العودة الى الصفحة السابقة
سلسلة أعظم الحوادث في الدنيا

سلسلة أعظم الحوادث في الدنيا

الجزء السادس: انسكاب الروح القدس على البشر

دورا بك


Bibliography

انسكاب الروح القدس على البشر. دورا بك. Copyright © 2005 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . 1989. SPB 9046 ARA. English title: The Outpouring of the Holy Spirit (Booklet 6). German title: Die Ausgießung des Heiligen Geistes (Heft 6). Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 70007 Stuttgart Germany http: //www.call-of-hope.com .

أعظم الحوادث في الدنيا

كان الجميع مجتمعين معاً. ليس تلاميذ يسوع فقط، بل أيضاً النسوة اللواتي أحببن يسوع وآمنَّ به بالإضافة إلى مريم أم يسوع وإخوته. لقد مرّ خمسون يوماً منذ أن قام يسوع من بين الأموات، دون أن يحقق الوعد الذي وعدهم به. وكان وعد يسوع لهم: «سأطلب من أبي في السموات أن يرسل لكم معزيّا هو الروح القدس ليمكث معكم إلى الأبد. هو سيرشدكم إلى ملء الحق».

وقبل صعوده إلى السماء، قال يسوع لتلاميذه: «ستنالون قوة متى حلّ الروح القدس عليكم، وتكونون لي شهوداً في أورشليم وفي كل اليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض».

ومكثوا جميعاً في أورشليم كما أمرهم يسوع منتظرين حلول القوة، الموعود بها من الأعالي، فيهم ليتقووا ويتشجعوا ويشهدوا أمام الناس في كل العالم بما سمعوه ورأوه من يسوع. وبعد مرور فترة عشرة أيام على صعود يسوع إلى أبيه في السموات تحقق الوعد فجأة.

كان احتفال كبير في القدس حينذاك، حيث تجمّع كثير من الناس من شعوب مختلفة وأماكن عديدة ليحتفلوا ويقدموا الذبائح في الهيكل.

كانت الضجة تملأ أزقة القدس في الصباح الباكر بسبب تزاحم الناس في طريقهم إلى الهيكل.

وفجأة حدث شيء غريب، وقف الناس متعجّبين ومنصتين ومتلفتين حولهم. ما هذا يا تُرى؟ لقد سمعوا عصفاً عظيماً كعصف العاصفة، بالرغم من عدم هبوب أية عاصفة أبداً. تمركز هذا الهدير فوق بيت معين، فركض الناس مسرعين إلى داخل البيت. وماذا شاهدوا هناك؟

لقد رأوا تلاميذ يسوع واقفين، وعلى رؤوسهم لهيباً متوهجاً يبدو كلهيب النار.

لكنه لم يكن ناراً، ولم يحترق شعر رؤوسهم. وفي الوقت ذاته حدث تحوّل في داخل التلاميذ. فقد لمعت أعينهم، وأشرقت وجوههم، لأنهم حصلوا على فرح عظيم وقوة هائلة.

ليس هذا فقط، بل أخذ التلاميذ أيضاً يمجدون الله بأصوات مرتفعة، ويسبحونه ويحمدونه ويشكرونه على أعماله العظيمة.

تراكض الناس من جميع الأنحاء ليشاهدوا هذا الحدث، ويسمعوا الكلام الذي تكلم به التلاميذ. تعجب الرجال الذين أتوا من مصر لان أحد التلاميذ كان يتكلم بلغتهم. ورجل آخر من إيطاليا سمع تلميذاً آخر يسبح الله باللغة الإيطالية. وهكذا حدث لبقية الناس الذين جاءوا من بلدان آخرى. كل واحد كان يسمع بلغته الخاصة عن أعمال الله العظيمة، التي بشر بها التلاميذ. وكانوا يتساءلون: «ما هذه الظاهرة؟ وما تفسيرها؟».

كان الجمع حائراً ومذهولاً. وسأل شخص رفيقه: «اسمع، أليس هؤلاء جميعاً من الجليل؟ فكيف إذاً يسمع كل واحد منا لغته الأم؟». وضحك بعض الرجال مستهزئين وقائلين: «لقد أسرفوا في شرب الخمر فلذلك يتصرفون بغرابة».

لم يفهم أحد من الوافدين ما فعله الله هناك. ومخاطبة التلاميذ الجموع بألسنة ولغات مختلفة أدى ببعض الناس إلى التعجب والحيرة، وبالبعض الآخر إلى الاستهزاء، ولم تحدث هذه الحادثة أي تغيّر في داخلهم.

