العودة الى الصفحة السابقة
شرح سفر أخبار الأيام الثاني

شرح سفر أخبار الأيام الثاني

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

للقس وليم مارش


Table of Contents

Bibliography
مقدمة
اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ
اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ عَشَرَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ عَشَرَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ عَشَرَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي وَٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ وَٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ وَٱلْعِشْرُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّلاَثُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلثَّلاَثُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي وَٱلثَّلاَثُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلثَّلاَثُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلثَّلاَثُون
اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلثَّلاَثُونَ
اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلثَّلاَثُونَ

Bibliography

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم: شرح سفر أخبار الأيام الثاني. للقس . وليم مارش . Copyright © 2009 All rights reserved Call of Hope. . صدر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بيروت 1973. . English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http: //www.call - of - hope.com .

مقدمة

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً - وهو صاحب حقوق الطبع - بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

1 - 6 «1 وَتَشَدَّدَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ عَلَى مَمْلَكَتِهِ، وَكَانَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ مَعَهُ وَعَظَّمَهُ جِدّاً. 2 وَكَلَّمَ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ إِسْرَائِيلَ، رُؤَسَاءَ ٱلأُلُوفِ وَٱلْمِئَاتِ وَٱلْقُضَاةَ وَكُلَّ رَئِيسٍ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ رُؤُوسَ ٱلآبَاءِ، 3 فَذَهَبَ سُلَيْمَانُ وَكُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ مَعَهُ إِلَى ٱلْمُرْتَفَعَةِ ٱلَّتِي فِي جِبْعُونَ، لأَنَّهُ هُنَاكَ كَانَتْ خَيْمَةُ ٱلٱجْتِمَاعِ، خَيْمَةُ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا مُوسَى عَبْدُ ٱلرَّبِّ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. 4 وَأَمَّا تَابُوتُ ٱللّٰهِ فَأَصْعَدَهُ دَاوُدُ مِنْ قَرْيَةِ يَعَارِيمَ عِنْدَمَا هَيَّأَ لَهُ دَاوُدُ، لأَنَّهُ نَصَبَ لَهُ خَيْمَةً فِي أُورُشَلِيمَ. 5 وَمَذْبَحُ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ بَصَلْئِيلُ بْنُ أُورِي بْنِ حُورَ وَضَعَهُ أَمَامَ مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ. وَطَلَبَ إِلَيْهِ سُلَيْمَانُ وَٱلْجَمَاعَةُ. 6 وَصَعِدَ سُلَيْمَانُ هُنَاكَ إِلَى مَذْبَحِ ٱلنُّحَاسِ أَمَامَ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي كَانَ فِي خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ، وَأَصْعَدَ عَلَيْهِ أَلْفَ مُحْرَقَةٍ».

في 1ملوك ص 1 نبأُ موآمرة أدونيا مع يواب وأبياثار وأبطال الموآمرة ومسح سليمان ملكاً على إسرائيل قبل وفاة أبيه. وفي 1أيام ص 28 و29 نبأ وصية داود لسليمان وأمره للرؤساء أن يساعدوه. وبعد وفاة داود مسحوا سليمان ثانية.

7 - 13 «7 فِي تِلْكَ ٱللَّيْلَةِ تَرَاءَى ٱللّٰهُ لِسُلَيْمَانَ وَقَالَ لَهُ: ٱسْأَلْ مَاذَا أُعْطِيكَ. 8 فَقَالَ سُلَيْمَانُ لِلّٰهِ: إِنَّكَ قَدْ فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي رَحْمَةً عَظِيمَةً وَمَلَّكْتَنِي مَكَانَهُ. 9 فَٱلآنَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ لِيَثْبُتْ كَلاَمُكَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي، لأَنَّكَ قَدْ مَلَّكْتَنِي عَلَى شَعْبٍ كَثِيرٍ كَتُرَابِ ٱلأَرْضِ. 10 فَأَعْطِنِي ٱلآنَ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً لأَخْرُجَ أَمَامَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَأَدْخُلَ، لأَنَّهُ مَنْ يَقْدِرُ أَنْ يَحْكُمَ عَلَى شَعْبِكَ هٰذَا ٱلْعَظِيمِ 11 فَقَالَ ٱللّٰهُ لِسُلَيْمَانَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّ هٰذَا كَانَ فِي قَلْبِكَ، وَلَمْ تَسْأَلْ غِنىً وَلاَ أَمْوَالاً وَلاَ كَرَامَةً وَلاَ أَنْفُسَ مُبْغِضِيكَ، وَلاَ سَأَلْتَ أَيَّاماً كَثِيرَةً، بَلْ إِنَّمَا سَأَلْتَ لِنَفْسِكَ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً تَحْكُمُ بِهِمَا عَلَى شَعْبِي ٱلَّذِي مَلَّكْتُكَ عَلَيْهِ، 12 قَدْ أَعْطَيْتُكَ حِكْمَةً وَمَعْرِفَةً وَأُعْطِيكَ غِنىً وَأَمْوَالاً وَكَرَامَةً لَمْ يَكُنْ مِثْلُهَا لِلْمُلُوكِ ٱلَّذِينَ قَبْلَكَ، وَلاَ يَكُونُ مِثْلُهَا لِمَنْ بَعْدَكَ. 13 فَجَاءَ سُلَيْمَانُ مِنَ ٱلْمُرْتَفَعَةِ ٱلَّتِي فِي جِبْعُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ أَمَامِ خَيْمَةِ ٱلٱجْتِمَاعِ وَمَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ».

وذهاب سليمان إلى جبعون وكلام الرب معه مذكوران في (1ملوك 3: 4 - 15). والزيادة هنا أن سليمان ذهب معه جماعة الرؤساء. وإن خيمة الاجتماع كانت في جبعون والتابوت في الخيمة في أورشليم وإن مذبح النحاس كان في جبعون.

14 - 17 «14 وَجَمَعَ سُلَيْمَانُ مَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَاناً، فَكَانَ لَهُ أَلْفٌ وَأَرْبَعُ مِئَةِ مَرْكَبَةٍ وَٱثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، فَجَعَلَهَا فِي مُدُنِ ٱلْمَرْكَبَاتِ وَمَعَ ٱلْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ. 15 وَجَعَلَ ٱلْمَلِكُ ٱلْفِضَّةَ وَٱلذَّهَبَ فِي أُورُشَلِيمَ مِثْلَ ٱلْحِجَارَةِ، وَجَعَلَ ٱلأَرْزَ كَٱلْجُمَّيْزِ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّهْلِ فِي ٱلْكَثْرَةِ. 16 وَكَانَ مُخْرَجُ ٱلْخَيْلِ ٱلَّتِي لِسُلَيْمَانَ مِنْ مِصْرَ. وَجَمَاعَةُ تُجَّارِ ٱلْمَلِكِ أَخَذُوا جَلِيبَةً بِثَمَنٍ، 17 فَأَصْعَدُوا وَأَخْرَجُوا مِنْ مِصْرَ ٱلْمَرْكَبَةَ بِسِتِّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، وَٱلْفَرَسَ بِمِئَةٍ وَخَمْسِينَ، وَهٰكَذَا لِجَمِيعِ مُلُوكِ ٱلْحِثِّيِّينَ وَمُلُوكِ أَرَامَ كَانُوا يُخْرِجُونَ عَنْ يَدِهِمْ».

(انظر 1ملوك 1: 26 - 29).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

(انظر تفسير 1ملوك ص 5).

1 - 10 «1 وَأَمَرَ سُلَيْمَانُ بِبِنَاءِ بَيْتٍ لٱسْمِ ٱلرَّبِّ وَبَيْتٍ لِمُلْكِهِ. 2 وَأَحْصَى سُلَيْمَانُ سَبْعِينَ أَلْفَ رَجُلٍ حَمَّالٍ وَثَمَانِينَ أَلْفَ رَجُلٍ نَحَّاتٍ فِي ٱلْجَبَلِ، وَوُكَلاَءَ عَلَيْهِمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ. 3 وَأَرْسَلَ سُلَيْمَانُ إِلَى حُورَامَ مَلِكِ صُورَ قَائِلاً: كَمَا فَعَلْتَ مَعَ دَاوُدَ أَبِي إِذْ أَرْسَلْتَ لَهُ أَرْزاً لِيَبْنِيَ لَهُ بَيْتاً يَسْكُنُ فِيهِ، 4 فَهٰئَنَذَا أَبْنِي بَيْتاً لٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِي لأُقَدِّسَهُ لَهُ لأُوقِدَ أَمَامَهُ بَخُوراً عَطِراً، وَلِخُبْزِ ٱلْوُجُوهِ ٱلدَّائِمِ، وَلِلْمُحْرَقَاتِ صَبَاحاً وَمَسَاءً، وَلِلسُّبُوتِ وَٱلأَهِلَّةِ وَمَوَاسِمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا. هٰذَا عَلَى إِسْرَائِيلَ إِلَى ٱلأَبَدِ. 5 وَٱلْبَيْتُ ٱلَّذِي أَنَا بَانِيهِ عَظِيمٌ لأَنَّ إِلٰهَنَا أَعْظَمُ مِنْ جَمِيعِ ٱلآلِهَةِ. 6 وَمَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَبْنِيَ لَهُ بَيْتاً، لأَنَّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ ٱلسَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُهُ، وَمَنْ أَنَا حَتَّى أَبْنِيَ لَهُ بَيْتاً إِلاَّ لِلإِيقَادِ أَمَامَهُ! 7 فَٱلآنَ أَرْسِلْ لِي رَجُلاً حَكِيماً فِي صَنَاعَةِ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلنُّحَاسِ وَٱلْحَدِيدِ وَٱلأُرْجُوانِ وَٱلْقِرْمِزِ وَٱلأَسْمَانْجُونِيِّ، مَاهِراً فِي ٱلنَّقْشِ، مَعَ ٱلْحُكَمَاءِ ٱلَّذِينَ عِنْدِي فِي يَهُوذَا وَفِي أُورُشَلِيمَ ٱلَّذِينَ أَعَدَّهُمْ دَاوُدُ أَبِي. 8 وَأَرْسِلْ لِي خَشَبَ أَرْزٍ وَسَرْوٍ وَصَنْدَلٍ مِنْ لُبْنَانَ لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ عَبِيدَكَ مَاهِرُونَ فِي قَطْعِ خَشَبِ لُبْنَانَ. وَهُوَذَا عَبِيدِي مَعَ عَبِيدِكَ. 9 وَلْيُعِدُّوا لِي خَشَباً بِكَثْرَةٍ لأَنَّ ٱلْبَيْتَ ٱلَّذِي أَبْنِيهِ عَظِيمٌ وَعَجِيبٌ. 10 وَهَئَنَذَا أُعْطِي لِلْقَطَّاعِينَ ٱلْقَاطِعِينَ ٱلْخَشَبَ عِشْرِينَ أَلْفَ كُرٍّ مِنَ ٱلْحِنْطَةِ طَعَاماً لِعَبِيدِكَ، وَعِشْرِينَ أَلْفَ كُرِّ شَعِيرٍ، وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَثِّ خَمْرٍ، وَعِشْرِينَ أَلْفَ بَثِّ زَيْتٍ».

إن الأعداد 4 - 6 ليست في الملوك الأول وأما كاتب سفري أخبار الأيام فاهتم لكل ما يختص بخدمة الهيكل كالتقادم والأعياد والكهنة.

رَجُلاً حَكِيماً (ع 7) (انظر 1ملوك 7: 13).

وَصَنْدَلٍ مِنْ لُبْنَانَ (ع 8) (انظر 1ملوك 10: 11 و12).

أُعْطِي لِلْقَطَّاعِينَ (ع 10) (في 1ملوك 5: 11) وأعطى سليمان حيرام (أي حورام) أي أعطى حورام الحنطة وغيرها أجرة لعبيده فيصح القول أنها لحورام ويصح القول أيضاً أنها لعبيده.

11 - 16 «11 فَأَجَابَ حُورَامُ مَلِكُ صُورَ بِرِسَالَةٍ إِلَى سُلَيْمَانَ: لأَنَّ ٱلرَّبَّ قَدْ أَحَبَّ شَعْبَهُ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكاً. 12 وَقَالَ حُورَامُ: مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي صَنَعَ ٱلسَّمَاءَ وَٱلأَرْضَ، ٱلَّذِي أَعْطَى دَاوُدَ ٱلْمَلِكَ ٱبْناً حَكِيماً صَاحِبَ مَعْرِفَةٍ وَفَهْمٍ، ٱلَّذِي يَبْنِي بَيْتاً لِلرَّبِّ وَبَيْتاً لِمُلْكِهِ. 13 وَٱلآنَ أَرْسَلْتُ رَجُلاً حَكِيماً صَاحِبَ فَهْمٍ ٱسْمُهُ حُورَامَ أَبِي 14 (ٱبْنَ ٱمْرَأَةٍ مِنْ بَنَاتِ دَانَ وَأَبُوهُ رَجُلٌ صُورِيٌّ) مَاهِرٌ فِي صَنَاعَةِ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَٱلنُّحَاسِ وَٱلْحَدِيدِ وَٱلْحِجَارَةِ وَٱلْخَشَبِ وَٱلأُرْجُوانِ وَٱلأَسْمَانْجُونِيِّ وَٱلْكَتَّانِ وَٱلْقِرْمِزِ، وَنَقْشِ كُلِّ نَوْعٍ مِنَ ٱلنَّقْشِ، وَٱخْتِرَاعِ كُلِّ ٱخْتِرَاعٍ يُلْقَى عَلَيْهِ، مَعَ حُكَمَائِكَ وَحُكَمَاءِ سَيِّدِي دَاوُدَ أَبِيكَ. 15 وَٱلآنَ ٱلْحِنْطَةُ وَٱلشَّعِيرُ وَٱلزَّيْتُ وَٱلْخَمْرُ ٱلَّتِي ذَكَرَهَا سَيِّدِي فَلْيُرْسِلْهَا لِعَبِيدِهِ. 16 وَنَحْنُ نَقْطَعُ خَشَباً مِنْ لُبْنَانَ حَسَبَ كُلِّ ٱحْتِيَاجِكَ وَنَأْتِي بِهِ إِلَيْكَ أَرْمَاثاً عَلَى ٱلْبَحْرِ إِلَى يَافَا. وَأَنْتَ تُصْعِدُهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ».

ٱلرَّبَّ قَدْ أَحَبَّ شَعْبَهُ (ع 11) قول حورام هذا يدل على انتشار معرفة الرب بين الأمم.

(ع 12) (انظر 1ملوك 5: 7).

(ع 13 و14) (انظر 1ملوك 7: 13 و14).

(ع 15) لا نستنتج من هذا القول أن حورام لم يثق بسليمان فطلب منه الأجرة سلفاً بل إنه كان مستعداً أن يباشر العمل.

يَافَا (ع 16). لا نعرف كيف نقلوا الأخشاب من يافا إلى أورشليم ولا نعرف من أي مكان في لبنان قطعوها.

17، 18 «17 وَعَدَّ سُلَيْمَانُ جَمِيعَ ٱلرِّجَالِ ٱلأَجْنَبِيِّينَ ٱلَّذِينَ فِي أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، بَعْدَ ٱلْعَدِّ ٱلَّذِي عَدَّهُمْ إِيَّاهُ دَاوُدُ أَبُوهُ، فَوُجِدُوا مِئَةً وَثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ. 18 فَجَعَلَ مِنْهُمْ سَبْعِينَ أَلْفَ حَمَّالٍ، وَثَمَانِينَ أَلْفَ قَطَّاعٍ عَلَى ٱلْجَبَلِ، وَثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَسِتَّ مِئَةٍ وُكَلاَءَ لِتَشْغِيلِ ٱلشَّعْبِ».

ٱلأَجْنَبِيِّينَ (ع 17) الكنعانيون الذين سكنوا الأرض قديماً ولم يطردهم بنو إسرائيل (قضاة ص 1 و1ملوك 9: 20 - 22) فسخّرهم سليمان عبيداً وداود ايضاً (1أيام 22: 2).

ٱلْعَدِّ ٱلَّذِي عَدَّهُمْ إِيَّاهُ دَاوُدُ وليس لهذا العدّ ذكر ولكن له إشارة في (1أيام 22: 2).

فَوُجِدُوا مِئَةً وَثَلاَثَةً وَخَمْسِينَ أَلْفاً وَسِتَّ مِئَةٍ (انظر 1ملوك 5: 16).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ

انظر 1ملوك ص 6 وتفسيره.

1 - 7 «1 وَشَرَعَ سُلَيْمَانُ فِي بِنَاءِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ فِي جَبَلِ ٱلْمُرِيَّا حَيْثُ تَرَاءَى لِدَاوُدَ أَبِيهِ، حَيْثُ هَيَّأَ دَاوُدُ مَكَاناً فِي بَيْدَرِ أُرْنَانَ ٱلْيَبُوسِيِّ. 2 وَشَرَعَ فِي ٱلْبِنَاءِ فِي ثَانِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي فِي ٱلسَّنَةِ ٱلرَّابِعَةِ لِمُلْكِهِ. 3 وَهٰذِهِ أَسَّسَهَا سُلَيْمَانُ لِبِنَاءِ بَيْتِ ٱللّٰهِ: ٱلطُّولُ (بِٱلذِّرَاعِ عَلَى ٱلْقِيَاسِ ٱلأَوَّلِ) سِتُّونَ ذِرَاعاً، وَٱلْعَرْضُ عِشْرُونَ ذِرَاعاً. 4 وَٱلرِّواقُ ٱلَّذِي قُدَّامَ ٱلطُّولِ حَسَبَ عَرْضِ ٱلْبَيْتِ عِشْرُونَ ذِرَاعاً، وَٱرْتِفَاعُهُ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ، وَغَشَّاهُ مِنْ دَاخِلٍ بِذَهَبٍ خَالِصٍ. 5 وَٱلْبَيْتُ ٱلْعَظِيمُ غَشَّاهُ بِخَشَبِ سَرْوٍ، غَشَّاهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ نَخِيلاً وَسَلاَسِلَ. 6 وَرَصَّعَ ٱلْبَيْتَ بِحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ لِلْجَمَالِ. وَٱلذَّهَبُ ذَهَبُ فَرَوَايِمَ. 7 وَغَشَّى ٱلْبَيْتَ: أَخْشَابَهُ وَأَعْتَابَهُ وَحِيطَانَهُ وَمَصَارِيعَهُ بِذَهَبٍ، وَنَقَشَ كَرُوبِيمَ عَلَى ٱلْحِيطَانِ».

فِي جَبَلِ ٱلْمُرِيَّا (اطلب مريا في قاموس الكتاب) وهو الموضع الذي فيه تراءى ملاك الرب لداود (1أيام 21: 18) فقال داود هذا هو بيت الرب (1أيام 22: 1) وكان فيه بيدر أرنان ويظن أكثر المفسرين أنه المكان الذي فيه قدم إبراهيم ابنه إسحاق (تكوين 22: 2).

ٱرْتِفَاعُهُ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ (ذراعاً) (ع 4) (انظر 1ملوك 6: 3 وتفسيره).

ذَهَبُ فَرَوَايِمَ (ع 6) لا نجد هذا الاسم إلا هنا والمظنون أنه اسم مكان في الشرق.

8 - 13 «8 وَعَمِلَ بَيْتَ قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ طُولُهُ حَسَبَ عَرْضِ ٱلْبَيْتِ عِشْرُونَ ذِرَاعاً، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعاً، وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ جَيِّدٍ سِتِّ مِئَةِ وَزْنَةٍ. 9 وَكَانَ وَزْنُ ٱلْمَسَامِيرِ خَمْسِينَ شَاقِلاً مِنْ ذَهَبٍ، وَغَشَّى ٱلْعَلاَلِيَّ بِذَهَبٍ. 10 وَعَمِلَ فِي بَيْتِ قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ كَرُوبَيْنِ صَنَاعَةَ ٱلصِّيَاغَةِ، وَغَشَّاهُمَا بِذَهَبٍ. 11 وَأَجْنِحَةُ ٱلْكَرُوبَيْنِ طُولُهَا عِشْرُونَ ذِرَاعاً، ٱلْجَنَاحُ ٱلْوَاحِدُ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَمَسُّ حَائِطَ ٱلْبَيْتِ، وَٱلْجَنَاحُ ٱلآخَرُ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَمَسُّ جَنَاحَ ٱلْكَرُوبِ ٱلآخَرِ. 12 وَجَنَاحُ ٱلْكَرُوبِ ٱلآخَرِ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَمَسُّ حَائِطَ ٱلْبَيْتِ، وَٱلْجَنَاحُ ٱلآخَرُ خَمْسُ أَذْرُعٍ يَتَّصِلُ بِجَنَاحِ ٱلْكَرُوبِ ٱلآخَرِ. 13 وَأَجْنِحَةُ هٰذَيْنِ ٱلْكَرُوبَيْنِ مُنْبَسِطَةً عِشْرُونَ ذِرَاعاً، وَهُمَا وَاقِفَانِ عَلَى أَرْجُلِهِمَا وَوَجْهُهُمَا إِلَى دَاخِلٍ».

(انظر 1ملوك 6: 23 - 28).

14 - 17 «14 وَعَمِلَ ٱلْحِجَابَ مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوانٍ وَقِرْمِزٍ وَكَتَّانٍ، وَجَعَلَ عَلَيْهِ كَرُوبِيمَ. 15 وَعَمِلَ أَمَامَ ٱلْبَيْتِ عَمُودَيْنِ طُولُهُمَا خَمْسٌ وَثَلاَثُونَ ذِرَاعاً، وَٱلتَّاجَانِ ٱللَّذَانِ عَلَى رَأْسَيْهِمَا خَمْسُ أَذْرُعٍ. 16 وَعَمِلَ سَلاَسِلَ كَمَا فِي ٱلْمِحْرَابِ وَجَعَلَهَا عَلَى رَأْسَيِ ٱلْعَمُودَيْنِ، وَعَمِلَ مِئَةَ رُمَّانَةٍ وَجَعَلَهَا فِي ٱلسَّلاَسِلِ. 17 وَأَوْقَفَ ٱلْعَمُودَيْنِ أَمَامَ ٱلْهَيْكَلِ، وَاحِداً عَنِ ٱلْيَمِينِ وَوَاحِداً عَنِ ٱلْيَسَارِ، وَدَعَا ٱسْمَ ٱلأَيْمَنِ «يَاكِينَ» وَٱسْمَ ٱلأَيْسَرِ «بُوعَزَ».

ٱلْحِجَابَ (خروج 26: 31).

عَمُودَيْنِ (ع 15) (1ملوك 7: 15 - 22).

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ

1 - 10 «1 وَعَمِلَ مَذْبَحَ نُحَاسٍ طُولُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعاً، وَعَرْضُهُ عِشْرُونَ ذِرَاعاً، وَٱرْتِفَاعُهُ عَشَرُ أَذْرُعٍ. 2 وَعَمِلَ ٱلْبَحْرَ مَسْبُوكاً عَشَرَ أَذْرُعٍ مِنْ شَفَتِهِ إِلَى شَفَتِهِ، وَكَانَ مُدَوَّراً مُسْتَدِيراً وَٱرْتِفَاعُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ، وَخَيْطٌ ثَلاَثُونَ ذِرَاعاً يُحِيطُ بِدَائِرِهِ. 3 وَشِبْهُ قُثَّاءٍ تَحْتَهُ مُسْتَدِيراً يُحِيطُ بِهِ عَلَى ٱسْتِدَارَتِهِ، لِلذِّرَاعِ عَشَرٌ تُحِيطُ بِٱلْبَحْرِ مُسْتَدِيرَةً، وَٱلْقِثَّاءُ صَفَّانِ قَدْ سُبِكَتْ بِسَبْكِهِ، 4 كَانَ قَائِماً عَلَى ٱثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً، ثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى ٱلشِّمَالِ، وَثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى ٱلْغَرْبِ، وَثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى ٱلْجَنُوبِ، وَثَلاَثَةٌ مُتَّجِهَةٌ إِلَى ٱلشَّرْقِ، وَٱلْبَحْرُ عَلَيْهَا مِنْ فَوْقُ، وَجَمِيعُ مُؤَخَّرَاتِهَا إِلَى دَاخِلٍ. 5 وَسُمْكُهُ شِبْرٌ، وَشَفَتُهُ كَعَمَلِ شَفَةِ كَأْسٍ بِزَهْرِ سَوْسَنٍّ. يَأْخُذُ وَيَسَعُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ بَثٍّ. 6 وَعَمِلَ عَشَرَ مَرَاحِضَ، وَجَعَلَ خَمْساً عَنِ ٱلْيَمِينِ وَخَمْساً عَنِ ٱلْيَسَارِ، لِلٱِغْتِسَالِ فِيهَا. كَانُوا يَغْسِلُونَ فِيهَا مَا يُقَرِّبُونَهُ مُحْرَقَةً، وَٱلْبَحْرُ لِيَغْتَسِلَ فِيهِ ٱلْكَهَنَةُ. 7 وَعَمِلَ مَنَائِرَ ذَهَبٍ عَشَراً كَرَسْمِهَا وَجَعَلَهَا فِي ٱلْهَيْكَلِ خَمْساً عَنِ ٱلْيَمِينِ وَخَمْساً عَنِ ٱلْيَسَارِ. 8 وَعَمِلَ عَشَرَ مَوَائِدَ وَوَضَعَهَا فِي ٱلْهَيْكَلِ، خَمْساً عَنِ ٱلْيَمِينِ وَخَمْساً عَنِ ٱلْيَسَارِ. وَعَمِلَ مِئَةَ مِنْضَحَةٍ مِنْ ذَهَبٍ. 9 وَعَمِلَ دَارَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلدَّارَ ٱلْعَظِيمَةَ وَمَصَارِيعَ ٱلدَّارِ وَغَشَّى مَصَارِيعَهَا بِنُحَاسٍ. 10 وَجَعَلَ ٱلْبَحْرَ إِلَى ٱلْجَانِبِ ٱلأَيْمَنِ إِلَى ٱلشَّرْقِ مِنْ جِهَةِ ٱلْجَنُوبِ».

مَذْبَحَ نُحَاسٍ (خروج 27: 1 و2) إن المذبح الذي كان قدّام باب مسكن خيمة الاجتماع كان طوله خمس أذرع وعرضه خمس أذرع وارتفاعه ثلاث أذرع وأما مذبح سليمان فكان طوله عشرين ذراعاً وعرضه عشرين ذراعاً وارتفاعه عشر أذرع ولا شك في أنه كان له درج ليصعد بها الكاهن.

ٱلْبَحْرَ (ع 2) (انظر تفسير 1ملوك 7: 23 - 39).

يَسَعُ ثَلاَثَةَ آلاَفِ بَثٍّ (ع 5) في (1ملوك 7: 26) ألفي بث أو نحو 45000 أقة والأرجح أن القول بثلاثة آلاف بث غلط من الناسخ.

وَعَمِلَ مَنَائِرَ (ع 7) (انظر تفسير 1ملوك 7: 48).

عَشَرَ مَوَائِدَ (ع 8) (انظر تفسير 1ملوك 7: 48).

دَارَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلدَّارَ ٱلْعَظِيمَةَ (ع 9) (انظر تفسير 1ملوك 6: 36).

11 - 13 «11 وَعَمِلَ حُورَامُ ٱلْقُدُورَ وَٱلرُّفُوشَ وَٱلْمَنَاضِحَ، وَٱنْتَهَى حُورَامُ مِنْ عَمَلِ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي صَنَعَهُ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ: 12 ٱلْعَمُودَيْنِ وَكُرَتَيِ ٱلتَّاجَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ ٱلْعَمُودَيْنِ، وَٱلشَّبَكَتَيْنِ لِتَغْطِيَةِ كُرَتَيِ ٱلتَّاجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَلَى رَأْسَيِ ٱلْعَمُودَيْنِ، 13 وَٱلرُّمَّانَاتِ ٱلأَرْبَعِ مِئَةٍ لِلشَّبَكَتَيْنِ (صَفَّيْ رُمَّانٍ لِلشَّبَكَةِ ٱلْوَاحِدَةِ لِتَغْطِيَةِ كُرَتَيِ ٱلتَّاجَيْنِ ٱللَّذَيْنِ عَلَى ٱلْعَمُودَيْنِ)».

14 - 22 «14 وَعَمِلَ ٱلْقَوَاعِدَ وَعَمِلَ ٱلْمَرَاحِضَ عَلَى ٱلْقَوَاعِدِ 15 وَٱلْبَحْرَ ٱلْوَاحِدَ وَٱلٱثْنَيْ عَشَرَ ثَوْراً تَحْتَهُ، 16 وَٱلْقُدُورَ وَٱلرُّفُوشَ وَٱلْمَنَاشِلَ وَكُلَّ آنِيَتِهَا، عَمِلَهَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ «حُورَامُ أَبِي» لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ مِنْ نُحَاسٍ مَجْلِيٍّ. 17 فِي غَوْرِ ٱلأُرْدُنِّ سَبَكَهَا ٱلْمَلِكُ فِي أَرْضِ ٱلْخَزَفِ بَيْنَ سُكُّوتَ وَصَرَدَةَ. 18 وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ كُلَّ هٰذِهِ ٱلآنِيَةِ كَثِيرَةً جِدّاً لأَنَّهُ لَمْ يُتَحَقَّقْ وَزْنُ ٱلنُّحَاسِ. 19 وَعَمِلَ سُلَيْمَانُ كُلَّ ٱلآنِيَةِ ٱلَّتِي لِبَيْتِ ٱللّٰهِ وَمَذْبَحَ ٱلذَّهَبِ وَٱلْمَوَائِدَ وَعَلَيْهَا خُبْزُ ٱلْوُجُوهِ 20 وَٱلْمَنَائِرَ وَسُرُجَهَا لِتَتَّقِدَ حَسَبَ ٱلْمَرْسُومِ أَمَامَ ٱلْمِحْرَابِ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ، 21 وَٱلأَزْهَارَ وَٱلسُّرُجَ وَٱلْمَلاَقِطَ مِنْ ذَهَبٍ. وَهُوَ ذَهَبٌ كَامِلٌ. 22 وَٱلْمَقَاصَّ وَٱلْمَنَاضِحَ وَٱلصُّحُونَ وَٱلْمَجَامِرَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. وَبَابَ ٱلْبَيْتِ وَمَصَارِيعَهُ ٱلدَّاخِلِيَّةَ لِقُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ وَمَصَارِيعَ بَيْتِ ٱلْهَيْكَلِ مِنْ ذَهَبٍ».

(انظر تفسير 1ملوك 7: 40 - 50).

حُورَامُ أَبِي (1ملوك 7: 13).

صَرَدَةَ (ع 17) وفي (1ملوك 7: 46) صرتان وهو اسم ثاني لنفس المكان.

وَٱلْمَوَائِدَ (ع 19) (انظر ع 8 و1ملوك7: 48).

حَسَبَ ٱلْمَرْسُومِ (ع 20) (خروج 27: 20 و21).

مَصَارِيعَ بَيْتِ ٱلْهَيْكَلِ مِنْ ذَهَبٍ (ع 22) في (1ملوك 7: 50) «وُصل لمصاريع البيت... من ذهب» وهذا أصح.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ

1 - 10 «1 وَكَمِلَ جَمِيعُ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ سُلَيْمَانُ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ. وَأَدْخَلَ سُلَيْمَانُ أَقْدَاسَ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَٱلْفِضَّةُ وَٱلذَّهَبُ وَجَمِيعُ ٱلآنِيَةِ جَعَلَهَا فِي خَزَائِنِ بَيْتِ ٱللّٰهِ. 2 حِينَئِذٍ جَمَعَ سُلَيْمَانُ شُيُوخَ إِسْرَائِيلَ وَكُلَّ رُؤُوسِ ٱلأَسْبَاطِ رُؤَسَاءَ ٱلآبَاءِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لإِصْعَادِ تَابُوتِ عَهْدِ ٱلرَّبِّ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ (هِيَ صِهْيَوْنُ). 3 فَٱجْتَمَعَ إِلَى ٱلْمَلِكِ جَمِيعُ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْعِيدِ ٱلَّذِي فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ. 4 وَجَاءَ جَمِيعُ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ. وَحَمَلَ ٱللاَّوِيُّونَ ٱلتَّابُوتَ 5 وَأَصْعَدُوا ٱلتَّابُوتَ وَخَيْمَةَ ٱلٱجْتِمَاعِ مَعَ جَمِيعِ آنِيَةِ ٱلْقُدْسِ ٱلَّتِي فِي ٱلْخَيْمَةِ، أَصْعَدَهَا ٱلْكَهَنَةُ وَٱللاَّوِيُّونَ. 6 وَٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ وَكُلُّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ ٱلْمُجْتَمِعِينَ إِلَيْهِ أَمَامَ ٱلتَّابُوتِ كَانُوا يَذْبَحُونَ غَنَماً وَبَقَراً مَا لاَ يُحْصَى وَلاَ يُعَدُّ مِنَ ٱلْكَثْرَةِ. 7 وَأَدْخَلَ ٱلْكَهَنَةُ تَابُوتَ عَهْدِ ٱلرَّبِّ إِلَى مَكَانِهِ فِي مِحْرَابِ ٱلْبَيْتِ فِي قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ إِلَى تَحْتِ جَنَاحَيِ ٱلْكَرُوبَيْنِ. 8 وَكَانَ ٱلْكَرُوبَانِ بَاسِطَيْنِ أَجْنِحَتَهُمَا عَلَى مَوْضِعِ ٱلتَّابُوتِ. وَظَلَّلَ ٱلْكَرُوبَانِ ٱلتَّابُوتَ وَعِصِيَّهُ مِنْ فَوْقُ. 9 وَجَذَبُوا ٱلْعِصِيَّ فَتَرَاءَتْ رُؤُوسُ ٱلْعِصِيِّ مِنَ ٱلتَّابُوتِ أَمَامَ ٱلْمِحْرَابِ وَلَمْ تُرَ خَارِجاً، وَهِيَ هُنَاكَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. 10 لَمْ يَكُنْ فِي ٱلتَّابُوتِ إِلاَّ ٱللَّوْحَانِ ٱللَّذَانِ وَضَعَهُمَا مُوسَى فِي حُورِيبَ حِينَ عَاهَدَ ٱلرَّبُّ بَنِي إِسْرَائِيلَ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ مِنْ مِصْرَ».

(انظر تفسير 1ملوك 8: 1 - 11).

11 - 14 «11 وَكَانَ لَمَّا خَرَجَ ٱلْكَهَنَةُ مِنَ ٱلْقُدْسِ. (لأَنَّ جَمِيعَ ٱلْكَهَنَةِ ٱلْمَوْجُودِينَ تَقَدَّسُوا. لَمْ تُلاَحَظِ ٱلْفِرَقُ). 12 وَٱللاَّوِيُّونَ ٱلْمُغَنُّونَ أَجْمَعُونَ: آسَافُ وَهَيْمَانُ وَيَدُوثُونُ وَبَنُوهُمْ وَإِخْوَتُهُمْ، لاَبِسِينَ كَتَّاناً بِٱلصُّنُوجِ وَٱلرَّبَابِ وَٱلْعِيدَانِ وَاقِفِينَ شَرْقِيَّ ٱلْمَذْبَحِ، وَمَعَهُمْ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ مِئَةٌ وَعِشْرُونَ يَنْفُخُونَ فِي ٱلأَبْوَاقِ. 13 وَكَانَ لَمَّا صَوَّتَ ٱلْمُبَوِّقُونَ وَٱلْمُغَنُّونَ كَوَاحِدٍ صَوْتاً وَاحِداً لِتَسْبِيحِ ٱلرَّبِّ وَحَمْدِهِ، وَرَفَعُوا صَوْتاً بِٱلأَبْوَاقِ وَٱلصُّنُوجِ وَآلاَتِ ٱلْغِنَاءِ وَٱلتَّسْبِيحِ لِلرَّبِّ، لأَنَّهُ صَالِحٌ لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ، أَنَّ بَيْتَ ٱلرَّبِّ ٱمْتَلأَ سَحَاباً. 14 وَلَمْ يَسْتَطِعِ ٱلْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ ٱلسَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ ٱلرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ ٱللّٰهِ».

جَمِيعَ ٱلْكَهَنَةِ كان الكهنة 24 فرقة (1أيام ص 24) ولكل فرقة خدمة أسبوع وفي الأعياد الكبيرة وفي حفلة كالمذكورة هنا كان الكل يخدمون معاً.

ٱللاَّوِيُّونَ ٱلْمُغَنُّونَ (ع 12) (انظر 1أيام 25: 1).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ

1 - 42 «1 حِينَئِذٍ قَالَ سُلَيْمَانُ: قَالَ ٱلرَّبُّ إِنَّهُ يَسْكُنُ فِي ٱلضَّبَابِ. 2 وَأَنَا بَنَيْتُ لَكَ بَيْتَ سُكْنَى مَكَاناً لِسُكْنَاكَ إِلَى ٱلأَبَدِ. 3 وَحَوَّلَ ٱلْمَلِكُ وَجْهَهُ وَبَارَكَ كُلَّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ وَكُلَّ جُمْهُورِ إِسْرَائِيلَ وَاقِفٌ. 4 وَقَالَ: مُبَارَكٌ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي كَلَّمَ بِفَمِهِ دَاوُدَ أَبِي وَأَكْمَلَ بِيَدَيْهِ قَائِلاً: 5 مُنْذُ يَوْمَ أَخْرَجْتُ شَعْبِي مِنْ أَرْضِ مِصْرَ لَمْ أَخْتَرْ مَدِينَةً مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ لِبِنَاءِ بَيْتٍ لِيَكُونَ ٱسْمِي هُنَاكَ، وَلاَ ٱخْتَرْتُ رَجُلاً يَكُونُ رَئِيساً لِشَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 6 بَلِ ٱخْتَرْتُ أُورُشَلِيمَ لِيَكُونَ ٱسْمِي فِيهَا، وَٱخْتَرْتُ دَاوُدَ لِيَكُونَ عَلَى شَعْبِي إِسْرَائِيلَ. 7 وَكَانَ فِي قَلْبِ دَاوُدَ أَبِي أَنْ يَبْنِيَ بَيْتاً لٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ، 8 فَقَالَ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ أَبِي: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَ فِي قَلْبِكَ أَنْ تَبْنِيَ بَيْتاً لٱسْمِي، قَدْ أَحْسَنْتَ بِكَوْنِ ذٰلِكَ فِي قَلْبِكَ. 9 إِلاَّ أَنَّكَ أَنْتَ لاَ تَبْنِي ٱلْبَيْتَ، بَلِ ٱبْنُكَ ٱلْخَارِجُ مِنْ صُلْبِكَ هُوَ يَبْنِي ٱلْبَيْتَ لٱسْمِي. 10 وَأَقَامَ ٱلرَّبُّ كَلاَمَهُ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ، وَقَدْ قُمْتُ أَنَا مَكَانَ دَاوُدَ أَبِي وَجَلَسْتُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ، وَبَنَيْتُ ٱلْبَيْتَ لٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ. 11 وَوَضَعْتُ هُنَاكَ ٱلتَّابُوتَ ٱلَّذِي فِيهِ عَهْدُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 12 وَوَقَفَ أَمَامَ مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَبَسَطَ يَدَيْهِ. 13 (لأَنَّ سُلَيْمَانَ صَنَعَ مِنْبَراً مِنْ نُحَاسٍ وَجَعَلَهُ فِي وَسَطِ ٱلدَّارِ، طُولُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ وَعَرْضُهُ خَمْسُ أَذْرُعٍ وَٱرْتِفَاعُهُ ثَلاَثُ أَذْرُعٍ، وَوَقَفَ عَلَيْهِ ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ تُجَاهَ كُلِّ جَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ وَبَسَطَ يَدَيْهِ نَحْوَ ٱلسَّمَاءِ) 14 وَقَالَ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ، لاَ إِلٰهَ مِثْلُكَ فِي ٱلسَّمَاءِ وَٱلأَرْضِ، حَافِظُ ٱلْعَهْدِ وَٱلرَّحْمَةِ لِعَبِيدِكَ ٱلسَّائِرِينَ أَمَامَكَ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ. 15 ٱلَّذِي قَدْ حَفِظْتَ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ، فَتَكَلَّمْتَ بِفَمِكَ وأَكْمَلْتَ بِيَدِكَ كَهٰذَا ٱلْيَوْمِ. 16 وَٱلآنَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ، ٱحْفَظْ لِعَبْدِكَ دَاوُدَ أَبِي مَا كَلَّمْتَهُ بِهِ قَائِلاً: لاَ يُعْدَمُ لَكَ أَمَامِي رَجُلٌ يَجْلِسُ عَلَى كُرْسِيِّ إِسْرَائِيلَ، إِنْ حَفِظَ بَنُوكَ طُرُقَهُمْ حَتَّى يَسِيرُوا فِي شَرِيعَتِي كَمَا سِرْتَ أَنْتَ أَمَامِي. 17 وَٱلآنَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ، فَلْيَتَحَقَّقْ كَلاَمُكَ ٱلَّذِي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ دَاوُدَ. 18 لأَنَّهُ هَلْ يَسْكُنُ ٱللّٰهُ حَقّاً مَعَ ٱلإِنْسَانِ عَلَى ٱلأَرْضِ؟ هُوَذَا ٱلسَّمَاوَاتُ وَسَمَاءُ ٱلسَّمَاوَاتِ لاَ تَسَعُكَ، فَكَمْ بِٱلأَقَلِّ هٰذَا ٱلْبَيْتُ ٱلَّذِي بَنَيْتُ! 19 فَٱلْتَفِتْ إِلَى صَلاَةِ عَبْدِكَ وَإِلَى تَضَرُّعِهِ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهِي، وَٱسْمَعِ ٱلصُّرَاخَ وَٱلصَّلاَةَ ٱلَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ أَمَامَكَ. 20 لِتَكُونَ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ عَلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ نَهَاراً وَلَيْلاً عَلَى ٱلْمَوْضِعِ ٱلَّذِي قُلْتَ إِنَّكَ تَضَعُ ٱسْمَكَ فِيهِ، لِتَسْمَعَ ٱلصَّلاَةَ ٱلَّتِي يُصَلِّيهَا عَبْدُكَ فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ 21 وَٱسْمَعْ تَضَرُّعَاتِ عَبْدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ، وَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنْ مَوْضِعِ سُكْنَاكَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ، وَإِذَا سَمِعْتَ فَٱغْفِرْ. 22 إِنْ أَخْطَأَ أَحَدٌ إِلَى صَاحِبِهِ وَوُضِعَ عَلَيْهِ حَلْفٌ لِيُحَلِّفَهُ، وَجَاءَ ٱلْحَلْفُ أَمَامَ مَذْبَحِكَ فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ، 23 فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱعْمَلْ، وَٱقْضِ بَيْنَ عَبِيدِكَ إِذْ تُعَاقِبُ ٱلْمُذْنِبَ فَتَجْعَلُ طَرِيقَهُ عَلَى رَأْسِهِ، وَتُبَرِّرُ ٱلْبَارَّ إِذْ تُعْطِيهِ حَسَبَ بِرِّهِ. 24 وَإِنِ ٱنْكَسَرَ شَعْبُكَ إِسْرَائِيلُ أَمَامَ ٱلْعَدُوِّ لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ رَجَعُوا وَٱعْتَرَفُوا بِٱسْمِكَ وَصَلُّوا وَتَضَرَّعُوا أَمَامَكَ نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ، 25 فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱغْفِرْ خَطِيَّةَ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَأَرْجِعْهُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَهَا لَهُمْ وَلآبَائِهِمْ. 26 إِذَا أُغْلِقَتِ ٱلسَّمَاءُ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَيْكَ، ثُمَّ صَلَّوْا فِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ وَٱعْتَرَفُوا بِٱسْمِكَ وَرَجَعُوا عَنْ خَطِيَّتِهِمْ لأَنَّكَ ضَايَقْتَهُمْ، 27 فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَٱغْفِرْ خَطِيَّةَ عَبِيدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، فَتُعَلِّمَهُمُ ٱلطَّرِيقَ ٱلصَّالِحَ ٱلَّذِي يَسْلُكُونَ فِيهِ، وَأَعْطِ مَطَراً عَلَى أَرْضِكَ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَهَا لِشَعْبِكَ مِيرَاثاً. 28 إِذَا صَارَ فِي ٱلأَرْضِ جُوعٌ، إِذَا صَارَ وَبَأٌ أَوْ لَفْحٌ أَوْ يَرَقَانٌ أَوْ جَرَادٌ أَوْ جَرْدَمٌ، أَوْ إِذَا حَاصَرَهُمْ أَعْدَاؤُهُمْ فِي أَرْضِ مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ ضَرْبَةٍ وَكُلِّ مَرَضٍ، 29 فَكُلُّ صَلاَةٍ وَكُلُّ تَضَرُّعٍ تَكُونُ مِنْ أَيِّ إِنْسَانٍ كَانَ، أَوْ مِنْ كُلِّ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَ كُلُّ وَاحِدٍ ضَرْبَتَهُ وَوَجَعَهُ، فَيَبْسُطُ يَدَيْهِ نَحْوَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ، 30 فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ، وَٱغْفِرْ وَأَعْطِ كُلَّ إِنْسَانٍ حَسَبَ كُلِّ طُرُقِهِ كَمَا تَعْرِفُ قَلْبَهُ. لأَنَّكَ أَنْتَ وَحْدَكَ تَعْرِفُ قُلُوبَ بَنِي ٱلْبَشَرِ. 31 لِيَخَافُوكَ وَيَسِيرُوا فِي طُرُقِكَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ ٱلَّتِي يَحْيَوْنَ فِيهَا عَلَى وَجْهِ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَ لآبَائِنَا. 32 وَكَذٰلِكَ ٱلأَجْنَبِيُّ ٱلَّذِي لَيْسَ هُوَ مِنْ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَقَدْ جَاءَ مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ مِنْ أَجْلِ ٱسْمِكَ ٱلْعَظِيمِ وَيَدِكَ ٱلْقَوِيَّةِ وَذِرَاعِكَ ٱلْمَمْدُودَةِ، فَمَتَى جَاءُوا وَصَلُّوا فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ، 33 فَٱسْمَعْ أَنْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مَكَانِ سُكْنَاكَ وَٱفْعَلْ حَسَبَ كُلِّ مَا يَدْعُوكَ بِهِ ٱلأَجْنَبِيُّ، لِيَعْلَمَ كُلُّ شُعُوبِ ٱلأَرْضِ ٱسْمَكَ فَيَخَافُوكَ كَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ، وَلِيَعْلَمُوا أَنَّ ٱسْمَكَ قَدْ دُعِيَ عَلَى هٰذَا ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَيْتُ. 34 إِذَا خَرَجَ شَعْبُكَ لِمُحَارَبَةِ أَعْدَائِهِ فِي ٱلطَّرِيقِ ٱلَّذِي تُرْسِلُهُمْ فِيهِ وَصَلُّوا إِلَيْكَ نَحْوَ هٰذِهِ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتَهَا وَٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَيْتُ لٱسْمِكَ، 35 فَٱسْمَعْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَهُمْ وَٱقْضِ قَضَاءَهُمْ. 36 إِذَا أَخْطَأُوا إِلَيْكَ (لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ لاَ يُخْطِئُ) وَغَضِبْتَ عَلَيْهِمْ وَدَفَعْتَهُمْ أَمَامَ ٱلْعَدُوِّ، وَسَبَاهُمْ سَابُوهُمْ إِلَى أَرْضٍ بَعِيدَةٍ أَوْ قَرِيبَةٍ، 37 فَإِذَا رَدُّوا إِلَى قُلُوبِهِمْ فِي ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي يُسْبَوْنَ إِلَيْهَا وَرَجَعُوا وَتَضَرَّعُوا إِلَيْكَ فِي أَرْضِ سَبْيِهِمْ قَائِلِينَ: قَدْ أَخْطَأْنَا وَعَوَّجْنَا وَأَذْنَبْنَا 38 وَرَجَعُوا إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ وَمِنْ كُلِّ أَنْفُسِهِمْ فِي أَرْضِ سَبْيِهِمِ ٱلَّتِي سَبَوْهُمْ إِلَيْهَا، وَصَلُّوا نَحْوَ أَرْضِهِمِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتَهَا لآبَائِهِمْ وَٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتَ وَٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَيْتُ لٱسْمِكَ، 39 فَٱسْمَعْ مِنَ ٱلسَّمَاءِ مِنْ مَكَانِ سُكْنَاكَ صَلاَتَهُمْ وَتَضَرُّعَاتِهِمْ، وَٱقْضِ قَضَاءَهُمْ، وَٱغْفِرْ لِشَعْبِكَ مَا أَخْطَأُوا بِهِ إِلَيْكَ. 40 ٱلآنَ يَا إِلٰهِي لِتَكُنْ عَيْنَاكَ مَفْتُوحَتَيْنِ وَأُذُنَاكَ مُصْغِيَتَيْنِ لِصَلاَةِ هٰذَا ٱلْمَكَانِ. 41 وَٱلآنَ قُمْ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ إِلَى رَاحَتِكَ أَنْتَ وَتَابُوتُ عِزِّكَ. كَهَنَتُكَ أَيُّهَا ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ يَلْبِسُونَ ٱلْخَلاَصَ، وَأَتْقِيَاؤُكَ يَبْتَهِجُونَ بِٱلْخَيْرِ. 42 أَيُّهَا ٱلرَّبُّ ٱلإِلٰهُ لاَ تَرُدَّ وَجْهَ مَسِيحِكَ. ٱذْكُرْ مَرَاحِمَ دَاوُدَ عَبْدِكَ».

