العودة الى الصفحة السابقة
11 شباط - فبراير

11 شباط - فبراير

جون نور

2024


بإمكان كل مسيحي حقيقي أن يساعد على نشر إنجيل يسوع المسيح للعالم. صحيح أن البعض يرغبون في الذهاب إلى بلاد وشعوب أخرى، ولكنهم لا يقدرون أن يذهبوا ما لم يتاح لهم ذلك من قبل الذين يودون التبرع بالمال. لذلك وإن كنا لا نستطيع أن نذهب إلى بلاد أخرى للبشارة، يمكننا على الأقل أن نشهد لمن نلتقي بهم كل يوم عن المسيح.

كانت أرملة مسيحية تشتكي من عدم وجود فرصة عندها للشهادة لأنها كانت تقضي وقتها في خياطة الثياب لتكسب معيشتها. فقال لها خادم كنيستها: «ألا يأتي الناس إلى بيتك؟» أجابت: «نعم» قال لها: «هل كلهم مؤمنون؟» قالت: «لا ادري» عندئذ قال الخادم: «لماذا لا تشهدين لهم؟» وفي اليوم التالي كان على بائع الحليب أن يأتيها بالحليب الساعة الخامسة صباحاً. فأخذت هذه الأرملة تصلي وتطلب شجاعة ونعمة لتكون شاهدة أمينة للآخرين، وعقدت العزم أن تتكلم مع بائع الحليب في ذلك الصباح، ولكنها أبطأت في اليوم الأول عن أن تسرع لتكلمه، إنما في الصباح التالي نهضت باكراً وأخذت تنتظره ولما سمعته يضع الحليب عند المدخل أسرعت وفتحت الباب وصارت تتكلم معه. ولأنه كان في عجل تحول وكاد يذهب. ولكنها قالت له: «لحظة واحدة، من فضلك». ولما عاد قالت له: «أود أن أعرف إن كنت مسيحياً؟» أجابها فوراً: «لا، لست مسيحياً، ولكني منشغل الفكر بشأن هذا الموضوع وقد مضى عليّ ثلاثة أيام ونفسي منزعجة تماماً، وأتمنى أن يرشدني أحد إلى طريق الخلاص». فابتدأت تشرح له طريق الخلاص بكل بساطة كما هي في الإنجيل. وهكذا حصل بائع الحليب على الولادة الثانية وذهب في طريقه فرحاً. وقد فرحت هي بدورها من أجل تلك الفرصة التي سنحت لها لتساعد نفساً مضطربة. ومن ذلك الوقت فصاعداً أخذت تشهد باستمرار لكل من زارها في بيتها وقد ربحت الكثيرين للمسيح.