العودة الى الصفحة السابقة
شرح سفر حَجَّي

شرح سفر حَجَّي

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم

للقس وليم مارش


Bibliography

السّنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم: شرح سفر حَجَّي. للقس وليم مارش . Copyright © 2009 All rights reserved Call of Hope. . صدر عن مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بيروت 1973. . English title: . German title: . Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 D - 70007 Stuttgart Germany http: //www.call - of - hope.com .

مقدمة

تفتقر خزانة الأدب المسيحي إلى مجموعة كاملة من التفاسير لكتب العهدين القديم والجديد. ومن المؤسف حقاً أنه لا توجد حالياً في أية مكتبة مسيحية في شرقنا العربي مجموعة تفسير كاملة لأجزاء الكتاب المقدس. وبالرغم من أن دور النشر المسيحية المختلفة قد أضافت لخزانة الأدب المسيحي عدداً لا بأس به من المؤلفات الدينية التي تمتاز بعمق البحث والاستقصاء والدراسة، إلا أن أياً من هذه الدور لم تقدم مجموعة كاملة من التفاسير، الأمر الذي دفع مجمع الكنائس في الشرق الأدنى بالإسراع لإعادة طبع كتب المجموعة المعروفة باسم: «كتاب السنن القويم في تفسير أسفار العهد القديم» للقس وليم مارش، والمجموعة المعروفة باسم «الكنز الجليل في تفسير الإنجيل» وهي مجموعة تفاسير كتب العهد الجديد للعلامة الدكتور وليم إدي.

ورغم اقتناعنا بأن هاتين المجموعتين كتبتا في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين إلا أن جودة المادة ودقة البحث واتساع الفكر والآراء السديدة المتضمنة فيهما كانت من أكبر الدوافع المقنعة لإعادة طبعهما.

هذا وقد تكرّم سينودس سوريا ولبنان الإنجيلي مشكوراً - وهو صاحب حقوق الطبع - بالسماح لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى بإعادة طبع هاتين المجموعتين حتى يكون تفسير الكتاب في متناول يد كل باحث ودارس.

ورب الكنيسة نسأل أن يجعل من هاتين المجموعتين نوراً ونبراساً يهدي الطريق إلى معرفة ذاك الذي قال: «أنا هو الطريق والحق والحياة».

القس ألبرت استيرو

الأمين العام

لمجمع الكنائس في الشرق الأدنى

اَلأَصْحَاحُ ٱلأَوَّلُ

بعد رجوع اليهود من سبي بابل كان ثلاثة أنبياء وهم حجي وزكريا وملاخي ولعل حجي كان متقدماً في العمر بتاريخ نبوته لأنه في (2: 3) يذكر الهيكل الأول الذي هدم قبل تاريخ النبوة بنحو 66 سنة. ومن أول النبوة إلى آخرها مدة نحو أربعة أشهر (1: 1 و2: 10 و20). وابتدأ زكريا في خدمته قبلما انتهي حجي. ولا شك أن حجي تكلم وعلّم أموراً كثيرة غير المذكورة في نبوته هذه المختصرة. ونَفَسه نَفَس واعظ وليس نَفَس شاعر وغايته أن يحرّض الشعب على بناء الهيكل. كان نداء كورش من جهة رجوع اليهود من بابل إلى بلادهم في سنة 537. ولم يرجع جميعهم بل بقي أكثرهم في مملكة بابل حيث كان لهم بيوت وجنات وولد لهم بنون وبنات وجمعوا مالاً (انظر إرميا 29: 5 - 7) وعدد الذين رجعوا كان 42360 (انظر عزرا 2: 1 - 70) ولم يكونوا فقراء وأكثرهم من سبطي يهوذا وبنيامين. وكان لهم رئيس ملة شيشبصر ورئيس روحي يهوشع. ورجعوا من السبي بروح غير ما كان في آبائهم (1) كان آباؤهم يميلون إلى عبادة الأصنام وأما هم فكرهوها. (2) كان آباؤهم يعتبرون ملوكهم وأما هم فكانوا يعتبرون كهنتهم وكتبتهم (3) كان آباؤهم يعيشون بالزراعة واليراعة وأما هم فبالصنائع والتجارة والصرافة (4) كان آباؤهم يميلون إلى الاتحاد مع الأمم وأما هم فإلى الاستقلال والعزلة. ولم يزل اليهود على هذا الروح حتى اليوم.

وأول ما عملوه بعد رجوعهم بناء مذبح محرقات وفي السنة الثانية أسسوا هيكل الرب ولكنهم لم يبنوه في ذلك الوقت وبعد مرور 16 سنة أسسوه من جديد وأكملوه (2: 18) وتأخروا عن البناء لسبب مقاومة السامريين ومن قلة نتائج الأرض ومن قلة الرغبة من الشعب. وفي تلك المدة كانت حروب وتقلبات في الممالك (انظر 2: 7) «وأزلزل كل الأمم» ولما كانوا في بابل اعتادوا السجود للرب بلا هيكل ولعلهم بعد رجوعهم لم يشعروا كما يجب بأهمية وجود هيكل.

