جبل التجلي

إن أعجبك هذا الكتيّب، بإمكانك أن تقدمه إلى أصدقائك ليتمتعوا بقراءة هذه الحادثة العظيمة. وإن كان لديك إخوة صغار لا يذهبون إلى المدرسة، فمن المؤكد أنهم سيفرحون عندما تروي لهم هذه القصة مستعيناً بالصور.

والآن نقدم لك الآية الواردة في قصتنا للحفظ غيباً. اكتبها ثلاث مرات فيسهل عليك حفظها.

«هٰذا هُوَ ابْنِي الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا» (إنجيل متى 17 :5).

كان الاثنا عشر تلميذاً يتبعون يسوع ويتعلمون منه. وكانوا يحبونه ويكرمونه ويعجبون به كثيراً، إنما لم يستطيعوا فهم جوهره وهدف مجيئه بعد.

لذلك ابتدأ يسوع يحدّثهم بأنه سيتألّم كثيراً، وأنّ رؤساء الكهنة والكتبة سيعذبونه حتى الموت. ولكنه سوف يقوم من بين الأموات بعد ثلاثة أيام. فحزن التلاميذ جداً عندما سمعوا هذا الخبر، لأنّهم كانوا يعتقدون أنّ المسيح قائد جبار، وسيقيم ملكوت الله على الأرض.

ما هو الشيء الذي لم يفهمه تلاميذ المسيح؟

بعد ثمانية أيام من إعلان يسوع عن آلامه وموته، أخذ معه ثلاثة من تلاميذه المقرّبين إليه وهم: بطرس ويعقوب ويوحنا، وصعد بهم إلى جبل عالٍ ليصلّي هناك.

ولقد تعبوا كثيراً حتى وصلوا إلى القمة بسبب طول الطريق ووعورتها وانحدارها الشديد. فاستغرق التلاميذ الثلاثة في نوم عميق بسبب الإجهاد الشديد. وأما يسوع فكان يتكلّم مع أبيه السماوي في الصلاة.

لماذا أراد يسوع أن يصعد إلى الجبل؟

بينما كان يسوع يصلّي تغيّرت هيئته، وأضاء وجهه كالشمس ولمعت ثيابه وأصبحت بيضاء ناصعة، أكثر بياضاً من الثلج، ما لا يستطيع أي صبّاغ على الأرض أن يبيّض مثلها.

وهكذا ظهر مجده الأصلي الذي كان له قبل تجسّده، لما كان عند أبيه السماوي.

لماذا لم يكن تجلي يسوع أمراً غريباً لنفسه؟

وظهر فجأة رجلان بقرب المسيح في بهاء وجلال. وهما النبيان: موسى وإيليا. واقتربا من يسوع وتكلما معه. وكان موضوع بحثهما مع المسيح مهماً جداً.

ويخبرنا الإنجيل أنهما تحدثا مع يسوع عن آلامه وموته القريب، الأمر الذي لا يفهمه العقل البشري بسهولة.

فكان على يسوع البار أن يموت بديلاً عن كل الناس لأجل خطاياهم، حتى نتحرّر من الدينونة ونتبرّر أمام الله. وقد تحدث موسى وإيليا مع يسوع عن صلبه وأنه الوسيط الوحيد لخلاص البشر.

لماذا أرسل الله موسى وإيليا ليسوع؟

استيقظ التلاميذ الثلاثة فجأة وحدّقوا مشدوهين باللمعان السماوي لسيدهم وإلههم.

وقد أنعم يسوع عليهم بأن يعاينوا مجده، ويعيشوا في جوه الطاهر القدوس ولو لفترة وجيزة ليشاهدوا الجلال الكامل لمجده الأصلي.

وقد انتشلهم ذلك المشهد من حالة الحزن التي أصابتهم لما عرفوا عن آلام ربهم وموته.

ما الذي رفع التلاميذ من حالة حزنهم؟

عندما شعر بطرس في وسط ذلك الجو السماوي بارتياح تام، تمنّى أن يبقى هناك دائماً. ولم يرد أن يكون مشاهداً صامتاً فقط، ولا أن ينظر نظرة المتفرج فحسب، إنما قال: «يا رب، جيد أن نكون هنا. فإن شئت نصنع ثلاث مظال. لك واحدة ولموسى واحدة ولإيليا واحدة».

ماذا تظن؟ ألا تشعر أنت أيضاً بنفس شعور بطرس عندما تقرأ هذه الحادثة؟

لماذا أراد بطرس أن يبني ثلاث مظال؟

لم يكن بطرس يعلم ما يقوله، ولكن ما أن انتهى من كلامه حتى التفّت سحابة منيرة حول التلاميذ وظللتهم. فلم يستطيعوا أن يروا شيئاً، وخافوا جداً. وفجأة سمعوا صوتاً من السحابة قائلاً: «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت. له اسمعوا».

عندها عرف التلاميذ من هو يسوع بالحقيقة، لأنّ الله أعلن لهم جوهر ابنه. والله لا يكذب.

هل تعرف لماذا أحاطت السحابة السماوية بالتلاميذ؟

عندما رأى يسوع خوف التلاميذ على وجوههم اقترب منهم ولمسهم بلطف قائلاً: «قوموا ولا تخافوا».

فأنعشتهم كلمات يسوع وقوّتهم لينهضوا ويتطلعوا إلى سيّدهم. «ولم يروا أحداً إلا يسوع وحده».

كيف استطاع التلاميذ أن ينهضوا؟

كان يسوع واقفاً أمام تلاميذه المندهشين إنساناً عادياً كما عرفوه سابقاً في هيئته البشرية. وقد اختفى عنهم المجد الذي شاهدوه فيه. لكنّ الهدوء الكامل والسلام التام بقيا حولهم. فتطلعوا نحو يسوع مشدوهين وعرفوا وقتها أنه بالحقيقة هو ابن الله الحي بالهيئة البشرية.

ماذا رأى التلاميذ بعد إنعاشهم؟

نزل يسوع وتلاميذه مملوئين بجو التجلّي إلى الوادي حيث كان التلاميذ التسعة الباقون بانتظارهم.

وأثناء نزولهم، أمرهم يسوع قائلاً: «لا تخبروا أحداً عن هذا الحادث الذي رأيتموه على الجبل إلا بعدما أقوم من الموت».

ماذا كان موضوع كلام التلاميذ بعد القيامة؟

بعدما قام يسوع من الأموات وأظهر نفسه لتلاميذه ولمسوا جسده الروحي الجديد، وأدركوا مجد ربهم السابق على جبل التجلّي ابتدأوا يخبرون الناس أن يسوع هو الرب وفيه يحلّ كل مجد الله بغنى. فمن يؤمن به يحيا إلى الأبد.

ما هو الخبر الذي نشره رسل المسيح بعد قيامته؟