العودة الى الصفحة السابقة
17 شباط - فبراير

17 شباط - فبراير

في ساعة الفشل

جون نور

2024


عندما أقول: «في ساعة الفشل الروحي» لا أقصد أن المؤمن تحت إضطرار أن يفشل بل يحتمل أن يفشل ففي ساعة التجربة تذكر أنك بالأمس كنت قوياً غالباً ولك آمال مقدسة، ثم تذكر كيف كنت قبلاً ضعيفاً فاشلاً ولكن النعمة رفعتك إلى أوج مقدس فصرت تأمل وتعمل.

ثم لا تفتح أذنك للشيطان الذي يقول لك في ساعة الفشل «ليس لك رجاء»، وإرفع نظرك وثبت إيمانك في كمالات المسيح الذي هو بديلك ونائبك أمام الله والذي هو برك وقداستك، وتأمل في إستحقاقاته الجوهرية المطلقة والأدبية الكاملة، ورضاء الآب عنه، وسروره به، وكيف إنك صرت محبوباً فيه، ولأجل إسمه لك حق القبول والدخول. ولا تتكل على عواطفك المنقبضة وشعورك الجاف، بل أنظر إن سفينتك لها مرساة ثابتة ومؤتمنة داخل الحجاب في السماء. إمسك بها فلا تتلاعب بك الأهواء والأنواء - وهذا هو عمل الإيمان - ثم لا تلبث حتى تعاودك التعزية والسلام والغلبة.

أما إن حدثتك نفسك أن تبقى في الفشل ما دام قد تكرر معك أكثر من مرة، فاعلم أن يد الرب ستقع عليك بالتأديب فيكشف أغلاطك، ويعلن أسرارك، ويذهب بكرامتك عنك، وذات الشهوة التي كانت موضوع حب قلبك ستكون شوكة في جنبك ومرارة لنفسك. وفضلاً عن ذلك تفقد التعزيات وأفراح الغلبة، ويسقط سلاحك، وينطفىء مصباحك. «مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!» (عبرانيين 10: 31).

إن دم المسيح كاف للتطهير كما أن نعمته كافية للغلبة، وروحه للإنعاش. أما سبب الفشل فهو في الثعالب الصغيرة التي رضيت لها أن تمكث في خبايا قلبك.