وفي هذا السفر أربع نبوات (1) ص 1 فيه يحرّض الشعب على بناء الهيكل (2) 2: 1 - 9 فيها يشجعهم عندما يقابلون البناء الجديد بهيكل سليمان المجيد (3) 2: 10 - 19 يذكرهم أنهم ما داموا متأخرين عن العبادة الواجبة فكل أعمالهم نجسة (4) 2: 20 - 23 فيه وعد خصوصي لزربابل بأنه يغلب على كل المقاومات ويكون هو خاتم بيد الرب. فكان زربابل في هذا الأمر رمزاً إلى المسيح.

1 - 6 «1 فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ ٱلْمَلِكِ، فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّادِسِ فِي أَوَّلِ يَوْمٍ مِنَ ٱلشَّهْرِ، كَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ ٱلنَّبِيِّ إِلَى زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَإِلَى يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادَاقَ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ: 2 هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: هٰذَا ٱلشَّعْبُ قَالَ إِنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَبْلُغْ وَقْتَ بِنَاءِ بَيْتِ ٱلرَّبّ. 3 فَكَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ ٱلنَّبِيِّ: 4 هَلِ ٱلْوَقْتُ لَكُمْ أَنْتُمْ أَنْ تَسْكُنُوا فِي بُيُوتِكُمُ ٱلْمُغَشَّاةِ، وَهٰذَا ٱلْبَيْتُ خَرَابٌ؟ 5 وَٱلآنَ فَهٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: ٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ. 6 زَرَعْتُمْ كَثِيراً وَدَخَّلْتُمْ قَلِيلاً. تَأْكُلُونَ وَلَيْسَ إِلَى ٱلشَّبَعِ. تَشْرَبُونَ وَلاَ تَرْوُونَ. تَكْتَسُونَ وَلاَ تَدْفَأُونَ. وَٱلآخِذُ أُجْرَةً يَأْخُذُ أُجْرَةً لِكِيسٍ مَنْقُوبٍ».

ص2: 10 وعزرا 4: 24 وزكريا 1: 1 و7 ص 2: 1 و10 و20 وزكريا 1: 1 ع 15 ع 3 و12 و13 وص 2: 1 و10 و20 وعزرا 5: 1 و6: 14 ع 12 و14 و1أيام 3: 19 وعزرا 2: 2 ونحميا 7: 7 وزكريا 4: 6 ومتّى 1: 12 و13 و1ملوك 10: 15 وعزرا 5: 3 ع 12 و14 وعزرا 3: 2 ونحميا 12: 1 وزكريا 3: 1 و6: 11 ع 9 ع 9 وإرميا 33: 10 و12 ع 9 و10 وص 2: 16 و17 وتثنية 28: 38 - 40 وهوشع 8: 7

دَارِيُوسَ هو المسمى ابن هستاسبس. بعد كورش الكبير ملك ابنه كمبيز وبعد كمبيز ملك المجوسي غوماتيس وبعد غوماتيس ملك داريوس وهو غير درايوس المادي المذكور في (دانيال 5: 30) وكانت سياسة داريوس موافقة لليهود.

والشهر السادس هو شهر أيلول وهو يوافق آخر شهر آب وأول شهر أيلول على حساب اليوم. كان شهر نيسان الشهر الأول بالسنة العبرانية.

كان زربابل بن شالتئيل ابن يكنيا ملك يهوذا وهو يهوياكين (انظر متّى 1: 12) وكان يهوشع الكاهن العظيم ابن يهوصاداق ابن سرايا الذي قتله ملك بابل في دجلة (انظر إرميا 52: 24 - 27). فكان يهوشع من نسل هارون وكان رئيس كهنة بموجب تسلسله. وكان الوالي من نسل داود والكاهن من نسل هارون حسب نظام اليهود قبل السبي.

هٰذَا ٱلشَّعْبُ قَالَ إِنَّ ٱلْوَقْتَ لَمْ يَبْلُغْ (ع 2) ولعل معناهم أن شهر أيلول هو وقت جني أثمار الأرض ووقت التموّن لفصل الشتاء فلا يقدرون ذلك الوقت أن يفتكروا في بناء الهيكل غير أن الاعتناء بخدمة الرب هو الأول من الواجبات والبيوت المغشاة هي المغشاة حيطانها بألواح من الأرز (انظر إرميا 22: 14).