إن «الأصحاح السادس» كالأصحاح الثامن من سفر الملوك الأول (انظر 1ملوك ص 8: 12 - 53).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ

1 - 3 «1 وَلَمَّا ٱنْتَهَى سُلَيْمَانُ مِنَ ٱلصَّلاَةِ نَزَلَتِ ٱلنَّارُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَكَلَتِ ٱلْمُحْرَقَةَ وَٱلذَّبَائِحَ، وَمَلأَ مَجْدُ ٱلرَّبِّ ٱلْبَيْتَ. 2 وَلَمْ يَسْتَطِعِ ٱلْكَهَنَةُ أَنْ يَدْخُلُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ لأَنَّ مَجْدَ ٱلرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ. 3 وَكَانَ جَمِيعُ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَنْظُرُونَ عِنْدَ نُزُولِ ٱلنَّارِ وَمَجْدِ ٱلرَّبِّ عَلَى ٱلْبَيْتِ، وَخَرُّوا عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى ٱلأَرْضِ عَلَى ٱلْبَلاَطِ ٱلْمُجَزَّعِ، وَسَجَدُوا وَحَمَدُوا ٱلرَّبَّ لأَنَّهُ صَالِحٌ وَإِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتُهُ».

نَزَلَتِ ٱلنَّارُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ شهادة لسليمان أنه ملك من قبل الرب وللهيكل الذي بناه أنه يكون بيت الرب.

4 - 10 «4 ثُمَّ إِنَّ ٱلْمَلِكَ وَكُلَّ ٱلشَّعْبِ ذَبَحُوا ذَبَائِحَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ. 5 وَذَبَحَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ ذَبَائِحَ مِنَ ٱلْبَقَرِ: ٱثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ أَلْفاً، وَمِنَ ٱلْغَنَمِ مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً، وَدَشَّنَ ٱلْمَلِكُ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ بَيْتَ ٱللّٰهِ. 6 وَكَانَ ٱلْكَهَنَةُ وَاقِفِينَ عَلَى مَحَارِسِهِمْ، وَٱللاَّوِيُّونَ بِآلاَتِ غِنَاءِ ٱلرَّبِّ ٱلَّتِي عَمِلَهَا دَاوُدُ ٱلْمَلِكُ لأَجْلِ حَمْدِ ٱلرَّبِّ «لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ» حِينَ سَبَّحَ دَاوُدُ بِهَا، وَٱلْكَهَنَةُ يَنْفُخُونَ فِي ٱلأَبْوَاقِ مُقَابِلَهُمْ، وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ وَاقِفٌ. 7 وَقَدَّسَ سُلَيْمَانُ وَسَطَ ٱلدَّارِ ٱلَّتِي أَمَامَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ لأَنَّهُ قَرَّبَ هُنَاكَ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَشَحْمَ ذَبَائِحِ ٱلسَّلاَمَةِ، لأَنَّ مَذْبَحَ ٱلنُّحَاسِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ سُلَيْمَانُ لَمْ يَكْفِ لأَنْ يَسَعَ ٱلْمُحْرَقَاتِ وَٱلتَّقْدِمَاتِ وَٱلشَّحْمَ. 8 وَعَيَّدَ سُلَيْمَانُ ٱلْعِيدَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ، وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ وَجُمْهُورٌ عَظِيمٌ جِدّاً مِنْ مَدْخَلِ حَمَاةَ إِلَى وَادِي مِصْرَ. 9 وَعَمِلُوا فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ ٱعْتِكَافاً لأَنَّهُمْ عَمِلُوا تَدْشِينَ ٱلْمَذْبَحِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ وَٱلْعِيدَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 10 وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ صَرَفَ ٱلشَّعْبَ إِلَى خِيَامِهِمْ فَرِحِينَ وَطَيِّبِي ٱلْقُلُوبِ لأَجْلِ ٱلْخَيْرِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ ٱلرَّبُّ لِدَاوُدَ وَلِسُلَيْمَانَ وَلإِسْرَائِيلَ شَعْبِهِ».

(انظر 1ملوك 8: 62 - 66).

وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ وَٱلْعِشْرِينَ... صَرَفَ ٱلشَّعْبَ (ع 10) كان عيد التدشين سبعة أيام من الثامن إلى الخامس عشر من الشهر وبعد عيد المظال سبعة أيام من الخامس عشر إلى الثالث والعشرين.

11 - 22 «11 وَأَكْمَلَ سُلَيْمَانُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ وَبَيْتَ ٱلْمَلِكِ. وَكُلَّ مَا خَطَرَ بِبَالِ سُلَيْمَانَ أَنْ يَعْمَلَهُ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَفِي بَيْتِهِ نَجَحَ فِيهِ. 12 وَتَرَاءَى ٱلرَّبُّ لِسُلَيْمَانَ لَيْلاً وَقَالَ لَهُ: قَدْ سَمِعْتُ صَلاَتَكَ، وَٱخْتَرْتُ هٰذَا ٱلْمَكَانَ لِي بَيْتَ ذَبِيحَةٍ. 13 إِنْ أَغْلَقْتُ ٱلسَّمَاءَ وَلَمْ يَكُنْ مَطَرٌ، وَإِنْ أَمَرْتُ ٱلْجَرَادَ أَنْ يَأْكُلَ ٱلأَرْضَ، وَإِنْ أَرْسَلْتُ وَبَأً عَلَى شَعْبِي، 14 فَإِذَا تَوَاضَعَ شَعْبِي ٱلَّذِينَ دُعِيَ ٱسْمِي عَلَيْهِمْ وَصَلُّوا وَطَلَبُوا وَجْهِي، وَرَجَعُوا عَنْ طُرُقِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ فَإِنِّي أَسْمَعُ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَغْفِرُ خَطِيَّتَهُمْ وَأُبْرِئُ أَرْضَهُمْ. 15 اَلآنَ عَيْنَايَ تَكُونَانِ مَفْتُوحَتَيْنِ وَأُذُنَايَ مُصْغِيَتَيْنِ إِلَى صَلاَةِ هٰذَا ٱلْمَكَانِ. 16 وَٱلآنَ قَدِ ٱخْتَرْتُ وَقَدَّسْتُ هٰذَا ٱلْبَيْتَ لِيَكُونَ ٱسْمِي فِيهِ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَتَكُونُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي هُنَاكَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 17 وَأَنْتَ إِنْ سَلَكْتَ أَمَامِي كَمَا سَلَكَ دَاوُدُ أَبُوكَ، وَعَمِلْتَ حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرْتُكَ بِهِ، وَحَفِظْتَ فَرَائِضِي وَأَحْكَامِي، 18 فَإِنِّي أُثَبِّتُ كُرْسِيَّ مُلْكِكَ كَمَا عَاهَدْتُ دَاوُدَ أَبَاكَ قَائِلاً: لاَ يُعْدَمُ لَكَ رَجُلٌ يَتَسَلَّطُ عَلَى إِسْرَائِيلَ. 19 وَلٰكِنْ إِنِ ٱنْقَلَبْتُمْ وَتَرَكْتُمْ فَرَائِضِي وَوَصَايَايَ ٱلَّتِي جَعَلْتُهَا أَمَامَكُمْ، وَذَهَبْتُمْ وَعَبَدْتُمْ آلِهَةً أُخْرَى وَسَجَدْتُمْ لَهَا، 20 فَإِنِّي أَقْلَعُهُمْ مِنْ أَرْضِي ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا، وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ ٱلَّذِي قَدَّسْتُهُ لٱسْمِي أَطْرَحُهُ مِنْ أَمَامِي وَأَجْعَلُهُ مَثَلاً وَهُزْأَةً فِي جَمِيعِ ٱلشُّعُوبِ. 21 وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ ٱلَّذِي كَانَ مُرْتَفِعاً، كُلُّ مَنْ يَمُرُّ بِهِ يَتَعَجَّبُ وَيَقُولُ: لِمَاذَا عَمِلَ ٱلرَّبُّ هٰكَذَا لِهٰذِهِ ٱلأَرْضِ وَلِهٰذَا ٱلْبَيْتِ؟ 22 فَيَقُولُونَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِمِ ٱلَّذِي أَخْرَجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَتَمَسَّكُوا بِآلِهَةٍ أُخْرَى وَسَجَدُوا لَهَا وَعَبَدُوهَا، لِذٰلِكَ جَلَبَ عَلَيْهِمْ كُلَّ هٰذَا ٱلشَّرِّ».

(انظر 1ملوك 9: 1 - 9).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ

1 - 18 «1 وَبَعْدَ نِهَايَةِ عِشْرِينَ سَنَةً، بَعْدَ أَنْ بَنَى سُلَيْمَانُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ وَبَيْتَهُ، 2 بَنَى سُلَيْمَانُ ٱلْمُدُنَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا حُورَامُ لِسُلَيْمَانَ وَأَسْكَنَ فِيهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ. 3 وَذَهَبَ سُلَيْمَانُ إِلَى حَمَاةِ صُوبَةَ وَقَوِيَ عَلَيْهَا. 4 وَبَنَى تَدْمُرَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ وَجَمِيعَ مُدُنِ ٱلْمَخَازِنِ ٱلَّتِي بَنَاهَا فِي حَمَاةَ. 5 وَبَنَى بَيْتَ حُورُونَ ٱلْعُلْيَا وَبَيْتَ حُورُونَ ٱلسُّفْلَى، مُدُناً حَصِينَةً بِأَسْوَارٍ وَأَبْوَابٍ وَعَوَارِضَ. 6 وَبَعْلَةَ وَكُلَّ مُدُنِ ٱلْمَخَازِنِ ٱلَّتِي كَانَتْ لِسُلَيْمَانَ، وَجَمِيعَ مُدُنِ ٱلْمَرْكَبَاتِ وَمُدُنِ ٱلْفُرْسَانِ وَكُلَّ مَرْغُوبِ سُلَيْمَانَ ٱلَّذِي رَغِبَ أَنْ يَبْنِيَهُ فِي أُورُشَلِيمَ وَفِي لُبْنَانَ وَفِي كُلِّ أَرْضِ سُلْطَانِهِ. 7 أَمَّا جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ ٱلْبَاقِي مِنَ ٱلْحِثِّيِّينَ وَٱلأَمُورِيِّينَ وَٱلْفِرِزِّيِّينَ وَٱلْحِوِّيِّينَ وَٱلْيَبُوسِيِّينَ ٱلَّذِينَ لَيْسُوا مِنْ إِسْرَائِيلَ 8 مِنْ بَنِيهِمِ، ٱلَّذِينَ بَقُوا بَعْدَهُمْ فِي ٱلأَرْضِ، ٱلَّذِينَ لَمْ يُفْنِهِمْ بَنُو إِسْرَائِيلَ، فَجَعَلَ سُلَيْمَانُ عَلَيْهِمْ سُخْرَةً إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. 9 وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ فَلَمْ يَجْعَلْ سُلَيْمَانُ مِنْهُمْ عَبِيداً لِشُغْلِهِ لأَنَّهُمْ رِجَالُ ٱلْقِتَالِ وَرُؤَسَاءُ قُوَّادِهِ وَرُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتِهِ وَفُرْسَانِهِ. 10 وَهٰؤُلاَءِ رُؤَسَاءُ ٱلْمُوَكَّلِينَ ٱلَّذِينَ لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ، مِئَتَانِ وَخَمْسُونَ ٱلْمُتَسَلِّطُونَ عَلَى ٱلشَّعْبِ. 11 وَأَمَّا بِنْتُ فِرْعَوْنَ فَأَصْعَدَهَا سُلَيْمَانُ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ إِلَى ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَاهُ لَهَا، لأَنَّهُ قَالَ: لاَ تَسْكُنِ ٱمْرَأَةٌ لِي فِي بَيْتِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ ٱلأَمَاكِنَ ٱلَّتِي دَخَلَ إِلَيْهَا تَابُوتُ ٱلرَّبِّ إِنَّمَا هِيَ مُقَدَّسَةٌ. 12 حِينَئِذٍ أَصْعَدَ سُلَيْمَانُ مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ عَلَى مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي بَنَاهُ قُدَّامَ ٱلرِّوَاقِ. 13 أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ مِنَ ٱلْمُحْرَقَاتِ حَسَبَ وَصِيَّةِ مُوسَى فِي ٱلسُّبُوتِ وَٱلأَهِلَّةِ وَٱلْمَوَاسِمِ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فِي ٱلسَّنَةِ، فِي عِيدِ ٱلْفَطِيرِ وَعِيدِ ٱلأَسَابِيعِ وَعِيدِ ٱلْمَظَالِّ. 14 وَأَوْقَفَ حَسَبَ قَضَاءِ دَاوُدَ أَبِيهِ فِرَقَ ٱلْكَهَنَةِ عَلَى خِدْمَتِهِمْ وَٱللاَّوِيِّينَ عَلَى حِرَاسَاتِهِمْ (لِلتَّسْبِيحِ وَٱلْخِدْمَةِ أَمَامَ ٱلْكَهَنَةِ) عَمَلِ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ، وَٱلْبَوَّابِينَ حَسَبَ فِرَقِهِمْ عَلَى كُلِّ بَابٍ. لأَنَّهُ هٰكَذَا هِيَ وَصِيَّةُ دَاوُدَ رَجُلِ ٱللّٰهِ. 15 وَلَمْ يَحِيدُوا عَنْ وَصِيَّةِ ٱلْمَلِكِ عَلَى ٱلْكَهَنَةِ وَٱللاَّوِيِّينَ فِي كُلِّ أَمْرٍ وَفِي ٱلْخَزَائِنِ. 16 فَتَهَيَّأَ كُلُّ عَمَلِ سُلَيْمَانَ إِلَى يَوْمِ تَأْسِيسِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَإِلَى نِهَايَتِهِ. فَكَمُلَ بَيْتُ ٱلرَّبِّ. 17 حِينَئِذٍ ذَهَبَ سُلَيْمَانُ إِلَى عِصْيُونَ جَابِرَ وَإِلَى أَيْلَةَ عَلَى شَاطِئِ ٱلْبَحْرِ فِي أَرْضِ أَدُومَ. 18 وَأَرْسَلَ لَهُ حُورَامُ بِيَدِ عَبِيدِهِ سُفُناً وَعَبِيداً يَعْرِفُونَ ٱلْبَحْرَ، فَأَتَوْا مَعَ عَبِيدِ سُلَيْمَانَ إِلَى أُوفِيرَ، وَأَخَذُوا مِنْ هُنَاكَ أَرْبَعَ مِئَةٍ وَخَمْسِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ وَأَتَوْا بِهَا إِلَى ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ».

(انظر تفسير 1ملوك 9: 10 - 28).

حَمَاةِ صُوبَةَ (ع 3) إما حماة المعروفة لكونها مجاورة لمملكة صوبة أو مدينة مجهولة في مملكة صوبة (2صموئيل 8: 3 و9).

مُدُنِ ٱلْمَخَازِنِ ٱلَّتِي بَنَاهَا فِي حَمَاةَ (ع 4) أي في بلاد حماة وربما كانت هذه المدن في البقاع.

مِئَتَانِ وَخَمْسُونَ (ع 10) وفي (1ملوك 9: 23) خمس مئة وخمسون. (انظر تفسير 1ملوك 5: 16).

لاَ تَسْكُنِ ٱمْرَأَةٌ لِي فِي بَيْتِ دَاوُدَ (ع 11) (1ملوك 3: 1).

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ

1 - 31 «1 وَسَمِعَتْ مَلِكَةُ سَبَا بِخَبَرِ سُلَيْمَانَ، فَأَتَتْ لِتَمْتَحِنَ سُلَيْمَانَ بِمَسَائِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ بِمَوْكِبٍ عَظِيمٍ جِدّاً، وَجِمَالٍ حَامِلَةٍ أَطْيَاباً وَذَهَباً بِكَثْرَةٍ وَحِجَارَةً كَرِيمَةً، فَأَتَتْ إِلَى سُلَيْمَانَ وَكَلَّمَتْهُ عَنْ كُلِّ مَا فِي قَلْبِهَا. 2 فَأَخْبَرَهَا سُلَيْمَانُ بِكُلِّ كَلاَمِهَا. وَلَمْ يُخْفَ عَنْ سُلَيْمَانَ أَمْرٌ إِلاَّ وَأَخْبَرَهَا بِهِ. 3 فَلَمَّا رَأَتْ مَلِكَةُ سَبَا حِكْمَةَ سُلَيْمَانَ وَٱلْبَيْتَ ٱلَّذِي بَنَاهُ 4 وَطَعَامَ مَائِدَتِهِ وَمَجْلِسَ عَبِيدِهِ وَمَوْقِفَ خُدَّامِهِ وَمَلاَبِسَهُمْ وَسُقَاتَهُ وَمَلاَبِسَهُمْ وَمُحْرَقَاتِهِ ٱلَّتِي كَانَ يُصْعِدُهَا فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ، لَمْ تَبْقَ فِيهَا رُوحٌ بَعْدُ. 5 فَقَالَتْ لِلْمَلِكِ: صَحِيحٌ ٱلْخَبَرُ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ فِي أَرْضِي عَنْ أُمُورِكَ وَعَنْ حِكْمَتِكَ! 6 وَلَمْ أُصَدِّقْ كَلاَمَهُمْ حَتَّى جِئْتُ وَأَبْصَرَتْ عَيْنَايَ، فَهُوَذَا لَمْ أُخْبَرْ بِنِصْفِ كَثْرَةِ حِكْمَتِكَ. زِدْتَ عَلَى ٱلْخَبَرِ ٱلَّذِي سَمِعْتُهُ. 7 فَطُوبَى لِرِجَالِكَ وَطُوبَى لِعَبِيدِكَ هٰؤُلاَءِ ٱلْوَاقِفِينَ أَمَامَكَ دَائِماً وَٱلسَّامِعِينَ حِكْمَتَكَ. 8 لِيَكُنْ مُبَارَكاً ٱلرَّبُّ إِلٰهُكَ ٱلَّذِي سُرَّ بِكَ وَجَعَلَكَ عَلَى كُرْسِيِّهِ مَلِكاً لِلرَّبِّ إِلٰهِكَ. لأَنَّ إِلٰهَكَ أَحَبَّ إِسْرَائِيلَ لِيُثْبِتَهُ إِلَى ٱلأَبَدِ قَدْ جَعَلَكَ عَلَيْهِمْ مَلِكاً، لِتُجْرِيَ حُكْماً وَعَدْلاً. 9 وَأَهْدَتْ لِلْمَلِكِ مِئَةً وَعِشْرِينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ وَأَطْيَاباً كَثِيرَةً جِدّاً وَحِجَارَةً كَرِيمَةً، وَلَمْ يَكُنْ مِثْلُ ذٰلِكَ ٱلطِّيبِ ٱلَّذِي أَهْدَتْهُ مَلِكَةُ سَبَا لِلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ. 10 وَكَذَا عَبِيدُ حُورَامَ وَعَبِيدُ سُلَيْمَانَ ٱلَّذِينَ جَلَبُوا ذَهَباً مِنْ أُوفِيرَ أَتَوْا بِخَشَبِ ٱلصَّنْدَلِ وَحِجَارَةٍ كَرِيمَةٍ. 11 وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ خَشَبَ ٱلصَّنْدَلِ دَرَجاً لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ وَبَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَأَعْوَاداً وَرَبَاباً، وَلَمْ يُرَ مِثْلُهَا قَبْلُ فِي أَرْضِ يَهُوذَا. 12 وَأَعْطَى ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مَلِكَةَ سَبَا كُلَّ مُشْتَهَاهَا ٱلَّذِي طَلَبَتْ فَضْلاً عَمَّا أَتَتْ بِهِ إِلَى ٱلْمَلِكِ. فَٱنْصَرَفَتْ وَذَهَبَتْ إِلَى أَرْضِهَا هِيَ وَعَبِيدُهَا. 13 وَكَانَ وَزْنُ ٱلذَّهَبِ ٱلَّذِي جَاءَ سُلَيْمَانَ فِي سَنَةٍ وَاحِدَةٍ سِتَّ مِئَةٍ وَسِتّاً وَسِتِّينَ وَزْنَةَ ذَهَبٍ، 14 فَضْلاً عَنِ ٱلَّذِي جَاءَ بِهِ ٱلتُّجَّارُ وَٱلْمُسْتَبْضِعُونَ. وَكُلُّ مُلُوكِ ٱلْعَرَبِ وَوُلاَةُ ٱلأَرْضِ كَانُوا يَأْتُونَ بِذَهَبٍ وَفِضَّةٍ إِلَى سُلَيْمَانَ. 15 وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ مِئَتَيْ تُرْسٍ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ، خَصَّ ٱلتُّرْسَ ٱلْوَاحِدَ سِتُّ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ ٱلْمُطَرَّقِ، 16 وَثَلاَثَ مِئَةِ مِجَنٍّ مِنْ ذَهَبٍ مُطَرَّقٍ، خَصَّ ٱلْمِجَنَّ ٱلْوَاحِدَ ثَلاَثُ مِئَةِ شَاقِلٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ. وَجَعَلَهَا ٱلْمَلِكُ فِي بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ. 17 وَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ كُرْسِيّاً عَظِيماً مِنْ عَاجٍ وَغَشَّاهُ بِذَهَبٍ خَالِصٍ. 18 وَلِلْكُرْسِيِّ سِتُّ دَرَجَاتٍ. وَلِلْكُرْسِيِّ مَوْطِئٌ مِنْ ذَهَبٍ كُلُّهَا مُتَّصِلَةٌ، وَيَدَانِ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ عَلَى مَكَانِ ٱلْجُلُوسِ، وَأَسَدَانِ وَاقِفَانِ بِجَانِبِ ٱلْيَدَيْنِ. 19 وَٱثْنَا عَشَرَ أَسَداً وَاقِفَةٌ هُنَاكَ عَلَى ٱلدَّرَجَاتِ ٱلسِّتِّ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَاكَ. لَمْ يُعْمَلْ مِثْلُهُ فِي جَمِيعِ ٱلْمَمَالِكِ. 20 وَجَمِيعُ آنِيَةِ شُرْبِ ٱلْمَلِكِ سُلَيْمَانَ مِنْ ذَهَبٍ، وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ وَعْرِ لُبْنَانَ مِنْ ذَهَبٍ خَالِصٍ. لَمْ تُحْسَبِ ٱلْفِضَّةُ شَيْئاً فِي أَيَّامِ سُلَيْمَانَ، 21 لأَنَّ سُفُنَ ٱلْمَلِكِ كَانَتْ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ مَعَ عَبِيدِ حُورَامَ، وَكَانَتْ سُفُنُ تَرْشِيشَ تَأْتِي مَرَّةً فِي كُلِّ ثَلاَثِ سِنِينَ حَامِلَةً ذَهَباً وَفِضَّةً وَعَاجاً وَقُرُوداً وَطَوَاوِيسَ. 22 فَتَعَظَّمَ ٱلْمَلِكُ سُلَيْمَانُ عَلَى كُلِّ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ فِي ٱلْغِنَى وَٱلْحِكْمَةِ. 23 وَكَانَ جَمِيعُ مُلُوكِ ٱلأَرْضِ يَلْتَمِسُونَ وَجْهَ سُلَيْمَانَ لِيَسْمَعُوا حِكْمَتَهُ ٱلَّتِي جَعَلَهَا ٱللّٰهُ فِي قَلْبِهِ. 24 وَكَانُوا يَأْتُونَ كُلُّ وَاحِدٍ بِهَدِيَّتِهِ، بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَآنِيَةِ ذَهَبٍ وَحُلَلٍ وَسِلاَحٍ وَأَطْيَابٍ وَخَيْلٍ وَبِغَالٍ سَنَةً فَسَنَةً. 25 وَكَانَ لِسُلَيْمَانَ أَرْبَعَةُ آلاَفِ مِذْوَدِ خَيْلٍ وَمَرْكَبَاتٍ وَٱثْنَا عَشَرَ أَلْفَ فَارِسٍ، فَجَعَلَهَا فِي مُدُنِ ٱلْمَرْكَبَاتِ وَمَعَ ٱلْمَلِكِ فِي أُورُشَلِيمَ. 26 وَكَانَ مُتَسَلِّطاً عَلَى جَمِيعِ ٱلْمُلُوكِ مِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَرْضِ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَإِلَى تُخُومِ مِصْرَ. 27 وَجَعَلَ ٱلْمَلِكُ ٱلْفِضَّةَ فِي أُورُشَلِيمَ مِثْلَ ٱلْحِجَارَةِ وَجَعَلَ ٱلأَرْزَ مِثْلَ ٱلْجُمَّيْزِ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّهْلِ فِي ٱلْكَثْرَةِ. 28 وَكَانَ مُخْرَجُ خَيْلِ سُلَيْمَانَ مِنْ مِصْرَ وَمِنْ جَمِيعِ ٱلأَرَاضِي. 29 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ سُلَيْمَانَ ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ نَاثَانَ ٱلنَّبِيِّ، وَفِي نُبُوَّةِ أَخِيَّا ٱلشِّيلُونِيِّ، وَفِي رُؤَى يَعْدُو ٱلرَّائِي عَلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. 30 وَمَلَكَ سُلَيْمَانُ فِي أُورُشَلِيمَ عَلَى كُلِّ إِسْرَائِيلَ أَرْبَعِينَ سَنَةً. 31 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ سُلَيْمَانُ مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَمَلَكَ رَحُبْعَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

لتفسير «الأصحاح التاسع» (انظر 1ملوك ص 10).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعَاشِرُ

1 - 19 «1 وَذَهَبَ رَحُبْعَامُ إِلَى شَكِيمَ، لأَنَّهُ جَاءَ إِلَى شَكِيمَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ لِيُمَلِّكُوهُ. 2 وَلَمَّا سَمِعَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ، (وَهُوَ فِي مِصْرَ حَيْثُ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ سُلَيْمَانَ ٱلْمَلِكِ) رَجَعَ يَرُبْعَامُ مِنْ مِصْرَ. 3 فَأَرْسَلُوا وَدَعَوْهُ، فَأَتَى يَرُبْعَامُ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ وَقَالُوا لِرَحُبْعَامَ: 4 إِنَّ أَبَاكَ قَسَّى نِيرَنَا، فَٱلآنَ خَفِّفْ مِنْ عُبُودِيَّةِ أَبِيكَ ٱلْقَاسِيَةِ وَمِنْ نِيرِهِ ٱلثَّقِيلِ ٱلَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا فَنَخْدِمَكَ. 5 فَقَالَ لَهُمُ: ٱرْجِعُوا إِلَيَّ بَعْدَ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ. فَذَهَبَ ٱلشَّعْبُ. 6 فَٱسْتَشَارَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَقِفُونَ أَمَامَ سُلَيْمَانَ أَبِيهِ وَهُوَ حَيٌّ قَائِلاً: كَيْفَ تُشِيرُونَ أَنْ أَرُدَّ جَوَاباً عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ؟ 7 فَقَالُوا: إِنْ كُنْتَ صَالِحاً نَحْوَ هٰذَا ٱلشَّعْبِ وَأَرْضَيْتَهُمْ وَكَلَّمْتَهُمْ كَلاَماً حَسَناً، يَكُونُونَ لَكَ عَبِيداً كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 8 فَتَرَكَ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ ٱلَّتِي أَشَارُوا بِهَا عَلَيْهِ، وَٱسْتَشَارَ ٱلأَحْدَاثَ ٱلَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ وَوَقَفُوا أَمَامَهُ 9 وَسَأَلَهُمْ: بِمَاذَا تُشِيرُونَ أَنْتُمْ فَنَرُدَّ جَوَاباً عَلَى هٰذَا ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ كَلَّمُونِي قَائِلِينَ: خَفِّفْ مِنَ ٱلنِّيرِ ٱلَّذِي جَعَلَهُ عَلَيْنَا أَبُوكَ؟ 10 فَأَجَابَ ٱلأَحْدَاثُ ٱلَّذِينَ نَشَأُوا مَعَهُ: هٰكَذَا تَقُولُ لِلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ قَالُوا إِنَّ أَبَاكَ ثَقَّلَ نِيرَنَا وَأَمَّا أَنْتَ فَخَفِّفْ عَنَّا: إِنَّ خِنْصَرِي أَغْلَظُ مِنْ وَسْطِ أَبِي. 11 وَٱلآنَ أَبِي حَمَّلَكُمْ نِيراً ثَقِيلاً وَأَنَا أَزِيدُ عَلَى نِيرِكُمْ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِٱلسِّيَاطِ وَأَمَّا أَنَا فَبِٱلْعَقَارِبِ. 12 فَجَاءَ يَرُبْعَامُ وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ إِلَى رَحُبْعَامَ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ كَمَا أَمَرَ ٱلْمَلِكُ: ٱرْجِعُوا إِلَيَّ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ. 13 فَأَجَابَهُمُ ٱلْمَلِكُ بِقَسَاوَةٍ، وَتَرَكَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ مَشُورَةَ ٱلشُّيُوخِ 14 وَكَلَّمَهُمْ حَسَبَ مَشُورَةِ ٱلأَحْدَاثِ قَائِلاً: أَبِي ثَقَّلَ نِيرَكُمْ وَأَنَا أَزِيدُ عَلَيْهِ. أَبِي أَدَّبَكُمْ بِٱلسِّيَاطِ وَأَمَّا أَنَا فَبِٱلْعَقَارِبِ. 15 وَلَمْ يَسْمَعِ ٱلْمَلِكُ لِلشَّعْبِ لأَنَّ ٱلسَّبَبَ كَانَ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ، لِيُقِيمَ ٱلرَّبُّ كَلاَمَهُ ٱلَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ عَنْ يَدِ أَخِيَّا ٱلشِّيلُونِيِّ إِلَى يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ. 16 فَلَمَّا رَأَى كُلُّ إِسْرَائِيلَ أَنَّ ٱلْمَلِكَ لَمْ يَسْمَعْ لَهُمْ، قَالَ ٱلشَّعْبُ لِلْمَلِكِ: أَيُّ قِسْمٍ لَنَا فِي دَاوُدَ! وَلاَ نَصِيبَ لَنَا فِي ٱبْنِ يَسَّى. كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ يَا إِسْرَائِيلُ. ٱلآنَ ٱنْظُرْ إِلَى بَيْتِكَ يَا دَاوُدُ! وَذَهَبَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ إِلَى خِيَامِهِمْ. 17 وَأَمَّا بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلسَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا فَمَلَكَ عَلَيْهِمْ رَحُبْعَامُ. 18 ثُمَّ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ هَدُورَامَ ٱلَّذِي عَلَى ٱلتَّسْخِيرِ، فَرَجَمَهُ بَنُو إِسْرَائِيلَ بِٱلْحِجَارَةِ فَمَاتَ. فَبَادَرَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ وَصَعِدَ إِلَى ٱلْمَرْكَبَةِ لِيَهْرُبَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، 19 فَعَصَى إِسْرَائِيلُ بَيْتَ دَاوُدَ إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ».

لتفسير «الأصحاح العاشر» (انظر 1ملوك 12: 1 - 20).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي عَشَرَ

1 - 4 «1 وَلَمَّا جَاءَ رَحُبْعَامُ إِلَى أُورُشَلِيمَ جَمَعَ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ مِئَةً وَثَمَانِينَ أَلْفَ مُخْتَارٍ مُحَارِبٍ لِيُحَارِبَ إِسْرَائِيلَ، لِيَرُدَّ ٱلْمُلْكَ إِلَى رَحُبْعَامَ. 2 وَكَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى شَمَعْيَا رَجُلِ ٱللّٰهِ 3 قُلْ لِرَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ مَلِكِ يَهُوذَا وَكُلِّ إِسْرَائِيلَ فِي يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ: 4 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: لاَ تَصْعَدُوا وَلاَ تُحَارِبُوا إِخْوَتَكُمْ. ٱرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ، لأَنَّهُ مِنْ قِبَلِي صَارَ هٰذَا ٱلأَمْرُ. فَسَمِعُوا لِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ وَرَجَعُوا عَنِ ٱلذَّهَابِ ضِدَّ يَرُبْعَامَ».

(انظر 1ملوك 12: 21 - 24).

5 - 12 «5 وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ فِي أُورُشَلِيمَ وَبَنَى مُدُناً لِلْحِصَارِ فِي يَهُوذَا. 6 فَبَنَى بَيْتَ لَحْمٍ وَعِيطَامَ وَتَقُوعَ 7 وَبَيْتَ صُورَ وَسُوكُوَ وَعَدُلاَّمَ 8 وَجَتَّ وَمَرِيشَةَ وَزِيفَ 9 وَأَدُورَايِمَ وَلَخِيشَ وَعَزِيقَةَ 10 وَصَرْعَةَ وَأَيَّلُونَ وَحَبْرُونَ ٱلَّتِي فِي يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ مُدُناً حَصِينَةً. 11 وَشَدَّدَ ٱلْحُصُونَ وَجَعَلَ فِيهَا قُوَّاداً وَخَزَائِنَ مَأْكَلٍ وَزَيْتٍ وَخَمْرٍ 12 وَأَتْرَاساً فِي كُلِّ مَدِينَةٍ وَرِمَاحاً، وَشَدَّدَهَا كَثِيراً جِدّاً، وَكَانَ لَهُ يَهُوذَا وَبَنْيَامِينُ».

والمدن الحصينة المذكورة هي إلى جهة الجنوب والغرب لأنه خاف من مصر. وسنرى (ص 12) إن الغازي أتى من مصر والمدن الحصينة لم تمنعه.

بَيْتَ لَحْمٍ (ع 6) مدينة قديمة اسمها الأول أفراتة (تكوين 35: 16 و19) لم يبنها رحبعام بل حصّنها وهي تبعد عن أورشليم نحو 6 أميال واشتهرت لكونها مدينة داود مسقط رأس يسوع.

عِيطَامَ قرب بيت لحم وتبعد عن أورشليم نحو 7 أميال وفيها ينبوع ماء كان منه قناة إلى أورشليم في أيام سليمان حسب قول التلمود.

تَقُوعَ تبعد عن بيت لحم 6 أميال أقامت فيها الامرأة الحكيمة (2صموئيل 14: 2) وكانت مدينة النبي عاموس.

بَيْتَ صُورَ (ع 7) تبعد عن حبرون نحو 5 أميال إلى الشمال.

سُوكُوَ إلى جهة الغرب من بيت لحم وتبعد عنها نحو 15 ميلاً وبجوارها قتل داود جليات (1صموئيل 17: 1).

عَدُلاَّمَ على بعد نحو 20 ميلاً من أورشليم غرباً بجنوب وبقربها المغارة التي سكنها داود ورجاله (1صموئيل 22: 1).

جَتَّ (ع 8) مدينة للفلسطينيين موقعها مجهول (1صموئيل 6: 17) وصارت لإسرائيل في أيام صموئيل (1صموئيل 7: 14) وفي أيام داود (1أيام 18: 1).

مَرِيشَةَ في بلاد يهوذا المنخفضة.

زِيفَ تبعد 4 أميال عن حبرون إلى جهة الجنوب. إليها هرب داود من وجه شاول واختبأ فيها (1صموئيل 23: 14).

أَدُورَايِمَ (ع 9) تبعد عن حبرون 5 أميال إلى الغرب.

لَخِيشَ هي منيعة جداً وموقعها على تل أخذها يشوع (يشوع 10: 32) وهي تبعد عن أورشليم نحو 40 ميلاً إلى جهة الجنوب الغربي على طريق غزة ومصر.

عَزِيقَةَ مدينة في سفلة يهوذا موقعها مجهول.

صَرْعَةَ (ع 10) في ساحل يهوذا أُعطيت لدان (يشوع 15: 33) كانت مسقط رأس شمشون.

أَيَّلُونَ اسمها اليوم يالو على بعد 14 ميلاً إلى الغرب من أورشليم شمالي طريق يافا. كانت للاويين في سبط دان ثم دخلت في تخوم بنيامين.

حَبْرُونَ الخليل المعروفة اليوم والمذكورة كثيراً في الكتاب سكنها إبراهيم وإسحاق ويعقوب ودُفن فيها سارة وإبراهيم وإسحاق ورفقة وليئة ويعقوب وكانت من مدن الكهنة ومدن الملجإ وملك داود فيها 7 سنين.

يَهُوذَا وَبَنْيَامِينُ عند انقسام المملكة لم يكن لرحبعام إلا يهوذا فقط (1ملوك 12: 20) وبعد ذلك اتحد بنيامين مع يهوذا (1ملوك 12: 21) وكانت مدينة أورشليم على التخم بين يهوذا وبينامين.

13 - 17 «13 وَٱلْكَهَنَةُ وَٱللاَّوِيُّونَ ٱلَّذِينَ فِي كُلِّ إِسْرَائِيلَ مَثَلُوا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ جَمِيعِ تُخُومِهِمْ، 14 لأَنَّ ٱللاَّوِيِّينَ تَرَكُوا مَرَاعِيَهُمْ وَأَمْلاَكَهُمْ وَٱنْطَلَقُوا إِلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، لأَنَّ يَرُبْعَامَ وَبَنِيهِ رَفَضُوهُمْ مِنْ أَنْ يَكْهَنُوا لِلرَّبِّ 15 وَأَقَامَ لِنَفْسِهِ كَهَنَةً لِلْمُرْتَفَعَاتِ وَلِلتُّيُوسِ وَلِلْعُجُولِ ٱلَّتِي عَمِلَ. 16 وَبَعْدَهُمْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِينَ وَجَّهُوا قُلُوبَهُمْ إِلَى طَلَبِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ لِيَذْبَحُوا لِلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِهِمْ. 17 وَشَدَّدُوا مَمْلَكَةَ يَهُوذَا وَقَوَّوْا رَحُبْعَامَ بْنَ سُلَيْمَانَ ثَلاَثَ سِنِينَ، لأَنَّهُمْ سَارُوا فِي طَرِيقِ دَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ ثَلاَثَ سِنِينَ».

إن الكهنة واللاويين الذين وجهوا قلوبهم إلى طلب الرب جاءوا إلى أورشليم فشددوا المملكة وقوّوا الملك. وأركان المملكة هي الأتقياء فيها وليس المدن المحصنة والخيل والمركبات والخزائن والسلاح.

لأَنَّ يَرُبْعَامَ وَبَنِيهِ رَفَضُوهُمْ (ع 14) (انظر 1ملوك 12: 31 - 33).

تُّيُوسِ (ع 15) (انظر لاويين 17: 7) إن سفر الملوك يذكر عبادة العجول وهنا إشارة إلى نوع آخر من العبادة الوثنية. ومن خرافاتهم أن الشياطين أخذوا أجساد تيوس.

18 - 23 «18 وَاتَّخَذَ رَحُبْعَامُ لِنَفْسِهِ ٱمْرَأَةً: مَحْلَةَ بِنْتَ يَرِيمُوثَ بْنِ دَاوُدَ، وَأَبِيجَايِلَ بِنْتَ أَلِيآبَ بْنِ يَسَّى. 19 فَوَلَدَتْ لَهُ بَنِينَ: يَعُوشَ وَشَمَرْيَا وَزَاهَمَ 20 ثُمَّ بَعْدَهَا أَخَذَ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ، فَوَلَدَتْ لَهُ أَبِيَّا وَعَتَّايَ وَزِيزَا وَشَلُومِيثَ. 21 وَأَحَبَّ رَحُبْعَامُ مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ نِسَائِهِ وَسَرَارِيهِ، لأَنَّهُ اتَّخَذَ ثَمَانِيَ عَشَرَةَ ٱمْرَأَةً وَسِتِّينَ سُرِّيَّةً، وَوَلَدَ ثَمَانِيَةً وَعِشْرِينَ ٱبْناً وَسِتِّينَ ٱبْنَةً. 22 وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ أَبِيَّا ٱبْنَ مَعْكَةَ رَأْساً وَقَائِداً بَيْنَ إِخْوَتِهِ لِيُمَلِّكَهُ. 23 وَكَانَ فَهِيماً، وَفَرَّقَ مِنْ كُلِّ بَنِيهِ فِي جَمِيعِ أَرَاضِي يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ فِي كُلِّ ٱلْمُدُنِ ٱلْحَصِينَةِ وَأَعْطَاهُمْ زَاداً بِكَثْرَةٍ. وَطَلَبَ نِسَاءً كَثِيرَةً».

ربما هنا اقتباس من أخبار عدو الرائي عن الانتساب (12: 15).

يَرِيمُوثَ بْنِ دَاوُدَ (ع 18) لم يذكر هذا الاسم بين أبناء داود (1أيام 3: 1 - 8 و14: 4 - 7) ولعله ابن إحدى سراري داود.

بِنْتَ أَلِيآبَ بْنِ يَسَّى (1صموئيل 16: 6) وربما كانت حفيدته لأن أليآب كان أخا داود الأكبر.

مَعْكَةَ بِنْتَ أَبْشَالُومَ (13: 2 وانظر 1ملوك 15: 2).

وَأَقَامَ رَحُبْعَامُ أَبِيَّا (ع 22) الظاهر أن يعوش كان بكره (ع 19) فكان له الباكورة (تثنية 21: 15 - 17) من جهة وراثة الأملاك وأما الملك فكان أحياناً لابن أصغر كما كان سليمان وهو أصغر من أخيه أدونيا.

وَكَانَ فَهِيماً (ع 23) جاهلاً في بعض أموره وفهيماً في بعضها.

وَطَلَبَ نِسَاءً كَثِيرَةً طلبهن لنفسه أو لأولاده وهذا هو الأرجح.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي عَشَرَ

1 - 16 «1 وَلَمَّا تَثَبَّتَتْ مَمْلَكَةُ رَحُبْعَامَ وَتَشَدَّدَتْ، تَرَكَ شَرِيعَةَ ٱلرَّبِّ هُوَ وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ. 2 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةِ لِلْمَلِكِ رَحُبْعَامَ صَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ لأَنَّهُمْ خَانُوا ٱلرَّبَّ 3 بِأَلْفٍ وَمِئَتَيْ مَرْكَبَةٍ وَسِتِّينَ أَلْفَ فَارِسٍ، وَلَمْ يَكُنْ عَدَدٌ لِلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَهُ مِنْ مِصْرَ: لُوبِيِّينَ وَسُكِّيِّينَ وَكُوشِيِّينَ. 4 وَأَخَذَ ٱلْمُدُنَ ٱلْحَصِينَةَ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا وَأَتَى إِلَى أُورُشَلِيمَ. 5 فَجَاءَ شَمَعْيَا ٱلنَّبِيُّ إِلَى رَحُبْعَامَ وَرُؤَسَاءِ يَهُوذَا ٱلَّذِينَ ٱجْتَمَعُوا فِي أُورُشَلِيمَ مِنْ وَجْهِ شِيشَقَ وَقَالَ لَهُمْ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: أَنْتُمْ تَرَكْتُمُونِي وَأَنَا أَيْضاً تَرَكْتُكُمْ لِيَدِ شِيشَقَ. 6 فَتَذَلَّلَ رُؤَسَاءُ إِسْرَائِيلَ وَٱلْمَلِكُ وَقَالُوا: بَارٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ. 7 فَلَمَّا رَأَى ٱلرَّبُّ أَنَّهُمْ تَذَلَّلُوا، كَانَ كَلاَمُ ٱلرَّبِّ إِلَى شَمَعْيَا: قَدْ تَذَلَّلُوا فَلاَ أُهْلِكُهُمْ بَلْ أُعْطِيهِمْ قَلِيلاً مِنَ ٱلنَّجَاةِ، وَلاَ يَنْصَبُّ غَضَبِي عَلَى أُورُشَلِيمَ بِيَدِ شِيشَقَ 8 لٰكِنَّهُمْ يَكُونُونَ لَهُ عَبِيداً وَيَعْلَمُونَ خِدْمَتِي وَخِدْمَةَ مَمَالِكِ ٱلأَرَاضِي. 9 فَصَعِدَ شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ عَلَى أُورُشَلِيمَ وَأَخَذَ خَزَائِنَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَخَزَائِنَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، أَخَذَ ٱلْجَمِيعَ، وَأَخَذَ أَتْرَاسَ ٱلذَّهَبِ ٱلَّتِي عَمِلَهَا سُلَيْمَانُ. 10 فَعَمِلَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ عِوَضاً عَنْهَا أَتْرَاسَ نُحَاسٍ وَسَلَّمَهَا إِلَى أَيْدِي رُؤَسَاءِ ٱلسُّعَاةِ ٱلْحَافِظِينَ بَابَ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ. 11 وَكَانَ إِذَا دَخَلَ ٱلْمَلِكُ بَيْتَ ٱلرَّبِّ يَأْتِي ٱلسُّعَاةُ وَيَحْمِلُونَهَا، ثُمَّ يُرْجِعُونَهَا إِلَى غُرْفَةِ ٱلسُّعَاةِ. 12 وَلَمَّا تَذَلَّلَ ٱرْتَدَّ عَنْهُ غَضَبُ ٱلرَّبِّ فَلَمْ يُهْلِكْهُ تَمَاماً. وَكَذٰلِكَ كَانَ فِي يَهُوذَا أُمُورٌ حَسَنَةٌ. 13 فَتَشَدَّدَ ٱلْمَلِكُ رَحُبْعَامُ فِي أُورُشَلِيمَ وَمَلَكَ، لأَنَّ رَحُبْعَامَ كَانَ ٱبْنَ إِحْدَى وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ ٱلْمَدِينَةِ ٱلَّتِي ٱخْتَارَهَا ٱلرَّبُّ لِيَضَعَ ٱسْمَهُ فِيهَا دُونَ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ نَعْمَةُ ٱلْعَمُّونِيَّةُ. 14 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ لأَنَّهُ لَمْ يُهَيِّئْ قَلْبَهُ لِطَلَبِ ٱلرَّبِّ. 15 وَأُمُورُ رَحُبْعَامَ ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ شَمَعْيَا ٱلنَّبِيِّ وَعِدُّو ٱلرَّائِي عَنِ ٱلٱنْتِسَابِ. وَكَانَتْ حُرُوبٌ بَيْنَ رَحُبْعَامَ وَيَرُبْعَامَ كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 16 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ رَحُبْعَامُ مَعَ آبَائِهِ وَدُفِنَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ أَبِيَّا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

تَرَكَ شَرِيعَةَ ٱلرَّبِّ (ع 1) سار هو وكل إسرائيل في طريق داود وسليمان ثلاث سنين وكان ذلك من فوائد الضيق ثم تقوى وبنى 15 مدينة للحصار وجعل فيها قواداً وخزائن وأتراساً فلم يخف بعد من مصر بل اتكل على مدنه المحصنة وترك الرب.

وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ مَعَهُ في سفري الملوك الاسم إسرائيل يُطلق على المملكة الشمالية والاسم يهوذا على الجنوبية. وأما في سفر أخبار الأيام فعلى شعب الله أكانوا في المملكة الشمالية أم الجنوبية (2أيام 12: 6 و15: 17 و21: 4 و28: 19 و27).

شِيشَقُ مَلِكُ مِصْرَ (ع 2) (انظر 1ملوك 14: 25 - 31). والزيادة على ما ذُكر في سفر الملوك هي أنه صعد بألف ومئتي مركبة وستين ألف فارس ولم يكن عدد للشعب الذين معه. وأما هذا الشعب فلم يستحق أن يُدعى عسكراً لأنهم بلا نظام وبلا حلل عسكرية كل واحد زاده معه لم يكلفوا شيشق شيئاً وغايتهم النهب.

لُوبِيِّينَ من لوبيا أو ليبيا الواقعة إلى الشمال الغربي من مصر.

سُكِّيِّينَ المظنون أنهم سكنوا شط البحر الأحمر الغربي وفي الترجمة السبعينية ما يدل على أنهم سكنوا المغاور.

كُوشِيِّينَ أهل جنوبي مصر الساكنين في نوبيا وسنار وكردوفان وشمالي الحبش.

شَمَعْيَا ٱلنَّبِيُّ (ع 5) وهو مؤرخ أيضاً (ع 15) وكان رجلاً أميناً للرب إذ وبخ الملك بلا خوف منه. وكان في رحبعام أمور صالحة إذ تذلل وقال «بار هو الرب» أي قبل التوبيخ من شمعيا فأعطاهم الرب قليلاً من النجاة.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ عَشَرَ

1، 2 «1 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِلْمَلِكِ يَرُبْعَامَ، مَلَكَ أَبِيَّا عَلَى يَهُوذَا. 2 مَلَكَ ثَلاَثَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ مِيخَايَا بِنْتُ أُورِيئِيلَ مِنْ جِبْعَةَ. وَكَانَتْ حَرْبٌ بَيْنَ أَبِيَّا وَيَرُبْعَامَ».

(انظر 1ملوك 15: 1 - 8). وهنا ذكر المعركة الهائلة بينه وبين يربعام.

3 - 12 «3 وَٱبْتَدَأَ أَبِيَّا فِي ٱلْحَرْبِ بِجَيْشٍ مِنْ جَبَابِرَةِ ٱلْقِتَالِ، أَرْبَعِ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ مُخْتَارٍ، وَيَرُبْعَامُ ٱصْطَفَّ لِمُحَارَبَتِهِ بِثَمَانِ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ مُخْتَارٍ، جَبَابِرَةِ بَأْسٍ. 4 وَقَامَ أَبِيَّا عَلَى جَبَلِ صَمَارَايِمَ ٱلَّذِي فِي جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَقَالَ: ٱسْمَعُونِي يَا يَرُبْعَامُ وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ. 5 أَمَا لَكُمْ أَنْ تَعْرِفُوا أَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ أَعْطَى ٱلْمُلْكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ لِدَاوُدَ إِلَى ٱلأَبَدِ وَلِبَنِيهِ بِعَهْدِ مِلْحٍ؟ 6 فَقَامَ يَرُبْعَامُ بْنُ نَبَاطَ عَبْدُ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَعَصَى سَيِّدَهُ. 7 فَٱجْتَمَعَ إِلَيْهِ رِجَالٌ بَطَّالُونَ بَنُو بَلِيَّعَالَ وَتَشَدَّدُوا عَلَى رَحُبْعَامَ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَكَانَ رَحُبْعَامُ فَتىً رَقِيقَ ٱلْقَلْبِ فَلَمْ يَثْبُتْ أَمَامَهُمْ. 8 وَٱلآنَ أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنَّكُمْ تَثْبُتُونَ أَمَامَ مَمْلَكَةِ ٱلرَّبِّ بِيَدِ بَنِي دَاوُدَ، وَأَنْتُمْ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ وَمَعَكُمْ عُجُولُ ذَهَبٍ قَدْ عَمِلَهَا يَرُبْعَامُ لَكُمْ آلِهَةً. 9 أَمَا طَرَدْتُمْ كَهَنَةَ ٱلرَّبِّ بَنِي هَارُونَ وَٱللاَّوِيِّينَ، وَعَمِلْتُمْ لأَنْفُسِكُمْ كَهَنَةً كَشُعُوبِ ٱلأَرَاضِي، كُلُّ مَنْ أَتَى لِيَمْلأَ يَدَهُ بِثَوْرٍ ٱبْنِ بَقَرٍ وَسَبْعَةِ كِبَاشٍ صَارَ كَاهِناً لِلَّذِينَ لَيْسُوا آلِهَةً! 10 وَأَمَّا نَحْنُ فَٱلرَّبُّ هُوَ إِلٰهُنَا، وَلَمْ نَتْرُكْهُ. وَٱلْكَهَنَةُ ٱلْخَادِمُونَ ٱلرَّبَّ هُمْ بَنُو هَارُونَ وَٱللاَّوِيُّونَ فِي ٱلْعَمَلِ 11 وَيُوقِدُونَ لِلرَّبِّ مُحْرَقَاتٍ كُلَّ صَبَاحٍ وَمَسَاءٍ وَبَخُورُ أَطْيَابٍ وَخُبْزُ ٱلْوُجُوهِ عَلَى ٱلْمَائِدَةِ ٱلطَّاهِرَةِ، وَمَنَارَةُ ٱلذَّهَبِ وَسُرُجُهَا لِلإِيقَادِ كُلَّ مَسَاءٍ، لأَنَّنَا نَحْنُ حَارِسُونَ حِرَاسَةَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا. وَأَمَّا أَنْتُمْ فَقَدْ تَرَكْتُمُوهُ. 12 وَهُوَذَا مَعَنَا ٱللّٰهُ رَئِيساً، وَكَهَنَتُهُ وَأَبْوَاقُ ٱلْهُتَافِ لِلْهُتَافِ عَلَيْكُمْ. فَيَا بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تُحَارِبُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِكُمْ لأَنَّكُمْ لاَ تُفْلِحُونَ».

أَرْبَعِ مِئَةِ أَلْفِ الخ (ع 3) حينما أحصى داود الشعب كان يهوذا أربع مئة وسبعين ألف رجل مستلي السيف وإسرائيل ألف ألف ومئة ألف (1أيام 21: 5) وفي (2صموئيل 24: 9) خمس مئة ألف في يهوذا وثمان مئة ألف في إسرائيل.

جَبَلِ صَمَارَايِمَ (ع 4) كانت صمارايم إحدى مدن بنيامين (يشوع 18: 22) وكان ميدان المعركة على الحدود بين يهوذا وإسرائيل.

وَقَالَ ٱسْمَعُونِي لا يمكن كل إسرائيل وهم ثمان مئة ألف أن يسمعوا صوته. وربما كلم الملك وحشمه الواقفين قباله القريبين منه. وليس ميدان الحرب مكاناً للكلام بل للفعل. فلم يتكلم يربعام بل اغتنم الفرصة وجعل الكمين يدور ليأتي من خلفهم (ع 13). ولكن في خطاب أبيا فوائد وكلامه مرتب وفصيح. ذكر أولاً أن يربعام كان قد خالف ترتيب الله في انشقاق المملكة.

عَهْدِ مِلْحٍ (ع 5) إن الملح جزء مهم لكل أنواع الطعام فيكنى به عن الطعام بالإجمال. وهنا إشارة إلى عادة قديمة وعادة لم تزل عند العرب إن الأكل معاً شبيه معاهدة فلا يجوز لأحد أن يؤذي من أكل من طعامه. وعهد ملح هنا معاهدة ثابتة بين الرب وداود ونسله.

عَبْدُ سُلَيْمَانَ (ع 6) (1ملوك 11: 26 - 28).

بَنُو بَلِيَّعَالَ (ع 7) أي عديمو الفائدة وهكذا يلقب الكتاب المقدس من كان ذميماً ولئيماً لا يخاف الله ولا يهاب إنساناً.

وَكَانَ رَحُبْعَامُ فَتىً (ع 7) كان ابن إحدى وأربعين سنة ولكنه كفتىً في قلة اختباره في الحرب والسياسة.

والأمر الثاني الذي ذكره أبيا أن يربعام كان قد أقام عبادة جديدة وثنية وطرد كهنة الرب وعمل لنفسه كهنة كشعوب الأراضي أي ليسوا من نسل هارون وهم من الجهلاء بلا معرفة وبلا تقوى.

لِيَمْلأَ يَدَهُ (ع 9) (خروج 29: 29 - 33) أي ليتخصص لخدمة كاهن والمعنى الأصلي أنه جعل في يده ما يقدمه للرب.

وَأَمَّا نَحْنُ (ع 10) نفس الكلام يدل على أن كاتب هذا السفر أحد اللاويين (انظر المقدمة) فذكر بالتفصيل أنواع خدمة اللاويين والكهنة كالقول «يقدمون محرقات... بخور أطياب وخبز الوجوه... المنارة... أبواب الهتاف الخ» (خروج 29: 38 و25: 30 - 39 وعدد 10: 8 و9). وختام كلامه أن الله معهم والذين يقاومونهم يحاربون الله فلا يُفلحون.

13 - 22 «13 وَلٰكِنْ يَرُبْعَامُ جَعَلَ ٱلْكَمِينَ يَدُورُ لِيَأْتِيَ مِنْ خَلْفِهِمْ. فَكَانُوا أَمَامَ يَهُوذَا وَٱلْكَمِينُ خَلْفَهُمْ. 14 فَٱلْتَفَتَ يَهُوذَا وَإِذَا ٱلْحَرْبُ عَلَيْهِمْ مِنْ قُدَّامٍ وَمِنْ خَلْفٍ. فَصَرَخُوا إِلَى ٱلرَّبِّ، وَبَوَّقَ ٱلْكَهَنَةُ بِٱلأَبْوَاقِ، 15 وَهَتَفَ رِجَالُ يَهُوذَا. وَلَمَّا هَتَفَ رِجَالُ يَهُوذَا ضَرَبَ ٱللّٰهُ يَرُبْعَامَ وَكُلَّ إِسْرَائِيلَ أَمَامَ أَبِيَّا وَيَهُوذَا. 16 فَٱنْهَزَمَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ أَمَامِ يَهُوذَا وَدَفَعَهُمُ ٱللّٰهُ لِيَدِهِمْ. 17 وَضَرَبَهُمْ أَبِيَّا وَقَوْمُهُ ضَرْبَةً عَظِيمَةً، فَسَقَطَ قَتْلَى مِنْ إِسْرَائِيلَ خَمْسُ مِئَةِ أَلْفِ رَجُلٍ مُخْتَارٍ. 18 فَذَلَّ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ وَتَشَجَّعَ بَنُو يَهُوذَا لأَنَّهُمُ ٱتَّكَلُوا عَلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِهِمْ. 19 وَطَارَدَ أَبِيَّا يَرُبْعَامَ وَأَخَذَ مِنْهُ مُدُناً: بَيْتَ إِيلَ وَقُرَاهَا وَيَشَانَةَ وَقُرَاهَا وَعَفْرُونَ وَقُرَاهَا. 20 وَلَمْ يَقْوَ يَرُبْعَامُ بَعْدُ فِي أَيَّامِ أَبِيَّا، فَضَرَبَهُ ٱلرَّبُّ وَمَاتَ. 21 وَتَشَدَّدَ أَبِيَّا وَاتَّخَذَ لِنَفْسِهِ أَرْبَعَ عَشَرَةَ ٱمْرَأَةً، وَوَلَدَ ٱثْنَيْنِ وَعِشْرِينَ ٱبْناً وَسِتَّ عَشَرَةَ بِنْتاً. 22 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَبِيَّا وَطُرُقُهُ وَأَقْوَالُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ ٱلنَّبِيِّ عِدُّو».

وأما يربعام فلم يوجه أفكاره إلى الكلام بل إلى العمل فكان في الأمور الحربية حكيماً أكثر من أبيا.

بَوَّقَ ٱلْكَهَنَةُ كما عند أريحا (يشوع 6: 16).

ضَرَبَ ٱللّٰهُ يَرُبْعَامَ (ع 15) ضربه بواسطة يهوذا. وربما إن الله ضرب يربعام بمرض في جسمه أيضاً (ع 20).

خَمْسُ مِئَةِ أَلْفِ (ع 17) إن بعضهم يشكّون في هذا العدد لأنه لم يكن مثله في الحروب في أيامنا فيقولون إن الذين سقطوا لم يكونوا كلهم قتلى بل كان كثيرون من الخمس مئة ألف جرحى. ويقول غيرهم أن العدد المذكور هو مجموع القتلى في كل الحروب بين يربعام وأبيا. وبعض الترجمات تترك صفراً فتقول إن عدد المحاربين كان 80000 من إسرائيل و40000 من يهوذا وعدد القتلى 50000 والبعض يقولون بوقوع غلط من الناسخ أو إن الكاتب بما أنه لاوي كثّر وزاد لغايته الخاصة. والأمر واضح إن القتال كان عظيماً جداً وبلا رحمة وكان وجهاً لوجه. لا محبة كمحبة الإخوة ولا بغض كبغضهم.

بَيْتَ إِيلَ (ع 19) مدينة معروفة فيها رأى يعقوب رؤياه وكان أحد محلات العبادة عند يربعام وكانت قريبة من حدود يهوذا. اسمها الحالي بيتين.

يَشَانَةَ... عَفْرُونَ موقعهما مجهول والظاهر أنهما بقرب بيت إيل.

وَمَاتَ (ع 20) موته مذكور هنا لأجل تتمة نبإه غير أنه مات بعد موت أبيا بسنتين (1ملوك 15: 25). كان يربعام رجلاً مقتدراً ولو قصد لكان يقدر أن يحفظ المملكة من الانقسام ولو تبع الرب كان له البركات الموعود بها لداود (1ملوك 11: 37 و38) ولكنه طلب ما لنفسه وسار بحكمته ونظر إلى الزمان الحاضر فقط فانكسر في الحرب ومات ابنه المحبوب (1ملوك 14: 1 - 18) وترك اسماً مكروهاً وفتح طريقاً سار فيه جميع خلفائه.

وَتَشَدَّدَ أَبِيَّا (ع 21) وربما كانت الخطايا المشار إليها في (1ملوك 15: 3) بعد انتصاره على إسرائيل ونتيجة افتخاره واتكاله على نفسه فسقط من تجارب النجاح.

مِدْرَسِ ٱلنَّبِيِّ عِدُّو (ع 22) ومدرس كلمة عبرانية معناها تفسير ولا سيما تفسير مع فوائد على نوع مواعظ ولم ترد في الكتاب المقدس إلا هنا وفي (24: 27).

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ عَشَرَ

1 - 8 «1 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ أَبِيَّا مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ آسَا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. فِي أَيَّامِهِ ٱسْتَرَاحَتِ ٱلأَرْضُ عَشَرَ سِنِينَ. 2 وَعَمِلَ آسَا مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ. 3 وَنَزَعَ ٱلْمَذَابِحَ ٱلْغَرِيبَةَ وَٱلْمُرْتَفَعَاتِ، وَكَسَّرَ ٱلتَّمَاثِيلَ وَقَطَّعَ ٱلسَّوَارِيَ، 4 وَقَالَ لِيَهُوذَا أَنْ يَطْلُبُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِمْ وَأَنْ يَعْمَلُوا حَسَبَ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْوَصِيَّةِ. 5 وَنَزَعَ مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَتَمَاثِيلَ ٱلشَّمْسِ، وَٱسْتَرَاحَتِ ٱلْمَمْلَكَةُ أَمَامَهُ. 6 وَبَنَى مُدُناً حَصِينَةً فِي يَهُوذَا لأَنَّ ٱلأَرْضَ ٱسْتَرَاحَتْ وَلَمْ تَكُنْ عَلَيْهِ حَرْبٌ فِي تِلْكَ ٱلسِّنِينَ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ أَرَاحَهُ. 7 وَقَالَ لِيَهُوذَا: لِنَبْنِ هٰذِهِ ٱلْمُدُنَ وَنُحَوِّطْهَا بِأَسْوَارٍ وَأَبْرَاجٍ وَأَبْوَابٍ وَعَوَارِضَ مَا دَامَتِ ٱلأَرْضُ أَمَامَنَا، لأَنَّنَا قَدْ طَلَبْنَا ٱلرَّبَّ إِلٰهَنَا. طَلَبْنَاهُ فَأَرَاحَنَا مِنْ كُلِّ جِهَةٍ. فَبَنُوا وَنَجَحُوا. 8 وَكَانَ لآسَا جَيْشٌ يَحْمِلُونَ أَتْرَاساً وَرِمَاحاً مِنْ يَهُوذَا، ثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ، وَمِنْ بِنْيَامِينَ مِنَ ٱلَّذِينَ يَحْمِلُونَ ٱلأَتْرَاسَ وَيَشُدُّونَ ٱلْقِسِيَّ مِئَتَانِ وَثَمَانُونَ أَلْفاً. كُلُّ هٰؤُلاَءِ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ».

(انظر 1ملوك 15: 7 - 15).

ٱسْتَرَاحَتِ ٱلأَرْضُ عَشَرَ سِنِينَ (ع 1) والأسباب أولاً لأن ملك إسرائيل كان قد انكسر وخسر خسارة عظيمة في الحرب بينه وبين أبيا (13: 16 - 20) وثانياً لأنه ربما كانت هنالك معاهدة بين يهوذا وآرام (16: 2 و3).

ٱلْمَذَابِحَ ٱلْغَرِيبَةَ (ع 3) من زمان سليمان الذي بنى مرتفعة لكموش وغيره على جبل الله تجاه أورشليم.

ٱلتَّمَاثِيلَ... ٱلسَّوَارِيَ (انظر 2ملوك 21: 7 وتفسيرها).

تَمَاثِيلَ ٱلشَّمْسِ (ع 5) حجارة منقوشة مصورة على نوع عواميد مستعملة في عبادة الشمس أو البعل.

وَبَنَى مُدُناً حَصِينَةً (ع 6) نستنتج إن عمله هذا كان بالحكمة وموافقاً لإرادة الرب. فاتكل على الرب واستعمل الوسائل اللازمة لأجل الدفاع وحماية المملكة.

9 - 15 «9 فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ زَارَحُ ٱلْكُوشِيُّ بِجَيْشٍ أَلْفِ أَلْفٍ، وَبِمَرْكَبَاتٍ ثَلاَثِ مِئَةٍ، وَأَتَى إِلَى مَرِيشَةَ. 10 وَخَرَجَ آسَا لِلِقَائِهِ وَٱصْطَفُّوا لِلْقِتَالِ فِي وَادِي صَفَاتَةَ عِنْدَ مَرِيشَةَ. 11 وَدَعَا آسَا ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُ: أَيُّهَا ٱلرَّبُّ، لَيْسَ فَرْقاً عِنْدَكَ أَنْ تُسَاعِدَ ٱلْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ. فَسَاعِدْنَا أَيُّهَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا لأَنَّنَا عَلَيْكَ ٱتَّكَلْنَا وَبِٱسْمِكَ قَدُمْنَا عَلَى هٰذَا ٱلْجَيْشِ. أَيُّهَا ٱلرَّبُّ أَنْتَ إِلٰهُنَا. لاَ يَقْوَ عَلَيْكَ إِنْسَانٌ. 12 فَضَرَبَ ٱلرَّبُّ ٱلْكُوشِيِّينَ أَمَامَ آسَا وَأَمَامَ يَهُوذَا، فَهَرَبَ ٱلْكُوشِيُّونَ. 13 وَطَرَدَهُمْ آسَا وَٱلشَّعْبُ ٱلَّذِي مَعَهُ إِلَى جَرَارَ، وَسَقَطَ مِنَ ٱلْكُوشِيِّينَ حَتَّى لَمْ يَكُنْ لَهُمْ حَيٌّ لأَنَّهُمُ ٱنْكَسَرُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ وَأَمَامَ جَيْشِهِ. فَحَمَلُوا غَنِيمَةً كَثِيرَةً جِدّاً. 14 وَضَرَبُوا جَمِيعَ ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي حَوْلَ جَرَارَ، لأَنَّ رُعْبَ ٱلرَّبِّ كَانَ عَلَيْهِمْ، وَنَهَبُوا كُلَّ ٱلْمُدُنِ لأَنَّهُ كَانَ فِيهَا نَهْبٌ كَثِيرٌ. 15 وَضَرَبُوا أَيْضاً خِيَامَ ٱلْمَاشِيَةِ وَسَاقُوا غَنَماً كَثِيراً وَجِمَالاً، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ».

زَارَحُ ٱلْكُوشِيُّ (ع 9) لا نجد هذا الاسم في التواريخ. يظن بعضهم أنه من بلاد العرب لأن الاسم كوش يُطلق على ما إلى جهة الغرب من البحر الأحمر وعلى ما إلى جهة الشرق منه أيضاً ويظنون أنه لا يمكن مروره في مصر لو أتى من البلاد الواقعة إلى الجنوب منه. والأرجح أنه كان من كوش في إفريقية التي تحتوي على نوبيا وسنار وكردوفان وقسم من الحبشة (12: 3) وتسلط على مصر فكان ملكاً على كوش وعلى مصر أيضاً ومتحداً مع قبائل إفريقية كاللوبيين وغيرهم (16: 8).

بِجَيْشٍ أَلْفِ أَلْفٍ أي جيش عظيم جداً لا يُذكر مثله في الكتاب المقدس ولكنهم بلا نظام فانهزموا حالاً لما اعتراهم الروح من الرب.

مَرِيشَةَ إحدى المدن التي حصّنها رحبعام في جنوبي يهوذا (11: 8).

ٱلْكَثِيرِينَ وَمَنْ لَيْسَ لَهُمْ قُوَّةٌ (ع 11) كان لآسا جيش من المسلحين بأتراس ورماح وقسي كلهم جبابرة بأس (ع 8) ولكنه اتكل على الرب اتكالاً تاماً كأن ليس له شيء.

إِلَى جَرَارَ (ع 13) على طريق مصر تبعد نحو 30 ميلاً عن مريشة و60 ميلاً عن أورشليم أي كانت الهزيمة كاملة لأن رعب الرب كان عليهم.

خِيَامَ ٱلْمَاشِيَةِ (ع 15) أي خيام أصحاب الماشية وهذا دليل على أن المتحدين مع زارح كانوا من الرعاة ومن أهل البادية. وبعد ذلك مضى على آسا ومملكته زمان بلا حرب ولم يحارب المصريون يهوذا مدة نحو 330 سنة أي إلى زمان يوشيا (35: 20).

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ عَشَرَ

إن هذا الأصحاح يحتوي على مدة نحو 20 سنة (أو عشر سنين 16: 1). كان كلام عزريا موافقاً وفي حينه لأن الملك وشعبه كانوا قد انتصروا على جيش عظيم فصاروا عرضة للافتخار والاتكال على أنفسهم. وكانت مملكة يهوذا محتاجة إلى الإصلاح وكان الملك آسا محتاجاً إلى الحكمة والنشاط لأن شعبه ربما لم يكونوا كملكهم في الغيرة وفي الإصلاح الواجب.

1 - 7 «1 وَكَانَ رُوحُ ٱللّٰهِ عَلَى عَزَرْيَا بْنِ عُودِيدَ، 2 فَخَرَجَ لِلِقَاءِ آسَا وَقَالَ لَهُ: ٱسْمَعُوا لِي يَا آسَا وَجَمِيعَ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ. ٱلرَّبُّ مَعَكُمْ مَا كُنْتُمْ مَعَهُ، وَإِنْ طَلَبْتُمُوهُ يُوجَدْ لَكُمْ، وَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَتْرُكْكُمْ. 3 وَلإِسْرَائِيلَ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ بِلاَ إِلٰهٍ حَقٍّ وَبِلاَ كَاهِنٍ مُعَلِّمٍ وَبِلاَ شَرِيعَةٍ. 4 وَلٰكِنْ لَمَّا رَجَعُوا عِنْدَمَا تَضَايَقُوا إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ وَطَلَبُوهُ وُجِدَ لَهُمْ. 5 وَفِي تِلْكَ ٱلأَزْمَانِ لَمْ يَكُنْ أَمَانٌ لِلْخَارِجِ وَلاَ لِلدَّاخِلِ، لأَنَّ ٱضْطِرَابَاتٍ كَثِيرَةً كَانَتْ عَلَى كُلِّ سُكَّانِ ٱلأَرَاضِي. 6 فَأُفْنِيَتْ أُمَّةٌ بِأُمَّةٍ وَمَدِينَةٌ بِمَدِينَةٍ، لأَنَّ ٱللّٰهَ أَزْعَجَهُمْ بِكُلِّ ضِيقٍ. 7 فَتَشَدَّدُوا أَنْتُمْ وَلاَ تَرْتَخِ أَيْدِيكُمْ لأَنَّ لِعَمَلِكُمْ أَجْراً».

رُوحُ ٱللّٰهِ أي الروح القدس غير أن الأقنوم الثالث من الثالوث الأقدس لم يُعلن جلياً في العهد القديم كما في الجديد.

عَزَرْيَا بْنِ عُودِيد لم يُذكر إلا هنا.

خَرَجَ لِلِقَاءِ آسَا (ع 2) وهو راجع بعد انتصاره على زارح وقصده ليس المدح والتهنئة كعادة الناس عندما يكلمون الملوك بل التحذير والإنذار.

ٱلرَّبُّ مَعَكُمْ مَا كُنْتُمْ مَعَهُ لا يجوز أن نطلب من الرب أن يكون معنا في الخطيئة. وعلى كل من يريد أن يكون الله معه أن يترك كل خطية ويسأل عن طريق الرب ويسير فيه.

وَإِنْ طَلَبْتُمُوهُ يُوجَدْ لَكُمْ إن الله يريد أن يكون معنا وليس المانع إلا منا. وهو مصدر كل خير وإذا كان معنا فلنا كل شيء.

لإِسْرَائِيلَ أَيَّامٌ كَثِيرَةٌ (ع 3) أشار إلى تاريخ إسرائيل من أيام القضاة فصاعداً. وكان أول خطوة من ارتدادهم ترك وسائل النعمة كالعبادة في أوقاتها وأماكنها والتعليم الديني. وغاية النبي في هذا الكلام تحريضهم على إصلاح المملكة ونزع عبادة الأصنام والرجوع إلى الرب من كل قلوبهم وكان الوقت وقتاً موافقاً لهذا الإصلاح لأن الرب نصرهم على أعدائهم وحقق لهم أنه الإله الأمين المحب القادر على كل شيء.

8 - 15 «8 فَلَمَّا سَمِعَ آسَا هٰذَا ٱلْكَلاَمَ وَنُبُوَّةَ عُودِيدَ ٱلنَّبِيِّ، تَشَدَّدَ وَنَزَعَ ٱلرَّجَاسَاتِ مِنْ كُلِّ أَرْضِ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ وَمِنَ ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي أَخَذَهَا مِنْ جَبَلِ أَفْرَايِمَ، وَجَدَّدَ مَذْبَحَ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي أَمَامَ رِوَاقِ ٱلرَّبِّ. 9 وَجَمَعَ كُلَّ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ وَٱلْغُرَبَاءَ مَعَهُمْ مِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى وَمِنْ شَمْعُونَ، لأَنَّهُمْ سَقَطُوا إِلَيْهِ مِنْ إِسْرَائِيلَ بِكَثْرَةٍ حِينَ رَأَوْا أَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُ مَعَهُ. 10 فَٱجْتَمَعُوا فِي أُورُشَلِيمَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّالِثِ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةَ عَشَرَةَ لِمُلْكِ آسَا، 11 وَذَبَحُوا لِلرَّبِّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ مِنَ ٱلْغَنِيمَةِ ٱلَّتِي جَلَبُوا سَبْعَ مِئَةٍ مِنَ ٱلْبَقَرِ وَسَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ ٱلضَّأْنِ. 12 وَدَخَلُوا فِي عَهْدٍ أَنْ يَطْلُبُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِمْ بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ وَكُلِّ أَنْفُسِهِمْ. 13 حَتَّى إِنَّ كُلَّ مَنْ لاَ يَطْلُبُ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ يُقْتَلُ مِنَ ٱلصَّغِيرِ إِلَى ٱلْكَبِيرِ مِنَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ. 14 وَحَلَفُوا لِلرَّبِّ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ وَهُتَافٍ وَبِأَبْوَاقٍ وَقُرُونٍ. 15 وَفَرِحَ كُلُّ يَهُوذَا مِنْ أَجْلِ ٱلْحَلْفِ، لأَنَّهُمْ حَلَفُوا بِكُلِّ قُلُوبِهِمْ وَطَلَبُوهُ بِكُلِّ رِضَاهُمْ فَوُجِدَ لَهُمْ، وَأَرَاحَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ».

نُبُوَّةَ عُودِيدَ (ع 8) أي نبوءة عزريا بن عوديد (ع 1) وربما غلط الناسخ إما بزيادة الاسم عوديد فالصواب «فلما سمع آسا هذا الكلام ونبوءة النبي تشدد الخ» أو بترك كلمتي «عزريا ابن» فالصواب «نبوءة عزريا بن عوديد».

نَزَعَ ٱلرَّجَاسَاتِ كان قد نزعها من قبل (14: 2 - 5) والمعنى هنا أنه ثبت في العمل الذي ابتدأ فيه وكمله.

ٱلْمُدُنِ ٱلَّتِي أَخَذَهَا إن الكتاب لا يذكر حرباً بين آسا وإسرائيل قبل الإصلاح المذكور هنا (14: 1 و6). والأرجح إن المدن المشار إليها هي التي أخذها أبيا (13: 19) والمدن المذكورة في (17: 2) هي هذه المدن أو مدن أخذها آسا بعد رجوع يعشا (16: 5).

وَجَدَّدَ مَذْبَحَ ٱلرَّبِّ مذبح المحرقة الذي كان مكانه في دار الهيكل أمام الرواق أي مدخل القدس. كان قد مضى مدة سبعين سنة من بناء الهيكل إلى زمان آسا وطبعاً احتاج المذبح إلى التجديد. وبعضهم يفهمون أن آسا قدّس المذبح من جديد لأن العبادة الوثنية كانت قد دنّسته.

رِوَاقِ (1ملوك 7: 6 و7).

وَجَمَعَ كُلَّ يَهُوذَا (ع 9) لأنه أراد أن الإصلاح لا يكون عمل الملك وحده بل عمل الشعب كلهم.

وَٱلْغُرَبَاءَ كان هذا الاجتماع بعد انشقاق المملكة بنحو 35 سنة وكان يهوذا وإسرائيل قد صاورا غرباء بعضهم عن بعض.

وَمِنْ شَمْعُونَ كان نصيبهم داخل نصيب يهوذا (يشوع 19: 1) واستولى يهوذا على بعض مدنهم. وبعضهم انضموا إلى يهوذا. تسموا غرباء نظراً لأصلهم ولقلة معرفة أكثرهم وعدم اتحادهم مع يهوذا في العبادة.

فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّالِثِ (ع 10) عيد الأسابيع في الشهر الثالث (تثنية 16: 9 - 12).

فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةَ عَشَرَةَ كانت حرب زارح في السنة الحادية عشرة (14: 1 و9) وربما بين السنة الحادية عشرة والسنة الخامسة عشرة كانت إقامة الأمور المنقلبة بسبب الحرب وكان الاستعداد للإصلاح المقصود.

مِنَ ٱلْغَنِيمَةِ (ع 11) (14: 13 - 15).

كُلَّ مَنْ لاَ يَطْلُبُ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ يُقْتَلُ (خروج 22: 20 وتثنية 13: 9 و17: 2 - 7). لأن الرب هو ملكهم ومن لا يطلبه فهو خائن وعاص وكانت العبادة الوثنية مقترنة بقبائح وسكر وسفك دم وغيرها من أمور لا تقدر الحكومة أن تغض النظر عنها ولا يجوز قتل أو سجن من يخالفنا في مذهبه إذا كان في ذلك لا يمس الأدب والراحة العمومية.

وَفَرِحَ كُلُّ يَهُوذَا (ع 15) (23: 13 ونحميا 12: 27 و42 و43).

16 - 19 «16 حَتَّى إِنَّ مَعْكَةَ أُمَّ آسَا ٱلْمَلِكِ خَلَعَهَا مِنْ أَنْ تَكُونَ مَلِكَةً لأَنَّهَا عَمِلَتْ لِسَارِيَةٍ تِمْثَالاً، وَقَطَعَ آسَا تِمْثَالَهَا وَدَقَّهُ وَأَحْرَقَهُ فِي وَادِي قَدْرُونَ. 17 وَأَمَّا ٱلْمُرْتَفَعَاتُ فَلَمْ تُنْزَعْ مِنْ إِسْرَائِيلَ. إِلاَّ أَنَّ قَلْبَ آسَا كَانَ كَامِلاً كُلَّ أَيَّامِهِ. 18 وَأَدْخَلَ أَقْدَاسَ أَبِيهِ وَأَقْدَاسَهُ إِلَى بَيْتِ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ وَٱلآنِيَةِ. 19 وَلَمْ تَكُنْ حَرْبٌ إِلَى ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لِمُلْكِ آسَا».

مَعْكَةَ أُمَّ آسَا أي جدته (1ملوك 15: 2 و10).

وَلَمْ تَكُنْ حَرْبٌ (ع 19) في (1ملوك 15: 16 و32) «وكانت حرب بين آسا وبعشا ملك إسرائيل كل أيامهما» وربما إن المعنى أن كل مملكة كانت تتعدى على الأخرى وكان قتال في أماكن وأوقات مختلفة ولكن لم تقع حرب عظيمة مهمة.

إِلَى ٱلسَّنَةِ ٱلْخَامِسَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ (انظر تفسير 16: 1).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ عَشَرَ

1 - 14 «1 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّادِسَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ لِمُلْكِ آسَا صَعِدَ بَعْشَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ عَلَى يَهُوذَا، وَبَنَى ٱلرَّامَةَ لِكَيْلاَ يَدَعَ أَحَداً يَخْرُجُ أَوْ يَدْخُلُ إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا. 2 وَأَخْرَجَ آسَا فِضَّةً وَذَهَباً مِنْ خَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَبَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَأَرْسَلَ إِلَى بَنْهَدَدَ مَلِكِ أَرَامَ ٱلسَّاكِنِ فِي دِمَشْقَ قَائِلاً: 3 إِنَّ بَيْنِي وَبَيْنَكَ وَبَيْنَ أَبِي وَأَبِيكَ عَهْداً. هُوَذَا قَدْ أَرْسَلْتُ لَكَ فِضَّةً وَذَهَباً، فَتَعَالَ ٱنْقُضْ عَهْدَكَ مَعَ بَعْشَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَيَصْعَدَ عَنِّي. 4 فَسَمِعَ بَنْهَدَدُ لِلْمَلِكِ آسَا، وَأَرْسَلَ رُؤَسَاءَ ٱلْجُيُوشِ ٱلَّتِي لَهُ عَلَى مُدُنِ إِسْرَائِيلَ، فَضَرَبُوا عُيُونَ وَدَانَ وَآبَلَ ٱلْمِيَاهِ وَجَمِيعَ مَخَازِنِ مُدُنِ نَفْتَالِي. 5 فَلَمَّا سَمِعَ بَعْشَا كَفَّ عَنْ بِنَاءِ ٱلرَّامَةِ وَتَرَكَ عَمَلَهُ. 6 فَأَخَذَ آسَا ٱلْمَلِكُ كُلَّ يَهُوذَا، فَحَمَلُوا حِجَارَةَ ٱلرَّامَةِ وَأَخْشَابَهَا ٱلَّتِي بَنَى بِهَا بَعْشَا، وَبَنَى بِهَا جَبْعَ وَٱلْمِصْفَاةَ. 7 وَفِي ذٰلِكَ ٱلزَّمَانِ جَاءَ حَنَانِي ٱلرَّائِي إِلَى آسَا مَلِكِ يَهُوذَا وَقَالَ لَهُ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ ٱسْتَنَدْتَ عَلَى مَلِكِ أَرَامَ وَلَمْ تَسْتَنِدْ عَلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِكَ، لِذٰلِكَ قَدْ نَجَا جَيْشُ مَلِكِ أَرَامَ مِنْ يَدِكَ. 8 أَلَمْ يَكُنِ ٱلْكُوشِيُّونَ وَٱللُّوبِيُّونَ جَيْشاً كَثِيراً بِمَرْكَبَاتٍ وَفُرْسَانٍ كَثِيرَةٍ جِدّاً؟ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّكَ ٱسْتَنَدْتَ عَلَى ٱلرَّبِّ دَفَعَهُمْ لِيَدِكَ. 9 لأَنَّ عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ تَجُولاَنِ فِي كُلِّ ٱلأَرْضِ لِيَتَشَدَّدَ مَعَ ٱلَّذِينَ قُلُوبُهُمْ كَامِلَةٌ نَحْوَهُ، فَقَدْ حَمِقْتَ فِي هٰذَا حَتَّى إِنَّهُ مِنَ ٱلآنَ تَكُونُ عَلَيْكَ حُرُوبٌ. 10 فَغَضِبَ آسَا عَلَى ٱلرَّائِي وَوَضَعَهُ فِي ٱلسِّجْنِ، لأَنَّهُ ٱغْتَاظَ مِنْهُ مِنْ أَجْلِ هٰذَا، وَضَايَقَ آسَا بَعْضاً مِنَ ٱلشَّعْبِ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ. 11 وَأُمُورُ آسَا ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ ٱلْمُلُوكِ لِيَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. 12 وَمَرِضَ آسَا فِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّاسِعَةِ وَٱلثَّلاَثِينَ مِنْ مُلْكِهِ فِي رِجْلَيْهِ حَتَّى ٱشْتَدَّ مَرَضُهُ، وَفِي مَرَضِهِ أَيْضاً لَمْ يَطْلُبِ ٱلرَّبَّ بَلِ ٱلأَطِبَّاءَ. 13 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ آسَا مَعَ آبَائِهِ وَمَاتَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلْحَادِيَةِ وَٱلأَرْبَعِينَ لِمُلْكِهِ، 14 فَدَفَنُوهُ فِي قُبُورِهِ ٱلَّتِي حَفَرَهَا لِنَفْسِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَأَضْجَعُوهُ فِي سَرِيرٍ كَانَ مَمْلُوّاً أَطْيَاباً وَأَصْنَافاً عَطِرَةً حَسَبَ صِنَاعَةِ ٱلْعِطَارَةِ. وَأَحْرَقُوا لَهُ حَرِيقَةً عَظِيمَةً جِدّاً».

(انظر تفسير 1ملوك 15: 17 - 24).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ عَشَرَ

1 - 6 «1 وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ وَتَشَدَّدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ. 2 وَجَعَلَ جَيْشاً فِي جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْحَصِينَةِ، وَجَعَلَ وُكَلاَءَ فِي أَرْضِ يَهُوذَا وَفِي مُدُنِ أَفْرَايِمَ ٱلَّتِي أَخَذَهَا آسَا أَبُوهُ. 3 وَكَانَ ٱلرَّبُّ مَعَ يَهُوشَافَاطَ لأَنَّهُ سَارَ فِي طُرُقِ دَاوُدَ أَبِيهِ ٱلأُولَى، وَلَمْ يَطْلُبِ ٱلْبَعْلِيمَ، 4 وَلٰكِنَّهُ طَلَبَ إِلٰهَ أَبِيهِ وَسَارَ فِي وَصَايَاهُ لاَ حَسَبَ أَعْمَالِ إِسْرَائِيلَ. 5 فَثَبَّتَ ٱلرَّبُّ ٱلْمَمْلَكَةَ فِي يَدِهِ، وَقَدَّمَ كُلُّ يَهُوذَا هَدَايَا لِيَهُوشَافَاطَ. وَكَانَ لَهُ غِنىً وَكَرَامَةً بِكَثْرَةٍ. 6 وَتَقَوَّى قَلْبُهُ فِي طُرُقِ ٱلرَّبِّ، وَنَزَعَ أَيْضاً ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَٱلسَّوَارِيَ مِنْ يَهُوذَا».

يَهُوشَافَاطُ كان ابن 35 سنة (20: 31) ووُلد في السنة السادسة من ملك أبيه.

وَتَشَدَّدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ وقاية من الحرب ومن دخول الفساد الديني والأدبي إلى مملكة يهوذا ومع ذلك صاهر آخاب أي أخذ ابنته عثليا لابنه يهورام وكان ذلك في نحو السنة الثامنة من ملكه.

المُدُنِ ٱلَّتِي أَخَذَهَا آسَا أَبُوهُ (ع 2) (انظر تفسير 15: 8).

لأَنَّهُ سَارَ فِي طُرُقِ دَاوُدَ أَبِيهِ ٱلأُولَى (ع 3) من فوائد سفري أخبار الأيام الدلائل الكثيرة على علاقة بركة الرب بالسير في طرقه. وفي الترجمة السبعينية أنه سار في طرق أبيه الأولى أي أبيه آسا إشارة إلى أعمال آسا الصالحة في أول ملكه والخطايا التي وقع فيها في آخر حياته (16: 7 و10 و12).

وَلَمْ يَطْلُبِ ٱلْبَعْلِيمَ (انظر تفسير 1ملوك 16: 31).

وَتَقَوَّى قَلْبُهُ (ع 6) إن نزع المرتفعات والسواري مما يحتاج إلى قوة روحية من الرب لأن الشعب لم يكونوا مع ملكهم تماماً والمرتفعات لم تنزع تماماً (20: 33) والممالك المجاورة كانت جميعها عبدة البعليم.

7 - 9 «7 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّالِثَةِ لِمُلْكِهِ أَرْسَلَ إِلَى رُؤَسَائِهِ إِلَى بِنْحَائِلَ وَعُوبَدْيَا وَزَكَرِيَّا وَنَثَنْئِيلَ وَمِيخَايَا أَنْ يُعَلِّمُوا فِي مُدُنِ يَهُوذَا 8 وَمَعَهُمُ ٱللاَّوِيُّونَ شَمَعْيَا وَنَثَنْيَا وَزَبَدْيَا وَعَسَائِيلُ وَشَمِيرَامُوثُ وَيَهُونَاثَانُ وَأَدُونِيَّا وَطُوبِيَّا وَطُوبُ أَدُونِيَّا ٱللاَّوِيُّونَ، وَمَعَهُمْ أَلِيشَمَعُ وَيَهُورَامُ ٱلْكَاهِنَانِ. 9 فَعَلَّمُوا فِي يَهُوذَا وَمَعَهُمْ سِفْرُ شَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ، وَجَالُوا فِي جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا وَعَلَّمُوا ٱلشَّعْبَ».

استخدم ثلاث طبقات أي الرؤساء لأن لهم السلطة والقوة السياسية واللاويين لأنه من عملهم أن يعرفوا شريعة الرب ويعلّموا الشعب والكهنة الذين من واجباتهم أن يقيموا العبادة الحقيقية بحسب الشريعة عوضاً عن عبادة البعليم التي نزعها الملك. وسفر شريعة الرب هو أسفار موسى الخمسة. وفهم الملك أن الإصلاح الحقيقي يُبنى على شريعة الرب.

10 - 19 «10 وَكَانَتْ هَيْبَةُ ٱلرَّبِّ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ ٱلأَرَاضِي ٱلَّتِي حَوْلَ يَهُوذَا فَلَمْ يُحَارِبُوا يَهُوشَافَاطَ. 11 وَبَعْضُ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ أَتَوْا يَهُوشَافَاطَ بِهَدَايَا وَحِمْلِ فِضَّةٍ، وَٱلْعُرْبَانُ أَيْضاً أَتَوْهُ بِغَنَمٍ مِنَ ٱلْكِبَاشِ سَبْعَةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ وَمِنَ ٱلتُّيُوسِ سَبْعَةُ آلاَفٍ وَسَبْعُ مِئَةٍ. 12 وَكَانَ يَهُوشَافَاطُ يَتَعَظَّمُ جِدّاً وَبَنَى فِي يَهُوذَا حُصُوناً وَمُدُنَ مَخَازِنَ. 13 وَكَانَ لَهُ شُغْلٌ كَثِيرٌ فِي مُدُنِ يَهُوذَا، وَرِجَالُ حَرْبٍ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ فِي أُورُشَلِيمَ. 14 وَهٰذَا عَدَدُهُمْ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ مِنْ يَهُوذَا رُؤَسَاءِ أُلُوفٍ: عَدَنَةُ ٱلرَّئِيسُ وَمَعَهُ جَبَابِرَةُ بَأْسٍ ثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ. 15 وَبِجَانِبِهِ يَهُونَاثَانُ ٱلرَّئِيسُ وَمَعَهُ مِئَتَانِ وَثَمَانُونَ أَلْفاً. 16 وَبِجَانِبِهِ عَمَسْيَا بْنُ زِكْرِي ٱلْمُنْتَدِبُ لِلرَّبِّ وَمَعَهُ مِئَتَا أَلْفِ جَبَّارِ بَأْسٍ. 17 وَمِنْ بِنْيَامِينَ أَلِيَادَاعُ جَبَّارُ بَأْسٍ وَمَعَهُ مِنَ ٱلْمُتَسَلِّحِينَ بِٱلْقِسِيِّ وَٱلأَتْرَاسِ مِئَتَا أَلْفٍ. 18 وَبِجَانِبِهِ يَهُوزَابَادُ وَمَعَهُ مِئَةٌ وَثَمَانُونَ أَلْفاً مُتَجَرِّدُونَ لِلْحَرْبِ. 19 هٰؤُلاَءِ خُدَّامُ ٱلْمَلِكِ، فَضْلاً عَنِ ٱلَّذِينَ جَعَلَهُمُ ٱلْمَلِكُ فِي ٱلْمُدُنِ ٱلْحَصِينَةِ فِي كُلِّ يَهُوذَا».

وَهٰذَا عَدَدُهُمْ الخ (ع 14) والمجموع 1160000 ولم نر تفسيراً لعظمة هذه الأعداد ويقول أكثر المفسرين بوقوع غلط لأن مملكة صغيرة كمملكة يهوذا وبنيامين لا تجند جيشاً هذا عدده. وقيل أيضاً أن هؤلاء هم خدام الملك فضلاً عن الذين جعلهم الملك في المدن الحصينة في كل يهوذا (ع 19). ولا يخفى أن أصعب شيء في التفسير هو تفسير الأعداد ولا سيما في سفري أخبار الأيام.

