العودة الى الصفحة السابقة
سلسلة أعظم الحوادث في الدنيا

سلسلة أعظم الحوادث في الدنيا

الجزء التاسع: ظهور المسيح في جزيرة بطمس

دورا بك


Bibliography

ظهور المسيح في جزيرة بطمس. دورا بك. Copyright © 2005 All rights reserved Call of Hope. الطبعة الأولى . 1989. SPB 9049 ARA. English title: Christs Revelation to John the Apostle on the Island of Patmos (Booklet 9). German title: Die Offenbarung Christi an den Apostel Johannes auf der Insel Patmos (Heft 9). Call of Hope. P.O.Box 10 08 27 70007 Stuttgart Germany http: //www.call-of-hope.com .

أعظم الحوادث في الدنيا

كانت كنيسة المسيح في آسيا الصغرى في حالة ضيق شديد إذ كان يحكم آنذاك قيصر روماني جعل الناس تؤلهه، ولقَّب نفسه بصفة رسمية: «الله الرب». وقد اعتبر قصره مكاناً مقدساً وعرشه كرسي الآلهة. وما أن تطأ قدماه مكاناً ما ورأسه مزيّن بإكليل ذهبي، حتى يهتف الشعب له تعبيراً عن الإستحسان والإبتهاج.

لكن المسيحيين لم يشاركوا الشعب بالتهليل، ولم يقدموا أي إكرام تأليهي للقيصر. فهم عرفوا وتعلموا من رسل يسوع أن: «الإله الحكيم الوحيد هو مخلصنا له المجد والعظمة والقدرة والسلطان الآن وإلى كل الدهور» (يهوذا 25).

ساء القيصر موقف المسيحيين منه، وظن أنهم يهاجمونه وسلطته، لذلك فكر كيف يمكنه إفناء جماعة المسيحيين هذه والتي كانت تنتشر بشكل هائل يلفت الانتباه.

أمر أولاً بأسر الرسول يوحنا العجوز، راعي منطقة آسيا، وبنفيه إلى جزيرة بطمس الموحشة المقفرة في البحر الأبيض المتوسط. ثم جلب الضيقات على الكنائس المسيحية وشنّ عليها حملات الاضطهاد والرعب والموت. أدّت هذه الاضطهادات إلى الخيانة بين بعض أعضاء الكنيسة. ولكنها أيضاً علّمت المؤمنين حمل أثقال وآلام بعضهم البعض والثبوت في الإيمان.

وهكذا نُفي الرسول يوحنا إلى جزيرة بطمس من أجل شهادته ليسوع وبسبب نفوذه بين أعضاء الكنيسة. ولكن بالرغم من نفي الرسول العجوز لم يحقق القيصر غايته المنشودة.

وذات يوم أحد، يوم الرب، حيث تجمع أتباع يسوع يذكرون يوم قيامته وملكه، وظهر بغتة الرب نفسه لتلميذه يوحنا. سمع يوحنا صوتاً عظيماً مثل البوق قائلاً له: «أنا هو الألف والياء. الأول والآخر. والذي تراه اكتب في كتاب وارسل إلى السبع الكنائس التي في آسيا إلى أفسس وسميرنا وبرغامس وثياتيرا وساردس وفيلادلفيا ولادوكية».

وهكذا ترتب على يوحنا أن يكتب إلى الكنائس السبع. ويدل الرقم سبعة في سفر الرؤيا على عظمة وأهمية المعنى. ويُفهم هذا الرقم رمزياً وليس حسابياً. فالرقم سبعة يرمز للملء والكمال. ويخبرنا سفر الرؤيا عن سبعة أختام وسبعة أبواق وسبعة جامات. فالكنائس السبع تمثل كل الكنائس المسيحية على الأرض.

هل لاحظت أن ما قاله يسوع ليوحنا ليخبر الكنائس هو أيضاً موجّه إليك أنت؟ يقول يسوع في هذا الأصحاح سبع مرات: «من له أذن فليسمع ما يقوله الروح للكنائس». فهو يقول ذلك لك أنت أيضاً.

وكتب يوحنا كل ما قاله المسيح المقام عن الكنائس المختلفة. والتي جاءت كمرآة تصف حالة كل كنيسة. فيسوع يعطي النصح المباشر للمؤمنين به عبر تلك الرسائل.

أظهر يسوع الكثير من حسنات الكنيسة في أفسس: أنا أعرف أعمالَكِ وأعرف أيضاً أنكِ في أعمالكِ وخدمتكِ لم تكوني كسولة وأنكِ في انتظار مجيئي الثاني.

