«كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ» (متّى 25:5).

بعض الناس يحبون الصفح والسلام، والبعض الآخر يميلون للأخذ بالثأر والإنتقام، وهؤلاء يحرمون أنفسهم من فوائد الصفح، عندما نصفح عن الآخرين يصفح الآخرون عنا. نحن معرضون لأن نقع في نفس الخطأ الذي إرتكبه الآخرون ضدنا. قال الرسول: «أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا» (غلاطية 1:6). فإن صفحنا عن غيرنا يصفح عنا، وإن آخذناهم نوآخذ منهم. قال الرب يسوع المسيح: «لاَ تَدِينُوا فَلاَ تُدَانُوا. لاَ تَقْضُوا عَلَى أَحَدٍ فَلاَ يُقْضَى عَلَيْكُمْ. اِغْفِرُوا يُغْفَرْ لَكُمْ» (لوقا 37:6)، «وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ» (متّى 7: 2).

لنسارع بالصفح قبلما تتعقد الأمور وتتشابك فندخل في مشاكل جديدة. لهذا نصحنا السيد المسيح قائلاً: «كُنْ مُرَاضِيًا لِخَصْمِكَ سَرِيعًا مَا دُمْتَ مَعَهُ فِي الطَّرِيقِ» (متّى 25:5).

بعدم الصفح نضع وقوداً على نار الخصومة، وبالصفح نضع عليها ماء، وبذلك نكون قد إخترنا أقرب طريق لحل المشاكل.

يا أخي إصفح عن الظروف، واعلم أن الله يقف خلف الظروف، وهو يجعل «كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ» (رومية 28:8). إن وعده الصادق يدعوك قائلاً: «سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي، وَيُخْرِجُ مِثْلَ النُّورِ بِرَّكَ، وَحَقَّكَ مِثْلَ الظَّهِيرَةِ» (مزمور 5:37 و6).