العودة الى الصفحة السابقة
سلسلة أعظم الحوادث في الدنيا

سلسلة أعظم الحوادث في الدنيا

الجزء الثاني: السقوط في الخطيئة

أعظم الحوادث في الدنيا

دورا بك


Bibliography

السقوط في الخطيئة. دورا بك. Copyright © 2005 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . 1988. SPB 9042 ARA. English title:The Fall into Sin (Booklet 2). German title: Der Sündenfall (Heft 2). Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 70007 Stuttgart Germany http: //www.call-of-hope.com .

أعظم الحوادث في الدنيا

هكذا أحبّ الله الإنسان الذي خلقه، حتى أنه وقبل أن يخلقه زرع له جنة رائعة الجمال، دعاها «جنة عدن».

نمت في تلك الجنة النباتات بمختلف أنواعها من أشجار الأرز والخضار والفاكهة والأزهار البديعة بألوانها الزاهية.

عمّ الخَضار والزهر جميع أرجاء الجنة. وكانت الفراشات تطير فرحة في الهواء والعصافير تزقزق فوق الأغصان.

كان كل شيء في غاية الروعة والجمال، ولم يخطر على بال أحد جمال أروع من هذا. ووهب الله هذه الحديقة الفريدة لآدم وحواء هدية ليسكنا فيها.

وبالاضافة إلى كل ذلك كانت المياه متوفرة بكثرة لآدم وحواء. وكان نهر عريض يجري في وسط الجنة ليروي الأرض. ومن هناك انقسم النهر إلى أربعة أنهر، اثنان منها لا يزالان معروفين إلى يومنا الحاضر، وهما دجلة والفرات. كان آدم وحواء فرحين في عيشتهما وسط جمال هذه الجنة. وكلف الله آدم أن يطلق أسماء على كل الحيوانات والطيور تحت السماء.

أحضر الله بنفسه الحيوانات إلى آدم لتسميتها. فأطلق على كل الحيوانات أسماء جميلة، كالأسد والقرد والخروف والبقرة والحصان والزرافة والفيل... وسائر الأسماء الأخرى التي نعرفها. وحتى العصافير دعاها بأسمائها المعروفة كالدوري والسنونو والبلبل.

كان آدم وحواء فرحين سعيدين، لم يمرضا أبداً ولم يشعرا بأي ألم، فعاشا بدون خوف ولا حزن، لأن الله نفسه كان معهما. لم يحظ أي إنسان على وجه الأرض من بعدهما بمثل هذه السعادة، لأن الله كان بقربهما يرعاهما مثل أب، ولم يكن لهما أي احتياج. وسمح الله لهما بأن يأكلا من أثمار كل الأشجار. فقط شجرة واحدة حرّم عليهما أن يأكلا منها.

وأمر الله: «لا تأكلا من شجرة معرفة الخير والشر هذه، لأنه يوم تأكلا منها موتاً تموتان».

أحب آدم وحواء أن يطيعا الله وكانا يشعران بالفرح والطمأنينة بقربه. وذات يوم تغيّرت الأحوال. فأثناء نزهة في الجنة وصلا إلى قرب شجرة معرفة الخير والشر. وسمعت حواء صوتاً يهمس. من هذا يا تُرى؟ لم يكن هذا صوت آدم، ولا صوت الله.

وقفت حواء في مكانها وإذا بحية تنظر إليها بعينين صغيرتين ماكرتين قائلة: «هل حقاً أمر الله بألا تأكلا من أي شجرة فاكهة في الحديقة؟». ولم تدرك حواء احتيال وكذب الأفعى، وظنت أنه يجب أن تصحح قول الحية وأن تدافع عن كلمة الله. فأوضحت لها: «لقد سمح الله لنا أن نأكل من كل أثمار الأشجار التي في الحديقة. فقط من ثمر الشجرة التي في وسط الحديقة، أمرنا الله أن لا نأكل منه كي لا نموت».

فقالت الأفعى: «كلا. لن تموتا! بل ستزداد سعادتكما وتكونان مثل الله في حكمته، تعرفان الخير والشر».