ومن الرؤساء عمسيا بن زكري المنتدب للرب (ع 16) وربما هنا إشارة إلى أنه قبل خدمة الملك كأنه للرب أو أنه كان قدّم سابقاً خدمة للرب غير مذكورة فبه استحق هذا اللقب الشريف.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ عَشَرَ

1 - 34 «1 وَكَانَ لِيَهُوشَافَاطَ غِنىً وَكَرَامَةٌ بِكَثْرَةٍ. وَصَاهَرَ أَخْآبَ. 2 وَنَزَلَ بَعْدَ سِنِينَ إِلَى أَخْآبَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ، فَذَبَحَ أَخْآبُ غَنَماً وَبَقَراً بِكَثْرَةٍ لَهُ وَلِلشَّعْبِ ٱلَّذِي مَعَهُ، وَأَغْوَاهُ أَنْ يَصْعَدَ إِلَى رَامُوتِ جِلْعَادَ. 3 وَقَالَ أَخْآبُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ مَلِكِ يَهُوذَا: أَتَذْهَبُ مَعِي إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ لَهُ: مَثَلِي مَثَلُكَ وَشَعْبِي كَشَعْبِكَ وَمَعَكَ فِي ٱلْقِتَالِ. 4 ثُمَّ قَالَ يَهُوشَافَاطُ لِمَلِكِ إِسْرَائِيلَ: ٱسْأَلِ ٱلْيَوْمَ عَنْ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ. 5 فَجَمَعَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ ٱلأَنْبِيَاءَ، أَرْبَعَ مِئَةِ رَجُلٍ، وَقَالَ لَهُمْ: أَنَذْهَبُ إِلَى رَامُوتِ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ أَمْتَنِعُ؟ فَقَالُوا: ٱصْعَدْ فَيَدْفَعَهَا ٱللّٰهُ لِيَدِ ٱلْمَلِكِ. 6 فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: أَلَيْسَ هُنَا أَيْضاً نَبِيٌّ لِلرَّبِّ فَنَسْأَلَ مِنْهُ؟ 7 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: بَعْدُ رَجُلٌ وَاحِدٌ لِسُؤَالِ ٱلرَّبِّ بِهِ، وَلٰكِنَّنِي أُبْغِضُهُ لأَنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْراً بَلْ شَرّاً كُلَّ أَيَّامِهِ، وَهُوَ مِيخَا بْنُ يَمْلَةَ. فَقَالَ يَهُوشَافَاطُ: لاَ يَقُلِ ٱلْمَلِكُ هٰكَذَا. 8 فَدَعَا مَلِكُ إِسْرَائِيلَ خَصِيّاً وَقَالَ: أَسْرِعْ بِمِيخَا بْنِ يَمْلَةَ. 9 وَكَانَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا جَالِسَيْنِ كُلُّ وَاحِدٍ عَلَى كُرْسِيِّهِ، لاَبِسَيْنِ ثِيَابَهُمَا وَجَالِسَيْنِ فِي سَاحَةٍ عِنْدَ مَدْخَلِ بَابِ ٱلسَّامِرَةِ، وَجَمِيعُ ٱلأَنْبِيَاءِ يَتَنَبَّأُونَ أَمَامَهُمَا. 10 وَعَمِلَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ لِنَفْسِهِ قُرُونَ حَدِيدٍ وَقَالَ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: بِهٰذِهِ تَنْطَحُ ٱلأَرَامِيِّينَ حَتَّى يَفْنُوا. 11 وَتَنَبَّأَ جَمِيعُ ٱلأَنْبِيَاءِ هٰكَذَا قَائِلِينَ: ٱصْعَدْ إِلَى رَامُوتِ جِلْعَادَ وَأَفْلِحْ، فَيَدْفَعَهَا ٱلرَّبُّ لِيَدِ ٱلْمَلِكِ. 12 وَقَالَ ٱلرَّسُولُ ٱلَّذِي ذَهَبَ لِيَدْعُوَ مِيخَا: هُوَذَا كَلاَمُ جَمِيعِ ٱلأَنْبِيَاءِ بِفَمٍ وَاحِدٍ خَيْرٌ لِلْمَلِكِ. فَلْيَكُنْ كَلاَمُكَ كَوَاحِدٍ مِنْهُمْ وَتَكَلَّمْ بِخَيْرٍ. 13 فَقَالَ مِيخَا: حَيٌّ هُوَ ٱلرَّبُّ إِنَّ مَا يَقُولُهُ إِلٰهِي فَبِهِ أَتَكَلَّمُ. 14 وَلَمَّا جَاءَ إِلَى ٱلْمَلِكِ قَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: يَا مِيخَا، أَنَذْهَبُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ أَمْتَنِعُ؟ فَقَالَ: ٱصْعَدُوا وَأَفْلِحُوا فَيُدْفَعُوا لِيَدِكُمْ. 15 فَقَالَ لَهُ ٱلْمَلِكُ: كَمْ مَرَّةٍ أَسْتَحْلِفُكَ أَنْ لاَ تَقُولَ لِي إِلاَّ ٱلْحَقَّ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ! 16 فَقَالَ: رَأَيْتُ كُلَّ إِسْرَائِيلَ مُشَتَّتِينَ عَلَى ٱلْجِبَالِ كَخِرَافٍ لاَ رَاعِيَ لَهَا. فَقَالَ ٱلرَّبُّ: لَيْسَ لِهٰؤُلاَءِ أَصْحَابٌ، فَلْيَرْجِعُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ. 17 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: أَمَا قُلْتُ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَتَنَبَّأُ عَلَيَّ خَيْراً بَلْ شَرّاً؟ 18 وَقَالَ: فَٱسْمَعْ إِذاً كَلاَمَ ٱلرَّبِّ. قَدْ رَأَيْتُ ٱلرَّبَّ جَالِساً عَلَى كُرْسِيِّهِ وَكُلُّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ وُقُوفٌ عَنْ يَمِينِهِ وَعَنْ يَسَارِهِ. 19 فَقَالَ ٱلرَّبُّ: مَنْ يُغْوِي أَخْآبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ فَيَصْعَدَ وَيَسْقُطَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ؟ فَقَالَ هٰذَا هٰكَذَا وَقَالَ ذَاكَ هٰكَذَا. 20 ثُمَّ خَرَجَ ٱلرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. فَسَأَلَهُ ٱلرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 21 فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَٱخْرُجْ وَٱفْعَلْ هٰكَذَا. 22 وَٱلآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ ٱلرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ أَنْبِيَائِكَ هٰؤُلاَءِ، وَٱلرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرٍّ. 23 فَتَقَدَّمَ صِدْقِيَّا بْنُ كَنْعَنَةَ وَضَرَبَ مِيخَا عَلَى ٱلْفَكِّ وَقَالَ: مِنْ أَيِّ طَرِيقٍ عَبَرَ رُوحُ ٱلرَّبِّ مِنِّي لِيُكَلِّمَك؟. 24 فَقَالَ مِيخَا: إِنَّكَ سَتَرَى فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي تَدْخُلُ فِيهِ مِنْ مِخْدَعٍ إِلَى مِخْدَعٍ لِتَخْتَبِئَ. 25 فَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ: خُذُوا مِيخَا وَرُدُّوهُ إِلَى أَمُّونَ رَئِيسِ ٱلْمَدِينَةِ وَإِلَى يُوآشَ ٱبْنِ ٱلْمَلِكِ 26 وَقُولُوا هٰكَذَا يَقُولُ ٱلْمَلِكُ: ضَعُوا هٰذَا فِي ٱلسِّجْنِ، وَأَطْعِمُوهُ خُبْزَ ٱلضِّيقِ وَمَاءَ ٱلضِّيقِ حَتَّى أَرْجِعَ بِسَلاَمٍ. 27 فَقَالَ مِيخَا: إِنْ رَجَعْتَ رُجُوعاً بِسَلاَمٍ فَلَمْ يَتَكَلَّمِ ٱلرَّبُّ بِي. وَقَالَ: ٱسْمَعُوا أَيُّهَا ٱلشُّعُوبُ أَجْمَعُونَ. 28 فَصَعِدَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ. 29 وَقَالَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ لِيَهُوشَافَاطَ: إِنِّي أَتَنَكَّرُ وَأَدْخُلُ ٱلْحَرْبَ، وَأَمَّا أَنْتَ فَٱلْبَسْ ثِيَابَكَ. فَتَنَكَّرَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ وَدَخَلاَ ٱلْحَرْبَ. 30 وَأَمَرَ مَلِكُ أَرَامَ رُؤَسَاءَ ٱلْمَرْكَبَاتِ ٱلَّتِي لَهُ: لاَ تُحَارِبُوا صَغِيراً وَلاَ كَبِيراً إِلاَّ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ وَحْدَهُ. 31 فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ ٱلْمَرْكَبَاتِ يَهُوشَافَاطَ قَالُوا إِنَّهُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ، فَحَاوَطُوهُ لِلْقِتَالِ، فَصَرَخَ يَهُوشَافَاطُ، وَسَاعَدَهُ ٱلرَّبُّ وَحَوَّلَهُمُ عَنْهُ. 32 فَلَمَّا رَأَى رُؤَسَاءُ ٱلْمَرْكَبَاتِ أَنَّهُ لَيْسَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ رَجَعُوا عَنْهُ. 33 وَإِنَّ رَجُلاً نَزَعَ فِي قَوْسِهِ غَيْرَ مُتَعَمِّدٍ وَضَرَبَ مَلِكَ إِسْرَائِيلَ بَيْنَ أَوْصَالِ ٱلدِّرْعِ، فَقَالَ لِمُدِيرِ ٱلْمَرْكَبَةِ: رُدَّ يَدَكَ وَأَخْرِجْنِي مِنَ ٱلْجَيْشِ لأَنِّي قَدْ جُرِحْتُ. 34 وَٱشْتَدَّ ٱلْقِتَالُ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، وَأُوقِفَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْمَرْكَبَةِ مُقَابِلَ أَرَامَ إِلَى ٱلْمَسَاءِ، وَمَاتَ عِنْدَ غُرُوبِ ٱلشَّمْسِ».

لتفسير «الأصحاح الثامن عشر» أنظر 1ملوك 22: 5 - 35.

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ عَشَرَ

1 - 3 «1 وَرَجَعَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا إِلَى بَيْتِهِ بِسَلاَمٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 2 وَخَرَجَ لِلِقَائِهِ يَاهُو بْنُ حَنَانِي ٱلرَّائِي وَقَالَ لِلْمَلِكِ يَهُوشَافَاطَ: أَتُسَاعِدُ ٱلشِّرِّيرَ وَتُحِبُّ مُبْغِضِي ٱلرَّبِّ؟ فَلِذٰلِكَ ٱلْغَضَبُ عَلَيْكَ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ. غَيْرَ أَنَّهُ وُجِدَتْ فِيكَ أُمُورٌ صَالِحَةٌ لأَنَّكَ نَزَعْتَ ٱلسَّوَارِيَ مِنَ ٱلأَرْضِ وَهَيَّأْتَ قَلْبَكَ لِطَلَبِ ٱللّٰهِ».

وَرَجَعَ يَهُوشَافَاطُ الخ رجع بالسلام من السامرة وجلوسه مع آخاب ومن الحرب بعد موت شريكه. وأما أفكاره فلم تكن سالمة.

يَاهُو بْنُ حَنَانِي (ع 2) حناني أبوه وبّخ الملك آسا (16: 10) وياهو وبخ بعشا ملك إسرائيل (1ملوك 16: 1 - 4). (انظر نبأ موسى وفرعون وناثان وداود وإيليا وأخآب ويوحنا وهيردوس) ومن فضائل يهوشافاط أنه سمع كلام النبي وعمل ما بقي عليه من الأعمال الحسنة غير أنه لم يقدر أن يخلّص نفسه ومملكته مما مضى من السياسة السيئة.

ٱلْغَضَبُ عَلَيْكَ إن الرب بارك عليه وأراحه من كل جهة (20: 30) ولكن الغضب كان على نسله وعلى مملكته فإن ابنه يهورام قتل جميع إخوته بالسيف وبعض رؤساء إسرائيل وعمل الشر في عيني الرب ورأى أخيراً خراب بيته وسبي أولاده ونسائه ومات بأمراض ردية. وكانت امرأته عثليا تشير على ابنها أخزيا بفعل الشر وبعدما مات ابنها أبادت جميع النسل الملكي ما عدا يوآش وملكت على يهوذا وبنوها هدموا بيت الرب. وكان أصل هذه الشرور وهذا الخراب اتحاد يهوشافاط وأخآب.

4 - 11 «4 وَأَقَامَ يَهُوشَافَاطُ فِي أُورُشَلِيمَ ثُمَّ رَجَعَ وَخَرَجَ أَيْضاً بَيْنَ ٱلشَّعْبِ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ وَرَدَّهُمْ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِهِمْ. 5 وَأَقَامَ قُضَاةً فِي ٱلأَرْضِ فِي كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْمُحَصَّنَةِ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ. 6 وَقَالَ لِلْقُضَاةِ: ٱنْظُرُوا مَا أَنْتُمْ فَاعِلُونَ لأَنَّكُمْ لاَ تَقْضُونَ لِلإِنْسَانِ بَلْ لِلرَّبِّ، وَهُوَ مَعَكُمْ فِي أَمْرِ ٱلْقَضَاءِ. 7 وَٱلآنَ لِتَكُنْ هَيْبَةُ ٱلرَّبِّ عَلَيْكُمُ. ٱحْذَرُوا وَٱفْعَلُوا. لأَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا ظُلْمٌ وَلاَ مُحَابَاةٌ وَلاَ ٱرْتِشَاءٌ. 8 وَكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ أَقَامَ يَهُوشَافَاطُ مِنَ ٱللاَّوِيِّينَ وَٱلْكَهَنَةِ وَمِنْ رُؤُوسِ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ لِقَضَاءِ ٱلرَّبِّ وَٱلدَّعَاوِي. وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 9 وَأَمَرَهُمْ: هٰكَذَا تَفْعَلُونَ بِتَقْوَى ٱلرَّبِّ بِأَمَانَةٍ وَقَلْبٍ كَامِلٍ. 10 وَفِي كُلِّ دَعْوَى تَأْتِي إِلَيْكُمْ مِنْ إِخْوَتِكُمُ ٱلسَّاكِنِينَ فِي مُدُنِهِمْ بَيْنَ دَمٍ وَدَمٍ، بَيْنَ شَرِيعَةٍ وَوَصِيَّةٍ مِنْ جِهَةِ فَرَائِضَ أَوْ أَحْكَامٍ، حَذِّرُوهُمْ فَلاَ يَأْثَمُوا إِلَى ٱلرَّبِّ فَيَكُونَ غَضَبٌ عَلَيْكُمْ وَعَلَى إِخْوَتِكُمْ. هٰكَذَا ٱفْعَلُوا فَلاَ تَأْثَمُوا. 11 وَهُوَذَا أَمَرْيَا ٱلْكَاهِنُ ٱلرَّأْسُ عَلَيْكُمْ فِي كُلِّ أُمُورِ ٱلرَّبِّ، وَزَبَدْيَا بْنُ يَشْمَعِئِيلَ ٱلرَّئِيسُ عَلَى بَيْتِ يَهُوذَا فِي كُلِّ أُمُورِ ٱلْمَلِكِ وَٱلْعُرَفَاءُ ٱللاَّوِيُّونَ أَمَامَكُمْ. تَشَدَّدُوا وَٱفْعَلُوا، وَلْيَكُنِ ٱلرَّبُّ مَعَ ٱلصَّالِحِ.

رَجَعَ وَخَرَجَ أَيْضاً في أول ملكه أرسل لرؤسائه وبعض اللاويين والكهنة ليعملوا في مدن يهوذا (17: 7 - 9).

مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى جَبَلِ أَفْرَايِمَ أي من أقصى الجنوب إلى أقصى الشمال من مملكته. كان الإصلاح الأول في الخدمة الدينية والثاني في الخدمة السياسية.

أَقَامَ قُضَاةً (ع 5) (تثنية 16: 18 - 20). أقام ستة آلاف عرفاء وقضاة (1أيام 23: 4 و26: 29) وفي زمان يهوشافاط ربما كانت بعض المدن بلا قضاة وربما كان بعض القضاة تبعوا الظلم والرشوة والمحاباة.

مُدُنِ يَهُوذَا ٱلْمُحَصَّنَةِ كانت هذه المدن مراكز حربية ومراكز محاكم مدنية أيضاً.

وَقَالَ لِلْقُضَاةِ (ع 6) يحفظهم الرب ويحاسبهم ويجازيهم وكل أعمالهم ظاهرة أمامه ولهم شريعة الرب دستور لهم (لاويين 19: 15 وتثنية 1: 17 و16: 19).

وَكَذَا فِي أُورُشَلِيمَ (ع 8) كان في أورشليم الملك ومن اللاويين والكهنة ورؤوس الآباء أي محكمة عليا ترفع الدعاوى إليها عند اللزوم (تثنية 17: 8 و10 و11).

قَضَاءِ ٱلرَّبِّ وَٱلدَّعَاوِي ربما هنا تمييز بين الديني والسياسي ومن الاثنين المذكورين بالاسم كان أمريا كاهناً فيكون قاضياً في ما للرب وكان زبديا رئيساً فيكون قاضياً في ما للملك.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْعِشْرُونَ

1 - 13 «1 ثُمَّ بَعْدَ ذٰلِكَ أَتَى بَنُو مُوآبَ وَبَنُو عَمُّونَ وَمَعَهُمُ ٱلْعَمُّونِيُّونَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ لِلْمُحَارَبَةِ. 2 فَجَاءَ أُنَاسٌ وَأَخْبَرُوا يَهُوشَافَاطَ: قَدْ جَاءَ عَلَيْكَ جُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنْ عَبْرِ ٱلْبَحْرِ مِنْ أَرَامَ، وَهَا هُمْ فِي حَصُّونَ تَامَارَ (هِيَ عَيْنُ جَدْيٍ). 3 فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ وَجَعَلَ وَجْهَهُ لِيَطْلُبَ ٱلرَّبَّ، وَنَادَى بِصَوْمٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا. 4 وَٱجْتَمَعَ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا ٱلرَّبَّ. جَاءُوا أَيْضاً مِنْ كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا لِيَسْأَلُوا ٱلرَّبَّ. 5 فَوَقَفَ يَهُوشَافَاطُ فِي جَمَاعَةِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ أَمَامَ ٱلدَّارِ ٱلْجَدِيدَةِ 6 وَقَالَ: يَا رَبُّ إِلٰهَ آبَائِنَا، أَمَا أَنْتَ هُوَ ٱللّٰهُ فِي ٱلسَّمَاءِ، وَأَنْتَ ٱلْمُتَسَلِّطُ عَلَى جَمِيعِ مَمَالِكِ ٱلأُمَمِ، وَبِيَدِكَ قُوَّةٌ وَجَبَرُوتٌ وَلَيْسَ مَنْ يَقِفُ مَعَكَ؟ 7 أَلَسْتَ أَنْتَ إِلٰهَنَا ٱلَّذِي طَرَدْتَ سُكَّانَ هٰذِهِ ٱلأَرْضِ مِنْ أَمَامِ شَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ وَأَعْطَيْتَهَا لِنَسْلِ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ إِلَى ٱلأَبَدِ، 8 فَسَكَنُوا فِيهَا وَبَنَوْا لَكَ فِيهَا مَقْدِساً لٱسْمِكَ قَائِلِينَ: 9 إِذَا جَاءَ عَلَيْنَا شَرٌّ، سَيْفٌ قَضَاءٌ أَوْ وَبَأٌ أَوْ جُوعٌ، وَوَقَفْنَا أَمَامَ هٰذَا ٱلْبَيْتِ وَأَمَامَكَ (لأَنَّ ٱسْمَكَ فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ) وَصَرَخْنَا إِلَيْكَ مِنْ ضِيقِنَا فَإِنَّكَ تَسْمَعُ وَتُخَلِّصُ؟ 10 وَٱلآنَ هُوَذَا بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ وَجَبَلُ سَاعِيرَ ٱلَّذِينَ لَمْ تَدَعْ إِسْرَائِيلَ يَدْخُلُونَ إِلَيْهِمْ حِينَ جَاءُوا مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بَلْ مَالُوا عَنْهُمْ وَلَمْ يُهْلِكُوهُمْ، 11 فَهُوَذَا هُمْ يُكَافِئُونَنَا بِمَجِيئِهِمْ لِطَرْدِنَا مِنْ مُلْكِكَ ٱلَّذِي مَلَّكْتَنَا إِيَّاهُ. 12 يَا إِلٰهَنَا أَمَا تَقْضِي عَلَيْهِمْ، لأَنَّهُ لَيْسَ فِينَا قُوَّةٌ أَمَامَ هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ ٱلْكَثِيرِ ٱلآتِي عَلَيْنَا، وَنَحْنُ لاَ نَعْلَمُ مَاذَا نَعْمَلُ وَلٰكِنْ نَحْوَكَ أَعْيُنُنَا. 13 وَكَانَ كُلُّ يَهُوذَا وَاقِفِينَ أَمَامَ ٱلرَّبِّ مَعَ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَبَنِيهِمْ».

أَتَى بَنُو مُوآبَ كان موآب تحت سلطة إسرائيل وبعد وفاة أخآب عصى على إسرائيل وربما الحادثة المذكورة في هذا الأصحاح كانت بعد موت أخآب وفي ملك ابنه أخزيا والحادثة المذكورة في (2ملوك ص 3) كانت بعدها في ملك يهورام الذي خلف أخزيا. وكان أخزيا ملكاً ضعيفاً ومريضاً (2ملوك 1: 2 و3) فاغتنم موآب الفرصة للهجوم على يهوذا لأنهم لم يخافوا بعد من مساعدة إسرائيل ليهوذا. وبنو عمون كانوا جيران موآب إلى جهة الشمال منهم.

وَمَعَهُمُ ٱلْعَمُّونِيُّونَ والعمونيون هم بنو عمون ويظن أكثر المفسرين أن المراد هنا المعونيون (1أيام 4: 41 و2أيام 26: 7) والمظنون أنهم سكنوا جبل ساعير (ع 10) وكانت مدينتهم معان إلى جهة الجنوب من وادي موسى وعلى بعد 12 ميلاً منه وهي معان الحالية على طريق الحج من الشام.

مِنْ أَرَامَ (ع 2) والمظنون أن الكلمة الأصلية كانت أدوم. وكان الجمهور الكثير قد جاءوا من جهة الشرق والجنوب من بحر لوط ومن بلاد أدوم.

حَصُّونَ تَامَارَ اسم قديم لعين جدي وكانت في يهوذا بقرب بحر لوط عند منتصف البحر الغربي وعلى بعد نحو ميل من الشاطئ (اطلب عين جدي في قاموس الكتاب).

فَخَافَ يَهُوشَافَاطُ (ع 3) كان القادمون عليه كثيرين وشعر بأنه محتاج إلى المعونة من الرب. واتحد كل يهوذا به وبعضهم ببعض في الطلب من الرب.

نَادَى بِصَوْمٍ حسب العادة في أوقاب الحرب أو الجوع أو الوبإ أو غيرها من المصائب (قضاة 20: 26 و1صموئيل 7: 6 وعزرا 8: 21 ويوئيل 2: 12 - 17).

لِيَسْأَلُوا ٱلرَّبَّ (ع 4) ليطلبوا منه الخلاص من أعدائهم ويعرفوا ماذا يريد الرب منهم. فكان قدوم أعدائهم بركة لإسرائيل لأنهم في وقت الخطر اقتربوا إلى الرب.

أَمَامَ ٱلدَّارِ ٱلْجَدِيدَةِ (4: 9) كان للهيكل داران أي دار الكهنة والدار العظيمة وكان الاجتماع في الدار العظيمة وربما سُميت الدار الجديدة لأن آسا أصلحها. ووقف الملك أمام الدار أي عند فاصل الدارين ووجهه نحو الشعب الواقفين في الدار العظيمة.

وَقَالَ الخ (ع 6) ولنا من صلاة يهوشافاط فوائد منها (1) قال للرب أنت إلهنا. فله حق أن يطلب منه النجاة (2) كان له ضمير صالح وكانت المعونة المطلوبة في ما هو عدل وحق (3) اتكل على الرب اتكالاً تاماً لأنه هو وحده يقدر أن يخلص (4) كان كل يهوذا واقفين أمام الرب مع أطفالهم ونسائهم وبنيهم فلم يصلّ الملك وحده ولا الكهنة وحدهم ولا قسم من الشعب فقط.

إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِكَ (ع 7) (إشعياء 41: 8 ويعقوب 2: 32).

إِذَا جَاءَ عَلَيْنَا... الخ (ع 9) إشارة إلى صلاة سليمان التي استجابها الرب (6: 28 - 30 و7: 12 - 16).

وَجَبَلُ سَاعِيرَ أي المعونيون. (انظر تفسير ع 1).

ٱلَّذِينَ لَمْ تَدَعْ إِسْرَائِيلَ الخ (تثنية 2: 4 و9: 19).

14 - 19 «14 وَإِنَّ يَحْزَئِيلَ بْنَ زَكَرِيَّا بْنِ بَنَايَا بْنِ يَعِيئِيلَ بْنِ مَتَّنِيَّا ٱللاَّوِيَّ مِنْ بَنِي آسَافَ، كَانَ عَلَيْهِ رُوحُ ٱلرَّبِّ فِي وَسَطِ ٱلْجَمَاعَةِ، 15 فَقَالَ: ٱصْغُوا يَا جَمِيعَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ وَأَيُّهَا ٱلْمَلِكُ يَهُوشَافَاطُ. هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ لَكُمْ: لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا بِسَبَبِ هٰذَا ٱلْجُمْهُورِ ٱلْكَثِيرِ، لأَنَّ ٱلْحَرْبَ لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلّٰهِ. 16 غَداً ٱنْزِلُوا عَلَيْهِمْ. هُوَذَا هُمْ صَاعِدُونَ فِي عَقَبَةِ صِيصَ فَتَجِدُوهُمْ فِي أَقْصَى ٱلْوَادِي أَمَامَ بَرِّيَّةِ يَرُوئِيلَ. 17 لَيْسَ عَلَيْكُمْ أَنْ تُحَارِبُوا فِي هٰذِهِ. قِفُوا ٱثْبُتُوا وَٱنْظُرُوا خَلاَصَ ٱلرَّبِّ مَعَكُمْ يَا يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمُ، لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا. غَداً ٱخْرُجُوا لِلِقَائِهِمْ وَٱلرَّبُّ مَعَكُمْ. 18 فَخَرَّ يَهُوشَافَاطُ لِوَجْهِهِ عَلَى ٱلأَرْضِ، وَكُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ سَقَطُوا أَمَامَ ٱلرَّبِّ سُجُوداً لِلرَّبِّ. 19 فَقَامَ ٱللاَّوِيُّونَ مِنْ بَنِي ٱلْقَهَاتِيِّينَ وَمِنْ بَنِي ٱلْقُورَحِيِّينَ لِيُسَبِّحُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ جِدّاً».

مِنْ بَنِي آسَافَ (ع 14) المزمور 83 لآساف وربما يشير إلى هذه الحادثة. إن الرب استجاب لصلاة يهوشافاط بواسطة هذا النبي.

لَيْسَتْ لَكُمْ بَلْ لِلّٰهِ (ع 15) عليهم أن لا يحاربوا بل أن ينظروا فقط. انظر نبأ بني إسرائيل في البحر الأحمر (خروج ص 14) وسقوط أسوار أريحا (يشوع ص 6) وانتصار جدعون على المديانيين (قضاة ص 7) وانتصار بني إسرائيل على الفلسطينيين في أيام صموئيل (1صموئيل 7: 5 - 11) أي أحياناً الرب ينصر شعبه بواسطة سيوفهم وجيوشهم وأحياناً بلا ضربة منهم. وعلى أي وجه كان الخلاص فهو من الرب.

عَقَبَةِ صِيصَ (ع 16) كان الأعداء قد قدموا من جنوبي بحر لوط إلى عين جدي التي على بعد نحو ميل من شط البحر الغربي (ع 2) ومن عين جدي صعدوا في عقبة صيص إلى برية يروئيل وأقصى العقبة هو رأس الطلع وهذه العقبة منحدرة وعسرة جداً. ونتعجب من جسارة الأعداء في صعودهم في مثل هذه الطريق وأمامهم جيش يهوذا ونتعجب أيضاً من إيمان يهوشافاط فإنه خرّ لوجهه على الأرض أي قبل كلام النبي ككلام الرب وسجدوا ثم قام اللاويون ليسبحوا للرب أي سجدوا وسبحوا كأنهم قد خلصوا وليس كأنهم منتظرون الخلاص فقط.

ٱلْقَهَاتِيِّينَ... ٱلْقُورَحِيِّينَ (ع 19) كان قهات ابن هارون فكان هو وبنوه عشيرة من اللاويين. والقورحيون هم فرع من القهاتيين.

20 - 23 «20 وَبَكَّرُوا صَبَاحاً وَخَرَجُوا إِلَى بَرِّيَّةِ تَقُوعَ. وَعِنْدَ خُرُوجِهِمْ وَقَفَ يَهُوشَافَاطُ وَقَالَ: ٱسْمَعُوا يَا يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ، آمِنُوا بِٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ فَتَأْمَنُوا. آمِنُوا بِأَنْبِيَائِهِ فَتُفْلِحُوا. 21 وَلَمَّا ٱسْتَشَارَ ٱلشَّعْبَ أَقَامَ مُغَنِّينَ لِلرَّبِّ وَمُسَبِّحِينَ فِي زِينَةٍ مُقَدَّسَةٍ عِنْدَ خُرُوجِهِمْ أَمَامَ ٱلْمُتَجَرِّدِينَ وَقَائِلِينَ: ٱحْمَدُوا ٱلرَّبَّ لأَنَّ إِلَى ٱلأَبَدِ رَحْمَتَهُ. 22 وَلَمَّا ٱبْتَدَأُوا فِي ٱلْغِنَاءِ وَٱلتَّسْبِيحِ جَعَلَ ٱلرَّبُّ أَكْمِنَةً عَلَى بَنِي عَمُّونَ وَمُوآبَ وَجَبَلِ سَاعِيرَ ٱلآتِينَ عَلَى يَهُوذَا فَٱنْكَسَرُوا. 23 وَقَامَ بَنُو عَمُّونَ وَمُوآبُ عَلَى سُكَّانِ جَبَلِ سَاعِيرَ لِيُحَرِّمُوهُمْ وَيُهْلِكُوهُمْ. وَلَمَّا فَرَغُوا مِنْ سُكَّانِ سَاعِيرَ سَاعَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى إِهْلاَكِ بَعْضٍ».

بَرِّيَّةِ تَقُوعَ كانت تقوع على بعد نحو 6 أميال من بيت لحم (11: 6).

وَقَفَ يَهُوشَافَاطُ ومن غرائب الحرب أن رئيس الجيش يكون واعظاً وسلاح الجيش الغناء والتسبيح والفرح والشكر قبل الانتصار.

جَعَلَ ٱلرَّبُّ أَكْمِنَةً يقول بعضهم أن الأكمنة كانت من ملائكة أرسلهم الرب ليحاربوا لأجل شعبه ويقول غيرهم أنها من جنود يهوشافاط بأمر الرب أو من أهل المكان عملوها قبل وصول الملك وجيشه أو من أهل البادية وغرضهم السلب أو أن سكان جبل ساعير خانوا وقاموا على حلفائهم (ع 23). والأمر واضح أنه من الرب وهو جعل في قلوب الأعداء سوء التفاهم والبغض والخوف حتى قاتلوا بعضهم بعضاً كالمديانيين في زمان جدعون.

24 - 30 «24 وَلَمَّا جَاءَ يَهُوذَا إِلَى ٱلْمَرْقَبِ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ تَطَلَّعُوا نَحْوَ ٱلْجُمْهُورِ وَإِذَا هُمْ جُثَثٌ سَاقِطَةٌ عَلَى ٱلأَرْضِ وَلَمْ يَنْفَلِتْ أَحَدٌ. 25 فَأَتَى يَهُوشَافَاطُ وَشَعْبُهُ لِنَهْبِ أَمْوَالِهِمْ، فَوَجَدُوا بَيْنَهُمْ أَمْوَالاً وَجُثَثاً وَأَمْتِعَةً ثَمِينَةً بِكَثْرَةٍ، فَأَخَذُوهَا لأَنْفُسِهِمْ حَتَّى لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَحْمِلُوهَا. وَكَانُوا ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ يَنْهَبُونَ ٱلْغَنِيمَةَ لأَنَّهَا كَانَتْ كَثِيرَةً. 26 وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ ٱجْتَمَعُوا فِي وَادِي بَرَكَةَ، لأَنَّهُمْ هُنَاكَ بَارَكُوا ٱلرَّبَّ، لِذٰلِكَ دَعَوُا ٱسْمَ ذٰلِكَ ٱلْمَكَانِ «وَادِي بَرَكَةَ» إِلَى ٱلْيَوْمِ. 27 ثُمَّ ٱرْتَدَّ كُلُّ رِجَالِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَيَهُوشَافَاطُ بِرَأْسِهِمْ لِيَرْجِعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ فَرَّحَهُمْ عَلَى أَعْدَائِهِمْ. 28 وَدَخَلُوا أُورُشَلِيمَ بِٱلرَّبَابِ وَٱلْعِيدَانِ وَٱلأَبْوَاقِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 29 وَكَانَتْ هَيْبَةُ ٱللّٰهِ عَلَى كُلِّ مَمَالِكِ ٱلأَرَاضِي حِينَ سَمِعُوا أَنَّ ٱلرَّبَّ حَارَبَ أَعْدَاءَ إِسْرَائِيلَ. 30 وَٱسْتَرَاحَتْ مَمْلَكَةُ يَهُوشَافَاطَ وَأَرَاحَهُ إِلٰهُهُ مِنْ كُلِّ جِهَةٍ».

ٱلْمَرْقَبِ ربما كان بناء كبرج في البرية أو مكاناً عالياً منه يشرفون على ميدان القتال.

ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ (ع 25) دليل على كثرة الغنيمة وكثرة القتلى. وأهل الشرق كانوا يتزينون بأقراط ذهب وأهلة وحلق وأثواب أرجوان وكانوا يزينون جمالهم بقلائد في أعناقها (قضاة 8: 4 - 26).

وَادِي بَرَكَةَ (ع 26) ترى اليوم خربة اسمها بريكوت تبعد عن بيت لحم نحو 6 أميال فكان على طريقهم وهم راجعون إلى أورشليم. وكان الشكر بعد الخلاص وليس فقط الصلاة في وقت الضيق.

وَكَانَتْ هَيْبَةُ ٱللّٰهِ عَلَى كُلِّ المَمَالِكِ (ع 29) (انظر 17: 1 و11).

31 - 37 «31 وَمَلَكَ يَهُوشَافَاطُ عَلَى يَهُوذَا. كَانَ ٱبْنَ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْساً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ عَزُوبَةُ بِنْتُ شَلْحِي. 32 وَسَارَ فِي طَرِيقِ أَبِيهِ آسَا وَلَمْ يَحِدْ عَنْهَا إِذْ عَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. 33 إِلاَّ أَنَّ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ لَمْ تُنْتَزَعْ، بَلْ كَانَ ٱلشَّعْبُ لَمْ يُعِدُّوا بَعْدُ قُلُوبَهُمْ لإِلٰهِ آبَائِهِمْ. 34 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُوشَافَاطَ ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ يَاهُوَ بْنِ حَنَانِي ٱلْمَذْكُورِ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 35 ثُمَّ بَعْدَ ذٰلِكَ اتَّحَدَ يَهُوشَافَاطُ مَلِكُ يَهُوذَا مَعَ أَخَزْيَا مَلِكِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي أَسَاءَ فِي عَمَلِهِ. 36 فَٱتَّحَدَ مَعَهُ فِي عَمَلِ سُفُنٍ تَسِيرُ إِلَى تَرْشِيشَ، فَعَمِلاَ ٱلسُّفُنَ فِي عِصْيُونَ جَابِرَ. 37 وَتَنَبَّأَ أَلِيعَزَرُ بْنُ دُودَاوَاهُو مِنْ مَرِيشَةَ عَلَى يَهُوشَافَاطَ قَائِلاً: لأَنَّكَ اتَّحَدْتَ مَعَ أَخَزْيَا، قَدِ ٱقْتَحَمَ ٱلرَّبُّ أَعْمَالَكَ. فَتَكَسَّرَتِ ٱلسُّفُنُ وَلَمْ تَسْتَطِعِ ٱلسَّيْرَ إِلَى تَرْشِيشَ».

انظر تفسير (1ملوك 22: 41 - 50). فنرتب حوادث حياة يهوشافاط كما يأتي: بعدما تبوأ العرش أرسل للرؤساء أن يعلّموا الشعب شريعة الرب (2أيام 17: 7 - 9) وصاهر أخآب بأخذه ابنته عثليا زوجة لابنه يهورام (2ملوك 8: 18 و26) ونزع السواري والتماثيل والعبادة في المرتفعات (2أيام 17: 6) وذهب مع آخآب إلى راموث جلعاد ووبخه ياهو النبي ورجع إلى عمل الإصلاح وأقام قضاة وأوصاهم. ثم هجم الموآبيون والعمونيون والأدوميون من عين جدي وانتصر يهوشافاط عليهم بلا حرب. ثم عمل سفناً لتذهب إلى ترشيش وتكسرت. وبعد موت أخزيا وجلوس أخيه يهورام اتحد يهوشافاط مع يهورام ومعهما ملك أدوم في محاربة موآب ونصرهم الرب (2ملوك ص 3). كان ملك أدوم مع الموآبيين والعمونيين حينما هجموا على يهوذا (2أيام ص 20) وبعد ذلك خضع أدوم ليهوشافاط وكان ملكهم معه ومع يهورام ملك إسرائيل حينما حاربوا موآب (2ملوك ص 3).

وكان يهوشافاط ملكاً تقياً عادلاً غيوراً في إصلاح أمور المملكة الدينية والسياسية ولكنه أحياناً اتحد مع الأشرار فاحتالوا عليه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 11 «1 وَٱضْطَجَعَ يَهُوشَافَاطُ مَعَ آبَائِهِ فَدُفِنَ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ يَهُورَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. 2 وَكَانَ لَهُ إِخْوَةٌ، بَنُو يَهُوشَافَاطَ: عَزَرْيَا وَيَحِيئِيلُ وَزَكَرِيَّا وَعَزَرْيَاهُو وَمِيخَائِيلُ وَشَفَطْيَا. كُلُّ هٰؤُلاَءِ بَنُو يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 3 وَأَعْطَاهُمْ أَبُوهُمْ عَطَايَا كَثِيرَةً مِنْ فِضَّةٍ وَذَهَبٍ وَتُحَفٍ مَعَ مُدُنٍ حَصِينَةٍ فِي يَهُوذَا. وَأَمَّا ٱلْمَمْلَكَةُ فَأَعْطَاهَا لِيَهُورَامَ لأَنَّهُ ٱلْبِكْرُ. 4 فَقَامَ يَهُورَامُ عَلَى مَمْلَكَةِ أَبِيهِ وَتَشَدَّدَ وَقَتَلَ جَمِيعَ إِخْوَتِهِ بِٱلسَّيْفِ، وَأَيْضاً بَعْضاً مِنْ رُؤَسَاءِ إِسْرَائِيلَ. 5 كَانَ يَهُورَامُ ٱبْنَ ٱثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ. 6 وَسَارَ فِي طَرِيقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ كَمَا فَعَلَ بَيْتُ أَخْآبَ، لأَنَّ بِنْتَ أَخْآبَ كَانَتْ لَهُ ٱمْرَأَةً. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. 7 وَلَمْ يَشَإِ ٱلرَّبُّ أَنْ يُبِيدَ بَيْتَ دَاوُدَ لأَجْلِ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي قَطَعَهُ مَعَ دَاوُدَ، وَلأَنَّهُ قَالَ إِنَّهُ يُعْطِيهِ وَبَنِيهِ سِرَاجاً كُلَّ ٱلأَيَّامِ. 8 فِي أَيَّامِهِ عَصَى أَدُومُ عَلَى يَهُوذَا وَمَلَّكُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ مَلِكاً. 9 وَعَبَرَ يَهُورَامُ مَعَ رُؤَسَائِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمَرْكَبَاتِ مَعَهُ، وَقَامَ لَيْلاً وَضَرَبَ أَدُومَ ٱلْمُحِيطَ بِهِ وَرُؤَسَاءَ ٱلْمَرْكَبَاتِ. 10 فَعَصَى أَدُومُ عَلَى يَهُوذَا إِلَى هٰذَا ٱلْيَوْمِ. حِينَئِذٍ عَصَتْ لِبْنَةُ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ عَلَيْهِ لأَنَّهُ تَرَكَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِ. 11 وَهُوَ أَيْضاً عَمِلَ مُرْتَفَعَاتٍ فِي جِبَالِ يَهُوذَا وَجَعَلَ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ، وَطَوَّحَ يَهُوذَا».

يَهُوشَافَاطَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ (ع 2) أي ملك يهوذا (انظر تفسير 12: 6).

أَعْطَاهُمْ أَبُوهُمْ عَطَايَا كَثِيرَةً (ع 3) عمل بالحكمة إذ أعطاهم عطايا وفرقهم بعضهم عن بعض وفي أماكن خارجة عن أورشليم. وأما البكر الذي خلفه بالملك فقتل إخوته كلهم وقتل معهم بعض رؤساء يهوذا. وربما خاف من مقاومتهم له أو طمع في مالهم أو أبغضهم لأنه شرير وهم أفضل منه. وكان يهورام قد تعلّم الشر من امرأته عثليا بنت أخآب وأهل بيتها ملوك إسرائيل.

(انظر 2ملوك 8: 16 - 24 لتفسير ع 5 - 10).

جَعَلَ سُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ (ع 11) أي أن يسجدوا للبعليم ويتركوا الرب كامرأة زانية تركت رجلها الشرعي. وعبادة البعل تحتوي أيضاً على الزنى الجسدي.

12 - 20 «12 وَأَتَتْ إِلَيْهِ كِتَابَةٌ مِنْ إِيلِيَّا ٱلنَّبِيِّ تَقُولُ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ دَاوُدَ أَبِيكَ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ لَمْ تَسْلُكْ فِي طُرُقِ يَهُوشَافَاطَ أَبِيكَ وَطُرُقِ آسَا مَلِكِ يَهُوذَا، 13 بَلْ سَلَكْتَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَجَعَلْتَ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ يَزْنُونَ كَزِنَا بَيْتِ أَخْآبَ، وَقَتَلْتَ أَيْضاً إِخْوَتَكَ مِنْ بَيْتِ أَبِيكَ ٱلَّذِينَ هُمْ أَفْضَلُ مِنْكَ، 14 هُوَذَا يَضْرِبُ ٱلرَّبُّ شَعْبَكَ وَبَنِيكَ وَنِسَاءَكَ وَكُلَّ مَالِكَ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. 15 وَإِيَّاكَ بِأَمْرَاضٍ كَثِيرَةٍ بِدَاءِ أَمْعَائِكَ حَتَّى تَخْرُجَ أَمْعَاؤُكَ بِسَبَبِ ٱلْمَرَضِ يَوْماً فَيَوْماً. 16 وَأَهَاجَ ٱلرَّبُّ عَلَى يَهُورَامَ رُوحَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَٱلْعَرَبَ ٱلَّذِينَ بِجَانِبِ ٱلْكُوشِيِّينَ، 17 فَصَعِدُوا إِلَى يَهُوذَا وَٱفْتَتَحُوهَا، وَسَبَوْا كُلَّ ٱلأَمْوَالِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ ٱلْمَلِكِ مَعَ بَنِيهِ وَنِسَائِهِ أَيْضاً، وَلَمْ يَبْقَ لَهُ ٱبْنٌ إِلاَّ يَهُوآحَازُ أَصْغَرَ بَنِيهِ. 18 وَبَعْدَ هٰذَا كُلِّهِ ضَرَبَهُ ٱلرَّبُّ فِي أَمْعَائِهِ بِمَرَضٍ لَيْسَ لَهُ شِفَاءٌ. 19 وَكَانَ مِنْ يَوْمٍ إِلَى يَوْمٍ وَحَسَبَ ذَهَابِ ٱلْمُدَّةِ عِنْدَ نَهَايَةِ سَنَتَيْنِ، أَنَّ أَمْعَاءَهُ خَرَجَتْ بِسَبَبِ مَرَضِهِ، فَمَاتَ بِأَمْرَاضٍ رَدِيئَةٍ، وَلَمْ يَعْمَلْ لَهُ شَعْبُهُ حَرِيقَةً كَحَرِيقَةِ آبَائِهِ. 20 كَانَ ٱبْنَ ٱثْنَتَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَمَانِيَ سِنِينَ فِي أُورُشَلِيمَ، وَذَهَبَ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ، وَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَلٰكِنْ لَيْسَ فِي قُبُورِ ٱلْمُلُوكِ».

(انظر تفسير 2ملوك 2: 1).

هُوَذَا يَضْرِبُ ٱلرَّبُّ الخ تمّت هذه النبوءة بالمصائب المذكورة في (ع 16 - 20).

ٱلْعَرَبَ ٱلَّذِينَ بِجَانِبِ ٱلْكُوشِيِّينَ (ع 16) يُطلق الاسم كوش على ما إلى جهة الغرب من البحر الأحمر وعلى ما إلى جهة الشرق منه أيضاً. والشعب المشار إليهم هنا هم إلى جهة الشرق وفي بلاد العرب.

يَهُوآحَازُ (ع 17) أو أخزيا (22: 1) أو عزريا (22: 6).

وَلَمْ يَعْمَلْ لَهُ شَعْبُهُ حَرِيقَةً (ع 19) أضجعوا آسا في سرير كان مملوءاً أطياباً وأصنافاً عطرة وأحرقوا له حريقة عظيمة جداً أي أحرقوا شيئاً من الأطياب وهكذا أظهروا اعتبارهم له وحزنهم عليه. وأما يهورام فلم يعملوا له شيئاً من ذلك.

وَذَهَبَ غَيْرَ مَأْسُوفٍ عَلَيْهِ (ع 20) ذلك من كثرة شروره ومن الضربات الثقيلة التي وقعت على المملكة بسببه. وقيمة الإنسان الحقيقية تُعرف عند موته. إن الكتاب لا يذكر شيئاً من الصلاح في يهورام. كان ابن ملك صالح ولكن فسدت أخلاقه من المعاشرات الرديئة أي امرأته عثليا وجميع بيت أخآب. وكان أبوه يهوشافاط مع أنه ملك صالح زرع الزرع الذي منه هذا الحصاد الهائل.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 6 «1 وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ٱبْنَهُ ٱلأَصْغَرَ عِوَضاً عَنْهُ، لأَنَّ جَمِيعَ ٱلأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ ٱلْغُزَاةُ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَ ٱلْعَرَبِ إِلَى ٱلْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 2 كَانَ أَخَزْيَا ٱبْنَ ٱثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي. 3 وَهُوَ أَيْضاً سَلَكَ فِي طُرُقِ بَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تُشِيرُ عَلَيْهِ بِفِعْلِ ٱلشَّرِّ. 4 فَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ مِثْلَ بَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّهُمْ كَانُوا لَهُ مُشِيرِينَ بَعْدَ وَفَاةِ أَبِيهِ لإِبَادَتِهِ. 5 فَسَلَكَ بِمَشُورَتِهِمْ وَذَهَبَ مَعَ يُورَامَ بْنِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لِمُحَارَبَةِ حَزَائِيلَ مَلِكِ أَرَامَ فِي رَامُوتَ جِلْعَادَ. وَضَرَبَ ٱلأَرَامِيُّونَ يُورَامَ 6 فَرَجَعَ لِيَبْرَأَ فِي يَزْرَعِيلَ بِسَبَبِ ٱلضَّرَبَاتِ ٱلَّتِي ضَرَبُوهُ بِهَا فِي ٱلرَّامَةِ عِنْدَ مُحَارَبَتِهِ حَزَائِيلَ مَلِكَ أَرَامَ. وَنَزَلَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكُ يَهُوذَا لِيَزُورَ يُورَامَ بْنِ أَخْآبَ فِي يَزْرَعِيلَ لأَنَّهُ كَانَ مَرِيضاً».

(انظر 2ملوك 8: 24 - 29).

وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا وملّكه سكان أورشليم لأنه لم تكن فرصة موافقة لاجتماع رؤساء يهوذا ولا لزوم لذلك لأنه لم يكن غير أخزيا من النسل الملوكي وأخزيا هو يهوآحاز (21: 17).

ٱلْغُزَاةُ ٱلَّذِينَ جَاءُوا مَعَ ٱلْعَرَبِ (21: 16 و17) ويظهر أن أبناء الملك كانوا في المحلة فقُتلوا.

كَانَ أَخَزْيَا ٱبْنَ ٱثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً (ع 2) الأمر واضح إن هذا القول غلط لأن أباه يهورام كان ابن 40 سنة حينما مات وخلفه ابنه (21: 20) وقيل في (2ملوك 8: 26) إنه كان ابن 22 سنة وهذا الصواب.

