَى ٱلشَّعْبِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، 14 وَنَظَرَتْ وَإِذَا ٱلْمَلِكُ وَاقِفٌ عَلَى ٱلْمِنْبَرِ حَسَبَ ٱلْعَادَةِ، وَٱلرُّؤَسَاءُ وَنَافِخُو ٱلأَبْوَاقِ بِجَانِبِ ٱلْمَلِكِ، وَكُلُّ شَعْبِ ٱلأَرْضِ يَفْرَحُونَ وَيَضْرِبُونَ بِٱلأَبْوَاقِ. فَشَقَّتْ عَثَلْيَا ثِيَابَهَا وَصَرَخَتْ: خِيَانَةٌ خِيَانَةٌ! 15 فَأَمَرَ يَهُويَادَاعُ ٱلْكَاهِنُ رُؤَسَاءَ ٱلْمِئَاتِ قُوَّادَ ٱلْجَيْشِ: أَخْرِجُوهَا إِلَى خَارِجِ ٱلصُّفُوفِ، وَٱلَّذِي يَتْبَعُهَا ٱقْتُلُوهُ بِٱلسَّيْفِ. لأَنَّ ٱلْكَاهِنَ قَالَ: لاَ تُقْتَلُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 16 فَأَلْقَوْا عَلَيْهَا ٱلأَيَادِيَ، وَمَضَتْ فِي طَرِيقِ مَدْخَلِ ٱلْخَيْلِ إِلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَقُتِلَتْ هُنَاكَ».

2أيام 23: 1 - 21 ع 19 و2صموئيل 20: 23 و1أيام 9: 25 عدد 27: 16 و17 و2صموئيل 8: 7 و1أيام 18: 7 و2صموئيل 1: 10 خروج 25: 16 و31: 18 و1صموئيل 10: 24 ص 23: 3 و2أيام 34: 31 و1ملوك 1: 39 و40 تكوين 37: 29 و44: 13 ص 9: 23

ٱلْجَلاَّدِينَ وَٱلسُّعَاةِ (انظر 2صموئيل 8: 18 وتفسيره) لم يكونوا تحت أمر يهوياداع ولكنه أرسل ودعاهم فأتوا بإرادتهم. وعددهم خمسة وأسماؤهم مذكورة في (2أيام 23: 1).

أَدْخَلَهُمْ إِلَيْهِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ أي إلى غرفة من غرفه الكثيرة. وأدخلهم لأجل معاهدة سرية وليروا ابن الملك وبعدما رأوا وعرفوا أنه ابن الملك حلفوا له يمين الطاعة. ولا شك في أنهم كانوا هم كثيرون من بني يهوذا مشتاقين إلى الخلاص من اغتصاب عثليا ورجوع الملك لبيت داود. ونعرف من (2أيام 23: 2) أنهم بعد معاهدتهم السرّية جالوا في يهوذا وجمعوا اللاويين ورؤوس آباء إسرائيل وأتوا بهم إلى أورشليم وقطعوا هم أيضاً عهداً مع الملك في بيت الرب. وسلّحهم يهوياداع بالحراب والمجانّ والأتراس التي في بيت الله.

ٱلثُّلُثُ مِنْكُمُ (ع 5) كان الحراس ثلاثة أقسام وأمر يهوياداع أن ثلثهم يحرسون حراسة بيت الملك أي القصر الذي كانت عثليا ساكنة فيه. وثلثان يحرسون حراسة بيت الرب حول الملك يوآش (ع 7) والثلث الأول أي حراس بيت الملك انقسموا إلى ثلاثة أقسام الواحد منهم على باب سور والقسم الثاني على باب الأساس في (2أيام 23: 5). وربما أن مواقفهم المذكورة هي مواقفهم الاعتيادية وقصد يهوياداع أن لا ترى الملكة عثليا شيئاً يدل على خيانة.

ٱلْخَارِجِينَ فِي ٱلسَّبْتِ (ع 7) الذين كانوا قد أكملوا مدة خدمتهم ولكن عليهم أن يحضروا إلى بيت الرب ليحرسوا حراسة بيت الرب حول الملك ولا ينصرفوا حسب العادة.

يَهُويَادَاعُ ٱلْكَاهِنُ (ع 9) والأرجح أنه كان رئيس الكهنة.

ٱلدَّاخِلِينَ فِي ٱلسَّبْتِ مَعَ ٱلْخَارِجِينَ الداخلون هم الذين صار دورهم للخدمة والخارجون هم الذين أكملوا مدة خدمتهم ولكنهم لم ينصرفوا.

ٱلَّتِي لِلْمَلِكِ دَاوُدَ (ع 10) (انظر 2صموئيل 8: 7 و10 و11).

مِنْ جَانِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلأَيْمَنِ (ع 11) كانوا مصطفين في الدار أمام البيت وامتدت الصفوف من الجانب الواحد إلى الآخر. كان باب الهيكل إلى الشرق فكان جانب البيت الأيمن إلى الجنوب والأيسر إلى الشمال.

حَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ مذبح المحرقة الذي كان في الدار أمام البيت.

وَأَعْطَاهُ ٱلشَّهَادَةَ (ع 12) قسم من أسفار موسى (تثنية 17: 18) أو ما كان صموئيل قد كتبه (1صموئيل 10: 25) أو الوصايا العشر. والكلمة «أعطاه» ليست في الأصل فبعضهم يفهمون أن الكاهن وضع عليه التاج والشهادة أي جعلها فوق رأسه دليلاً على أن الملك تحت شريعة الرب.

صَوْتَ ٱلسُّعَاةِ وَٱلشَّعْبِ (ع 13) وهم صارخون ليحيَ الملك. ولم تكن عثليا تنتظر هذا الصوت فتعجبت منه.

ٱلْمِنْبَرِ (ع 14) (انظر 23: 3 و2أيام 34: 31).

طَرِيقِ مَدْخَلِ ٱلْخَيْلِ (ع 16) غير طريق باب السعاة المذكور في (ع 19) الذي كان الطريق الاعتيادي من بيت الرب إلى بيت الملك وربما الطريق الذي مضت فيه عثليا هو طريق مربط الخيل الذي لبيت الملك.

17 - 20 «17 وَقَطَعَ يَهُويَادَاعُ عَهْداً بَيْنَ ٱلرَّبِّ وَبَيْنَ ٱلْمَلِكِ وَٱلشَّعْبِ لِيَكُونُوا شَعْباً لِلرَّبِّ، وَبَيْنَ ٱلْمَلِكِ وَٱلشَّعْبِ. 18 وَدَخَلَ جَمِيعُ شَعْبِ ٱلأَرْضِ إِلَى بَيْتِ ٱلْبَعْلِ وَهَدَمُوا مَذَابِحَهُ وَكَسَّرُوا تَمَاثِيلَهُ تَمَاماً، وَقَتَلُوا مَتَّانَ كَاهِنَ ٱلْبَعْلِ أَمَامَ ٱلْمَذَابِحِ. وَجَعَلَ ٱلْكَاهِنُ نُظَّاراً عَلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 19 وَأَخَذَ رُؤَسَاءَ ٱلْمِئَاتِ وَٱلْجَلاَّدِينَ وَٱلسُّعَاةَ وَكُلَّ شَعْبِ ٱلأَرْضِ، فَأَنْزَلُوا ٱلْمَلِكَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَأَتَوْا فِي طَرِيقِ بَابِ ٱلسُّعَاةِ إِلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، فَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْمُلُوكِ. 20 وَفَرِحَ جَمِيعُ شَعْبِ ٱلأَرْضِ. وَٱسْتَرَاحَتِ ٱلْمَدِينَةُ. وَقَتَلُوا عَثَلْيَا بِٱلسَّيْفِ عِنْدَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ. 21 كَانَ يَهُوآشُ ٱبْنَ سَبْعِ سِنِينَ حِينَ مَلَكَ».

يشوع 24: 25 و2أيام 15: 12 - 14 و34: 31 و1صموئيل 10: 25 و2صموئيل 5: 3 ص 10: 26 و27 تثنية 12: 2 و3 و1ملوك 18: 40 ع 4 ع 6 و2أيام 24: 1 - 14

وَقَطَعَ يَهُويَادَاعُ كان الحكم له لأن الملك كان لم يزل ولداً. وفي هذا الفصل ذكر ثلاثة من أعماله الأولى ومنها تجديد العهد وهو أولاً بين الله الحلف الواحد والملك والشعب الحلف الآخر وثانياً بين الملك وبين الشعب. ولا شك في أن مضمون هذا العهد كان كما في (خروج 19: 5 - 8 و24: 3 - 8 و24: 3 - 8 و34: 10 - 28). وعلى الملك الحكم على الشعب حسب شريعة الرب وعلى الشعب الخضوع للملك.

والثاني من أعمال يهوياداع إبادة عبادة البعل والظاهر أن يهورام أو عثليا كان بنى معبداً للبعل في أورشليم المدينة التي كان الرب اختارها لنفسه. وربما كان متّان الذي قتلوه رئيس كهنة البعل والاسم اختصار متّان بعل وهو اسم اعتيادي عند الفينيقيين. وجعل الكاهن أي يهوياداع نُظاراً على بيت الرب عن يد الكهنة اللاويين لأجل إصعاد محرقات الرب كما هو مكتوب في شريعة موسى وأوقف بوابين (2أيام 23: 18 و19) وكانت خدمة الهيكل قد توقفت مدة ملك عثليا.

والثالث من أعمال يهوياداع إدخال الملك يوآش إلى بيت الملك وإجلاسه على كرسي الملوك وفي هذه الأعمال الثلاثة كان جميع الشعب مع يهوياداع. ويهوآش هو يوآش بالاختصار.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ

1 - 3 «1 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ لِيَاهُو، مَلَكَ يَهُوآشُ. مَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ ظَبْيَةُ، مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. 2 وَعَمِلَ يَهُوآشُ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِهِ ٱلَّتِي فِيهَا عَلَّمَهُ يَهُويَادَاعُ ٱلْكَاهِنُ. 3 إِلاَّ أَنَّ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ ٱلشَّعْبُ لاَ يَزَالُونَ يَذْبَحُونَ وَيُوقِدُونَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ».

ص 14: 4 و15: 30

وَٱسْمُ أُمِّهِ في أخبار ملوك يهوذا اسم الأم مذكور لأنه كان لها نوع من الاحترام والسلطة (1ملوك 15: 13) التي فيها علمه يهوياداع (ع 2) دليل على أمانة الكاهن للرب وللملك ودليل أيضاً على ضعف الملك لأنه بعد موت يهوياداع سمع لرؤساء يهوذا وترك بيت الرب وعبد السواري والأصنام (2أيام 24: 17 - 19) أي كان يسمع لكل من كان قريباً منه صالحاً كان أم شريراً. وربما ضجر من حكم الكاهن عليه. وفي سفر أخبار الأيام الثاني 24: 3 إن يهوياداع اتخذ له امرأتين فولد بنين وبنات.

ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع 3) كان السجود في المرتفعات مخالفاً لشريعة الرب (تثنية 12: 1 - 14) ولكنها لم تكن خطيئة فظيعة كالسجود للبعليم لأنهم سجدوا للرب فيها واعتادها الشعب حتى في زمان بعض الملوك الأتقياء (1ملوك 15: 14 و22: 43).

4 - 8 «4 وَقَالَ يَهُوآشُ لِلْكَهَنَةِ: جَمِيعُ فِضَّةِ ٱلأَقْدَاسِ ٱلَّتِي أُدْخِلَتْ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، ٱلْفِضَّةُ ٱلرَّائِجَةُ، فِضَّةُ كُلِّ وَاحِدٍ حَسَبَ ٱلنُّفُوسِ ٱلْمُقَوَّمَةِ، كُلُّ فِضَّةٍ يَخْطُرُ بِبَالِ إِنْسَانٍ أَنْ يُدْخِلَهَا إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، 5 لِيَأْخُذَهَا ٱلْكَهَنَةُ لأَنْفُسِهِمْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْ عِنْدِ صَاحِبِهِ وَهُمْ يُرَمِّمُونَ مَا تَهَدَّمَ مِنَ ٱلْبَيْتِ، كُلَّ مَا وُجِدَ فِيهِ مُتَهَدِّماً. 6 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لِلْمَلِكِ يَهُوآشَ لَمْ تَكُنِ ٱلْكَهَنَةُ رَمَّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ ٱلْبَيْتِ. 7 فَدَعَا ٱلْمَلِكُ يَهُوآشُ يَهُويَادَاعَ ٱلْكَاهِنَ وَٱلْكَهَنَةَ وَسَأَلَهُمْ: لِمَاذَا لَمْ تُرَمِّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ ٱلْبَيْتِ؟ فَٱلآنَ لاَ تَأْخُذُوا فِضَّةً مِنْ عِنْدِ أَصْحَابِكُمْ، بَلِ ٱجْعَلُوهَا لِمَا تَهَدَّمَ مِنَ ٱلْبَيْتِ. 8 فَوَافَقَ ٱلْكَهَنَةُ عَلَى أَنْ لاَ يَأْخُذُوا فِضَّةً مِنَ ٱلشَّعْبِ وَلاَ يُرَمِّمُوا مَا تَهَدَّمَ مِنَ ٱلْبَيْتِ».

ص 22: 4 خروج 35: 5 و22: 29 و1أيام 29: 3 - 9

كان بنو عثليا الخبيثة قد هدموا بيت الله وصيّروا كل أقداسه للبعليم (2أيام 24: 7). ربما قبل زمان يهوآش كان ترميم بيت الرب على نفقة الملوك وأما يهوآش فقصد أن يجعله على نفقة الشعب وأولاً وضع تدبير الأمر على الكهنة (ع 4 - 6) وبما أن أمره هذا لم يتم افتكر فكراً أخر وهو أن يجعلوا كل الفضة الداخلة إلى بيت الرب في صندوق فمن هذه الفضة يترمم بيت الرب عن يد رئيس الكهنة وكاتب الملك. وكان على هذه الطريقة شيء من الخسارة على الكهنة من جهة دخلهم ومن جهة نفوذهم عند الشعب. ونرى أن الملك صار رئيساً دينياً كما كان رئيساً سياسياً. وأما الفضة الداخلة إلى بيت الرب فكانت من ثلاثة مصادر (1) ثمن تقادم أراد مقدموها أن يفدوها بفضة (لاويين 27: 11 و12) (2) فضة رائجة أو فضة النفوس وهي نصف شاقل عن كل نفس (خروج 30: 11 - 16) (3) التبرعات كل فضة يخطر ببال إنسان أن يدخلها إلى بيت الرب.

ٱلْفِضَّةُ ٱلرَّائِجَةُ أو فضة النفوس عند الإحصاء وأول ذكر نقود مسكوكة كان في نحو 700 سنة ق. م أي بعد زمان يهوآش فكانت الفضة المذكورة في هذا الفصل سبايك تُعرف قيمتها بالوزن (1ملوك 20: 39).

ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لِلْمَلِكِ (ع 6) لا نعرف في أية سنة صدر الأمر من الملك والظاهر أنه مضى زمان طويل لم يكن الكهنة قد رمموا البيت. وربما كان سبب إهمالهم هذا الأمر هو أن الداخل إلى بيت الرب كان قليلاً يكاد لا يكفي للنفقات الضرورية وكان الكهنة مهتمين بدخلهم الخاص أكثر من اهتمامهم بترميم بيت الرب.

فَدَعَا ٱلْمَلِكُ يَهُوآشُ يَهُويَادَاعَ (ع 7) هذا دليل على أن غيرة الملك كانت أكثر من غيرة الكهنة.

لاَ تَأْخُذُوا فِضَّةً أخذ تدبير الأمر على نفسه فلم يطلب بعد من الكهنة أن يجمعوا مالاً ولا ينفقوه.

9 - 16 «9 فَأَخَذَ يَهُويَادَاعُ ٱلْكَاهِنُ صُنْدُوقاً وَثَقَبَ ثَقْباً فِي غِطَائِهِ، وَجَعَلَهُ بِجَانِبِ ٱلْمَذْبَحِ عَنِ ٱلْيَمِينِ عِنْدَ دُخُولِ ٱلإِنْسَانِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. وَٱلْكَهَنَةُ حَارِسُو ٱلْبَابِ جَعَلُوا فِيهِ كُلَّ ٱلْفِضَّةِ ٱلْمُدْخَلَةِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 10 وَكَانَ لَمَّا رَأَوُا ٱلْفِضَّةَ قَدْ كَثُرَتْ فِي ٱلصُّنْدُوقِ أَنَّهُ صَعِدَ كَاتِبُ ٱلْمَلِكِ وَٱلْكَاهِنُ ٱلْعَظِيمُ وَصَرُّوا وَحَسَبُوا ٱلْفِضَّةَ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 11 وَدَفَعُوا ٱلْفِضَّةَ ٱلْمَحْسُوبَةَ إِلَى أَيْدِي عَامِلِي ٱلشُّغْلِ ٱلْمُوَكَّلِينَ عَلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَأَنْفَقُوهَا لِلنَّجَّارِينَ وَٱلْبَنَّائِينَ ٱلْعَامِلِينَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ، 12 وَلِبَنَّائِي ٱلْحِيطَانِ وَنَحَّاتِي ٱلْحِجَارَةِ وَلِشِرَاءِ ٱلأَخْشَابِ وَٱلْحِجَارَةِ ٱلْمَنْحُوتَةِ لِتَرْمِيمِ مَا تَهَدَّمَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَلِكُلِّ مَا يُنْفَقُ عَلَى ٱلْبَيْتِ لِتَرْمِيمِهِ. 13 إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ طُسُوسُ فِضَّةٍ وَلاَ مِقَصَّاتٌ وَلاَ مَنَاضِحُ وَلاَ أَبْوَاقٌ، كُلُّ آنِيَةِ ٱلذَّهَبِ وَآنِيَةِ ٱلْفِضَّةِ مِنَ ٱلْفِضَّةِ ٱلدَّاخِلَةِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، 14 بَلْ كَانُوا يَدْفَعُونَهَا لِعَامِلِي ٱلشُّغْلِ، فَكَانُوا يُرَمِّمُونَ بِهَا بَيْتَ ٱلرَّبِّ. 15 وَلَمْ يُحَاسِبُوا ٱلرِّجَالَ ٱلَّذِينَ سَلَّمُوهُمُ ٱلْفِضَّةَ بِأَيْدِيهِمْ لِيُعْطُوهَا لِعَامِلِي ٱلشُّغْلِ لأَنَّهُمْ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِأَمَانَةٍ. 16 وَأَمَّا فِضَّةُ ذَبِيحَةِ ٱلإِثْمِ وَفِضَّةُ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ فَلَمْ تُدْخَلْ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، بَلْ كَانَتْ لِلْكَهَنَةِ».

مرقس 12: 41 ولوقا 21: 1 ص 19: 2 و22: 3 و4 و12 و2صموئيل 8: 17 ص 22: 5 و6 و2أيام 24: 14 و1ملوك 7: 48 و50 ص 22: 7 لاويين 5: 15 - 18 لاويين 4: 24 و29 لاويين 7: 7 وعدد 18: 19

وَجَعَلَهُ بِجَانِبِ ٱلْمَذْبَحِ مذبح المحرقة فكان الصندوق في الدار عن يمين الباب ليراه كل من دخل البيت.

حَارِسُو ٱلْبَابِ تُطلب منهم المحافظة على بيت الرب فلا تدخله عبادة وثنية أو غيرها مما يخالف الشريعة. وكان الشعب يقدمون فضتهم للكهنة والكهنة يجعلونها في الصندوق.

كَاتِبُ ٱلْمَلِكِ وَٱلْكَاهِنُ ٱلْعَظِيمُ (ع 10) كل منهما وافق على حساب الآخر. والكاهن العظيم هو يهوياداع رئيس الكهنة.

وَصَرُّوا وَحَسَبُوا أي حسبوا وصرّوا. وحسبوا الفضة بالوزن وكتبوا القيمة على كل صرّة.

عَامِلِي ٱلشُّغْلِ (ع 11) وهم نجّارون وبنّاؤون ونحّاتون وعاملون في الحديد والنحاس (2أيام 24: 12) فكانوا عاملين كثيرين ومن أجناس كثيرة دليلاً على عظمة العمل لأن البيت كان متروكاً مهملاً بلا إصلاح زماناً طويلاً.

إِلاَّ أَنَّهُ (ع 13 و14) في (2أيام 24: 14) «وَلَمَّا أَكْمَلُوا أَتَوْا... بِبَقِيَّةِ ٱلْفِضَّةِ وَعَمِلُوهَا آنِيَةً لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ» أي لم يُعمل آنية لبيت الرب حتى أكملوا ترميمه. وكان البيت فارغاً لأن الملوك كانوا قد أخذوا آنيته وأعطوها لمحاربيهم (1ملوك 14: 26 و15: 19).

وَلَمْ يُحَاسِبُوا (ع 15) لا نقدر أن نبني على هذا القول إن المحاسبة هي لغير الأمناء فقط والأمناء لا تلزمهم محاسبة (2كورنثوس 8: 20 و21).

ذَبِيحَةِ ٱلإِثْمِ... ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ (ع 16) (لاويين 5: 15 - 19 و4: 22 - 25 و7: 7) ولا نقدر أن نميّز بينهما تماماً غير أن ذبيحة الخطية كانت غالباً لما عُمل سهواً.

17 - 21 «17 حِينَئِذٍ صَعِدَ حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ وَحَارَبَ جَتَّ وَأَخَذَهَا. ثُمَّ حَوَّلَ حَزَائِيلُ وَجْهَهُ لِيَصْعَدَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 18 فَأَخَذَ يَهُوآشُ مَلِكُ يَهُوذَا جَمِيعَ ٱلأَقْدَاسِ ٱلَّتِي قَدَّسَهَا يَهُوشَافَاطُ وَيَهُورَامُ وَأَخَزْيَا آبَاؤُهُ مُلُوكُ يَهُوذَا، وَأَقْدَاسَهُ وَكُلَّ ٱلذَّهَبِ ٱلْمَوْجُودِ فِي خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَبَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَأَرْسَلَهَا إِلَى حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ فَصَعِدَ عَنْ أُورُشَلِيمَ. 19 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوآشَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 20 وَقَامَ عَبِيدُهُ وَفَتَنُوا فِتْنَةً وَقَتَلُوا يَهُوآشَ فِي بَيْتِ ٱلْقَلْعَةِ حَيْثُ يَنْزِلُ إِلَى سَلَّى. 21 لأَنَّ يُوزَاكَارَ بْنَ شِمْعَةَ وَيَهُوزَابَادَ بْنَ شُومِيرَ عَبْدَيْهِ ضَرَبَاهُ فَمَاتَ، فَدَفَنُوهُ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ أَمَصْيَا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ص 8: 12 و10: 32 و33 و1ملوك 19: 17 و2أيام 24: 23 و24 ص 16: 8 و18: 15 و16 و1ملوك 14: 26 و15: 18 ع 4 و2أيام 24: 25 - 27 ص 14: 5 قضاة 9: 6 و2صموئيل 5: 9 و1ملوك 11: 27 و2أيام 24: 26 ص 14: 1

نعرف من 2أيام 24: 15 - 21 إنه بعد موت يهوياداع سمع الملك لرؤساء يهوذا فتركوا بيت الرب وعبدوا السواري والأصنام. ولما وقف زكريا ابن يهوياداع ووبهخم رجموه بالحجارة في دار بيت الرب (متّى 23: 35) ونستنتج أن صعود حزائيل كان بتدبير الرب وعقاباً لخطية الملك والرؤساء بتركهم الرب وقتلهم زكريا.

حَزَائِيلُ كان قد ضرب جميع أرض جلعاد وباشان (10: 32) فوصل إلى حدود يهوذا. ولم تكن أرض إسرائيل فاصلة بينه وبين يهوذا كما في الأول. فضرب يهوذا أيضاً إتماماً لنبوءة أليشع (8: 12).

وَحَارَبَ جَتَّ كانت جتّ إلى الغرب من يهوذا وكانت أولاً للفلسطينيين (1صموئيل 5: 8) ثم ليهوذا (2أيام 11: 8) وكانت للفلسطينيين في زمان عزيا (2أيام 26: 6) ولا نعرف لمن كانت لما أخذها حزائيل. وحارب جتّ أولاً وقصد أن يأخذ أورشليم في طريقه وهو راجع إلى آرام.

جَمِيعَ ٱلأَقْدَاسِ (ع 18) التي كانت قد تجمعت من زمان آسا (1ملوك 15: 18) وفي (2أيام 24: 23 و24) إن الآراميين حاربوا أورشليم وأهلكوا رؤساء الشعب ودفع الرب جيش يهوذا وهو جيش كبير ليد الآراميين وهم شرذمة قليلة لأنهم تركوا الرب. وبعد هذه المحاربة أرسل يهوآش خزائن بيت الرب إلى حزائيل ليصعد عن أورشليم. إن يهورام وأخزيا قدسا أقداساً لبيت الرب وإن كانا قد عبدا الأصنام. فكانت عبادتهما عبادة مختلطة. وسفر أخبار الأيام لا يذكر أن حزائيل كان حاضراً. وربما أن الكلام هنا هو قائد جيش الآراميين الذي ناب عن الملك وكان كل شيء بأمر حزائيل وتدبيره كأنه كان حاضراً. ويقول بعضهم أنه أولاً أرسل الجيش ثم ذهب نفسه.

وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوآشَ (ع 19) ومن أخبار الأيام 24: 25 أنه عند ذهاب الآراميين تركوه مريضاً بأمراض كثيرة فلازم الفراش واغتنم عبداه الفرصة ليقتلاه.

بَيْتِ ٱلْقَلْعَةِ (ع 20) التي بناها سليمان (1ملوك 9: 15 و24) وكان يوآش قد التجأ إليها وقت الخطر.

سَلَّى موقعها مجهول.

فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ وفي 2أيام 24: 25 إنهم دفنوه في مدينة داود ولم يدفنوه في قبور الملوك دليلاً على عدم الإكرام الاعتيادي للملوك.

فوائد

  1. إن الضعيف في الروحيات لا يفرق كثيراً عن الشرير.

  2. إنه لا يوافق أن المبشرين يتركون كلمة الله ليخدموا الموائد (أعمال 6: 2).

  3. يجب أن لا يكون أول حياة الإنسان أفضل من آخرتها بل بالعكس.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ

1 - 9 «1 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لِيَهُوآشَ بْنِ أَخَزْيَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَهُوأَحَازُ بْنُ يَاهُو عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً. 2 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَسَارَ وَرَاءَ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. لَمْ يَحِدْ عَنْهَا. 3 فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ فَدَفَعَهُمْ لِيَدِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ، وَلِيَدِ بَنْهَدَدَ بْنِ حَزَائِيلَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 4 وَتَضَرَّعَ يَهُوأَحَازُ إِلَى وَجْهِ ٱلرَّبِّ، فَسَمِعَ لَهُ ٱلرَّبُّ لأَنَّهُ رَأَى ضِيقَ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ مَلِكَ أَرَامَ ضَايَقَهُمْ. 5 وَأَعْطَى ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مُخَلِّصاً، فَخَرَجُوا مِنْ تَحْتِ يَدِ ٱلأَرَامِيِّينَ. وَأَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي خِيَامِهِمْ كَأَمْسِ وَمَا قَبْلَهُ. 6 وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَحِيدُوا عَنْ خَطَايَا بَيْتِ يَرُبْعَامَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ بَلْ سَارُوا بِهَا، وَوَقَفَتِ ٱلسَّارِيَةُ أَيْضاً فِي ٱلسَّامِرَةِ. 7 لأَنَّهُ لَمْ يُبْقِ لِيَهُوأَحَازَ شَعْباً إِلاَّ خَمْسِينَ فَارِساً وَعَشَرَ مَرْكَبَاتٍ وَعَشَرَةَ آلاَفِ رَاجِلٍ لأَنَّ مَلِكَ أَرَامَ أَفْنَاهُمْ وَوَضَعَهُمْ كَٱلتُّرَابِ لِلدَّوْسِ. 8 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوأَحَازَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 9 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ يَهُوأَحَازُ مَعَ آبَائِهِ، فَدَفَنُوهُ فِي ٱلسَّامِرَةِ، وَمَلَكَ يُوآشُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

1ملوك 12: 26 - 33 قضاة 2: 14 ص 12: 17 ع 24 و25 عدد 21: 7 - 9 ص 14: 26 وخروج 3: 7 و9 ع 25 وص 14: 25 و27 ونحميا 9: 27 ع 2 و1ملوك 16: 33 عاموس 1: 3

في هذا الأصحاح ينتقل الكاتب من أخبار ملوك يهوذا إلى أخبار ملوك إسرائيل.

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ وَٱلْعِشْرِينَ ملك يوآش ملك يهوذا في السنة السابعة لياهو (12: 1) وملك ياهو 28 سنة فكان جلوس ابنه يهوأحاز بعد جلوس يوآش ملك يهوذا بمدة 21 سنة. وربما أن هذه المدة هي 21 سنة كاملة. وإذا حسبنا جزءاً من سنة في الأول وجزءاً من سنة في الأخير تصير 23 سنة.

خَطَايَا يَرُبْعَامَ (ع 2) وهي السجود للعجول وإقامة كهنة من غير نسل هارون وتغيير أوقات الأعياد (1ملوك 12: 28 - 33) ولم يُقل أن يهوأحاز عمل شيئاً جديداً من الخطايا بل أنه استمر على خطايا أسلافه التي كان يجب تركها.