إنما سؤال الحيرة هذا بقي ماثلاً أمامهم: «ما تفسير كل هذا؟ وماذا سينتج عنه؟».

بعد أن تجمع الناس وقف التلميذ بطرس أمامهم دون خوف، لأن روح الله الذي ملأ قلبه منحه قوة وشجاعة ليقابل الجمع. رفع صوته أمام الشعب كله وقال: «أيها الرجال، اسمعوا كلماتي هذه. هؤلاء ليسوا سكارى كما يعتقد بعضكم. إنها الساعة التاسعة صباحاً، وهذا أمر لا يعقل حدوثه. أما الذي حدث أمام أعينكم فهو ما تنبأ به النبي يوئيل قائلاً: سأسكب روحي على كل بشر، وعلى كل عبيدي وإمائي أيضاً. وقال النبي يوئيل أيضاً: ويكون كل من يدعو باسم الرب ينجو. وكما ترون سكب الله روحه في قلوبنا».

أصغى الجمع بإمعان بينما تابع بطرس قوله: «وقد جعلنا روح الله نتكلم بلغات أجنبية، وفتح آذانكم لكي تفهموا. كل هذا بواسطة يسوع الناصرى الذي صلبتموه وقتلتموه، رغم أن الله عمل من خلاله أعمالاً وعجائب عظيمة. ولكنه لم يبق في القبر، بل أقامه الله. ونحن نشهد بهذا، لأننا رأيناه جميعاً صاعداً إلى السماء. وجلس عن يمين الله أبيه القادر على كل شيء ليسود معه على كل الشعوب. وها هو قد تمم اليوم وعده حقاً، وسكب روحه علينا كما رأيتم بأنفسكم. واعلموا أن الله أقام يسوع، الذي صلبتموه، رباً ومسيحاً على العالم أجمع».

عندما سمع الجمع هذه الكلمات خافوا جداً ونُخسوا في أعماق قلوبهم. الآن أدركوا ذنبهم العظيم. فلقد صلبوا وقتلوا رب السماء والأرض. ماذا يفعلون الآن؟ هل من رحمة بعد هذه الجريمة الفظيعة؟!

بعد أن انتهى بطرس من كلامه، تدافع الجمع إليه وإلى التلاميذ الآخرين: «ماذا نصنع الآن أيها الرجال والإخوة الأعزاء؟». كان أملهم أن هؤلاء التلاميذ الممسوحين بالروح القدس سيقدمون لهم النصيحة والمساعدة لإرشادهم إلى طريق الرحمة، لئلا يضيعوا ويبقوا دون رجاء. هذا ما فهموه عندما تكلم بطرس بقوة الروح القدس.

ورداً على سؤال الرجال، أجاب بطرس جواباً واضحاً وأكيداً. وهذا الجواب لا يزال هو هو إلى يومنا هذا. فحينما يدرك الإنسان ذنبه بواسطة رسالة الحق، ويسأل عن الخلاص بقلب تائب ينال جواباً واضحاً من كلمة الله.

كان بطرس يعرف حقاً طريق الخلاص الذي توجب على المستمعين سلوكه. فلذلك قال لهم: «توبوا، وليعتمد كل واحد منكم على اسم يسوع المسيح، فتُغفر خطاياكم، ويسكب الله روحه القدوس في قلوبكم وفي حياتكم ويجعلكم خليقة جديدة».

الاعتراف بالخطايا وطلب الغفران من يسوع هو الأساس الوحيد للحصول على غفران الخطايا وحلول الروح القدس في الإنسان. حينئذ تتغير حياتنا ونترك الشر ونتبع الصلاح.

ونادى بطرس على الرجال الواقفين حوله: «اخلصوا من هذا الجيل الملتوي». وبكلمات أخرى كثيرة كان يحثهم ليختاروا طريق الخلاص. فكان على كل واحد أن يختار طريق حياته بنفسه، لأن الله يترك لنا حرية الاختيار.

ما هو القرار الذي اتخذته أنت لنفسك؟ وماذا يا تُرى قرر الرجال الذين سمعوا كلمات وشهادة بطرس؟

نقرأ في أعمال الرسل 2: 41: «فقبلوا كلامه بفرح، واعتمدوا، وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس».

ماذا كان بعد عيد العنصرة المثير هذا؟

كل الذين اعتمدوا كانوا يجتمعون كل يوم في الهيكل، بحماس شديد ليعرفوا المزيد عمّا علّم وفعل يسوع.

ونقل التلاميذ حِكَمَ وأقوال الرب للذين انضموا إليهم، ليوصلوا هم أيضاً بدورهم رسالة الخلاص إلى الآخرين.