7 - 12 «7 فَمِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ كَانَ هَلاَكُ أَخَزْيَا بِمَجِيئِهِ إِلَى يُورَامَ. فَإِنَّهُ حِينَ جَاءَ خَرَجَ مَعَ يُورَامَ إِلَى يَاهُوَ بْنِ نِمْشِي ٱلَّذِي مَسَحَهُ ٱلرَّبُّ لِقَطْعِ بَيْتِ أَخْآبَ. 8 وَإِذْ كَانَ يَاهُو يَقْضِي عَلَى بَيْتِ أَخْآبَ وَجَدَ رُؤَسَاءَ يَهُوذَا وَبَنِي إِخْوَةِ أَخَزْيَا ٱلَّذِينَ كَانُوا يَخْدُمُونَ أَخَزْيَا فَقَتَلَهُمْ. 9 وَطَلَبَ أَخَزْيَا فَأَمْسَكُوهُ وَهُوَ مُخْتَبِئٌ فِي ٱلسَّامِرَةِ، وَأَتَوْا بِهِ إِلَى يَاهُو وَقَتَلُوهُ وَدَفَنُوهُ، لأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ ٱبْنُ يَهُوشَافَاطَ ٱلَّذِي طَلَبَ ٱلرَّبَّ بِكُلِّ قَلْبِهِ. فَلَمْ يَكُنْ لِبَيْتِ أَخَزْيَا مَنْ يَقْوَى عَلَى ٱلْمَمْلَكَةِ. 10 وَلَمَّا رَأَتْ عَثَلْيَا أُمُّ أَخَزْيَا أَنَّ ٱبْنَهَا قَدْ مَاتَ، قَامَتْ وَأَبَادَتْ جَمِيعَ ٱلنَّسْلِ ٱلْمَلِكِيِّ مِنْ بَيْتِ يَهُوذَا. 11 أَمَّا يَهُوشَبْعَةُ بِنْتُ ٱلْمَلِكِ فَأَخَذَتْ يَهُوآشَ بْنَ أَخَزْيَا وَسَرَقَتْهُ مِنْ وَسَطِ بَنِي ٱلْمَلِكِ ٱلَّذِينَ قُتِلُوا، وَجَعَلَتْهُ هُوَ وَمُرْضِعَتَهُ فِي مِخْدَعِ ٱلسَّرِيرِ، وَخَبَّأَتْهُ يَهُوشَبْعَةُ بِنْتُ ٱلْمَلِكِ يَهُورَامَ ٱمْرَأَةُ يَهُويَادَاعَ ٱلْكَاهِنِ. (لأَنَّهَا كَانَتْ أُخْتَ أَخَزْيَا) مِنْ وَجْهِ عَثَلْيَا فَلَمْ تَقْتُلْهُ. 12 وَكَانَ مَعَهُمْ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ مُخْتَبِئاً سِتَّ سِنِينٍ وَعَثَلْيَا مَالِكَةٌ عَلَى ٱلأَرْضِ».

(انظر 2ملوك 9: 14 - 28).

مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ كَانَ هَلاَكُ أَخَزْيَا (ع 7) أي الله ضربه بواسطة ياهو بن نمشي جزاء خطاياه.

وَجَدَ رُؤَسَاءَ يَهُوذَا وَبَنِي إِخْوَةِ أَخَزْيَا (ع 8) (انظر 2ملوك 10: 12 - 14).

وَطَلَبَ أَخَزْيَا فَأَمْسَكُوهُ (انظر تفسير 2ملوك 9: 27 و28).

وَلَمَّا رَأَتْ عَثَلْيَا الخ (ع 10) (2ملوك 11: 1 - 3).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 21 «1 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلسَّابِعَةِ تَشَدَّدَ يَهُويَادَاعُ وَأَخَذَ مَعَهُ فِي ٱلْعَهْدِ رُؤَسَاءَ ٱلْمِئَاتِ: عَزَرْيَا بْنَ يَرُوحَامَ، وَإِسْمَاعِيلَ بْنَ يَهُوحَانَانَ، وَعَزَرْيَا بْنَ عُوبِيدَ، وَمَعْسِيَّا بْنَ عَدَايَا، وَأَلِيشَافَاطَ بْنَ زِكْرِي، 2 وَجَالُوا فِي يَهُوذَا وَجَمَعُوا ٱللاَّوِيِّينَ مِنْ جَمِيعِ مُدُنِ يَهُوذَا وَرُؤُوسَ آبَاءِ إِسْرَائِيلَ وَجَاءُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 3 وَقَطَعَ كُلُّ ٱلْمَجْمَعِ عَهْداً فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ مَعَ ٱلْمَلِكِ. وَقَالَ لَهُمْ: هُوَذَا ٱبْنُ ٱلْمَلِكِ يَمْلِكُ كَمَا تَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ عَنْ بَنِي دَاوُدَ. 4 هٰذَا هُوَ ٱلأَمْرُ ٱلَّذِي تَعْمَلُونَهُ. ٱلثُّلُثُ مِنْكُمُ ٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ فِي ٱلسَّبْتِ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللاَّوِيِّينَ يَكُونُونَ بَوَّابِينَ لِلأَبْوَابِ 5 وَٱلثُّلْثُ فِي بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَٱلثُّلْثُ فِي بَابِ ٱلأَسَاسِ، وَجَمِيعُ ٱلشَّعْبِ فِي دِيَارِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 6 وَلاَ يَدْخُلْ بَيْتَ ٱلرَّبِّ إِلاَّ ٱلْكَهَنَةُ وَٱلَّذِينَ يَخْدِمُونَ مِنَ ٱللاَّوِيِّينَ، فَهُمْ يَدْخُلُونَ لأَنَّهُمْ مُقَدَّسُونَ، وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ يَحْرُسُونَ حِرَاسَةَ ٱلرَّبِّ. 7 وَيُحِيطُ ٱللاَّوِيُّونَ بِٱلْمَلِكِ مُسْتَدِيرِينَ، كُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ. وَٱلَّذِي يَدْخُلُ ٱلْبَيْتَ يُقْتَلُ. وَكُونُوا مَعَ ٱلْمَلِكِ فِي دُخُولِهِ وَفِي خُرُوجِهِ. 8 فَعَمِلَ ٱللاَّوِيُّونَ وَكُلُّ يَهُوذَا حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ يَهُويَادَاعُ ٱلْكَاهِنُ. وَأَخَذُوا كُلُّ وَاحِدٍ رِجَالَهُ ٱلدَّاخِلِينَ فِي ٱلسَّبْتِ، مَعَ ٱلْخَارِجِينَ فِي ٱلسَّبْتِ لأَنَّ يَهُويَادَاعَ ٱلْكَاهِنَ لَمْ يَصْرِفِ ٱلْفِرَقَ. 9 وَأَعْطَى يَهُويَادَاعُ ٱلْكَاهِنُ رُؤَسَاءَ ٱلْمِئَاتِ ٱلْحِرَابَ وَٱلْمَجَانَّ وَٱلأَتْرَاسَ ٱلَّتِي لِلْمَلِكِ دَاوُدَ ٱلَّتِي فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ. 10 وَأَوْقَفَ جَمِيعَ ٱلشَّعْبِ وَكُلُّ وَاحِدٍ سِلاَحُهُ بِيَدِهِ مِنْ جَانِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلأَيْمَنِ إِلَى جَانِبِ ٱلْبَيْتِ ٱلأَيْسَرِ حَوْلَ ٱلْمَذْبَحِ وَٱلْبَيْتِ، حَوْلَ ٱلْمَلِكِ مُسْتَدِيرِينَ. 11 ثُمَّ أَخْرَجُوا ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ وَوَضَعُوا عَلَيْهِ ٱلتَّاجَ وَأَعْطُوهُ ٱلشَّهَادَةَ، وَمَلَّكُوهُ. وَمَسَحَهُ يَهُويَادَاعُ وَبَنُوهُ وَقَالُوا: لِيَحْيَ ٱلْمَلِكُ!. 12 وَلَمَّا سَمِعَتْ عَثَلْيَا صَوْتَ ٱلشَّعْبِ يَرْكُضُونَ وَيَمْدَحُونَ ٱلْمَلِكَ، دَخَلَتْ إِلَى ٱلشَّعْبِ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 13 وَنَظَرَتْ وَإِذَا ٱلْمَلِكُ وَاقِفٌ عَلَى مِنْبَرِهِ فِي ٱلْمَدْخَلِ، وَٱلرُّؤَسَاءُ وَٱلأَبْوَاقُ عِنْدَ ٱلْمَلِكِ، وَكُلُّ شَعْبِ ٱلأَرْضِ يَفْرَحُونَ وَيَنْفُخُونَ بِٱلأَبْوَاقِ، وَٱلْمُغَنُّونَ بِآلاَتِ ٱلْغِنَاءِ وَٱلْمُعَلِّمُونَ ٱلتَّسْبِيحَ. فَشَقَّتْ عَثَلْيَا ثِيَابَهَا وَقَالَتْ: خِيَانَةٌ! خِيَانَةٌ! 14 فَأَخْرَجَ يَهُويَادَاعُ ٱلْكَاهِنُ رُؤَسَاءَ ٱلْمِئَاتِ ٱلْمُوَكَّلِينَ عَلَى ٱلْجَيْشِ وَقَالَ لَهُمْ: أَخْرِجُوهَا إِلَى خَارِجِ ٱلصُّفُوفِ، وَٱلَّذِي يَتَّبِعُهَا يُقْتَلُ بِٱلسَّيْفِ. لأَنَّ ٱلْكَاهِنَ قَالَ: لاَ تَقْتُلُوهَا فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 15 فَأَلْقَوْا عَلَيْهَا ٱلأَيَادِيَ. وَلَمَّا أَتَتْ إِلَى مَدْخَلِ بَابِ ٱلْخَيْلِ إِلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ قَتَلُوهَا هُنَاكَ. 16 فَقَطَعَ يَهُويَادَاعُ عَهْداً بَيْنَهُ وَبَيْنَ كُلِّ ٱلشَّعْبِ وَبَيْنَ ٱلْمَلِكِ أَنْ يَكُونُوا شَعْباً لِلرَّبِّ. 17 وَدَخَلَ جَمِيعُ ٱلشَّعْبِ إِلَى بَيْتِ ٱلْبَعْلِ وَهَدَمُوهُ وَكَسَّرُوا مَذَابِحَهُ وَتَمَاثِيلَهُ، وَقَتَلُوا مَتَّانَ كَاهِنَ ٱلْبَعْلِ أَمَامَ ٱلْمَذْبَحِ. 18 وَجَعَلَ يَهُويَادَاعُ حُرَّاساً عَلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ ٱلْكَهَنَةِ ٱللاَّوِيِّينَ ٱلَّذِينَ قَسَمَهُمْ دَاوُدُ عَلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ لإِصْعَادِ مُحْرَقَاتِ ٱلرَّبِّ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى بِٱلْفَرَحِ وَٱلْغِنَاءِ، حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ. 19 وَأَوْقَفَ ٱلْبَوَّابِينَ عَلَى أَبْوَابِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ لِئَلاَّ يَدْخُلَ نَجِسٌ فِي أَمْرٍ مَا. 20 وَأَخَذَ رُؤَسَاءَ ٱلْمِئَاتِ وَٱلْعُظَمَاءَ وَٱلْمُتَسَلِّطِينَ عَلَى ٱلشَّعْبِ وَكُلَّ شَعْبِ ٱلأَرْضِ، وَأَنْزَلَ ٱلْمَلِكَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَدَخَلُوا مِنْ وَسَطِ ٱلْبَابِ ٱلأَعْلَى إِلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ، وَأَجْلَسُوا ٱلْمَلِكَ عَلَى كُرْسِيِّ ٱلْمَمْلَكَةِ. 21 فَفَرِحَ كُلُّ شَعْبِ ٱلأَرْضِ وَٱسْتَرَاحَتِ ٱلْمَدِينَةُ، وَقَتَلُوا عَثَلْيَا بِٱلسَّيْفِ».

اطلب تفسير «الأصحاح الثالث والعشرين» في 2ملوك 11: 4 - 20.

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 14 «1 كَانَ يَهُوآشُ ٱبْنَ سَبْعِ سِنِينَ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ ظَبْيَةُ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ. 2 وَعَمِلَ يَهُوآشُ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ يَهُويَادَاعَ ٱلْكَاهِنِ. 3 وَاتَّخَذَ يَهُويَادَاعُ لَهُ ٱمْرَأَتَيْنِ فَوَلَدَ بَنِينَ وَبَنَاتٍ. 4 وَحَدَثَ بَعْدَ ذٰلِكَ أَنَّهُ كَانَ فِي قَلْبِ يَهُوآشَ أَنْ يُجَدِّدَ بَيْتَ ٱلرَّبِّ. 5 فَجَمَعَ ٱلْكَهَنَةَ وَٱللاَّوِيِّينَ وَقَالَ لَهُمُ: ٱخْرُجُوا إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا وَٱجْمَعُوا مِنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ فِضَّةً لأَجْلِ تَرْمِيمِ بَيْتِ إِلٰهِكُمْ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ، وَبَادِرُوا أَنْتُمْ إِلَى هٰذَا ٱلأَمْرِ. فَلَمْ يُبَادِرِ ٱللاَّوِيُّونَ. 6 فَدَعَا ٱلْمَلِكُ يَهُويَادَاعَ ٱلرَّئِيسَ وَسَأَلَهُ: لِمَاذَا لَمْ تَطْلُبْ مِنَ ٱللاَّوِيِّينَ أَنْ يَأْتُوا مِنْ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ بِجِزْيَةِ مُوسَى عَبْدِ ٱلرَّبِّ وَجَمَاعَةِ إِسْرَائِيلَ لِخَيْمَةِ ٱلشَّهَادَةِ؟ 7 لأَنَّ بَنِي عَثَلْيَا ٱلْخَبِيثَةِ قَدْ هَدَمُوا بَيْتَ ٱللّٰهِ، وَصَيَّرُوا كُلَّ أَقْدَاسِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ لِلْبَعْلِيمِ. 8 وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ فَعَمِلُوا صُنْدُوقاً وَجَعَلُوهُ فِي بَابِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ خَارِجاً، 9 وَنَادُوا فِي يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ بِأَنْ يَأْتُوا إِلَى ٱلرَّبِّ بِجِزْيَةِ مُوسَى عَبْدِ ٱلرَّبِّ ٱلْمَفْرُوضَةِ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ. 10 فَفَرِحَ كُلُّ ٱلرُّؤَسَاءِ وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ وَأَدْخَلُوا وَأَلْقَوْا فِي ٱلصُّنْدُوقِ حَتَّى ٱمْتَلأَ. 11 وَحِينَمَا كَانَ يُؤْتَى بِٱلصُّنْدُوقِ إِلَى وَكَالَةِ ٱلْمَلِكِ بِيَدِ ٱللاَّوِيِّينَ، عِنْدَمَا يَرَوْنَ أَنَّ ٱلْفِضَّةَ قَدْ كَثُرَتْ، كَانَ يَأْتِي كَاتِبُ ٱلْمَلِكِ وَوَكِيلُ ٱلْكَاهِنِ ٱلرَّئِيسِ وَيُفْرِغَانِ ٱلصُّنْدُوقَ ثُمَّ يَحْمِلاَنِهِ وَيَرُدَّانِهِ إِلَى مَكَانِهِ. هٰكَذَا كَانُوا يَفْعَلُونَ يَوْماً فَيَوْماً، حَتَّى جَمَعُوا فِضَّةً بِكَثْرَةٍ. 12 وَدَفَعَهَا ٱلْمَلِكُ وَيَهُويَادَاعُ لِعَامِلِي شُغْلِ خِدْمَةِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَكَانُوا يَسْتَأْجِرُونَ نَحَّاتِينَ وَنَجَّارِينَ لِتَجْدِيدِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَلِلْعَامِلِينَ فِي ٱلْحَدِيدِ وَٱلنُّحَاسِ أَيْضاً لِتَرْمِيمِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 13 فَعَمِلَ عَامِلُو ٱلشُّغْلِ وَنَجَحَ ٱلْعَمَلُ بِأَيْدِيهِمْ، وَأَقَامُوا بَيْتَ ٱللّٰهِ عَلَى رَسْمِهِ وَثَبَّتُوهُ. 14 وَلَمَّا أَكْمَلُوا أَتَوْا إِلَى بَيْنَ يَدَيِ ٱلْمَلِكِ وَيَهُويَادَاعَ بِبَقِيَّةِ ٱلْفِضَّةِ وَعَمِلُوهَا آنِيَةً لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ آنِيَةَ خِدْمَةٍ وَإِصْعَادٍ وَصُحُوناً وَآنِيَةَ ذَهَبٍ وَفِضَّةٍ. وَكَانُوا يُصْعِدُونَ مُحْرَقَاتٍ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ دَائِماً كُلَّ أَيَّامِ يَهُويَادَاعَ».

(انظر تفسير 2ملوك 12: 1 - 16).

15 - 22 «15 وَشَاخَ يَهُويَادَاعُ وَشَبِعَ مِنَ ٱلأَيَّامِ وَمَاتَ. كَانَ ٱبْنَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً عِنْدَ وَفَاتِهِ. 16 فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مَعَ ٱلْمُلُوكِ لأَنَّهُ عَمِلَ خَيْراً فِي إِسْرَائِيلَ وَمَعَ ٱللّٰهِ وَبَيْتِهِ. 17 وَبَعْدَ مَوْتِ يَهُويَادَاعَ جَاءَ رُؤَسَاءُ يَهُوذَا وَسَجَدُوا لِلْمَلِكِ. حِينَئِذٍ سَمِعَ ٱلْمَلِكُ لَهُمْ. 18 وَتَرَكُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِهِمْ وَعَبَدُوا ٱلسَّوَارِيَ وَٱلأَصْنَامَ، فَكَانَ غَضَبٌ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ لأَجْلِ إِثْمِهِمْ هٰذَا. 19 وَأَرْسَلَ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَ لإِرْجَاعِهِمْ إِلَى ٱلرَّبِّ، وَأَشْهَدُوا عَلَيْهِمْ فَلَمْ يُصْغُوا. 20 وَلَبِسَ رُوحُ ٱللّٰهِ زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ ٱلْكَاهِنَ فَوَقَفَ فَوْقَ ٱلشَّعْبِ وَقَالَ لَهُمْ: هٰكَذَا يَقُولُ ٱللّٰهُ: لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصَايَا ٱلرَّبِّ فَلاَ تُفْلِحُونَ؟ لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمُ ٱلرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ. 21 فَفَتَنُوا عَلَيْهِ وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ بِأَمْرِ ٱلْمَلِكِ فِي دَارِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 22 وَلَمْ يَذْكُرْ يَهُوآشُ ٱلْمَلِكُ ٱلْمَعْرُوفَ ٱلَّذِي عَمِلَهُ يَهُويَادَاعُ أَبُوهُ مَعَهُ بَلْ قَتَلَ ٱبْنَهُ. وَعِنْدَ مَوْتِهِ قَالَ: ٱلرَّبُّ يَنْظُرُ وَيُطَالِبُ».

يَهويَادَاعُ... كَانَ ٱبْنَ مِئَةٍ وَثَلاَثِينَ سَنَةً عِنْدَ وَفَاتِهِ يظن بعضهم أنه وقع غلط في كتابة العدد 130 لأن ذلك من النوادر لأن طول حياة الإنسان في زمان يهوياداع كان كما هو اليوم أي نحو 70 سنة (مزمور 90: 10) وكانت امرأة يهوياداع بنت الملك يهورام الذي مات ابن 40 سنة فكان عمر بنته 20 سنة بالكثير وكان عريسها ابن 90 سنة على الأقل.

فَدَفَنُوهُ... مَعَ ٱلْمُلُوكِ (ع 16) كان كملك لأنه كان مشيراً ليوآش الذي كان ابن 7 سنين فقط لما ملك. وكان مشيراً صالحاً حكيماً مقتدراً وكان صبوراً لأنه سمح لعثليا أن تملك على الأرض مدة ست سنين بينما كبر الولد يوآش واستعد الكهنة والشعب لإصلاح المملكة. وظهرت حكمته لأن هذا الإصلاح جرى في وقته بلا حرب وباتفاق الشعب أجمعين.

مَعَ ٱللّٰهِ وَبَيْتِهِ بيت الله أي الهيكل وخدمته.

سَجَدُوا لِلْمَلِكِ حِينَئِذٍ سَمِعَ ٱلْمَلِكُ لَهُمْ (ع 17) كلموا الملك ليترك بيت الله ويعبد السواري والأصنام. ولعله خاف منهم ومن الشعب الذين كان ميلهم إلى عبادة الأصنام ولم يكن معه من يشجعه ويرشده كيهوياداع. وتقدم يوآش في عبادة الأصنام وتمكن بهذه الخطية وتقسى قلبه حتى لم يصغ إلى الأنبياء الذين أرسلهم الرب.

زَكَرِيَّا بْنَ يَهُويَادَاعَ (ع 20) (متّى 23: 35).

فَوَقَفَ فَوْقَ ٱلشَّعْبِ كانت دار الكهنة أعلى من الدار العظيمة وربما وقف زكريا على الدرج بين الدارين حتى يروه ويسمعوا كلامه.

تَرَكْتُمُ ٱلرَّبَّ قَدْ تَرَكَكُمْ كما قال شمعيا (12: 5 وعوديد 15: 2).

فَتَنُوا عَلَيْهِ (ع 21) أي تكلموا مع الملك حتى يأمر بقتله.

وَرَجَمُوهُ بِحِجَارَةٍ (لاويين 20: 2 وتثنية 17: 2 - 5) كأنه نبي كذّاب.

فِي دَارِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ قال المسيح (متّى 23: 35) «بين الهيكل والمذبح» كان مذبح المحرقة في الدار العظيمة.

وَلَمْ يَذْكُرْ يَهُوآشُ (ع 22) كانت خطيته أنه قتل نبي الرب. وكان الملك مسؤولاً في قتله ولو كان بموجب طلب الرؤساء. وكانت خطيئته أعظم لأن زكريا كان ابن يهوياداع (أو حفيده) الذي كان قد حفظه من الموت في طفوليته ورباه كأب حنون وجعله ملكاً وكان مشيراً له أكثر حياته.

ٱلرَّبُّ يَنْظُرُ وَيُطَالِبُ وكان قوله من نوع النبوءة كما يظهر من الكلام التالي. (انظر قول يسوع متّى 23: 29 - 36).

23 - 27 «23 وَفِي مَدَارِ ٱلسَّنَةِ صَعِدَ عَلَيْهِ جَيْشُ أَرَامَ وَأَتَوْا إِلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ وَأَهْلَكُوا كُلَّ رُؤَسَاءِ ٱلشَّعْبِ مِنَ ٱلشَّعْبِ، وَجَمِيعَ غَنِيمَتِهِمْ أَرْسَلُوهَا إِلَى مَلِكِ دِمَشْقَ. 24 لأَنَّ جَيْشَ أَرَامَ جَاءَ بِشِرْذِمَةٍ قَلِيلَةٍ وَدَفَعَ ٱلرَّبُّ لِيَدِهِمْ جَيْشاً كَثِيراً جِدّاً لأَنَّهُمْ تَرَكُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِمْ. فَأَجْرَوْا قَضَاءً عَلَى يَهُوآشَ. 25 وَعِنْدَ ذَهَابِهِمْ عَنْهُ لأَنَّهُمْ تَرَكُوهُ بِأَمْرَاضٍ كَثِيرَةٍ فَتَنَ عَلَيْهِ عَبِيدُهُ مِنْ أَجْلِ دِمَاءِ بَنِي يَهُويَادَاعَ ٱلْكَاهِنِ، وَقَتَلُوهُ عَلَى سَرِيرِهِ فَمَاتَ. فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ وَلَمْ يَدْفِنُوهُ فِي قُبُورِ ٱلْمُلُوكِ. 26 وَهٰذَانِ هُمَا ٱلْفَاتِنَانِ عَلَيْهِ: زَابَادُ بْنُ شِمْعَةَ ٱلْعَمُّونِيَّةِ، وَيَهُوزَابَادُ بْنُ شِمْرِيتَ ٱلْمُوآبِيَّةِ. 27 وَأَمَّا بَنُوهُ وَكَثْرَةُ مَا حُمِلَ عَلَيْهِ وَمَرَمَّةُ بَيْتِ ٱللّٰهِ، فَمَكْتُوبَةٌ فِي مِدْرَسِ سِفْرِ ٱلْمُلُوكِ. وَمَلَكَ أَمَصْيَا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 4 «1 مَلَكَ أَمَصْيَا وَهُوَ ٱبْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ يَهُوعَدَّانُ مِنْ أُورُشَلِيمَ. 2 وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَلٰكِنْ لَيْسَ بِقَلْبٍ كَامِلٍ. 3 وَلَمَّا تَثَبَّتَتِ ٱلْمَمْلَكَةُ عَلَيْهِ قَتَلَ عَبِيدَهُ ٱلَّذِينَ قَتَلُوا ٱلْمَلِكَ أَبَاهُ. 4 وَأَمَّا بَنُوهُمْ فَلَمْ يَقْتُلْهُمْ، بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي ٱلشَّرِيعَةِ فِي سِفْرِ مُوسَى حَيْثُ أَمَرَ ٱلرَّبُّ: لاَ تَمُوتُ ٱلآبَاءُ لأَجْلِ ٱلْبَنِينَ، وَلاَ ٱلْبَنُونَ يَمُوتُونَ لأَجْلِ ٱلآبَاءِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ يَمُوتُ لأَجْلِ خَطِيَّتِهِ».

(انظر 2ملوك 14: 1 - 6).

5 - 13 «5 وَجَمَعَ أَمَصْيَا يَهُوذَا وَأَقَامَهُمْ حَسَبَ بُيُوتِ ٱلآبَاءِ رُؤَسَاءَ أُلُوفٍ وَرُؤَسَاءَ مِئَاتٍ فِي كُلِّ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ، وَأَحْصَاهُمْ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ، فَوَجَدَهُمْ ثَلاَثَ مِئَةِ أَلْفِ مُخْتَارٍ خَارِجٍ لِلْحَرْبِ حَامِلِ رُمْحٍ وَتُرْسٍ. 6 وَٱسْتَأْجَرَ مِنْ إِسْرَائِيلَ مِئَةَ أَلْفِ جَبَّارِ بَأْسٍ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ. 7 وَجَاءَ إِلَيْهِ رَجُلُ ٱللّٰهِ قَائِلاً: أَيُّهَا ٱلْمَلِكُ، لاَ يَأْتِي مَعَكَ جَيْشُ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ لَيْسَ مَعَ إِسْرَائِيلَ، مَعَ كُلِّ بَنِي أَفْرَايِمَ. 8 وَإِنْ ذَهَبْتَ أَنْتَ فَٱعْمَلْ وَتَشَدَّدْ لِلْقِتَالِ، لأَنَّ ٱللّٰهَ يُسْقِطُكَ أَمَامَ ٱلْعَدُوِّ، لأَنَّ عِنْدَ ٱللّٰهِ قُوَّةً لِلْمُسَاعَدَةِ وَلِلإِسْقَاطِ. 9 فَقَالَ أَمَصْيَا لِرَجُلِ ٱللّٰهِ: فَمَاذَا يُعْمَلُ لأَجْلِ ٱلْمِئَةِ ٱلْوَزْنَةِ ٱلَّتِي أَعْطَيْتُهَا لِغُزَاةِ إِسْرَائِيلَ؟ فَقَالَ رَجُلُ ٱللّٰهِ: إِنَّ ٱلرَّبَّ قَادِرٌ أَنْ يُعْطِيَكَ أَكْثَرَ مِنْهَا. 10 فَأَفْرَزَ أَمَصْيَا ٱلْغُزَاةَ ٱلَّذِينَ جَاءُوا إِلَيْهِ مِنْ أَفْرَايِمَ لِيَنْطَلِقُوا إِلَى مَكَانِهِمْ، فَحَمِيَ غَضَبُهُمْ جِدّاً عَلَى يَهُوذَا وَرَجَعُوا إِلَى مَكَانِهِمْ بِحُمُوِّ ٱلْغَضَبِ. 11 وَأَمَّا أَمَصْيَا فَتَشَدَّدَ وَٱقْتَادَ شَعْبَهُ وَذَهَبَ إِلَى وَادِي ٱلْمِلْحِ، وَضَرَبَ مِنْ بَنِي سَاعِيرَ عَشَرَةَ آلاَفٍ، 12 وَعَشَرَةَ آلاَفٍ أَحْيَاءَ سَبَاهُمْ بَنُو يَهُوذَا وَأَتَوْا بِهِمْ إِلَى رَأْسِ سَالِعَ وَطَرَحُوهُمْ عَنْ رَأْسِ سَالِعَ فَتَكَسَّرُوا أَجْمَعُونَ. 13 وَأَمَّا ٱلْغُزَاةُ ٱلَّذِينَ أَرْجَعَهُمْ أَمَصْيَا عَنِ ٱلذَّهَابِ مَعَهُ إِلَى ٱلْقِتَالِ فَٱقْتَحَمُوا مُدُنَ يَهُوذَا مِنَ ٱلسَّامِرَةِ إِلَى بَيْتِ حُورُونَ، وَضَرَبُوا مِنْهُمْ ثَلاَثَةَ آلاَفٍ وَنَهَبُوا نَهْباً كَثِيراً».

ثَلاَثَ مِئَةِ أَلْفِ أقل مما كان لآسا (14: 8) وليهوشافاط (17: 14 - 19) وربما وقع غلط من جهة عدد جيش آسا وعدد جيش يهوشافاط ولا شك في أن مملكة يهوذا كانت قد ضعفت بسبب الحروب.

ٱسْتَأْجَرَ مِنْ إِسْرَائِيلَ (ع 6) وفي ع 7 بني أفرايم أي المملكة الشمالية.

مِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ الوزنة نحو 400 ليرة ومئة وزنة نحو 40000 ليرة أقل من نصف ليرة لكل جندي. ولا شك في أن المستأجرين انتظروا أن يأخذوا قسماً من الغنيمة أيضاً. (انظر القول «غزاة إسرائيل» (ع 9).

رَجُلُ ٱللّٰهِ (ع 7) ولا نعرف من هو. وتكلم بالأمانة والشجاعة. وعرف أيضاً الاحترام الواجب لرجل من رجال الله. ومن أخبار يهوشافاط (19: 2) وأخزيا 22: 5 و7 و9).

وَإِنْ ذَهَبْتَ (ع 8) أي إن ذهب مع بني أفرايم يسقطه الله أمام العدو. والأمر «اعمل وتشدد» على نوع التهكم أي لو عمل وتشدد يسقطه الله.

فَمَاذَا يُعْمَلُ لأَجْلِ ٱلْمِئَةِ ٱلْوَزْنَةِ (ع 9) ونستفيد من جواب رجل الله أن مئة وزنة عند الله شيء زهيد جداً فلا يُذكر. والخسارة القليلة أفضل من الخسارة العظيمة لو ذهب إلى أدوم وسقط أمام العدوّ.

فَحَمِيَ غَضَبُهُمْ (ع 10) خاب سعيهم وشعروا بأن أخزيا أهانهم بإفرازه إياهم.

وَطَرَحُوهُمْ عَنْ رَأْسِ سَالِعَ (ع 12) امتازت الحروب بين الإسرائيليين والأدوميين بالقساوة وذلك من الإسرائيليين ومن الأدوميين أيضاً (1أيام 18: 12 و1ملوك 11: 15 و16 عوبديا 10 - 14).

مِنَ ٱلسَّامِرَةِ إِلَى بَيْتِ حُورُونَ (ع 13) يُطلق اسم بيت حورون على قريتين واقعتين على حدود أفرايم وبنيامين وعلى بعد 12 ميلاً إلى الشمال من أورشليم واسمهما اليوم بيت عور الفوقى وبيت عور التحتى وبما أن الكاتب يذكر السامرة أولاً نستنتج أن الغزاة رجعوا إلى السامرة وأخبروا الملك يوآش بغضب وأرسلهم لينهبوا مدن يهوذا وكان ذلك بسبب رسالة أمصيا القاسية إلى ملك إسرائيل (ع 17).

14 - 16 «14 ثُمَّ بَعْدَ مَجِيءِ أَمَصْيَا مِنْ ضَرْبِ ٱلأَدُومِيِّينَ أَتَى بِآلِهَةِ بَنِي سَاعِيرَ وَأَقَامَهُمْ لَهُ آلِهَةً، وَسَجَدَ أَمَامَهُمْ وَأَوْقَدَ لَهُمْ. 15 فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى أَمَصْيَا وَأَرْسَلَ إِلَيْهِ نَبِيّاً فَقَالَ لَهُ: لِمَاذَا طَلَبْتَ آلِهَةَ ٱلشَّعْبِ ٱلَّذِينَ لَمْ يُنْقِذُوا شَعْبَهُمْ مِنْ يَدِكَ؟ 16 وَفِيمَا هُوَ يُكَلِّمُهُ قَالَ لَهُ: هَلْ جَعَلُوكَ مُشِيراً لِلْمَلِكِ؟ كُفَّ! لِمَاذَا يَقْتُلُونَكَ؟ فَكَفَّ ٱلنَّبِيُّ وَقَالَ: قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ قَضَى بِهَلاَكِكَ لأَنَّكَ عَمِلْتَ هٰذَا وَلَمْ تَسْمَعْ لِمَشُورَتِي».

أَتَى بِآلِهَةِ بَنِي سَاعِيرَ إن أخذه هذه الآلهة دليل على سقوط الأدوميين الكامل لأن آلهتهم آخر شيء يسلمونه للعدو. فكان أمصيا يفتخر بوضعه إياهم عنده في أورشليم.

وَسَجَدَ أَمَامَهُمْ وإن كانوا لم يقدروا أن ينقذوا شعبهم لزعمه أنهم آلهة بلاد أدوم ومتسلطون عليها وإذا سجد لهم وأرضاهم يساعدونه في حكمه على أدوم.

فَحَمِيَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ (ع 15) «لاَ تَسِيرُوا وَرَاءَ آلِهَةٍ أُخْرَى مِنْ آلِهَةِ ٱلأُمَمِ ٱلَّتِي حَوْلَكُمْ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ إِلٰهٌ غَيُورٌ فِي وَسَطِكُمْ، لِئَلاَّ يَحْمَى غَضَبُ ٱلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ عَلَيْكُمْ فَيُبِيدَكُمْ عَنْ وَجْهِ ٱلأَرْضِ» (تثنية 6: 14 و15).

قَدْ عَلِمْتُ أَنَّ ٱللّٰهَ قَدْ قَضَى بِهَلاَكِكَ لأنه لم يسمع. وعدم الاستماع علامة الجهالة وعاقبة الجهالة الهلاك. ومن الجهة الواحدة نقول إن الله قضى بهلاكه ومن الجهة الأخرى نقول أن هلاك أمصيا من نفسه «لأَنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ مَنْ يَمُوتُ يَقُولُ ٱلسَّيِّدُ ٱلرَّبُّ. فَٱرْجِعُوا وَٱحْيُوا» (حزقيال 18: 32).

17 - 28 «17 فَٱسْتَشَارَ أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا، وَأَرْسَلَ إِلَى يُوآشَ بْنِ يَهُوآحَازَ بْنِ يَاهُو مَلِكِ إِسْرَائِيلَ قَائِلاً: هَلُمَّ نَتَرَاءَ مُواجَهَةً. 18 فَأَرْسَلَ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ إِلَى أَمَصْيَا مَلِكِ يَهُوذَا قَائِلاً: ٱلْعَوْسَجُ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ أَرْسَلَ إِلَى ٱلأَرْزِ ٱلَّذِي فِي لُبْنَانَ يَقُولُ: أَعْطِ ٱبْنَتَكَ لٱبْنِي ٱمْرَأَةً. فَعَبَرَ حَيَوَانٌ بَرِّيٌّ كَانَ فِي لُبْنَانَ وَدَاسَ ٱلْعَوْسَجَ. 19 تَقُولُ: هَئَنَذَا قَدْ ضَرَبْتُ أَدُومَ. فَرَفَّعَكَ قَلْبُكَ لِلتَّمَجُّدِ! فَٱلآنَ أَقِمْ فِي بَيْتِكَ. لِمَاذَا تَهْجِمُ عَلَى ٱلشَّرِّ فَتَسْقُطَ أَنْتَ وَيَهُوذَا مَعَكَ؟. 20 فَلَمْ يَسْمَعْ أَمَصْيَا لأَنَّهُ كَانَ مِنْ قِبَلِ ٱللّٰهِ أَنْ يُسَلِّمَهُمْ، لأَنَّهُمْ طَلَبُوا آلِهَةَ أَدُومَ. 21 وَصَعِدَ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فَتَرَاءَيَا مُواجَهَةً، هُوَ وَأَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا، فِي بَيْتِ شَمْسٍ ٱلَّتِي لِيَهُوذَا. 22 فَٱنْهَزَمَ يَهُوذَا أَمَامَ إِسْرَائِيلَ وَهَرَبُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى خَيْمَتِهِ. 23 وَأَمَّا أَمَصْيَا مَلِكُ يَهُوذَا فَأَمْسَكَهُ يُوآشُ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ شَمْسٍ وَجَاءَ بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَهَدَمَ سُورَ أُورُشَلِيمَ مِنْ بَابِ أَفْرَايِمَ إِلَى بَابِ ٱلزَّاوِيَةِ، أَرْبَعَ مِئَةِ ذِرَاعٍ. 24 وَأَخَذَ كُلَّ ٱلذَّهَبِ وَٱلْفِضَّةِ وَكُلَّ ٱلآنِيَةِ ٱلْمَوْجُودَةِ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ مَعَ عُوبِيدَ أَدُومَ وَخَزَائِنِ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَٱلرُّهَنَاءَ وَرَجَعَ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ. 25 وَعَاشَ أَمَصْيَا بْنُ يَهُوآشَ مَلِكُ يَهُوذَا بَعْدَ مَوْتِ يُوآشَ بْنِ يَهُوآحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ خَمْسَ عَشَرَةَ سَنَةً. 26 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ أَمَصْيَا ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةِ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. 27 وَمِنْ حِينَ حَادَ أَمَصْيَا مِنْ وَرَاءِ ٱلرَّبِّ فَتَنُوا عَلَيْهِ فِي أُورُشَلِيمَ، فَهَرَبَ إِلَى لَخِيشَ فَأَرْسَلُوا وَرَاءَهُ إِلَى لَخِيشَ وَقَتَلُوهُ هُنَاكَ، 28 وَحَمَلُوهُ عَلَى ٱلْخَيْلِ وَدَفَنُوهُ مَعَ آبَائِهِ فِي مَدِينَةِ يَهُوذَا».

(انظر 2ملوك 14: 8 - 20)

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلْعِشْرُونَ

انظر 2ملوك 15: 1 - 7

1 - 5 «1 وَأَخَذَ كُلُّ شَعْبِ يَهُوذَا عُزِّيَّا وَهُوَ ٱبْنُ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً وَمَلَّكُوهُ عِوَضاً عَنْ أَبِيهِ أَمَصْيَا. 2 هُوَ بَنَى أَيْلَةَ وَرَدَّهَا لِيَهُوذَا بَعْدَ ٱضْطِجَاعِ ٱلْمَلِكِ مَعَ آبَائِهِ. 3 كَانَ عُزِّيَّا ٱبْنَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ٱثْنَتَيْنِ وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. وَٱسْمُ أُمِّهِ يَكُلْيَا مِنْ أُورُشَلِيمَ. 4 وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ. 5 وَكَانَ يَطْلُبُ ٱللّٰهَ فِي أَيَّامِ زَكَرِيَّا ٱلْفَاهِمِ بِمَنَاظِرِ ٱللّٰهِ. وَفِي أَيَّامِ طَلَبِهِ ٱلرَّبَّ أَنْجَحَهُ ٱللّٰهُ».

عُزِّيَّا وفي (2ملوك 15: 1) عزريا.

بَنَى أَيْلَةَ (ع 2) على الخليج الشرقي من البحر الأحمر في بلاد أدوم. كان داود قد أخذ أدوم (2صموئيل 8: 14) ثم استرجعها الأدوميون (2ملوك 8: 20) في أيام يهورام ملك يهوذا. وكانت إيلة بقرب عصيون جابر.

بَعْدَ ٱضْطِجَاعِ ٱلْمَلِكِ مَعَ آبَائِهِ (ع 2) أي الملك أمصيا أبوه وكان أمصيا قد ضرب أدوم ضربة ثقيلة (25: 11 - 12) وابنه عزيا زاد وأخذ أيلة.

حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ أَمَصْيَا أَبُوهُ (25: 2) هنا ذكر أعمال أمصيا الصالحة وغضّ النظر عن خطاياه.

فِي أَيَّامِ زَكَرِيَّا (ع 5) لا نعرف عنه إلا المذكور هنا وهو رجل فهيم في ما لله وأمين في إنذاره الملك وكان الملك وهو صغير في السن فهيماً لأنه سمع كلام زكريا.

6 - 15 «6 وَخَرَجَ وَحَارَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَهَدَمَ سُورَ جَتَّ وَسُورَ يَبْنَةَ وَسُورَ أَشْدُودَ، وَبَنَى مُدُناً فِي أَرْضِ أَشْدُودَ وَٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ. 7 وَسَاعَدَهُ ٱللّٰهُ عَلَى ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ وَعَلَى ٱلْعَرَبِ ٱلسَّاكِنِينَ فِي جُورَبَعْلَ وَٱلْمَعُونِيِّينَ. 8 وَأَعْطَى ٱلْعَمُّونِيُّونَ عُزِّيَّا هَدَايَا، وَٱمْتَدَّ ٱسْمُهُ إِلَى مَدْخَلِ مِصْرَ لأَنَّهُ تَشَدَّدَ جِدّاً. 9 وَبَنَى عُزِّيَّا أَبْرَاجاً فِي أُورُشَلِيمَ عِنْدَ بَابِ ٱلزَّاوِيَةِ وَعِنْدَ بَابِ ٱلْوَادِي وَعِنْدَ ٱلزَّاوِيَةِ وَحَصَّنَهَا. 10 وَبَنَى أَبْرَاجاً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، وَحَفَرَ آبَاراً كَثِيرَةً لأَنَّهُ كَانَ لَهُ مَاشِيَةٌ كَثِيرَةٌ فِي ٱلسَّاحِلِ وَٱلسَّهْلِ، وَفَلاَّحُونَ وَكَرَّامُونَ فِي ٱلْجِبَالِ وَفِي ٱلْكَرْمَلِ لأَنَّهُ كَانَ يُحِبُّ ٱلْفِلاَحَةَ. 11 وَكَانَ لِعُزِّيَّا جَيْشٌ مِنَ ٱلْمُقَاتِلِينَ يَخْرُجُونَ لِلْحَرْبِ أَحْزَاباً حَسَبَ عَدَدِ إِحْصَائِهِمْ عَنْ يَدِ يَعِيئِيلَ ٱلْكَاتِبِ وَمَعْسِيَّا ٱلْعَرِيفِ تَحْتَ يَدِ حَنَنْيَا وَاحِدٍ مِنْ رُؤَسَاءِ ٱلْمَلِكِ. 12 كُلُّ عَدَدِ رُؤُوسِ ٱلآبَاءِ مِنْ جَبَابِرَةِ ٱلْبَأْسِ أَلْفَانِ وَسِتُّ مِئَةٍ. 13 وَتَحْتَ يَدِهِمْ جَيْشُ جُنُودٍ ثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ وَسَبْعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ مِنَ ٱلْمُقَاتِلِينَ بِقُوَّةٍ شَدِيدَةٍ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمَلِكِ عَلَى ٱلْعَدُوِّ. 14 وَهَيَّأَ لَهُمْ عُزِّيَّا، لِكُلِّ ٱلْجَيْشِ، أَتْرَاساً وَرِمَاحاً وَخُوَذاً وَدُرُوعاً وَقِسِيّاً وَحِجَارَةَ مَقَالِيعَ. 15 وَعَمِلَ فِي أُورُشَلِيمَ مَنْجَنِيقَاتٍ ٱخْتِرَاعَ مُخْتَرِعِينَ لِتَكُونَ عَلَى ٱلأَبْرَاجِ وَعَلَى ٱلزَّوَايَا لِتُرْمَى بِهَا ٱلسِّهَامُ وَٱلْحِجَارَةُ ٱلْعَظِيمَةُ. وَٱمْتَدَّ ٱسْمُهُ إِلَى بَعِيدٍ إِذْ عَجِبَتْ مُسَاعَدَتُهُ حَتَّى تَشَدَّدَ».

حَارَبَ ٱلْفِلِسْطِينِيِّينَ كان بعضهم قد أتوا ليهوشافاط بهدايا (17: 11) وقاموا على يهورام ابنه (21: 16).

جَتَّ إحدى مدن الفلسطينيين الخمس (يشوع 13: 3) أخذها داود (1أيام 18: 1) وحصنها رحبعام (11: 8) أخذها حزائيل (2ملوك 12: 17) وأخذها عزيا وهدم سورها. وليس لها ذكر في التاريخ بعد ذلك (إرميا 25: 20 يذكر أربع مدن ولا يذكر جت) وموقعها مجهول. وبينة على شط بحر الروم إلى جهة الشمال والغرب من اليهودية. وأشدود إحدى مدن الفلسطينيين الخمس على شط البحر أُعطيت ليهوذا (يشوع 15: 46 و47) غير أنها لم تؤخذ. قيل إن سامتيكوس ملك مصر أخذها بعد حصار 29 سنة (انظر إشعياء 20: 1).

جُورَبَعْلَ (ع 7) مسكن للعرب في البادية إلى جهة الجنوب والشرق من يهوذا.

ٱلْمَعُونِيِّينَ (20: 1).

أَبْرَاجاً فِي أُورُشَلِيمَ (ع 9) في الزاوية الغربية والشمالية وعند باب يافا في الغرب.

أَبْرَاجاً فِي ٱلْبَرِّيَّةِ (ع 10) المرعى في جهات الغرب والجنوب الغربي من بحر لوط والأبراج للمراقبة والدفاع من الغزاة. الساحل هو الأراضي المنحدرة نحو بحر الروم والسهل هو السهل المرتفع في شرقي الأردن.

فِي ٱلْكَرْمَلِ وهي الكلمة المترجمة «بستاناً» في (إشعياء 29: 17 و32: 15) ومعناها أرض مخصبة. وإذا فهمناها كاسم علم كان الكرمل في جنوبي يهوذا وكان فيه أملاك نابال (1صموئيل 25: 2).

كَانَ يُحِبُّ ٱلْفِلاَحَةَ وذلك من فضائل الملك لأن الفلاحة أساس المملكة.

يَخْرُجُونَ لِلْحَرْبِ أَحْزَاباً أي جيشاً منظماً ونظامه أحسن مما كان قبله.

يَعِيئِيلَ ٱلْكَاتِبِ من واجباته أن يكتب أسماء الجنود أفراداً حسب أحزابهم.

رُؤُوسِ ٱلآبَاءِ (ع 12) هم القواد ونفهم أن أحزاب الجنود كانت حسب بيوتهم وعلى كل بيت رئيس.

ثَلاَثُ مِئَةِ أَلْفٍ وَسَبْعَةُ آلاَفٍ وَخَمْسُ مِئَةٍ (ع 13) ذكر العدد بالتدقيق. وكان هذا الجيش أكبر قليلاً من جيش أبيه أمصيا (25: 5).

حِجَارَةَ مَقَالِيعَ (ع 14) حينما استعد داود لمحاربة جليات أخذ خمسة حجارة ملس من الوادي (1صموئيل 17: 40) وطبعاً في وقت القتال لا يقدر الضاربون بالمقاليع أن يتفرقوا ويجولوا لكي يجمعوا حجارة ملساً. فعزيا هيأها سابقاً.

مَنْجَنِيقَاتٍ (ع 15) التي ترمي الحجارة وقد نقشت صورها في الآثار الأشورية وربما كان معنى القول هنا أن عزيا لم يخترعها كأنها لم تكن سابقاً بل إنه أول من استعملها لجيش اليهود. وكان الرومانيون يستعملون منجنيقات لرمي الحجارة ولرمي السهام أيضاً.