لِيَدِ حَزَائِيلَ (ع 3) ابتدأ هذا التأديب من الرب في زمان أبيه ياهو (10: 32 و33) بنهدد بن حزائيل وهو الملك الثالث بهذا الاسم. كان الأول في زمان آسا (1ملوك 15: 18) والثاني في زمان أخآب (1ملوك 20: 1).

كُلَّ ٱلأَيَّامِ أي أيام يهوأحاز. ولم يملك بنهدد في زمان يهوأحاز (ع 22) وربما كان قائداً في جيش أبيه وبعدما مات يهوأحاز ومات حزائيل وملك بنهدد على آرام ضربه يوآش بن يهوأحاز ثلاث مرات (ع 25).

وَتَضَرَّعَ يَهُوأَحَازُ (ع 4) سمع له الرب ولكنه لم يعط إسرائيل مخلصاً في أيامه بل في أيام ابنه يوآش (ع 25) وحفيده يربعام (14: 25 - 27).

أَقَامَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي خِيَامِهِمْ أي في بيوتهم ولم يخرجوا منها للحرب وصارت هذه الراحة في أيام يوآش ويربعام ولكن في أيام يهوأحاز انحط بنو إسرائيل انحطاطاً كاملاً وصاروا كالتراب للدوس.

وَوَقَفَتِ ٱلسَّارِيَةُ (ع 6) عمل أخآب سواري في السامرة (1ملوك 16: 32 و33) كانت السارية عموداً من الخشب وهي علامة مستعملة في عبادة الإله عشتروث أو الزهرة. وكان رفع هذه السارية في قاعدة المملكة شهادة دائمة على خيانة إسرائيل.

عَشَرَةَ آلاَفِ رَاجِلٍ (ع 7) (انظر 2صموئيل 24: 9) كان إسرائيل في زمان داود ثمان مئة ألف رجل ذي بأس يستل السيف ما عدا خمس مئة ألف من يهوذا.

وَجَبَرُوتُهُ (ع 8) القول الاعتيادي في الملوك وإن كان بعضهم بلا جبروت. وربما كان يهوأحاز شجاعاً في القتال وإن كان قد انكسر.

مَعَ آبَائِهِ (ع 9) ربما كانت قبور مخصصة لملوك إسرائيل في السامرة كما لملوك يهوذا في أورشليم (2أيام 28: 27) وكان دفن الملك في قبور الملوك علامة الاعتبار له.

10 - 13 «10 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لِيَهُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يُوآشُ بْنُ يَهُوأَحَازَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً. 11 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، بَلْ سَارَ بِهَا. 12 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوآشَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ وَكَيْفَ حَارَبَ أَمَصْيَا مَلِكَ يَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 13 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ يُوآشُ مَعَ آبَائِهِ، وَجَلَسَ يَرُبْعَامُ عَلَى كُرْسِيِّهِ. وَدُفِنَ يُوآشُ فِي ٱلسَّامِرَةِ مَعَ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ».

ع 14 - 19 وص 14: 8 - 15

ٱلسَّابِعَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ في العدد الأول أنه ملك في الثالثة والعشرين ليوآش وملك سبع عشرة سنة والمجموع أربعون سنة. فيظن بعضهم أنه ملك ثلاث سنين مع أبيه يهوأحاز. وربما وقع غلطات في النسخ القديمة في نقل الأعداد.

وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ (ع 11) ومع ذلك نستنتج مما يأتي في (14 - 19) وجود شيء من الصلاح فيه.

14 - 19 «14 وَمَرِضَ أَلِيشَعُ مَرَضَهُ ٱلَّذِي مَاتَ بِهِ، فَنَزَلَ إِلَيْهِ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ: يَا أَبِي يَا أَبِي، يَا مَرْكَبَةَ إِسْرَائِيلَ وَفُرْسَانَهَا. 15 فَقَالَ لَهُ أَلِيشَعُ: خُذْ قَوْساً وَسِهَاماً. فَأَخَذَ لِنَفْسِهِ قَوْساً وَسِهَاماً. 16 ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: رَكِّبْ يَدَكَ عَلَى ٱلْقَوْسِ. فَرَكَّبَ يَدَهُ، ثُمَّ وَضَعَ أَلِيشَعُ يَدَهُ عَلَى يَدَيِ ٱلْمَلِكِ 17 وَقَالَ: ٱفْتَحِ ٱلْكُوَّةَ لِجِهَةِ ٱلشَّرْقِ. فَفَتَحَهَا. فَقَالَ أَلِيشَعُ: ٱرْمِ. فَرَمَى. فَقَالَ: سَهْمُ خَلاَصٍ لِلرَّبِّ وَسَهْمُ خَلاَصٍ مِنْ أَرَامَ، فَإِنَّكَ تَضْرِبُ أَرَامَ فِي أَفِيقَ إِلَى ٱلْفَنَاءِ. 18 ثُمَّ قَالَ: خُذِ ٱلسِّهَامَ. فَأَخَذَهَا. ثُمَّ قَالَ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: ٱضْرِبْ عَلَى ٱلأَرْضِ. فَضَرَبَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَوَقَفَ. 19 فَغَضِبَ عَلَيْهِ رَجُلُ ٱللّٰهِ وَقَالَ: لَوْ ضَرَبْتَ خَمْسَ أَوْ سِتَّ مَرَّاتٍ حِينَئِذٍ ضَرَبْتَ أَرَامَ إِلَى ٱلْفَنَاءِ. وَأَمَّا ٱلآنَ فَإِنَّكَ إِنَّمَا تَضْرِبُ أَرَامَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ».

ص 2: 12 و1ملوك 20: 26 ص 5: 20 ع 25

كان الكاتب قد أكمل كلامه في يوآش بقوله «اضطجع مع آبائه الخ» (ع 13) ثم عاد وزاد على كلامه النبأ بمرض أليشع الأخير وكلامه مع يوآش. وكان عمر أليشع نحو 80 سنة. ونزول الملك إليه دليل على اعتباره له وللرب الذي كان أليشع خادمه.

وَبَكَى عَلَى وَجْهِهِ أي نزلت دموعه على وجه أليشع وهو مضطجع على سريره.

يَا أَبِي الخ ذات الكلام الذي به تكلم أليشع لما صعد إيليا (2: 12) فعبّر الملك عن إيمانه بأن أعظم قوة إسرائيل هي معونة الرب بواسطة أليشع.

خُذْ قَوْساً (ع 15) لا شك في أنه حضر مع الملك بعض أتباعه المسلحين فأخذ قوساً وسهاماً منهم. ووضع أليشع يده على يدي الملك (ع 16) ليعلم الملك أن العمل مطلوب منه ولكنه عمل الرب بواسطة الملك وليس من الملك وحده.

لِجِهَةِ ٱلشَّرْقِ (ع 17) لأن أعداء إسرائيل أي الآراميون كانوا في الشرق.

ٱرْمِ القصد بهذا العمل النبوءة بخلاص إسرائيل بمعونة الرب وكان العمل لزيادة الإيضاح والتأثير.

أَفِيقَ كان قديماً أربع مدن أو أكثر بهذا الاسم والمشار إليها هنا كانت لجهة الشرق وبين شونم ويزرعيل (1صموئيل 29: 1 و1ملوك 20: 26). ويقول بعضهم أنها كانت شرق الأردن على بعد ثلاثة أميال من بحيرة طبريا وهي البقعة التي جمع فيها بنهدد جيوش الآراميين (1ملوك 20: 26) وربما أن إحدى الضربات المذكورة في (ع 25) كان في أفيق.

خُذِ ٱلسِّهَامَ الخ (ع 18) عمل آخر والمقصود منه التعليم إن عمل الرب هو حسب إيمان الإنسان فمن يطلب كثيراً ينال كثيراً ومن يطلب قليلاً ينال قليلاً.

فَغَضِبَ عَلَيْهِ (ع 19) لأنه طلب قليلاً وأما الرب فهو مستعد أن يعطيه كثيراً. وربما أن يوآش لم يفهم مقصود أليشع حينما قال له أن يضرب على الأرض. ولكن عمله دلّ على إيمانه الضعيف فكان غضب النبي على ضعف إيمانه وليس على مجرد عدد الضربات.

20، 21 «20 وَمَاتَ أَلِيشَعُ فَدَفَنُوهُ. وَكَانَ غُزَاةُ مُوآبَ تَدْخُلُ عَلَى ٱلأَرْضِ عِنْدَ دُخُولِ ٱلسَّنَةِ. 21 وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ رَجُلاً إِذَا بِهِمْ قَدْ رَأَوُا ٱلْغُزَاةَ، فَطَرَحُوا ٱلرَّجُلَ فِي قَبْرِ أَلِيشَعَ. فَلَمَّا نَزَلَ ٱلرَّجُلُ وَمَسَّ عِظَامَ أَلِيشَعَ عَاشَ وَقَامَ عَلَى رِجْلَيْهِ».

ص 3: 7 و24: 2

غُزَاةُ مُوآبَ دخول هؤلاء الغزاة مذكور كأنه اعتيادي سنة فسنة ووصولهم إلى أواسط البلاد دليل على انحطاط إسرائيل.

وَفِيمَا كَانُوا يَدْفِنُونَ (ع 21) أناس من الإسرائيليين كانوا يدفنون إسرائيلياً فرأوا الغزاة فلم يكملوا عملهم حسب المقصود بل طرحوا الميت في القبر الذي كان أقرب من غيره وهو قبر أليشع. وربما أن المقصود بهذه المعجزة التي ليس لها مثال في الكتاب المقدس (1) أن يتذكروا أن الرب موجود وقوته غير المحدودة موجودة وإن كان نبيه قد مات. وأعظم شيء في هذه المعجزة أن الميت أحيا ميتاً. وليس لنا خبر أنهم أخرجوا عظام أليشع ووضعوها في معبد واعتبروها فكانت تُحيي الأموات على الدوام. وليس لنا خبر أن عظام غيره عملت هذا العمل.

22 - 25 «22 وَأَمَّا حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ فَضَايَقَ إِسْرَائِيلَ كُلَّ أَيَّامِ يَهُوأَحَازَ، 23 فَحَنَّ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِمْ وَرَحِمَهُمْ وَٱلْتَفَتَ إِلَيْهِمْ لأَجْلِ عَهْدِهِ مَعَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ، وَلَمْ يَشَأْ أَنْ يَسْتَأْصِلَهُمْ، وَلَمْ يَطْرَحْهُمْ عَنْ وَجْهِهِ حَتَّى ٱلآنَ. 24 ثُمَّ مَاتَ حَزَائِيلُ مَلِكُ أَرَامَ، وَمَلَكَ بَنْهَدَدُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. 25 فَعَادَ يُوآشُ بْنُ يَهُوأَحَازَ وَأَخَذَ ٱلْمُدُنَ مِنْ يَدِ بَنْهَدَدَ بْنِ حَزَائِيلَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنْ يَدِ يَهُوأَحَازَ أَبِيهِ بِٱلْحَرْبِ. ضَرَبَهُ يُوآشُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَٱسْتَرَدَّ مُدُنَ إِسْرَائِيلَ».

ص 8: 12 و13 ص 14: 27 و1ملوك 8: 28 تكوين 13: 16 و17 و17: 2 - 5 ص 10: 32 و33 و14: 25 ع 18 و19

ذكر رحمة الرب لشعبه وإن كانوا غير مستحقين وذكر إتمام نبوّة أليشع بأن يوآش سيضرب الآراميين ثلاث مرات.

حَتَّى ٱلآنَ (ع 23) إشارة إلى أن الرب رفضهم أخيراً وكان سقوط إسرائيل النهائي بعد الزمان المذكور هنا بنحو مئة سنة عن يد الأشوريين.

بَنْهَدَدُ (ع 24) كان حزائيل خادماً للملك بنهدد ثم خلفه وسمى ابنه على اسم الملك الذي كان خلفه. إن المدن التي استرجعها يوآش ليست مذكورة سابقاً وربما كانت شرقي الأردن. وكان بنهدد قد أخذها من يهوأحاز حينما كان قائداً عن أبيه حزائيل.

فوائد

  1. في عدم العمل خطيئة فإن يهوأحاز لم يعمل العجلين ولم يعمل السارية ولكنه سكت عنها ولم يُصلح شيئاً (ع 2 و6).

  2. في المصائب فوائد. إنه في ضيقه تضرّع إلى وجه الرب فسمع له الرب (ع 4).

  3. إن الرب يرى كل عمل حسن وكل فكر صالح ويسمع كل صلاة ويجازي حتى الإيمان الضعيف ويحب أن يخلص (ع 4 و5 و23).

  4. إنه قد يكون الضعيف في الجسد قوياً في الإيمان فمن يشجع الضعيف ويرشد الضال ويشهد لحقيقة الأشياء التي لا تُرى فهو أنفع من جيش (ع 14).

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ

1 - 7 «1 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِيُوآشَ بْنِ يَهُوأَحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، مَلَكَ أَمَصْيَا بْنُ يَهُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2 كَانَ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ. وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ يَهُوعَدَّانُ مِنْ أُورُشَلِيمَ. 3 وَعَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَلٰكِنْ لَيْسَ كَدَاوُدَ أَبِيهِ. عَمِلَ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ يَهُوآشُ أَبُوهُ. 4 إِلاَّ أَنَّ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ ٱلشَّعْبُ لاَ يَزَالُونَ يَذْبَحُونَ وَيُوقِدُونَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ. 5 وَلَمَّا تَثَبَّتَتِ ٱلْمَمْلَكَةُ بِيَدِهِ قَتَلَ عَبِيدَهُ ٱلَّذِينَ قَتَلُوا ٱلْمَلِكَ أَبَاهُ. 6 وَلٰكِنَّهُ لَمْ يَقْتُلْ أَبْنَاءَ ٱلْقَاتِلِينَ حَسَبَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى، حَيْثُ أَمَرَ ٱلرَّبُّ: لاَ يُقْتَلُ ٱلآبَاءُ مِنْ أَجْلِ ٱلْبَنِينَ، وَٱلْبَنُونَ لاَ يُقْتَلُونَ مِنْ أَجْلِ ٱلآبَاءِ. إِنَّمَا كُلُّ إِنْسَانٍ يُقْتَلُ بِخَطِيَّتِهِ. 7 هُوَ قَتَلَ مِنْ أَدُومَ فِي وَادِي ٱلْمِلْحِ عَشَرَةَ آلاَفٍ، وَأَخَذَ سَالِعَ بِٱلْحَرْبِ، وَدَعَا ٱسْمَهَا يَقْتَئِيلَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».

2أيام 25: 1 الخ ص 13: 10 ص 12: 3 ص 16: 4 ص 12: 20 تثنية 24: 16 إرميا 31: 30 وحزقيال 18: 4 و20 و2أيام 25: 11 و2صموئيل 8: 13 و1أيام 18: 12 إشعياء 16: 1 يشوع 15: 38

واسم أمه مذكور حسب العادة في أخبار ملوك يهوذا.

وَعَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ (ع 3) في الكتاب المقدس أعظم أمر في تاريخ الملوك كونهم مستقيمين في عيني الرب.

لَيْسَ كَدَاوُدَ أَبِيهِ لم يُذكر إلا واحد وهو آسا عمل ما هو مستقيم في عيني الرب كداود (1ملوك 15: 11) ومن خطايا أمصيا سجوده لآلهة أدوم ورفضه إنذار رجل الله وكبرياؤه (2أيام 25: 14 - 16 و19).

حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ يَهُوآشُ أي عمل بعض واجباته وترك البعض الآخر. وكان مثل أبيه بما أن أول واجباته كان أفضل من آخرها وبرفضه إنذار نبي وبانكساره في الحرب وعند محاصرة أورشليم بتسليمه لأعدائه خزائن بيت الرب وقتل عبيده إياه.

لَمْ يَقْتُلْ أَبْنَاءَ ٱلْقَاتِلِينَ (ع 6) بهذا الأمر عمل حسب شريعة موسى (تثنية 24: 16) وليس حسب العادات القديمة (تثنية 7: 24 و2ملوك 9: 26) وقال أحد شعراء اليونانيين من قتل إنساناً ولم يقتل أولاده فهو غبي، أي كان يجب أن يعرف أن الأولاد ينتقمون لأبيهم.

وَادِي ٱلْمِلْحِ (ع 7) يظن أنه السبخة جنوبي بحر لوط.

سَالِعَ هي المسماة عند الرومانيين بترا وهي على نصف المسافة بين أريحا وجبل سيناء وتُدعى اليوم وادي موسى (اطلب سالع في قاموس الكتاب). كان داود قد استظهر على أدوم، وهدَد وهو أحد النسل الملكي كان خصماً لسليمان. وكان الأدوميون مع بني عمون والموآبيين في محاربة يهوشافاط. فأخضعهم يهوشافاط وعصوا يهوذا في أيام يهورام ابن يهوشافاط وكانوا من ألد أعداء الإسرائيليين. وفي أخبار الأيام أن أمصيا استأجر من إسرائيل مئة ألف رجل بمئة وزنة من الفضة ولكنه أرجعهم إطاعة لقول رجل الله فرجعوا بحمو غضب فاقتحموا مدن يهوذا. وبعدما ضرب أمصيا أدوم سبى عشرة آلاف أحياء وطرحهم من رأس سالع. وأتى بآلهة بني سعير وأقامها له آلهة وسجد أمامها فحمي غضب الرب عليه وأرسل له نبياً وأما أمصيا فلم يسمع لمشورته بل هدّده بالقتل.

8 - 16 «8 حِينَئِذٍ أَرْسَلَ أَمَصْيَا رُسُلاً إِلَى يُوآشَ بْنِ يَهُوأَحَازَ بْنِ يَاهُو مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: هَلُمَّ نَتَرَاءَ مُواجَهَةً. 9 فَأَرْسَلَ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَمَصْيَا مَلِكِ يَهُوذَا قَائِلاً: اَلْعَوْسَجُ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ أَرْسَلَ إِلَى ٱلأَرْزِ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ يَقُولُ: أَعْطِ ٱبْنَتَكَ لابْنِي ٱمْرَأَةً. فَعَبَرَ حَيَوَانٌ بَرِّيٌّ كَانَ فِي لُبْنَانَ وَدَاسَ ٱلْعَوْسَجَ. 10 إِنَّكَ قَدْ ضَرَبْتَ أَدُومَ فَرَفَعَكَ قَلْبُكَ. تَمَجَّدْ وَأَقِمْ فِي بَيْتِكَ. وَلِمَاذَا تَهْجِمُ عَلَى ٱلشَّرِّ فَتَسْقُطَ أَنْتَ وَيَهُوذَا مَعَكَ؟ 11 فَلَمْ يَسْمَعْ أَمَصْيَا. فَصَعِدَ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَتَرَاءَيَا مُواجَهَةً، هُوَ وَأَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا فِي بَيْتِ شَمْسٍ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا. 12 فَٱنْهَزَمَ يَهُوذَا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ وَهَرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. 13 وَأَمَّا أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا ٱبْنُ يُوآشَ بْنِ أَخَزْيَا فَأَمْسَكَهُ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ شَمْسٍ، وَجَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَهَدَمَ سُورَ أُورُشَلِيمَ مِنْ بَابِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَابِ ٱلزَّاوِيَةِ، أَرْبَعَ مِئَةِ ذِرَاعٍ. 14 وَأَخَذَ كُلَّ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَجَمِيعَ ٱلآنِيَةِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَٱلرُّهَنَاءَ وَرَجَعَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ. 15 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوآشَ ٱلَّتِي عَمِلَ وَجَبَرُوتُهُ وَكَيْفَ حَارَبَ أَمَصْيَا مَلِكَ يَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 16 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ يُوآشُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ فِي ٱلسَّامِرَةِ مَعَ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. وَمَلَكَ يَرُبْعَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

2أيام 25: 17 - 24 و2صموئيل 2: 14 - 17 قضاة 9: 8 - 15 ع 7 تثنية 8: 14 و2أيام 26: 16 ص 23: 29 يشوع 19: 38 و2صموئيل 18: 17 نحميا 8: 16 و12: 39 و2أيام 25: 23 ص 12: 18 و1ملوك 14: 26 ص 13: 12 و13

هَلُمَّ نَتَرَاءَ مُواجَهَةً أي دعاه للحرب. وفي أخبار الأيام أنه استشار أي كان شعبه متفقاً معه. ومما حمله على محاربة إسرائيل فعل الذين كان قد أرجعهم لأنهم اقتحموا مدن يهوذا من السامرة إلى بيت حورون. وذكر السامرة قبل بيت حورون دليل على أنهم رجعوا إلى السامرة ثم أرسلهم ملكهم يوآش من السامرة ليقتحموا مدن يهوذا. وكان أمصيا قد ارتفع وتكبر بنجاحه في أدوم، ويوآش كذلك كان قد تكبر بنجاحه في محاربة الآراميين.

اَلْعَوْسَجُ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ الخ (ع 9) العوسج من أدنى الأشجار والأرز من أعظمها وأشرفها. ويوآش شبّه أمصيا بالعوسج وشبه نفسه بالأرز. وطلب العوسج ابنة الأرز لابنه هو الادعاء بالمساواة.

فَلَمْ يَسْمَعْ أَمَصْيَا (ع 11) حمي غضبه من احتقار يوآش وفي أخبار الأيام أنه كان من قِبل الله أن يسلمهم لأنهم طلبوا آلهة أدوم.

بَيْتِ شَمْسٍ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا أي كان الهجوم من بني إسرائيل فدخلوا أرض يهوذا وبيت شمس وهي عين شمس الحالية التي تبعد عن أورشليم نحو 20 ميلاً إلى جهة الغرب وهي مذكورة في (1صموئيل ص 6) ونستنتج أن يوآش لم يمش على ظهر الجبال على طريق بيت إيل بل على طريق السواحل في أرض الفلسطينيين ثم صعد إلى أورشليم على طريق بيت شمس.

وَأَمَّا أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا الخ (ع 13) منصبه ونسله مذكوران لأن بانهزامه كان سقوط مملكة يهوذا وبيت داود.

بَابِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَابِ ٱلزَّاوِيَةِ كان باب أفرايم إلى جهة الشمال ومنه الطريق إلى بنيامين وأفرايم وباب الزاوية مجهول ويظن أنه بالزاوية الشمالية الغربية. وهدم السور كان بعد تسليم أمصيا ولم يكن لأجل الدخول إلى المدينة بل لجعلها خالية من كل وسائل الدفاع.

وَأَخَذَ كُلَّ ٱلذَّهَبِ (ع 14) لم يكن كثيراً لأن أباه يوآش كان قد أخذ كل الذهب الموجود في خزائن بيت الرب وبيت الملك وأرسلها إلى حزائيل ملك آرام (12: 18).

وَٱلرُّهَنَاءَ وهم أناس من عظماء يهوذا أخذهم يوآش ليكونوا عنده في السامرة فيُقتلون إن لم يقم أمصيا بما كان قد تعهد به.

وَرَجَعَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ ربما لم يستحسن أن يترك من جيشه في أورشليم لأنه أراد أن يستخدمه في محاربة الآراميين.

وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوآشَ الخ (ع 15 و16) وهذا القول مكرّر في (13: 12 و13).

17 - 22 «17 وَعَاشَ أَمَصْيَا بْنُ يَهُوآشَ مَلِكُ يَهُوذَا بَعْدَ وَفَاةِ يُوآشَ بْنِ يَهُوأَحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً. 18 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَمَصْيَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 19 وَفَتَنُوا عَلَيْهِ فِتْنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، فَهَرَبَ إِلَى لَخِيشَ، فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ إِلَى لَخِيشَ وَقَتَلُوهُ هُنَاكَ. 20 وَحَمَلُوهُ عَلَى ٱلْخَيْلِ فَدُفِنَ فِي أُورُشَلِيمَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ. 21 وَأَخَذَ كُلُّ شَعْبِ يَهُوذَا عَزَرْيَا وَهُوَ ٱبْنُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً وَمَلَّكُوهُ عِوَضاً عَنْ أَبِيهِ أَمَصْيَا. 22 هُوَ بَنَى أَيْلَةَ وَٱسْتَرَدَّهَا لِيَهُوذَا بَعْدَ ٱضْطِجَاعِ ٱلْمَلِكِ مَعَ آبَائِهِ».

2أيام 25: 25 - 28 يشوع 10: 31 و2ملوك 18: 14 و17 ص 16: 6 و1ملوك 9: 26 و2أيام 8: 17

وَعَاشَ أَمَصْيَا ولم يُقل أنه ملك بعد وفاة يوآش ملك إسرائيل 15 سنة بل أنه عاش أي كانت حياته البقاء فقط بلا كرامة وبلا عمل يُذكر.

وَفَتَنُوا عَلَيْهِ (ع 19) كما فتنوا على أبيه (12: 20).

لَخِيشَ مدينة محصنة منيعة على بعد 35 ميلاً من أورشليم إلى جهة الجنوب والغرب ويُظن أنها تل الحصى الحالية (اطلب لخيش في قاموس الكتاب).

وَأَخَذَ كُلُّ شَعْبِ يَهُوذَا الخ (ع 21) يظن بعضهم أن عزريا كان طفلاً حينما مات أبوه وكان الشعب بين موت أبيه وجلوس عزريا مدة 11 سنة بلا ملك. والأرجح أن عزريا ملك مع أبيه لما انهزم يهوذا أمام إسرائيل (14: 12) وهو ابن 16 سنة والكلام هنا بغاية الاختصار.

أَيْلَةَ (ع 22) وهي عقبة على خليج عقبة بقرب عصيون جابر (1ملوك 9: 26) كانت لأدوم واستردها عزريا وهي مركز تجارة في بلاد العرب والهند والبلدان المحيطة بالبحر الأحمر.

بَعْدَ ٱضْطِجَاعِ ٱلْمَلِكِ مَعَ آبَائِهِ ربما أن فتح أيلة وبناءها كان من مقاصد أبيه أمصيا ولم يقدر أن يجريَهُ.

23 - 29 «23 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةَ عَشَرَةَ لأَمَصْيَا بْنِ يَهُوآشَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ يَرُبْعَامُ بْنُ يُوآشَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً. 24 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. لَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 25 هُوَ رَدَّ تُخُمَ إِسْرَائِيلَ مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى بَحْرِ ٱلْعَرَبَةِ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبْدِهِ يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي مِنْ جَتَّ حَافَرَ. 26 لأَنَّ ٱلرَّبَّ رَأَى ضِيقَ إِسْرَائِيلَ مُرّاً جِدّاً. لأَنَّهُ لَمْ يَكُنْ مَحْجُوزٌ وَلاَ مُطْلَقٌ وَلَيْسَ مُعِينٌ لإِسْرَائِيلَ. 27 وَلَمْ يَتَكَلَّمِ ٱلرَّبُّ بِمَحْوِ ٱسْمِ إِسْرَائِيلَ مِنْ تَحْتِ ٱلسَّمَاءِ، فَخَلَّصَهُمْ بِيَدِ يَرُبْعَامَ ٱبْنِ يُوآشَ. 28 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَرُبْعَامَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ، وَجَبَرُوتُهُ كيْفَ حَارَبَ وَكَيْفَ ٱسْتَرْجَعَ إِلَى إِسْرَائِيلَ دِمَشْقَ وَحَمَاةَ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 29 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ يَرُبْعَامُ مَعَ آبَائِهِ مَعَ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَمَلَكَ زَكَرِيَّا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ص 10: 32 و13: 25 و1ملوك 8: 65 تثنية 3: 17 يونان 1: 1 ومتّى 12: 39 و40 يشوع 19: 13 ص 13: 4 تثنية 32: 36 ص 13: 23 و1ملوك 11: 24 و2أيام 8: 3

كان يربعام ابن يوآش أعظم ملوك إسرائيل وكان ملكه أطول من مُلك غيره. والأخبار فيه هنا مختصرة جداً. ولنا في الأنبياء هوشع ويوئيل وعاموس ما يزيدنا معرفة بأحوال مملكة إسرائيل في زمانه. فإنه كان زمان نجاح زمني زمان بيوت من حجارة منحوتة وكروم شهية وأسرّة من عاج وأكل وشرب وغناء وأدهان. وكان زمان انحطاط روحي وظلم للفقراء وسكر وزنا وسجود للأصنام وكانت أحوال الممالك المجاورة تساعده فإن الأمونيين وغيرهم من الشعوب في الشرق لم يقدروا أن يقاوموا يربعام خوفا من ملوك أشور الذين كانت سياستهم الوقتية الاتفاق مع إسرائيل.

مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ (ع 25) الأرض حوالي مدينة حمص وهي سهل مفتوح إلى الشمال نحو حماه وإلى الشرق نحو برية سوريا وإلى الجنوب نحو ربلة والبقاع وإلى الغرب نحو بلاد الحصن والبحر (قاموس الكتاب).

بَحْرِ ٱلْعَرَبَةِ وهو بحر لوط.

يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ وهو النبي المذكور في سفر يونان.

جَتَّ حَافَرَ ربما هي المشهد الحالية على بعد نحو ثلاثة أميال من الناصرة إلى جهة الشمال والشرق وفيها قبر يقال أنه قبر يونان.

مَحْجُوزٌ وَلاَ مُطْلَقٌ (ع 26) (انظر 1ملوك 14: 10) القاصرون والبالغون أي جميع الناس.

وَلَمْ يَتَكَلَّمِ ٱلرَّبُّ بِمَحْوِ ٱسْمِ إِسْرَائِيلَ (ع 27) من رحمته خلصهم وليس من استحقاقهم. وخلاصهم وقتي لعل جودة الرب تأتي بهم إلى التوبة.

