العودة الى الصفحة السابقة
5 شباط - فبراير

5 شباط - فبراير

جون نور

2024


بعض الأشياء تظهر للبعض وكأنها شر بينما البعض الآخر لا يرى فيها شراً البتة. وهناك أمور أخرى هي موضوع تساؤل. كل هذه يمكن أن تحل على نور 1كورنثوس 31:10 التي تقول: «فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً، فَٱفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ ٱللّهِ». فعندما نواجه هذه الأمور التي يشك في صحتها لنسأل أنفسنا هذه الأسئلة: هل ما أنا فاعله يمجد الله؟ هل بهذا العمل تكون شهادتي أفضل أم أردأ؟ هل رغبتي في عمل أو رؤية هذا الشيء هي بدافع شهوة الجسد أم شهوة العيون أم تعظم المعيشة؟ فإن كان جوابك بالإيجاب تكون إذاً لغير مجد الله.

الأمور الصغيرة في أغلب الأحيان هي التي تعيق المؤمن عن أن يكون شاهداً وبركة للآخرين كما تحتمه الضرورة. قليل من الغبار في داخل كوب الماء يمنع من استعماله كما لو كان ملآن بالأوساخ. لطخة سوداء واحدة على ثوب أبيض تلفت الأنظار أكثر من الثوب كله. ومع كون البقعة صغيرة لا يعود الناس يرون جمال الثوب بسببها. ولا أحد يستطيع أن يتمرغ بالأوساخ دون أن يتسخ هو نفسه. إذاً لا غبار على الحياة المسيحية الطاهرة الشريفة في كل زمان ومكان لأن عند الرب بركات روحية أعظم وأكثر للذين يحبونه لدرجة أنهم يتجنبون كل ما هو مشكوك في أمره.

إن الطرق الثلاث التي بها جرب الشيطان يسوع هي نفسها التي يجر بها المؤمنون: شهوة الجسد، شهوة العيون وتعظم المعيشة. «لِأَنَّ كُلَّ مَا فِي ٱلْعَالَمِ شَهْوَةَ ٱلْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ ٱلْمَعِيشَةِ، لَيْسَ مِنَ ٱلْآبِ بَلْ مِنَ ٱلْعَالَمِ. وَٱلْعَالَمُ يَمْضِي وَشَهْوَتُهُ، وَأَمَّا ٱلَّذِي يَصْنَعُ مَشِيئَةَ ٱللّهِ فَيَثْبُتُ إِلَى ٱلْأَبَدِ» (1يوحنا 16:2 و17).

مع أننا كمؤمنين نعيش في أجساد لحمية بيد أنه يجب ألا نعيش حسب شهوات الجسد بل روح الله ساكن فينا «كَذٱلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً ٱحْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً عَنِ ٱلْخَطِيَّةِ، وَلكِنْ أَحْيَاءً لِلّهِ بِٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. إِذاً لَا تَمْلِكَنَّ ٱلْخَطِيَّةُ فِي جَسَدِكُمُ ٱلْمَائِتِ لِكَيْ تُطِيعُوهَا فِي شَهَوَاتِهِ، وَلَا تُقَدِّمُوا أَعْضَاءَكُمْ آلَاتِ إِثْمٍ لِلْخَطِيَّةِ، بَلْ قَدِّمُوا ذَوَاتِكُمْ لِلّهِ كَأَحْيَاءٍ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ وَأَعْضَاءَكُمْ آلَاتِ بِرٍّ لِلّهِ» (رومية 11:6-13). استخدم كل عضو في جسدك لخدمة الرب، لأننا نحن في هذا العصر بمثابة قدمين للسيد نحمل رسالة الخلاص لمن هم في الظلمة، ونحن يداه لنقوم بكل عمل صالح نحو المحتاجين، ونحن لسانه لنخبر الناس عن كيفية الخلاص من عقاب وسلطان الخطية والسكنى الأبدية مع الرب في المجد بعد نهاية الحياة الأرضية.