العودة الى الصفحة السابقة
16 شباط - فبراير

16 شباط - فبراير

جون نور

2024


طالما إشتاقت نفسي لطلب الراحة من سيل المسؤوليات والأتعاب الوظيفية، والمشغوليات والإهتمامات العائلية، هذه التي تثقل كاهلي وتضنيني ولا تترك لي أي مجال للراحة.

حتى رفعت عيني إلى الحياة، وتأملت فيما إجتاز فيه الآخرون، فرأيت شخصيات كانت محترمة جداً، يعيشون في ظروف تفوق ظروفي، ومستواهم الروحي لا يقارن بما وصلت أنا إليه، ولما تخلوا عن المسؤولية، وتحصلوا على الراحة، سقطوا في خطايا فظيعة جداً، ما كان أحد ليتصور أن مثل هؤلاء يسقطون فيها!

عندئذ أدركت أن الأتعاب والمسؤوليات كانت غطاء مانعاً لظهور الضعفات، وسداً محكماً يقف في وجه الشهوات، وعرفت قوة الآية التي تقول: «فَإِنَّ مَنْ تَأَلَّمَ فِي الْجَسَدِ، كُفَّ عَنِ الْخَطِيَّةِ» (1بطرس 1:4).

ومن مساوىء الراحة أيضاً قتل المواهب، وقتل الشخصيات ومنعها من النمو والتقدم، كما قيل عن موآب: «مُسْتَرِيحٌ مُوآبُ مُنْذُ صِبَاهُ، وَهُوَ مُسْتَقِرٌّ عَلَى دُرْدِيِّهِ، وَلَمْ يُفْرَغْ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ، وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى السَّبْيِ. لِذلِكَ بَقِيَ طَعْمُهُ فِيهِ، وَرَائِحَتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ» (إرميا 11:48).

لقد وجدت بالإختبار أن الراحة في التعب، والسعادة في العمل، والقداسة في الألم! نعم «مَاأَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ!» (رومية 33:11).

وإن كانت هناك حاجة إلى الراحة فلتكن قليلة بالقدر اللازم لتجديد الطاقة وإستعادة القوة والنشاط، حسب قول المسيح له المجد: «اسْتَرِيحُوا قَلِيلاً» (مرقس 6: 31).