وَحَمَاةَ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا (ع 28) ربما في هذا القول إشارة إلى أن توعي ملك حماة أرسل هدايا إلى داود وسأل عن سلامته وباركه (2صموئيل 8: 9) فكانت خاضعة بعض الخضوع لداود الملك الذي كان من سبط يهوذا.

فوائد

«يربعام الثاني» (ع 23 - 29)

  1. كان أعظم ملوك إسرائيل في الحرب.

  2. كان أعظمهم في طول ملكه كان أعظمهم في بركاته من الرب. ولكنه: (1) رفض الرب الذي كان عضده (2) هاج على نفسه طمع أعدائه الأشوريين (3) زرع في مملكته بذار الفساد والفتن، ونبت هذا البذار في أيام ابنه (4) كانت عظمة سقوطه بمقدار عظمة ارتفاعه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ عَشَرَ

1 - 7 «1 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ وَٱلْعِشْرِينَ لِيَرُبْعَامَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، مَلَكَ عَزَرْيَا بْنُ أَمَصْيَا مَلِكِ يَهُوذَا. 2 كَانَ ٱبْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ٱثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ يَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. 3 وَعَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ. 4 وَلٰكِنِ ٱلْمُرْتَفَعَاتُ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ ٱلشَّعْبُ لاَ يَزَالُونَ يَذْبَحُونَ وَيُوقِدُونَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ. 5 وَضَرَبَ ٱلرَّبُّ ٱلْمَلِكَ فَكَانَ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، وَأَقَامَ فِي بَيْتِ ٱلْمَرَضِ. وَكَانَ يُوثَامُ ٱبْنُ ٱلْمَلِكِ عَلَى ٱلْبَيْتِ يَحْكُمُ عَلَى شَعْبِ ٱلأَرْضِ. 6 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عَزَرْيَا وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 7 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ عَزَرْيَا مَعَ آبَائِهِ، فَدَفَنُوهُ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ يُوثَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ص 14: 17 و2أيام 26: 3 و4 ص 12: 3 و2أيام 26: 21 - 23 لاويين 13: 46 وعدد 12: 14

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ وَٱلْعِشْرِينَ يُظن أن عزريا أو عزيا ملكَ مع أبيه في السنة الرابعة من ملك يربعام (14: 23 و15: 8) وهو ابن 16 سنة وكان ذلك بعد فتح أورشليم يوآش ملك إسرائيل بمدة قليلة. وقُتل أمصيا في السنة الخامسة عشرة من ملك يربعام. وكانت مملكة يهوذا تحت سلطة مملكة إسرائيل زماناً ولكن في السنة السابعة والعشرين من ملك يربعام تقوّى عزريا واستقل عن إسرائيل.

ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع 4) (انظر 12: 3 وتفسيره).

وَضَرَبَ ٱلرَّبُّ ٱلْمَلِكَ (ع 5) والسبب مذكور في (2أيام 26) فإنه كان يطلب الله في أيام زكريا الفاهم بمناظر الله كما عمل يوآش في أيام يهوياداع. والظاهر أن إبعاد عزريا عن الله كان بعد موت زكريا وأنجحه الله وعجبت مساعدته حتى تشدد فارتفع قلبه وخان الرب ودخل هيكل الرب ليوقد على مذبح البخور وقاومه الكهنة وحنق عزريا فخرج وإذا برص في جبهته.

أَقَامَ فِي بَيْتِ ٱلْمَرَضِ ربما كان له بيت خصوصي لكونه أبرص ولا يقدر أن يخالط الشعب (لاويين 13: 46) وكان ذلك في السنة السابعة والثلاثين من ملكه وبقي في بيت المرض 15 سنة وملك يوثام 16 سنة أي نحو سنة فقط بعد موت أبيه.

وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عَزَرْيَا (ع 6) وهذا الكلام المختصر (ع 1 - 7) يحتوي على ترجمة من عاش 68 سنة وملك 52 سنة واشتهر للنجاح في حروبه وتنظيم جيشه واختراع آلات حربية وتحصين أورشليم وتحسين الفلاحة. وبعد موته بنحو سنة من الزمان ملك آحاز حفيده الذي اشتهر بالضعف والشرور وأعطى ملك أشور الخزائن التي كان قد جمعها جده وصار عبداً لملك أشور. وهكذا يزول المجد العالمي. وعاموس وزكريا ذكرا حدوث زلزلة في أيام عزريا (عاموس 1: 1 وزكريا 14: 5) وكان زمان الزلزلة يقرب زمان ضربة عزريا بالبرص.

8 - 12 «8 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لِعَزَرْيَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ زَكَرِيَّا بْنُ يَرُبْعَامَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ سِتَّةَ أَشْهُرٍ. 9 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 10 فَفَتَنَ عَلَيْهِ شَلُّومُ بْنُ يَابِيشَ وَضَرَبَهُ أَمَامَ ٱلشَّعْبِ فَقَتَلَهُ، وَمَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ. 11 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ زَكَرِيَّا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 12 ذٰلِكَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي كَلَّمَ بِهِ يَاهُوَ قَائِلاً: بَنُو ٱلْجِيلِ ٱلرَّابِعِ يَجْلِسُونَ لَكَ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ. وَهٰكَذَا كَانَ».

ع 1 عاموس 7: 9 ص 10: 30

مَلَكَ زَكَرِيَّا... سِتَّةَ أَشْهُرٍ ولم يشتهر لشيء إلا لشروره. وضربه شلوم أمام الشعب أي كما ضرب ياهو يورام (9: 24) وتم فيه وعد الرب لياهو أن أبناءه إلى الجيل الرابع يجلسون على كرسي إسرائيل وهم يهوأحاز ويوآش ويربعام وزكريا (10: 30).

13 - 16 «13 شَلُّومُ بْنُ يَابِيشَ مَلَكَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لِعُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، وَمَلَكَ شَهْرَ أَيَّامٍ فِي ٱلسَّامِرَةِ. 14 وَصَعِدَ مَنَحِيمُ بْنُ جَادِي مِنْ تِرْصَةَ وَجَاءَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ، وَضَرَبَ شَلُّومَ بْنَ يَابِيشَ فِي ٱلسَّامِرَةِ فَقَتَلَهُ وَمَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ. 15 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ شَلُّومَ وَفِتْنَتُهُ ٱلَّتِي فَتَنَهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 16 حِينَئِذٍ ضَرَبَ مَنَحِيمُ تَفْصَحَ وَكُلَّ مَا بِهَا وَتُخُومَهَا مِنْ تِرْصَةَ. لأَنَّهُمْ لَمْ يَفْتَحُوا لَهُ. ضَرَبَهَا وَشَقَّ جَمِيعَ حَوَامِلِهَا».

ع 1 و8 و1ملوك 16: 24 و1ملوك 14: 17 ص 8: 12

شَهْرَ أَيَّامٍ أي 30 يوماً أو شهراً كاملاً. وبما أن شلّوم ملك شهراً فقط فيظن أنه كان في إسرائيل حزبان وهما حزب شلوم في السامرة وحزب منحيم في ترصة. فلم يقبل هذا الحزب شلّوم ملكاً عليهم. وكانت ترصة قاعدة إسرائيل من أيام يربعام (انظر تفسير 1ملوك 14: 2) وأما عمري فبني السامرة وجعلها قاعدة المملكة (1ملوك 16: 24) وتفصح مكان مجهول غير أنها قريبة من ترصة. إن مملكة يهوذا ثبتت في خضوعها لبيت داود وأما مملكة إسرائيل فبعدما رفضت بيت داود ملك عليها ملوك من تسع سلالات وكانت الفتن والحروب الأهلية كثيرة ومهلكة.

17 - 22 «17 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لِعَزَرْيَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ مَنَحِيمُ بْنُ جَادِي عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ عَشَرَ سِنِينَ 18 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ كُلَّ أَيَّامِهِ. 19 فَجَاءَ فُولُ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى ٱلأَرْضِ، فَأَعْطَى مَنَحِيمُ لِفُولَ أَلْفَ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ لِتَكُونَ يَدَاهُ مَعَهُ لِيُثَبِّتَ ٱلْمَمْلَكَةَ فِي يَدِهِ. 20 وَوَضَعَ مَنَحِيمُ ٱلْفِضَّةَ عَلَى إِسْرَائِيلَ عَلَى جَمِيعِ جَبَابِرَةِ ٱلْبَأْسِ لِيَدْفَعَ لِمَلِكِ أَشُّورَ خَمْسِينَ شَاقِلَ فِضَّةٍ عَلَى كُلِّ رَجُلٍ. فَرَجَعَ مَلِكُ أَشُّورَ وَلَمْ يُقِمْ هُنَاكَ فِي ٱلأَرْضِ. 21 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَحِيمَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 22 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ مَنَحِيمُ مَعَ آبَائِهِ، وَمَلَكَ فَقَحْيَا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ع 1 و8 و13 و1أيام 5: 25 و26

فُولُ مَلِكُ أَشُّورَ (ع 19) إن الكتابات الأشورية تثبت أن فول هو تغلث فلاسر المذكور في (ع 29). كان اسمه الأصلي فول وبعدما تبوّأ الملك أخذ اسم تغلث فلاسر باسم اثنين من أسلافه فصار تغلث فلاسر الثالث.

أَلْفَ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ والوزنة نحو 250 ليرة إنكليزية.

لِيُثَبِّتَ ٱلْمَمْلَكَةَ فِي يَدِهِ نستنتج وجود مقاومين للملك ضمن المملكة وملك أشور ثبّته لأنه صار له عبداً بتأديته الجزية.

وَوَضَعَ مَنَحِيمُ ٱلْفِضَّةَ... عَلَى جَمِيعِ جَبَابِرَةِ ٱلْبَأْسِ (ع 20) أي الأغنياء. والمفروض على كل منهم خمسون شاقلاً من الفضة أي نحو خمس ليرات فكان عدد الذين أدوا للملك نحو خمسين ألفاً وربما كان ذلك في السنين الأخيرة من ملك منحيم.

فَرَجَعَ مَلِكُ أَشُّورَ رجع إلى بلاده ولكنه جاء بعد ذلك وأخذ كثيراً من الأرض وسبى أهلها إلى أشور (ع 29).

23 - 26 «23 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَمْسِينَ لِعَزَرْيَا مَلِكِ يَهُوذَا مَلَكَ فَقَحْيَا بْنُ مَنَحِيمَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ سَنَتَيْنِ. 24 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 25 فَفَتَنَ عَلَيْهِ فَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا ثَالِثُهُ، وَضَرَبَهُ فِي ٱلسَّامِرَةِ فِي قَصْرِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ مَعَ أَرْجُوبَ وَمَعَ أَرْيَةَ وَمَعَهُ خَمْسُونَ رَجُلاً مِنْ بَنِي ٱلْجِلْعَادِيِّينَ. قَتَلَهُ وَمَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ. 26 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ فَقَحْيَا وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ».

ع 1 و8 و13 و17 و1ملوك 16: 18

فَفَتَنَ عَلَيْهِ فَقْحُ (ع 25) كان منحيم وابنه فقحيا خاضعين للملك أشور وربما فقح كان من المقاومين لأشور وطالبي الاستقلال. واتحد فقح مع رصين ملك آرام وصعدا إلى أورشليم ليجبرا آحاز على الاتحاد معهما وأما آحاز فاستغاب بملك أشور.

ثَالِثُهُ قائد على قسم من الجيش وربما معنى الاسم الأصلي هو أحد المحاربين الثلاثة الذين كانوا يركبون معاً في مركبة واحدة.

أَرْجُوبَ وَأَرْيَةَ غير معروفين، قُتلا مع فقحيا.

وَمَعَهُ خَمْسُونَ رَجُلاً أي مع فقح وربما كان فقح من جلعاد.

27 - 31 «27 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ وَٱلْخَمْسِينَ لِعَزَرْيَا مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ فَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلسَّامِرَةِ عِشْرِينَ سَنَةً. 28 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ. 29 فِي أَيَّامِ فَقْحٍ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، جَاءَ تَغْلَثَ فَلاَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَخَذَ عُيُونَ وَآبَلَ بَيْتِ مَعْكَةَ وَيَانُوحَ وَقَادِشَ وَحَاصُورَ وَجِلْعَادَ وَٱلْجَلِيلَ وَكُلَّ أَرْضِ نَفْتَالِي، وَسَبَاهُمْ إِلَى أَشُّورَ. 30 وَفَتَنَ هُوشَعُ بْنُ أَيْلَةَ عَلَى فَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا وَضَرَبَهُ فَقَتَلَهُ، وَمَلَكَ عِوَضاً عَنْهُ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْعِشْرِينَ لِيُوثَامَ بْنِ عُزِّيَّا. 31 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ فَقْحٍ وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ».

ع 23 ع 19 ص 17: 6

عِشْرِينَ سَنَةً إن الكتابات الآشورية تذكر أن تغلث فلاسر ملك 18 سنة وكان في أيام منحيم وفقحيا وفقح وهوشع فلا يمكن أن يكون فقح ملك عشرين سنة. وربما كان قائداً في جيش منحيم في جلعاد وبعد موته تشدد فقح وقتل ابنه فقحيا وملك في السامرة فكانت العشرون سنة مدة ملكه كلها وليست مدة ملكه في السامرة.

جَاءَ تَغْلَثَ فَلاَسَرُ (ع 29) جاء ثانية (ع 19) وجاء لأن فقح لم يخضع له كسلفيه منحيم وفقحيا بل اتحد مع رصين ملك آرام فحاربا يهوذا ليعزلا آحاز ويملّكا ابن طبئيل. فضرب ملك آرام يهوذا وسبى منهم سبياً عظيماً وأتى بهم إلى دمشق. وضربهم فقح أيضاً وقتل في يهوذا مئة وعشرين ألفاً في يوم واحد وسبى مئتي ألف ونهب منهم غنيمة وافرة غير أن رجال إسرائيل ردّوا المسبيين اعتباراً لقول النبي عوديد (2أيام 28: 5 - 15 وإشعياء 7: 1 - 9) وملك آشور حينما استغاث به آحاز جاء وضرب عيون الخ. ويظن بعضهم أن عيون هي الخيم الحالية ويقول غيرهم أنها دبين بقرب جديدة مرج عيون. وآبل بيت معكة هي آبل في مرج عيون ويانوح يقول بعضهم أنها حنين وغيرهم أنها يانوح الحالية بقرب تخم نفتالي الغربي. وقادش هي قرية قادش الحالية على بعد عشرة أميال شمالي صفد وأربعة أميال إلى الشمال الغربي من الحولة وهي مدينة ملجأ وكانت مسكن باراق. وحاصور بقرب قادش وكانت مدينة ذات شأن للكنعانيين.

وَسَبَاهُمْ إِلَى أَشُّورَ والغاية أن المسبيين ينسون وطنهم ويصيرون أشوريين وفي محل المسبيين كان ملوك أشور يُسكنون أناساً من عندهم.

وَفَتَنَ هُوشَعُ (ع 30) وحسب الكتابات الأشورية كان هوشع في الأول خاضعاً لملك أشور الذي كان قد ساعده على قتله الملك فقح.

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْعِشْرِينَ لِيُوثَامَ ملك يوثام 16 سنة فقط (16: 2) وربما قصد الكاتب أن يذكر أن هوشع ملك بعدما ملك يوثام بعشرين سنة لأنه قصد أن يكمل ترجمة فقح قبل أن يأتي على ذكر يوثام.

32 - 38 «32 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِفَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ يُوثَامُ بْنُ عُزِّيَّا مَلِكِ يَهُوذَا. 33 كَانَ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ يَرُوشَا ٱبْنَةُ صَادُوقَ. 34 وَعَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. عَمِلَ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ عُزِّيَّا أَبُوهُ. 35 إِلاَّ أَنَّ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ ٱلشَّعْبُ لاَ يَزَالُونَ يَذْبَحُونَ وَيُوقِدُونَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ. هُوَ بَنَى ٱلْبَابَ ٱلأَعْلَى لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ. 36 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوثَامَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 37 فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ ٱبْتَدَأَ ٱلرَّبُّ يُرْسِلُ عَلَى يَهُوذَا رَصِينَ مَلِكَ أَرَامَ وَفَقْحَ بْنَ رَمَلْيَا. 38 وَٱضْطَجَعَ يُوثَامُ مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَمَلَكَ آحَازُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

2أيام 27: 1 الخ ع 3 و4 و2أيام 26: 4 و5 ص 12: 3 و2أيام 23: 20 و27: 3 ص 16: 5 وإشعياء 7: 1

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِفَقْحَ كان يوثام قد ملك مع أبيه نحو 15 سنة وملك وحده في السنة الثانية لفقح الذي كان قد ملك في السنة الثانية والخمسين لعزريا أي السنة الأخيرة من حياته. وملك يوثام وحده نحو سنة فقط.

حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ عُزِّيَّا أَبُوهُ وفي (2أيام 27: 2) «إلا أنه لم يدخل هيكل الرب».

ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع 35) (انظر تفسير 12: 3).

ٱلْبَابَ ٱلأَعْلَى لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ في (إرميا 20: 2) ذكر باب بنيامين الأعلى الذي عند بيت الرب وربما هو الباب الذي بناه يوثام إلى جهة الشمال لأجل المدافعة عند هجوم الأشوريين. وفي (2أيام ص 27) ذكر بعض أعمال يوثام بالتفصيل. بنى كثيراً على سور الأكمة وبنى مدناً في جبل يهوذا وقلعاً في الغابات وأبراجاً. أي استعدّ استعداداً عظيماً ليدافع عن يهوذا رصين ملك آرام وفقح ملك إسرائيل وربما عرف أيضاً أن مملكة إسرائيل أوشكت أن تسقط فلا يبقى ما يمنع الأشوريين عن الهجوم على يهوذا. ولم ينتفع يهوذا كثيراً من هذا الاستعداد لأن ابنه آحاز ترك الرب فسلمه الرب هو ويهوذا إلى عدويهم رصين وفقح ولم يخلصوا من الأشوريين إلا بمعجزة استجابة لصلاة حزقيا.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ عَشَرَ

1 - 4 «1 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةَ عَشَرَةَ لِفَقْحَ بْنِ رَمَلْيَا، مَلَكَ آحَازُ بْنُ يُوثَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2 كَانَ آحَازُ ٱبْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَلَمْ يَعْمَلِ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، 3 بَلْ سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ حَتَّى إِنَّهُ عَبَّرَ ٱبْنَهُ فِي ٱلنَّارِ حَسَبَ أَرْجَاسِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 4 وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَعَلَى ٱلتِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ».

2أيام 28: 1 - 4 ص 17: 17 و21: 6 ولاويين 18: 21 ص 21: 2 و11 وتثنية 12: 31 ص 14: 4 وتثنية 12: 2

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةَ عَشَرَةَ لِفَقْحَ (انظر 15: 27) وتفسيره. كان آحاز ابن عشرين سنة حين ملك وملك 16 سنة فكان ابن 36 سنة حينما مات وكان ابنه حزقيا ابن 25 سنة حين ملك فكان آحاز ابن 11 سنة حينما ولد حزقيا. ولا شك في أنه وقع غلط في هذه الأعداد ولا نعرف الصواب. والأرجح ان آحاز ملك مع أبيه وجده نحو 8 سنين (15: 30 و17: 1)

سَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وفي (2أيام 28: 2) إنه عمل تماثيل مسبوكة للبعليم. وفي (2ملوك 11: 18) إن الشعب في أيام يوآش الملك ويهوياداع الكاهن هدموا مذابح البعل وكسروا تماثيله. ورجع آحاز إلى ما عملته عثليا الشريرة ابنة إيزابل وأخآب.

عَبَّرَ ٱبْنَهُ فِي ٱلنَّارِ وفي أخبار الأيام «أحرق بنيه» أي أحرقهم وأماتهم وأحرق أكثر واحد وكان ذلك من عادات الفينقيين والموآبيين وغيرهم من الأمم الوثنية (لاويين 18: 21 ومزمور 106: 35 - 38). والغاية هي إرضاء الله بتقديمهم له أفضل ما عندهم أي بنيهم (ميخا 6: 7). وكان لمولك صنم من نحاس جالس على عرش وكانوا يشعلون في التجويف ناراً حامية جداً ويضعون أطفالهم على ذراعي الصنم فتحترق وتموت (اطلب مولك في قاموس الكتاب).

وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع 4) كان أسلافه آسا ويهوشافاط ويوآش وعمصيا وعزريا ويوثام غضوا النظر عن العبادة في المرتفعات وأما آحاز فذبح وأوقد فكان لشعبه مثالاً ومحرضاً على هذه الخطية.

تَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ دليل على كثرة المعابد الوثنية. ولهذه الأشجار اعتبار خصوصي لكونها كبيرة وقديمة ومنفردة وحسب زعمهم مسكن الآلهة. ولم يتجاسر أحدٌ أن يقطعها أو يحتطب منها (انظر 1ملوك 14: 15 و23 وتفسيره).

5، 6 «5 حِينَئِذٍ صَعِدَ رَصِينُ مَلِكُ أَرَامَ وَفَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِلْمُحَارَبَةِ، فَحَاصَرُوا آحَازَ وَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَغْلِبُوهُ. 6 فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَرْجَعَ رَصِينُ مَلِكُ أَرَامَ أَيْلَةَ لِلأَرَامِيِّينَ، وَطَرَدَ ٱلْيَهُودَ مِنْ أَيْلَةَ. وَجَاءَ ٱلأَرَامِيُّونَ إِلَى أَيْلَةَ وَأَقَامُوا هُنَاكَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».

ص 15: 37 وإشعياء 7: 1 و2أيام 28: 5 و6 ص 14: 22 و2أيام 26: 2

كانت محالفة رصين وفقح من أيام يوثام وكانت مبدأ جديداً لأن الآراميين كانوا سابقاً أعداء إسرائيل ويهوذا والسبب الذي أحوجهما إلى هذا التحالف هو خوفهما من تغلث فلاسر الذي أظهر من الطمع والنشاط ما لم يكن أسلافه من ملوك أشور. وأبى آحاز أن يحالفهما فهجم فقح على يهوذا وضربهم ضربة عظيمة (2أيام 28: 5 - 15) وهجم رصين على الجهات الشرقية وسبى سبياً عظيماً ووصل إلى أيلة على البحر الأحمر التي كان عزريا قد أخذها وأرجعها للآراميين وطرد اليهود منها (14: 22) وصعد رصين وفقح إلى أورشليم فحاصرا آحاز ولم يقدرا أن يغلباه (إشعياء 7: 1 - 9 و2أيام 26: 9 - 15 و27: 3).

7 - 9 «7 وَأَرْسَلَ آحَازُ رُسُلاً إِلَى تَغْلَثَ فَلاَسَرَ مَلِكِ أَشُّورَ قَائِلاً: أَنَا عَبْدُكَ وَٱبْنُكَ. ٱصْعَدْ وَخَلِّصْنِي مِنْ يَدِ مَلِكِ أَرَامَ وَمِنْ يَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلْقَائِمَيْنِ عَلَيَّ. 8 فَأَخَذَ آحَازُ ٱلْفِضَّةَ وَٱلذَّهَبَ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَفِي خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَأَرْسَلَهَا إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ هَدِيَّةً. 9 فَسَمِعَ لَهُ مَلِكُ أَشُّورَ، وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ إِلَى دِمَشْقَ وَأَخَذَهَا وَسَبَاهَا إِلَى قِيرَ، وَقَتَلَ رَصِينَ».

2أيام 28: 16 الخ ص 15: 29 ص 12: 17 و18 و18: 15 و2أيام 28: 21 عاموس 1: 3 - 5 إشعياء 22: 6 وعاموس 9: 7

وَأَرْسَلَ آحَازُ رُسُلاً قال الرب بفم إشعياء النبي (إشعياء 8: 11 - 13) لا تقولوا فتنة لكل ما يقول له هذا الشعب فتنة. فكان يجب على يهوذا أن يتكلوا على الرب ولا يحالفوا رصين وفقح ولا أشور ولا مصر. وفي هذه الوصية حكمة سياسية لأن يهوذا إذا اتحدت مع آرام وإسرائيل تكون عرضة لغضب ملك أشور وإذا اتحدت مع أشور تبتلعها فيكون هذا الاتحاد كاتحاد الحمل والذئب. فلما استغاث آحاز بتغلث فلاسر صار له عبداً.

ٱلْفِضَّةَ وَٱلذَّهَبَ (ع 8) كما في أيام رحبعام وآسا ويوآش وأمصيا. وقبل تغلث فلاسر الهدايا وخضوع آحاز بسرور. وأخذ دمشق بعد نحو سنتين بالحرب والحصار وقتل رصين. وموقع قير مجهول. وكان من سياسة ملوك أشور أن يسبوا أهل البلدان التي فتحوها ويُسكنوهم في مكان ضمن مملكة أشور لكي ينسوا وطنهم ويصيروا كأشوريين (15: 29).

10 - 16 «10 وَسَارَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ لِلِقَاءِ تَغْلَثَ فَلاَسَرَ مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى دِمَشْقَ، وَرَأَى ٱلْمَذْبَحَ ٱلَّذِي فِي دِمَشْقَ. وَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ إِلَى أُورِيَّا ٱلْكَاهِنِ شِبْهَ ٱلْمَذْبَحِ وَشَكْلَهُ حَسَبَ كُلِّ صِنَاعَتِهِ. 11 فَبَنَى أُورِيَّا ٱلْكَاهِنُ مَذْبَحاً. حَسَبَ كُلِّ مَا أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ كَذٰلِكَ عَمِلَ أُورِيَّا ٱلْكَاهِنُ رَيْثَمَا جَاءَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ مِنْ دِمَشْقَ. 12 فَلَمَّا قَدِمَ ٱلْمَلِكُ مِنْ دِمَشْقَ رَأَى ٱلْمَلِكُ ٱلْمَذْبَحَ، فَتَقَدَّمَ ٱلْمَلِكُ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ وَأَصْعَدَ عَلَيْهِ، 13 وَأَوْقَدَ مُحْرَقَتَهُ وَتَقْدِمَتَهُ وَسَكَبَ سَكِيبَهُ، وَرَشَّ دَمَ ذَبِيحَةِ ٱلسَّلاَمَةِ ٱلَّتِي لَهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. 14 وَمَذْبَحُ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّذِي أَمَامَ ٱلرَّبِّ قَدَّمَهُ مِنْ أَمَامِ ٱلْبَيْتِ مِنْ بَيْنِ ٱلْمَذْبَحِ وَبَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَجَعَلَهُ عَلَى جَانِبِ ٱلْمَذْبَحِ ٱلشِّمَالِيِّ. 15 وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ أُورِيَّا ٱلْكَاهِنَ: عَلَى ٱلْمَذْبَحِ ٱلْعَظِيمِ أَوْقِدْ مُحْرَقَةَ ٱلصَّبَاحِ وَتَقْدِمَةَ ٱلْمَسَاءِ وَمُحْرَقَةَ ٱلْمَلِكِ وَتَقْدِمَتَهُ، مَعَ مُحْرَقَةِ كُلِّ شَعْبِ ٱلأَرْضِ وَتَقْدِمَتِهِمْ وَسَكَائِبِهِمْ، وَرُشَّ عَلَيْهِ كُلَّ دَمِ مُحْرَقَةٍ وَكُلَّ دَمِ ذَبِيحَةٍ. وَمَذْبَحُ ٱلنُّحَاسِ يَكُونُ لِي لِلسُّؤَالِ. 16 فَعَمِلَ أُورِيَّا ٱلْكَاهِنُ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ ٱلْمَلِكُ آحَازُ».

ص 15: 29 إشعياء 8: 2 خروج 40: 6 و29 ع 11 خروج 29: 39 - 41 ع 14

وَسَارَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ كان ذلك من واجباته بعدما خضع لملك أشور فهنأه بانتصاره وأخذ منه رسوم المذبح الذي في دمشق المذبح الذي كان ملك أشور قد أحضره من بلاده. وفي (2أيام 28: 23) إن آحاز ذبح لآلهة دمشق.

أُورِيَّا ٱلْكَاهِنِ ربما هو أوريا المذكور في (إشعياء 8: 2) وهو أحد الشاهدين الأمينين. ولكنه في هذا الأمر لم يكن أميناً للرب.

تَقَدَّمَ إِلَى ٱلْمَذْبَحِ وَأَصْعَدَ عَلَيْهِ (ع 12) تعدّى على شريعة الرب وأخذ على نفسه ما كان للكهنة وحدهم.

مُحْرَقَتَهُ الخ (ع 13) انظر (لاويين ص 1) في المحرقة (وص 2) في التقدمة والسكيب و(ص 3) في ذبيحة السلامة. فنستنتج أن المذبح كان مذبحاً أشورياً وغاية آحاز في بنائه هي إكرام ملك أشور. وأما الذبائح والتقادم فكانت المفروضة في شريعة الرب.

ٱلْمَذْبَحِ ٱلْعَظِيمِ (ع 15) هو الجديد فأمر آحاز أوريا الكاهن أن يوقد عليه المحرقات والتقادم للملك وللشعب.

وَمَذْبَحُ ٱلنُّحَاسِ يَكُونُ لِي لِلسُّؤَالِ يفهم بعضهم أن آحاز قصد سؤال الرب بواسطة مذبح النحاس ويفهم غيرهم وهذا الأرجح أنه أمر الكاهن بأن يقدم الذبائح والتقادم على المذبح الجديد ويضع مذبح النحاس على جانب بينما يفتكر ويستخبر ويسأل عن كيفية استعماله.

