العودة الى الصفحة السابقة
سلسلة هل عرفت قصة حياتي؟

سلسلة هل عرفت قصة حياتي؟

الجزء السادس: داود

هل عرفت قصة حياتي؟ أحداث من الكتاب المقدس يخبروننا عن سير حياتهم

دورا بك


Bibliography

داود. دورا بك. Copyright © 2005 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . 1988. SPB 9026 ARA. English title: David (Booklet 6). German title: David (Heft 6). Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 70007 Stuttgart Germany http://www.call-of-hope.com .

هل عرفت قصة حياتي؟

أحداث من الكتاب المقدس يخبروننا عن سيرة حياتهم

داود

أنا داود، كنت راعياً أرعى خراف والدي كل يوم. ففي الصباح الباكر، وعند شروق الشمس، كنت أفتح باب الحظيرة، حيث تنام الخراف ليلاً، وأقودها إلى المرعى لترعى الحشائش الخضراء وأبقى بقربها. ومن ثم أقودها إلى المياه لتشرب وتروي ظمأها. وكنت أيضاً حريصاً بألا تقترب منها الوحوش المفترسة وتخطف إحداها.

غالباً ما كنت أقضي النهار كله وحيداً مع خرافي بالقرب من بيت لحم، حيث كنا نعيش أنا وإخوتي مع والدنا يسّى. وكنت دائماً وحدي في البرية، ولكني لم أخف ولم أحزن، بل كثيراً ما كنت أعزف الألحان الشجية على أوتار عودي وأغني أثناء العزف. كنت فرحاً ومقتنعاً بحياتي، ومتيقناً أني لست وحيداً فالرب الحي معي حيثما أكون. وكثيراً ما فكرت أن الرب يهتم بي كما أهتم أنا بالخراف، فهو راعيّ الأمين. ومن أعماق سروري بهذا الإدراك رنمت ترنيمة شكر عنوانها: «الرب راعيّ فلا يعوزني شيء».

في أحد الأيام وقع حادث مخيف. بينما كنت أرعى غنمي، تسلل أسد من بين الشجيرات وهجم على الخراف. زأر وقبض على شاة بأنيابه محاولاً جرها إلى عرينه ليفترسها. فقفزت وركضت بسرعة خلفه متيقناً أن الرب سيساعدني. ثم ضربت الأسد المزمجر بعصاي الغليظة بشدة مرة تلو المرة إلى أن أفلت الشاة، وسقط على الأرض ميتاً.

وفي يوم آخر أرسل والدي غلاماً إلى المرعى يستدعيني بأن أسرع إلى البيت، لأن ضيفاً محترماً جاء إلينا. وكذلك بالنسبة لإخوتي السبعة الذين أنا أصغرهم.

فتساءلت: ترى من أتى لزيارتنا؟

وعندما وصلت إلى البيت، قادني أبي إلى حيث كان النبي الشيخ صموئيل وإخوتي واقفين بانتظاري. فأخذ النبي ينظر إليّ نظرة فاحصة.

وحدث أمر غريب: أخرج النبي صموئيل قرن بقرة من تحت معطفه. وكان القرن أجوف من الداخل ومملوءاً بالدهن (الزيت) الذكي الرائحة. وسكب من هذا الدهن على رأسي وقال: «هكذا يقول الرب: ها أنا أمسحك ملكاً على شعبك». فاندهشت دهشة عظيمة، وحلّ فرح الرب في قلبي. لم يكن بوسعي أن أفهم سبب اختيار الله لي، أنا الراعي الفتى المسكين، لأصبح ملكاً على شعبي. ولكني وثقت بكلمة الله وآمنت أنه سوف يحقق وعده.

في تلك الأيام، كان الملك شاول لا يزال جالساً على عرشه، يلبس الثياب الفاخرة ويعلو رأسه تاج ذهبي، وحوله عدد كبير من الخدم والعبيد ينفذون أوامره فوراً. وبالرغم من كل هذا الجاه فقد كان الملك شاول حاقداً وغاضباً، لأن صموئيل، نبي الله، أخبره بأن الله سينهي ملكه عن قريب بسبب عناده وعدم طاعته للرب.

وأكمل النبي كلامه للملك شاول قائلاً: «لقد اختار الله رجلاً ليكون ملكاً عوضاً عنك، لأنه يحب الرب من كل قلبه».

حاول شاول أن يعرف من سيكون ملكاً بعده، ليقتله فوراً. وقد حلّ روح شرير على شاول، فكان يصرخ ويثور مراراً عديدة. فخاف خدامه منه وتساءلوا: كيف يمكننا مساعدته لكي تتحسن أحواله؟

فتقدموا يوماً إلى الملك وقالوا له: «نعرف فتى يعزف على العود ببراعة، ربما يريحك عزفه وينعشك».

وهكذا دخلت القصر الفخم لأعزف ألحاني أمام الملك وكانت ترانيمي وألحاني تهدِّئه وتنسيه حزنه وتبعد الشر عنه.

تُرى ماذا كان سيفعل بي شاول لو علم من أنا؟ لكنّ وجودي معه جعله سعيداً، وكان عليّ أن أبقى بقربه دائماً.

ولكن ذات يوم تغيّر كل شيء. أرجعني الملك إلى بيت أبي، لأنه لم يعد لديه الوقت ليسمع عزفي. فقد نشبت الحرب ودخل الأعداء إلى بلادنا، فاستدعى الملك كل جنوده ومن بينهم ثلاثة من إخوتي أيضاً. وكان الأعداء أقوياء جداً.

