العودة الى الصفحة السابقة
12 شباط - فبراير

12 شباط - فبراير

جون نور

2024


كما ينصب الصياد الفخ للوحوش في مورد المياه، هكذا يضع الشيطان التجربة للمؤمنين في طريق الرغبات. وهذا يوضح ما قاله لنا الرسول يعقوب: «كُلَّ وَاحِدٍ يُجَرَّبُ إِذَا انْجَذَبَ وَانْخَدَعَ مِنْ شَهْوَتِهِ» (يعقوب 14:1) لكن إن كانت عينك بسيطة. وقلبك نقياً «فبَاطِلاً تُنْصَبُ الشَّبَكَةُ فِي عَيْنَيْ كُلِّ ذِي جَنَاحٍ» (أمثال 17:1).

قد تمر تجربة واحدة على شخصين، أحدهما لا يبالي بها، والآخر يتجاوب معها ويستسلم لها. وقد حدثنا الوحي الإلهي عن شخصيات مختلفة، منهم من غلب وإنتصر، ومنهم من هزم وإنكسر، وإليك عينات:

* إبراهيم ولوط: كانت سدوم بأراضيها الخصبة، ومياهها الجارية، وثمارها الوفيرة، ومواشيها الكثيرة، شهوة ساحرة جذابة لكليهما. لكنها لم تخطف قلب إبراهيم، لأنه كان مسبياً في الله وفي حبه، فكان خليله وصديقه الحميم (يعقوب 23:2)، وكان يرنو بناظريه إلى «الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ» (عبرانيين 10:11).

أما لوط فكما يجذب المغناطيس الحديد، جذبت سدوم قلبه! ولماذا؟ لأنه عاد من مصر متحسراً على أراضيها، نادماً على مغانمها. لقد خرج من مصر، لكن قلبه كان فيها، وكانت متربعة في قلبه، فعندما رأى سدوم إنجذب وإنخدع من شهوته.

والمرأة الجميلة الساحرة لم تجد لنفسها مكاناً في قلب يوسف، أو في رأسه، أو في وجدانه. ورغم توفر المغريات، والسلطة القوية، لم تعرف التجربة إليه سبيلاً (تكوين 39). لكن شمشون سعى إليها، وتمرغ في وحلها، إذ قال: «حَسُنَتْ فِي عَيْنَيَّ» (قضاة 3:14 و6). لقد إنجذب وانخدع من شهوته. و«الشَّهْوَةُ إِذَا حَبِلَتْ تَلِدُ خَطِيَّةً، وَالْخَطِيَّةُ إِذَا كَمَلَتْ تُنْتِجُ مَوْتًا» (يعقوب 1: 15).