17 - 20 «17 وَقَطَعَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ أَتْرَاسَ ٱلْقَوَاعِدِ وَرَفَعَ عَنْهَا ٱلْمِرْحَضَةَ، وَأَنْزَلَ ٱلْبَحْرَ عَنْ ثِيرَانِ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي تَحْتَهُ وَجَعَلَهُ عَلَى رَصِيفٍ مِنْ حِجَارَةٍ. 18 وَرِوَاقَ ٱلسَّبْتِ ٱلَّذِي بَنُوهُ فِي ٱلْبَيْتِ، وَمَدْخَلَ ٱلْمَلِكِ مِنْ خَارِجٍ غَيَّرَهُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ مِنْ أَجْلِ مَلِكِ أَشُّورَ. 19 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ آحَازَ ٱلَّتِي عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 20 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ آحَازُ مَعَ آبَائِهِ، وَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ حَزَقِيَّا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

1ملوك 7: 27 و28 و38 و1ملوك 7: 23 و25 و2أيام 28: 26 و2أيام 28: 27

أَتْرَاسَ ٱلْقَوَاعِدِ الخ (1ملوك 7: 27 - 29).

ٱلْبَحْرَ (1ملوك 7: 23 - 26) واستعملها للعبادة الوثنية أو ذوّبها لأجل النحاس.

ٱلْمِرْحَضَةَ (1ملوك 7: 38).

رَصِيفٍ مِنْ حِجَارَةٍ وهو دون بالنسبة إلى ما كان البحر عليه.

رِوَاقَ ٱلسَّبْتِ (ع 18) ربما كان في دار الهيكل لأجل الملك وحشمه حينما يحضر في السبوت والأعياد.

وَمَدْخَلَ ٱلْمَلِكِ مِنْ خَارِجٍ (1أيام 26: 16 وحزقيال 46: 2) مدخل خصوصي للملك من بيته إلى بيت الرب. فأهان الرب وبيته وفرائضه وغيّرها وأكرم آلهة أشور. وفي (2أيام 28: 24) أنه جمع آنية بيت الله وقطع آنية بيت الله وأغلق أبواب بيت الرب وعمل لنفسه مذابح في كل زاوية في أورشليم وفي كل مدينة فمدينة من يهوذا عمل مرتفعات للإيقاد لآلهة أخرى. وفي (2ملوك 23: 11) ذكر الخيل التي أعطاها ملوك يهوذا للشمس عند مدخل بيت الرب ومركبات الشمس ومذابح على سطح عليّة آحاز.

ٱضْطَجَعَ آحَازُ مَعَ آبَائِهِ (ع 20) مات في منتصف عمره. وفي أخبار الأيام أنهم لم يأتوا به إلى قبور ملوك إسرائيل لأنه كان قد ترك الرب وعبد الأصنام فلم يستحق أن يُدفن في قبور الملوك الصالحين وهكذا يهورام ويوآش وعزيا.

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ

1 - 6 «1 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لآحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا، مَلَكَ هُوشَعُ بْنُ أَيْلَةَ فِي ٱلسَّامِرَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ تِسْعَ سِنِينَ. 2 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَلٰكِنْ لَيْسَ كَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 3 وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ فَصَارَ لَهُ هُوشَعُ عَبْداً وَدَفَعَ لَهُ جِزْيَةً. 4 وَوَجَدَ مَلِكُ أَشُّورَ فِي هُوشَعَ خِيَانَةً، لأَنَّهُ أَرْسَلَ رُسُلاً إِلَى سَوَا مَلِكِ مِصْرَ وَلَمْ يُؤَدِّ جِزْيَةً إِلَى مَلِكِ أَشُّورَ حَسَبَ كُلِّ سَنَةٍ، فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ وَأَوْثَقَهُ فِي ٱلسِّجْنِ. 5 وَصَعِدَ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى كُلِّ ٱلأَرْضِ، وَصَعِدَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا ثَلاَثَ سِنِينَ. 6 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ لِهُوشَعَ أَخَذَ مَلِكُ أَشُّورَ ٱلسَّامِرَةَ، وَسَبَى إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي».

ص 15: 30 ص 18: 9 - 12 هوشع 10: 14 هوشع 13: 16 تثنية 28: 64 و29: 27 و 28 ص 18: 11 و1أيام 5: 26 إشعياء 13: 17 و21: 2

ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لآحَازَ (انظر 15: 30).

لَيْسَ كَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ (ع 2) كان هوشع الملك التاسع عشر والأخير لإسرائيل وكان أحسن من بعض أسلافه ومع ذلك كان سقوط المملكة في أيامه. فلم تسقط المملكة لسبب خطايا واحد بل لسبب خطايا الملوك كلهم من يربعام إلى هوشع وخطايا الشعب أيضاً. ولا نعرف في أي شيء لم يكن كملوك إسرائيل.

وَصَعِدَ عَلَيْهِ شَلْمَنْأَسَرُ (ع 3) في الكتابات الأشورية أن تغلث فلاسر ملك هوشع بعد قتله فقح. ونستنتج أن هوشع خضع له مدة حياة تغلث فلاسر ولكنه عصى خليفته شلمنأسر فصعد عليه شلمنأسر فخضع له هوشع. ثم التهى شملنأسر في محاربة فينيقية ومحاصرة مدينة صور الجديدة أي المدينة التي كانت على الجزيرة فاغتنم هوشع الفرصة وحالف سوا ملك مصر آملاً أنه بواسطته يخلص من سلطة أشور. والنبي هوشع نهاه عن هذه المحالفة (هوشع 7: 11 و12: 1) فصعد شلمنأسر ثانية وحاصر السامرة ولكنه مات قبلما أخذها فأخذها خليفته سرجون بعد حصار ثلاث سنين.

فَقَبَضَ عَلَيْهِ مَلِكُ أَشُّورَ (ع 4) الظاهر أنه قبض عليه قبل سقوط السامرة فكانت المدافعة عن المدينة من قوّاد الجيش بلا ملك. وأما مدة ملك هوشع أي تسع سنين فهي محسوبة إلى سقوط السامرة وليست إلى تاريخ سجنه. ولم يذكر موت هوشع ولم يخلفه أحدٌ (انظر هوشع 10: 7) «السامرة ملكها يبيد كغثاء على وجه الماء».

وَسَبَى إِسْرَائِيلَ (ع 6) (انظر 15: 29 و16: 9). في الكتابات الأشورية أنه سبى 27290 أسيراً و50 مركبة. وكانت السامرة مدينة محصنة موقعها منيع جداً فلم يقدر أن يفتتحها إلا بعد حصار ثلاث سنين (1ملوك 16: 24 إشعياء 28: 1 - 21). وحلَح قطيعة من أشور في جهات حاران مدينة إبراهيم (تكوين 11: 31) ونهر خابور يصب في الفرات شرقي حماه. ومدن مادي في الشرق البعيد في بلاد العجم الحالية.

7 - 18 «7 وَكَانَ أَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَخْطَأُوا إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمِ ٱلَّذِي أَصْعَدَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ تَحْتِ يَدِ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ وَاتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى، 8 وَسَلَكُوا حَسَبَ فَرَائِضِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ. 9 وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ سِرّاً ضِدَّ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ أُمُوراً لَيْسَتْ بِمُسْتَقِيمَةٍ، وَبَنَوْا لأَنْفُسِهِمْ مُرْتَفَعَاتٍ فِي جَمِيعِ مُدُنِهِمْ مِنْ بُرْجِ ٱلنَّوَاطِيرِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُحَصَّنَةِ. 10 وَأَقَامُوا لأَنْفُسِهِمْ أَنْصَاباً وَسَوَارِيَ عَلَى كُلِّ تَلٍّ عَالٍ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. 11 وَأَوْقَدُوا هُنَاكَ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ مِثْلَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ سَاقَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِهِمْ، وَعَمِلُوا أُمُوراً قَبِيحَةً لإِغَاظَةِ ٱلرَّبِّ. 12 وَعَبَدُوا ٱلأَصْنَامَ ٱلَّتِي قَالَ ٱلرَّبُّ لَهُمْ عَنْهَا: لاَ تَعْمَلُوا هٰذَا ٱلأَمْرَ. 13 وَأَشْهَدَ ٱلرَّبُّ عَلَى إِسْرَائِيلَ وَعَلَى يَهُوذَا عَنْ يَدِ جَمِيعِ ٱلأَنْبِيَاءِ وَكُلِّ رَاءٍ قَائِلاً: ٱرْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ ٱلرَّدِيئَةِ وَٱحْفَظُوا وَصَايَايَ فَرَائِضِي حَسَبَ كُلِّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَوْصَيْتُ بِهَا آبَاءَكُمْ، وَٱلَّتِي أَرْسَلْتُهَا إِلَيْكُمْ عَنْ يَدِ عَبِيدِي ٱلأَنْبِيَاءِ. 14 فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ كَأَقْفِيَةِ آبَائِهِمِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ. 15 وَرَفَضُوا فَرَائِضَهُ وَعَهْدَهُ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ آبَائِهِمْ وَشَهَادَاتِهِ ٱلَّتِي شَهِدَ بِهَا عَلَيْهِمْ، وَسَارُوا وَرَاءَ ٱلْبَاطِلِ، وَصَارُوا بَاطِلاً وَرَاءَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ حَوْلَهُمُ، ٱلَّذِينَ أَمَرَهُمُ ٱلرَّبُّ أَنْ لاَ يَعْمَلُوا مِثْلَهُمْ. 16 وَتَرَكُوا جَمِيعَ وَصَايَا ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ مَسْبُوكَاتٍ عِجْلَيْنِ، وَعَمِلُوا سَوَارِيَ وَسَجَدُوا لِجَمِيعِ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ، وَعَبَدُوا ٱلْبَعْلَ. 17 وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي ٱلنَّارِ، وَعَرَفُوا عِرَافَةً وَتَفَاءَلُوا، وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ لِعَمَلِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 18 فَغَضِبَ ٱلرَّبُّ جِدّاً عَلَى إِسْرَائِيلَ وَنَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ».

يشوع 23: 16 خروج 14: 15 - 30 قضاة 6: 10 لاويين 18: 3 وتثنية 18: 9 ع 19 وص 16: 3 ص 18: 8 خروج 34: 12 - 14 و1ملوك 14: 23 وميخا 5: 14 خروج 20: 4 نحميا 9: 29 و30 ع 23 و1صموئيل 9: 9 إرميا 7: 3 - 7 و18: 11 وحزقيال 18: 31 خروج 32: 9 و33: 3 وأعمال 7: 51 إرميا 8: 9 خروج 24: 6 - 8 وتثنية 29: 25 تثنية 32: 21 إرميا 2: 5 ورومية 1: 21 - 23 تثنية 12: 30 و31 و1ملوك 12: 28 و1ملوك 14: 15 و23 ص 21: 3 وتثنية4: 15 و19 و1ملوك 16: 31 ص 16: 3 لاويين 19: 26 وتثنية 18: 10 - 12 و1ملوك 21: 20 ع 6 و1ملوك 11: 13 و32 و36

في هذا الفصل راجع المؤرخ تاريخ إسرائيل بجملته وبيّن منه: (1) إن يد الله كانت في كل ما أصابهم فأدبهم بعدله ومحبته ما يؤدب الإنسان ابنه (2) إن كل ما أصابهم كان نتيجة خطاياهم وكانت خطيتهم الأساسية تركهم للرب (3) إن ما زاد فظاعة خطيتهم هو أن الرب كان قد اختارهم وأخرجهم من أرض مصر وأسكنهم في أرض كنعان وسلم لهم شريعته وأقام مسكنه بينهم وأرسل لهم أنبياءه.

آلِهَةً أُخْرَى (ع 7) إنهم من غباوة قلوبهم اتقوا الآلهة التي لا تقدر أن تخلّص عبدتها وفضلوا عبادتها القبيحة على عبادة الرب الطاهرة التي هم قد تعلموها وتربوا عليها.

مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ أَقَامُوهُمْ (ع 8) كان على الشعب مسؤولية خطايا ملوكهم لأنهم هم أقاموهم واستحسنوا أعمالهم.

وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ سِرّا (ع 9) (إشعياء 8: 19 وحزقيال 8: 7 - 12) سراً من جهة الناس ولكن الرب يرى كل شيء. وعلموا إن عملهم هذه الأمور خطية وإلا لما عملوها سراً.

بُرْجِ ٱلنَّوَاطِيرِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُحَصَّنَةِ أي من المزرعة الحقيرة إلى المدينة الكبيرة دليلاً على كثرة المرتفعات.

أَنْصَاباً وَسَوَارِيَ (ع 10) (انظر 1ملوك 14: 15).

كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ (16: 4).

وَأَشْهَدَ ٱلرَّبُّ (ع 13) لم ينقطع الأنبياء لا في إسرائيل ولا في يهوذا. فكان في يهوذا شمعيا وعدو وعزريا وحناني وياهو ويحزئيل وأليعزر وزكريا وزكريا آخر ويوئيل وميخا وإشعياء وغيرهم. وكان في إسرائيل أخيا وياهو وإيليا وميخا وأليشع ويونان وهوشع وعاموس وعوديد.

كُلِّ ٱلشَّرِيعَةِ كلام الله المتضمن في أسفار موسى وغيرها من أقوال الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب.

صَلَّبُوا أَقْفِيَتَهُمْ (ع 14) والمجاز مأخوذ من الفرس الصلب الجموح الذي لا يستطيع راكبه أن يثنيه باللجام (خروج 32: 9).

لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلرَّبِّ وهذا القول قليل الورود في العهد القديم مع أنه يأتي كثيراً في العهد الجديد. وعدم الإيمان بالرب هو جوهر كل خطية فلم يصدقوا مواعيده بل التجأوا إلى آلهة أخرى ولم ينتبهوا إلى إنذاراته بل عملوا حسب سياستهم العالمية. لم ينظروا إلى الأشياء التي لا تُرى بل إلى التي تُرى فسلموا أنفسهم إلى شهواتهم.

وَعَهْدَهُ (ع 15) قال الرب لشعبه عند جبل سيناء أنا الرب إلهك (خروج 20: 2) وقرأ موسى كتاب العهد في مسامع الشعب فقالوا كل ما تكلم به الرب نفعل ونسمع له (خروج 24: 3 - 8).

وَشَهَادَاتِهِ وهي وصايا الرب وتأتي الكلمة كثيراً في سفر التثنية وسفر المزامير. ووصايا الرب تشهد له لأنها تُظهر عدله وحكمته ورحمته وغيرها من صفاته.

وَسَارُوا وَرَاءَ ٱلْبَاطِلِ الساجدون كالمسجود له ومن ينظر إلى القباحة والسكر والقساوة وينسب هذه الصفات إلى معبوده يصير قبيحاً وسكيراً وقاسياً.

وَعَمِلُوا لأَنْفُسِهِمْ (ع 16) وهنا أولاً ذكر العجلين أحدهما في بيت إيل والآخر في دان (عاموس 4: 4 و7: 13 و8: 14) وثانياً ذكر السواري التي بواسطتها سجدوا للقمر أو ملكة السماء أو الزُهرة (إرميا 7: 18 و44: 17 - 19) وثالثاً جند السماء أي الكواكب والنجوم التي تعلموا عبادتها من الأشوريين ورابعاً البعل الذي كان الشمس رمزاً له (حزقيال 8: 16).

وَعَبَّرُوا بَنِيهِمْ (ع 17) (16: 3).

وَعَرَفُوا عِرَافَةً التنبوء بأمور مستقبلة بغير وحي إلهي وكانت تتم بملاحظة النجوم والغيوم وبالقرعة والقضبان وطيران الطير ومراقبة أحشاء الحيوانات الخ (قاموس الكتاب).

وَتَفَاءَلُوا كانوا يتشاءمون بوقوع اللقمة من الفم وسقوط العصا من اليد وصراخ الولد وراء والده ونعيق الغراب فوق الرأس ومرور الغزال على عرض الطريق أمام الإنسان الخ. فإن الناس اعتبروا ذلك نحساً في يوم حدوثه في كل الأعمال التي كانوا ذاهبين إلى عملها (لاويين 19: 26).

وَبَاعُوا أَنْفُسَهُمْ (1ملوك 21: 20) المبيع ينتقل من يد البائع إلى يد المشتري فيتسلط عليه المشتري ولا يبقى للبائع تسلط عليه مطلقاً. وهكذا بنو إسرائيل رفضوا تسلط الرب عليهم وصاروا تحت تسلط الأباطيل.

فَغَضِبَ ٱلرَّبُّ (ع 18) نتيجة الكلام السابق من العدد السابع.

نَحَّاهُمْ مِنْ أَمَامِهِ كل الشرور مجموعة في هذا القول كما تجتمع كل الخيرات في وجود الرب مع شعبه.

إِلاَّ سِبْطُ يَهُوذَا وَحْدَهُ كان مع يهوذا بنيامين وشمعون وقسم من دان (1ملوك 12: 23) وبقي يهوذا بعد سقوط إسرائيل بنحو 135 سنة وبعد سبي بابل رجع أناس من يهوذا وبقوا إلى مجيء المسيح وسقوط أورشليم عن يد تيطس سنة 70 ب.م.

19 - 23 «19 وَيَهُوذَا أَيْضاً لَمْ يَحْفَظُوا وَصَايَا ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ بَلْ سَلَكُوا فِي فَرَائِضِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّتِي عَمِلُوهَا. 20 فَرَذَلَ ٱلرَّبُّ كُلَّ نَسْلِ إِسْرَائِيلَ، وَأَذَلَّهُمْ وَدَفَعَهُمْ لِيَدِ نَاهِبِينَ حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ، 21 لأَنَّهُ شَقَّ إِسْرَائِيلَ عَنْ بَيْتِ دَاوُدَ، فَمَلَّكُوا يَرُبْعَامَ بْنَ نَبَاطَ، فَأَبْعَدَ يَرُبْعَامُ إِسْرَائِيلَ مِنْ وَرَاءِ ٱلرَّبِّ وَجَعَلَهُمْ يُخْطِئُونَ خَطِيَّةً عَظِيمَةً. 22 وَسَلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي جَمِيعِ خَطَايَا يَرُبْعَامَ ٱلَّتِي عَمِلَ. لَمْ يَحِيدُوا عَنْهَا 23 حَتَّى نَحَّى ٱلرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِهِ كَمَا تَكَلَّمَ عَنْ يَدِ جَمِيعِ عَبِيدِهِ ٱلأَنْبِيَاءِ، فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ مِنْ أَرْضِهِ إِلَى أَشُّورَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».

1ملوك 14: 22 و23 ص 16: 3 ص 15: 29 و1ملوك 11: 11 و31 و1ملوك 12: 20 و1ملوك 12: 28 - 33 ع 6 ع 13 ع 6

يَهُوذَا أَيْضاً سلكوا في فرائض إسرائيل إلا عبادة العجلين وكان في يهوذا شيء من الصلاح وبعض ملوك أتقياء فأبقاهم الرب زماناً بعد سقوط إسرائيل ولكنه نحّاهم من أمامه أخيراً فرذل كل نسل إسرائيل أي إسرائيل ويهوذا حسب تفسير بعضهم. وحسب تفسير غيرهم وهو الأرجح أن الكاتب قصد هنا ذكر الأسباط العشرة فقط.

نَاهِبِينَ الأشوريون (15: 29).

لأَنَّهُ شَقَّ إِسْرَائِيلَ (ع 21) (1ملوك 11: 31) كان انقسام المملكة من جهل رحبعام (1ملوك 12: 15) وخطية يربعام. وهو من الرب أيضاً بما أنه ترك شعبه ليعملوا حسب إرادتهم تأديباً لهم على خطاياهم.

فَسُبِيَ إِسْرَائِيلُ... إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ (ع 23) أي إلى يوم كاتب السفر. والبحث في وجود الأسباط العشرة في أيامنا عبث لأن بعضهم انضموا إلى يهوذا وأكثرهم اختلطوا مع الوثنيين فضاع اسمهم وجنسهم ويظهر من 2أيام 34: 9 أن بعضهم بقوا في بلادهم ولم يُسبوا.

24 - 26 «24 وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ بِقَوْمٍ مِنْ بَابِلَ وَكُوثَ وَعَوَّا وَحَمَاةَ وَسَفَرْوَايِمَ وَأَسْكَنَهُمْ فِي مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ عِوَضاً عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ، فَٱمْتَلَكُوا ٱلسَّامِرَةَ وَسَكَنُوا فِي مُدُنِهَا. 25 وَكَانَ فِي ٱبْتِدَاءِ سَكَنِهِمْ هُنَاكَ أَنَّهُمْ لَمْ يَتَّقُوا ٱلرَّبَّ، فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِمِ ٱلسِّبَاعَ فَكَانَتْ تَقْتُلُ مِنْهُمْ. 26 فَقَالُوا لِمَلِكِ أَشُّورَ: إِنَّ ٱلأُمَمَ ٱلَّذِينَ سَبَيْتَهُمْ وَأَسْكَنْتَهُمْ فِي مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلٰهِ ٱلأَرْضِ، فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ ٱلسِّبَاعَ فَهِيَ تَقْتُلُهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْرِفُونَ قَضَاءَ إِلٰهِ ٱلأَرْضِ».

عزرا 4: 2 و10 ص 18: 34 و1ملوك 8: 65

وَأَتَى مَلِكُ أَشُّورَ قال بعض المستوطنين في يهوذا في زمان عزرا أن الملك أسرحدون أصعدهم (عزرا 4: 2 و2ملوك 19: 37) وقال غيرهم إن اسنفر ابن أسرحدون وخليفته أسكنهم مدن السامرة.

وَكُوثَ الخ وكوث على الفرات شمالي بابل وهي تل إبراهيم الحالية وموقع عوّا مجهول وسفروايم شمالي كوث على قناة الفرات. وكان من سياسة ملوك أشور أن ينقلوا سكان الأرض ويُسكنوا غيرهم عوضاً عنهم حتى تضعف محبتهم للوطن واتحادهم بعضهم مع بعض ويخضعوا لملك أشور.

فَأَرْسَلَ عَلَيْهِمِ ٱلسِّبَاعَ (ع 26) كثرت الوحوش حينما قلّ السكان (خروج 23: 29) ومن كثرة السكان في أيامنا ليس من سباع مطلقاً في هذه البلاد. ومع أنه كان أمراً طبيعياً هو من الرب (لاويين 26: 21 و22).

إِلٰهِ ٱلأَرْضِ ظنوا أن كل قطيعة من الأرض كان لها إله خصوصي كما كان لها حاكم خصوصي من بني البشر.

27 - 33 «27 فَأَمَرَ مَلِكُ أَشُّورَ: ٱبْعَثُوا إِلَى هُنَاكَ وَاحِداً مِنَ ٱلْكَهَنَةِ ٱلَّذِينَ سَبَيْتُمُوهُمْ مِنْ هُنَاكَ فَيَذْهَبَ وَيَسْكُنَ هُنَاكَ وَيُعَلِّمَهُمْ قَضَاءَ إِلٰهِ ٱلأَرْضِ. 28 فَأَتَى وَاحِدٌ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ ٱلَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ وَسَكَنَ فِي بَيْتِ إِيلَ وَعَلَّمَهُمْ كَيْفَ يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ. 29 فَكَانَتْ كُلُّ أُمَّةٍ تَعْمَلُ آلِهَتَهَا وَوَضَعُوهَا فِي بُيُوتِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا ٱلسَّامِرِيُّونَ، كُلُّ أُمَّةٍ فِي مُدُنِهَا ٱلَّتِي سَكَنَتْ فِيهَا. 30 فَعَمِلَ أَهْلُ بَابِلَ سُكُّوتَ بَنُوثَ، وَأَهْلُ كُوثَ عَمِلُوا نَرْجَلَ، وَأَهْلُ حَمَاةَ عَمِلُوا أَشِيمَا، 31 وَٱلْعُوِّيُّونَ عَمِلُوا نِبْحَزَ وَتَرْتَاقَ، وَٱلسَّفَرْوَايِمِيُّونَ كَانُوا يُحْرِقُونَ بَنِيهِمْ بِٱلنَّارِ لأَدْرَمَّلَكَ وَعَنَمَّلَكَ إِلٰهَيْ سَفَرْوَايِمَ. 32 فَكَانُوا يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وَيَعْمَلُونَ لأَنْفُسِهِمْ مِنْ بَيْنِهِمْ كَهَنَةَ مُرْتَفَعَاتٍ يُقَرِّبُونَ لأَجْلِهِمْ فِي بُيُوتِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ. 33 كَانُوا يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ آلِهتَهُمْ كَعَادَةِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ سَبَوْهُمْ مِنْ بَيْنِهِمْ»

1ملوك 12: 31 و13: 32 ع 24 ع 17 ص 19: 37 ع 24 صفنيا 1: 5 و1ملوك 12: 31

وَاحِدٌ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ من كهنة العجلين كان يعلمهم قضاء إله الأرض كما فرضه يربعام.

وَسَكَنَ فِي بَيْتِ إِيلَ (ع 28) ربما كان هو أصلاً من بيت إيل فرجع إلى بلاده والخدمة الدينية التي كان قد اعتادها. وتسمّت في هوشع بيت آون أي بيت البطل لأنها لم تستحق اسمها الحقيقي بيت إيل أي بيت الله (هوشع 4: 15) وليس إلا آية واحدة تذكر دان (عاموس 8: 14).

بُيُوتِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع 29) وجدوا معابد مصنوعة حاضرة فاستعملوها. ولا شك في أن بعض المزارات الموجودة اليوم على التلال وتحت الأشجار الخضراء هي نفس المعابد التي كان الإسرائيليون والسامريون والوثنيون يسجدون فيها.

ٱلسَّامِرِيُّونَ هذا أول ذكر للسامريين ويُذكرون كثيراً في العهد الجديد. وهنا خبر أصل دينهم فإنه كان ديناً مختلطاً لا عبادة الإله الحقيقي ولا عبادة وثنية محضاً. فكان اليهود في زمان يسوع يحتقرونهم (يوحنا 4: 9).

سُكُّوتَ بَنُوثَ الخ (ع 30) كان نرجل إله الحرب والوباء عند البابليين وكان معبده في كوث وصنمه على هيئة أسد له جناحان ووجه إنسان. ودخل اسمه في بعض الأسماء البابلية كنرجل شرصر (إرميا 39: 3).

مِنْ بَيْنِهِمْ كَهَنَةَ (ع 32) اهتم اليهود كثيراً بنسل الكهنة فمن الضرورة أنهم يكونون من نسل هارون لا غيره (عزرا 2: 61 - 63).

34 - 41 «34 إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ يَعْمَلُونَ كَعَادَاتِهِمِ ٱلأُوَلِ. لاَ يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وَلاَ يَعْمَلُونَ حَسَبَ فَرَائِضِهِمْ وَعَوَائِدِهِمْ وَلاَ حَسَبَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْوَصِيَّةِ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا ٱلرَّبُّ بَنِي يَعْقُوبَ (ٱلَّذِي جَعَلَ ٱسْمَهُ إِسْرَائِيلَ). 35 وَقَطَعَ ٱلرَّبُّ مَعَهُمْ عَهْداً وَأَمَرَهُمْ: لاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى وَلاَ تَسْجُدُوا لَهَا وَلاَ تَعْبُدُوهَا وَلاَ تَذْبَحُوا لَهَا. 36 بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا ٱلرَّبَّ ٱلَّذِي أَصْعَدَكُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ وَذِرَاعٍ مَمْدُودَةٍ، وَلَهُ ٱسْجُدُوا وَلَهُ ٱذْبَحُوا. 37 وَٱحْفَظُوا ٱلْفَرَائِضَ وَٱلأَحْكَامَ وَٱلشَّرِيعَةَ وَٱلْوَصِيَّةَ ٱلَّتِي كَتَبَهَا لَكُمْ لِتَعْمَلُوا بِهَا كُلَّ ٱلأَيَّامِ، وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 38 وَلاَ تَنْسَوْا ٱلْعَهْدَ ٱلَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَكُمْ وَلاَ تَتَّقُوا آلِهَةً أُخْرَى. 39 بَلْ إِنَّمَا اتَّقُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ وَهُوَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ أَيْدِي جَمِيعِ أَعْدَائِكُمْ. 40 فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ عَمِلُوا حَسَبَ عَادَتِهِمِ ٱلأُولَى. 41 فَكَانَ هٰؤُلاَءِ ٱلأُمَمُ يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وَيَعْبُدُونَ تَمَاثِيلَهُمْ، وَأَيْضاً بَنُوهُمْ وَبَنُو بَنِيهِمْ. فَكَمَا عَمِلَ آبَاؤُهُمْ هٰكَذَا هُمْ عَامِلُونَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».

تكوين 32: 28 و35: 10 قضاة 6: 10 خروج 20: 5 خروج 14: 15 - 30 خروج 6: 6 و9: 15 لاويين 19: 32 وتثنية 6: 13 تثنية 5: 32 تثنية 4: 23 و6: 12 صفنيا 1: 5 ومتّى 6: 24

لاَ يَتَّقُونَ ٱلرَّبَّ وفي ع 33 إنهم كانوا يتقون الرب أي اتقوه بالعبادة الخارجية بلا عبادة روحية قلبية.