ولكنه بعد هذا المدح يظهر النقص الروحي: لقد تركت المحبة الأولى. فكل أعمالنا سواء كانت في الكنيسة أم في الحياة اليومية لا تعطي نتيجة إن لم تصدر عن محبة يسوع والاعتماد عليه.

ماذا أفعل حينما أدرك أني قد تركت محبتي الأولى؟

أولاً: الرجوع. فكلمة الله تقول: «اذكر من أين سقطت».

ثانياً: التوبة، أي عمل الأعمال الأولى حسب مشيئة الرب: «كل ما فعلتم فاعملوا من القلب كما للرب ليس للناس» (كولوسي 3:23).

تنبّهنا كلمة الله إلى كل ما يتعلق بالتوبة لأنه لا يفلح شيء دون توبة. «إن لم تتب أزحزح منارتك من مكانها». نحن لم نخلص بدون هدف. فالخطيئة مؤذية، والوقوع بين يدي الله القدوس مخيف. ولكن من يهتم بكلمة الرب ويغلب، يحصل على الحياة الأبدية والشركة الكاملة مع يسوع المسيح في المجد الأبدي، وسيأكل من ثمار شجرة الحياة في الفردوس.

ثم وجّه يسوع كلمة إلى كنيسته في مدينة سميرنا ذات المرفأ التجاري المزدهر. وتبعاً لوصف سابق، كانت سميرنا أجمل وأغنى مدن العصر القديم. وما يسهل إدراكه هو أن الإنسان استطاع العيش هناك براحة. لكن يسوع عرف جماعته في تلك المدينة وعرف احتياجاتهم وضيقاتهم وفقرهم، وكيف كانوا يتحملون التجديف والرفض من المحيطين بهم. وقال: «أنا أعرف». وفهمهم جيداً، لأنه اختبر بذاته معنى ذلك. وبالرغم من آلامها فقد تمسكت الكنيسة في سميرنا بربها بأمانة.

وهنا تشابهت آلام كنيسة سميرنا بآلام المسيح بثلاثة مفاهيم: 1- ضيق. 2 - فقر. 3- تجديف.

ما الذي توقعته الكنيسة؟

رمي في السجن، اضطهادات مستمرة وضيق. لماذا كل هذا؟ «لكي تُمتحنوا». كما هو مكتوب، لتُختبر أمانتكم. هذا هو هدف الضيق ولكن الله وضع حداً لكل الضيقات.

يقول يسوع لكل عضو في كنيسته: «لا تخف». فكل طريق تتخذه الكنيسة أو أحد أفرادها يجب أن يكون في اتباع خطى يسوع والشركة معه حتى في الآلام في الحالات القصوى. فلذلك لا تخف. كن أميناً إلى الموت. كن شاهداً أميناً حتى الموت والرب نفسه يعدك قائلاً: «سأعطيك إكليل الحياة، والحياة الأبدية حيث لا موت بعد».

كانت برغامس من أشهر مدن آسيا الصغرى وكان يُصنع فيها رق الكتابة الشهير. وكان يوجد فيها حرم الإله آسكلبياس الذي يُعتبر أقدم معبد للقيصر، ومعابد وثنية أخرى.

قال يسوع لكنيسته في برغامس: «أنا عارف أعمالك وأين تسكن، حيث كرسي الشيطان». فبالرغم من ظلام الشيطان حولهم، رفعوا اسم يسوع ولم ينكروا إيمانهم. ولكن يسوع رفع شكواه أيضاً على هذه الكنيسة. لقد أكلوا لحم الأوثان ومارسوا الدعارة أثناء الاحتفال في المعابد. لذلك تعرضت أمانة وشهادة الكنيسة للخطر. فالتوبة والانفصال الكلي عن كل خلط بين الأديان أمران ضروريان لنكون من أتباع المسيح الظافرين.

«هذا يقوله ابن الله الذي له عينان كلهيب نار». عرف يسوع أعمال الكنيسة في ثياتيرا ومحبتها وأمانتها وخدمتها. وكان نشاطها الأخير أعظم منه في البداية، فلقد كانت كنيسة تفرح القلب حسب الظاهر.

ثم أتت الشكوى الكبرى عليها. فلقد تركوا التعاليم الحقيقية لكلمة الله وضلوا أنفسهم بتعاليم الناس وقوات هذا العالم. كثير من المؤمنين يُجرَّبون بواسطة الأنبياء الكذبة، فيسقطون في خطايا عظيمة كالزنى وعبادة الأوثان.

فقبول العقائد المضلة تساهل خاطئ.

تمسكوا بالتعليم الحقيقي للمسيح إلى أن يأتي ثانية.