«يا لها من فكرة رائعة» هذا ما اعتقدته حواء. كان أمامها أن تختار بين كلمة خالقها وكلمة إبليس الذي خاطبها من خلال الحية. وإلى الآن لم تكن تعرف الفرق بين الخير والشر، ولم يكن في حياتها إلا معرفة الله العطوف الذي يحبها وآدم ويحفظهما. ولكن الآن تسرب الشك إلى قلبها بالنسبة للطف الله. هل سيحتفظ الله بالمعرفة لنفسه ويبعدها عنهما؟ فاستسلمت في قلبها لكلمات الحية، ولم تدرك أن الله أراد أن يحفظها من معرفة الشر لكي لا تصبح هي بذاتها شريرة.

ونظرت حواء إلى الشجرة المحرمة. فبدت ثمارها جميلة مغرية. وقالت لنفسها: «من المؤكد أن مذاقها لذيذ أيضاً. وفوق كل هذا، إنها تجعل الإنسان ذكياً». أرادت أن تصير مثل الله... في نفس قوته وخيره وحكمته.

ثم قامت بالعمل المحرّم. قطفت ثمرة من الشجرة وأكلت منها، ثم أعطت زوجها. فماذا فعل آدم؟

لقد شارك آدم حواء بدون مقاومة. أخذ الفاكهة وأكل منها. فحلّت الكارثة. عرف آدم وحواء الشر وأصبحا شريرين بأنفسهما. وقامت خطيئتهما وفصلت بينهما وبين الله. وعرفا حالاً: «لقد خدعتنا الحية وكذبت علينا».

أصابتهما صدمة قوية. لم يصبحا مثل الله ولا أكثر سعادة، بل أصبحا فجأة حزينين، وحلّ عليهما خوف عظيم. لم يعرفا هذا الضيق من قبل. فقط شيء واحد تحقق من وعود الأفعى: وهو أن أعينهما انفتحت ورأيا نفسيهما عريانين فخجلا.

لم يخطر هذا على بالهما من قبل، إنما الآن فقد علما أنهما عريانان. فقطفا أوراق تين كبيرة وصنعا مئزرين ليستترا بهما.

فكانت أول عاقبة للخطيئة هي الخجل، والثانية الخوف من الله. وانقطعت علاقتهما مع الله بسبب عدم الطاعة. إذ أن الخطية انتزعتهما من طمأنينة الله وسلامه.

وحدث ما لم يكن يتوقعانه. لقد سمعا صوت الله. في السابق كانا يفرحان بزيارة الله لهما في المساء، وأما الآن فقد ملأ الخوف قلبيهما. فهربا بسرعة ليختبئا بين الأشجار وتمنيا أن لا يجدهما الله.

لكن الله وجدهما ونادى: «آدم، أين أنت؟». وأجاب آدم بصوت مرتجف: «لقد سمعت صوتك في الحديقة فخفت لأني عريان، فاختبأت».

وسأله الله: «ومن أخبرك بأنك عريان؟ هل أكلت من الشجرة المحرمة؟». كشف الله ذنبهما ودل على الخطيئة. فكان عليهما أن يتحملا المسؤولية أمام الله ويعترفا بعملهما.

أجاب آدم بجبن: «المرأة التي أعطيتني قدّمت لي من ثمر الشجرة المحرّم فأكلت منه».

فسأل الله حواء: «لماذا فعلت هذا؟». فأشارات حواء باتجاه الأفعى وهمست بخوف: «الأفعى الرديئة كذبت واحتالت عليّ حتى أكلت». لم يعترف أي منهما بذنبه. برّر آدم نفسه وألقى التهمة على حواء. وحواء أيضاً تهربت من ذنبها وألقت التهمة على الأفعى. ولم يكتفيا بالتهرب من ذنبهما فحسب بل تذمرا في آخر الأمر على الله.

ونحن اليوم، ألا نفعل الشيء نفسه؟ نتهم دائماً الله والناس والظروف بدلاً من أن نعترف بذنبنا.

فماذا فعل الله؟ لقد غضب على الأفعى ولعنها قائلا: «على بطنك تزحفين، وتراباً تأكلين كل أيام حياتك. وأضع عداوة بينك وبين حواء وبين نسلك ونسلها».

لقد كان غضب الله عظيماً على الشيطان الذي استخدم الأفعى وسيلة ليخرب الخليقة العظيمة والمخلوقات، وهذا ما نجح فيه. فلم يستطع آدم وحواء أن يعيشا قرب الله بعد ذلك بسبب عدم طاعتهما. وكان عليهما أن يغادرا الفردوس.

ولم تحلّ بآدم وحواء لعنة مثل الأفعى، لكن الله قاصصهما وقال لحواء: «ستلدين أولادك بالأوجاع. ومن الآن وصاعداً سيسود آدم عليك».