7 - 11 «7 هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: ٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ عَلَى طُرُقِكُمْ. 8 اِصْعَدُوا إِلَى ٱلْجَبَلِ وَأْتُوا بِخَشَبٍ وَٱبْنُوا ٱلْبَيْتَ، فَأَرْضَى عَلَيْهِ وَأَتَمَجَّدَ قَالَ ٱلرَّبُّ. 9 ٱنْتَظَرْتُمْ كَثِيراً وَإِذَا هُوَ قَلِيلٌ. وَلَمَّا أَدْخَلْتُمُوهُ ٱلْبَيْتَ نَفَخْتُ عَلَيْهِ. لِمَاذَا؟ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. لأَجْلِ بَيْتِي ٱلَّذِي هُوَ خَرَابٌ، وَأَنْتُمْ رَاكِضُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى بَيْتِهِ. 10 لِذٰلِكَ مَنَعَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقِكُمُ ٱلنَّدَى، وَمَنَعَتِ ٱلأَرْضُ غَلَّتَهَا. 11 وَدَعَوْتُ بِٱلْحَرِّ عَلَى ٱلأَرْضِ وَعَلَى ٱلْجِبَالِ وَعَلَى ٱلْحِنْطَةِ وَعَلَى ٱلْمِسْطَارِ وَعَلَى ٱلزَّيْتِ وَعَلَى مَا تُنْبِتُهُ ٱلأَرْضُ، وَعَلَى ٱلنَّاسِ وَعَلَى ٱلْبَهَائِمِ، وَعَلَى كُلِّ أَتْعَابِ ٱلْيَدَيْنِ».

عزرا 3: 7 مزمور 132: 13 و14 ص 2: 7و9 ع 6 إشعياء 40: 7 ع 4 تثنية 28: 23 و24 و1ملوك 17: 1 ويوئيل 1: 18 - 20 إرميا 14: 2 - 6 وملاخي 3: 9 و11 تثنية 28: 22 ص 2: 17

إذا جعلوا قلبهم على طرقهم يرون عدم النجاح وذلك لعدم البركة من الرب فإنهم لو كانوا أكرموه من مالهم ومن كل باكورات غلتهم كانت خزائنهم امتلأت شبعاً وفاضت معاصرهم مسطاراً (انظر أمثال 3: 9 و10).

ومن فوائد الضيق أن المتضايق يتعلم بطل الاتكال على المال فإنه يصنع لنفسه أجنحة كالنسر يطير نحو السماء (انظر أمثال 23: 5) ويتعلم أيضاً أن نفس الإنسان من الله وعلى صورته فلا تشبع من الخيرات الجسدية ولا تضعف من قلتها. والضيقات خير للإنسان إذا انتبه بواسطتها ورجع إلى الله.

اِصْعَدُوا إِلَى ٱلْجَبَلِ (ع 8) ليس جبل لبنان بل الجبال القريبة منهم. ولعلهم اعتذروا بقولهم إنهم ليسوا قادرين على بناء الهيكل وأما الرب فأمرهم بأمر بسيط يقدرون أن يعملوه ثم بواجبة أخرى الخ ويعطيهم حسب احتياجهم نعمة فوق نعمة يوماً فيوماً حتى يكمل العمل.

فَأَرْضَى عَلَيْهِ لعلهم ظنوا أنهم لا يقدرون أن يبنوا بيتاً يستحق القبول فيشجعهم بوعده الكريم أنه يرضى عليه ويتمجد فيه فإن الرب هو يمجد البيت لا البيت يمجد الرب. ويرضى الرب بما يقدمونه له من قلوبهم وليس بذهب فقط وحجارة كريمة.

نَفَخْتُ عَلَيْهِ (ع 9) ربما ظنوا أن المصائب المذكورة هي من أسباب طبيعية فقط كقلة المطر وأما الرب فيذكرهم أن كل شيء منه وهو يعطي وهو يأخذ والمصائب هي تأديب منه لينتبهوا.

رَاكِضُونَ كُلُّ إِنْسَانٍ إِلَى بَيْتِهِ يستعفون من بناء الهيكل بقولهم لسنا قادرين ولكنهم قادرون كل واحد على بناء بيته فيركضون إليه ويبنونه برغبة. كان المال موجوداً وكان لهم وقت للعمل ولم يلزمهم شيء إلا عزم القلب.

لا نقدر أن نحكم أن قلة المطر أو كثرة الأمراض أو خسارة المال برهان قاطع على ارتكاب خطايا خصوصية «لاَ هٰذَا أَخْطَأَ وَلاَ أَبَوَاهُ، لٰكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ ٱللّٰهِ فِيهِ» (يوحنا 9: 3). «أَتَظُنُّونَ أَنَّ هٰؤُلاَءِ ٱلْجَلِيلِيِّينَ كَانُوا خُطَاةً أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ ٱلْجَلِيلِيِّينَ لأَنَّهُمْ كَابَدُوا مِثْلَ هٰذَا» (لوقا 13: 2) ونعلم ولا سيما من تعليم العهد الجديد أن الرب يؤدب الذين يحبهم فلا نقدر أن نحكم في هذه الأمور إلا بإعلان خصوصي من الرب كما أتى هنا في (ع 10) «لِذٰلِكَ مَنَعَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقِكُمُ ٱلنَّدَى، وَمَنَعَتِ ٱلأَرْضُ غَلَّتَهَا».

