العودة الى الصفحة السابقة
سلسلة أعظم الحوادث في الدنيا

سلسلة أعظم الحوادث في الدنيا

الجزء السابع: وصول الإنجيل من آسيا إلى أوروبا

دورا بك


Bibliography

وصول الإنجيل من آسيا إلى أوروبا. دورا بك. Copyright © 2005 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . 1989. SPB 9047 ARA. English title: The Arrival of the Gospel from Asia to Europa (Booklet 7). German title: Die Ankunft des Evangeliums in Europa (Heft 7). Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 70007 Stuttgart Germany http: //www.call-of-hope.com .

أعظم الحوادث في الدنيا

تلقى أتباع المسيح منه مهمة توصيل رسالة الخلاص إلى جميع الأمم في كل أنحاء العالم.

وأخذ كل من بطرس ويوحنا ومرقس وفيلبس وبقية تلاميذ المسيح يعملون حسب أمره، يبشرون بالخبر السار عن الخلاص حيثما ذهبوا، لأنه ينبغي أن يختبر كل إنسان أن يسوع هو المخلص الوحيد من الذنوب والخطايا. كانت هذه المهمة رائعة، ولكن متعبة وخطرة. لم يؤمن الناس دائماً بأقوالهم، بل أحياناً أهانوهم وضربوهم وألقوهم في السجون. ولكن بالرغم من هذه الاضطهادات كان التلاميذ يخبرون الجميع بما سمعوه ورأوه عن يسوع. وكانوا يتمنون أن يختبر كل إنسان الخلاص والسلام في اسم يسوع المسيح، كما اختبروه هم بأنفسهم.

وقام الرسول بولس بسفرات طويلة إلى مناطق بعيدة ليبشر شعوباً لم تكن قد سمعت بعد عن الله الآب والرب يسوع المسيح.

وذات مرة اتجه مع برنابا على متن سفينة إلى جزيرة قبرص، شرقي البحر المتوسط ليخبرا الجميع أن يسوع يريد أن يخلصهم أيضاً. أصغى الشعب إلى كلامهما وآمن البعض منهم بالإنجيل. وهكذا نشأت في قبرص كنيسة للمسيح.

(انظر موقع جزيرة قبرص على الخارطة)

ومن قبرص أكملا سفرهما إلى آسيا الصغرى (التي هي تركيا اليوم) وأعلنا البشارة هناك أيضاً. فنشأت كنائس مسيحية في برجه وانطاكية وأيقونية ولسترة ودربة.

عاد برنابا والرسول بولس من سفرتهما التبشيرية الطويلة إلى القدس حيث رؤساء الكنيسة، شاكرين الرب وفرحين، وأخبراهم بما فعل الله بين الأمم في أسيا الصغرى. فمجدوا الله معاً. لأن عدداً من الناس وجدوا الحق وقبلوا يسوع المسيح رباً لحياتهم.

بعد حين قال بولس: «لنذهب لزيارة المناطق التي بشرنا فيها، لنشجع الإخوة هناك».

ولكن برنابا لم يرافق بولس في هذه السفرة. فاختار بولس سيلا رفيقاً للسفر. وتمنى لهما الإخوة سفرة مباركة تحت رعاية الرب.

مرّ بولس عبر لبنان وسوريا في طريقه براً إلى آسيا الصغرى، حيث زار المؤمنين وشدّد إيمانهم بالمسيح. وكان أتباع المسيح يزدادون يوماً بعد يوم. ثم وصل إلى المناطق المرتفعة في تركيا إلى دربة ومن ثم إلى لسترة حيث كان يقيم تيموثاوس الشاب الذي آمن في أول سفرة تبشيرية لبولس، ونال صيتاً حسناً بين الإخوة المؤمنين كخادم أمين للرب.

واختار بولس هذا الشاب رفيقاً له في بقية سفرته. وكتب بولس بعدها إلى أهل فيلبي عن تيموثاوس قائلاً: «ليس لي أحد نظير نفسي يهتم بأحوالكم بإخلاص، فأنتم تعرفون أنه كولد مع أب خدم معي لأجل الإنجيل».

زار بولس المؤمنين في آسيا الصغرى وشدّد إيمانهم. فإلى أين يذهب الآن مع مرافقيه ليبشروا باسم يسوع؟ كان بولس يحرص على أن لا يسير حسب رغبته الشخصية بل حسب إرشاد الرب.

بعد مرورهم في شمالي تركيا ﴿فريجية وغلاطية﴾ متابعين طريقهم إلى أفسس، لم يسمح لهم روح الله أن يذهبوا إلى تلك المنطقة. فأكملوا مسيرتهم إلى حدود ميسيا ولكن الروح القدس لم يسمح لهم بالذهاب إلى بثينية أيضاً. فهذا ما دفعهم إلى السؤال الكبير: «يا رب، إلى أين نتجه حسب مشيئتك؟».

لم يبق أمامهم سوى طريق واحد. فسافروا إلى مدينة ترواس التي تقع على شاطئ البحر.