وقال الله لآدم: «لانك أصغيت لصوت امرأتك، وأكلت من الثمر الذي منعته عنك، تكون الأرض ملعونة بسببك. بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك. وبعرق جبينك تأكل خبزك حتى تموت وتعود إلى الأرض التي خلقتك منها».

ما أعظم الفرق! قبل سقوطهما في الخطيئة، كانا يعيشان بدون تعب ويأكلان الثمر الشهي في جنة عدن. وأما الآن فكان على آدم أن يبذل كل جهده ليحرث الأرض ويبذر ويحصد ليجد خبزه اليومي. وعاش آدم وحواء بعد سقوطهما في الخطيئة ينتظران موت الجسد. إذ كان يجب أن يموتا في يوم من الأيام حسب حكم الله.

لم يتخل الله عن آدم وحواء. إذ وعد بأن يرسل من يصلح الأمور ويحمل قصاص كل شرور البشر.

كان الله يتكلم عن يسوع المسيح الذي أتى ليخلص العالم من الخطية بموته على الصليب، ويخلص كل من يؤمن به. وسيدوس المسيح، الإله المنتصر، الشيطان. فلا يكون له فيما بعد أي سلطان ليجرب الناس.

وأظهر الله أيضاً اهتمامه بآدم وحواء عندما صنع لهما ثوبين من الفراء. الأمر الذي فرّحهما وجعلهما يشكرانه لأنه لم يقطع علاقته بهما. وكان هذا بدء ذبح الحيوانات لكساء الإنسان ورمزاً لموت المسيح الكفاري.

طرد الله آدم وحواء من الجنة، وأقام ملاكاً عظيماً بسيف مسلول وحاد وملتهب على مدخل جنة عدن. فأصبح الوصول إلى ثمر شجرة الحياة مستحيلاً على آدم وحواء. وعلى جميعنا نحن أيضاً. ومن ذلك الحين لم يعيشا بسعادة وطمأنينة لأن زمن مقابلتهما مع الله انتهى وكان عليهما أن يعملا في الحقل بتعب وجهد كثير.

كم محزنة وبلا رجاء هي الحياة المنفصلة عن الله والتي لا تحمل بين ثناياها أي أمل للحياة الأبدية. ولكن ما أعظم إحسان الله الذي في محبته الفائقة أعدّ لنا طريقاً ليخلصنا من خطيئتنا ويجمعنا معه ثانية ويمنحنا حياة أبدية. وهذا بفضل المسيح، حمل الله، الذي يرفع خطية العالم.

ومنذ أن أذنب آدم وحواء أمام الله، بسبب عدم طاعتهما له، أصبحنا جميعاً مولودين بالخطيئة التي ورثناها عن آبائنا بالسلالة من آدم وحواء، ونتألم لأجل انفصالنا عن الله.

ونحن أيضاً لسنا بأفضل من آدم وحواء، لأننا نحيا حياة عصيان لله. وجميعنا ضالون وبدون رجاء، ولا نستطيع أن نخلص أنفسنا بذواتنا. ولكننا نحن في وضع أفضل من آدم وحواء، لأن الله أظهر لنا طريق الخلاص من خطايانا.

فلنقبل خلاص يسوع المسيح فنحيا إلى الأبد، ونتحد مع الله بقلوبنا.

المسابقة

نتمنى أن تكون قد استمتعت بقراءة هذه القصة. ونقدّم إليك بعض الأسئلة لتجيب عليها. وإن أرسلت إلينا الإجابة نرسل لك كتيباً آخر جائزة على اجتهادك.

  1. لماذا زرع الله جنة عدن؟

  2. لماذا كانت سعادة آدم وحواء فائقة في جنة الفردوس هذه؟

  3. من تنكر بشكل الحية الماكرة؟

  4. بماذا شعر آدم وحواء بعد سقوطهما في الخطيئة؟

  5. ماذا كانت النتيجة الفعلية لعدم طاعتهما؟

  6. لماذا كان على آدم وحواء أن يتركا الفردوس؟

  7. كيف أظهر الله محبته العظيمة للبشر رغم خطيئتهم؟

  8. هل تعيش أنت أيضاً باتصال مع الله؟ كيف ولماذا؟

أرسل لنا الإجابة واكتب لنا عنوانك كاملاً وبخط واضح إلى عنواننا التالي:


Call of Hope
P.O.Box 100827
D-70007
Stuttgart
Germany