12 - 15 «12 حِينَئِذٍ سَمِعَ زَرُبَّابِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَهُوشَعُ بْنُ يَهُوصَادَاقَ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ، وَكُلُّ بَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ صَوْتَ ٱلرَّبِّ إِلٰهِهِمْ وَكَلاَمَ حَجَّيِ ٱلنَّبِيِّ كَمَا أَرْسَلَهُ ٱلرَّبُّ إِلٰهُهُمْ. وَخَافَ ٱلشَّعْبُ أَمَامَ وَجْهِ ٱلرَّبِّ. 13 فَقَالَ حَجَّي رَسُولُ ٱلرَّبِّ بِرِسَالَةِ ٱلرَّبِّ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْبِ: أَنَا مَعَكُمْ، يَقُولُ ٱلرَّبُّ. 14 وَنَبَّهَ ٱلرَّبُّ رُوحَ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَرُوحَ يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادَاقَ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ، وَرُوحَ كُلِّ بَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ. فَجَاءُوا وَعَمِلُوا ٱلشُّغْلَ فِي بَيْتِ رَبِّ ٱلْجُنُودِ إِلٰهِهِمْ، 15 فِي ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلسَّادِسِ، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ ٱلْمَلِكِ».

إشعياء 1: 19 و1تسالونيكي 2: 13 ع 1 ع 14 وص 2: 2 ع 3 تثنية 31: 12 و13 ومزمور 12: 1 وإشعياء 50: 10 إشعياء 44: 26 وحزقيال 3: 17 وملاخي 2: 7 و3: 1 مزمور 46: 11 إشعياء 41: 10 و43: 2 و2أيام 36: 22 وعزرا 1: 1 ع 1 وص 2: 2 و21 ع 12 عزرا 5: 2 ونحميا 4: 6 ع 1 وص 2: 1 و10 و20

سمعوا صوت الرب وصدقوا أن الكلام هو من الرب والنبي هو رسول الرب فخافوا وجاءوا وعملوا الشغل في بيت رب الجنود إلههم. وعند ذلك قال لهم الرب «أنا معكم» (ع13) فإنهم كانوا مستعدين ليسمعوا الوعد الثمين ومحتاجين إليه ونبّه الرب روح زربابل وبقية الشعب. وربما كانوا التهوا في تدبير بيوتهم وفي مقاومة أعدائهم فأهملوا هذا الواجب. وربما تأخر النبي عن التنبيه لأنهم كانوا غير مستعدين أن يقبلوه. وابتدأوا في العمل في الرابع والعشرين من الشهر أي بعد كلام النبي بمدة 23 يوماً.

اَلأَصْحَاحُ ٱلثَّانِي

1 - 9 «1 فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ فِي ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ، كَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ ٱلنَّبِيِّ: 2 قُلْ لِزَرُبَّابِلَ بْنَ شَأَلْتِئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَيَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادَاقَ ٱلْكَاهِنِ ٱلْعَظِيمِ وَبَقِيَّةِ ٱلشَّعْبِ: 3 مَنِ ٱلْبَاقِي فِيكُمُ ٱلَّذِي رَأَى هٰذَا ٱلْبَيْتَ فِي مَجْدِهِ ٱلأَوَّلِ؟ وَكَيْفَ تَنْظُرُونَهُ ٱلآنَ؟ أَمَا هُوَ فِي أَعْيُنِكُمْ كَلاَ شَيْءٍ! 4 فَٱلآنَ تَشَدَّدْ يَا زَرُبَّابِلُ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَتَشَدَّدْ يَا يَهُوشَعُ بْنُ يَهُوصَادَاقَ ٱلْكَاهِنُ ٱلْعَظِيمُ، وَتَشَدَّدُوا يَا جَمِيعَ شَعْبِ ٱلأَرْضِ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَٱعْمَلُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. 5 حَسَبَ ٱلْكَلاَمِ ٱلَّذِي عَاهَدْتُكُمْ بِهِ عِنْدَ خُرُوجِكُمْ مِنْ مِصْرَ وَرُوحِي قَائِمٌ فِي وَسَطِكُمْ. لاَ تَخَافُوا. 6 لأَنَّهُ هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: هِيَ مَرَّةٌ (بَعْدَ قَلِيلٍ) فَأُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ وَٱلْبَحْرَ وَٱلْيَابِسَةَ، 7 وَأُزَلْزِلُ كُلَّ ٱلأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ ٱلأُمَمِ، فَأَمْلأُ هٰذَا ٱلْبَيْتَ مَجْداً قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. 8 لِي ٱلْفِضَّةُ وَلِي ٱلذَّهَبُ يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. 9 مَجْدُ هٰذَا ٱلْبَيْتِ ٱلأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ ٱلأَوَّلِ، قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ. وَفِي هٰذَا ٱلْمَكَانِ أُعْطِي ٱلسَّلاَمَ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ».