فَرَائِضِهِمْ أي فرائض بني يعقوب أو الإسرائيليين والكلام الآتي هو لأجل الإيضاح أي الشريعة والوصية التي أمر بها الرب بني يعقوب. وصار السامريون ثلاثة أنواع (1) الساجدون للعجلين كما فرض يربعام وهم قليلون (2) الإسرائيليون الذين أضافوا على عبادة العجلين ما اتخذوه من الوثنيين (3) الوثنيون الذين أضافوا على عبادتهم للأصنام ما كانوا اتخذوه من الإسرائيليين. وكثيرون من السامريين آمنوا بالمسيح (يوحنا 4: 39 - 42 وأعمال 8: 5 و25).

فوائد

«وعبدوا الأصنام» (ع 12).

  1. إن في هذه العبادة مواعيد كاذبة كشبع الشهوات ومنال بركات جسدية والخلاص من الضيقات.

  2. إن في هذه العبادة خدمة شاقة كتقديمهم تقادم ثمينة وذبح أولادهم وجروح وأصوام وأسفار وأحزان ومخاوف.

  3. إن من عواقب هذه العبادة الانحطاط الجسدي والعقلي والهلاك الأبدي.

«وعرفوا عرافة» (ع 17)

  1. إن الجميع يحبون أن يعرفوا الأمور المخفية والمستقبلة ويميلون إلى كل من يدّعي بهذه المعرفة.

  2. إن العرافة هي نوع من السجود لآلهة أخرى لأن لا أحد يعرف المستقبل إلا الله وحده وإذا طلبنا هذه المعرفة من أحد من بني البشر جعلناه إلهنا.

  3. إن لا أحد من جميع المدّعين بمعرفة هذه الخفيات أفاد بني البشر أدنى إفادة.

  4. إن في الكتاب المقدس إعلانات صادقة كافية وليس في غيره.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ

1 - 8 «1 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ مَلَكَ حَزَقِيَّا بْنُ آحَازَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2 كَانَ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ أَبِي ٱبْنَةُ زَكَرِيَّا. 3 وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ. 4 هُوَ أَزَالَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ ٱلتَّمَاثِيلَ، وَقَطَّعَ ٱلسَّوَارِيَ، وَسَحَقَ حَيَّةَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانُوا إِلَى تِلْكَ ٱلأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا وَدَعُوهَا «نَحُشْتَانَ». 5 عَلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ اْتَّكَلَ، وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَلاَ فِي ٱلَّذِينَ كَانُوا قَبْلَهُ. 6 وَٱلْتَصَقَ بِٱلرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْهُ بَلْ حَفِظَ وَصَايَاهُ ٱلَّتِي أَمَرَ بِهَا ٱلرَّبُّ مُوسَى. 7 وَكَانَ ٱلرَّبُّ مَعَهُ، وَحَيْثُمَا كَانَ يَخْرُجُ كَانَ يَنْجَحُ. وَعَصَى عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ وَلَمْ يَخْضَعْ لَهُ. 8 هُوَ ضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ إِلَى غَزَّةَ وَتُخُومِهَا مِنْ بُرْجِ ٱلنَّوَاطِيرِ إِلَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْمُحَصَّنَةِ».

ص 16: 2 و17: 1 و2أيام 28: 27 و2أيام 29: 1 و2 ص 20: 3 و2أيام 31: 20 ص 23: 25 تكوين 39: 2 و3 و1صموئيل 18: 14 ص 16: 7 و2أيام 28: 18 وأستير 14: 29 ص 17: 9

ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً (انظر 16: 1).

وَٱسْمُ أُمِّهِ أَبِي وفي (2أيام 29: 1) أبية.

حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ كما قيل في الملك آسا (1ملوك 15: 11) والملك يوشيا (22: 2) وليس في غير هؤلاء الثلاثة. وكان كل من الثلاثة ابناً لأب شرير. وكان إشعيا النبي مشيراً لآحاز (إشعياء 7: 3 - 16) ولحزقيا بعدما ملك (إشعياء 37: 5) والأرجح أنه كان مشيراً له في أيام شبابه أيضاً.

أَزَالَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (ع 4) وفي 2أيام 29 إنه في السنة الأولى من ملكه فتح أبواب بيت الرب وطهّر الكهنة بيت الرب وأصعدوا ذباح وأوقف حزقيا اللاويين للتسبيح وعملوا فصحاً للرب ودعا الملك إسرائيل ويهوذا وأفرايم ومنسى وزبولون. ولما أكمل هذا (2أيام 31: 1) خرج كل إسرائيل إلى مدن يهوذا وكسروا الأنصاب وقطعوا السواري وهدموا المرتفعات (انظر 1ملوك 14: 23 لذكر الأنصاب والسواري).

حَيَّةَ ٱلنُّحَاسِ كانت أولاً علامة الشفاء من الله للملدوغين من الحيّات المحرقة (عدد 21: 4 - 9) وكانت رمزاً إلى المسيح (يوحنا 3: 14 و15) فإنه أتى في شبه جسد الخطية (رومية 8: 3) وجُعل خطية لأجلنا (2كورنثوس 5: 21).

كَانُوا إِلَى تِلْكَ ٱلأَيَّامِ يُوقِدُونَ لَهَا ليس من زمان موسى وربما كان من زمان آحاز. ومن جهلهم لم ينظروا بالإيمان إلى المرموز إليه بل عبدوا ذات الرمز كاحترام بعض الناس في أيامنا لما يسمونه عود الصليب. والسجود للحيّات كان في أشور وآرام وربما كان أيضاً في مصر.

نَحُشْتَانَ والكلمة مشتقة إما من نحشت أي نحاس وهذا الأرجح أو من نحش أي حية. ونحشتان اسم علم.

وَبَعْدَهُ لَمْ يَكُنْ مِثْلُ (ع 5) وقيل في يوشيا (23: 25) ولم يكن قبله ملك مثله أي كان حزقيا ويوشيا ملكين فاضلين لا يقدر المؤرخ أن يفضل أحدهما على الآخر. وليس لحزقيا مثل في اتكاله على الرب وليس ليوشيا مثل في غيرته لعبادة الرب الطاهرة.

كَانَ يَنْجَحُ (ع 7) وفي 2أيام 32: 27 - 30 ذكر غناه وكرامته بالتفصيل.

وَعَصَى عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ كان ذلك نتيجة اتكاله على الرب وربما عصاه في أول ملكه ولم يحاربه ملك أشور في الأول لارتباكه في حروب مع السامرة وصور ومصر.

ضَرَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ (ع 8) كان سنحاريب قد أعطى قسماً من يهوذا إلى ملك غزة وربما كانت حرب حزقيا لاسترجاعه وكان بعض الفلسطينيين مع ملك أشور والبعض عليه فحارب حزقيا الذين كانوا مع ملك أشور وساعد الذين كانوا عليه.

بُرْجِ ٱلنَّوَاطِيرِ الأرض كلها من المزرعة الحقيرة إلى المدينة الكبيرة (17: 9).

9 - 12 «9 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لِلْمَلِكِ حَزَقِيَّا، وَهِيَ ٱلسَّنَةُ ٱلسَّابِعَةُ لِهُوشَعَ بْنِ أَيْلَةَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، صَعِدَ شَلْمَنْأَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ عَلَى ٱلسَّامِرَةِ وَحَاصَرَهَا. 10 وَأَخَذُوهَا فِي نِهَايَةِ ثَلاَثِ سِنِينَ. فَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ لِحَزَقِيَّا، وَهِيَ ٱلسَّنَةُ ٱلتَّاسِعَةُ لِهُوشَعَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، أُخِذَتِ ٱلسَّامِرَةُ. 11 وَسَبَى مَلِكُ أَشُّورَ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَشُّورَ، وَوَضَعَهُمْ فِي حَلَحَ وَخَابُورَ نَهْرِ جُوزَانَ وَفِي مُدُنِ مَادِي 12 لأَنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لِصَوْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ، بَلْ تَجَاوَزُوا عَهْدَهُ وَكُلَّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى عَبْدُ ٱلرَّبِّ، فَلَمْ يَسْمَعُوا وَلَمْ يَعْمَلُوا».

ص 17: 3 - 7

وَأَخَذُوهَا (ع 10) لم يأخذها شملنأسر بل سرجون الذي خلفه. وكان المؤرخ قد ذكر سقوط السامرة (انظر 17: 5 - 7 وتفسيره) وذكره ثانية ليظهر تقوى حزقيا ونجاحه بالمقابلة مع خطايا السامرة وسقوطها. وكان سقوط السامرة ذا شأن لليهود لأن به زال الفاصل بينهم وبين الأشوريين وصارت يهوذا عرضة لهجوم الأشوريين ولكن بسبب موت سنحاريب وقيام ملك جديد والفتن والحروب الناتجة من ذلك استراحت يهوذا قليلاً وصار لها وقت للاستعداد لمقاومة الأشوريين (2أيام 32: 3 - 6).

ومضمون الفصل من ع 13 إلى آخر الأصحاح العشرين كمضمون الأصحاحات الأربعة في نبوءة إشعياء من (ص 36 إلى 39). والأرجح أن إشعياء كتبها جميعها ولعله كتبها مرتين لأن كل سفر من الأسفار المقدسة كان مستقلاً عن غيره وذكر هذه الحوادث في سفر الملوك ضروري لعلاقتها مع غيرها من الحوادث التاريخية وذكرها في سفر إشعياء ضروري لعلاقتها مع النبوءات السابقة بشأن أشور. وفي سفر الملوك زيادة عن المذكور في إشعياء أي الخبز بتسليم حزقيا وتأديته المال لملك أشور (ع 14 - 16) وفي نبوءة إشعياء زيادة عن المذكور في سفر الملوك أي تسبح حزقيا بعد شفائه (إشعياء 38: 9 - 20). وفي 2أيام ص 29 و30 و31 خبر تطهير بيت الرب بأمر حزقيا وإعادة الخدمة بعدما كانت قد أُهملت من زمان طويل وجمع الأعشار والأقداس. وترتيب الحوادث في زمان ملك حزقيا كما يأتي: أولاً أرجع السنن الموسوية إلى اعتبارها السابق وأبطل عبادة الأصنام. وكان سقوط السامرة في السنة السابعة لحزقيا. ثم مرض حزقيا للموت وسمع الرب صلاته وزاد على أيامه خمس عشرة سنة وأرسل ملك بابل رسله إلى حزقيا. وبعد ذلك بنحو 13 سنة صعد سنحاريب على يهوذا وأحذ مدنها المحصنة وأخذ جزية وهدايا من حزقيا (18: 14 - 16) وظن اليهود أنهم كانوا قد خلصوا منه (إشعياء 22: 1 - 14) ولكنه عاد وأرسل جيشاً إلى أورشليم واستجاب الرب لصلاة حزقيا وأرسل ملاكه وضرب من الأشوريين مئة وخمساً وثمانين ألفاً. ومات حزقيا بعد ذلك بنحو سنتين أو ثلاث سنين.

(بما أن التفسير المستوفى هو في تفسير إشعياء لا يلزمنا تفسير ما بقي من هذا الأصحاح أي من ع 13 وما يليه إلى آخر ص 20).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 9 «1 كَانَ مَنَسَّى ٱبْنَ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْساً وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ حَفْصِيبَةُ. 2 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ رَجَاسَاتِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 3 وَعَادَ فَبَنَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي أَبَادَهَا حَزَقِيَّا أَبُوهُ، وَأَقَامَ مَذَابِحَ لِلْبَعْلِ وَعَمِلَ سَارِيَةً كَمَا عَمِلَ أَخْآبُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، وَسَجَدَ لِكُلِّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ وَعَبَدَهَا. 4 وَبَنَى مَذَابِحَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي قَالَ ٱلرَّبُّ عَنْهُ: فِي أُورُشَلِيمَ أَضَعُ ٱسْمِي. 5 وَبَنَى مَذَابِحَ لِكُلِّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ فِي دَارَيْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 6 وَعَبَّرَ ٱبْنَهُ فِي ٱلنَّارِ، وَعَافَ وَتَفَاءَلَ وَٱسْتَخْدَمَ جَانّاً وَتَوَابِعَ، وَأَكْثَرَ عَمَلَ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 7 وَوَضَعَ تِمْثَالَ ٱلسَّارِيَةِ ٱلَّتِي عَمِلَ فِي ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي قَالَ ٱلرَّبُّ عَنْهُ لِدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ٱبْنِهِ: فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ وَفِي أُورُشَلِيمَ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ أَضَعُ ٱسْمِي إِلَى ٱلأَبَدِ. 8 وَلاَ أَعُودُ أُزَحْزِحُ رِجْلَ إِسْرَائِيلَ مِنَ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُ لآبَائِهِمْ، وَذٰلِكَ إِذَا حَفِظُوا وَعَمِلُوا حَسَبَ كُلِّ مَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ وَكُلَّ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّتِي أَمَرَهُمْ بِهَا عَبْدِي مُوسَى. 9 فَلَمْ يَسْمَعُوا بَلْ أَضَلَّهُمْ مَنَسَّى لِيَعْمَلُوا مَا هُوَ أَقْبَحُ مِنَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ».

2أيام 33: 1 - 9 ص 16: 3 ص 18: 4 و1ملوك 16: 31 - 33 ص 17: 16 و23: 5 وتثنية 17: 2 - 5 ص 16: 10 - 16 و1ملوك 8: 29 ص 23: 4 و5 ص 23: 12 و1ملوك 7: 12 ص 16: 3 و17: 17 ولاويين 18: 21 لاويين 19: 26 و31 وتثنية 18: 1 - 14 ص 23: 6 وتثنية 16: 21 و1ملوك 8: 29 و9: 3 ص 18: 11 و12 و2صموئيل 7: 10

مَنَسَّى دعا يوسف اسم بكره منسى قائلاً لأن الله أنساني كل تعبي وكل بيت أبي (تكوين 41: 51) ولعل حزقيا جعل لابنه هذا الاسم لأن الله أقامه من مرضه وأعطاه نسلاً بعد خوفه من أنه يموت بلا نسل.

خَمْساً وَخَمْسِينَ سَنَةً كان ملكه أطول من غيره من جميع ملوك يهوذا وإسرائيل. غير أن طول المُلك لي برهاناً قاطعاً على صلاح الملك.

حَفْصِيبَةُ معنى الاسم مسرتي بها (إشعياء 62: 4).

وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ (ع 2) كان رؤساء يهوذا وكثيرون من الشعب يميلون إلى عبادة الأصنام والاتحاد مع الأجانب وذلك من زمان آحاز وأسلافه. وكان الإصلاح في أيام حزقيا وفرح الشعب به (2أيام 29: 36) لزمان فقط وليس من قلوبهم فاغتنم الرؤساء الفرصة حينما ملك منسى وهو ولد ابن 12 سنة وأمالوه إلى الرجوع إلى عبادة الأصنام وذلك على رغم تعليم أبيه وقدوته الصالحة. وربما كان قد مات إشعياء النبي الذي كان مشيراً لأبيه وجده.

كُلِّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ ربما كان هذا النوع من العبادة من زمان آحاز (23: 12). وأصلها من الأشوريين والكلدانيين الذين كان منجموهم يدّعون أنهم اتصلوا إلى معرفة الأشياء المستقبلة بمراقبة حركات الأجرام السماوية وإنهم يحكمون بتأثير هذه الأجرام في أمور العالم. وتدعى النجوم جند السماء من كثرتها ونظامها.

مَذَابِحَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ (ع 4) في دارَي بيت الرب (ع 5) كان لبيت الرب دار داخلية (1ملوك 6: 36) أو دار للكهنة (2أيام 4: 9) ودار أخرى (1ملوك 7: 8) التي كان فيها بيت الملك وكانت داراً كبيرة (1ملوك 7: 9 و2أيام 4: 9) تحتوي على جميع الأبنية كالهيكل وقصر الملك وغيرهما. ولم يكتف منسى بإقامة ذبائح وثنية في أماكن خارجة كما فعل سليمان (1ملوك 11: 7) بل أقامها في نفس المكان الذي كان الرب قد وضع اسمه فيه.

وَعَبَّرَ ٱبْنَهُ (ع 6) أي قدّمه محرقة لمولك كما فعل آحاز (انظر 16: 3 وتفسيره واطلب مولك في قاموس الكتاب).

وَعَافَ وَتَفَاءَلَ (انظر 17: 17 وتفسيره).

وَٱسْتَخْدَمَ جَانّاً وَتَوَابِعَ أشار إشعياء إلى ما كان في أيامه وقبل أيام منسى قائلاً (إشعياء 8: 19) «وَإِذَا قَالُوا لَكُمُ: ٱطْلُبُوا إِلَى أَصْحَابِ ٱلتَّوَابِعِ وَٱلْعَرَّافِينَ... أَلاَ يَسْأَلُ شَعْبٌ إِلٰهَهُ؟ أَيُسْأَلُ ٱلْمَوْتٰى لأَجْلِ ٱلأَحْيَاءِ». وكانت الشريعة تمنع هذا (لاويين 20: 27).

وَأَكْثَرَ عَمَلَ ٱلشَّرِّ أي سأل وفتش وطلب من ممالك بعيدة أنواعاً جديدة وغريبة من العبادة الوثنية.

تِمْثَالَ ٱلسَّارِيَةِ (ع 7) ربما كان حسب رسم كان قد أخذه من بلاد أشور. وكان التمثال عموداً مزيناً بقرون تيوس وعلى رأس العمود صورة نخلة وحوله شبكة من معدن فيها صور نخل وبراعم ورمان «وكروز» صنوبر وإشارات إلى كثرة التوليد وأعضاء التناسل فكان مما يهيج الشهوات.

إِذَا حَفِظُوا (ع 8) والغاية من ذكر هذه المواعيد الثمينة الوطيدة البيان أن الرب يفي بهذه المواعيد لشعبه بشرط الطاعة الكاملة فلما تركوه ورفضوا فرائضه وجعلوا في مقدسه صنمهم الشنيع تركهم هو وسلّمهم للسبي وسلم مدينته وبيته المقدس للدمار.

أَضَلَّهُمْ مَنَسَّى (ع 8) الهدم أهون من البنيان والسقوط أسهل من القيام وللضلال وقع في القلوب الفاسدة أكثر من الحق.

أَقْبَحُ مِنَ ٱلأُمَمِ لأنهم عرفوا الإله الحقيقي ولهم الشريعة والفرائض والأنبياء ومع ذلك سجدوا لآلهة كثيرة مختلفة. وأما الأمم فسجدوا كل أمة لإلهها.

10 - 18 «10 وَقَالَ ٱلرَّبُّ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ ٱلأَنْبِيَاءِ: 11 مِنْ أَجْلِ أَنَّ مَنَسَّى مَلِكَ يَهُوذَا قَدْ عَمِلَ هٰذِهِ ٱلأَرْجَاسَ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ ٱلأَمُورِيُّونَ ٱلَّذِينَ قَبْلَهُ، وَجَعَلَ أَيْضاً يَهُوذَا يُخْطِئُ بِأَصْنَامِهِ 12 لِذٰلِكَ هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: هَئَنَذَا جَالِبٌ شَرّاً عَلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا حَتَّى أَنَّ كُلَّ مَنْ يَسْمَعُ بِهِ تَطِنُّ أُذُنَاهُ. 13 وَأَمُدُّ عَلَى أُورُشَلِيمَ خَيْطَ ٱلسَّامِرَةِ وَمِطْمَارَ بَيْتِ أَخْآبَ، وَأَمْسَحُ أُورُشَلِيمَ كَمَا يَمْسَحُ وَاحِدٌ ٱلصَّحْنَ. يَمْسَحُهُ وَيَقْلِبُهُ عَلَى وَجْهِهِ. 14 وَأَرْفُضُ بَقِيَّةَ مِيرَاثِي، وَأَدْفَعُهُمْ إِلَى أَيْدِي أَعْدَائِهِمْ، فَيَكُونُونَ غَنِيمَةً وَنَهْباً لِجَمِيعِ أَعْدَائِهِمْ، 15 لأَنَّهُمْ عَمِلُوا ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، وَصَارُوا يُغِيظُونَنِي مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ خَرَجَ آبَاؤُهُمْ مِنْ مِصْرَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. 16 وَسَفَكَ أَيْضاً مَنَسَّى دَماً بَرِيئاً كَثِيراً جِدّاً حَتَّى مَلأَ أُورُشَلِيمَ مِنَ ٱلْجَانِبِ إِلَى ٱلْجَانِبِ، فَضْلاً عَنْ خَطِيَّتِهِ ٱلَّتِي بِهَا جَعَلَ يَهُوذَا يُخْطِئُ بِعَمَلِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. 17 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَكُلُّ مَا عَمِلَ، وَخَطِيَّتُهُ ٱلَّتِي أَخْطَأَ بِهَا مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 18 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ مَنَسَّى مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي بُسْتَانِ بَيْتِهِ فِي بُسْتَانِ عُزَّا، وَمَلَكَ آمُونُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ع 2 وص 24: 3 و4 تكوين 15: 16 و1ملوك 21: 26 ع 16 ع 21 و1صموئيل 3: 11 وإرميا 19: 3 إشعياء 24: 11 وعاموس 7: 7 و8 ص 24: 4 ع 11 و2أيام 23: 11 - 13 و2أيام 33: 20 ع 26

ٱلأَنْبِيَاءِ بموجب تقليد اليهود إشعياء هو المشار إليه في (عبرانيين 11: 37) في كلمة «نشروا» ونشره منسّى. وربما كان من هؤلاء الأنبياء حبقوق وصفنيا وناحوم.

ٱلأَمُورِيُّونَ وهم مذكورون عوضاً عن جميع الكنعانيين (1ملوك 21: 26 عاموس 2: 9 و10).

وَجَعَلَ أَيْضاً يَهُوذَا يُخْطِئُ (ع 11) كانت خطية منسى أعظم لكونه ملكاً فينظر إليه شعبه ويتمثلون به. وأما بعضهم فلم ينقادوا للملك (انظر ع 16).

تَطِنُّ أُذُنَاهُ (ع 12) (1صموئيل 3: 11 وإرميا 19: 3) إشارة إلى شر عظيم يقشعر كل من يسمع خبره (انظر 25: 3 و7 و9 - 11).

خَيْطَ ٱلسَّامِرَةِ (ع 13) الخيط والمطمار للبنيان وليس للهدم. والمؤرخ يقول تهكماً أن بنيان أورشليم يكون كبنيان السامرة وبنيان بيت الملك كبنيان بيت أخآب أي بالعكس فيكونان للدمار.

كَمَا يَمْسَحُ وَاحِدٌ ٱلصَّحْنَ أي لا يبقى في أورشليم شيء من مجدها وغناها. وفي القول احتقار لأن أورشليم مشبهة بصحن وأهلها بأقذار تُطرح منه.

بَقِيَّةَ مِيرَاثِي (ع 14) ميراث الرب شعبه ورفض قسماً منهم حينما سقطت مملكة إسرائيل وبقية ميراثه أي مملكة يهوذا بقيت نحو 140 سنة حتى سقطت أورشليم.

عَمِلُوا ٱلشَّرَّ (ع 15) ومن خطاياهم أنهم سجدوا على سطوح البيوت لكل جند السماء وسكبوا سكائب لآلهة أخرى (إرميا 19: 13) وفي شوارع أورشليم صنعوا كعكاً لملكة السماء (إرميا 7: 18) وبنوا مرتفعات توفة في وادي ابن هنوم ليحرقوا بنيهم وبناتهم بالنار (إرميا 7: 31) وكان عند بيت الرب بيوت المأبونين وكانت النساء ينسجن بيوتاً للسارية (23: 7) وكان الرؤساء أسوداً زائرة والقضاة ذئاباً مفترسة والأنبياء متفاخرين غدّارين والكهنة منجسي القدس مخالفي الشريعة (صفنيا 3: 3 و4) وكان في المدينة إثم وجور واغتصاب وظلم وخصام (حبقوق 1: 3 و4).

وَسَفَكَ أَيْضاً مَنَسَّى دَماً بَرِيئاً (ع 16) نستنتج إن الذين ثبتوا في عبادة الرب وماتوا شهداء كانوا كثيرين لأن دمهم ملأ أورشليم من الجانب إلى الجانب أي كان قتلاهم في كل شارع وفي كل بيت.

وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى (ع 17) في (2أيام 33: 11 - 19) إن ملك أشور أخذه إلى بابل ثم تاب منسى ورده الرب إلى مملكته وأزال منسى عبادة الأصنام ورمّم مذابح الرب وحصّن المدينة وأمر يهوذا أن يعبدوا الرب.

بُسْتَانِ عُزَّا (ع 18) اسم آخر لعزريا أو عزيا الملك. وبستان عزا هو بستان بيت الملك أو قسم منه. ومن ملوك يهوذا الواحد والعشرين دُفن خمسة عشر في مدينة داود ودُفن منسى وابنه آمون في بستان عزا ودُفن الأربعة الآخرون واحد في مصر واثنان في بابل وواحد وهو يهوياكيم لم يُدفن. وأما مدينة داود فكانت قسماً قديماً من أورشليم فيه حصن صهيون (2صموئيل 5: 9) والقلعة (2أيام 32: 5).

19 - 26 «19 كَانَ آمُونُ ٱبْنَ ٱثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ مَشُلَّمَةُ بِنْتُ حَارُوصَ مِنْ يَطْبَةَ. 20 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كَمَا عَمِلَ مَنَسَّى أَبُوهُ. 21 وَسَلَكَ فِي كُلِّ ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي سَلَكَ فِيهِ أَبُوهُ، وَعَبَدَ ٱلأَصْنَامَ ٱلَّتِي عَبَدَهَا أَبُوهُ وَسَجَدَ لَهَا. 22 وَتَرَكَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِ وَلَمْ يَسْلُكْ فِي طَرِيقِ ٱلرَّبِّ. 23 وَفَتَنَ عَبِيدُ آمُونَ عَلَيْهِ فَقَتَلُوا ٱلْمَلِكَ فِي بَيْتِهِ. 24 فَضَرَبَ كُلُّ شَعْبِ ٱلأَرْضِ جَمِيعَ ٱلْفَاتِنِينَ عَلَى ٱلْمَلِكِ آمُونَ، وَمَلَّكَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ يُوشِيَّا ٱبْنَهُ عِوَضاً عَنْهُ. 25 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ آمُونَ ٱلَّتِي عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 26 وَدُفِنَ فِي قَبْرِهِ فِي بُسْتَانِ عُزَّا، وَمَلَكَ يُوشِيَّا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

ع 2 - 6 و11 و16 ص 22: 17 و1أيام 28: 9 ص 12: 20 و14: 19 ص 14: 5 ع 18

يَطْبَةَ (ع 19) ربما هي يطبات المذكورة في (عدد 33: 33). وعمل آمون الشر في عيني الرب كما عمل منسى أبوه في السنين الأولى من ملكه. ومن المحتمل أن بعض الشعب لم يستحسنوا العبادة الوثنية فقتلوا آمون ليملّكوا ابنه يوشيا وهو ابن ثماني سنين فقط لكي يرجعوا إلى عبادة الرب وأحاطوه من صغره بوسائل تُميله إلى الدين الحق.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 7 «1 كَانَ يُوشِيَّا ٱبْنَ ثَمَانِ سِنِينٍ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ يَدْيَدَةُ بِنْتُ عَدَايَةَ مِنْ بُصْقَةَ. 2 وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَلَمْ يَحِدْ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً. 3 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يُوشِيَّا أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ شَافَانَ بْنَ أَصَلْيَا بْنِ مَشُلاَّمَ ٱلْكَاتِبَ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ قَائِلاً: 4 ٱصْعَدْ إِلَى حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ فَيَحْسِبَ ٱلْفِضَّةَ ٱلْمُدْخَلَةَ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ ٱلَّتِي جَمَعَهَا حَارِسُو ٱلْبَابِ مِنَ ٱلشَّعْبِ، 5 فَيَدْفَعُوهَا لِيَدِ عَامِلِي ٱلشُّغْلِ ٱلْمُوَكَّلِينَ بِبَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَيَدْفَعُوهَا إِلَى عَامِلِي ٱلشُّغْلِ ٱلَّذِي فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ لِتَرْمِيمِ ثُلَمِ ٱلْبَيْتِ: 6 لِلنَّجَّارِينَ وَٱلْبَنَّائِينَ وَٱلنَّحَّاتِينَ، وَلِشِرَاءِ أَخْشَابٍ وَحِجَارَةٍ مَنْحُوتَةٍ لأَجْلِ تَرْمِيمِ ٱلْبَيْتِ. 7 إِلاَّ أَنَّهُمْ لَمْ يُحَاسَبُوا بِٱلْفِضَّةِ ٱلْمَدْفُوعَةِ لأَيْدِيهِمْ لأَنَّهُمْ إِنَّمَا عَمِلُوا بِأَمَانَةٍ».

2أيام 34: 1 الخ يشوع 15: 39 تثنية 5: 32 ويشوع 1: 7 ص 12: 4 و9 و10 ص 12: 11 - 14 ص 12: 15

يَدْيَدَةُ محبوبة، وبُصقة من مدن يهوذا بقرب لخيش إلى الجنوب الغربي من أورشليم.

وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ دَاوُدَ أَبِيهِ (ع 2) ولم يُقل ذلك في غيره إلا في حزقيا (18: 3) فكان داود وحزقيا ويوشيا الملوك الثلاثة الأفاضل.

ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ (ع 3) في 2أيام 34: 3 - 7 إنه في السنة الثامنة من ملكه ابتدأ يطلب إله داود أبيه وفي السنة الثامنة عشرة ابتدأ يطهّر يهوذا وأورشليم من المرتفعات والسواري والتماثيل وفي مدن منسى وأفرايم وشمعون حتى نفتالي أيضاً هدم المذابح والسواري وقطع التماثيل. وفي ذلك الوقت ابتدأ إرميا يتنبأ (إرميا 1: 2) وكان بلا شك مساعداً ومنشطاً للملك في عمله المذكور.