16 - 23 «16 وَلَمَّا تَشَدَّدَ ٱرْتَفَعَ قَلْبُهُ إِلَى ٱلْهَلاَكِ وَخَانَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُ، وَدَخَلَ هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ لِيُوقِدَ عَلَى مَذْبَحِ ٱلْبَخُورِ. 17 وَدَخَلَ وَرَاءَهُ عَزَرْيَا ٱلْكَاهِنُ وَمَعَهُ ثَمَانُونَ مِنْ كَهَنَةِ ٱلرَّبِّ بَنِي ٱلْبَأْسِ. 18 وَقَاوَمُوا عُزِّيَّا ٱلْمَلِكَ وَقَالُوا لَهُ: لَيْسَ لَكَ يَا عُزِّيَّا أَنْ تُوقِدَ لِلرَّبِّ بَلْ لِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ ٱلْمُقَدَّسِينَ لِلإِيقَادِ. اُخْرُجْ مِنَ ٱلْمَقْدِسِ لأَنَّكَ خُنْتَ وَلَيْسَ لَكَ مِنْ كَرَامَةٍ مِنْ عِنْدِ ٱلرَّبِّ ٱلإِلٰهِ. 19 فَحَنِقَ عُزِّيَّا. وَكَانَ فِي يَدِهِ مِجْمَرَةٌ لِلإِيقَادِ. وَعِنْدَ حَنَقِهِ عَلَى ٱلْكَهَنَةِ خَرَجَ بَرَصٌ فِي جِبْهَتِهِ أَمَامَ ٱلْكَهَنَةِ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ بِجَانِبِ مَذْبَحِ ٱلْبَخُورِ. 20 فَٱلْتَفَتَ نَحْوَهُ عَزَرْيَاهُو ٱلْكَاهِنُ ٱلرَّأْسُ وَكُلُّ ٱلْكَهَنَةِ وَإِذَا هُوَ أَبْرَصُ فِي جِبْهَتِهِ، فَطَرَدُوهُ مِنْ هُنَاكَ حَتَّى إِنَّهُ هُوَ نَفْسُهُ بَادَرَ إِلَى ٱلْخُرُوجِ لأَنَّ ٱلرَّبَّ ضَرَبَهُ. 21 وَكَانَ عُزِّيَّا ٱلْمَلِكُ أَبْرَصَ إِلَى يَوْمِ وَفَاتِهِ، وَأَقَامَ فِي بَيْتِ ٱلْمَرَضِ أَبْرَصَ لأَنَّهُ قُطِعَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَكَانَ يُوثَامُ ٱبْنُهُ عَلَى بَيْتِ ٱلْمَلِكِ يَحْكُمُ عَلَى شَعْبِ ٱلأَرْضِ. 22 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ عُزِّيَّا ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةُ كَتَبَهَا إِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ ٱلنَّبِيُّ. 23 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ عُزِّيَّا مَعَ آبَائِهِ وَدَفَنُوهُ مَعَ آبَائِهِ فِي حَقْلِ ٱلْمَقْبَرَةِ ٱلَّتِي لِلْمُلُوكِ، لأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّهُ أَبْرَصُ. وَمَلَكَ يُوثَامُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

وَدَخَلَ هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ لا يجوز لغير الكهنة أن يدخلوا الهيكل بل دار الهيكل فقط. (عدد 16: 40) «لاَ يَقْتَرِبَ رَجُلٌ أَجْنَبِيٌّ لَيْسَ مِنْ نَسْلِ هَارُونَ لِيُبَخِّرَ بَخُوراً أَمَامَ ٱلرَّبِّ». وكان مذبح البخور داخل الهيكل في القدس. كان الملك قد اعتاد الحكم المطلق وأحب أن يكون رئيساً في كل شيء دينياً وسياسياً وهكذا ملوك مصر وملوك رومية وغيرهم (1صموئيل 13: 9).

ثَمَانُونَ مِنْ كَهَنَةِ ٱلرَّبِّ بَنِي ٱلْبَأْسِ (ع 17) أي كانوا مستعدين أن يخرجوه قهراً.

فَحَنِقَ عُزِّيَّا (ع 19) من أمر الكهنة «اخرج» لأنه لم يُطق أن يكون تحت أمر أحدٍ.

خَرَجَ بَرَصٌ (2ملوك 5: 27) فصار سبب ثانٍ لإخراجه من الهيكل لأنه نجس (لاويين 13: 45 و46) فلا يجوز أن يخالط الناس فكم بالحري لا يجوز أن يدخل البيت المقدس للرب.

هُوَ نَفْسُهُ بَادَرَ إِلَى ٱلْخُرُوجِ (ع 20) لئلا يصيبه ما أصاب قورح وداثان وأبيرام (عدد ص 16).

قُطِعَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ (ع 21) ليس فقط من القدس الذي دخله بل أيضاً من دار الهيكل التي كان الشعب يجتمعون فيها.

إِشَعْيَاءُ تنبأ إشعياء في أيام عزيا (إشعياء 1: 1 و6: 1) والسفر الذي كتبت فيه أمور عزيا ربما كان سفراً غير نبوءة إشعياء وهو ليس موجوداً. وفي (عاموس 1: 1 وزكريا 14: 5) ذكر زلزلة وقال زكريا إنها حدثت في أيام عزيا الملك ويقول يوسيفوس إنها حدثت عند دخوله إلى الهيكل.

حَقْلِ ٱلْمَقْبَرَةِ (ع 23) كان دفنه في حقل المقبرة وليس في قبور الملوك. كيهورام (21: 20) ويوآش (24: 25) وآحاز (28: 27).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّابِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 9 «1 كَانَ يُوثَامُ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ يَرُوشَةُ بِنْتُ صَادُوقَ. 2 وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ عُزِّيَّا أَبُوهُ (إِلاَّ أَنَّهُ لَمْ يَدْخُلْ هَيْكَلَ ٱلرَّبِّ). وَكَانَ ٱلشَّعْبُ يُفْسِدُونَ بَعْدُ. 3 هُوَ بَنَى ٱلْبَابَ ٱلأَعْلَى لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ وَبَنَى كَثِيراً عَلَى سُورِ ٱلأَكَمَةِ. 4 وَبَنَى مُدُناً فِي جَبَلِ يَهُوذَا، وَبَنَى فِي ٱلْغَابَاتِ قِلَعاً وَأَبْرَاجاً. 5 وَهُوَ حَارَبَ مَلِكَ بَنِي عَمُّونَ وَقَوِيَ عَلَيْهِمْ، فَأَعْطَاهُ بَنُو عَمُّونَ فِي تِلْكَ ٱلسَّنَةِ مِئَةَ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ وَعَشَرَةَ آلاَفِ كُرِّ قَمْحٍ وَعَشَرَةَ آلاَفٍ مِنَ ٱلشَّعِيرِ. هٰذَا مَا أَدَّاهُ لَهُ بَنُو عَمُّونَ، وَكَذٰلِكَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ وَٱلثَّالِثَةِ. 6 وَتَشَدَّدَ يُوثَامُ لأَنَّهُ هَيَّأَ طُرُقَهُ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ. 7 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوثَامَ وَكُلُّ حُرُوبِهِ وَطُرُقِهِ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. 8 كَانَ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. 9 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ يُوثَامُ مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ، وَمَلَكَ آحَازُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

لتفسير «الأصحاح السابع والعشرون» انظر 2ملوك 15: 32 - 38.

واطلب «الأكمة» (ع 3) وميكال (ع 5) في قاموس الكتاب.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّامِنُ وَٱلْعِشْرُونَ

1 - 7 «1 كَانَ آحَازُ ٱبْنَ عِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سِتَّ عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَلَمْ يَفْعَلِ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كَدَاوُدَ أَبِيهِ، 2 بَلْ سَارَ فِي طُرُقِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ، وَعَمِلَ أَيْضاً تَمَاثِيلَ مَسْبُوكَةً لِلْبَعْلِيمِ. 3 وَهُوَ أَوْقَدَ فِي وَادِي ٱبْنِ هِنُّومَ وَأَحْرَقَ بَنِيهِ بِٱلنَّارِ حَسَبَ رَجَاسَاتِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 4 وَذَبَحَ وَأَوْقَدَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَعَلَى ٱلتِّلاَلِ وَتَحْتَ كُلِّ شَجَرَةٍ خَضْرَاءَ. 5 فَدَفَعَهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ لِيَدِ مَلِكِ أَرَامَ، فَضَرَبُوهُ وَسَبَوْا مِنْهُ سَبْياً عَظِيماً وَأَتَوْا بِهِمْ إِلَى دِمَشْقَ. وَدُفِعَ أَيْضاً لِيَدِ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ فَضَرَبَهُ ضَرْبَةً عَظِيمَةً. 6 وَقَتَلَ فَقْحُ بْنُ رَمَلْيَا فِي يَهُوذَا مِئَةً وَعِشْرِينَ أَلْفاً فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ٱلْجَمِيعُ بَنُو بَأْسٍ لأَنَّهُمْ تَرَكُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِمْ. 7 وَقَتَلَ زِكْرِي جَبَّارُ أَفْرَايِمَ مَعْسِيَّا ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ، وَعَزْرِيقَامَ رَئِيسَ ٱلْبَيْتِ، وَأَلْقَانَةَ ثَانِيَ ٱلْمَلِكِ».

(انظر 2ملوك 16: 1 - 5).

لِلْبَعْلِيمِ (ع 2) (1ملوك 16: 31).

هِنُّومَ (ع 3) (2ملوك 23: 10).

مَعْسِيَّا ٱبْنَ ٱلْمَلِكِ (ع 7) والمظنون أنه ابن الملك السابق أي يوثام لأن آحاز كان ابن 16 سنة فقط لما ملك.

8 - 15 «8 وَسَبَى بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ إِخْوَتِهِمْ مِئَتَيْ أَلْفٍ مِنَ ٱلنِّسَاءِ وَٱلْبَنِينَ وَٱلْبَنَاتِ، وَنَهَبُوا أَيْضاً مِنْهُمْ غَنِيمَةً وَافِرَةً وَأَتَوْا بِٱلْغَنِيمَةِ إِلَى ٱلسَّامِرَةِ. 9 وَكَانَ هُنَاكَ نَبِيٌّ لِلرَّبِّ ٱسْمُهُ عُودِيدُ، فَخَرَجَ لِلِقَاءِ ٱلْجَيْشِ ٱلآتِي إِلَى ٱلسَّامِرَةِ وَقَالَ لَهُمْ: هُوَذَا مِنْ أَجْلِ غَضَبِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِكُمْ عَلَى يَهُوذَا قَدْ دَفَعَهُمْ لِيَدِكُمْ وَقَدْ قَتَلْتُمُوهُمْ بِغَضَبٍ بَلَغَ ٱلسَّمَاءَ. 10 وَٱلآنَ أَنْتُمْ عَازِمُونَ عَلَى إِخْضَاعِ بَنِي يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ عَبِيداً وَإِمَاءً لَكُمْ. أَمَا عِنْدَكُمْ أَنْتُمْ آثَامٌ لِلرَّبِّ إِلٰهِكُمْ؟ 11 وَٱلآنَ ٱسْمَعُوا لِي وَرُدُّوا ٱلسَّبْيَ ٱلَّذِي سَبَيْتُمُوهُ مِنْ إِخْوَتِكُمْ لأَنَّ حُمُوَّ غَضَبِ ٱلرَّبِّ عَلَيْكُمْ. 12 ثُمَّ قَامَ رِجَالٌ مِنْ رُؤُوسِ بَنِي أَفْرَايِمَ: عَزَرْيَا بْنُ يَهُوحَانَانَ، وَبَرَخْيَا بْنُ مَشُلِّيمُوتَ، وَيَحَزْقِيَا بْنُ شَلُّومَ، وَعَمَاسَا بْنُ حِدْلاَيَ عَلَى ٱلْمُقْبِلِينَ مِنَ ٱلْجَيْشِ 13 وَقَالُوا لَهُمْ: لاَ تَدْخُلُونَ بِٱلسَّبْيِ إِلَى هُنَا لأَنَّ عَلَيْنَا إِثْماً لِلرَّبِّ، وَأَنْتُمْ عَازِمُونَ أَنْ تَزِيدُوا عَلَى خَطَايَانَا وَعَلَى إِثْمِنَا، لأَنَّ لَنَا إِثْماً كَثِيراً وَعَلَى إِسْرَائِيلَ حُمُوُّ غَضَبٍ. 14 فَتَرَكَ ٱلْمُتَجَرِّدُونَ ٱلسَّبْيَ وَٱلنَّهْبَ أَمَامَ ٱلرُّؤَسَاءِ وَكُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ. 15 وَقَامَ ٱلرِّجَالُ ٱلْمُعَيَّنَةُ أَسْمَاؤُهُمْ وَأَخَذُوا ٱلْمَسْبِيِّينَ وَأَلْبَسُوا كُلَّ عُرَاتِهِمْ مِنَ ٱلْغَنِيمَةِ، وَكَسَوْهُمْ وَحَذَوْهُمْ وَأَطْعَمُوهُمْ وَأَسْقُوهُمْ وَدَهَّنُوهُمْ، وَحَمَلُوا عَلَى حَمِيرٍ جَمِيعَ ٱلْمُعْيِينَ مِنْهُمْ، وَأَتَوْا بِهِمْ إِلَى أَرِيحَا مَدِينَةِ ٱلنَّخْلِ إِلَى إِخْوَتِهِمْ. ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى ٱلسَّامِرَةِ».

عُودِيدُ (ع 9) لا نعرف عنه شيئاً إلا المذكور هنا وهو نبي أمين للرب وشجاع في مقاومة الجيش الظافر. وغير المذكور في (15: 1).

بِغَضَبٍ بَلَغَ ٱلسَّمَاءَ إشارة إلى عظمة الغضب وإلى عظمة خطيتهم الناتجة عن ذلك الغضب فإن سفك الدم وسبي النساء والأولاد وسلب الأموال بهذا المقدار صرخت إلى الرب وطلبت منه المجازاة العادلة.

أَمَا عِنْدَكُمْ أَنْتُمْ آثَامٌ (ع 10) خطيتئهم بعصيانهم على بيت داود وبترك الرب وبيته في أورشليم وإقامة عبادة وثنية.

رِجَالٌ مِنْ رُؤُوسِ بَنِي أَفْرَايِمَ (ع 12) أفكارهم رائقة أكثر من أفكار الذين كانوا في القتال فصدقوا كلام النبي وبما أنهم رؤوس كان كلامهم مسموعاً. ومن الأمور العجيبة أن المنتصرين في الحرب يردون الأسرى والغنيمة بإرادتهم وكان ذلك فعل الرب بواسطة النبي والرؤساء المذكورة أسماؤهم ولهم فضل.

ٱلرِّجَالُ ٱلْمُعَيَّنَةُ أَسْمَاؤُهُمْ (ع 15) أي الأربعة المذكورون في (ع 12) وعملهم هذا يطابق مثل المسيح عن السامري الصالح (لوقا 10: 30 - 37) لأنهم سامريون واعتنوا باليهود الذين كانوا من غير مملكة ومذهب وأطعموهم وحملوا المعيين على حمير.

أَرِيحَا مَدِينَةِ ٱلنَّخْلِ ربما كانت في ذلك الوقت من أملاك المملكة الشمالية (1ملوك 16: 34 و2ملوك 2: 4).

16 - 21 «16 فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ آحَازُ إِلَى مُلُوكِ أَشُّورَ لِيُسَاعِدُوهُ. 17 فَإِنَّ ٱلأَدُومِيِّينَ أَتَوْا أَيْضاً وَضَرَبُوا يَهُوذَا وَسَبَوْا سَبْياً. 18 وَٱقْتَحَمَ ٱلْفِلِسْطِينِيُّونَ مُدُنَ ٱلسَّوَاحِلِ وَجَنُوبِيَّ يَهُوذَا وَأَخَذُوا بَيْتَ شَمْسٍ وَأَيَّلُونَ وَجَدِيرُوتَ وَسُوكُو وَقُرَاهَا وَتِمْنَةَ وَقُرَاهَا وَحِمْزُو وَقُرَاهَا وَسَكَنُوا هُنَاكَ. 19 لأَنَّ ٱلرَّبَّ ذَلَّلَ يَهُوذَا بِسَبَبِ آحَازَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ أَجْمَحَ يَهُوذَا وَخَانَ ٱلرَّبَّ خِيَانَةً. 20 فَجَاءَ عَلَيْهِ تَغْلَثَ فَلاَسَرُ مَلِكُ أَشُّورَ وَضَايَقَهُ وَلَمْ يُشَدِّدْهُ. 21 لأَنَّ آحَازَ أَخَذَ قِسْماً مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَمِنْ بَيْتِ ٱلْمَلِكِ وَمِنَ ٱلرُّؤَسَاءِ وَأَعْطَاهُ لِمَلِكِ أَشُّورَ وَلٰكِنَّهُ لَمْ يُسَاعِدْهُ».

فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ (2ملوك 16: 5 - 7) أي بعدما صعد عليه رصين ملك أرام وفقح ملك إسرائيل وكان رصين قد أخذ إيلة وأرجعها للآراميين وطرد اليهود منها وكان فقح قد قتل 120000 وسبى بنو إسرائيل من يهوذا مئتي ألف. في ذلك الوقت أرسل آحاز إلى ملوك أشور.

مُلُوكِ أَشُّورَ في ع 20 تغلث فلناسر. والجمع «ملوك» يشير إلى سياسة آحاز بالإجمال أي اتكل على أشور إن كان تغلث فلناسر أو غيره من ملوكها. وأخطأ آحاز بهذه السياسة وخالف أمر الرب عن يد عبده النبي إشعياء (إشعياء ص 7 و8).

ٱلأَدُومِيِّينَ أَتَوْا أَيْضاً (ع 17) كان أمصيا قد أخضعهم (15: 11 و12) ولكنهم اغتنموا الفرصة عندما ضعفت مملكة يهوذا وهجموا عليها.

بَيْتَ شَمْسٍ (ع 19) (1صموئيل 6: 9).

وَأَيَّلُونَ (1ملوك 9: 26).

جَدِيرُوتَ على حدود يهوذا بالساحل.

سُوكُو (11: 7).

تِمْنَةَ إلى جهة الجنوب من بيت شمس وعلى بعد 3 أميال منها على الحدود بين يهوذا وبلاد الفلسطينيين (قضاة 14: 1 - 5).

حِمْزُو وهي جمزو الحالية على بعد 3 أميال من لدّ إلى الشرق منها.

وَسَكَنُوا هُنَاكَ أي أخذوا المدن المذكورة وامتلكوها على الدوام.

أَجْمَحَ يَهُوذَا (ع 19) حملها على أن تترك الرب كدابّة عصت صاحبها وهربت.

تَغْلَثَ فَلاَسَرُ (ع 20) (2ملوك 15: 19 و20) وهو فول أو تغلث فلاسر.

وَلَمْ يُشَدِّدْهُ (2ملوك 16: 9) إن ملك أشور سمع له وصعد إلى دمشق وسباها وقتل ملكها رصين وهكذا خلّص آحاز من رصين الذي كان قد حاصر أورشليم مع فقح ملك إسرائيل (انظر أيضاً إشعياء 7: 1 - 9) وضرب تغلث فلناسر فقح ملك إسرائيل (2ملوك 15: 29) ولكن تغلث فلناسر لم يشدد آحاز لأن آحاز ولو خلص من رصين ومن فقح صار عبداً لتغلث فلناسر الذي ضايقه وأخذ أمواله وأموال الرؤساء وأموال بيت الرب.

22 - 27 «22 وَفِي ضِيقِهِ زَادَ خِيَانَةً لِلرَّبِّ (ٱلْمَلِكُ آحَازُ هٰذَا) 23 وَذَبَحَ لآلِهَةِ دِمَشْقَ ٱلَّذِينَ ضَارَبُوهُ وَقَالَ: لأَنَّ آلِهَةَ مُلُوكِ أَرَامَ تُسَاعِدُهُمْ أَنَا أَذْبَحُ لَهُمْ فَيُسَاعِدُونَنِي. وَأَمَّا هُمْ فَكَانُوا سَبَبَ سُقُوطٍ لَهُ وَلِكُلِّ إِسْرَائِيلَ. 24 وَجَمَعَ آحَازُ آنِيَةَ بَيْتِ ٱللّٰهِ وَقَطَّعَهَا وَأَغْلَقَ أَبْوَابَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ مَذَابِحَ فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ فِي أُورُشَلِيمَ. 25 وَفِي كُلِّ مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ مِنْ يَهُوذَا عَمِلَ مُرْتَفَعَاتٍ لِلإِيقَادِ لآلِهَةٍ أُخْرَى وَأَسْخَطَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِ. 26 وَبَقِيَّةُ أُمُورِهِ وَكُلُّ طُرُقِهِ ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. 27 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ آحَازُ مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي ٱلْمَدِينَةِ فِي أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَأْتُوا بِهِ إِلَى قُبُورِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. وَمَلَكَ حَزَقِيَّا ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

فِي ضِيقِهِ زَادَ خِيَانَةً غاية التأديب التوبة والاعتراف بالخطية والرجوع إلى الرب فيصير التأديب بركة. وأما آحاز فقسّى قلبه وزاد خيانة.

ٱلْمَلِكُ آحَازُ هٰذَا ثلاث كلمات للتشديد أي آحاز هو الملك الذي عمل هذا العمل العجيب.

وَذَبَحَ لآلِهَةِ دِمَشْقَ (ع 23) يرجح أنه ذبح لآلهة دمشق قبلما ضربها ملك أشور وإذا قلنا أنه ذبح لها بعدما ضرب ملك أشور دمشق كان سجود آحاز لها كسجود أمصيا لآلهة الأدوميين (25: 14 و15) بعدما ضربهم. وعلى أي وجهٍ فقد عمل بأعظم جهالة وغباوة.

وَجَمَعَ آحَازُ آنِيَةَ بَيْتِ ٱللّٰهِ (ع 24) (2ملوك 16: 10 - 20) جمع الآنية وقطعها حتى يرسل معدنها إلى ملك أشور.

وَأَغْلَقَ أَبْوَابَ بَيْتِ ٱلرَّبّ ليست أبواب الدار لأن فيها كان المذبح الذي عمله أوريا الكاهن بأمر آحاز على شبه المذبح الذي رآه آحاز في دمشق بل أغلق آحاز أبواب الهيكل فتوقفت خدمة الهيكل على اختلاف أنواعها.

فِي كُلِّ زَاوِيَةٍ فِي أُورُشَلِيمَ أي امتلأت المدينة وكل اليهودية من الأصنام وترك آحاز الرب وتعليم آبائه الصالحين فكانت خطيته أعظم جداً من خطايا الوثنيين الذين لم يعرفوا الرب ولا شريعته. ومات ابن 36 سنة (أو 41) ولم يُدفن في قبور الملوك (اطلب آحاز في قاموس الكتاب).

اَلأَصْحَاحُ ٱلتَّاسِعُ وَٱلْعِشْرُونَ

إن هذا الأصحاح والأصحاحين التاليين ليست في سفر الملوك وربما كان السبب أن كاتب سفري الملوك نظر إلى الأمور السياسية وأما كاتب سفري أخبار الأيام فإلى الأمور الدينية فيذكر بالتفصيل في هذه الأصحاحات الثلاثة إصلاحات حزقيا وممارسته الفصح.

1، 2 «1 مَلَكَ حَزَقِيَّا وَهُوَ ٱبْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَمَلَكَ تِسْعاً وَعِشْرِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَٱسْمُ أُمِّهِ أَبِيَّةُ بِنْتُ زَكَرِيَّا. 2 وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ كُلِّ مَا عَمِلَ دَاوُدُ أَبُوهُ».

(انظر تفسير 2ملوك 18: 1 - 3).

ٱبْنُ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً كان آحاز ابن 36 سنة حين مات فلا يمكن أن ابنه يكون ابن 25 سنة حين خلفه. وربما كان آحاز ابن 25 سنة حينما ملك وابن 41 سنة حين مات. أو إن حزقيا كان ابن عشرين سنة حين ملك.

وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ (ع 2) كان ابناً صالحاً لأب شرير. ولعل سبب ذلك أن أمه كانت تقيّة فربّته تربية حسنة على رغم مجتمعه الشرير. وربما ساعد إشعياء النبي في تربيته وبإنذاره بعدما ملك.

3 - 11 «3 هُوَ فِي ٱلسَّنَةِ ٱلأُولَى مِنْ مُلْكِهِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَرَمَّمَهَا. 4 وَأَدْخَلَ ٱلْكَهَنَةَ وَٱللاَّوِيِّينَ وَجَمَعَهُمْ إِلَى ٱلسَّاحَةِ ٱلشَّرْقِيَّةِ 5 وَقَالَ لَهُمُ: ٱسْمَعُوا لِي أَيُّهَا ٱللاَّوِيُّونَ، تَقَدَّسُوا ٱلآنَ وَقَدِّسُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِكُمْ وَأَخْرِجُوا ٱلنَّجَاسَةَ مِنَ ٱلْقُدْسِ، 6 لأَنَّ آبَاءَنَا خَانُوا وَعَمِلُوا ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِنَا وَتَرَكُوهُ، وَحَوَّلُوا وُجُوهَهُمْ عَنْ مَسْكَنِ ٱلرَّبِّ وَأَعْطُوا قَفاً 7 وَأَغْلَقُوا أَيْضاً أَبْوَابَ ٱلرِّوَاقِ وَأَطْفَأُوا ٱلسُّرُجَ وَلَمْ يُوقِدُوا بَخُوراً وَلَمْ يُصْعِدُوا مُحْرَقَةً فِي ٱلْقُدْسِ لإِلٰهِ إِسْرَائِيلَ. 8 فَكَانَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، وَأَسْلَمَهُمْ لِلْقَلَقِ وَٱلدَّهْشِ وَٱلصَّفِيرِ كَمَا أَنْتُمْ رَاؤُونَ بِأَعْيُنِكُمْ. 9 وَهُوَذَا قَدْ سَقَطَ آبَاؤُنَا بِٱلسَّيْفِ وَبَنُونَا وَبَنَاتُنَا وَنِسَاؤُنَا فِي ٱلسَّبْيِ لأَجْلِ هٰذَا. 10 فَٱلآنَ فِي قَلْبِي أَنْ أَقْطَعَ عَهْداً مَعَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ فَيَرُدُّ عَنَّا حُمُوَّ غَضَبِهِ. 11 يَا بَنِيَّ لاَ تَضِلُّوا ٱلآنَ لأَنَّ ٱلرَّبَّ ٱخْتَارَكُمْ لِتَقِفُوا أَمَامَهُ وَتَخْدِمُوهُ وَتَكُونُوا خَادِمِينَ وَمُوقِدِينَ لَهُ».

فِي ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ أي شهر نيسان وهو أول شهر في السنة.

فَتَحَ أَبْوَابَ بَيْتِ ٱلرَّبِّ كان آحاز قد أغلقها وأبطل الخدمة وأول عمل عمله حزقيا فتح الأبواب وتجديد الخدمة.

وَرَمَّمَهَا غشاها من جديد بالذهب كما كانت أصلاً (1ملوك 6: 35) ولكنه بعد ذلك قشّر حزقيا نفسه الذهب عن الأبواب والدعائم ودفعه لملك أشور (2ملوك 18: 16).

ٱلسَّاحَةِ ٱلشَّرْقِيَّةِ (ع 4) ليست دار الهيكل بل ساحة خارجة عنها إلى جهة الشرق منه.

تَقَدَّسُوا ٱلآنَ (ع 5) تقديساً خارجياً بالوسائل المفروضة بالناموس (لاويين ص 8) وداخلياً أيضاً بتطهير قلوبهم.

وَقَدِّسُوا بَيْتَ ٱلرَّبّ يلزم البيت تطهير ناموسي لأن آحاز كان قد أقام عبادة وثنية في الدار (2ملوك 16: 10 - 16) وتطهير اعتيادي أيضاً لتراكم الأوساخ وعدم الخدمة في زمان آحاز.

خَانُوا (ع 6) إشارة إلى عهد بينهم وبين الرب كانوا قد نكثوه. وكان بينهم وبين الرب عهود كثيرة كما في زمان موسى (خروج 24: 3 - 8) ويشوع (يشوع 24: 14 - 28) وآسا (15: 12) ويهوياداع (23: 16).

وَتَرَكُوهُ إن خطايا كثيرة تقوم بترك الواجبات فإنهم حوّلوا الوجه عن مسكن الرب أي لم يهتموا له. وأعطوا القفا أي توجهوا إلى آلهة أخرى وأعمال أخرى. وأطفأوا السرج أي لم يزيّتوها ولم يوقدوا بخوراً ولم يصعدوا محرقة. ولا شك في أن كثيرين أخطأوا هذه الخطايا العظيمة بلا فكر وبلا قصد.

كَانَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا (ع 8) ولا سيما في زمان أبيه آحاز فإنهم تضايقوا من الأشوريين والآراميين والمملكة الشمالية والأدوميين والفلسطينيين. وكان الرب قد أسلمهم للقلق والدهش كما تنبأ موسى (تثنية 28: 35 و37).

لأَجْلِ هٰذَا (ع 9) اعترف حزقيا بخطايا آبائه وأقرّ بأن انحطاط المملكة بسبب هذه الخطايا. والخلاص من الضيقات يكون بالتوبة والرجوع إلى الرب وتجديد العهد.

يَا بَنِيَّ (ع 11) كلمة لطيفة تناسب مقام الملك وتعبّر عن محبته لشعبه.

12 - 19 «12 فَقَامَ ٱللاَّوِيُّونَ مَحَثُ بْنُ عَمَاسَايَ وَيُوئِيلُ بْنُ عَزَرْيَا مِنْ بَنِي ٱلْقَهَاتِيِّينَ، وَمِنْ بَنِي مَرَارِي قَيْسُ بْنُ عَبْدِي وَعَزَرْيَا بْنُ يَهْلَلْئِيلَ، وَمِنَ ٱلْجَرْشُونِيِّينَ يُوآخُ بْنُ زِمَّةَ وَعِيدَنُ بْنُ يُوآخَ، 13 وَمِنْ بَنِي أَلِيصَافَانَ شِمْرِي وَيَعِيئِيلُ، وَمِنْ بَنِي آسَافَ زَكَرِيَّا وَمَتَّنْيَا، 14 وَمِنْ بَنِي هَيْمَانَ يَحِيئِيلُ وَشَمْعِي، وَمِنْ بَنِي يَدُوثُونَ شَمَعْيَا وَعُزِّيئِيلُ. 15 وَجَمَعُوا إِخْوَتَهُمْ وَتَقَدَّسُوا وَأَتَوْا حَسَبَ أَمْرِ ٱلْمَلِكِ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ لِيُطَهِّرُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ. 16 وَدَخَلَ ٱلْكَهَنَةُ إِلَى دَاخِلِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ لِيُطَهِّرُوهُ، وَأَخْرَجُوا كُلَّ ٱلنَّجَاسَةِ ٱلَّتِي وَجَدُوهَا فِي هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ إِلَى دَارِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَتَنَاوَلَهَا ٱللاَّوِيُّونَ لِيُخْرِجُوهَا إِلَى ٱلْخَارِجِ إِلَى وَادِي قَدْرُونَ. 17 وَشَرَعُوا فِي ٱلتَّقْدِيسِ فِي أَوَّلِ ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ. وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّامِنِ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱنْتَهُوا إِلَى رِوَاقِ ٱلرَّبِّ وَقَدَّسُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ فِي ثَمَانِيَةِ أَيَّامٍ، وَفِي ٱلْيَوْمِ ٱلسَّادِسَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ ٱنْتَهُوا. 18 وَدَخَلُوا إِلَى دَاخِلٍ إِلَى حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكِ وَقَالُوا: قَدْ طَهَّرْنَا كُلَّ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَمَذْبَحَ ٱلْمُحْرَقَةِ وَكُلَّ آنِيَتِهِ وَمَائِدَةَ خُبْزِ ٱلْوُجُوهِ وَكُلَّ آنِيَتِهَا. 19 وَجَمِيعُ ٱلآنِيَةِ ٱلَّتِي طَرَحَهَا ٱلْمَلِكُ آحَازُ فِي مُلْكِهِ بِخِيَانَتِهِ قَدْ هَيَّأْنَاهَا وَقَدَّسْنَاهَا، وَهَا هِيَ أَمَامَ مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ».

(في ع 12 - 14) ذكر 14 من اللاويين. من كل من أبناء لاوي الثلاثة اثنان أي من بني قهات وبني مراري وبني جرشون واثنان من بني أليصافان الذي كان رئيس عشيرة القهاتيين (عدد 3: 30) واثنان من كل من بني آساف وبني هيمان وبني يدوثون المغنيين.

أَمْرِ ٱلْمَلِكِ بِكَلاَمِ ٱلرَّبِّ (ع 15) لا نفهم من هذا إعلاناً خصوصياً للملك بل كلام الرب المدوّن في الأسفار المقدسة. وكانت غاية الملك بأوامره أن يُرجع شعبه إلى حفظ شريعة الرب.

وَدَخَلَ ٱلْكَهَنَةُ (ع 16) ليس للاويين بل للكهنة فقط أن يدخلوا إلى داخل بيت الرب وأما اللاويون فتناولوا النجاسة التي أخرجها الكهنة من بيت الرب إلى الدار.

وَادِي قَدْرُونَ يبتدئ على بعد ميل ونصف إلى الشمال من أورشليم ويسير إلى الجنوب الشرقي ثم ينحدر إلى شرقي المدينة وهو بين أورشليم وجبل الزيتون. في هذا الوادي أُحرق تمثال معكة (1ملوك 15: 13) وصار موضعاً للمقابر. وعبر هذا الوادي داود حينما هرب من أبشالوم (2صموئيل 15: 23) والمسيح عندما ذهب إلى جثسيماني (يوحنا 18: 1).

وَشَرَعُوا (ع 17) إن تقديس الدار شغّلهم ثمانية أيام وبعده تقديس البيت شغّلهم ثمانية أيام أيضاً فانتهى العمل كله بعد 16 يوماً. إن الكنس خدمة دنيئة ولكن كل خدمة للرب هي شريفة.

وَدَخَلُوا إِلَى دَاخِلٍ إِلَى حَزَقِيَّا (ع 18) أي إلى قصر الملك.

وَجَمِيعُ ٱلآنِيَةِ (ع 19) كان آحاز قد قطع بعض الآنية (28: 24) وقطع أتراس القواعد ورفع عنها المرحضة وأنزل البحر عن ثيران النحاس التي تحتها... من أجل ملك أشور (2ملوك 16: 17). فجمع الكهنة واللاويون الآنية الموجودة وقدسوها. وبعض الآنية وأعمدة النحاس والقواعد وبحر النحاس بقيت إلى زمان سبي بابل (إرميا 52: 17 - 23).

20 - 24 «20 وَبَكَّرَ حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكُ وَجَمَعَ رُؤَسَاءَ ٱلْمَدِينَةِ وَصَعِدَ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 21 فَأَتَوْا بِسَبْعَةِ ثِيرَانٍ وَسَبْعَةِ كِبَاشٍ وَسَبْعَةِ خِرْفَانٍ وَسَبْعَةِ تُيُوسِ مِعْزىً ذَبِيحَةَ خَطِيَّةٍ عَنِ ٱلْمَمْلَكَةِ وَعَنِ ٱلْمَقْدِسِ وَعَنْ يَهُوذَا. وَقَالَ لِبَنِي هَارُونَ ٱلْكَهَنَةِ أَنْ يُصْعِدُوهَا عَلَى مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ. 22 فَذَبَحُوا ٱلثِّيرَانَ، وَتَنَاوَلَ ٱلْكَهَنَةُ ٱلدَّمَ وَرَشُّوهُ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، ثُمَّ ذَبَحُوا ٱلْكِبَاشَ وَرَشُّوا ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ، ثُمَّ ذَبَحُوا ٱلْخِرْفَانَ وَرَشُّوا ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. 23 ثُمَّ تَقَدَّمُوا بِتُيُوسِ ذَبِيحَةِ ٱلْخَطِيَّةِ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ وَٱلْجَمَاعَةِ، وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ عَلَيْهَا، 24 وَذَبَحَهَا ٱلْكَهَنَةُ وَكَفَّرُوا بِدَمِهَا عَلَى ٱلْمَذْبَحِ تَكْفِيراً عَنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّ ٱلْمَلِكَ قَالَ إِنَّ ٱلْمُحْرَقَةَ وَذَبِيحَةَ ٱلْخَطِيَّةِ هُمَا عَنْ كُلِّ إِسْرَائِيلَ».

وَبَكَّرَ حَزَقِيَّا (مزمور 5: 3) «يا رب بالغداة تسمع صوتي» وشريعة ذبيحة الخطية (ع 21) مذكورة في (لاويين ص 4) وبما أن الذبائح لم تكن عن واحد فقط بل عن المملكة وعن المقدس وعن يهوذا قدموا سبعاً من كل نوع وليس واحدة فقط (عزرا 8: 35).

فَذَبَحُوا ٱلثِّيرَانَ... وَرَشُّوا ٱلدَّمَ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ (ع 22) والدم كان رمزاً للتكفير عن الخطية (لاويين 4: 6 و18 و30 و5: 9 و8: 14 و15 وعبرانيين 9: 12 - 14 و19: 22).

وَوَضَعُوا أَيْدِيَهُمْ إشارة إلى وضع الخطايا على المذبوح وذلك كله رمز إلى المسيح وهو حمل الله الذي يرفع خطية العالم (لاويين 1: 4 و4: 4) والخطايا هي خطاياهم وخطايا آحاز وغيره من أسلافهم لأن المملكة واحدة والرب يفتقد ذنوب الآباء في الأبناء (خروج 20: 5).

عَنْ جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ... عَنْ كُلِّ إِسْرَائِيلَ (ع 24) تكرر القول للتشديد فإن التكفير المقصود ليس ليهوذا فقط بل للمملكة الشمالية أيضاً وكانت تلك المملكة في حالة الانحطاط وعلى وشك الاضمحلال (2ملوك 17: 1 - 6).

25 - 30 «25 وَأَوْقَفَ ٱللاَّوِيِّينَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ بِصُنُوجٍ وَرَبَابٍ وَعِيدَانٍ حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ وَجَادَ رَائِي ٱلْمَلِكِ وَنَاثَانَ ٱلنَّبِيِّ، لأَنَّ مِنْ قِبَلِ ٱلرَّبِّ ٱلْوَصِيَّةَ عَنْ يَدِ أَنْبِيَائِهِ. 26 فَوَقَفَ ٱللاَّوِيُّونَ بِآلاَتِ دَاوُدَ، وَٱلْكَهَنَةُ بِٱلأَبْوَاقِ. 27 وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَةِ عَلَى ٱلْمَذْبَحِ. وَعِنْدَ ٱبْتِدَاءِ ٱلْمُحْرَقَةِ ٱبْتَدَأَ نَشِيدُ ٱلرَّبِّ وَٱلأَبْوَاقُ بِوَاسِطَةِ آلاَتِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ. 28 وَكَانَ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ يَسْجُدُونَ وَٱلْمُغَنُّونَ يُغَنُّونَ وَٱلْمُبَوِّقُونَ يُبَوِّقُونَ. ٱلْجَمِيعُ، إِلَى أَنِ ٱنْتَهَتِ ٱلْمُحْرَقَةُ. 29 وَعِنْدَ ٱنْتِهَاءِ ٱلْمُحْرَقَةِ خَرَّ ٱلْمَلِكُ وَكُلُّ ٱلْمَوْجُودِينَ مَعَهُ وَسَجَدُوا. 30 وَقَالَ حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكُ وَٱلرُّؤَسَاءُ لِلاَّوِيِّينَ أَنْ يُسَبِّحُوا ٱلرَّبَّ بِكَلاَمِ دَاوُدَ وَآسَافَ ٱلرَّائِي، فَسَبَّحُوا بِٱبْتِهَاجٍ وَخَرُّوا وَسَجَدُوا».

حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ (1أيام 16: 4 - 6 و25: 1 - 6 ص 5: 13).

وَجَادَ (2صموئيل 24: 11 و1أيام 29: 29).

بِٱلأَبْوَاقِ (ع 26) (عدد 10: 8 و1أيام 15 - 24). لا بد من الفرح بعد غفران الخطية والتقديس للرب.

وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَةِ (ع 27) كانت الذبيحة المذكورة سابقاً (ع 21) ذبيحة خطية والمحرقة المذكورة هنا هي المحرقة اليومية (خروج 29: 28 - 46) فكانت بداءة خدمة جديدة قانونية مرتبة كانت قد توقفت مدة ملك آحاز وكان نشيد الرب بالأبواق والآلات علامة للشعب إن العبادة للرب قد تجددت.

حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكُ وَٱلرُّؤَسَاءُ (ع 30) للرؤساء نوع من السلطة مع الملك فلم يكن للملك حكم مطلق.

أَنْ يُسَبِّحُوا ٱلرَّبَّ بِكَلاَمِ دَاوُدَ وَآسَافَ ٱلرَّائِي أي المزامير المعروفة عندنا بسفر المزامير أو إنهم سبحوا كما رتب داود وآساف (1أيام 25: 1 - 3).

31 - 36 «31 ثُمَّ قَالَ حَزَقِيَّا: ٱلآنَ مَلأْتُمْ أَيْدِيَكُمْ لِلرَّبِّ. تَقَدَّمُوا وَأْتُوا بِذَبَائِحَ وَقَرَابِينِ شُكْرٍ لِبَيْتِ ٱلرَّبِّ. فَأَتَتِ ٱلْجَمَاعَةُ بِذَبَائِحِ وَقَرَابِينِ شُكْرٍ، وَكُلُّ سَمُوحِ ٱلْقَلْبِ أَتَى بِمُحْرَقَاتٍ. 32 وَكَانَ عَدَدُ ٱلْمُحْرَقَاتِ ٱلَّتِي أَتَى بِهَا ٱلْجَمَاعَةُ سَبْعِينَ ثَوْراً وَمِئَةَ كَبْشٍ وَمِئَتَيْ خَرُوفٍ. كُلُّ هٰذِهِ مُحْرَقَةٌ لِلرَّبِّ. 33 وَٱلأَقْدَاسُ سِتُّ مِئَةٍ مِنَ ٱلْبَقَرِ وَثَلاَثَةُ آلاَفٍ مِنَ ٱلضَّأْنِ. 34 إِلاَّ إِنَّ ٱلْكَهَنَةَ كَانُوا قَلِيلِينَ فَلَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَسْلُخُوا كُلَّ ٱلْمُحْرَقَاتِ، فَسَاعَدَهُمْ إِخْوَتُهُمُ ٱللاَّوِيُّونَ حَتَّى كَمَلَ ٱلْعَمَلُ وَحَتَّى تَقَدَّسَ ٱلْكَهَنَةُ. لأَنَّ ٱللاَّوِيِّينَ كَانُوا أَكْثَرَ ٱسْتِقَامَةَ قَلْبٍ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ فِي ٱلتَّقَدُّسِ. 35 وَأَيْضاً كَانَتِ ٱلْمُحْرَقَاتُ كَثِيرَةً بِشَحْمِ ذَبَائِحِ ٱلسَّلاَمَةِ وَسَكَائِبِ ٱلْمُحْرَقَاتِ. فَٱسْتَقَامَتْ خِدْمَةُ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 36 وَفَرِحَ حَزَقِيَّا وَكُلُّ ٱلشَّعْبِ مِنْ أَجْلِ أَنَّ ٱللّٰهَ أَعَدَّ ٱلشَّعْبَ، لأَنَّ ٱلأَمْرَ كَانَ بَغْتَةً».

مَلأْتُمْ أَيْدِيَكُمْ لِلرَّبِّ (13: 9) يكلم الشعب كلهم. وربما يشير إلى ما كان قد مضى من ذبائح الخطية وإقامة المحرقة اليومية وربما يشير القول أيضاً إلى نيتهم أي كانوا قد تابوا عن خطاياهم وتركوها ووعدوا الرب أنهم يكونون له هم وأموالهم وبناء عليه طلب الملك منهم أن يتقدموا ويأتوا بذبائح وقرابين فيكون تعبدهم بالفعل وليس بالكلام فقط.

كُلُّ سَمُوحِ ٱلْقَلْبِ (خروج 35: 22) إن المحرقة كانت كلها للرب أي احترق الكل ولم يبق منها شيء لا للكهنة ولا للمقرّب (لاويين ص 1) وأما ذبيحة السلامة فكان شيء منها للكاهن وشيء للمقّرب (لاويين 7: 11 - 21) فكانت المحرقة تدل على إخلاص من قدّمها لأنه لم يأكل منها.

وَكَانَ عَدَدُ ٱلْمُحْرَقَاتِ (ع 32) والعدد مذكور لأنه دليل على عدد الذين قدموا للرب من قلوبهم وبنيّة مخلصة.

وَٱلأَقْدَاسُ (ع 33) الحيوانات المطلوبة للذبائح الآتي ذكرها في (ع 34 وع 35).

لأَنَّ ٱللاَّوِيِّينَ كَانُوا أَكْثَرَ ٱسْتِقَامَةَ قَلْبٍ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ (ع 34) بالأول كان المقرّب المحرقة يذبحها ويسلخها ويقطعها (لاويين 1: 1 - 6) وبعد ذلك الزمان كان اللاويون أو الكهنة يذبحون ويسلخون ويقطعون لأنهم كانوا مستعدين أكثر من العوام. ويظهر إن بعض الكهنة تأخروا عن تقديس أنفسهم وكانوا قليلي الغيرة في العمل. وكثيراً ما يتمسك العوام بمبادئ الدين الجوهرية أكثر من رؤسائهم.

وَأَيْضاً كَانَتِ ٱلْمُحْرَقَاتُ كَثِيرَةً (ع 35) وذلك سبب آخر لاستخدام اللاويين لمساعدة الكهنة. ولكل منه تقادم من الدقيق والزيت والخمر (عدد 15: 1 - 15).

شَحْمِ ذَبَائِحِ ٱلسَّلاَمَةِ كان يُحرق على مذبح المحرقات (لاويين 3: 5 و6: 12).

وَسَكَائِبِ ٱلْمُحْرَقَاتِ (عدد 15: 1 - 16).

لأَنَّ ٱلأَمْرَ كَانَ بَغْتَةً (ع 36) في السنة الأولى من ملكه. وكان العمل كله من الرب «من أجل إن الله أعد الشعب» فإنهم شبعوا من المصائب ومن عبادة الأصنام واشتاقوا إلى إلههم الذي كانوا قد تركوه وأهانوه.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّلاَثُونَ

الأمور المهمة في ممارسة هذا الفصح: (1) إنه كان في غير وقته أي في الشهر الثاني وليس في الشهر الأول (خروج 12: 2 و3) (2) سعي حزقيا لكي يجمع كل إسرائيل ويهوذا ليمارسوا الفصح معاً في أورشليم (3) تلبية الشعب دعوة حزقيا.