يقود الله مختاريه في بعض الأحيان إلى موقف يسدّ فيه كل المجالات في وجوههم، باستثناء الحل الوحيد المعين من الله لهم. وهذا الحل منح بولس تأكيداً ليميز إرشاد الله بوضوح.

ففي حلم أثناء الليل شاهد بولس رجلاً واقفاً على ضفة البحر يخاطبه: «تعال إلينا إلى مكدونية وساعدنا». عندئذ أدرك بولس إرادة الله وخطته لهم. لقد أراد الرب أن يتوجهوا إلى قارة أخرى إلى أوروبا ليقدموا الإنجيل أيضاً للشعوب هناك.

دعا الرب بولس ليذهب إلى أوروبا. فلبىّ بولس نداء الله دون تردد. ولم يدر ما كان ينتظره ورفاقه في تلك البلاد، إنما كان يعلم شيئاً واحداً: إن عليه أن يبشر هناك بالبشارة الفريدة.

وفي ترواس ضم الرسول بولس إليه معاوناً جديداً، طبيباً يونانياً يُدعى لوقا الذي كان يكتب مذكراته اليومية، ودوّن فيها أعمال الرسل كلها. لذلك نستطيع أن نقرأ كل ما صنع الرب من خلال الرسل، ويرجع هذا الفضل للوقا.

توجه خدّام الرب الأربعة نحو الميناء ليسافروا إلى أوروبا على متن السفينة.

من ترواس أبحرت السفينة نحو جزيرة ساموثراكي. وكم شكر شهود الله ربهم لأن هذه السفرة كانت مع رياح مناسبة، بدون صعوبات، فشعروا بيد ربهم المساعدة.

رست السفينة ليلاً في ميناء ساموثراكي. وفي اليوم التالي أكملت سفرتها متجهة نحو نيابوليس. هناك وطئوا لأول مرة الأرض الأوروبية. ثم اتجهوا نحو عاصمة مكدونية.

كان ذلك الإقليم أحد مقاطعات الدولة الرومانية، وعاصمته فيلبي. كانت تلك البلاد وسكانها غريبة لبولس ورفاقه، فبقوا يشاهدون المدينة الكبيرة والحديثة لبضعة أيام، يبحثون عن الفرص المناسبة للتبشير بكلمة الله.

انتظر بولس وسيلا وتيموثاوس حلول يوم السبت للذهاب إلى المجمع. وإذ لم يجدوا أي مجمع في هذه المدينة لكي يبشروا الناس عن يسوع ذهبوا إلى النهر الذي يبعد حوالي كيلومترين عن المدينة. وكما توقعوا وجدوا هناك بعض النساء اللواتي اجتمعن للصلاة. وبشرهن بولس ورفاقه بكل حكمة عن يسوع مخلص البشر. أصغت النسوة بانتباه، وخاصة امرأة تُدعى ليديا كانت تتاجر بالأرجوان الحديث الباهظ الثمن.

لكن ثراءها هذا كله لم يأتها بالسعادة ولم يعطها سلام القلب. وكانت تبحث عن السعادة الحقة والمعنى الأبدي لحياتها، واشتاقت إلى قوة تملأ فراغ نفسها.

وعندئذ حدثت الأعجوبة العظيمة: «لقد فتح الرب قلبها». وآمنت بما قاله الرب لها على لسان بولس. فصارت ليديا أول امرأة مسيحية في أوروبا. وتبعها مئات وألوف من رجال ونساء، أخضعوا نفوسهم لرب السماء والأرض. قد أدركت ليديا المعنى الحقيقي لحياتها وملأ الفرح والسلام الفراغ في قلبها.

لم تقدم ليديا حياتها لمخلصها فقط، بل سلّمت له منزلها وممتلكاتها كلها أيضاً. ثم اعتمدت وكل الذين في بيتها على اسم يسوع المسيح. ودعت بولس ورفاقه أن يمكثوا في بيتها. وهكذا بدأت المسيحية تنتشر في أوروبا بواسطة هذه المرأة التقية. وتأسس في بيتها أول مركز مسيحي في أوروبا.

وذات يوم التقى بولس ورفاقه في طريقهم إلى مكان العبادة بجارية عرّافة في داخلها روح نجس. ركضت تلك الجارية وراء رجال الله ونادت بصوت عال: «هؤلاء هم عبيد الله العلي، الذين ينادون لكم بطريق الخلاص».

ألم يعبِّر هذا النداء عن حقيقة وخدمة بولس؟ لكن الرسول علم بما وراء هذا النداء. ولم يقبل دعاية من الشيطان.

فتعاليم يسوع وشهوده لا تتفق مع كشف الغيب أبداً. لهذا التفت بولس نحو العرّافة وقال بسلطان الرب للروح النجس: «آمرك باسم يسوع المسيح أن تخرج منها». فخرج من الجارية في اللحظة ذاتها.