شَافَانَ ومعه معسيا رئيس المدينة ويوآخ المسجل (2أيام 34: 8) وشافان مذكور في سفر إرميا وكان أبا أخيقام الذي خلّص إرميا من الذين طلبوا قتله (إرميا 26: 24) وكان شافان أبا جمريا الذي في مخدعه قرأ باروخ سفر كلام إرميا (إرميا 36: 10) وكان جدليا بن أخيقام بن شافان الموكل على الشعب الذين أبقاهم نبوخذ ناصر.

فَيَحْسِبَ ٱلْفِضَّةَ (ع 4) (انظر 12: 4 وتفسيره) نستنتج أن الملك كان قد أمر الكهنة أن يحسبوا الفضة استعداداً لترميم الهيكل كما فعل الملك يوآش (12: 4 - 14) وكان قد أُهمل الهيكل وكل ما يختص بعبادة الرب في زمان آمون ومنسى. وكان حساب الفضة لكي تُدفع للعمال فيبتدئون في العمل.

لِلنَّجَّارِينَ وَٱلْبَنَّائِينَ الخ (ع 6) كثرة العملة وأنواعهم دليل على عظمة الخراب الذي أحوج إلى هذا الترميم.

لَمْ يُحَاسَبُوا (ع 7) كانوا كلهم لاويين (2أيام 34: 12) (انظر 12: 15 وتفسيره).

8 - 13 «8 فَقَالَ حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنُ ٱلْعَظِيمُ لِشَافَانَ ٱلْكَاتِبِ: قَدْ وَجَدْتُ سِفْرَ ٱلشَّرِيعَةِ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. وَسَلَّمَ حِلْقِيَّا ٱلسِّفْرَ لِشَافَانَ فَقَرَأَهُ. 9 وَجَاءَ شَافَانُ ٱلْكَاتِبُ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَقَالَ: قَدْ أَفْرَغَ عَبِيدُكَ ٱلْفِضَّةَ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي ٱلْبَيْتِ وَدَفَعُوهَا إِلَى يَدِ عَامِلِي ٱلشُّغْلِ وُكَلاَءِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 10 وَأَخْبَرَ شَافَانُ ٱلْكَاتِبُ ٱلْمَلِكَ: قَدْ أَعْطَانِي حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنُ سِفْراً. وَقَرَأَهُ شَافَانُ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ. 11 فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ كَلاَمَ سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ. 12 وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنَ وَأَخِيقَامَ بْنَ شَافَانَ وَعَكْبُورَ بْنَ مِيخَا وَشَافَانَ ٱلْكَاتِبَ وَعَسَايَا عَبْدَ ٱلْمَلِكِ: 13 ٱذْهَبُوا ٱسْأَلُوا ٱلرَّبَّ لأَجْلِي وَلأَجْلِ ٱلشَّعْبِ وَلأَجْلِ كُلِّ يَهُوذَا مِنْ جِهَةِ كَلاَمِ هٰذَا ٱلسِّفْرِ ٱلَّذِي وُجِدَ. لأَنَّهُ عَظِيمٌ هُوَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي ٱشْتَعَلَ عَلَيْنَا مِنْ أَجْلِ أَنَّ آبَاءَنَا لَمْ يَسْمَعُوا لِكَلاَمِ هٰذَا ٱلسِّفْرِ لِيَعْمَلُوا حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيْنَا».

تثنية 31: 24 - 26 و2أيام 34: 14 و15 تكوين 37: 34 ويشوع 7: 6 ص 25: 22 وإرميا 26: 24 و2أيام 34: 20 تثنية 29: 23 - 28 و31: 17 و18

وَجَدْتُ سِفْرَ ٱلشَّرِيعَةِ أي أسفار موسى الخمسة أو سفر التثنية كما يظن بعضهم. وكانت نسخ الشريعة قليلة جداً وفي زمان الملوك الأشرار لم يسأل أحد عنها وكان الكهنة واللاويون يخدمون خدمتهم الدينية بلا كتاب.

قَدْ أَفْرَغَ عَبِيدُكَ ٱلْفِضَّةَ (ع 9) أي أفرغوا الصندوق (12: 9) الذي كانت الفضة فيه وأكملوا الحساب.

أَعْطَانِي حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنُ سِفْراً (ع 10) لم يقل سفر الشريعة وربما لم يعرف كما عرف الكاهن أنه سفر الشريعة.

وَقَرَأَهُ ربما لم يقرإ السفر كله بل أقوالاً مختارة منه.

مَزَّقَ ثِيَابَهُ (ع 11) علامة الحزن وكان حزنه دليلاً على تصديقه كلام التهديد المخيف (تثنية 28: 16 - 68 ولاويين 26: 14 - 39) والشعور بخطاياه وخطايا الشعب بإهمالهم أقوال الشريعة.

ٱذْهَبُوا ٱسْأَلُوا (ع13) يسألون من الرب عن فم نبي ويسألون عن العمل المطلوب من الملك ومن شعبه ليخلصوا من غضب الرب الآتي.

لَمْ يَسْمَعُوا لِكَلاَمِ هٰذَا ٱلسِّفْرِ نستنتج من قوله إن سفر الشريعة كان موجوداً في زمان آبائهم وفُقد في زمان حديث.

14 - 20 «14 فَذَهَبَ حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنُ وَأَخِيقَامُ وَعَكْبُورُ وَشَافَانُ وَعَسَايَا إِلَى خَلْدَةَ ٱلنَّبِيَّةِ، ٱمْرَأَةِ شَلُّومَ بْنِ تِقْوَةَ بْنِ حَرْحَسَ حَارِسِ ٱلثِّيَابِ. وَهِيَ سَاكِنَةٌ فِي أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْقِسْمِ ٱلثَّانِي وَكَلَّمُوهَا. 15 فَقَالَتْ لَهُمْ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ. قُولُوا لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَكُمْ إِلَيَّ: 16 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَئَنَذَا جَالِبٌ شَرّاً عَلَى هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ، كُلَّ كَلاَمِ ٱلسِّفْرِ ٱلَّذِي قَرَأَهُ مَلِكُ يَهُوذَا، 17 مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَأَوْقَدُوا لآلِهَةٍ أُخْرَى لِيُغِيظُونِي بِكُلِّ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ، فَيَشْتَعِلُ غَضَبِي عَلَى هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ وَلاَ يَنْطَفِئُ. 18 وَأَمَّا مَلِكُ يَهُوذَا ٱلَّذِي أَرْسَلَكُمْ لِتَسْأَلُوا ٱلرَّبَّ فَهٰكَذَا تَقُولُونَ لَهُ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ مِنْ جِهَةِ ٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي سَمِعْتَ: 19 مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ رَقَّ قَلْبُكَ وَتَوَاضَعْتَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ حِينَ سَمِعْتَ مَا تَكَلَّمْتُ بِهِ عَلَى هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ أَنَّهُمْ يَصِيرُونَ دَهَشاً وَلَعْنَةً، وَمَزَّقْتَ ثِيَابَكَ وَبَكَيْتَ أَمَامِي. قَدْ سَمِعْتُ أَنَا أَيْضاً يَقُولُ ٱلرَّبُّ. 20 لِذٰلِكَ هَئَنَذَا أَضُمُّكَ إِلَى آبَائِكَ فَتُضَمُّ إِلَى قَبْرِكَ بِسَلاَمٍ، وَلاَ تَرَى عَيْنَاكَ كُلَّ ٱلشَّرِّ ٱلَّذِي أَنَا جَالِبُهُ عَلَى هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ. فَرَدُّوا عَلَى ٱلْمَلِكِ جَوَاباً».

2أيام 34: 22 صفنيا 1: 10 ص 21: 22 وتثنية 29: 25 و26 و1صموئيل 24: 5 ومزمور 51: 17 خروج 1: 3 و1ملوك 21: 29 لاويين 26: 31 إرميا 26: 6 ع 11 ص 23: 30

خَلْدَةَ ٱلنَّبِيَّةِ (ع 14) ومن النبيّات مريم (خروج 15: 20) ودبورة (قضاة 4: 4) وحنّة (لوقا 2: 36) كان الرب يكرّم النساء ويكلّم شعبه بواسطتهنّ.

حَارِسِ ٱلثِّيَابِ إما ثياب الكهنة التي كانوا يلبسونها عند الخدمة في بيت الرب أو ثياب محفوظة تحت أمر الملك كالتي أرسلها ملك آرام مع نعمان (5: 5).

أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْقِسْمِ ٱلثَّانِي أي القسم الجديد من المدينة خارجاً عن مدينة داود القديمة (2أيام 33: 14 صفنيا 1: 10) أو قسم من القسمَين اللذين كان وادي الجبانيين بينهما.

قُولُوا لِلرَّجُلِ (ع 15) وفي ع 18 ملك يهوذا.

تُضَمُّ إِلَى قَبْرِكَ بِسَلاَمٍ (ع 20) مات يوشيا بعدما ملك 31 سنة ودُفن في قبور آبائه وناح عليه كل يهوذا وأورشليم ورثاه إرميا وندبه جميع المغنين والمغنيات في مراثيهم وجعلوها فريضة على إسرائيل فترك ذكراً طيباً وانضم إلى قبره بسلام وإن كان قد قتل في الحرب.

فوائد

  1. إن الإنسان يعمل الأحوال ولا تعمل الأحوال الإنسان. فإنه كان ليوشيا أب شرير وجدٌّ شرير وكان سفر الشريعة مفقوداً وكان أكثر الشعب والرؤساء يميلون إلى عبادة الأصنام والاتحاد مع الأجانب. وعلى رغم هذه الأحوال غير الموافقة طلب يوشيا الرب وثبت في خدمته كل حياته وأباد عبادة الأصنام وأقام عبادة الرب وأمال شعبه إلى نفسه فأحبوه وأكرموه.

  2. إن الكتاب المقدس هو الواسطة العظمى لتبكيت الناس على خطاياهم وإرجاعهم إلى الله وإرشادهم وحفظهم في الطريق المستقيم.

  3. إن الكتاب المقدس هو كتاب مفقود عند كثيرين في أيامنا لأن بعضهم لا يعرفونه مطلقاً والبعض لا يعرفون إلا اسمه فقط والبعض لا يعتبرونه ولا يفهمونه ولا يستفيدون منه وهو عندهم ككنز مخفيّ.

  4. إنه على كل من وجد الكتاب وعرفه حق المعرفة أن يخبر غيره به ويقرأه عليهم.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 3 «1 وَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ، فَجَمَعُوا إِلَيْهِ كُلَّ شُيُوخِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 2 وَصَعِدَ ٱلْمَلِكُ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَجَمِيعُ رِجَالِ يَهُوذَا وَكُلُّ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ مَعَهُ، وَٱلْكَهَنَةُ وَٱلأَنْبِيَاءُ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ مِنَ ٱلصَّغِيرِ إِلَى ٱلْكَبِيرِ، وَقَرَأَ فِي آذَانِهِمْ كُلَّ كَلاَمِ سِفْرِ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلَّذِي وُجِدَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 3 وَوَقَفَ ٱلْمَلِكُ عَلَى ٱلْمِنْبَرِ وَقَطَعَ عَهْداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلذَّهَابِ وَرَاءَ ٱلرَّبِّ وَلِحِفْظِ وَصَايَاهُ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ بِكُلِّ ٱلْقَلْبِ وَكُلِّ ٱلنَّفْسِ، لإِقَامَةِ كَلاَمِ هٰذَا ٱلْعَهْدِ ٱلْمَكْتُوبِ فِي هٰذَا ٱلسِّفْرِ. وَوَقَفَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ عِنْدَ ٱلْعَهْدِ».

2أيام 34: 29 - 32 تثنية 31: 10 - 13 ص 22: 8 ص 11: 14 و17 تثنية 13: 4

لم يظهر هنا أن الرب تكلم أو وعد شعبه بشيء جديد بل كان الكلام كله من الشعب وكان عهدهم أنهم يرجعون إلى الله ويحفظون شريعته التي كانوا أهملوها فلم يكن العهد مع الرب بل أمام الرب (ع 3).

والقول «جميع رجال يهوذا وكل سكان أورشليم» لا يستلزم أن كل شخص حضر الاجتماع بل نواب الشعب على اختلاف رتبهم. والأنبياء هم جميع الذين يتكلمون عن الرب فكانوا معلمي الدين ومصلحي حياة الشعب الروحية. والقول «قرأ كل كلام سفر الشريعة» لا يعني أنه قرأ أسفار موسى من أول التكوين إلى آخر التثنية لأن ذلك لا يتم في أقل من عشر ساعات بل إنه قرأ الوصايا وكل ما يختص بواجبات الشعب للرب وربما سفر التثنية هو المشار إليه. وقطعوا العهد بكل القلب وكل النفس (ع 3) وربما شعروا بأن العهود بالكلام فقط لا تثبت ولا ترضي الرب. ووقوف الشعب علامة قبولهم كل ما قرأه الملك في آذانهم. وأمر موسى باجتماع الشعب ليسمعوا قراءة الشريعة كل سبع سنين (تثنية 31: 10 - 13).

4 - 9 «4 وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنَ ٱلْعَظِيمَ وَكَهَنَةَ ٱلْفِرْقَةِ ٱلثَّانِيَةِ وَحُرَّاسَ ٱلْبَابِ أَنْ يُخْرِجُوا مِنْ هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ جَمِيعَ ٱلآنِيَةِ ٱلْمَصْنُوعَةِ لِلْبَعْلِ وَلِلسَّارِيَةِ وَلِكُلِّ أَجْنَادِ ٱلسَّمَاءِ، وَأَحْرَقَهَا خَارِجَ أُورُشَلِيمَ فِي حُقُولِ قَدْرُونَ، وَحَمَلَ رَمَادَهَا إِلَى بَيْتِ إِيلَ. 5 وَلاَشَى كَهَنَةَ ٱلأَصْنَامِ ٱلَّذِينَ جَعَلَهُمْ مُلُوكُ يَهُوذَا لِيُوقِدُوا عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ فِي مُدُنِ يَهُوذَا وَمَا يُحِيطُ بِأُورُشَلِيمَ، وَٱلَّذِينَ يُوقِدُونَ لِلْبَعْلِ: لِلشَّمْسِ وَٱلْقَمَرِ وَٱلْمَنَازِلِ، وَلِكُلِّ أَجْنَادِ ٱلسَّمَاءِ. 6 وَأَخْرَجَ ٱلسَّارِيَةَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ خَارِجَ أُورُشَلِيمَ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ وَأَحْرَقَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ، وَدَقَّهَا إِلَى أَنْ صَارَتْ غُبَاراً، وَذَرَّى ٱلْغُبَارَ عَلَى قُبُورِ عَامَّةِ ٱلشَّعْبِ. 7 وَهَدَمَ بُيُوتَ ٱلْمَأْبُونِينَ ٱلَّتِي عِنْدَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ حَيْثُ كَانَتِ ٱلنِّسَاءُ يَنْسِجْنَ بُيُوتاً لِلسَّارِيَةِ. 8 وَجَاءَ بِجَمِيعِ ٱلْكَهَنَةِ مِنْ مُدُنِ يَهُوذَا، وَنَجَّسَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ حَيْثُ كَانَ ٱلْكَهَنَةُ يُوقِدُونَ مِنْ جَبْعَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ، وَهَدَمَ مُرْتَفَعَاتِ ٱلأَبْوَابِ ٱلَّتِي عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ يَشُوعَ رَئِيسِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي عَنِ ٱلْيَسَارِ فِي بَابِ ٱلْمَدِينَةِ. 9 إِلاَّ أَنَّ كَهَنَةَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ يَصْعَدُوا إِلَى مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ بَلْ أَكَلُوا فَطِيراً بَيْنَ إِخْوَتِهِمْ».

ص 25: 18 وإرميا 52: 24 ص 21: 3 و7 ع 15 و2أيام 34: 4 و1ملوك 14: 24 و15: 12 خروج 35: 25 و26 وحزقيال 16: 16 يشوع 21: 17 و1ملوك 15: 22 حزقيال 44: 10 - 14

كَهَنَةَ ٱلْفِرْقَةِ ٱلثَّانِيَةِ في 25: 18 ذكر رئيس الكهنة أو الكاهن الثاني أي الرئيس الثاني أو نائب الرئيس لذلك يظن بعضهم أنه كان نواب لرئيس الكهنة وليس نائب فقط وإنهم كهنة الفرقة الثانية المشار إليهم هنا. ويقول غيرهم إن رئيس الكهنة هو الفرقة الأولى وجميع الكهنة دونه هم الفرقة الثانية.

ٱلآنِيَةِ جميع ما يختص بعبادة الأصنام كالمذابح وحلل الكهنة والتماثيل والأوعية والأدوات. والبعل هو الشمس والسارية هي القمر. وأحرقها خارج أورشليم لئلا تتدنّس المدينة برمادها. وحقول قدرون هي وادي قدرون إلى جهة الشرق من أورشليم والفاصل بينها وبين جبل الزيتون. وكان في هذا المكان مقبرة لعامة الشعب وكان في هذه الناحية وادي ابن هنوم. وتُوفة كان فيها أماكن للتنزُّه ولعبادة الأصنام وتقديم ذبائح لمولك وإجازة الأطفال في النار فنجسها يوشيا بطرحه فيها رماد آنية العبادة الصنمية ومن زمان يوشيا فصاعداً صارت متغوطاً تنصب إليه بواليع البلد ومرمى كناستها وأخذت اسم جهنم وصارت كناية عن موضع العقاب (متّى 5: 22 و25: 46).

إِلَى بَيْتِ إِيلَ أي إلى مكان خارج أرض يهوذا وكانت بيت إيل مقرّ عبادة العجلين التي أقامها يربعام بن نباط.

لاَشَى (ع 5) لا نفهم أنه قتلهم بل أنه طردهم من ممارسة خدمتهم الوثنية. وبالعبرانية كلمة لكهنة الأصنام وكلمة أخرى لكهنة الرب والكلمة المستعملة هنا هي المستعملة لكهنة الأصنام.

وَٱلْمَنَازِلِ بنات نعش وهي سبعة كواكب أربعة منها نعش وثلاثة هي بنات أو الاثنا عشر كوكباً من منطقة البروج (أيوب 38: 32). وسموها منازل لأنهم زعموا أن الآلهة نزلوا أو سكنوا فيها.

وَأَخْرَجَ ٱلسَّارِيَةَ (ع 6) أي تمثال عشتورث. (انظر 21: 7 وتفسيره). أقامها منسى وأزالها (2أيام 33: 15) ورجعها آمون وجمع عشتورث عشتاروث.

وَأَحْرَقَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ كما فعل آسا بالتمثال الذي عملته أمه معكة (1ملوك 15: 13).

بُيُوتَ ٱلْمَأْبُونِينَ (ع 7) (انظر 1ملوك 14: 24). وكانت تلك الأعمال القبيحة محسوبة خدمة للآلهة فكانت بيوتهم عند بيت الرب لأنه كان في الزمان المشار إليه معبداً للأصنام.

بُيُوتاً لِلسَّارِيَةِ بيوت شعر أو خيم تجري فيها الأعمال القبيحة المذكورة. أو أغطية لتمثال السارية وهي عشتورث.

وَجَاءَ بِجَمِيعِ ٱلْكَهَنَةِ (ع 8) إلى أورشليم وهي المكان المخصص لعبادة الرب فلا يوقدون بعد في المرتفعات.

مِنْ جَبْعَ إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب من أرض يهوذا وكانت جبع على حدود بنيامين.

مُرْتَفَعَاتِ ٱلأَبْوَابِ كانوا يوقدون على سطوح البيوت (إرميا 19: 31) وكان عند أبواب المدينة أبراج وربما أن سطوحها هي المرتفعات المشار إليها كالمكان الذي فيه أصعد ميشع ابنه محرقة (3: 27). ويقول بعضهم أن هذه المرتفعات هي معابد وثنية كانوا قد بنوها عند أبواب المدينة لكونها أماكن اجتماعات.

إِلاَّ أَنَّ الكَهَنَةَ (ع 9) لم يمارسوا خدمة الكهنوت لأنهم كانوا سابقاً كهنة المرتفعات ولكنهم أكلوا من التقدمات لكونهم من بني هارون فكانوا كالكهنة الذين فيهم عيوب (لاويين 21: 21 - 23) وكان خبز التقدمة فطيراً (لاويين 6: 16 - 18).

10 - 14 «10 وَنَجَّسَ تُوفَةَ ٱلَّتِي فِي وَادِي بَنِي هِنُّومَ لِكَيْ لاَ يُعَبِّرَ أَحَدٌ ٱبْنَهُ أَوِ ٱبْنَتَهُ فِي ٱلنَّارِ لِمُولَكَ. 11 وَأَبَادَ ٱلْخَيْلَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا مُلُوكُ يَهُوذَا لِلشَّمْسِ عِنْدَ مَدْخَلِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ عِنْدَ مِخْدَعِ نَثْنَمْلَكَ ٱلْخَصِيِّ ٱلَّذِي فِي ٱلأَرْوِقَةِ، وَمَرْكَبَاتِ ٱلشَّمْسِ أَحْرَقَهَا بِٱلنَّارِ. 12 وَٱلْمَذَابِحُ ٱلَّتِي عَلَى سَطْحِ عُلِّيَّةِ آحَازَ ٱلَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ يَهُوذَا، وَٱلْمَذَابِحُ ٱلَّتِي عَمِلَهَا مَنَسَّى فِي دَارَيْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، هَدَمَهَا ٱلْمَلِكُ. وَرَكَضَ مِنْ هُنَاكَ وَذَرَّى غُبَارَهَا فِي وَادِي قَدْرُونَ. 13 وَٱلْمُرْتَفَعَاتُ ٱلَّتِي قُبَالَةَ أُورُشَلِيمَ ٱلَّتِي عَنْ يَمِينِ جَبَلِ ٱلْهَلاَكِ ٱلَّتِي بَنَاهَا سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِعَشْتُورَثَ رَجَاسَةِ ٱلصَّيْدُونِيِّينَ، وَلِكَمُوشَ رَجَاسَةِ ٱلْمُوآبِيِّينَ، وَلِمَلْكُومَ كَرَاهَةِ بَنِي عَمُّونَ، نَجَّسَهَا ٱلْمَلِكُ. 14 وَكَسَّرَ ٱلتَّمَاثِيلَ وَقَطَّعَ ٱلسَّوَارِيَ وَمَلأَ مَكَانَهَا مِنْ عِظَامِ ٱلنَّاسِ».

إشعياء 30: 33 وإرميا 7: 31 و32 لاويين 18: 21 و1ملوك 11: 7 إرميا 19: 13 وصفنيا 1: 5 ص 21: 5 عدد 21: 29 تثنية 7: 5 و25 ع 16

وَنَجَّسَ تُوفَةَ (انظر ع 4 وتفسيره). ومعنى توفة موقدة أو مكان الإحراق لأن فيها كانوا يحرقون الذبائح ويُجيزون أولادهم في النار وهي الجزء الجنوبي الشرقي من وادي هنوم وهو واد إلى جنوبي أورشليم وغربيها وينحدر من باب الخليل إلى بئر أيوب ويُسمى أيضاً وادي ابن هنوم أو بني هنوم وهم قبيلة من الكنعانيين (إشعياء 30: 33). وكان لمولك إله بني عمون تمثال مجوّف من نحاس كانوا يوقدون في جوفه ناراً حامية ثم يجيزون أولادهم بين يديه.

وَأَبَادَ ٱلْخَيْلَ (ع 11) اليونانيون والرومانيون وغيرهم من القدماء شبّهوا الشمس براكب في مركبة يسير من المشرق إلى المغرب وكان في احتفالاتهم الدينية مركبات للشمس. فأحرق يوشيا مركبات الشمس وأباد الخيل أي امتنع من إعطائها لمركبات الشمس كأسلافه من ملوك يهوذا. وربما أن نثنملك الخصي كان الموكل على الخيل وكان مكان الخيل عند مخدعه عند مدخل بيت الرب. وكان للهيكل أروقة ومخادع كثيرة للكهنة وغيرهم من المستخدمين.

سَطْحِ عُلِّيَّةِ آحَازَ (ع 12) نستنتج من هذا القول أن آحاز كان قد بنى علّية على أحد أبنية الهيكل ومن سطحها كانوا يرصدون الأجرام السماوية ويعبدونها (إرميا 19: 13) وكان ملوك يهوذا عملوا مذابح على هذا السطح.

ٱلَّتِي عَمِلَهَا مَنَسَّى (21: 4 و5).

وَرَكَضَ مِنْ هُنَاكَ دليل على رغبته في إتمام العمل وكان دار بيت الرب مشرفاً على وادي قدرون (انظر ع 4).

جَبَلِ ٱلْهَلاَكِ (ع 13) قبالة أورشليم أي إلى جهة الشرق وعن اليمين إلى جهة الجنوب فهو القسم الجنوبي من جبل الزيتون ودُعي جبل الهلاك لكونه مكان معابد الأصنام التي بناها سليمان في شيخوخته لأجل نسائه الغريبات (1ملوك 11: 7).

مِنْ عِظَامِ ٱلنَّاسِ (ع 14) وهي نجسة بذاتها ونجسة لأنها علامة الموت والفساد. وأما الآلهة المذكورة فزعم عبدتها أنها مصدر الحياة والخصب وكثرة التوليد (21: 7 وتفسيره).

15 - 20 «15 وَكَذٰلِكَ ٱلْمَذْبَحُ ٱلَّذِي فِي بَيْتِ إِيلَ فِي ٱلْمُرْتَفَعَةِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ ٱلَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، فَذَانِكَ ٱلْمَذْبَحُ وَٱلْمُرْتَفَعَةُ هَدَمَهُمَا وَأَحْرَقَ ٱلْمُرْتَفَعَةَ وَسَحَقَهَا حَتَّى صَارَتْ غُبَاراً، وَأَحْرَقَ ٱلسَّارِيَةَ. 16 وَٱلْتَفَتَ يُوشِيَّا فَرَأَى ٱلْقُبُورَ ٱلَّتِي هُنَاكَ فِي ٱلْجَبَلِ، فَأَرْسَلَ وَأَخَذَ ٱلْعِظَامَ مِنَ ٱلْقُبُورِ وَأَحْرَقَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ وَنَجَّسَهُ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي نَادَى بِهِ رَجُلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي نَادَى بِهٰذَا ٱلْكَلاَمِ. 17 وَقَالَ: مَا هٰذِهِ ٱلصُّوَّةُ ٱلَّتِي أَرَى؟ فَقَالَ لَهُ رِجَالُ ٱلْمَدِينَةِ: هِيَ قَبْرُ رَجُلِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا وَنَادَى بِهٰذِهِ ٱلأُمُورِ ٱلَّتِي عَمِلْتَ عَلَى مَذْبَحِ بَيْتِ إِيلَ. 18 فَقَالَ: دَعُوهُ. لاَ يُحَرِّكَنَّ أَحَدٌ عِظَامَهُ. فَتَرَكُوا عِظَامَهُ وَعِظَامَ ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي جَاءَ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ. 19 وَكَذَا جَمِيعُ بُيُوتِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي فِي مُدُنِ ٱلسَّامِرَةِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا مُلُوكُ إِسْرَائِيلَ لِلإِغَاظَةِ أَزَالَهَا يُوشِيَّا، وَعَمِلَ بِهَا حَسَبَ جَمِيعِ ٱلأَعْمَالِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا فِي بَيْتِ إِيلَ. 20 وَذَبَحَ جَمِيعَ كَهَنَةِ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي هُنَاكَ عَلَى ٱلْمَذَابِحِ، وَأَحْرَقَ عِظَامَ ٱلنَّاسِ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ».

1ملوك 13: 1 و1ملوك 12: 28 - 33 ع 6 و1ملوك 13: 2 و1ملوك 13: 1 و30 و31 و1ملوك 13: 11 و31 و2أيام 34: 6 و7 ص 10: 25 و11: 18

ٱلَّذِي فِي بَيْتِ إِيلَ (ع 15) كانت بيت إيل محل عبادة العجلين (1ملوك 12: 32) ونستنتج أن تسلط أشور على أرض إسرائيل (17: 24) في ذلك الزمان كان ضعيفاً لأن ملك يهوذا جاء وهدم وذبح أناساً وأصلح بلا مانع من الحكومة. وهذا يطابق المذكور في تواريخ الممالك في زمانه لأن مملكة أشور كانت أوشكت أن تسقط. وكان قد أتى من الشمال جماعة من السكيثيين ودخلوا آسيا الصغرى وقام البابليون والماديون على أشور فالتهى الملك بهذه الحروب وغضّ النظر عما عمله يوشيا. وربما تسلّط يوشيا تسلطاً وقتياً على أرض إسرائيل.

وَأَحْرَقَ ٱلْمُرْتَفَعَةَ الإشارة هنا إلى معبد قد عمل في المرتفعة فهدم يوشيا المذبح والمعبد وأحرق ما كان من الخشب وسحق الحجارة.

وَأَحْرَقَهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ (ع 16) ربما أحرق العظام على المذبح قبلما هدمه أو أحرقها في موضع المذبح ونجّس حتى الموضع (انظر ع 14).