1 - 9 «1 وَأَرْسَلَ حَزَقِيَّا إِلَى جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا، وَكَتَبَ أَيْضاً رَسَائِلَ إِلَى أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى أَنْ يَأْتُوا إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ فِي أُورُشَلِيمَ لِيَعْمَلُوا فِصْحاً لِلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ. 2 فَتَشَاوَرَ ٱلْمَلِكُ وَرُؤَسَاؤُهُ وَكُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ فِي أُورُشَلِيمَ أَنْ يَعْمَلُوا ٱلْفِصْحَ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، 3 لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَعْمَلُوهُ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ، لأَنَّ ٱلْكَهَنَةَ لَمْ يَتَقَدَّسُوا بِٱلْكِفَايَةِ، وَٱلشَّعْبَ لَمْ يَجْتَمِعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 4 فَحَسُنَ ٱلأَمْرُ فِي عَيْنَيِ ٱلْمَلِكِ وَعُيُونِ كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ. 5 فَٱعْتَمَدُوا عَلَى إِطْلاَقِ ٱلنِّدَاءِ فِي جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ مِنْ بِئْرِ سَبْعٍ إِلَى دَانَ أَنْ يَأْتُوا لِعَمَلِ ٱلْفِصْحِ لِلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ فِي أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَعْمَلُوهُ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ. 6 فَذَهَبَ ٱلسُّعَاةُ بِٱلرَّسَائِلِ مِنْ يَدِ ٱلْمَلِكِ وَرُؤَسَائِهِ فِي جَمِيعِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا، وَحَسَبَ وَصِيَّةِ ٱلْمَلِكِ كَانُوا يَقُولُونَ: يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، ٱرْجِعُوا إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَإِسْرَائِيلَ، فَيَرْجِعَ إِلَى ٱلنَّاجِينَ ٱلْبَاقِينَ لَكُمْ مِنْ يَدِ مُلُوكِ أَشُّورَ. 7 وَلاَ تَكُونُوا كَآبَائِكُمْ وَكَإِخْوَتِكُمُ ٱلَّذِينَ خَانُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِمْ فَجَعَلَهُمْ دَهْشَةً كَمَا أَنْتُمْ تَرَوْنَ. 8 ٱلآنَ لاَ تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ كَآبَائِكُمْ بَلِ ٱخْضَعُوا لِلرَّبِّ وَٱدْخُلُوا مَقْدِسَهُ ٱلَّذِي قَدَّسَهُ إِلَى ٱلأَبَدِ، وَٱعْبُدُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ فَيَرْتَدَّ عَنْكُمْ حُمُوُّ غَضَبِهِ. 9 لأَنَّهُ بِرُجُوعِكُمْ إِلَى ٱلرَّبِّ يَجِدُ إِخْوَتُكُمْ وَبَنُوكُمْ رَحْمَةً أَمَامَ ٱلَّذِينَ يَسْبُونَهُمْ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى هٰذِهِ ٱلأَرْضِ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ، وَلاَ يُحَوِّلُ وَجْهَهُ عَنْكُمْ إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَيْهِ».

وَكَتَبَ أَيْضاً رَسَائِلَ إِلَى أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى تكراراً لأجل الإيضاح أي إلى يهوذا وإلى جميع إسرائيل أيضاً الذين منهم أفرايم ومنسى. ودعوة أفرايم ومنسى إلى ممارسة فصح في أورشليم أمر جديد وأمر مهم نظراً للعداوة بينهم وبين يهوذا من زمان انقسام المملكة ونظراً أيضاً لرفضهم عبادة الرب التي مقرها أورشليم (1ملوك 12: 25 - 29) والظاهر أن الملك لم يعترض على دعوة حزقيا فإنه لم يعمل الشر كالذين كانوا قبله (2ملوك 17: 2). وإن أفرايم ومنسى أقرب من غيرهما من أسباط المملكة الشمالية (15: 9 و34: 6).

فَتَشَاوَرَ ٱلْمَلِكُ وَرُؤَسَاؤُهُ (ع 2) (انظر 29: 30).

فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ (ع 3) أي لم يقدروا أن يمارسوا الفصح في الشهر الأول حسب الشريعة للأسباب المذكورة في 29: 17 (عدد 9: 1 - 13) ولم يعتمدوا على ذلك إلا بعد التأمل والمفاوضة (ع 4).

مُنْذُ زَمَانٍ كَثِيرٍ (ع 5) أكثر المفسرين يترجمون «مع جمهور كثير» أي كان عيد الفصح لجميع إسرائيل ويُطلب من كل الذكور أن يعيّدوا في أورشليم (تثنية 16: 16). ولكن من وقت انقسام المملكة لم يحضره الأسباط الشمالية فامتاز المذكور عنا بما أن الجميع عيّدوه.

ٱلْبَاقِينَ لَكُمْ مِنْ يَدِ مُلُوكِ أَشُّورَ (ع 6) قبل أيام حزقيا بنحو 15 سنة كان تغلث فلاسر ملك أشور قد أخذ جلعاد ونقتالي والجليل وسباهم إلى أشور (2ملوك 15: 29 و1أيام 5: 23 - 26).

وَلاَ تَكُونُوا كَآبَائِكُمْ (ع 7) (1أيام 5: 25).

لاَ تُصَلِّبُوا رِقَابَكُمْ (ع 8) كبقرة جامحة (هوشع 4: 16) لا تطيع صاحبها ولا تعرف خيرها.

مَقْدِسَهُ ٱلَّذِي قَدَّسَهُ إِلَى ٱلأَبَدِ (مزمور 132: 13 و14).

بِرُجُوعِكُمْ إِلَى ٱلرَّبِّ يَجِدُ إِخْوَتُكُمْ (ع 9) أي يحثهم على الصلاة لأجل المسبيين في بلاد أشور على الرجاء بأن الرب يردُّهم إلى بلادهم. والفصح موافق للاجتماع والاتحاد في تقديم هذه الطلبة إلى الرب.

10 - 20 «10 فَكَانَ ٱلسُّعَاةُ يَعْبُرُونَ مِنْ مَدِينَةٍ إِلَى مَدِينَةٍ فِي أَرْضِ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى زَبُولُونَ، فَكَانُوا يَضْحَكُونَ عَلَيْهِمْ وَيَهْزَأُونَ بِهِمْ. 11 إِلاَّ إِنَّ قَوْماً مِنْ أَشِيرَ وَمَنَسَّى وَزَبُولُونَ تَوَاضَعُوا وَأَتَوْا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 12 وَكَانَتْ يَدُ ٱللّٰهِ فِي يَهُوذَا أَيْضاً، فَأَعْطَاهُمْ قَلْباً وَاحِداً لِيَعْمَلُوا بِأَمْرِ ٱلْمَلِكِ وَٱلرُّؤَسَاءِ حَسَبَ قَوْلِ ٱلرَّبِّ. 13 فَٱجْتَمَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ شَعْبٌ كَثِيرٌ لِعَمَلِ عِيدِ ٱلْفَطِيرِ فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي، جَمَاعَةٌ كَثِيرَةٌ جِدّاً. 14 وَقَامُوا وَأَزَالُوا ٱلْمَذَابِحَ ٱلَّتِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَأَزَالُوا كُلَّ مَذَابِحِ ٱلتَّبْخِيرِ وَطَرَحُوهَا إِلَى وَادِي قَدْرُونَ. 15 وَذَبَحُوا ٱلْفِصْحَ فِي ٱلرَّابِعِ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلثَّانِي. وَٱلْكَهَنَةُ وَٱللاَّوِيُّونَ خَجِلُوا وَتَقَدَّسُوا وَأَدْخَلُوا ٱلْمُحْرَقَاتِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ، 16 وَأَقَامُوا عَلَى مَقَامِهِمْ حَسَبَ حُكْمِهِمْ كَنَامُوسِ مُوسَى رَجُلِ ٱللّٰهِ. كَانَ ٱلْكَهَنَةُ يَرُشُّونَ ٱلدَّمَ مِنْ يَدِ ٱللاَّوِيِّينَ. 17 لأَنَّهُ كَانَ كَثِيرُونَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ لَمْ يَتَقَدَّسُوا، فَكَانَ ٱللاَّوِيُّونَ عَلَى ذَبْحِ ٱلْفِصْحِ عَنْ كُلِّ مَنْ لَيْسَ بِطَاهِرٍ لِتَقْدِيسِهِمْ لِلرَّبِّ. 18 لأَنَّ كَثِيرِينَ مِنَ ٱلشَّعْبِ، كَثِيرِينَ مِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى وَيَسَّاكَرَ وَزَبُولُونَ لَمْ يَتَطَهَّرُوا، بَلْ أَكَلُوا ٱلْفِصْحَ لَيْسَ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ. إِلاَّ إِنَّ حَزَقِيَّا صَلَّى عَنْهُمْ قَائِلاً: ٱلرَّبُّ ٱلصَّالِحُ يُكَفِّرُ عَنْ 19 كُلِّ مَنْ هَيَّأَ قَلْبَهُ لِطَلَبِ ٱللّٰهِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِهِ، وَلَيْسَ كَطَهَارَةِ ٱلْقُدْسِ. 20 فَسَمِعَ ٱلرَّبُّ لِحَزَقِيَّا وَشَفَى ٱلشَّعْبَ».

حَتَّى زَبُولُونَ لم يصلوا إلى دان وأرض نفتالي لأنهما كانتا قد سقطتا بيد ملك أشور.

فَكَانُوا يَضْحَكُونَ عَلَيْهِمْ لأنهم لم يصدقوا أن حزقيا يقدر أن يخلصهم لا هو ولا الرب الذي كان يعبده.

إِلاَّ إِنَّ قَوْماً (ع 11) وهذا رجاء كل المبشرين أي إن قوماً يقبلون ويخلصون وإن كان كثيرون يهزأون بهم.

وَكَانَتْ يَدُ ٱللّٰهِ فِي يَهُوذَا (ع 12). الرب هو الذي ينير العقل ويجدد القلب. ويبين اجتهاد يهوذا بمقابلة تهاون إسرائيل.

ٱلْمَذَابِحَ... وَادِي قَدْرُونَ (ع 14) (28: 24 و29: 16) وفي (2ملوك 18: 4) إن حزقيا سحق حيّة النحاس.

خَجِلُوا (ع 15) (39: 34) حينما رأوا غيرة الشعب بمقابلة قلة غيرة الكهنة الذين كان يجب أن يكونوا أكثر استقامة قلب من الكهنة ولكنهم كلهم أقل غيرة من الشعب.

وَأَدْخَلُوا ٱلْمُحْرَقَاتِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ أي أدخلوها من الدار الخارجية من أيدي المقرّبين إلى دار الكهنة التي فيها مذبح المحرقة. ولم يُدخلوا ذبائح إلى بيت الرب بل إلى دار الكهنة فقط.

وَأَقَامُوا عَلَى مَقَامِهِمْ (ع 16) (لاويين 1: 11 - 13) غير أنه في لاويين ص 1 إن المقرّب القربان يذبح قربانه (انظر 29: 34) وكان الكهنة يقفون صفين ممتدين من الدار الخارجية إلى المذبح وكان أول كاهن في صف من الصفين إلى جهة الدار الخارجية يستلم الدم في منضحة. ويسلّمه إلى الكاهن الثاني في الصف وهذا إلى الثالث الخ وآخر كاهن كان يرش المذبح بالدم ثم يسلّم المنضحة الفارغة إلى كاهن في الصف الثاني وهذا إلى غيره حتى تصل المنضحة الفارغة إلى الدار الخارجية كما كانت.

فَكَانَ ٱللاَّوِيُّونَ عَلَى ذَبْحِ ٱلْفِصْحِ (ع 17) حسب الناموس كان المقرّب يذبح الذبيحة (29: 34) ولكن من هذا الزمان فصاعداً كان الكهنة يذبحون (عزرا 6: 20).

ٱلرَّبُّ ٱلصَّالِحُ يُكَفِّرُ عَنْ كُلِّ مَنْ هَيَّأَ قَلْبَهُ (ع 18 و19) فهم حزقيا كما فهم غيره من الأفاضل في العهد القديم إن الرب ينظر إلى القلب وهو يريد رحمة لا ذبيحة ومعرفة الله أكثر من المحرقات (هوشع 6: 6).

وَشَفَى ٱلشَّعْبَ (ع 20) لم يكن مرضهم بالجسد بل مرض الخطية وهذا القول مما يدل على معرفة بعض شعب الله القديم إن الفروض الجسدية كانت رموزاً فقط ترمز إلى غفران الخطايا بدم المسيح وتجديد القلب بالروح القدس.

21 - 27 «21 وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلْمَوْجُودُونَ فِي أُورُشَلِيمَ عِيدَ ٱلْفَطِيرِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، وَكَانَ ٱللاَّوِيُّونَ وَٱلْكَهَنَةُ يُسَبِّحُونَ ٱلرَّبَّ يَوْماً فَيَوْماً بِآلاَتِ حَمْدٍ لِلرَّبِّ. 22 وَطَيَّبَ حَزَقِيَّا قُلُوبَ جَمِيعِ ٱللاَّوِيِّينَ ٱلْفَطِنِينَ فِطْنَةً صَالِحَةً لِلرَّبِّ، وَأَكَلُوا ٱلْمَوْسِمَ سَبْعَةَ أَيَّامٍ يَذْبَحُونَ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَيَحْمَدُونَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ آبَائِهِمْ. 23 وَتَشَاوَرَ كُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ أَنْ يَعْمَلُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ أُخْرَى، فَعَمِلُوا سَبْعَةَ أَيَّامٍ بِفَرَحٍ. 24 لأَنَّ حَزَقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا قَدَّمَ لِلْجَمَاعَةِ أَلْفَ ثَوْرٍ وَسَبْعَةَ آلاَفٍ مِنَ ٱلضَّأْنِ، وَٱلرُّؤَسَاءُ قَدَّمُوا لِلْجَمَاعَةِ أَلْفَ ثَوْرٍ وَعَشَرَةَ آلاَفٍ مِنَ ٱلضَّأْنِ، وَتَقَدَّسَ كَثِيرُونَ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ. 25 وَفَرِحَ كُلُّ جَمَاعَةِ يَهُوذَا، وَٱلْكَهَنَةُ وَٱللاَّوِيُّونَ، وَكُلُّ ٱلْجَمَاعَةِ ٱلآتِينَ مِنْ إِسْرَائِيلَ، وَٱلْغُرَبَاءُ ٱلآتُونَ مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ وَٱلسَّاكِنُونَ فِي يَهُوذَا. 26 وَكَانَ فَرَحٌ عَظِيمٌ فِي أُورُشَلِيمَ، لأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَكُنْ كَهٰذَا فِي أُورُشَلِيمَ. 27 وَقَامَ ٱلْكَهَنَةُ ٱللاَّوِيُّونَ وَبَارَكُوا ٱلشَّعْبَ، فَسُمِعَ صَوْتُهُمْ وَدَخَلَتْ صَلاَتُهُمْ إِلَى مَسْكَنِ قُدْسِهِ إِلَى ٱلسَّمَاءِ».

عِيدَ ٱلْفَطِيرِ (خروج 12: 15).

بِفَرَحٍ عَظِيمٍ برجوعهم إلى الرب ورجوع الرب إليهم والتطهير عن خطاياهم واليقين ببركة الرب واتحادهم بعضهم ببعض وبملكهم الصالح وبحضور كثيرين من إخوتهم من المملكة الشمالية.

وَطَيَّبَ حَزَقِيَّا الخ كانوا يئسوا لعدم ممارسة وظيفتهم في زمان آحاز. وطيّب قلوبهم إذ حقق لهم رجوعهم إلى ممارسة وظيفتهم وإلى مرتباتهم وإكرامهم وكان ذلك الكلام الطيّب للفطنين الذين لهم معرفة وحذاقة وغيرة قلبية في خدمة بيت الرب.

أَكَلُوا ٱلْمَوْسِمَ أي الفصح.

سَبْعَةَ أَيَّامٍ أخرى دليل على فرحهم ورغبتهم ومحبتهم بعضهم لبعض حتى لم يريدوا أن يفارقوا بعضهم بعضاً.

لأَنَّ حَزَقِيَّا... قَدَّمَ لِلْجَمَاعَةِ أَلْفَ ثَوْرٍ الخ (ع 24) من كرمه وكرم الرؤساء ولزمهم حيوانات بزيادة لأنهم عملوا سبعة أيام أخرى.

وَٱلْغُرَبَاءُ ٱلآتُونَ مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ (ع 25) (15: 9) يقول بعضهم أنهم دخلاء من الوثنيين ويرجح أنهم من بين إسرائيل من المملكة الشمالية كانوا قد أتوا وسكنوا في يهوذا ليتمتعوا بالوسائل الروحية وعبادة الرب الحقيقية فكان الحضور أناس من يهوذا وأناس زوار من إسرائيل وأناس من إسرائيل ساكنين في يهوذا.

مِنْ أَيَّامِ سُلَيْمَانَ (ع 26) (7: 8 - 10) والعيد في أيام سليمان كان عيد تدشين الهيكل وبعده عيد المظال. فكان عيد حزقيا مثل عيد سليمان نظراً لطوله وكثرة الحضور والفرح.

ٱلْكَهَنَةُ ٱللاَّوِيُّونَ (ع 27) أي الكهنة وهم لاويون.

بَارَكُوا ٱلشَّعْبَ (عدد 6: 24 - 26).

وَدَخَلَتْ صَلاَتُهُمْ أي إن الرب سمع صلاتهم واستجاب فإنه أعطى السلام لحزقيا وشعبه سنين كثيرة ونجاهم من ملك أشور.

اَلأَصْحَاحُ ٱلْحَادِي وَٱلثَّلاَثُونَ

1 - 10 «1 وَلَمَّا كَمَلَ هٰذَا خَرَجَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ ٱلْحَاضِرِينَ إِلَى مُدُنِ يَهُوذَا وَكَسَّرُوا ٱلأَنْصَابَ وَقَطَعُوا ٱلسَّوَارِيَ وَهَدَمُوا ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَٱلْمَذَابِحَ مِنْ كُلِّ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ وَمِنْ أَفْرَايِمَ وَمَنَسَّى حَتَّى أَفْنَوْهَا، ثُمَّ رَجَعَ كُلُّ إِسْرَائِيلَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ إِلَى مُدُنِهِمْ. 2 وَأَقَامَ حَزَقِيَّا فِرَقَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللاَّوِيِّينَ حَسَبَ أَقْسَامِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ حَسَبَ خِدْمَتِهِ: ٱلْكَهَنَةَ وَٱللاَّوِيِّينَ لِلْمُحْرَقَاتِ وَذَبَائِحِ ٱلسَّلاَمَةِ، لِلْخِدْمَةِ وَٱلْحَمْدِ وَٱلتَّسْبِيحِ فِي أَبْوَابِ مَحَلاَّتِ ٱلرَّبِّ. 3 وَأَعْطَى ٱلْمَلِكُ حِصَّةً مِنْ مَالِهِ لِلْمُحْرَقَاتِ، مُحْرَقَاتِ ٱلصَّبَاحِ وَٱلْمَسَاءِ، وَٱلْمُحْرَقَاتِ لِلسُّبُوتِ وَٱلأَشْهُرِ وَٱلْمَوَاسِمِ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ. 4 وَقَالَ لِلشَّعْبِ سُكَّانِ أُورُشَلِيمَ أَنْ يُعْطُوا حِصَّةَ ٱلْكَهَنَةِ وَٱللاَّوِيِّينَ لِيَتَمَسَّكُوا بِشَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ. 5 وَلَمَّا شَاعَ ٱلأَمْرُ كَثَّرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ أَوَائِلِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلْمِسْطَارِ وَٱلزَّيْتِ وَٱلْعَسَلِ وَمِنْ كُلِّ غَلَّةِ ٱلْحَقْلِ وَأَتَوْا بِعُشْرِ ٱلْجَمِيعِ بِكَثْرَةِ. 6 وَبَنُو إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا ٱلسَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا أَتَوْا هُمْ أَيْضاً بِعُشْرِ ٱلْبَقَرِ وَٱلضَّأْنِ وَعُشْرِ ٱلأَقْدَاسِ ٱلْمُقَدَّسَةِ لِلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ وَجَعَلُوهَا صُبراً صُبراً (كَوْمَةً كَوْمَةً). 7 فِي ٱلشَّهْرِ ٱلثَّالِثِ ٱبْتَدَأُوا بِتَأْسِيسِ ٱلْكُوَمِ وَفِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ أَكْمَلُوا. 8 وَجَاءَ حَزَقِيَّا وَٱلرُّؤَسَاءُ وَرَأَوْا ٱلْكُوَمَ فَبَارَكُوا ٱلرَّبَّ وَشَعْبَهُ إِسْرَائِيلَ. 9 وَسَأَلَ حَزَقِيَّا ٱلْكَهَنَةَ وَٱللاَّوِيِّينَ عَنِ ٱلْكُوَمِ 10 فَأَجَابَ عَزَرْيَا ٱلْكَاهِنُ ٱلرَّأْسُ لِبَيْتِ صَادُوقَ: مُنْذُ ٱبْتَدَأَ بِجَلْبِ ٱلتَّقْدِمَةِ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ أَكَلْنَا وَشَبِعْنَا وَفَضَلَ عَنَّا بِكَثْرَةِ، لأَنَّ ٱلرَّبَّ بَارَكَ شَعْبَهُ، وَٱلَّذِي فَضَلَ هُوَ هٰذِهِ ٱلْكَثْرَةُ».

(انظر 2ملوك 18: 4).

ٱلأَنْصَابَ حجارة منصوبة تذكاراً لحادثة ولا سيما حادثة دينية كالحجر الذي أخذه يعقوب في بيت إيل وأقامه عموداً وصبّ زيتاً على رأس الحجر ودعا اسم المكان بيت إيل. والوثنيون أقاموا حجارة في أماكن مقدسة وسجدوا لها. وأحياناً كان الحجر بسيطاً وأحياناً منقوشاً ومصوّراً.

ٱلسَّوَارِيَ جذوع أشجار أقاموها كعواميد وعليها صور منقوشة كانوا يسجدون لها وهي تمثل القمر أو إلاهة القمر وسموها عشتاروث كما كان بعل إله الشمس. وبعل قوة الخليقة الذكرية وعشتاروث قوة الخليقة الأنثوية وعبادتهما خلاعة تحت صورة التقوى.

ٱلْمُرْتَفَعَاتِ (14: 3 و1ملوك 3: 2) كانت للعبادة الوثنية وأحياناً لعبادة الرب. وبعض الملوك الصالحين هدموها كحزقيا ويوشيا والبعض كآسا ويهوشافاط تركوها. وكان في المرتفعات أشجار ومناظر جميلة وكان فيها أكل وشرب ولعب فكانت لبني إسرائيل تجربة وشرَكاً (حزقيال 6: 1 - 7). واجتماع الشعب 14 يوماً في أورشليم وتقديمهم ذبائح كثيرة وتجديد العهد مع الرب مما هيّج غيرتهم للرب فخرجوا كلهم جيشاً لا يقاوم. ووصولهم إلى أفرايم ومنسى يدل على انحطاط المملكة الشمالية.

وَأَقَامَ حَزَقِيَّا الخ (ع 2) لأن الترتيب الذي رتبه داود كان قد أُبطل في زمان آحاز وقصد حزقيا أن يردّ كل شيء إلى ما كان عليه في زمان داود حسب شريعة الرب (1ايام ص 23 - 27).

أَبْوَابِ مَحَلاَّتِ ٱلرَّبِّ كانت أبنية الهيكل تشبه محلة عسكر فكان محل الملك أي بيت الرب في الوسط ومحلات خدامه أي الكهنة حواليه والدار حول الكل وللدار أبواب.

وَأَعْطَى ٱلْمَلِك (ع 3) جعل نفسه قدوةً للشعب.

كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ أي في (عدد ص 28 و29 ولاويين ص 23) ومجموع المطلوب لأجل هذه التقادم على مدة سنة يكون 1100 خروف و113 ثوراً و37 كبشاً و30 تيساً مع كمية عظيمة من الدقيق والزيت والخمر.

حِصَّةَ ٱلْكَهَنَةِ (ع 4) (عدد 18: 11 - 27).

لِيَتَمَسَّكُوا بِشَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ لا يليق بهم أن يتركوا خدمة الرب ليحصلوا لوازمهم بخدمة أخرى ولا أن يتأخروا عن خدمتهم بسبب الفقر والهموم (نحميا 13: 10 - 14).

ٱلسَّاكِنُونَ فِي مُدُنِ يَهُوذَا (ع 6) «بنو إسرائيل» في ع 5 الساكنون في أورشليم الذين أتاهم أمر الملك «وبنو إسرائيل» في ع 6 هم الساكنون في مدن يهوذا ومن هؤلاء كان بعض الذين أتوا من المملكة الشمالية وسكنوا في مدن يهوذا لكي يتمتعوا بالوسائل الروحية فيها (30: 25). إن الأولين (ع 5) أتوا بعشر جميع غلال الحقل على اختلاف أنواعها وأما المذكورون في (ع 6) فأتوا بعشر البقر والضأن وعشر الأقداس أي التقدمة الباقية من وقائد الرب. (انظر عدد 18: 9) «هٰذَا يَكُونُ لَكَ (أي لهارون وبنيه الكهنة) مِنْ قُدْسِ ٱلأَقْدَاسِ مِنَ ٱلنَّارِ... قُدْسُ أَقْدَاسٍ هِيَ لَكَ وَلِبَنِيكَ» (انظر أيضاً لاويين 10: 12 - 15).

صُبراً صُبراً (كَوْمَةً كَوْمَةً) (ع 6) يظهر أنهم وضعوا العشور من الحنطة وغيرها في الدار وابتدأوا في الشهر الثالث وأكملوا في الشهر السابع أي من حزيران إلى تشرين الأول. وكانت هذه الصُبر هي الفاضلة بعدما أكل الكهنة واللاويون وشبعوا. ولما رأى حزقيا والرؤساء الصُبر أمر الملك بإعداد مخادع في بيت الرب (1ملوك 6: 5 و8 و1أيام 9: 26 - 34) أي بتنظيف المخادع الموجودة وترتيبها. ونستنتج من كثرة التقادم أولاً ان الشعب انتبهوا إلى الأمر وعملوا بالغيرة الواجبة المهملة على مدة طويلة. وثانياً إن الرب كان قد بارك عليهم في غلال أرضهم (أمثال 3: 9 و10).

11 - 21 «11 وَأَمَرَ حَزَقِيَّا بِإِعْدَادِ مَخَادِعَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ، فَأَعَدُّوا. 12 وَأَتَوْا بِٱلتَّقْدِمَةِ وَٱلْعُشْرِ وَٱلأَقْدَاسِ بِأَمَانَةٍ. وَكَانَ رَئِيساً عَلَيْهِمْ كُونَنْيَا ٱللاَّوِيُّ وَشَمْعِي أَخُوهُ ٱلثَّانِي 13 وَيَحِيئِيلُ وَعَزَزْيَا وَنَحَثُ وَعَسَائِيلُ وَيَرِيمُوثُ وَيُوزَابَادُ وَإِيلِيئِيلُ وَيَسْمَخْيَا وَمَحَثُ وَبَنَايَا وُكَلاَءَ تَحْتَ يَدِ كُونَنْيَا وَشَمْعِي أَخِيهِ، حَسَبَ تَعْيِينِ حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكِ وَعَزَرْيَا رَئِيسِ بَيْتِ ٱللّٰهِ. 14 وَقُورِي بْنُ يَمْنَةَ ٱللاَّوِيُّ ٱلْبَوَّابُ نَحْوَ ٱلشَّرْقِ كَانَ عَلَى ٱلْمُتَبَرَّعِ بِهِ لِلّٰهِ لإِعْطَاءِ تَقْدِمَةِ ٱلرَّبِّ وَأَقْدَاسِ ٱلأَقْدَاسِ. 15 وَتَحْتَ يَدِهِ: عَدَنُ وَبِنْيَامِينُ وَيَشُوعُ وَشَمَعْيَا وَأَمَرْيَا وَشَكَنْيَا فِي مُدُنِ ٱلْكَهَنَةِ بِأَمَانَةٍ لِيُعْطُوا لإِخْوَتِهِمْ حَسَبَ ٱلْفِرَقِ ٱلْكَبِيرِ كَٱلصَّغِيرِ، 16 فَضْلاً عَنِ ٱنْتِسَابِ ذُكُورِهِمْ مِنِ ٱبْنِ ثَلاَثِ سِنِينَ فَمَا فَوْقُ مِنْ كُلِّ دَاخِلٍ بَيْتَ ٱلرَّبِّ، أَمْرَ كُلِّ يَوْمٍ بِيَوْمِهِ حَسَبَ خِدْمَتِهِمْ فِي حِرَاسَاتِهِمْ حَسَبَ أَقْسَامِهِمْ، 17 وَٱنْتِسَابِ ٱلْكَهَنَةِ حَسَبَ بُيُوتِ آبَائِهِمْ، وَٱللاَّوِيِّينَ مِنِ ٱبْنِ عِشْرِينَ سَنَةً فَمَا فَوْقُ حَسَبَ حِرَاسَاتِهِمْ وَأَقْسَامِهِمْ، 18 وَٱنْتِسَابِ جَمِيعِ أَطْفَالِهِمْ وَنِسَائِهِمْ وَبَنِيهِمْ وَبَنَاتِهِمْ فِي كُلِّ ٱلْجَمَاعَةِ، لأَنَّهُمْ بِأَمَانَتِهِمْ تَقَدَّسُوا تَقَدُّساً. 19 وَمِنْ بَنِي هَارُونَ ٱلْكَهَنَةِ فِي حُقُولِ مَرَاعِي مُدُنِهِمْ فِي كُلِّ مَدِينَةٍ فَمَدِينَةٍ، ٱلرِّجَالُ ٱلْمُعَيَّنَةُ أَسْمَاؤُهُمْ لإِعْطَاءِ حِصَصٍ لِكُلِّ ذَكَرٍ مِنَ ٱلْكَهَنَةِ وَلِكُلِّ مَنِ ٱنْتَسَبَ مِنَ ٱللاَّوِيِّينَ. 20 هٰكَذَا عَمِلَ حَزَقِيَّا فِي كُلِّ يَهُوذَا، وَعَمِلَ مَا هُوَ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ وَحَقٌّ أَمَامَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ. 21 وَكُلُّ عَمَلٍ ٱبْتَدَأَ بِهِ فِي خِدْمَةِ بَيْتِ ٱللّٰهِ وَفِي ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْوَصِيَّةِ لِيَطْلُبَ إِلٰهَهُ إِنَّمَا عَمِلَهُ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَأَفْلَحَ».

ٱلْبَوَّابُ نَحْوَ ٱلشَّرْقِ (ع 14) كان ستة بوابين (1أيام 26: 17) ونستنتج أن قوري المذكور هنا كان رئيسهم.

لإِعْطَاءِ تَقْدِمَةِ ٱلرَّبِّ كانت التقدمة للرب وأُعطيت بأمر الملك للاويين (لاويين 7: 14 و32 و10: 14 و15).

أَقْدَاسِ ٱلأَقْدَاسِ ما يُعطي للكهنة من ذبائح الخطيئة وذبائح الإثم وكانوا يأكلونه في مكان مقدس (لاويين 2: 3 و10 و7: 6).

فِي مُدُنِ ٱلْكَهَنَةِ (ع 15) الكلام هنا عمّا يُعطي للكهنة الذين ليسوا في الهيكل في أورشليم لأن الذين كانوا في أورشليم كانوا يأكلون من الهيكل (ع 16).

فَضْلاً عَنِ الخ (ع 16) المذكورون هنا هم الكهنة في أورشليم مدة خدمتهم في الهيكل فإنهم لم يأخذوا كما أخذ إخوتهم في مدن يهوذا لأنهم أكلوا من الهيكل.

وَٱنْتِسَابِ ٱلْكَهَنَةِ (ع 17) جملة معترضة بين (ع 16 و18) وفائدتها أن انتساب الكهنة كان حسب بيوت آبائهم من ابن عشرين سنة (1أيام 23: 24 - 27).

ٱنْتِسَابِ جَمِيعِ أَطْفَالِهِمْ (ع 18) رجع الكلام إلى ع 16 أي كان على اللاويين الستة المذكورون (ع 12 و13) أن يعطوا حصصهم للاويين في مدن الكهنة وعليه أيضاً (ع 18) أن يكتبوا أطفالهم ونساءهم الذين لهم حق أن يأكلوا من تقادم الرب.

بِأَمَانَتِهِمْ تَقَدَّسُوا كانت وظيفتهم مقدسة وكان ما وزعوه مقدساً وكانوا هم أيضاً مقدسين لأنهم عملوا بأمانة. والتقديس ليس بالاسم ولا بالوظيفة بل بالصدق والأمانة في المستخدم.

ٱلْكَهَنَةِ فِي حُقُولِ مَرَاعِي مُدُنِهِمْ (ع 19) لهم أيضاً رجال معينون ليعطوهم حصصهم حسب الشريعة.

عَمِلَهُ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَأَفْلَحَ (ع 21) هذا قانون النجاح في أي عمل كان ولا سيما في عمل الرب (جامعة 9: 10 وفيلبي 3: 13 وكولوسي 3: 23).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي وَٱلثَّلاَثُونَ

1 - 8 «1 وَبَعْدَ هٰذِهِ ٱلأُمُورِ وَهٰذِهِ ٱلأَمَانَةِ أَتَى سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ وَدَخَلَ يَهُوذَا وَنَزَلَ عَلَى ٱلْمُدُنِ ٱلْحَصِينَةِ وَطَمِعَ بِإِخْضَاعِهَا لِنَفْسِهِ. 2 وَلَمَّا رَأَى حَزَقِيَّا أَنَّ سَنْحَارِيبَ قَدْ أَتَى وَوَجْهُهُ عَلَى مُحَارَبَةِ أُورُشَلِيمَ، 3 تَشَاوَرَ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ وَجَبَابِرَتُهُ عَلَى طَمِّ مِيَاهِ ٱلْعُيُونِ ٱلَّتِي هِيَ خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ فَسَاعَدُوهُ. 4 فَتَجَمَّعَ شَعْبٌ كَثِيرٌ وَطَمُّوا جَمِيعَ ٱلْيَنَابِيعِ وَٱلنَّهْرَ ٱلْجَارِيَ فِي وَسَطِ ٱلأَرْضِ قَائِلِينَ: لِمَاذَا يَأْتِي مُلُوكُ أَشُّورَ وَيَجِدُونَ مِيَاهاً غَزِيرَةً؟ 5 وَتَشَدَّدَ وَبَنَى كُلَّ ٱلسُّورِ ٱلْمُنْهَدِمِ وَأَعْلاَهُ إِلَى ٱلأَبْرَاجِ، وَسُوراً آخَرَ خَارِجاً، وَحَصَّنَ ٱلْقَلْعَةَ مَدِينَةَ دَاوُدَ وَعَمِلَ سِلاَحاً بِكَثْرَةِ وَأَتْرَاساً. 6 وَجَعَلَ رُؤَسَاءَ قِتَالٍ عَلَى ٱلشَّعْبِ وَجَمَعَهُمْ إِلَيْهِ إِلَى سَاحَةِ بَابِ ٱلْمَدِينَةِ، وَطَيَّبَ قُلُوبَهُمْ قَائِلاً: 7 تَشَدَّدُوا وَتَشَجَّعُوا. لاَ تَخَافُوا وَلاَ تَرْتَاعُوا مِنْ مَلِكِ أَشُّورَ وَمِنْ كُلِّ ٱلْجُمْهُورِ ٱلَّذِي مَعَهُ، لأَنَّ مَعَنَا أَكْثَرَ مِمَّا مَعَهُ. 8 مَعَهُ ذِرَاعُ بَشَرٍ وَمَعَنَا ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا لِيُسَاعِدَنَا وَيُحَارِبَ حُرُوبَنَا. فَٱسْتَنَدَ ٱلشَّعْبُ عَلَى كَلاَمِ حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا».

(انظر 2ملوك 18: 1 - 18).

وَهٰذِهِ ٱلأَمَانَةِ كان حزقيا قد عمل المستقيم في عيني الرب حسب كل ما عمل داود أبوه. ولا شك في أنه تعجّب هو وشعبه حينما صعد سنحاريب على جميع مدن يهوذا المحصنة وأخذها وصعد جيشه العظيم على أورشليم وحاصرها. ولكن كل من يتكل على الرب ويصبر إلى النهاية يشكر الرب ويمجده على حكمته وعدله وأمانته في مواعيده لشعبه. فإن الرب أتى بسنحاريب إلى أورشليم ليس ليأخذها بل ليهلك هو وجيشه ويخلّص الرب شعبه من أعظم أعدائهم.

تَشَاوَرَ هُوَ وَرُؤَسَاؤُهُ (ع 3) لم يكن حكمه حكماً مطلقاً (29: 30 و30: 2 و31: 8).

مِيَاهِ ٱلْعُيُونِ لا خبر في التواريخ إن أهل أورشليم تضايقوا من قلة الماء في وقت الحصار مع أنهم تضايقوا من قلة الطعام. ولكن المحاصرين تضايقوا لأن المياه في الخارج قليلة. كانت عين روجل (2صموئيل 17: 17) إلى جهة الجنوب من المدينة وخارجة عن السور. واسمها اليوم بئر أيوب. وإلى جهة الشرق عين العذراء أو عين أم الدرج ومنها قناة قديمة معوجة منحوتة في الصخر تحت الأرض إلى بركة سلوام وفي هذه القناة كتابة باللغة العبرانية منسوبة إلى حزقيا. ويقول أكثر المفسرين إن عين العذراء هي جيحون القديمة. ويُظن أن القناة من عين العذراء إلى بركة سلوام عملها حزقيا وهي المشار إليها في (ع 30) «سد مخرج مياه جيحون الأعلى وأجراها تحت الأرض إلى الجهة الغربية من مدينة داود» أي عين سلوام وهي إلى جهة الجنوب الغربي من قسم أورشليم المسمى صهيون أو مدينة داود (اطلب «أورشليم» في قاموس الكتاب المجلد الأول صفحة 172 واطلب أيضاً «سلوام»).

ٱلنَّهْرَ ٱلْجَارِيَ فِي وَسَطِ ٱلأَرْضِ (ع 4) ليس اليوم نهر كالمذكور هنا. ويُظن أنه كان نهر في القديم ولكنه اختفى بسبب انقلاب الأرض وتغيير هيئتها زمان محاصرات وحروب كثيرة على مدة نحو 2600 سنة.

وَبَنَى كُلَّ ٱلسُّورِ ٱلْمُنْهَدِمِ (ع 5) انهدم في زمان أبيه آحاز لقلة الاعتناء به. وربما هدموا بعض بيوت المدينة لتحصين السور (إشعياء 22: 10).

مَدِينَةَ دَاوُدَ قسم من مدينة أورشليم ويرجّح أنها كانت على الظهر الشرقي إلى الجنوب من موضع الهيكل وسُميت أيضاً صهيون والأكمة أو أوفل. والقلعة وهو استحكام لمدينة داود أو قلعة أو مخزن سلاح أو سور. والسور الآخر ربما كان إلى الشرق من بركة سلوام حيث اليوم آثار سور وغايته إحاطة البركة وصيانتها من الأشوريين (إشعياء 22: 9 - 11).

ولا يخفى عدم الاتفاق عند علماء الآثار القديمة ومفسري الكتاب من جهة شرح آثار مواقع أورشليم القديمة. وكثيراً ما يطلق ذات الاسم على مكان في جبل وعلى مكان آخر في جبل آخر أو على مكان وعلى جزء فقط من ذلك المكان. ومما يزيد صعوبة الأمر أن أورشليم القديمة مطمورة تحت ردم الأجيال وفي أماكن تكون تحت وجه الأرض بنحو 80 قدماً.

سِلاَحاً بِكَثْرَةِ وَأَتْرَاساً (ع 5) جنّد الشعب كلهم. وأحسن سلاح هو إيمانهم بالرب ويرجّح أن ما ذُكر في (2ملوك 18: 14 - 16) أي خضوع حزقيا لملك أشور وتأديته له الجزية وتقشير الذهب عن أبواب الهيكل كان كله قبل ما ذُكر هنا من جهة الاستعداد وتشجيع الشعب.

9 - 33 «9 بَعْدَ هٰذَا أَرْسَلَ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ عَبِيدَهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ. (وَهُوَ عَلَى لَخِيشَ وَكُلُّ سَلْطَنَتِهِ مَعَهُ) إِلَى حَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا وَإِلَى كُلِّ يَهُوذَا ٱلَّذِينَ فِي أُورُشَلِيمَ يَقُولُونَ: 10 هٰكَذَا يَقُولُ سَنْحَارِيبُ مَلِكُ أَشُّورَ: عَلَى مَاذَا تَتَّكِلُونَ وَتُقِيمُونَ فِي ٱلْحِصَارِ فِي أُورُشَلِيمَ؟ 11 أَلَيْسَ حَزَقِيَّا يُغْوِيكُمْ لِيَدْفَعَكُمْ لِلْمَوْتِ بِٱلْجُوعِ وَٱلْعَطَشِ، قَائِلاً: ٱلرَّبُّ إِلٰهُنَا يُنْقِذُنَا مِنْ يَدِ مَلِكِ أَشُّورَ. 12 أَلَيْسَ حَزَقِيَّا هُوَ ٱلَّذِي أَزَالَ مُرْتَفَعَاتِهِ وَمَذَابِحَهُ، وَقَالَ لِيَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ: أَمَامَ مَذْبَحٍ وَاحِدٍ تَسْجُدُونَ وَعَلَيْهِ تُوقِدُونَ؟ 13 أَمَا تَعْلَمُونَ مَا فَعَلْتُهُ أَنَا وَآبَائِي بِجَمِيعِ شُعُوبِ ٱلأَرَاضِي؟ فَهَلْ قَدِرَتْ آلِهَةُ أُمَمِ ٱلأَرَاضِي أَنْ تُنْقِذَ أَرْضَهَا مِنْ يَدِي. 14 مَنْ مِنْ جَمِيعِ آلِهَةِ هٰؤُلاَءِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ حَرَّمَهُمْ آبَائِي ٱسْتَطَاعَ أَنْ يُنْقِذَ شَعْبَهُ مِنْ يَدِي حَتَّى يَسْتَطِيعَ إِلٰهُكُمْ أَنْ يُنْقِذَكُمْ مِنْ يَدِي؟ 15 وَٱلآنَ لاَ يَخْدَعَنَّكُمْ حَزَقِيَّا وَلاَ يُغْوِيَنَّكُمْ هٰكَذَا وَلاَ تُصَدِّقُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَقْدِرْ إِلٰهُ أُمَّةٍ أَوْ مَمْلَكَةٍ أَنْ يُنْقِذَ شَعْبَهُ مِنْ يَدِي وَيَدِ آبَائِي. فَكَمْ بِٱلْحَرِيِّ إِلٰهُكُمْ لاَ يُنْقِذُكُمْ مِنْ يَدِي!. 16 وَتَكَلَّمَ عَبِيدُهُ أَكْثَرَ ضِدَّ ٱلرَّبِّ ٱلإِلٰهِ وَضِدَّ حَزَقِيَّا عَبْدِهِ. 17 وَكَتَبَ رَسَائِلَ لِتَعْيِيرِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ وَلِلتَّكَلُّمِ ضِدَّهُ قَائِلاً: كَمَا أَنَّ آلِهَةَ أُمَمِ ٱلأَرَاضِي لَمْ تُنْقِذْ شُعُوبَهَا مِنْ يَدِي، كَذٰلِكَ لاَ يُنْقِذُ إِلٰهُ حَزَقِيَّا شَعْبَهُ مِنْ يَدِي. 18 وَصَرَخُوا بِصَوْتٍ عَظِيمٍ بِٱلْيَهُودِيِّ إِلَى شَعْبِ أُورُشَلِيمَ ٱلَّذِينَ عَلَى ٱلسُّورِ لِتَخْوِيفِهِمْ وَتَرْوِيعِهِمْ لِيَأْخُذُوا ٱلْمَدِينَةَ. 19 وَتَكَلَّمُوا عَلَى إِلٰهِ أُورُشَلِيمَ كَمَا عَلَى آلِهَةِ شُعُوبِ ٱلأَرْضِ صَنْعَةِ أَيْدِي ٱلنَّاسِ. 20 فَصَلَّى حَزَقِيَّا ٱلْمَلِكُ وَإِشَعْيَاءُ بْنُ آمُوصَ ٱلنَّبِيُّ لِذٰلِكَ وَصَرَخَا إِلَى ٱلسَّمَاءِ، 21 فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ مَلاَكاً فَأَبَادَ كُلَّ جَبَّارِ بَأْسٍ وَرَئِيسٍ وَقَائِدٍ فِي مَحَلَّةِ مَلِكِ أَشُّورَ. فَرَجَعَ بِخِزْيِ ٱلْوَجْهِ إِلَى أَرْضِهِ. وَلَمَّا دَخَلَ بَيْتَ إِلٰهِهِ قَتَلَهُ هُنَاكَ بِٱلسَّيْفِ ٱلَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ أَحْشَائِهِ. 22 وَخَلَّصَ ٱلرَّبُّ حَزَقِيَّا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ مِنْ سَنْحَارِيبَ مَلِكِ أَشُّورَ وَمِنْ يَدِ ٱلْجَمِيعِ، وَحَمَاهُمْ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ. 23 وَكَانَ كَثِيرُونَ يَأْتُونَ بِتَقْدِمَاتِ ٱلرَّبِّ إِلَى أُورُشَلِيمَ وَتُحَفٍ لِحَزَقِيَّا مَلِكِ يَهُوذَا، وَٱعْتُبِرَ فِي أَعْيُنِ جَمِيعِ ٱلأُمَمِ بَعْدَ ذٰلِكَ. 24 فِي تِلْكَ ٱلأَيَّامِ مَرِضَ حَزَقِيَّا إِلَى حَدِّ ٱلْمَوْتِ وَصَلَّى إِلَى ٱلرَّبِّ فَكَلَّمَهُ وَأَعْطَاهُ عَلاَمَةً. 25 وَلٰكِنْ لَمْ يَرُدَّ حَزَقِيَّا حَسْبَمَا أُنْعِمَ عَلَيْهِ لأَنَّ قَلْبَهُ ٱرْتَفَعَ، فَكَانَ غَضَبٌ عَلَيْهِ وَعَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 26 ثُمَّ تَوَاضَعَ حَزَقِيَّا بِسَبَبِ ٱرْتِفَاعِ قَلْبِهِ هُوَ وَسُكَّانُ أُورُشَلِيمَ، فَلَمْ يَأْتِ عَلَيْهِمْ غَضَبُ ٱلرَّبِّ فِي أَيَّامِ حَزَقِيَّا. 27 وَكَانَ لِحَزَقِيَّا غِنىً وَكَرَامَةٌ كَثِيرَةٌ جِدّاً، وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ خَزَائِنَ لِلْفِضَّةِ وَٱلذَّهَبِ وَٱلْحِجَارَةِ ٱلْكَرِيمَةِ وَٱلأَطْيَابِ وَٱلأَتْرَاسِ وَكُلِّ آنِيَةٍ ثَمِينَةٍ، 28 وَمَخَازِنَ لِغَلَّةِ ٱلْحِنْطَةِ وَٱلْمِسْطَارِ وَٱلزَّيْتِ، وَإِسْطَبْلاَتٍ لِكُلِّ أَنْوَاعِ ٱلْبَهَائِمِ وَلِلْقُطْعَانِ. 29 وَعَمِلَ لِنَفْسِهِ أَبْرَاجاً وَمَوَاشِيَ غَنَمٍ وَبَقَرٍ بِكَثْرَةٍ لأَنَّ ٱللّٰهَ أَعْطَاهُ أَمْوَالاً كَثِيرَةً جِدّاً. 30 وَحَزَقِيَّا هٰذَا سَدَّ مَخْرَجَ مِيَاهِ جِيحُونَ ٱلأَعْلَى وَأَجْرَاهَا تَحْتَ ٱلأَرْضِ، إِلَى ٱلْجِهَةِ ٱلْغَرْبِيَّةِ مِنْ مَدِينَةِ دَاوُدَ. وَأَفْلَحَ حَزَقِيَّا فِي كُلِّ عَمَلِهِ. 31 وَهٰكَذَا فِي أَمْرِ سُفَرَاءِ رُؤَسَاءِ بَابِلَ ٱلَّذِينَ أَرْسَلُوا إِلَيْهِ لِيَسْأَلُوا عَنِ ٱلأُعْجُوبَةِ ٱلَّتِي كَانَتْ فِي ٱلأَرْضِ تَرَكَهُ ٱللّٰهُ لِيُجَرِّبَهُ لِيَعْلَمَ كُلَّ مَا فِي قَلْبِهِ. 32 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ حَزَقِيَّا وَمَرَاحِمُهُ مَكْتُوبَةٌ فِي رُؤْيَا إِشَعْيَاءَ بْنِ آمُوصَ ٱلنَّبِيِّ فِي سِفْرِ مُلُوكِ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ. 33 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ حَزَقِيَّا مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي عَقَبَةِ قُبُورِ بَنِي دَاوُدَ، وَعَمِلَ لَهُ إِكْرَاماً عِنْدَ مَوْتِهِ كُلُّ يَهُوذَا وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ. وَمَلَكَ مَنَسَّى ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

(انظر تفسير إشعياء ص 36 - 39).