ع 10 وص 1: 1 و15 ص 1: 1 ص 1: 12 عزرا 3: 12 ع 9 تثنية 31: 23 و1أيام 22: 13 و28: 20 وزكريا 8: 9 وأفسس 6: 10 و2صموئيل 5: 10 وأعمال 7: 9 خروج 19: 4 - 6 و33: 12 - 14 و34: 8 - 10 نحميا 9: 20 وإشعياء 63: 11 و14 إشعياء 41: 10 و13 وزكريا 8: 13 عبرانيين 12: 26 إشعياء 10: 25 و29: 17 ع 21 وإرميا 4: 23 - 26 دانيال 2: 44 ويوئيل 3: 9 و16 إشعياء 60: 4 - 9 و1ملوك 8: 11 وإشعياء 60: 7 و1أيام 29: 14 و16 وإشعياء 60: 17 زكريا 2: 5 ع 3 إشعياء 9: 6 و7 و66: 12

فِي ٱلشَّهْرِ ٱلسَّابِعِ فِي ٱلْحَادِي وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ أي في آخر يوم من أيام عيد المظال (انظر لاويين 23: 34 - 44) وقبل السبي كان هذا العيد وقت ذكر وفرح على المواسم وتقديم تقدمات للرب في هيكله وربما بتاريخ هذه النبوة حزن الشعب على قلة الموسم وعلى عدم وجود هيكل فالرب وهو كثير الرحمة والتعزية أرسل لهم هذه الكلمة التي مضمونها أنه يكون معهم ووجوده أحسن من وجود هيكل من حجارة ووعدهم أيضاً أنه يكون للهيكل مجد في الآخر أكثر مما كان له في الأول.

مَنِ ٱلْبَاقِي فِيكُمُ الخ (ع 3) من إحراق الهيكل (انظر 2ملوك 25: 9) في سنة 586 إلى تاريخ هذه النبوة في سنة 520 مدة 66 سنة فكل من كان عمره نحو 80 سنة يقدر أن يتذكر البيت في مجده الأول وطبعاً كانوا قليلي العدد.

في مَجْدِهِ ٱلأَوَّلِ كان ارتفاع الرواق 120 ذراعاً وكان البيت مغشى بذهب ومرصعاً بحجارة كريمة (انظر 2أيام ص 3) وأما مجد الهيكل الحقيقي فهو وجود الرب فيه والذهب والحجارة الكريمة كلها أمور زهيدة. وبواسطة السبي علّم الرب الشعب أن الهيكل وفرائضه أمور يُستعفى عنها والرب يقبل جميع الساجدين له بالروح والحق في كل مكان. ويقول «هذا البيت» لأن مجد الرب لا يزول وإن كان الهيكل احترق وزال ذهبه وآنيته الكريمة.

وَرُوحِي قَائِمٌ فِي وَسَطِكُمْ (ع 5) (انظر نحميا 9: 20) «وَأَعْطَيْتَهُمْ رُوحَكَ ٱلصَّالِحَ لِتَعْلِيمِهِمْ» و(إشعياء 63: 11) «جَعَلَ فِي وَسَطِهِمْ رُوحَ قُدْسِهِ» وكما في أيام موسى هكذا في أيام زربابل «لا بالقدرة ولا بالقول بل بروحي قال رب الجنود».

هِيَ مَرَّةٌ (ع 6) (انظر عبرانيين 12: 18 - 29) كانت المرة الاولى لما زعزع الرب الأرض ونزل على جبل سيناء وأعطى الوصايا العشر والمرة الثانية لما تجسد المسيح ومات على الصليب وزال الهيكل والذبائح والكهنوت والفرائض اليهودية وقام ملكوت المسيح الذي يبقى إلى الأبد. وكان ذلك بعد تاريخ النبوة بنحو 550 سنة وكان «بعد قليل» بالنسبة إلى تاريخ الدهور وقيام ممالك وسقوطها. والقول أزلزل يشير إلى تغييرات في الممالك كمملكة فارس ومملكة الاسكندر وتغييرات في الفرائض الموسوية ونقض حائط السياج المتوسط بين اليهود والأمم. والأمور الباقية التي لا تتزعزع هي الأمور المرموز إليها في نظام العهد الجديد وقيام ملكوت المسيح.

مُشْتَهَى كُلِّ ٱلأُمَمِ (ع 7) أي نفائس الأمم كما يظهر من معنى الكلمة العبرانية الأصلية ومن القرينة. ذكر المجد الذي كان للهيكل بالأول لما كان فيه ذهب وحجارة كريمة فقال من الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الأول وكيف تنظرونه الآن. فوعدهم بأن مشتهى كل الأمم أي نفائس الأمم تأتي فتملأ هذا البيت مجداً لأن للرب الفضة والذهب وكل كنوز الأمم فيقدر أن يأتيهم بها. وكان قد أتاهم البعض من هذه النفائس لما رجعوا من السبي (انظر عزرا 7: 15 - 20) «فِضَّةٍ وَذَهَبٍ تَبَرَّعَ بِهِ ٱلْمَلِكُ وَمُشِيرُوهُ لإِلٰهِ إِسْرَائِيلَ ٱلَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ مَسْكَنِهِ... وَبَاقِي ٱحْتِيَاجِ بَيْتِ إِلٰهِكَ... فَأَعْطِهِ مِنْ بَيْتِ خَزَائِنِ ٱلْمَلِكِ» وسيأتيهم أيضاً بالمستقبل لأن الرب يعتني بشعبه وببيته على الدوام وفي كل جيل غير أنه أحياناً لا يعطيهم كل مطلوبهم من المال لأنه يقصد لهم ما هو أفضل من المال. يظن البعض أن مشتهى كل الأمم هو المسيح وبالحقيقة كل بني البشر يحتاجون إلى الخلاص به وأما ذلك فليس معنى هذه الآية.