رَجُلُ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي نَادَى (انظر 1ملوك 13: 2) وكان رجل الله قد تنبأ بهذه الحادثة قبلما حدثت بثلاث مئة سنة وسمّى يوشيا باسمه ولم يعرف يوشيا تلك النبوءة إلا بعد ما تمّمها.

ٱلنَّبِيِّ ٱلَّذِي جَاءَ مِنَ ٱلسَّامِرَةِ (ع 18) كان النبي من بيت إيل وهي إحدى مدن السامرة (1ملوك 13: 11).

وَذَبَحَ جَمِيعَ الكَهَنَةِ (ع 20) لا نقول إن هذا العمل هو قساوة لأن الله كان قد احتمل المخطئين بهذه الخطيئة مدة ثلاث مئة سنة وأرسل لهم أنبياءه وحذرهم فلم ينتبهوا. وهكذا عمل إيليا في مذبح كهنة البعل (1ملوك 18: 40).

21 - 23 «21 وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ: ٱعْمَلُوا فِصْحاً لِلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ ٱلْعَهْدِ هٰذَا. 22 إِنَّهُ لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُ هٰذَا ٱلْفِصْحِ مُنْذُ أَيَّامِ ٱلْقُضَاةِ ٱلَّذِينَ حَكَمُوا عَلَى إِسْرَائِيلَ، وَلاَ فِي كُلِّ أَيَّامِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَمُلُوكِ يَهُوذَا. 23 وَلٰكِنْ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يُوشِيَّا عُمِلَ هٰذَا ٱلْفِصْحُ لِلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ».

2أيام 35: 1 - 17 عدد 9: 2 - 4 وتثنية 16: 2 - 8 و2أيام 35: 18 و19

ٱعْمَلُوا فِصْحاً لِلرَّبِّ وأعياد الفصح المذكورة هي: الأول عند الخروج من مصر (خروج ص 12) والثانية في برية سيناء في السنة الثانية من الخروج (عدد 9: 5) والثالث عند دخولهم أرض كنعان (يشوع 5: 10) والرابع في أيام حزقيا (2أيام 30: 1) وربما كان أعياد غير المذكورة. وذُكر هذا العيد بالتفصيل في (2أيام 35: 1 - 19). ومما ميّز فصح يوشيا عما سبقه كثرة الذبائح وحفظه حسب الشريعة وفي الوقت المعيّن أي في الرابع عشر من الشهر الأول.

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ (ع 23) وفي هذه السنة كان ترميم بيت الرب والاجتماع العظيم في أورشليم لأجل قراءة سفر الشريعة وتجديد العهد وهدم يوشيا المذابح الوثنية في أورشليم ويهوذا وبيت إيل ومدن السامرة وكانت هذه الحوادث قبل ممارسة الفصح. فالأرجح أن السنة المذكورة لم تُحسب من أول شهر نيسان لأن الفصح كان في اليوم الرابع عشر منه ولم تكف مدة 14 يوماً لإتمام الأعمال المذكورة بل حُسبت من أول تشرين الأول (خروج 23: 16 ولاويين 25: 8 - 13).

24، 25 «24 وَكَذٰلِكَ ٱلسَّحَرَةُ وَٱلْعَرَّافُونَ وَٱلتَّرَافِيمُ وَٱلأَصْنَامُ وَجَمِيعُ ٱلرَّجَاسَاتِ ٱلَّتِي رُئِيَتْ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ أَبَادَهَا يُوشِيَّا لِيُقِيمَ كَلاَمَ ٱلشَّرِيعَةِ ٱلْمَكْتُوبَ فِي ٱلسِّفْرِ ٱلَّذِي وَجَدَهُ حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 25 وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ مَلِكٌ مِثْلُهُ قَدْ رَجَعَ إِلَى ٱلرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ وَكُلِّ قُوَّتِهِ حَسَبَ كُلِّ شَرِيعَةِ مُوسَى، وَبَعْدَهُ لَمْ يَقُمْ مِثْلُهُ».

ص 21: 6 ولاويين 19: 31 تكوين 31: 19 ص 21: 11 و21 تثنية 18: 10 - 12 ص 22: 8 ص 18: 5

ٱلسَّحَرَةُ وَٱلْعَرَّافُونَ وَٱلتَّرَافِيمُ (17: 17) (واطلب سحرة وترافيم في قاموس الكتاب). وترافيم كلمة عبرانية ومعناها آلهة بيتية.

لِيُقِيمَ كَلاَمَ ٱلشَّرِيعَةِ (لاويين 20: 6 وتثنية 18: 9 - 12) أباد عبادة الأصنام في المعابد وفي البيوت أيضاً.

وَلَمْ يَكُنْ قَبْلَهُ (انظر 18: 5) حيث قيل نفس القول في حزقيا وربما قصد الكاتب أنه لم يكن مثل حزقيا في اتكاله على الرب ولم يكن مثل يوشيا في حفظه الشريعة.

26، 27 «26 وَلٰكِنَّ ٱلرَّبَّ لَمْ يَرْجِعْ عَنْ حُمُوِّ غَضَبِهِ ٱلْعَظِيمِ، لأَنَّ غَضَبَهُ حَمِيَ عَلَى يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ ٱلإِغَاظَاتِ ٱلَّتِي أَغَاظَهُ إِيَّاهَا مَنَسَّى. 27 فَقَالَ ٱلرَّبُّ: إِنِّي أَنْزِعُ يَهُوذَا أَيْضاً مِنْ أَمَامِي كَمَا نَزَعْتُ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْفُضُ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةَ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتُهَا أُورُشَلِيمَ وَٱلْبَيْتَ ٱلَّذِي قُلْتُ يَكُونُ ٱسْمِي فِيهِ».

ص 21: 11 - 13 وإرميا 15: 4 ص 18: 11 ص 21: 13 و14

حمي غضب الرب على يهوذا من أجل خطايا منسّى. (انظر الوصية الثانية خروج 20: 5) «افتقد ذنوب الآباء في الأبناء». وانظر أيضاً قول الرب في (حزقيال 18: 20) «اَلنَّفْسُ ٱلَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ ٱلأَبِ الخ». إن خطايا منسّى أثرت في الجيل التابع والجيل التابع أخطأوا أيضاً خطايا استوجبت كل ما أصابهم (إرميا 5: 1 و2 و23 و6: 13).

28 - 30 «28 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 29 فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ فِرْعَوْنُ نَخُو مَلِكُ مِصْرَ عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ إِلَى نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ. فَصَعِدَ ٱلْمَلِكُ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ، فَقَتَلَهُ فِي مَجِدُّو حِينَ رَآهُ. 30 وَأَرْكَبَهُ عَبِيدُهُ مَيِّتاً مِنْ مَجِدُّو وَجَاءُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَدَفَنُوهُ فِي قَبْرِهِ. فَأَخَذَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَسَحُوهُ وَمَلَّكُوهُ عِوَضاً عَنْ أَبِيهِ».

2أيام 35: 20 - 24 إرميا 46: 2 قضاة 5: 19 ص 9: 28 و2أيام 36: 1 - 4

لا يذكر الكتاب شيئاً من الحوادث من السنة الثامنة عشرة ليوشيا إلى آخر حياته أي مدة 13 سنة فنستنتج أنه ملك بالحكمة وبالراحة والسلام. ومن التواريخ نعلم أن السكيثيين هجموا على آسيا الصغرى وانتصر ملك مصر على فينيقية وسقطت نينوى ومملكة أشور وقامت مملكة بابل.

فِرْعَوْنُ نَخُو (ع 29) اغتنم الفرصة للهجوم على سوريا وما بين النهرين حينما سقطت مملكة أشور وكانت مملكة بابل جديدة وكانت آسيا الصغرى مشوشة.

عَلَى مَلِكِ أَشُّورَ والأرجح أنه نبوبولاسر أبو نبوخذ ناصر وهو بالحقيقة ملك بابل ودُعي ملك أشور لكونه وارث مملكة أشور (عزرا 6: 22).

فَصَعِدَ ٱلْمَلِكُ يُوشِيَّا لأنه كان خاضعاً لملك بابل فكان من واجباته مقاومة من تعدّى عليه أو لأن ملك مصر تعدّى على يوشيا بمروره في أرضه. وفهم يوشيا أنه إن لم يقاومه فإن مملكته تسقط دون شك بيد ملك مصر.

مَجِدُّو وهي لجون الحالية وبقعة مجدو (2أيام 35: 22) هي قسم من مرج ابن عامر. والمظنون أن ملك مصر أتى إلى عكا في البحر. وفي (2أيام 35: 20 - 27) إن ملك مصر قال ليوشيا إن الله قد أمره بالإسراع في حربه على ملك أشور فلم تكن حربه على ملك يهوذا. وأما يوشيا فلم يصدق أن كلام نخو هو كلام الله أو لم ينتبه إليه فحارب وقُتل. وقيل أيضاً إن عبيده ساروا به إلى أورشليم فمات أي جُرح جرحاً مميتاً في مجدو ومات في أورشليم. وناحوا عليه ورثاه إرميا. ومرثاته غير السفر المعروف باسم مراثي إرميا.

31 - 37 «31 كَانَ يَهُوآحَازُ ٱبْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ حَمُوطَلُ بِنْتُ إِرْمِيَا مِنْ لِبْنَةَ. 32 فَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَهُ آبَاؤُهُ. 33 وَأَسَرَهُ فِرْعَوْنُ نَخُو فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ لِئَلاَّ يَمْلِكَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَغَرَّمَ ٱلأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَوَزْنَةٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ. 34 وَمَلَّكَ فِرْعَوْنُ نَخُو أَلِيَاقِيمَ بْنَ يُوشِيَّا عِوَضاً عَنْ يُوشِيَّا أَبِيهِ، وَغَيَّرَ ٱسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ، وَأَخَذَ يَهُوآحَازَ وَجَاءَ إِلَى مِصْرَ فَمَاتَ هُنَاكَ. 35 وَدَفَعَ يَهُويَاقِيمُ ٱلْفِضَّةَ وَٱلذَّهَبَ لِفِرْعَوْنَ، إِلاَّ أَنَّهُ قَوَّمَ ٱلأَرْضَ لِدَفْعِ ٱلْفِضَّةِ بِأَمْرِ فِرْعَوْنَ. كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ تَقْوِيمِهِ. فَطَالَبَ شَعْبَ ٱلأَرْضِ بِٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ لِيَدْفَعَ لِفِرْعَوْنَ نَخُو. 36 كَانَ يَهُويَاقِيمُ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ. وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ زَبِيدَةُ بِنْتُ فِدَايَةَ مِنْ رُومَةَ. 37 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ آبَاؤُهُ».

1أيام 3: 15 وإرميا 22: 11 ص 24: 18 ص 21: 2 - 7 ع 29 ص 25: 6 و1ملوك 8: 65 و1أيام 3: 15 ص 24: 17 إرميا 22: 11 و12 وحزقيال 19: 3 و4 ع 33 و2أيام 36: 5 الخ ع 32

كان يهوآحاز ثالث أبناء يوشيا ولا نعرف لماذا ملّكه الشعب ولم يملّك أخاه الأكبر ألياقيم. وأبناء يوشيا هم: الأول يوحنا (1أيام 3: 16) وربما مات قبل موت أبيه. والثاني ألياقيم أو يهوياقيم. والثالث شلوم أو يهو آحاز. والرابع متنيا أو صدقيا.

ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ بينما ذهب فرعون نخو إلى كركميش ورجع. فإنه ترك جيشه ورجع إلى مصر ثم ذهب ثانية إلى كركميش ولقي نبوخذناصر وانكسر في الحرب وأخذ نبوخذناصر كل ما كان لملك مصر من نهر الفرات إلى نهر مصر (24: 7) وربلة على نهر العاصي على بعد 35 ميلاً إلى جنوبي حماة وكانت على الطريق من كركميش أو من بابل إلى أورشليم أو إلى سواحل البحر ومصر. وخلع يهوآحاز لأن شعب يهوذا كانوا قد ملّكوه بلا إرادته. كانت أم يهوآحاز حموطل بنت إرميا من لبنة وليس هو إرميا النبي الذي كان من عناثوث. وعمل الشر في عيني الرب كما عمل جداه أمون ومنسّى وكان عموم الشعب أشراراً فنستنتج أن إصلاح يوشيا كان منه وليس من الشعب عموماً.

وَغَرَّمَ ٱلأَرْضَ (ع 33) والقيمة نحو 32 ألف ليرة وكان ذلك قليلاً بالنسبة إلى ما أخذه سنحاريب (18: 14) وأما يهوياقيم فقوّم الأرض لدفع المطلوب منه وطالب الأرض به. ودعى إمريا يهوآحاز باسم شلوم (إرميا 22: 11) وسماه حزقيال شبلاً وقال إنه تعلّم افتراس الفريسة وإنه سيوضع في قفص بخزائم ويؤتى به إلى ملك بابل (حزقيال 19: 3 - 9) وقال إرميا في يهوياقيم «وَيْلٌ لِمَنْ يَبْنِي بَيْتَهُ بِغَيْرِ عَدْلٍ... يَسْتَخْدِمُ صَاحِبَهُ مَجَّاناً... عَيْنَيْكَ وَقَلْبَكَ لَيْسَتْ إِلاَّ عَلَى خَطْفِكَ، وَعَلَى ٱلدَّمِ ٱلزَّكِيِّ... يُدْفَنُ دَفْنَ حِمَارٍ مَسْحُوباً وَمَطْرُوحاً بَعِيداً عَنْ أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ» (إرميا 22: 13 - 19) أي يؤتى به إلى ملك بابل ولكنه لا يذهب إلى بابل بل يُقتل وتُطرح جثته على الأرض. وقتل يهوياقيم النبي أوريا (إرميا 26: 20 - 23) وأحرق الدرج الذي كتبه إرميا (إرميا 36: 20 - 32).

إن في أول هذا الأصحاح خبر إصلاح يوشيا وهو إصلاح كامل. ومع ذلك نرى أن أولاده وشعبه كلهم رجعوا للشرور حتى في حياته كما يظهر من سفر إرميا. وفي هذا الموضوع يقول بعضهم أن يوشيا أفرط بقساوته واستعماله القوة الجسدية والاستبداد مع أن الإصلاح الحقيقي لا يتم إلا بالتعليم والوعظ والإقناع والتربية والصبر والمحبة الخ. ويقول غيرهم أن يوشيا عمل ما كان يجب عمله ولم يمكنه أن يعمل غير ما عمله وكان هدم المذابح والمعابد وقتل كهنة العبادة الوثنية لازمين وواجبين ليظهر عمل الله وغضبه على الخطاة. وأما الشعب فكانوا فاسدين من الأجيال السابقة ووصلوا إلى ما لا يمكن إصلاحه وعملوا خطايا لا يمكن غفرانها (إرميا 15: 1 - 9).

فوائد

  1. الوسائل اللازمة لأجل تجديد الحياة الروحية وإثباتها. ومنها (1) أن يقرأ الناس عموماً كباراً وصغاراً الكتاب المقدس (2) العهد مع الرب وهو يحتوي على التوبة والإيمان والعزم الثابت على الطاعة الكاملة (3) ممارسة الفرائض الدينية كالاجتماع الدائم مع شعب الله في أماكن الصلاة وممارسة سرَّي العماد والعشاء الربي.

  2. التطهير من الخطية: (1) إن الله يغضب كل الغضب من الخطية فيجب أن لا نستخف بها بل أن نكرهها كرهاً شديداً (2) إنه يلزمنا تطهير قلبي وليس تطهير جسدي فقط فننزع من بيوتنا الصور والكتب غير اللائقة ومن أفواهنا السفاهة والكذب ومن قلوبنا الطمع والكبرياء والحسد والأفكار القبيحة (3) إن أحسن واسطة لإخراج القبيح هي دخول الطاهر فيكون الوعظ والتعليم والتعزية والمحبة عوضاً عن اللعن والتجديف والذم وتكون المعاشرات الصالحة عوضاً عن المعاشرات الردية والصلاة والتسبيح والتأملات الروحية عوضاً عن الأفكار القبيحة.

  3. الموت في منتصف العمر قد يكون رحمة: (1) لأنه بلا ضعف الشيخوخة العقلي والجسدي (2) لأنه في وسط الخدمة الصالحة فيكون لمن يموت هكذا مناحة وذكر طيب وأما من يعيش للشيخوخة فمن المحتمل أن العالم ينساه قبلما يموت (3) لأن بعض الناس في الشيخوخة يسقطون كسليمان في خطايا عظيمة أو يعملون أو يتكلمون بما لا يليق بسب ضعفهم العقلي والجسدي.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 7 «1 فِي أَيَّامِهِ صَعِدَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، فَكَانَ لَهُ يَهُويَاقِيمُ عَبْداً ثَلاَثَ سِنِينَ. ثُمَّ عَادَ فَتَمَرَّدَ عَلَيْهِ. 2 فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِ غُزَاةَ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ وَغُزَاةَ ٱلأَرَامِيِّينَ وَغُزَاةَ ٱلْمُوآبِيِّينَ وَغُزَاةَ بَنِي عَمُّونَ وَأَرْسَلَهُمْ عَلَى يَهُوذَا لِيُبِيدَهَا حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ ٱلأَنْبِيَاءِ. 3 إِنَّ ذٰلِكَ كَانَ حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا لِيَنْزِعَهُمْ مِنْ أَمَامِهِ لأَجْلِ خَطَايَا مَنَسَّى حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ. 4 وَكَذٰلِكَ لأَجْلِ ٱلدَّمِ ٱلْبَرِيءِ ٱلَّذِي سَفَكَهُ، لأَنَّهُ مَلأَ أُورُشَلِيمَ دَماً بَرِيئاً، وَلَمْ يَشَإِ ٱلرَّبُّ أَنْ يَغْفِرَ. 5 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُويَاقِيمَ وَكُلُّ مَا عَمِلَ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ أَخْبَارِ ٱلأَيَّامِ لِمُلُوكِ يَهُوذَا. 6 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ يَهُويَاقِيمُ مَعَ آبَائِهِ، وَمَلَكَ يَهُويَاكِينُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. 7 وَلَمْ يَعُدْ أَيْضاً مَلِكُ مِصْرَ يَخْرُجُ مِنْ أَرْضِهِ لأَنَّ مَلِكَ بَابِلَ أَخَذَ مِنْ نَهْرِ مِصْرَ إِلَى نَهْرِ ٱلْفُرَاتِ كُلَّ مَا كَانَ لِمَلِكِ مِصْرَ».

2أيام 36: 6 وإرميا 25: 1 إرميا 35: 11 ص 6: 23 ص 13: 20 ص 23: 27 ص 18: 25 ص 23: 26 ص 21: 16 إرميا 22: 18 و19 إرميا 37: 5 - 7 إرميا 46: 2 تكوين 15: 18

فِي أَيَّامِهِ أيام يهوياقيم ويقول إرميا إن السنة الرابعة ليهوياقيم هي السنة الأولى لنبوخذ ناصر وسنة معركة كركميش التي فيها انتصر على ملك مصر وأخذ ما كان له من الفرات إلى نهر مصر أي وادي العريش وهو الفاصل بين فلسطين ومصر (إرميا 25: 1 و46: 2).

مَلِكُ بَابِلَ كان أبوه لم يزل حياً ولكن نبوخذ ناصر كان قائداً للجيش ونائباً عن الملك فسُمي ملكاً. ومملكة بابل خلفت أشور من جهة أرضها ومن جهة سياستها أيضاً.

تَمَرَّدَ عَلَيْهِ وربما انحاز إلى ملك مصر على أمل أنه بواسطته يخلص من خدمة ملك بابل.

فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ (ع 2) إن نبوبولاسر والي بابل عصى سيده ملك أشور وأسس مملكة بابل في زمان يوشيا واتحد مع سياكسرس ملك مادي وحاربا نينوى وأخذاها. وأرسل نبوبولاسر ابنه نبوخذ ناصر لمقاومة فرعون نخو الذي كان قد زحف إلى كركميش فضربه وأخذ كل ما كان له في سوريا ونزع يهوآحاز ملك يهوذا وملّك يهوياقيم. ثم مات نبوبولاسر وتبوّأ ابنه نبوخذ ناصر العرش. وخضع يهوياقيم لملك بابل نبوبولاسر مدة ثلاث سنين ثم تمرّد عليه أي على ابنه في السنة الرابعة ليهوياقيم وهي السنة الأولى لنبوخذ ناصر. وكان نبوخذ ناصر منهمكاً في أموره في الشرق فأرسل على يهوياقيم الكلدانيين الذين كان مسكنهم في الجهات الجنوبية من ما بين النهرين وهاج على يهوياقيم غزاة الآراميين والموآبيين وبني عمون (حزقيال 19: 8) ثم صعد نبوخذ ناصر نفسه عليه وأخذه وقيّده بسلاسل من نحاس ليذهب به إلى بابل ولكنه عدل عن قصده هذا. ومات يهوياقيم أو قُتل وطُرحت جثته على الأرض كجثة حمار (إرميا 22: 19). وقيل إن الرب أرسل على يهوياقيم غزاة الخ لأن الرب استعمل نبوخذ ناصر كآلة بيده ليؤدب شعبه (إرميا 51: 20).

لأَجْلِ خَطَايَا مَنَسَّى (ع 3) (انظر 21: 2 - 17 و23: 26).

ٱضْطَجَعَ يَهُويَاقِيمُ مَعَ آبَائِهِ (ع 6) أي مات. ونستنتج من قول إرميا (إرميا 22: 19) إنه لم يُدفن أو إن شعبه أخذوا جثته ودفنوها بعدما طُرحت على الأرض وتُركت زماناً.

8 - 20 «8 كَانَ يَهُويَاكِينُ ٱبْنَ ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ نَحُوشْتَا بِنْتُ أَلْنَاثَانَ مِنْ أُورُشَلِيمَ. 9 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَبُوهُ. 10 فِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ صَعِدَ عَبِيدُ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، فَدَخَلَتِ ٱلْمَدِينَةُ تَحْتَ ٱلْحِصَارِ. 11 وَجَاءَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ عَلَى ٱلْمَدِينَةِ وَكَانَ عَبِيدُهُ يُحَاصِرُونَهَا. 12 فَخَرَجَ يَهُويَاكِينُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ هُوَ وَأُمُّهُ وَعَبِيدُهُ وَرُؤَسَاؤُهُ وَخِصْيَانُهُ، وَأَخَذَهُ مَلِكُ بَابِلَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةِ مِنْ مُلْكِهِ. 13 وَأَخْرَجَ مِنْ هُنَاكَ جَمِيعَ خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَخَزَائِنِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَكَسَّرَ كُلَّ آنِيَةِ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فِي هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ، كَمَا تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ. 14 وَسَبَى كُلَّ أُورُشَلِيمَ وَكُلَّ ٱلرُّؤَسَاءِ وَجَمِيعَ جَبَابِرَةِ ٱلْبَأْسِ، عَشَرَةَ آلاَفِ مَسْبِيٍّ، وَجَمِيعَ ٱلصُّنَّاعِ وَٱلأَقْيَانِ. لَمْ يَبْقَ أَحَدٌ إِلاَّ مَسَاكِينُ شَعْبِ ٱلأَرْضِ. 15 وَسَبَى يَهُويَاكِينَ إِلَى بَابِلَ. وَأُمَّ ٱلْمَلِكِ وَنِسَاءَ ٱلْمَلِكِ وَخِصْيَانَهُ وَأَقْوِيَاءَ ٱلأَرْضِ سَبَاهُمْ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى بَابِلَ. 16 وَجَمِيعُ أَصْحَابِ ٱلْبَأْسِ، سَبْعَةُ آلاَفٍ، وَٱلصُّنَّاعُ وَٱلأَقْيَانُ أَلْفٌ، وَجَمِيعُ ٱلأَبْطَالِ أَهْلِ ٱلْحَرْبِ، سَبَاهُمْ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ. 17 وَمَلَّكَ مَلِكُ بَابِلَ مَتَّنِيَّا عَمَّهُ عِوَضاً عَنْهُ، وَغَيَّرَ ٱسْمَهُ إِلَى صِدْقِيَّا. 18 كَانَ صِدْقِيَّا ٱبْنَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ. وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ حَمِّيطَلُ بِنْتُ إِرْمِيَا مِنْ لِبْنَةَ. 19 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ يَهُويَاقِيمُ. 20 لأَنَّهُ لأَجْلِ غَضَبِ ٱلرَّبِّ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَعَلَى يَهُوذَا حَتَّى طَرَحَهُمْ مِنْ أَمَامِ وَجْهِهِ كَانَ أَنَّ صِدْقِيَّا تَمَرَّدَ عَلَى مَلِكِ بَابِلَ».

1أيام 2: 16 و2أيام 36: 9 ص 21: 2 - 7 إرميا 24: 1 و29: 1 و2 و2أيام 36: 10 ص 20: 17 وإشعياء 39: 6 ص 25: 13 - 15 و1ملوك 7: 48 - 50 إرميا 24: 1 ع 16 وإرميا 22: 24 - 28 ع 14 و2أيام 36: 1 - 13 إرميا 52: 1 الخ ص 23: 31 ص 23: 37 و2أيام 36: 13

ٱبْنَ ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً في 2أيام 36: 9 إنه كان ابن ثماني سنين. ولا شك في أن القول في سفر الملوك هو الصواب لأنه كان له نساء (ع 15) وإرميا سماه كنياهو ويكنيا.

أُمِّهِ نَحُوشْتَا بِنْتُ أَلْنَاثَانَ وألناثان كان أحد الرؤساء (إرميا 26: 22 و36: 12 و25) وأم الملك أي الملكة مذكورة في إرميا كمن لها اعتبار خصوصي (إرميا 22: 26 و29: 2) وكان الملك كولد في عمره وفي صفاته وكان ذلك من مصائب المملكة (إشعياء 3: 4).

صَعِدَ عَبِيدُ نَبُوخَذْنَصَّرَ (ع 10) صعد نبوخذ ناصر أول مرة لما حارب فرعون نخو (ع 7) وبعد ذلك مات أبوه فتبوّأ تخت الملك في بابل وبعد مرور ثلاث سنين صعد للمرة الثانية (ع 1) عندما عصاه يهوياقيم فأسره. وبعد موت يهوياقيم ملّك ابنه يهوياكين وبعد ثلاثة أشهر صعد نبوخذ ناصر للمرة الثالثة وأخذ أورشليم ونقل بعض أهلها إلى بابل وبعد عشر سنين صعد للمرة الرابعة وأسر صدقيا وأكمل خراب المدينة (اطلب نبوخذ ناصر في قاموس الكتاب).

وَجَاءَ نَبُوخَذْنَصَّرُ (ع 11) أي في الأول صعد عبيده ويُظن أنه كان في ذلك الزمان يحاصر مدينة صور. ثم صعد نبوخذ ناصر نفسه إلى أورشليم.

فَخَرَجَ يَهُويَاكِينُ (ع 12) أي سلّم لملك بابل. ويقول بعضهم إن ذلك لم يكن من الجبانة بل لأنه أراد حفظ المدينة من الهدم وأهلها من القتل.

ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةِ مِنْ مُلْكِهِ أي ملك نبوخذ ناصر.

وَكَسَّرَ (ع 13) ربما كان قد أخذ الأواني الصغيرة الخفيفة في زمان هجومه الأول. وحُفظت هذه الأواني في بابل إلى زمان كورش فرجعها إلى أورشليم (عزرا 1: 7 - 11) وكان الباقي من الأواني كبيرة كمذبح البخور وغيره وكانت مغشاة بالذهب فكّسرها أو قشّرها ليأخذ الذهب فقط.

كَمَا تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ كما قال الرب لحزقيا عن فم إشعياء (20: 17 وإرميا 15: 13 و14).

كُلَّ ٱلرُّؤَسَاءِ الخ (ع 14) قصده انحطاط أورشليم وإذلالها فسبي الذين كانوا أركانها وترك المساكين فقط. ويظهر من العدد عشرة آلاف أن المدينة لم تكن كثيرة السكان في الزمان المذكور.

وَسَبَى يَهُويَاكِينَ (ع 15) وبقي هو في بابل إلى أيام مردوخ ابن نبوخذ ناصر أي أكثر من 37 سنة. وأخذ المسبيين أولاً إلى مدينة بابل ليفتخر بهم في قاعدة المملكة. وبعد ذلك أسكن بعضهم في أماكن أخرى من مملكته.

سَبْعَةُ آلاَفٍ (ع 16) كان أصحاب البأس سبعة آلاف وكان الأقيان الفاً وإذا حسبنا إن عدد الأبطال ألفان يكون المجموع عشرة آلاف كما هو مذكور في (ع 14).

مَتَّنِيَّا (ع 17) ابن يوشيا الرابع ومعنى الاسم عطية الله ومعنى صدقيا بر الله. وربما إن نبوخذ ناصر ألزمه بتغيير اسمه وسمح له أن يختار لنفسه اسمه الجديد. كانت أمه حميطل أو حموطل فكان أخاً ليهوآحاز من الأب ومن الأم أيضاً. وقيل فيه في سفر أخبار الأيام الثاني وفي سفر إرميا إنه لم يتواضع أمام إرميا النبي من فم الرب وهو والرؤساء أكثروا الخيانة حسب كل رجاسات الأمم ونجسوا بيت الرب وظلموا الشعب.

كان صدقيا ضعيفاً في صفاته الروحية. كان يطلب من إرميا ليسأل الرب من أجله وقطع عهداً مع الشعب لينادوا بالعتق لعبيدهم وقال للرؤساء إن الملك لا يقدر عليهم في شيء فسلّم لهم أن يعملوا بإرميا كما أرادوا فطرحوه في جبّ ثم أمر عبد الملك الكوشي أن يخرجه منه. وكان يستشير إرميا ولا يعمل بموجب مشورته. فلا فرق بين ملك ضعيف وملك شرير.

