العودة الى الصفحة السابقة
8 شباط - فبراير

8 شباط - فبراير

جون نور

2024


إذا استطاع الشيطان أن يجعل المؤمن يستاء من سواه ويمنعه من مسامحته يكون قد أحرز نصراً عظيماً عليه بحيث يكون قد خسر شركته مع الله ولم تعد صلواته موضع استجابة عنده. ويصبح المؤمن بعد هذا يضمر العداء للآخرين والأمور الروحية إن استمر في مراعاة روح عدم المسامحة في قلبه. قال يسوع: «إِنْ غَفَرْتُمْ لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، يَغْفِرْ لَكُمْ أَيْضًا أَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ. وَإِنْ لَمْ تَغْفِرُوا لِلنَّاسِ زَّلاَتِهِمْ، لاَ يَغْفِرْ لَكُمْ أَبُوكُمْ أَيْضًا زَّلاَتِكُمْ» (متّى 14:6 و15).

علينا كمؤمنين أن نأخذ بعين الاعتبار أنه بغض النظر عما يسيء به الآخرون إلينا فنحن أخطأنا وأسأنا إلى المسيح أضعاف ذلك. فما دام المسيح قد رضي أن يسامحنا ويخلصنا من عقاب وسلطان الخطية، هكذا يجب علينا أن نغفر لمن يسيء إلينا «لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضًا فِي الْمَسِيحِ» (أفسس 31:4-32).

نحن خاصة الله خلقاً وفداءً، وقد أصبحنا أولاده بالولادة الروحية. لهذا هو يراقبنا ويسهر علينا إذ لا شيء يختفي عن عينيه «كُلُّ شَيْءٍ عُرْيَانٌ وَمَكْشُوفٌ لِعَيْنَيْ ذلِكَ الَّذِي مَعَهُ أَمْرُنَا» (عبرانيين 13:4). «فِي كُلِّ مَكَانٍ عَيْنَا الرَّبِّ مُرَاقِبَتَانِ الطَّالِحِينَ وَالصَّالِحِينَ» (أمثال 3:15).

فُرِض على المؤمن أن يحترم غيره من الناس ويعاملهم كما يريدهم أن يعاملوه. فإن كان أحد هؤلاء مسيحياً مؤمناً فهو أخ لنا في المسيح وابن لله كما نحن أيضاً. وإن لم يكن مسيحياً يجب أن يسعى كي نربحه للمسيح وهذا لا يمكن فعله بالمعاملة الخشنة «أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ وَيَطْرُدُونَكُمْ، لِكَيْ تَكُونُوا أَبْنَاءَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ، فَإِنَّهُ يُشْرِقُ شَمْسَهُ عَلَى الأَشْرَارِ وَالصَّالِحِينَ، وَيُمْطِرُ عَلَى الأَبْرَارِ وَالظَّالِمِينَ» (متّى 44:5 و45).

كلنا سندعى ونقف أمام مخلصنا بعد هذه الحياة لكي نعطى حساباً عما فعلنا في الجسد. لذلك يجب أن نحيا الحياة التي تجعلنا أن لا نندم على ما فات ومضى. «لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعًا نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْرًا كَانَ أَمْ شَرًّا» (2كورنثوس 10:5).