لِي ٱلْفِضَّةُ وَلِي ٱلذَّهَبُ (ع 8) الرب لا يحتاج إلى الفضة والذهب والتقدمات من الناس (مزمور 50: 9 و10) «لاَ آخُذُ مِنْ بَيْتِكَ ثَوْراً، وَلاَ مِنْ حَظَائِرِكَ أَعْتِدَةً. لأَنَّ لِي حَيَوَانَ ٱلْوَعْرِ وَٱلْبَهَائِمَ عَلَى ٱلْجِبَالِ ٱلأُلُوفِ». مطلوب الرب هو الحمد والسجود والشكر والطاعة القلبية ويريد أن شعبه يدعونه في ضيقاتهم ويتكلون عليه. فلم يقل لهم أن يقدموا له فضة وذهباً بل يقول أن يصعدوا إلى الجبل ويأتوا بخشب ويعملوا ويبنوا ويعدهم بأنه يرضى عن العمل. ولأصحاب المال يقول أيضاً «لي الفضة والذهب» وليس لهم كما يظنون فعليهم أن يعتبروا أنفسهم كوكلاء الرب ومالهم تحت أمره.

مَجْدُ هٰذَا ٱلْبَيْتِ ٱلأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ ٱلأَوَّلِ (ع 9) أي سيكون لبيت الرب مجد أعظم مما كان له أولاً وأما البيت قبل السبي والبيت بعده فهو بيت واحد وهو بيت الرب. والمجد الأخير لا يكون أعظم من جهة الذهب والحجارة الكريمة ولا من جهة البقاء ولا لأن يسوع دخل ديار الهيكل وعلم فيها فإنه قال للسامرية «لاَ فِي هٰذَا ٱلْجَبَلِ (جبل جرزيم)، وَلاَ فِي أُورُشَلِيمَ تَسْجُدُونَ لِلآبِ... وَلٰكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ، وَهِيَ ٱلآنَ، حِينَ ٱلسَّاجِدُونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ» (يوحنا 4: 21 - 23) فإذاً المجد ليس مجداً جسدياً. والهيكل المصنوع بيد رمز إلى المسكن الأعظم والهيكل غير المصنوع بيد (انظر عبرانيين 9: 11). كان الساجدون في الهيكل في أورشليم عدداً محدوداً ولكن الساجدين للآب بالروح والحق هم جمع كثير لم يستطع أحد أن يعده من كل الأمم والقبائل والشعوب والألسنة (انظر رؤيا 7: 9 وإشعياء 2: 2 - 4).

أُعْطِي ٱلسَّلاَمَ السامعون هذا القول استنظروا السلام من أعدائهم وكان لهم سلام بمعنى أنهم أكملوا البناء وظل البيت سالماً 590 سنة فخرب بيد الرومانيين وبمعنى أفضل يعطي الرب شعبه سلاماً بغفران خطاياهم وباتكالهم عليه وخضوعهم له ومحبتهم له وبعضهم بعضاً ولهم هذا السلام وإن كان في العالم حروب وعليهم ضيقات. قال يسوع لتلاميذه (يوحنا 16: 33) «لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي ٱلْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلٰكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ ٱلْعَالَمَ».

10 - 19 «10 فِي ٱلرَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ، فِي ٱلسَّنَةِ ٱلثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ، كَانَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ عَنْ يَدِ حَجَّيِ ٱلنَّبِيِّ: 11 هٰكَذَا قَالَ رَبُّ ٱلْجُنُودِ: اِسْأَلِ ٱلْكَهَنَةَ عَنِ ٱلشَّرِيعَةِ: 12 إِنْ حَمَلَ إِنْسَانٌ لَحْماً مُقَدَّساً فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ وَمَسَّ بِطَرَفِهِ خُبْزاً أَوْ طَبِيخاً أَوْ خَمْراً أَوْ زَيْتاً أَوْ طَعَاماً مَا، فَهَلْ يَتَقَدَّسُ؟ فَأَجَابَ ٱلْكَهَنَةُ: لاَ. 13 فَقَالَ حَجَّي: إِنْ كَانَ ٱلْمُنَجَّسُ بِمَيِّتٍ يَمَسُّ شَيْئاً مِنْ هٰذِهِ، فَهَلْ يَتَنَجَّسُ؟ فَأَجَابَ ٱلْكَهَنَةُ: يَتَنَجَّس. 14 فَقَالَ حَجَّي: هٰكَذَا هٰذَا ٱلشَّعْبُ، وَهَكَذَا هٰذِهِ ٱلأُمَّةُ قُدَّامِي يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَهَكَذَا كُلُّ عَمَلِ أَيْدِيهِمْ وَمَا يُقَرِّبُونَهُ هُنَاكَ. هُوَ نَجِسٌ. 15 وَٱلآنَ فَٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ فَرَاجِعاً، قَبْلَ وَضْعِ حَجَرٍ عَلَى حَجَرٍ فِي هَيْكَلِ ٱلرَّبِّ. 16 مُذْ تِلْكَ ٱلأَيَّامِ كَانَ أَحَدُكُمْ يَأْتِي إِلَى عَرَمَةِ عِشْرِينَ فَكَانَتْ عَشَرَةً. أَتَى إِلَى حَوْضِ ٱلْمِعْصَرَةِ لِيَغْرُفَ خَمْسِينَ فُورَةً فَكَانَتْ عِشْرِينَ. 17 قَدْ ضَرَبْتُكُمْ بِٱللَّفْحِ وَبِالْيَرَقَانِ وَبِالْبَرَدِ فِي كُلِّ عَمَلِ أَيْدِيكُمْ، وَمَا رَجَعْتُمْ إِلَيَّ يَقُولُ ٱلرَّبُّ! 18 فَٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ فَصَاعِداً، مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلرَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ ٱلتَّاسِعِ، مِنَ ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ تَأَسَّسَ هَيْكَلُ ٱلرَّبِّ، ٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ. 19 هَلِ ٱلْبَذْرُ فِي ٱلأَهْرَاءِ بَعْدُ؟ وَٱلْكَرْمُ وَٱلتِّينُ وَٱلرُّمَّانُ وَٱلزَّيْتُونُ لَمْ يَحْمِلْ بَعْدُ. فَمِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ أُبَارِكُ».