كانت لتلك الحادثة نتيجة سيئة على بولس ورفاقه. فعندما لاحظ سيّد الجارية أن قدرتها على معرفة الغيب قد فارقتها، اغتاظ جداً لأنه فقد مصدر مكسبه فجأة. فقبض هو وأعوانه على بولس وسيلا وساقوهما إلى السوق أمام محكمة المدينة. واشتكوا عليهما أمام القاضي: «هذان الرجلان يبلبلان مدينتنا بعقائد لا يجوز لنا أن نقبلها ونعمل بها».

ونجحوا في تهييج الولاة والجمع ضد بولس وسيلا. فمزقوا ثيابهما عن أجسادهما وأمروا بأن يُضربا بالعصي علناً.

واستمر الضرب على ظهريهما إلى أن سالت دماؤهما، ثم قادوهما إلى السجن.

وأوصي حافظ السجن بأن يحرس بولس وسيلا بشدة.

وضبط حافظ السجن أرجلهما في المقطرة في غرفة مظلمة داخل السجن. وكان عليهما أن يمضيا الوقت ساعة بعد ساعة بظهريهما المجروحين بحالة قاسية دون حراك.

ماذا تفعل لو كنت مكانهما، ضُربت وزُج بك في السجن ظلماً؟ هل كنت تتصرف كما تصرف بولس وسيلا؟ فبدلاً من أن يتأوّها بسبب أوجاعهما أو يلعنا معذبيهما، أخذا بالصلاة وبإنشاد ترانيم الحمد لإلههما.

أما بقية المساجين فلم يفهموا سر هذا التسبيح الذي سمعوه من بولس وسيلا في الظلمة. فهل يعقل أن يرنم أحد في السجن بعد التعذيب؟

وفجأة تزعزعت الأرض وجاء عون الرب مع هذه الهزة الأرضية، فانفتحت الأبواب على مصاريعها وتخلعت المقاطر وفُكّت قيود المساجين. استيقظ حافظ السجن من نومه مذعوراً. وما أن شاهد باب السجن مفتوحاً حتى ظن أن كل المساجين قد هربوا. وهو كحافظ السجن المسؤول لم يكن يستطيع الإفلات من هذه الفضيحة، فاستل سيفه وأراد أن يقتل نفسه. ولكن بولس صاح قائلاً: «تمهل لا تفعل شيئاً لنفسك. إننا جميعاً هنا».

فأمسك مصباحاً واندفع إلى داخل الزنزانة، ورمى بنفسه مرتجفاً أمام بولس وسيلا، وقادهما خارج الزنزانة وسألهما: «يا سيديَّ، ماذا عليّ أن أفعل كي أخلص؟» فقالا له: «آمن بالرب يسوع المسيح فتخلص أنت وأهل بيتك».

بعد أن أخبر بولس وسيلا مدير السجن وعائلته الكثير عن المسيح وخلاصه، آمن الجميع بالإنجيل، واعتمد هو وكل أفراد عائلته، وحلّ فرح عظيم في قلوبهم. وفي الصباح التالي أُفرج عن بولس وسيلا. واعتذر ولاة المدينة بأنفسهم إلى شاهديّ المسيح وتأسفوا لأنهم ضربوهما ورموهما بالسجن.

وبعد أن عزَّيا الإخوة والأخوات في فيلبي وشددا إيمانهم أكمل بولس وسيلا سفرتهما في أوروبا، ونشرا الخلاص في مدن تسالونيكي وبيرية وأثينا وكورونثوس، ثم رجعا عن طريق أفسس عائدين إلى القدس.

هل وصلك نداء يسوع؟ وهل أوصلت الخبر لأصحابك وجيرانك ليفهموا أن خلاص الله معدّ لهم حقاً؟

المسابقة

نتمنى أن تكون قد استمتعت بقراءة هذه القصة ونقدم إليك بعض الأسئلة لتجيب عليها. وإن أرسلت إلينا الإجابة نرسل لك كتيباً آخر جائزة على اجتهادك.

  1. لماذا نشر التلاميذ البشارة السارة؟

  2. أين بشر بولس وبرنابا بكلمة الله في سفرتهما الأولى؟

  3. من كان يرافق بولس في سفرته الثانية؟

  4. لماذا أخذ الرسول بولس تيموثاوس رفيقاً له في الخدمة؟

  5. إلى أين منع روح الله بولس من السفر؟

  6. ماذا رأى وسمع بولس في الحلم؟

  7. في أية مدينة وجد الرسول بولس رفيقه الرابع؟

  8. من هو كاتب سفر أعمال الرسل؟

  9. ما هو اسم أول امرأة مسيحية في أوروبا؟

  10. أين نشأ أول مركز تبشيري وروحي في أوروبا؟

  11. كيف رتب الله الأمور لإطلاق سراح التلميذين وربح حافظ السجن إلى الإيمان بالمسيح؟

  12. كيف يجب أن تكون صفات شهود الله حسب اعتقادك؟

أرسل لنا الإجابة واكتب لنا عنوانك كاملاً وبخط واضح إلى عنواننا التالي:


Call of Hope
P.O.Box 100827
D-70007
Stuttgart
Germany