العودة الى الصفحة السابقة
1 شباط - فبراير

1 شباط - فبراير

جون نور

2024


نقرا في سفر أعمال الرسل 37:2 هذا القول الإلهي: «فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ، وَقَالُوا لِبُطْرُسَ وَلِسَائِرَ الرُّسُلِ: مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟»، لقد كانت كلمة الله هي السبب في أنهم نخسوا في قلوبهم. عندما نقرأ عظة الرسول بطرس في يوم الخمسين نلاحظ أنها أقوى عظة كتابية، إنها عظة مليئة بكلمة الله من بدايتها إلى نهايتها، لأجل هذا فإن كلمة الله بقوة الروح القدس نخست هؤلاء الناس في قلوبهم، فإن كنت تريد أن يتبكت الناس على خطاياهم قدم لهم كلمة الله. منذ مدة سمعت أحدهم يصلي قائلاً: «يا رب، بكتنا على الخطية» لقد كانت صلاة جميلة بدون شك، لكن ما لم تأت هذه النفس إلى السبيل الوحيد الذي أعده الله للتبكيت على الخطية فلن تستطيع أن تحصل على هذا التبكيت. وهكذا الحال أيضا إذا كنا نريد أن يحصل الآخرون على التبكيت، ينبغي أن نقودهم إلى كلمة الله الحية الفعالة.

سألت أحدهم مرة: «هل سلمت حياتك للمسيح؟» فأجاب بالنفي، واستطرد يقول: «أظن أن المسيحية ديانة تكلف كثيراً وليس لديّ استعداد لهذه التضحية»، عندئذ قلت له: «هل تعلم أنك خاطئ». فأجاب: «نعم أعلم هذا، لكنني لست خاطئاً كثيراً، إنني من الشباب الهادئ الطيب»، قلت له: «يا عزيزي، أنت لا تشعر بتبكيت على خطاياك، إن الكتاب الذي في يدي هو الطريق الذي أعده الله للتبكيت على الخطية». ثم طلبت منه أن يقرأ ما ورد في متّى (37:22 و38) «فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى»، وبعد القراءة سألته: «أية وصية هذه؟» فأجاب قائلاً: «إنها الوصية الأولى والعظمى»، عندئذ قلت له: «على ضوء هذه الكلمات ما هي أول وأعظم خطية؟» فكان جوابه المنطقي هو: «أعتقد أن أول وأعظم خطية هي عدم حفظ الوصية الأولى والعظمى». وفي هدوء قدمت له هذا السؤال الأخير: «هل تحفظ هذه الوصية؟»، وكان أمراً مباركاً وجميلاً أن الروح القدس قاد هذه الكلمات إلى أعماق قلبه في تلك اللحظة، ولم يمض وقت حتى كان راكعاً بجواري وقد نال الخلاص الثمين بدم المسيح.