ع 1 و20 وص 1: 1 و15 تثنية 17: 8 - 11 وملاخي 2: 7 خروج 29 37 ولاويين 6: 27 و29 و7: 6 وحزقيال 44: 19 ومتّى 23: 19 لاويين 22: 4 - 6 وعدد 19: 22 أمثال 15: 8 وإشعياء 1: 11 - 15 ع 18 وص 1: 5 و7 عزرا 3: 10 و4: 24 ص 1: 6 و10 و11 وزكريا 8: 10 - 12 تثنية 28: 22 و1ملوك 8: 37 وعاموس 4: 9 وتثنية 32: 29 ع 10 عزرا 5: 1 و2 وزكريا 8: 9 و12 مزمور 128: 1 - 6 وإرميا 31: 12 و14 وملاخي 3: 10

اِسْأَلِ ٱلْكَهَنَةَ (انظر تثنية 17: 8 - 13).

إِنْ حَمَلَ إِنْسَانٌ لَحْماً مُقَدَّساً (ع 12) (انظر لاويين 6: 27) الثوب يتقدس من اللحم ولكن الثوب لا يقدس الخبز أو الطبيخ.

إِنْ كَانَ ٱلْمُنَجَّسُ بِمَيِّتٍ (ع 13) (عدد 19: 16 و22) الميت ينجس والمتنجس منه ينجس غيره وأما المقدس فلا يقدس غيره ومعنى النبي هنا أن بيت الرب كان غير مبني وكان عندهم كميت فنجس كل أعمالهم. والشعب ولو كانوا قدموا ذبائح ومارسوا بعض الطقوس الموسوية هم نجسون وأرضهم نجسة فلم تأت بأثمارها.

فَٱجْعَلُوا قَلْبَكُمْ مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ فَرَاجِعاً (ع 15) (انظر 1: 6) «زَرَعْتُمْ كَثِيراً وَدَخَّلْتُمْ قَلِيلاً» و(1: 10) «لِذٰلِكَ مَنَعَتِ ٱلسَّمَاوَاتُ مِنْ فَوْقِكُمُ ٱلنَّدَى، وَمَنَعَتِ ٱلأَرْضُ غَلَّتَهَا» و(2: 16) «عرمة عشرين فكانت عشرة» و(ع 17) «قَدْ ضَرَبْتُكُمْ بِٱللَّفْحِ» فيجب عندما جعلوا قلوبهم على هذه المصائب أن يسألوا عن أسبابها فيعرفوا أنها أصابتهم لأنهم أهملوا واجباتهم للرب بعدم بناء بيته. «الفورة» كلمة عبرانية والأرجح أن معناها ما تسعه المعصرة مرة واحدة. واللفح آفة للزرع سببه الحرّ الزائد وعدم الرطوبة. واليرقان آفة تغيّر لون الزرع إلى الأصفر سببه رطوبة زائدة. وغاية الرب بهذه الضربات توبتهم وخلاصم.

مِنْ هٰذَا ٱلْيَوْمِ فَصَاعِداً (ع 18) الكلمة المترجمة «صاعداً» هي ذات الكلمة المترجمة «راجعاً» في ع 15 والبعض يترجمونها هنا كما في ع 15 أي «راجعاً» وإذا قلنا صاعداً يكون الحساب من اليوم 24 في الشهر السادس (1: 15) وإذا قلنا «راجعاً» يكون الحساب من 22 في الشهر التاسع فلا فرق في فحوى الكلام.

ٱلْيَوْمِ ٱلَّذِي فِيهِ تَأَسَّسَ هَيْكَلُ ٱلرَّبِّ تأسس الهيكل في السنة الثانية من ملك كورش (انظر عزرا 3: 8 - 13) ولكن توقف البناء مدة 16 سنة فاعتبروا أن وضع الأساس كان في السنة الثانية من ملك داريوس.