وأما الكنيسة في ساردس فكان لها صيت حسن. ولكن هذا الصيت كان خادعاً، إذ أن الكنيسة في ساردس كانت في نظر الله ميتة وبدون حياة روحية.

شخّص الله حالة الكنيسة تماماً وحكم عليها. إلا أنه لم يتركها، بل نادى قائلاً: «استيقظي! انهضي! شجعي الآخرين وتذكري ما سمعت وأخذتِ مني وتوبي!».

اسهر! فيسوع يأتي كلص في الليل. هل أنت مستعد للقائه؟ فقط الذي غُسل بدم يسوع المسيح من الخطيئة يكون في عيني الله مسيحياً حقيقياً كُتب اسمه في سفر الحياة.

فهل انت مسيحي حقيقي وُلدتِ ثانية من الروح القدس؟

أما الكنيسة في فيلادلفيا فكان أمرها كأمر الكنيسة في سميرنا. فقد امتازت بقوة ضعيفة، لكنها تمسكت بكلمة الرب بكل أمانة، وجاهرت علانية باسم الرب حيثما ساد الارتداد. وقد أُعطيت باباً مفتوحاً غنياً بالبركة للنشاط في حقل التبشير. ولأن أفرادها يحفظون تعاليم المسيح فإنه سوف يحفظهم من ساعة التجربة التي ستأتي على العالم كله. فيخرجون من التجربة ثابتين ويحصلون على تاج النصر، الوسام المحفوظ لهم في السماء. ويبقى الظافرون في بيت إلههم يخدمونه إلى الأبد.

لاحظ ما يلي: ضعفك وقوة يسوع يمنحانك سلطاناً للخدمة.

«أنا عارف أعمالك أنك لست بارداً ولا حاراً. ليتك كنت بارداً أو حاراً. هكذا لأنك فاتر ولست بارداً ولا حاراً أنا مزمع أن أتقيأك من فمي».

هذه هي الكلمة المزعزعة التي قالها يسوع للكنيسة في لاودكية. فهي كنيسة مقيّئة للرب. للماء المغلي أو البارد استعمالات مفيدة، ولكن من يتقوى أن ينتعش بالماء الفاتر؟

تقول الكنيسة عن ذاتها: «إنني غنية وشبعانة ولا أحتاج شيئاً». لكن يسوع يقول: «ألا تعرف أنك أنت شقي وبائس وفقير وأعمى وعريان؟» هل تسلم نفسك أيضاً للغرور؟

يسوع لا يرغب في موت الخاطئ بل يريد حياته، فلذلك يعتني هو أيضاً بهذه الكنيسة وينصح أفرادها قائلاً: «اشتروا مني ذهباً». والذهب هو رمز الغنى الروحي.

«اشتروا الثياب البيض». «إذا كانت خطاياكم حمراء كالقرمز تصبح بيضاء كالثلج»(إشعياء 1: 18). يقدم لك يسوع من خلال موته التطهير والتبرير.

«كحّل عينيك بكحل لكي تبصر». سبب الشقاء والعري هو العمى الروحي. فكن غيوراً وتب.

ويقول أيضاً: «هئنذا واقف على الباب وأقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب، أدخل إليه وأتعشى معه وهو معي».

هل فتحت ليسوع باب قلبك؟

المسابقة

نتمنى أن تكون قد استمتعت بقراءة هذه القصة. ونقدم إليك بعض الأسئلة لتجيب عليها. أرسل لنا الإجابة لنرسل لك كتيباً آخر جائزة على اجتهادك.

  1. لماذا نُفي الرسول يوحنا إلى جزيرة بطمس؟

  2. من ظهر للرسول يوحنا في يوم الرب؟

  3. ما هي المهمة التي حصل يوحنا عليها؟

  4. ماذا تفيدنا شخصياً هذه الرسالة الموجهة إلى الكنائس السبع؟

  5. ما كان العجز الكبير في كنيسة أفسس؟

  6. ما معنى عملية التوبة؟ وما أهميتها؟

  7. لماذا كانت شهادة كنيسة برغامس معرضة للخطر؟

  8. ما الذي يحفظنا من العقائد المضلة والتساهل الخاطئ؟

  9. من هو الذي يُكتب اسمه في سفر الحياة؟

  10. ما اسم الكنائس التي لم يوبخها الله؟

  11. لماذا صدر حكم قاس على كنيسة لادوكية؟

  12. ماذا قال يسوع لك شخصياً من خلال كلامه إلى الكنائس السبع؟


Call of Hope
P.O.Box 100827
D-70007
Stuttgart
Germany