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّالِثُ وَٱلثَّلاَثُونَ

1 - 10 «1 كَانَ مَنَسَّى ٱبْنَ ٱثْنَتَيْ عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ خَمْساً وَخَمْسِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. 2 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ رَجَاسَاتِ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 3 وَعَادَ فَبَنَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ ٱلَّتِي هَدَمَهَا حَزَقِيَّا أَبُوهُ، وَأَقَامَ مَذَابِحَ لِلْبَعْلِيمِ وَعَمِلَ سَوَارِيَ وَسَجَدَ لِكُلِّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ وَعَبَدَهَا. 4 وَبَنَى مَذَابِحَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي قَالَ عَنْهُ ٱلرَّبُّ فِي أُورُشَلِيمَ يَكُونُ ٱسْمِي إِلَى ٱلأَبَدِ. 5 وَبَنَى مَذَابِحَ لِكُلِّ جُنْدِ ٱلسَّمَاءِ فِي دَارَيْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 6 وَعَبَّرَ بَنِيهِ فِي ٱلنَّارِ فِي وَادِي ٱبْنِ هِنُّومَ، وَعَافَ وَتَفَاءَلَ وَسَحَرَ، وَٱسْتَخْدَمَ جَانّاً وَتَابِعَةً، وَأَكْثَرَ عَمَلَ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ لإِغَاظَتِهِ. 7 وَوَضَعَ تِمْثَالَ ٱلشَّكْلِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ فِي بَيْتِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي قَالَ ٱللّٰهُ عَنْهُ لِدَاوُدَ وَلِسُلَيْمَانَ ٱبْنِهِ: فِي هٰذَا ٱلْبَيْتِ وَفِي أُورُشَلِيمَ ٱلَّتِي ٱخْتَرْتُ مِنْ جَمِيعِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ أَضَعُ ٱسْمِي إِلَى ٱلأَبَدِ. 8 وَلاَ أَعُودُ أُزَحْزِحُ رِجْلَ إِسْرَائِيلَ عَنِ ٱلأَرْضِ ٱلَّتِي عَيَّنْتُ لآبَائِهِمْ، وَذٰلِكَ إِذَا حَفِظُوا وَعَمِلُوا كُلَّ مَا أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ، كُلَّ ٱلشَّرِيعَةِ وَٱلْفَرَائِضِ وَٱلأَحْكَامِ عَنْ يَدِ مُوسَى. 9 وَلٰكِنْ مَنَسَّى أَضَلَّ يَهُوذَا وَسُكَّانَ أُورُشَلِيمَ لِيَعْمَلُوا أَشَرَّ مِنَ ٱلأُمَمِ ٱلَّذِينَ طَرَدَهُمُ ٱلرَّبُّ مِنْ أَمَامِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 10 وَكَلَّمَ ٱلرَّبُّ مَنَسَّى وَشَعْبَهُ فَلَمْ يُصْغُوا».

(انظر تفسير 2ملوك 21: 1 - 18).

11 - 20 «11 فَجَلَبَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ جُنْدِ مَلِكِ أَشُّورَ، فَأَخَذُوا مَنَسَّى بِخِزَامَةٍ وَقَيَّدُوهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ. 12 وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ وَجْهَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ، وَتَوَاضَعَ جِدّاً أَمَامَ إِلٰهِ آبَائِهِ، 13 وَصَلَّى إِلَيْهِ فَٱسْتَجَابَ لَهُ وَسَمِعَ تَضَرُّعَهُ، وَرَدَّهُ إِلَى أُورُشَلِيمَ إِلَى مَمْلَكَتِهِ. فَعَلِمَ مَنَسَّى أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱللّٰهُ. 14 وَبَعْدَ ذٰلِكَ بَنَى سُوراً خَارِجَ مَدِينَةِ دَاوُدَ غَرْباً إِلَى جِيحُونَ فِي ٱلْوَادِي، وَإِلَى مَدْخَلِ بَابِ ٱلسَّمَكِ، وَحَوَّطَ ٱلأَكَمَةَ بِسُورٍ وَعَلاَّهُ جِدّاً. وَوَضَعَ رُؤَسَاءَ جُيُوشٍ فِي جَمِيعِ ٱلْمُدُنِ ٱلْحَصِينَةِ فِي يَهُوذَا. 15 وَأَزَالَ ٱلآلِهَةَ ٱلْغَرِيبَةَ وَٱلصَّنَمَ مِنْ بَيْتِ ٱلرَّبِّ، وَجَمِيعَ ٱلْمَذَابِحِ ٱلَّتِي بَنَاهَا فِي جَبَلِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَفِي أُورُشَلِيمَ، وَطَرَحَهَا خَارِجَ ٱلْمَدِينَةِ. 16 وَرَمَّمَ مَذْبَحَ ٱلرَّبِّ وَذَبَحَ عَلَيْهِ ذَبَائِحَ سَلاَمَةٍ وَشُكْرٍ، وَأَمَرَ يَهُوذَا أَنْ يَعْبُدُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَ إِسْرَائِيلَ. 17 إِلاَّ أَنَّ ٱلشَّعْبَ كَانُوا بَعْدُ يَذْبَحُونَ عَلَى ٱلْمُرْتَفَعَاتِ، إِنَّمَا لِلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ. 18 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى وَصَلاَتُهُ إِلَى إِلٰهِهِ وَكَلاَمُ ٱلرَّائِينَ ٱلَّذِينَ كَلَّمُوهُ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ، هِيَ فِي أَخْبَارِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ. 19 وَصَلاَتُهُ وَالٱِسْتِجَابَةُ لَهُ، وَكُلُّ خَطَايَاهُ وَخِيَانَتُهُ وَٱلأَمَاكِنُ ٱلَّتِي بَنَى فِيهَا مُرْتَفَعَاتٍ وَأَقَامَ سَوَارِيَ وَتَمَاثِيلَ قَبْلَ تَوَاضُعِهِ، مَكْتُوبَةٌ فِي أَخْبَارِ ٱلرَّائِينَ. 20 ثُمَّ ٱضْطَجَعَ مَنَسَّى مَعَ آبَائِهِ فَدَفَنُوهُ فِي بَيْتِهِ، وَمَلَكَ آمُونُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ».

فَجَلَبَ ٱلرَّبُّ عَلَيْهِمْ الخ سبي منسى وتوبته ورجوعه ليست مذكورة في سفر الملوك (1) لأن شرور منسى أثرت في الشعب أكثر من صلاحه (2ملوك 23: 26) (2) لأن الكلام في سفر الملوك بغاية الاختصار أي 18 عدداً فقط مع أنه ملك 55 سنة. إن في الكتابات الأشورية ما يثبت المذكور هنا فنتقدم إلى ذكره.

مَلِكِ أَشُّورَ هو أسرحدون بن سنحاريب أو ابن أسرحدون أشور بانيال.

فَأَخَذُوا مَنَسَّى بِخِزَامَةٍ وفي الصور الأشورية القديمة أسرى يقودهم الملك بخزامة في أنف كلّ منهم كأنهم بهائم.

وَذَهَبُوا بِهِ إِلَى بَابِلَ في زمانه كانت بابل تحت سلطة أشور. وكان ملك أشور يسكن فيها أحياناً فذهبوا بمنسى إلى بابل ليكون تحت مراقبة ملك أشور. ومن التواريخ الأشورية عرفنا أن أسرحدون سكن زماناً في بابل وإنه كان حليماً أكثر من غيره من ملوك أشور وإنه سامح بعض الأسرى وسمح لهم بالرجوع إلى بلادهم.

وَلَمَّا تَضَايَقَ طَلَبَ وَجْهَ ٱلرَّبِّ (ع 12) تجدُّده أمر عجيب كتجدُّد بولس الرسول الذي كان أولاً يضطهد الكنيسة ثم صار لها خادماً.

فَعَلِمَ مَنَسَّى أَنَّ ٱلرَّبَّ هُوَ ٱللّٰهُ كما أن الابن الضال وإن كان قد تربى في بيت أبيه لم يعرفه معرفة حقيقية حتى غفر له وقبله عند رجوعه.

بَابِ ٱلسَّمَكِ (ع 14) إلى جهة الشمال وربما هو باب الشام الحالي والسور المذكور كان منه إلى الشرق ثم إلى الجنوب إلى جيحون. وقيل «غرباً إلى جيحون في الوادي» أي وادي قدرون لأن جيحون كان غربي الوادي. وقيل «خارج مدينة داود» أي كان سور ثان خارجاً عن السور الكائن (انظر 32: 5).

وَأَزَالَ ٱلآلِهَةَ (ع 15) لا نعرف في أي زمان من حياة منسى كانت توبته. ولكننا نستنتج أن أيام شروره كانت أكثر من أيام صلاحه. ومكانه في التاريخ هو مع الملوك الأشرار.

وَبَقِيَّةُ أُمُورِ مَنَسَّى (ع 18) في الأسفار غير القانونية صلاة منسوبة إلى منسى ولكنها ليست في الأسفار العبرانية القانونية. ولا نعرف من هم الراؤون الذين كلموا منسى. وأخبار ملوك إسرائيل وأخبار الرائين هي غير سفري الملوك.

21 - 25 «21 كَانَ آمُونُ ٱبْنَ ٱثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ سَنَتَيْنِ فِي أُورُشَلِيمَ. 22 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ كَمَا عَمِلَ مَنَسَّى أَبُوهُ، وَذَبَحَ آمُونُ لِجَمِيعِ ٱلتَّمَاثِيلِ ٱلَّتِي عَمِلَ مَنَسَّى أَبُوهُ وَعَبَدَهَا. 23 وَلَمْ يَتَوَاضَعْ أَمَامَ ٱلرَّبِّ كَمَا تَوَاضَعَ مَنَسَّى أَبُوهُ، بَلِ ٱزْدَادَ آمُونُ إِثْماً. 24 وَفَتَنَ عَلَيْهِ عَبِيدُهُ وَقَتَلُوهُ فِي بَيْتِهِ. 25 وَقَتَلَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ جَمِيعَ ٱلْفَاتِنِينَ عَلَى ٱلْمَلِكِ آمُونَ، وَمَلَّكَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ يُوشِيَّا ٱبْنَهُ عِوَضاً عَنْهُ».

(انظر 2ملوك 21: 19 - 26).

اَلأَصْحَاحُ ٱلرَّابِعُ وَٱلثَّلاَثُون

مضمون هذا الأصحاح وما يليه في (2ملوك ص 22 وص 23). ويختلف ترتيب الحوادث بما أن سفر أخبار الأيام يذكر شيئاً من تطهير يهوذا وأورشليم قبل ذكر ترميم بيت الرب وبعد ذلك يذكر تكملة التطهير. وأما سفر الملوك فيذكر أولاً ترميم بيت الرب وبعده تطهير يهوذا ومدن السامرة وبيت إيل. وفي أخبار الأيام تفاصيل ممارسة الفصح وفي الملوك تفاصيل التطهير وفي أخبار الأيام تفاصيل موت يوشيا.

1 - 33 «1 كَانَ يُوشِيَّا ٱبْنَ ثَمَانِيَ سِنِينَ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى وَثَلاَثِينَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. 2 وَعَمِلَ ٱلْمُسْتَقِيمَ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ، وَسَارَ فِي طُرُقِ دَاوُدَ أَبِيهِ، وَلَمْ يَحِدْ يَمِيناً وَلاَ شِمَالاً. 3 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةِ مِنْ مُلْكِهِ إِذْ كَانَ بَعْدُ فَتىً، ٱبْتَدَأَ يَطْلُبُ إِلٰهَ دَاوُدَ أَبِيهِ. وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ عَشَرَةَ ٱبْتَدَأَ يُطَهِّرُ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ مِنَ ٱلْمُرْتَفَعَاتِ وَٱلسَّوَارِي وَٱلتَّمَاثِيلِ وَٱلْمَسْبُوكَاتِ. 4 وَهَدَمُوا أَمَامَهُ مَذَابِحَ ٱلْبَعْلِيمِ، وَتَمَاثِيلَ ٱلشَّمْسِ ٱلَّتِي عَلَيْهَا مِنْ فَوْقُ قَطَعَهَا، وَكَسَّرَ ٱلسَّوَارِيَ وَٱلتَّمَاثِيلَ وَٱلْمَسْبُوكَاتِ وَدَقَّهَا وَرَشَّهَا عَلَى قُبُورِ ٱلَّذِينَ ذَبَحُوا لَهَا. 5 وَأَحْرَقَ عِظَامَ ٱلْكَهَنَةِ عَلَى مَذَابِحِهِمْ وَطَهَّرَ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 6 وَفِي مُدُنِ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ وَشَمْعُونَ إِلَى نَفْتَالِي مَعَ خَرَائِبِهَا حَوْلَهَا 7 هَدَمَ ٱلْمَذَابِحَ وَٱلسَّوَارِيَ وَدَقَّ ٱلتَّمَاثِيلَ نَاعِماً، وَقَطَعَ جَمِيعَ تَمَاثِيلِ ٱلشَّمْسِ فِي كُلِّ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى أُورُشَلِيمَ. 8 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ مِنْ مُلْكِهِ بَعْدَ أَنْ طَهَّرَ ٱلأَرْضَ وَٱلْبَيْتَ، أَرْسَلَ شَافَانَ بْنَ أَصَلْيَا وَمَعْسِيَّا رَئِيسَ ٱلْمَدِينَةِ وَيُوآخَ بْنَ يُوآحَازَ ٱلْمُسَجِّلَ لأَجْلِ تَرْمِيمِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ. 9 فَجَاءُوا إِلَى حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ وَأَعْطُوهُ ٱلْفِضَّةَ ٱلْمُدْخَلَةَ إِلَى بَيْتِ ٱللّٰهِ ٱلَّتِي جَمَعَهَا ٱللاَّوِيُّونَ حَارِسُو ٱلْبَابِ مِنْ مَنَسَّى وَأَفْرَايِمَ وَمِنْ كُلِّ بَقِيَّةِ إِسْرَائِيلَ وَمِنْ كُلِّ يَهُوذَا وَبِنْيَامِينَ، ثُمَّ رَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ. 10 وَدَفَعُوهَا لأَيْدِي عَامِلِي ٱلشُّغْلِ ٱلْمُوَكَّلِينَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ، فَدَفَعُوهَا لِعَامِلِي ٱلشُّغْلِ ٱلَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ لأَجْلِ إِصْلاَحِ ٱلْبَيْتِ وَتَرْمِيمِهِ. 11 وَأَعْطُوهَا لِلنَّجَّارِينَ وَٱلْبَنَّائِينَ لِيَشْتَرُوا حِجَارَةً مَنْحُوتَةً وَأَخْشَاباً لِلْوُصَلِ وَلأَجْلِ تَسْقِيفِ ٱلْبُيُوتِ ٱلَّتِي أَخْرَبَهَا مُلُوكُ يَهُوذَا. 12 وَكَانَ ٱلرِّجَالُ يَعْمَلُونَ ٱلْعَمَلَ بِأَمَانَةٍ، وَعَلَيْهِمْ وُكَلاَءُ يَحَثُ وَعُوبَدْيَا ٱللاَّوِيَّانِ مِنْ بَنِي مَرَارِي وَزَكَرِيَّا وَمَشُلاَّمُ مِنْ بَنِي ٱلْقَهَاتِيِّينَ لأَجْلِ ٱلْمُنَاظَرَةِ، وَمِنَ ٱللاَّوِيِّينَ كُلُّ مَاهِرٍ بِآلاَتِ ٱلْغِنَاءِ. 13 وَكَانُوا عَلَى ٱلْحُمَّالِ وَوُكَلاَءَ عَلَى كُلِّ عَامِلِ شُغْلٍ فِي خِدْمَةٍ فَخِدْمَةٍ. وَكَانَ مِنَ ٱللاَّوِيِّينَ كُتَّابٌ وَعُرَفَاءُ وَبَوَّابُونَ. 14 وَعِنْدَ إِخْرَاجِهِمِ ٱلْفِضَّةَ ٱلْمُدْخَلَةَ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَجَدَ حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنُ سِفْرَ شَرِيعَةِ ٱلرَّبِّ بِيَدِ مُوسَى. 15 فَقَالَ حِلْقِيَّا لِشَافَانَ ٱلْكَاتِبِ: قَدْ وَجَدْتُ سِفْرَ ٱلشَّرِيعَةِ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. وَسَلَّمَ حِلْقِيَّا ٱلسِّفْرَ إِلَى شَافَانَ. 16 فَجَاءَ شَافَانُ بِٱلسِّفْرِ إِلَى ٱلْمَلِكِ وَقَالَ: كُلُّ مَا أُسْلِمَ لِيَدِ عَبِيدِكَ هُمْ يَفْعَلُونَهُ. 17 وَقَدْ أَفْرَغُوا ٱلْفِضَّةَ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَدَفَعُوهَا لِيَدِ ٱلْوُكَلاَءِ وَيَدِ عَامِلِي ٱلشُّغْلِ. 18 وَأَخْبَرَ شَافَانُ ٱلْكَاتِبُ ٱلْمَلِكَ: قَدْ أَعْطَانِي حِلْقِيَّا ٱلْكَاهِنُ سِفْراً. وَقَرَأَ فِيهِ شَافَانُ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ. 19 فَلَمَّا سَمِعَ ٱلْمَلِكُ كَلاَمَ ٱلشَّرِيعَةِ مَزَّقَ ثِيَابَهُ، 20 وَأَمَرَ ٱلْمَلِكُ حِلْقِيَّا وَأَخِيقَامَ بْنَ شَافَانَ وَعَبْدُونَ بْنَ مِيخَا وَشَافَانَ ٱلْكَاتِبَ وَعَسَايَا عَبْدَ ٱلْمَلِكِ: 21 ٱذْهَبُوا ٱسْأَلُوا ٱلرَّبَّ مِنْ أَجْلِي وَمِنْ أَجْلِ مَنْ بَقِيَ مِنْ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا عَنْ كَلاَمِ ٱلسِّفْرِ ٱلَّذِي وُجِدَ، لأَنَّهُ عَظِيمٌ غَضَبُ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي ٱنْسَكَبَ عَلَيْنَا مِنْ أَجْلِ أَنَّ آبَاءَنَا لَمْ يَحْفَظُوا كَلاَمَ ٱلرَّبِّ لِيَعْمَلُوا حَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي هٰذَا ٱلسِّفْرِ. 22 فَذَهَبَ حِلْقِيَّا وَٱلَّذِينَ أَمَرَهُمُ ٱلْمَلِكُ إِلَى خَلْدَةَ ٱلنَّبِيَّةِ ٱمْرَأَةِ شَلُّومَ بْنِ تُوقَهَةَ بْنِ حَسْرَةَ حَارِسِ ٱلثِّيَابِ، وَهِيَ سَاكِنَةٌ فِي أُورُشَلِيمَ فِي ٱلْقِسْمِ ٱلثَّانِي، وَكَلَّمُوهَا هٰكَذَا. 23 فَقَالَتْ لَهُمْ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ: قُولُوا لِلرَّجُلِ ٱلَّذِي أَرْسَلَكُمْ إِلَيَّ. 24 هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ: هَئَنَذَا جَالِبٌ شَرّاً عَلَى هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ، جَمِيعَ ٱللَّعَنَاتِ ٱلْمَكْتُوبَةِ فِي ٱلسِّفْرِ ٱلَّذِي قَرَأُوهُ أَمَامَ مَلِكِ يَهُوذَا. 25 مِنْ أَجْلِ أَنَّهُمْ تَرَكُونِي وَأَوْقَدُوا لآلِهَةٍ أُخْرَى لِيَغِيظُونِي بِكُلِّ أَعْمَالِ أَيْدِيهِمْ. وَيَنْسَكِبُ غَضَبِي عَلَى هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ وَلاَ يَنْطَفِئُ. 26 وَأَمَّا مَلِكُ يَهُوذَا ٱلَّذِي أَرْسَلَكُمْ لِتَسْأَلُوا مِنَ ٱلرَّبِّ، فَهٰكَذَا تَقُولُونَ لَهُ: هٰكَذَا قَالَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ إِسْرَائِيلَ مِنْ جِهَةِ ٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي سَمِعْتَ: 27 مِنْ أَجْلِ أَنَّهُ قَدْ رَقَّ قَلْبُكَ، وَتَوَاضَعْتَ أَمَامَ ٱللّٰهِ حِينَ سَمِعْتَ كَلاَمَهُ عَلَى هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ، وَتَوَاضَعْتَ أَمَامِي وَمَزَّقْتَ ثِيَابَكَ وَبَكَيْتَ أَمَامِي يَقُولُ ٱلرَّبُّ، قَدْ سَمِعْتُ أَنَا أَيْضاً. 28 هَئَنَذَا أَضُمُّكَ إِلَى آبَائِكَ فَتُضَمُّ إِلَى قَبْرِكَ بِسَلاَمٍ، وَكُلَّ ٱلشَّرِّ ٱلَّذِي أَجْلِبُهُ عَلَى هٰذَا ٱلْمَوْضِعِ وَعَلَى سُكَّانِهِ لاَ تَرَى عَيْنَاكَ. فَرَدُّوا عَلَى ٱلْمَلِكِ ٱلْجَوَابَ. 29 وَأَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ وَجَمَعَ كُلَّ شُيُوخِ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ 30 وَصَعِدَ ٱلْمَلِكُ إِلَى بَيْتِ ٱلرَّبِّ مَعَ كُلِّ رِجَالِ يَهُوذَا وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ وَٱلْكَهَنَةِ وَٱللاَّوِيِّينَ وَكُلِّ ٱلشَّعْبِ مِنَ ٱلْكَبِيرِ إِلَى ٱلصَّغِيرِ، وَقَرَأَ فِي آذَانِهِمْ كُلَّ كَلاَمِ سِفْرِ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي وُجِدَ فِي بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 31 وَوَقَفَ ٱلْمَلِكُ عَلَى مِنْبَرِهِ وَقَطَعَ عَهْداً أَمَامَ ٱلرَّبِّ لِلذَّهَابِ وَرَاءَ ٱلرَّبِّ وَلِحِفْظِ وَصَايَاهُ وَشَهَادَاتِهِ وَفَرَائِضِهِ بِكُلِّ قَلْبِهِ وَكُلِّ نَفْسِهِ، لِيَعْمَلَ كَلاَمَ ٱلْعَهْدِ ٱلْمَكْتُوبِ فِي هٰذَا ٱلسِّفْرِ. 32 وَأَوْقَفَ كُلَّ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي أُورُشَلِيمَ وَبِنْيَامِينَ، فَعَمِلَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ حَسَبَ عَهْدِ ٱللّٰهِ إِلٰهِ آبَائِهِمْ. 33 وَأَزَالَ يُوشِيَّا جَمِيعَ ٱلرَّجَاسَاتِ مِنْ كُلِّ ٱلأَرَاضِي ٱلَّتِي لِبَنِي إِسْرَائِيلَ، وَجَعَلَ جَمِيعَ ٱلْمَوْجُودِينَ فِي أُورُشَلِيمَ يَعْبُدُونَ ٱلرَّبَّ إِلٰهَهُمْ. كُلَّ أَيَّامِهِ لَمْ يَحِيدُوا مِنْ وَرَاءِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِ آبَائِهِمْ».

اَلأَصْحَاحُ ٱلْخَامِسُ وَٱلثَّلاَثُونَ

(انظر تفسير 2ملوك 23: 21 - 30).

1 - 6 «1 وَعَمِلَ يُوشِيَّا فِي أُورُشَلِيمَ فِصْحاً لِلرَّبِّ، وَذَبَحُوا ٱلْفِصْحَ فِي ٱلرَّابِعَ عَشَرَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلأَوَّلِ. 2 وَأَقَامَ ٱلْكَهَنَةَ عَلَى حِرَاسَاتِهِمْ وَشَدَّدَهُمْ لِخِدْمَةِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ. 3 وَقَالَ لِلاَّوِيِّينَ ٱلَّذِينَ كَانُوا يُعَلِّمُونَ كُلَّ إِسْرَائِيلَ، ٱلَّذِينَ كَانُوا مُقَدَّسِينَ لِلرَّبِّ: ٱجْعَلُوا تَابُوتَ ٱلْقُدْسِ فِي ٱلْبَيْتِ ٱلَّذِي بَنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ. لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تَحْمِلُوا عَلَى ٱلأَكْتَافِ. ٱلآنَ ٱخْدِمُوا ٱلرَّبَّ إِلٰهَكُمْ وَشَعْبَهُ إِسْرَائِيلَ. 4 وَأَعِدُّوا بُيُوتَ آبَائِكُمْ حَسَبَ فِرَقِكُمْ، حَسَبَ كِتَابَةِ دَاوُدَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، وَحَسَبَ كِتَابَةِ سُلَيْمَانَ ٱبْنِهِ. 5 وَقِفُوا فِي ٱلْقُدْسِ حَسَبَ أَقْسَامِ بُيُوتِ آبَاءِ إِخْوَتِكُمْ بَنِي ٱلشَّعْبِ وَفِرَقِ بُيُوتِ آبَاءِ ٱللاَّوِيِّينَ، 6 وَٱذْبَحُوا ٱلْفِصْحَ وَتَقَدَّسُوا وَأَعِدُّوا إِخْوَتَكُمْ لِيَعْمَلُوا حَسَبَ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ مُوسَى».

ٱلْفِصْحَ فِي ٱلرَّابِعَ عَشَرَ حسب الشريعة (خروج 12: 6) وليس كما عمل حزقيا (30: 2).

وَأَقَامَ ٱلْكَهَنَةَ (ع 2) (انظر 7: 6).

ٱجْعَلُوا تَابُوتَ ٱلْقُدْسِ (ع 3) نستنتج أن التابوت لم يكن في مكانه بل كان قد انتقل لسبب الفساد الديني أو الحرب أو انتقل وقتياً حين رمموا البيت ووصية الملك للاويين أن يردوه إلى مكانه في قدس الأقداس وأن لا يحملوه من مكان إلى آخر كما كانوا يعملون سابقاً. ويذكر الكاتب أن الذين جعلوه في بيت الرب هم مقدسون للرب فيحق لهم أن يحملوا التابوت إلى مكانه.

حَسَبَ كِتَابَةِ سُلَيْمَانَ (ع 4) (انظر 8: 14) وربما كانت كتابة من داود زيادة عن المتضمن في الكتاب المقدس.

فِرَقِ بُيُوتِ (ع 5) (انظر 1أيام ص 24). وربما هنا إشارة إلى وجوب خدمة اللاويين لكل بيت من بيوت الشعب.

وَٱذْبَحُوا ٱلْفِصْحَ (ع 6) على اللاويين ثلاث واجبات (1) أن يذبحوا الفصح (2) أن يقدسوا أنفسهم (3) أن يعلّموا الشعب كل ما يختص بممارسة الفصح. ولا شك في أنه كان كثيرون من الشعب يجهلون واجباتهم الدينية.

7 - 9 «7 وَأَعْطَى يُوشِيَّا لِبَنِي ٱلشَّعْبِ غَنَماً، حُمْلاَناً وَجِدَاءً، جَمِيعَ ذٰلِكَ لِلْفِصْحِ لِكُلِّ ٱلْمَوْجُودِينَ إِلَى عَدَدِ ثَلاَثِينَ أَلْفاً وَثَلاَثَةِ آلاَفٍ مِنَ ٱلْبَقَرِ. هٰذِهِ مِنْ مَالِ ٱلْمَلِكِ. 8 وَرُؤَسَاؤُهُ قَدَّمُوا تَبَرُّعاً لِلشَّعْبِ وَٱلْكَهَنَةِ وَٱللاَّوِيِّينَ حِلْقِيَّا وَزَكَرِيَّا وَيَحْيِئِيلَ رُؤَسَاءِ بَيْتِ ٱللّٰهِ. أَعْطُوا ٱلْكَهَنَةَ لِلْفِصْحِ أَلْفَيْنِ وَسِتَّ مِئَةٍ مِنَ ٱلْغَنَمِ، وَمِنَ ٱلْبَقَرِ ثَلاَثَ مِئَةٍ. 9 وَكُونَنْيَا وَشَمَعْيَا وَنِثْنِئِيلُ أَخَوَاهُ وَحَشَبْيَا وَيَعِيئِيلُ وَيُوزَابَادُ رُؤَسَاءُ ٱللاَّوِيِّينَ قَدَّمُوا لِلاَّوِيِّينَ لِلْفِصْحِ خَمْسَةَ آلاَفٍ، مِنَ ٱلْغَنَمِ وَمِنَ ٱلْبَقَرِ خَمْسَ مِئَةٍ».

وَأَعْطَى يُوشِيَّا كما عمل حزقيا (30: 24) غير أن عطايا يوشيا كانت أكثر من عطايا حزقيا.

حُمْلاَناً وَجِدَاءً كان تقديم الجداء جائزاً (خروج 12: 5) غير أنها معتبرة كتقدمة الفقراء.

وَرُؤَسَاؤُهُ رؤساء الدين وأسماؤهم مذكورة ومقدار عطاياهم.

10 - 15 «10 فَتَهَيَّأَتِ ٱلْخِدْمَةُ، وَقَامَ ٱلْكَهَنَةُ فِي مَقَامِهِمْ وَٱللاَّوِيُّونَ فِي فِرَقِهِمْ حَسَبَ أَمْرِ ٱلْمَلِكِ، 11 وَذَبَحُوا ٱلْفِصْحَ. وَرَشَّ ٱلْكَهَنَةُ مِنْ أَيْدِيهِمْ. وَأَمَّا ٱللاَّوِيُّونَ فَكَانُوا يَسْلُخُونَ. 12 وَرَفَعُوا ٱلْمُحْرَقَةَ لِيُعْطُوا حَسَبَ أَقْسَامِ بُيُوتِ ٱلآبَاءِ لِبَنِي ٱلشَّعْبِ لِيُقَرِّبُوا لِلرَّبِّ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي سِفْرِ مُوسَى. وَهٰكَذَا بِٱلْبَقَرِ. 13 وَشَوَوْا ٱلْفِصْحَ بِٱلنَّارِ كَٱلْمَرْسُومِ. وَأَمَّا ٱلأَقْدَاسُ فَطَبَخُوهَا فِي ٱلْقُدُورِ وَٱلْمَرَاجِلِ وَٱلصِّحَافِ وَبَادَرُوا بِهَا إِلَى جَمِيعِ بَنِي ٱلشَّعْبِ. 14 وَبَعْدُ أَعَدُّوا لأَنْفُسِهِمْ وَلِلْكَهَنَةِ، لأَنَّ ٱلْكَهَنَةَ بَنِي هَارُونَ كَانُوا عَلَى إِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَةِ وَٱلشَّحْمِ إِلَى ٱللَّيْلِ. فَأَعَدَّ ٱللاَّوِيُّونَ لأَنْفُسِهِمْ وَلِلْكَهَنَةِ بَنِي هَارُونَ. 15 وَٱلْمُغَنُّونَ بَنُو آسَافَ كَانُوا فِي مَقَامِهِمْ حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ وَآسَافَ وَهَيْمَانَ وَيَدُوثُونَ رَائِي ٱلْمَلِكِ. وَٱلْبَوَّابُونَ عَلَى بَابٍ فَبَابٍ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ أَنْ يَحِيدُوا عَنْ خِدْمَتِهِمْ، لأَنَّ إِخْوَتَهُمُ ٱللاَّوِيِّينَ أَعَدُّوا لَهُمْ».

وَٱللاَّوِيُّونَ خدموا خدمة الكهنة لأن الكهنة لم يقدروا وحدهم أن يكملوا الخدمة لكثرة الشعب والتقادم.

وَذَبَحُوا ٱلْفِصْحَ (ع 11) أي اللاويون ذبحوا الحملان والجداء المقدمة لأكل الفصح. والكهنة أخذوا من أيدي اللاويين الدم ورشوه وكان اللاويون يسلخون (30: 17).

وَرَفَعُوا ٱلْمُحْرَقَةَ (ع 12) رفعوا أو نزعوا القطع المخصصة للمحرقة أي الشحم والكليتين وزيادة الكبد (لاويين 3: 9). واللاويون بعدما رفعوها أعطوها لبني الشعب حسب أقسام بيوت الآباء أي بالترتيب واحداً بعد الآخر والشعب أخذوها للكهنة ليقدموها للرب وهذه القطع هي من الحملان والجداء المقدمة في الفصح. ونلاحظ أنه في رسم الفصح الأول (خروج ص 12) لم يُذكر رش الدم على المذبح ولا حرق الشحم لأن نظام الذبائح لم يُكمل بعد. وكان البقر لتقادم أيام العيد بعد يوم الفصح (عدد 28: 16 - 25).

وَشَوَوْا ٱلْفِصْحَ بِٱلنَّارِ أي الحملان والجداء المقدمة بالفصح حسب الشريعة (خروج 12: 8 و9).

وَبَادَرُوا بِهَا إِلَى جَمِيعِ بَنِي ٱلشَّعْبِ لأن الآكلين كانوا كثيرين ولزمهم خدمة بالترتيب وبالعجل حتى يأكلوا كلهم في وقت الأكل ومن الأكل السخن. وظهر اتحادهم ونظامهم ومحبتهم الأخوية وخدمتهم بعضهم لبعض فلم يحتج أحد ولم يتأخر أحد عن خدمته الخاصة.

فِي مَقَامِهِمْ حَسَبَ أَمْرِ دَاوُدَ (ع 15) (انظر 1أيام 24).

16 - 19 «16 فَتَهَيَّأَ كُلُّ خَدَمَةِ ٱلرَّبِّ فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ لِعَمَلِ ٱلْفِصْحِ وَإِصْعَادِ ٱلْمُحْرَقَاتِ عَلَى مَذْبَحِ ٱلرَّبِّ حَسَبَ أَمْرِ ٱلْمَلِكِ يُوشِيَّا. 17 وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ ٱلْمَوْجُودُونَ ٱلْفِصْحَ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ وَعِيدَ ٱلْفَطِيرِ سَبْعَةَ أَيَّامٍ. 18 وَلَمْ يُعْمَلْ فِصْحٌ مِثْلُهُ فِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَيَّامِ صَمُوئِيلَ ٱلنَّبِيِّ. وَكُلُّ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ لَمْ يَعْمَلُوا كَٱلْفِصْحِ ٱلَّذِي عَمِلَهُ يُوشِيَّا وَٱلْكَهَنَةُ وَٱللاَّوِيُّونَ وَكُلُّ يَهُوذَا وَإِسْرَائِيلَ ٱلْمَوْجُودِينَ وَسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ. 19 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّامِنَةَ عَشَرَةَ لِمُلْكِ يُوشِيَّا عُمِلَ هٰذَا ٱلْفِصْحُ».

فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ أي في ذلك الوقت وليس فقط يوم الفصح بل أيضاً السبعة الأيام التالية.

وَلَمْ يُعْمَلْ فِصْحٌ مِثْلُهُ (ع 18) (1) لأنه في وقته أي في 14 نيسان. (2) لأن الشعب كلهم اجتمعوا في أورشليم (3) لكثرة المعيدين فكانوا نحو 414000 إذا حسبنا عشرة أشخاص لكل ذبيحة (4) كان كل المعيدين طاهرين. فنظراً إلى هذه الأحوال كلها صح القول أنه لم يُعمل مثله.

20 - 27 «20 بَعْدَ كُلِّ هٰذَا حِينَ هَيَّأَ يُوشِيَّا ٱلْبَيْتَ، صَعِدَ نَخُو مَلِكُ مِصْرَ إِلَى كَرْكَمِيشَ لِيُحَارِبَ عِنْدَ ٱلْفُرَاتِ. فَخَرَجَ يُوشِيَّا لِلِقَائِهِ. 21 فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رُسُلاً يَقُولُ: مَا لِي وَلَكَ يَا مَلِكَ يَهُوذَا! لَسْتُ عَلَيْكَ أَنْتَ ٱلْيَوْمَ، وَلٰكِنْ عَلَى بَيْتٍ آخَرَ أُحَارِبُهُ، وَٱللّٰهُ أَمَرَ بِإِسْرَاعِي. فَكُفَّ عَنِ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي مَعِي فَلاَ يُهْلِكَكَ. 22 وَلَمْ يُحَوِّلْ يُوشِيَّا وَجْهَهُ عَنْهُ بَلْ تَنَكَّرَ لِمُقَاتَلَتِهِ، وَلَمْ يَسْمَعْ لِكَلاَمِ نَخُو مِنْ فَمِ ٱللّٰهِ بَلْ جَاءَ لِيُحَارِبَ فِي بُقْعَةِ مَجِدُّو. 23 وَأَصَابَ ٱلرُّمَاةُ ٱلْمَلِكَ يُوشِيَّا، فَقَالَ ٱلْمَلِكُ لِعَبِيدِهِ: ٱنْقُلُونِي لأَنِّي جُرِحْتُ جِدّاً. 24 فَنَقَلَهُ عَبِيدُهُ مِنَ ٱلْمَرْكَبَةِ وَأَرْكَبُوهُ عَلَى ٱلْمَرْكَبَةِ ٱلثَّانِيَةِ ٱلَّتِي لَهُ، وَسَارُوا بِهِ إِلَى أُورُشَلِيمَ فَمَاتَ وَدُفِنَ فِي قُبُورِ آبَائِهِ. وَكَانَ كُلُّ يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ يَنُوحُونَ عَلَى يُوشِيَّا. 25 وَرَثَى إِرْمِيَا يُوشِيَّا. وَكَانَ جَمِيعُ ٱلْمُغَنِّينَ وَٱلْمُغَنِّيَاتِ يَنْدُبُونَ يُوشِيَّا فِي مَرَاثِيهِمْ إِلَى ٱلْيَوْمِ، وَجَعَلُوهَا فَرِيضَةً عَلَى إِسْرَائِيلَ. وَهَا هِيَ مَكْتُوبَةٌ فِي ٱلْمَرَاثِي. 26 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يُوشِيَّا وَمَرَاحِمُهُ حَسْبَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي نَامُوسِ ٱلرَّبِّ. 27 وَأُمُورُهُ ٱلأُولَى وَٱلأَخِيرَةُ مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا».

بَعْدَ كُلِّ هٰذَا مرّ على الملك والمملكة 13 سنة بالراحة والسلام.

نَخُو مَلِكُ مِصْرَ صعد إلى كركميش على نهر الفرات ويُظن أنها براجيك الحالية إلى جهة الشرق من حلب وكانت حربه مع ملك أشور (انظر تفسير 2ملوك 23: 29 - 30).

اَلأَصْحَاحُ ٱلسَّادِسُ وَٱلثَّلاَثُونَ

1 - 23 «1 وَأَخَذَ شَعْبُ ٱلأَرْضِ يَهُوآحَازَ بْنَ يُوشِيَّا وَمَلَّكُوهُ عِوَضاً عَنْ أَبِيهِ فِي أُورُشَلِيمَ. 2 كَانَ يَهُوآحَازُ ٱبْنَ ثَلاَثٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ، 3 وَعَزَلَهُ مَلِكُ مِصْرَ فِي أُورُشَلِيمَ وَغَرَّمَ ٱلأَرْضَ بِمِئَةِ وَزْنَةٍ مِنَ ٱلْفِضَّةِ، وَبِوَزْنَةٍ مِنَ ٱلذَّهَبِ. 4 وَمَلَّكَ مَلِكُ مِصْرَ أَلِيَاقِيمَ أَخَاهُ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، وَغَيَّرَ ٱسْمَهُ إِلَى يَهُويَاقِيمَ. وَأَمَّا يَهُوآحَازُ أَخُوهُ فَأَخَذَهُ نَخُو وَأَتَى بِهِ إِلَى مِصْرَ. 5 كَانَ يَهُويَاقِيمُ ٱبْنَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ. 6 عَلَيْهِ صَعِدَ نَبُوخَذْنَصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ وَقَيَّدَهُ بِسَلاَسِلِ نُحَاسٍ لِيَذْهَبَ بِهِ إِلَى بَابِلَ، 7 وَأَتَى نَبُوخَذْنَصَّرُ بِبَعْضِ آنِيَةِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ إِلَى بَابِلَ وَجَعَلَهَا فِي هَيْكَلِهِ فِي بَابِلَ. 8 وَبَقِيَّةُ أُمُورِ يَهُويَاقِيمَ وَرَجَاسَاتُهُ ٱلَّتِي عَمِلَ وَمَا وُجِدَ فِيهِ، مَكْتُوبَةٌ فِي سِفْرِ مُلُوكِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا. وَمَلَكَ يَهُويَاكِينُ ٱبْنُهُ عِوَضاً عَنْهُ. 9 كَانَ يَهُويَاكِينُ ٱبْنَ ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ. 10 وَعِنْدَ رُجُوعِ ٱلسَّنَةِ أَرْسَلَ ٱلْمَلِكُ نَبُوخَذْنَصَّرُ فَأَتَى بِهِ إِلَى بَابِلَ مَعَ آنِيَةِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ ٱلثَّمِينَةِ، وَمَلَّكَ صِدْقِيَّا أَخَاهُ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ. 11 كَانَ صِدْقِيَّا ٱبْنَ إِحْدَى وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ إِحْدَى عَشَرَةَ سَنَةً فِي أُورُشَلِيمَ. 12 وَعَمِلَ ٱلشَّرَّ فِي عَيْنَيِ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِ، وَلَمْ يَتَوَاضَعْ أَمَامَ إِرْمِيَا ٱلنَّبِيِّ مِنْ فَمِ ٱلرَّبِّ. 13 وَتَمَرَّدَ أَيْضاً عَلَى ٱلْمَلِكِ نَبُوخَذْنَصَّرَ ٱلَّذِي حَلَّفَهُ بِٱللّٰهِ وَصَلَّبَ عُنُقَهُ وَقَوَّى قَلْبَهُ عَنِ ٱلرُّجُوعِ إِلَى ٱلرَّبِّ إِلٰهِ إِسْرَائِيلَ، 14 حَتَّى أَنَّ جَمِيعَ رُؤَسَاءِ ٱلْكَهَنَةِ وَٱلشَّعْبِ أَكْثَرُوا ٱلْخِيَانَةَ حَسَبَ كُلِّ رَجَاسَاتِ ٱلأُمَمِ وَنَجَّسُوا بَيْتَ ٱلرَّبِّ ٱلَّذِي قَدَّسَهُ فِي أُورُشَلِيمَ. 15 فَأَرْسَلَ ٱلرَّبُّ إِلٰهُ آبَائِهِمْ إِلَيْهِمْ عَنْ يَدِ رُسُلِهِ مُبَكِّراً وَمُرْسِلاً لأَنَّهُ شَفِقَ عَلَى شَعْبِهِ وَعَلَى مَسْكَنِهِ، 16 فَكَانُوا يَهْزَأُونَ بِرُسُلِ ٱللّٰهِ وَرَذَلُوا كَلاَمَهُ وَتَهَاوَنُوا بِأَنْبِيَائِهِ حَتَّى ثَارَ غَضَبُ ٱلرَّبِّ عَلَى شَعْبِهِ حَتَّى لَمْ يَكُنْ شِفَاءٌ. 17 فَأَصْعَدَ عَلَيْهِمْ مَلِكَ ٱلْكِلْدَانِيِّينَ فَقَتَلَ مُخْتَارِيهِمْ بِٱلسَّيْفِ فِي بَيْتِ مَقْدِسِهِمْ. وَلَمْ يُشْفِقْ عَلَى فَتىً أَوْ عَذْرَاءَ وَلاَ عَلَى شَيْخٍ أَوْ أَشْيَبَ، بَلْ دَفَعَ ٱلْجَمِيعَ لِيَدِهِ. 18 وَجَمِيعُ آنِيَةِ بَيْتِ ٱللّٰهِ ٱلْكَبِيرَةِ وَٱلصَّغِيرَةِ وَخَزَائِنِ بَيْتِ ٱلرَّبِّ وَخَزَائِنِ ٱلْمَلِكِ وَرُؤَسَائِهِ أَتَى بِهَا جَمِيعاً إِلَى بَابِلَ. 19 وَأَحْرَقُوا بَيْتَ ٱللّٰهِ، وَهَدَمُوا سُورَ أُورُشَلِيمَ وَأَحْرَقُوا جَمِيعَ قُصُورِهَا بِٱلنَّارِ وَأَهْلَكُوا جَمِيعَ آنِيَتِهَا ٱلثَّمِينَةِ. 20 وَسَبَى ٱلَّذِينَ بَقُوا مِنَ ٱلسَّيْفِ إِلَى بَابِلَ، فَكَانُوا لَهُ وَلِبَنِيهِ عَبِيداً إِلَى أَنْ مَلَكَتْ مَمْلَكَةُ فَارِسَ، 21 لإِكْمَالِ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، حَتَّى ٱسْتَوْفَتِ ٱلأَرْضُ سُبُوتَهَا، لأَنَّهَا سَبَتَتْ فِي كُلِّ أَيَّامِ خَرَابِهَا لإِكْمَالِ سَبْعِينَ سَنَةً. 22 وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلأُولَى لِكُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ لأَجْلِ تَكْمِيلِ كَلاَمِ ٱلرَّبِّ بِفَمِ إِرْمِيَا، نَبَّهَ ٱلرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ فَأَطْلَقَ نِدَاءً فِي كُلِّ مَمْلَكَتِهِ وَكَذَا بِٱلْكِتَابَةِ قَائِلاً: 23 هٰكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ، إِنَّ ٱلرَّبَّ إِلٰهَ ٱلسَّمَاءِ قَدْ أَعْطَانِي جَمِيعَ مَمَالِكِ ٱلأَرْضِ، وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتاً فِي أُورُشَلِيمَ ٱلَّتِي فِي يَهُوذَا. مَنْ مِنْكُمْ مِنْ جَمِيعِ شَعْبِهِ، ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُ مَعَهُ وَلْيَصْعَدْ».

(انظر تفسير 2ملوك 23: 31 - 37 وص 24 و25: 1 - 21).

والكلام في يهوذا (ع 14 - 16) كالكلام في إسرائيل (2ملوك 17: 7 - 18) وزيد عليه أن رؤساء الكهنة الذين كان من واجباتهم أن يعلّموا الشعب ويردوهم عن خطاياهم كانوا المتقدمين في الخيانة على الرب (حزقيال ص 8). والرب طويل الروح وكثير الرحمة فأرسل لهم عبيده الأنبياء وجعل لهم كل الوسائل اللازمة لأجل الخلاص وأما هم فرفضوا الرحمة واختاروا الموت. وأتى أيضاً في أخبار الأيام أن السبي كان لإكمال كلام الرب بفم إرميا النبي (إرميا 29: 10). وأتى أيضاً إن الأرض استوفت سبوتها مدة السبي وهي سبعون سنة (لاويين 26: 34 و35) فإن اليهود من أجيال كثيرة عملوا في الأرض في السنة السابعة ولكن الرب عدّل حسابه لبنيهم في زمان السبي. ولا نقدر أن نحسب تماماً عدد السبوت المتروكة بل المعنى هو أن اليهود لم يحفظوا السنة السابعة زماناً فجزاء على ذلك سلّمهم الرب للسبي فكانت الأرض متروكة زماناً بلا فلاحة.

والعددان 22 و23 يأتيان أيضاً في (عزرا 1: 1 - 30 انظر تفسيرهما). وربما أن كاتب سفر الأخبار لم يستحسن أن يختم سفره بكلام العقاب والخراب فزاد على كلامه الخبر بالرجوع من السبي في نهاية 70 سنة.


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D - 70007
Stuttgart
Germany