هَلِ ٱلْبَذْرُ فِي ٱلأَهْرَاءِ (ع 19) أي لا يوجد شيء في الأهراء والأشجار لم تحمل بعد. مع ذلك سيباركهم الرب لأن الأزمنة المثمرة ليست من أسباب طبيعية فقط بل هي من بركة الرب ونتيجة توبتهم وطاعتهم.

20 - 23 «20 وَصَارَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ ثَانِيَةً إِلَى حَجَّي، فِي ٱلرَّابِعِ وَٱلْعِشْرِينَ مِنَ ٱلشَّهْرِ: 21 قُلْ لِزَرُبَّابِلَ وَالِي يَهُوذَا: إِنِّي أُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ 22 وَأَقْلِبُ كُرْسِيَّ ٱلْمَمَالِكِ، وَأُبِيدُ قُوَّةَ مَمَالِكِ ٱلأُمَمِ، وَأَقْلِبُ ٱلْمَرْكَبَاتِ وَٱلرَّاكِبِينَ فِيهَا، وَيَنْحَطُّ ٱلْخَيْلُ وَرَاكِبُوهَا، كُلٌّ مِنْهَا بِسَيْفِ أَخِيهِ. 23 فِي ذٰلِكَ ٱلْيَوْمِ، يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ، آخُذُكَ يَا زَرُبَّابِلُ عَبْدِي ٱبْنُ شَأَلْتِئِيلَ يَقُولُ ٱلرَّبُّ، وَأَجْعَلُكَ كَخَاتِمٍ، لأَنِّي قَدِ ٱخْتَرْتُكَ. يَقُولُ رَبُّ ٱلْجُنُودِ».

ع 10 ص 1: 1 و14 وعزرا 5: 2 وزكريا 4: 6 - 10 ع 6 وحزقيال 38: 19 و20 وعبرانيين 12: 26 و27 حزقيال 26: 16 وصفنيا 3: 8 ميخا 7: 16 مزمور 46: 9 وحزقيال 39: 20 وميخا 5: 10 عاموس 2: 15 قضاة 7: 22 و2أيام 20: 23 نشيد الأناشيد 8: 6 وإرميا 22: 24 إشعياء 42: 1 و43: 10

كلمة ثانية في نفس النهار وهو 24 في الشهر التاسع (ع 10) والكلمة الثانية إلى زربابل ولا ذكر فيها ليهوشع الكاهن العظيم. ولعل الشعب ولو كانوا مطمئنين من جهة الروحيات فقد كانوا مضطربين من جهة مستقبلهم السياسي فكلم الرب رئيسهم السياسي.

أُزَلْزِلُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ (انظر ع 6) أشار إلى الثورات والحروب في أول ملك داريوس لأن الشعوب لم تسلم له إلا بعد مقاومة شديدة وعمومية.

بِسَيْفِ أَخِيهِ (ع 22) كل الشعوب إخوة والله خالق الجميع ومحاربة مملكة مملكة أخرى تكون كمحاربة أخ لأخيه والنتيجة خسارة لكليهما.

زَرُبَّابِلُ عَبْدِي (ع 23) لقب شرف. كان موسى عبد الرب وداود ودانيال. والخاتم كان كنياهو بن يهوياقيم ملك يهوذا خاتماً على يدي اليمنى فإني من هناك أنزعه وتحول الخاتم لابن ابنه زربابل وفي هذا كان زربابل رمزاً إلى المسيح الذي لا تزول مملكته.

ٱخْتَرْتُكَ واختار شعبه ثانية لأن زربابل كان نائباً عن الشعب (إشعياء 14: 1) «لأَنَّ ٱلرَّبَّ سَيَرْحَمُ يَعْقُوبَ وَيَخْتَارُ أَيْضاً إِسْرَائِيلَ، وَيُرِيحُهُمْ فِي أَرْضِهِمْ». وتم بناء الهيكل في السنة السادسة لداريوس (انظر عزرا 6: 15). كان في القدس المنارة والمائدة وخبز التقدمة وفي قدس الأقداس لا شيء لا تابوت ولا كاروبا المجد. وفي سنة 168 ق م دنسه أنطيوخس أبيفانس إذ نزع آنيته وأقام مذبحاً لزفس إله اليونانيين في مكان مذبح المحرقة. وعيد التجديد (يوحنا 10: 22) هو تذكار لتطهير الهيكل بعد ذلك بنحو ثلاث سنين وفي سنة 20 ق م ابتدأ هيرودس الكبير في تجديد الهيكل وأكمله بعد نحو عشر سنين غير أنه لم يُكمل تماماً إلا بعد زمان وكان بعد التجديد جميلاً جداً وهدمه الرومانيون في سنة 70 بعد المسيح والآن يشغل موضعه جامع قبة الصخرة (اطلب «هيكل» في قاموس الكتاب).


Call of Hope 
P.O.Box 10 08 27 
D - 70007
Stuttgart
Germany