وكان واحد من بين الأعداء عظيم البنية عملاقاً وجباراً يُدعى «جليات». كان يرتدي درعاً حديدياً، ويمسك رمحاً طويلاً، ويتدلى خنجر كبير من جنبه.

ارتعب الملك شاول وابنه يوناثان وكل جنوده منه. وكان العملاق يأتي كل يوم ليستهزئ بشعبي ويضحك عليه ويلعن جنودنا ويقول: «أليس أحد بينكم يستطيع أن يحاربني؟ وعلى الشعب المنهزم أن يخدم الشعب المنتصر».

ولكنّ أحداً لم يجرؤ على مبارزة العملاق.

كنت لا أزال صغير السن، ولا يجوز لي أن أشترك في الحرب مع الجنود. فعدت من قصر الملك إلى بيت لحم ثانية لأرعى خراف أبي. لكن ذات يوم قال لي والدي: «يا داود، اذهب غداً في الصباح الباكر إلى إخوتك لترى أحوالهم، وخذ معك خبزاً وقمحاً لهم».

أحببت جداً أن أقوم بهذه المهمة لأشاهد الحرب والأبطال. ولما وصلت إلى ساحة المعركة، كان الجبار «جليات» واقفاً على الجهة المقابلة من الوادي يصرخ مستهزئاً لاعناً. وسمعته يلعن الملك وإلهنا القدوس أيضاً بدون أي خجل.

وسأل الملك جنوده كلهم: «ألا يوجد أحد يجرؤ على مبارزة هذا الجبار؟». فصرخت بصوت عال قائلاً: «أنا مستعد لمحاربته». فسخر مني الجنود وقالوا: «أسكت. هل تريد الموت؟». ولكني لم أتراجع عن قراري. فأحضروني أخيراً إلى الملك. ولما رآني الملك قال: «يا بني، لا تستطيع أن تحارب هذا الجبار. فأنت لا تزال فتى». ووافق الجميع على رأي الملك. ولكنّي جاوبته قائلاً: «الله هو عوني. لقد أعانني في معاركة الأسد، وسوف يساعدني أيضاً في محاربة العملاق».

تعجب الملك وقال لي: «اذهب إذا وليكن الرب معك». ثم أمر أن أرتدي درعه وأضع خوذته على رأسي ثم وضع سيفه في يدي. ولكنّي خلعت عني كل هذه الأسلحة الثقيلة وأرجعتها إليه، لأني لم أستطع أن أحارب بها. وبالحقيقة لم أكن بحاجة إلى كل هذه الأشياء، لأن الرب يدافع عني. فأخذت عصاي ومقلاعي، ثم بحثت عن خمس حجارة ملساء ووضعتها في جيبي، وتقدمت نحو العملاق. ولما رآني قادماً إليه ضحك واستهزأ بي قائلاً: «ها قد أرسلوا طفلاً ليحاربني. هل أنا على مستوى الكلاب؟».

ضحك الجبار بصوت عالٍ، وكل الذين سمعوا صوته خافوا وارتعدوا. وأما الجبار فقال: «اقترب إليّ لأمزقك وأجعلك فريسة للوحوش».

لم أخف منه لأني آمنت أن الله معي. فقلت له: «أنت تأتي إليّ بالسيف والترس، أما أنا فآتي إليك باسم إلهي الذي تستهزئ به». ثم وضعت حجراً في مقلاعي، وقبل أن يرمي العملاق برمحه، صوّبت حجراً نحوه، فأزّ في الهواء وارتزّ (دخل) في جبهته. فاهتزّ الجبار وسقط على الأرض.

وهنا صرخ جنود شاول وتهللوا من شدة الفرح، إذ لم يعد أمامهم من يخافونه. فجروا مسرعين خلف العدو، لأنهم رأوا أنّ الله الحي كان معي. فتجدّد إيمانهم ووثقوا أن الله يريد مساعدتهم، فانتصروا انتصاراً عظيماً.

هل أدركت أن الذي يعيش في شركة مع الله يشجع الآخرين أن يعيشوا أيضاً في شركة معه، وأن الله يجازي حسناً كل من يتكل عليه؟

مررت بسنين صعبة إلى أن جعلني الله ملكاً، ولكنّي اختبرت هذه القاعدة: إنّ كل من يتكل على الرب يقوده إلى هدفه والذي وعد به الله ينفذه بالتأكيد.

المسابقة

نتمنى أن تكون قد استمتعت بقراءة هذه القصة. ونقدم إليك بعض الأسئلة لتجيب عليها. أرسل لنا الإجابة لنرسل لك كتيباً آخر من هذه السلسلة جائزة على اجتهادك.

  1. لماذا لم يشعر داود في البرية بالوحدة؟

  2. ما هو المزمور الذي نظمه داود عندما كان راعياً؟ اكتبه واحفظه غيباً.

  3. كيف حصل داود على القوة والشجاعة ليهجم على الأسد؟

  4. لأي سبب أتى صموئيل إلى بيت يسّى والد داود.

  5. لماذا أراد الله أن يخلع شاول عن كرسي ملكه؟

  6. لماذا خاف جنود الملك شاول من العملاق؟

  7. ما الذي شجع داود على محاربة العملاق؟

  8. كيف انتصر داود على العملاق؟

  9. كيف تستطيع أن تنتصر أنت على أعدائك مثل: الكذب والكسل والبغض وعدم المحبة؟

  10. ماذا تعلمك هذه القصة؟

أرسل لنا الإجابة واكتب لنا عنوانك كاملاً وبخط واضح إلى عنواننا التالي:


Call of Hope
P.O.Box 100827
D-70007
Stuttgart
Germany