وكانت محبة عظيمة تربط أتباع يسوع بعضهم ببعض، حتى أنهم تقاسموا ممتلكاتهم ومقتنياتهم فيما بينهم. ولم يكن لأحد أي إعواز وكانوا يجتمعون في بيوتهم ويأكلون ويسبحون الله بفرح وبقلوب نقية.

وكان يتوافد الناس يومياً إليهم وينضمون إلى الجماعة.

وكان المؤمنون قلباً وروحاً واحداً. يفرحون سوياً ويساعدون بعضهم البعض كلما دعا الأمر. كانوا أتباعاً سعداء لربهم، وعاشوا بسلام مع الله والناس بواسطة الروح القدس المعطى لهم من الله الآب.

كانوا مكرمين ومحترمين من جميع الشعب. وأعطاهم الله أيضاً قوة لكي يفعلوا آيات وعجائب باسم يسوع.

ففي أحد الأيام وبينما كان بطرس ويوحنا عند الساعة الثالثة بعد الظهر أمام الهيكل، شاهدا رجلاً أعرج منذ ولادته جالساً عند باب الهيكل، حيث كان يُحمل إليه كل يوم ليستعطي.

عندما مرّ بطرس ويوحنا به طلب منهما صدقة. فالتفتا إليه وقال له بطرس: «انظر إلينا». فنظر الأعرج إليهما منتظراً أن يأخذ شيئاً، لكنّ بطرس قال له: «ليس لي فضة ولا ذهب، لكن الذي لي فإياه أعطيك: باسم يسوع المسيح الناصري قم وامش».

ثم مدّ بطرس يده اليمنى وأقامه. وفي اللحظة نفسها تشددت رجلا ومفاصل الأعرج. فذهب مع التلميذين إلى الهيكل يقفز ويركض بسبب الفرح، ويسبح الله بصوت عال. ورآه جميع الناس يمشي ويشكر الله. وكانوا يعرفونه بالشحاذ الأعرج. فذهلوا وتعجبوا مما حلّ به.

بعد أن شهد بطرس ويوحنا للشعب المتراكض أنه ليس بقوتهما الخاصة، بل بالإيمان باسم يسوع المسيح وبقوته أصبح الأعرج سليماً ومعافى، آمن الكثير من الناس حتى أصبح عددهم حوالي خمسة آلاف شخص. وروح الله الذي حّل في التلاميذ سوف يحلُّ فينا نحن أيضاً، في اللحظة التي نرجع فيها عن مسيرة حياتنا الماضية الفاسدة، ونجعل يسوع المسيح رباً على حياتنا.

يريد الروح القدس أن يقودنا إلى حياة الشركة مع يسوع المسيح، ويخلق فينا ثمر الروح: المحبة والفرح والسلام وطول الأناة واللطف والصلاح والإيمان والوداعة والتعفف (غلاطية 5: 22).

يعطينا الرسول بولس بعض النصائح لكي نكون شهوداً فرحين وفعالين:

«نعبد بجدة الروح» (رومية 7: 6).

«حارين في الروح عابدين الرب» (رومية 12: 11).

«اسلكوا بالروح فلا تكملوا شهوة الجسد» (غلاطية 5: 16).

«تأيدوا بالقوة بروحه في الإنسان الباطن» (أفسس 3: 16).

«لا تحزنوا روح الله القدوس» (أفسس 4: 30).

«امتلئوا بالروح» (أفسس 5: 18).

«مصلين بكل صلاة وطلبة كل وقت في الروح» (أفسس 6: 18).

المسابقة

نتمنى أن تكون قد استمتعت بقراءة هذه القصة. ونقدم إليك بعض الأسئلة لتجيب عليها. وإن أرسلت إلينا الإجابة نرسل لك كتيباً آخر جائزة على اجتهادك.

  1. بماذا وعد يسوع تلاميذه في آخر أيام حياته على الأرض؟

  2. كيف حلّ الروح القدس على التلاميذ؟

  3. ماذا علّم الروح القدس التلاميذ أن يقولوا؟

  4. لماذا اضطرب المستمعون وسألوا: ماذا علينا أن نفعل؟

  5. ما هو الشرط للحصول على الروح القدس؟

  6. كيف كانت حياة الجماعة لدى المسيحيين الأولين؟

  7. كيف يميّز الناس تمركز الروح القدس فينا؟

أرسل لنا الإجابة واكتب لنا عنوانك كاملاً وبخط واضح إلى عنواننا التالي:


Call of Hope
P.O.Box 100827
D-70007
Stuttgart
Germany