فوائد

  1. إن الله استخدم الأمم لإجراء مقاصده في تأديب شعبه كالأشوريين وغيرهم. فقاموا وسقطوا وأفلحوا وانكسروا كما أراد هو. وكان يقدر أن يخلّص شعبه منهم مهما كانوا كثيرين وأقوياء لو اتكلوا عليه وحفظوا وصاياه.

  2. عمر طويل ونفع قليل. عاش يهوياكين في بابل 37 سنة ولكنه لم يعمل شيئاً فكان كأنه لم يعش. وعلينا أن نطلب حياة نافعة قبلما نطلب حياة طويلة.

  3. فوائد الفقر. سبى ملك بابل الملك والأغنياء والأقوياء وترك الفقراء في بلادهم ليس لهم شيء ولم يخسروا شيئاً وربما كانت حالتهم بعد سقوط أورشليم أفضل مما كانت سابقاً.

  4. قيمة أصحاب الصنائع. فإن ملك بابل سباهم مع الرؤساء والأكابر لأن قوة البلاد ونجاحها متعلقة بهم أكثر من الرؤساء.

  5. واجبات مهمة وفرصة مهملة. كان لصدقيا فرصة لخدمة شعبه فإنه كان ملكاً من بيت داود وله المواعيد وكان عنده النبي إرميا ليعلّمه كل ما كان يجب عليه أن يعمله دينياً وسياسياً وأعطاه الرب إحدى عشرة سنة قبلما سلم المدينة للكلدانيين. ولكنه خاف من الناس أكثر مما خاف من الله ولم يصدّق إن الرب يقدر أن يخلصه من ضيقاته وتجاربه وصعوباته لو اتكل عليه. فكانت عظمة خطيئته بمقدار عظمة فرصته.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 7 «1 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ لِمُلْكِهِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْعَاشِرِ فِي عَاشِرِ ٱلشَّهْرِ، جَاءَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَنَزَلَ عَلَيْهَا، وَبَنَوْا عَلَيْهَا أَبْرَاجاً حَوْلَهَا. 2 وَدَخَلَتِ ٱلْمَدِينَةُ تَحْتَ ٱلْحِصَارِ إِلَى ٱلسَّنَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ صِدْقِيَّا. 3 فِي تَاسِعِ ٱلشَّهْرِ ٱشْتَدَّ ٱلْجُوعُ فِي ٱلْمَدِينَةِ وَلَمْ يَكُنْ خُبْزٌ لِشَعْبِ ٱلأَرْضِ. 4 فَثُغِرَتِ ٱلْمَدِينَةُ وَهَرَبَ جَمِيعُ رِجَالِ ٱلْقِتَالِ لَيْلاً مِنْ طَرِيقِ ٱلْبَابِ بَيْنَ ٱلسُّورَيْنِ ٱللَّذَيْنِ نَحْوَ جَنَّةِ ٱلْمَلِكِ. وَكَانَ ٱلْكِلْدَانِيُّونَ حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ مُسْتَدِيرِينَ. فَذَهَبُوا فِي طَرِيقِ ٱلْبَرِّيَّةِ. 5 فَتَبِعَتْ جُيُوشُ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ ٱلْمَلِكَ فَأَدْرَكُوهُ فِي بَرِّيَّةِ أَرِيحَا، وَتَفَرَّقَتْ جَمِيعُ جُيُوشِهِ عَنْهُ. 6 فَأَخَذُوا ٱلْمَلِكَ وَأَصْعَدُوهُ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ وَكَلَّمُوهُ بِٱلْقَضَاءِ عَلَيْهِ. 7 وَقَتَلُوا بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ، وَقَلَعُوا عَيْنَيْ صِدْقِيَّا وَقَيَّدُوهُ بِسِلْسِلَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ».

2أيام 36: 17 - 20 وإرميا 39: 1 - 7 إرميا 34: 1 و2 حزقيال 24: 2 حزقيال 21: 22 ص 6: 24 و25 ومراثي إرميا 4: 1 و 10 نحميا 3: 15 إرميا 24: 21 و22 إرميا 32: 4 ص 23: 33 إرميا 29: 6 و7 حزقيال 12: 13

ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ أي من ملك صدقيا. ونستنتج من القول في (إرميا 28: 1 - 11) إن اليهود في أورشليم توقعوا رجوع الملك يهوياكين وآنية بيت الرب من بابل عن قريب. ومن (إرميا 29: 5 - 28) إنه كان للمسبيين في بابل نفس الرجاء وأرسل الملك صدقيا رسالة إلى ملك بابل (إرميا 51: 59) ولكن نبوخذ ناصر لم يسمع لهم ورجع صدقيا خائباً وكلم ملوك صور وصيدا وموآب وبني عمون وأدوم ليتحدوا معه على ملك بابل (إرميا 27: 3) وأرسل رسلاً إلى مصر أيضاً ليعطوه خيلاً وشعباً كثيرين (حزقيال 17: 15) وعصت مدينة صور ملك بابل الذي كان منهمكاً في أموره في الشرق فتشدّد صدقيا وتمرّد على ملك بابل علانية. والتاريخ مذكور تماماً بذكر السنة والشهر واليوم لأن ذلك اليوم كان يوماً مهماً جداً في تاريخ اليهود وصار يوماً للصوم (زكريا 8: 19) وفي ذلك اليوم نفسه أُعلن لحزقيال وهو في السبي ما وقع في أورشليم (حزقيال 24: 1).

كُلُّ جَيْشِهِ وفي (إرميا 34: 1) إن كل ممالك أراضي سلطان يده وكل الشعوب كانوا يحاربون أورشليم.

عَلَى أُورُشَلِيمَ كانت الحرب في الأول على مدن يهوذا فسقطت جميعها ما عدا لخيش وغريقة وهما مدينتان حصينتان على طريق مصر (إرميا 34: 7) والمصريون اغتنموا الفرصة عندما رأوا جيش ملك بابل منقسماً ومتفرقاً فخرج جيش فرعون من مصر فلما سمع الكلدانيون المحاصرون أورشليم بخبرهم صعدوا عن أورشليم (إرميا 37: 7) واتحدوا مع جيوشهم المحاصرين لخيش وغريقة فخاف المصريون ورجعوا إلى بلادهم (حزقيال 17: 17) وعاد نبوخذ ناصر إلى محاربة أورشليم.

أَبْرَاجاً أقاموا متاريس أي كوم تراب قبالة السور (2صموئيل 20: 15) ثم بنوا أبراجاً على هذه المتاريس ورموا من الأبراج والمتاريس بالسهام والرماح على المحاصرين وبحجارة المجانيق على الأسوار (اطلب حرب في قاموس الكتاب).

إِلَى ٱلسَّنَةِ ٱلْحَادِيَةَ عَشَرَةَ (ع 2) وضيقات هذا الحصار مذكورة في (مراثي إرميا 2: 20 و21 و4: 3 - 20 و5: 9 - 22).

فِي تَاسِعِ ٱلشَّهْرِ (ع 3) أي الشهر الرابع (إرميا 52: 6) اشتد الجوع وصارت صورة الرجال أشد ظلاماً من السواد وكتنور من جرّى نيران الجوع ولصق جلدهم بعظمهم وكان شرفاؤهم يفتشون المزابل لعلهم يجدون شيئاً من الطعام فيها وأكلت النساء أطفالهن ومات ثلثهم بالوباء والجوع وسقط ثلث بالسيف وكان ثلث للسبي (حزقيال 5: 12).

بَيْنَ ٱلسُّورَيْنِ (ع 4) عند بركة سلوام أو شيلوه إلى جهة الجنوب الشرقي من أورشليم وكان السور الواحد إلى جهة الشرق من هذه البركة والسور الثاني إلى جهة الغرب منها وكان له باب خرجوا منه إلى وادٍ منحدر إلى الجنوب وإلى طريق أريحا. وثغرت المدينة ودخل الكلدانيون من الشمال. وكانت جنة الملك عن بركة سلوام المذكورة وعند ملتقى وادي قدرون المنحدر من الشرق ووادي هنوم المنحدر من الغرب.

كَانَ ٱلْكِلْدَانِيُّونَ حَوْلَ ٱلْمَدِينَةِ ولكن صدقيا ورجال القتال هربوا ليلاً فلم ينظرهم الكلدانيون حينما خرجوا وحينما عرفوا تبعوهم.

فَأَدْرَكُوهُ فِي بَرِّيَّةِ أَرِيحَا (ع 5) وربما قصد صدقيا أن يعبر الأردن ويلتجئ إلى موآب. وأخذوه بلا قتال لأن جميع جيوشه تفرقت عنه وسادت الجبانة على قلوبهم وانقطع رجاؤهم بالنجاة.

رَبْلَةَ (ع 6) (انظر 23: 33). كانت مركزاً حربياً لملك بابل لأنه كان في نفس الوقت يحاصر أورشليم ومدينة صور فكان تارة في صور وتارة في أورشليم ويتردد إلى ربلة. وفي الصور الأشورية والبابلية كثيراً ما يصور الملك جالساً على كرسيه وأمامه الأسرى وبينهم ملوك مقيدون بسلاسل ويسمل الملك أعينهم برمحه (اطلب سبي في قاموس الكتاب).

كَلَّمُوهُ بِٱلْقَضَاءِ عَلَيْهِ كان قد ازدرى قسمه ونقض عهده فأخطأ إلى الرب وليس فقط إلى ملك بابل (حزقيال 17: 16 - 21).

وَقَتَلُوا بَنِي صِدْقِيَّا أَمَامَ عَيْنَيْهِ (ع 7) كانوا أولاداً لأن أباهم كان ابن 32 سنة فقط ومن قساوة قلوبهم قتلوا أولاده قبلما قلعوا عينيه لكي يرى عذابهم وموتهم.

وَجَاءُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ وهكذا تمت فيه نبوءاتان الأولى في (إرميا 32: 4 و5) إن صدقيا «يُدْفَعُ لِيَدِ مَلِكِ بَابِلَ، وَيُكَلِّمُهُ فَماً لِفَمٍ وَعَيْنَاهُ تَرَيَانِ عَيْنَيْهِ، وَيَسِيرُ بِصِدْقِيَّا إِلَى بَابِلَ». والنبوءة الثانية في (حزقيال 12: 13) «وَآتِي بِهِ إِلَى بَابِلَ إِلَى أَرْضِ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ، وَلَكِنْ لاَ يَرَاهَا وَهُنَاكَ يَمُوتُ» أي لا يراها لأن الملك كان قد قلع عينيه. وأظهر ملك بابل بعض الرحمة لأنه لم يقتله بل جعله في السجن إلى يوم وفاته. وقال إرميا له بسلام تموت وبإحراق آبائك الملوك الأولين (إرميا 34: 5).

سِلْسِلَتَيْنِ واحدة ليديه والأخرى لرجليه.

8 - 17 «8 وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ فِي سَابِعِ ٱلشَّهْرِ، وَهِيَ ٱلسَّنَةُ ٱلتَّاسِعَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، جَاءَ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ عَبْدُ مَلِكِ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 9 وَأَحْرَقَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ وَبَيْتَ ٱلْمَلِكِ. وَكُلَّ بُيُوتِ أُورُشَلِيمَ وَكُلَّ بُيُوتِ ٱلْعُظَمَاءِ أَحْرَقَهَا بِٱلنَّارِ 10 وَجَمِيعُ أَسْوَارِ أُورُشَلِيمَ مُسْتَدِيراً هَدَمَهَا كُلُّ جُيُوشِ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ مَعَ رَئِيسِ ٱلشُّرَطِ. 11 وَبَقِيَّةُ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ بَقُوا فِي ٱلْمَدِينَةِ وَٱلْهَارِبُونَ ٱلَّذِينَ هَرَبُوا إِلَى مَلِكِ بَابِلَ وَبَقِيَّةُ ٱلْجُمْهُورِ سَبَاهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ. 12 وَلٰكِنَّ رَئِيسَ ٱلشُّرَطِ أَبْقَى مِنْ مَسَاكِينِ ٱلأَرْضِ كَرَّامِينَ وَفَلاَّحِينَ. 13 وَأَعْمِدَةَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَٱلْقَوَاعِدَ وَبَحْرَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّذِي فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ كَسَّرَهَا ٱلْكِلْدَانِيُّونَ وَحَمَلُوا نُحَاسَهَا إِلَى بَابِلَ. 14 وَٱلْقُدُورَ وَٱلرُّفُوشَ وَٱلْمَقَاصَّ وَٱلصُّحُونَ وَجَمِيعَ آنِيَةِ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّتِي كَانُوا يَخْدِمُونَ بِهَا أَخَذُوهَا 15 وَٱلْمَجَامِرَ وَٱلْمَنَاضِحَ. مَا كَانَ مِنْ ذَهَبٍ فَٱلذَّهَبُ، وَمَا كَانَ مِنْ فِضَّةٍ فَٱلْفِضَّةُ، أَخَذَهَا رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ. 16 وَٱلْعَمُودَانِ وَٱلْبَحْرُ ٱلْوَاحِدُ وَٱلْقَوَاعِدُ ٱلَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ، لَمْ يَكُنْ وَزْنٌ لِنُحَاسِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلأَدَوَاتِ. 17 ثَمَانِي عَشَرَةَ ذِرَاعاً ٱرْتِفَاعُ ٱلْعَمُودِ ٱلْوَاحِدِ، وَعَلَيْهِ تَاجٌ مِنْ نُحَاسٍ وَٱرْتِفَاعُ ٱلتَّاجِ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ وَٱلشَّبَكَةُ وَٱلرُّمَّانَاتُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلتَّاجِ مُسْتَدِيرَةً جَمِيعُهَا مِنْ نُحَاسٍ. وَكَانَ لِلْعَمُودِ ٱلثَّانِي مِثْلُ هٰذِهِ عَلَى ٱلشَّبَكَةِ».

إرميا 39: 8 - 12 إرميا 52: 12 و2أيام 36: 19 ومزمور 74: 3 - 7 عاموس 2: 5 ص 14: 13 ونحميا 1: 3 و2أيام 36: 20 ص 24: 14 وإرميا 40: 7 و2أيام 36: 18 و1ملوك 7: 47 - 50 و1ملوك 7: 47 و1ملوك 7: 15 - 22

فِي ٱلشَّهْرِ ٱلْخَامِسِ (انظر ع 1). وهنا أيضاً ذكر التاريخ بتدقيق وصار هذا اليوم أيضاً يوماً للصوم (زكريا 7: 3) ثُغرت المدينة في الشهر الرابع (إرميا 52: 6) فأرسلوا الخبر إلى الملك في ربلة وبعد شهر وصل نبوزرادان إلى أورشليم.

وَأَحْرَقَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ (ع 9) بعد بنائه بنحو 380 سنة وتمت نبوّات (إرميا 21: 10 و34: 2 و38: 18 و23 ومزمور 79).

وَكُلَّ بُيُوتِ ٱلْعُظَمَاءِ تفسيراً للقول السابق أي البيوت التي أحرقها هي بيوت العظماء.

وَبَقِيَّةُ ٱلشَّعْبِ (ع 11) ذكر الكاتب ثلاثة أنواع من الشعب: أولاً الذين كانوا في المدينة حينما أخذها الكلدانيون فسباهم نبوزرادان. ثانياً الذين هربوا من المدينة فالتجأوا إلى الكلدانيين (إرميا 38: 2 و17) فسباهم أيضاً. ثالثاً بقية الجمهور فسبى نبوزرادان بعضهم وترك البعض الآخر في الأرض ليعملوها ويحفظوها وأعطاهم كروماً وحقولاً (إرميا 39: 10) وقال لهم جدليا وكيل الملك أن لا يخافوا من الكلدانيين (إرميا 40: 9 و10).

أَعْمِدَةَ ٱلنُّحَاسِ (ع 13) (1ملوك 7: 15 - 37) كسرها الكلدانيون لأنهم لم يقدروا أن يحملوها إلى بابل كما هي فزال جمالها ولم يبق إلا النحاس فقط (إرميا 52: 17 - 23) وكان الكلدانيون قد سلبوا أورشليم مرتين قبل المرة المذكورة هنا (دانيال 1: 2 و2ملوك 24: 13) وكان أكثر الآنية الباقية من نحاس.

لَمْ يَكُنْ وَزْنٌ لِنُحَاسِ كُلِّ هٰذِهِ ٱلأَدَوَاتِ (ع 16) وزنوا الآنية الثمينة وقيّدوا وزنها خوفاً من الاختلاس (عزرا 8: 24 - 34) وأما النحاس فلم يزنوه لأنه كثير وقيمته أقل من قيمة الذهب والفضة. وكاتب السفر طوّل كلامه في هذه الآنية وذلك من محبته لبيت الرب وحزنه على خرابه كما نحب ذكر فضائل أحبائنا الذين فقدناهم.

18 - 21 «18 وَأَخَذَ رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ سَرَايَا ٱلْكَاهِنَ ٱلرَّئِيسَ، وَصَفَنْيَا ٱلْكَاهِنَ ٱلثَّانِيَ، وَحَارِسِي ٱلْبَابِ ٱلثَّلاَثَةَ. 19 وَمِنَ ٱلْمَدِينَةِ أَخَذَ خَصِيّاً وَاحِداً كَانَ وَكِيلاً عَلَى رِجَالِ ٱلْحَرْبِ، وَخَمْسَةَ رِجَالٍ مِنَ ٱلَّذِينَ يَنْظُرُونَ وَجْهَ ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ وُجِدُوا فِي ٱلْمَدِينَةِ، وَكَاتِبَ رَئِيسِ ٱلْجُنْدِ ٱلَّذِي كَانَ يَجْمَعُ شَعْبَ ٱلأَرْضِ، وَسِتِّينَ رَجُلاً مِنْ شَعْبِ ٱلأَرْضِ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي ٱلْمَدِينَةِ 20 وَأَخَذَهُمْ نَبُوزَرَادَانُ رَئِيسُ ٱلشُّرَطِ وَسَارَ بِهِمْ إِلَى مَلِكِ بَابِلَ إِلَى رَبْلَةَ. 21 فَضَرَبَهُمْ مَلِكُ بَابِلَ وَقَتَلَهُمْ فِي رَبْلَةَ فِي أَرْضِ حَمَاةَ. فَسُبِيَ يَهُوذَا مِنْ أَرْضِهِ».

1أيام 6: 14 وعزرا 7: 1 إرميا 21: 1 و29: 25 و29 أستير 1: 14 ص 23: 33 ص 23: 27 وتثنية 28: 64

سَرَايَا ابن عزريا بن حلقيا الذي كان رئيس الكهنة في زمان يوشيا.

صَفَنْيَا ٱلْكَاهِنَ ٱلثَّانِيَ أي نائب رئيس الكهنة (انظر 23: 4 وتفسيره).

حَارِسِي ٱلْبَابِ ٱلثَّلاَثَةَ كان الحراس 24 وعليهم ستة رؤساء. ولا نعرف لماذا أخذوا ثلاثة منه فقط.

ٱلَّذِينَ يَنْظُرُونَ وَجْهَ ٱلْمَلِكِ (ع 19) وهم وزراؤه القريبون منه ومشيروه لأن عموم الشعب لم يروا الملك.

كَاتِبَ رَئِيسِ ٱلْجُنْدِ في الصورة الأشورية كثيراً ما يُصور الكاتب. وكان عليه ان يعد الجيش ويبلغهم أوامر القائد.

وَسِتِّينَ رَجُلاً كانوا من الرؤساء.

فَضَرَبَهُمْ مَلِكُ بَابِلَ (ع 21) أو أمر بقتلهم ولم يعمل بالقساوة كبعض القدماء. قيل إن داريوس قتل 3000 من أهل بابل بعدما أخذ المدينة. ونبوخذ ناصر وعبده نبوزرادان عاملا إرميا باللطف (إرميا 39: 11 - 14 و40: 1 - 5).

فَسُبِيَ يَهُوذَا كان السبي الأول في السنة السابعة لنبوخذ ناصر (إرميا 52: 28) أو الثامنة (2ملوك 24: 12) لما سُبي يهوياكين. والسبي الثاني في السنة الثامنة عشرة لنبوخذ ناصر (إرميا 52: 29) أو السنة التاسعة عشرة (2ملوك 25: 8) حينما سبي صدقيا. والسبي الثالث في السنة الثالثة والعشرين لنبوخذ ناصر حينا سبى نبوزرادان 745 نفساً (إرميا 52: 30) وإذا ظهر اختلاف بين ما أتى في سفر الملوك وما أتى في سفر إرميا في أمر التاريخ أو في أمر المسبيين نقول من جهة التاريخ إنه لم يتفق المؤرخون القدماء على حادثة يؤرخون منها أو إليها كسنة الميلاد أو سنة الهجرة أو سنة تأسيس مدينة رومية بل أرّخوا من ملك أحد الملوك فيكون أحياناً أحد ملوك يهوذا وأحياناً أحد ملوك بابل. وأحياناً كانوا يحسبون كسر سنة كسنة كاملة وكانوا أحياناً يتركونه فتصعب المطابقة. ومن جهة عدد المسبيين ربما دخل أناس من الأسرى في حساب البعض ولم يدخلوا في حساب غيرهم. ومن اليهود قُتل البعض ومات البعض الآخر من الجوع والوبإ فكان عدد المسبيين قليلاً بالنسبة إلى ما كانوا عليه في زمان سليمان. وكان زمان السبي سبعين سنة أولها من السنة الرابعة من ملك يهوياقيم (إرميا 25: 1 و12).

22 - 26 «22 وَأَمَّا ٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي بَقِيَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا ٱلَّذِينَ أَبْقَاهُمْ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ، فَوَكَّلَ عَلَيْهِمْ جَدَلْيَا بْنَ أَخِيقَامَ بْنِ شَافَانَ. 23 وَلَمَّا سَمِعَ جَمِيعُ رُؤَسَاءِ ٱلْجُيُوشِ هُمْ وَرِجَالُهُمْ أَنَّ مَلِكَ بَابِلَ قَدْ وَكَّلَ جَدَلْيَا أَتَوْا إِلَى جَدَلْيَا إِلَى ٱلْمِصْفَاةِ، وَهُمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا وَيُوحَنَانُ بْنُ قَارِيحَ وَسَرَايَا بْنُ تَنْحُومَثَ ٱلنَّطُوفَاتِيِّ وَيَازَنْيَا ٱبْنُ ٱلْمَعْكِيِّ هُمْ وَرِجَالُهُمْ. 24 وَحَلَفَ جَدَلْيَا لَهُمْ وَلِرِجَالِهِمْ وَقَالَ لَهُمْ: لاَ تَخَافُوا مِنْ عَبِيدِ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ. ٱسْكُنُوا ٱلأَرْضَ وَتَعَبَّدُوا لِمَلِكِ بَابِلَ فَيَكُونَ لَكُمْ خَيْرٌ. 25 وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ جَاءَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ نَثَنْيَا بْنِ أَلِيشَمَعَ مِنَ ٱلنَّسْلِ ٱلْمَلِكِيِّ وَعَشَرَةُ رِجَالٍ مَعَهُ وَضَرَبُوا جَدَلْيَا فَمَاتَ، وَأَيْضاً ٱلْيَهُودُ وَٱلْكِلْدَانِيِّينَ ٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي ٱلْمِصْفَاةِ. 26 فَقَامَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ مِنَ ٱلصَّغِيرِ إِلَى ٱلْكَبِيرِ وَرُؤَسَاءُ ٱلْجُيُوشِ وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ، لأَنَّهُمْ خَافُوا مِنَ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ».

إرميا 39: 14 إرميا 40: 7 - 9 يشوع 18: 26 إرميا 41: 1 و2 إرميا 43: 4 - 7

جَدَلْيَا ابن أخيقام أحد الذين أرسلهم يوشيا إلى خلدة النبية ليسألوا الرب (22: 12) وخلّص إرميا من الكهنة الذين قصدوا قتله (إرميا 26: 24) وكان أخيقام بن شافان الكاتب في زمان يوشيا. وربما أن تعيين جدليا وكيلاً على الأرض كان استجابة لطلب إرميا لأن إرميا كان مقبولاً ومعتبراً عند نبوزرادان وملك بابل (إرميا 40: 1 - 5) لأنه كان يشير على اليهود أن يخضعوا لملك بابل (إرميا 38: 17 و18) ولم يكن جدليا من النسل الملكي وكان عادلاً مستقيماً غيوراً للوطن.

رُؤَسَاءِ ٱلْجُيُوشِ (ع 23) كانوا قد هربوا مع صدقيا (ع 4) ثم تفرقوا عنه (ع 5).

إِلَى ٱلْمِصْفَاةِ في سبط بنيامين (اطلب مصفاة في قاموس الكتاب) تمّ فيها انتخاب شاول ملكاً (1صموئيل 10: 17 - 21) ويظن بعضهم أنها «نبي صموئيل» الحالية على بعد نحو أربعة أميال من أورشليم.

إِسْمَاعِيلُ من النسل الملكي (ع 25) فكان مقاوماً للكلدانيين وربما كان له أمل برجوع السلطة لبيت داود.

وَيُوحَنَانُ أو يوحانان. حذّر جدليا من إسماعيل قائلاً أن بعليس ملك بني عمون قد أرسله ليقتل جدليا فلم يصدقه جدليا (إرميا 40: 13 - 16).

سَرَايَا... ٱلنَّطُوفَاتِيِّ وفي (إرميا 40: 8) وبنو عيفاي النطوفاني وربما أن الكلمتين «بنو عيفاي» تُركتا هنا سهواً. وكانت نطوفة بقرب بيت لحم (عزرا 2: 21 و22).

وَيَازَنْيَا... ٱلْمَعْكِيِّ كانت معكة شرقي الأردن على حدود باشان وربما كان يازنيا أرامياً وليس من بني إسرائيل.

وَحَلَفَ جَدَلْيَا لَه (ع 24) كانوا مستحقين الموت لأنهم عصوا ملك بابل.

فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ (ع 25) تعيّن صوم في هذا الشهر تذكاراً لقتل جدليا (زكريا 7: 5) وجاء في (إرميا 41: 1 - 10) إن إسماعيل ورجاله أكلوا خبزاً عند جدليا فضربوا من صدقهم وأضافهم في بيته.

وَجَاءُوا إِلَى مِصْرَ (ع 26) لأنهم ظنوا أن ملك بابل لا يميز بين إسماعيل وأتباعه وبين غيرهم من اليهود فيغضب على جميع اليهود بسبب قتل جدليا الذي كان قد عيّنه حاكماً وقتل الكلدانيين الذين كانوا معه. وقيل أيضاً في (إرميا 41) إن إسماعيل قتل رجالاً من شكيم وشيلو ومن السامرة ثمانين رجلاً ما عدا عشرة منهم وإنه سبى كل بقية الشعب وذهب ليعبر إلى بني عمون. وقال الرب ليوحانان وقومه أن لا يهربوا إلى مصر بل أن يبقوا في الأرض ولا يخافوا من الكلدانيين ولكنهم لم يسمعوا لصوت الرب بل جاءوا إلى مصر وأخذوا إرميا معهم وصارت كلمة الرب إلى إرميا في تحفنحيس في مصر إن الشر الذي هربوا منه أي القتل والسبي سليحقهم إلى مصر.

27 - 30 «27 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لِسَبْيِ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي عَشَرَ فِي ٱلسَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، رَفَعَ أَوِيلُ مَرُودَخُ مَلِكُ بَابِلَ فِي سَنَةِ تَمَلُّكِهِ رَأْسَ يَهُويَاكِينَ مَلِكِ يَهُوذَا مِنَ ٱلسِّجْنِ 28 وَكَلَّمَهُ بِخَيْرٍ، وَجَعَلَ كُرْسِيَّهُ فَوْقَ كَرَاسِيِّ ٱلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ مَعَهُ فِي بَابِلَ. 29 وَغَيَّرَ ثِيَابَ سِجْنِهِ. وَكَانَ يَأْكُلُ دَائِماً ٱلْخُبْزَ أَمَامَهُ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ. 30 وَوَظِيفَتُهُ وَظِيفَةٌ دَائِمَةٌ تُعْطَى لَهُ مِنْ عِنْدِ ٱلْمَلِكِ أَمْرُ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ».

إرميا 52: 31 - 34 ص 24: 12 و15 تكوين 40: 13 و20 و2صموئيل 9: 7 نحميا 11: 23 و12: 47

ورد في هذا السفر أخبار محزنة في خطايا الملوك والشعب وغضب الرب عليهم وسقوط أورشليم وسبي الشعب وملكهم الأخير. ولكن في خاتمة السفر لمحة رجاء فإن الملك يهوياكين بعدما كان له سبعة وثلاثون سنة في السجن رفع ملك بابل أويل مردوخ رأسه وكلمه بخير. ولا نعرف ماذا حمل ملك بابل على هذا العمل إلا أنه كان من رحمة الله لشعبه ليعرفوا إنه لم يتركهم تماماً فيكون لهم رجاء بالخلاص والرجوع من السبي إلى بلادهم حسب مواعيده.

فائدة

إن أورشليم الحقيقية هي أورشليم الجديدة المقدسة النازلة من السماء من عند الله مهيأة كعروس لرجلها وهي الكنيسة التي اشتراها الرب يسوع وطهّرها بدمه. سيسكن هو معها وتكون هي شعبه. وسيمسح الله كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد. ويكتب الرب نواميسه على صفحات قلوبهم.


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D - 70007
Stuttgart
Germany