العودة الى الصفحة السابقة
19 شباط - فبراير

19 شباط - فبراير

جون نور

2024


يوجد حيوان ضخم هائل يدعى ذو القرن الواحد، أو وحيد القرن، قرنه مخروطاً مدبباً، صلباً شديداً، حتى إنه إذا وثب من علو شاهق إلى منخفض عميق صوب قرنه إلى الأرض ليرتكز عليه، وإذا تناطح مع حيوان آخر إعتمد على قرنه فبنطحة واحدة يدلق أمعاءه ويزهق روحه. ولشدة ثقته في قرنه أخذ يتجنى على أصحابه ويناطحهم، لسبب ولغير سبب، لأن القوة تختلق الذنوب، حتى صار الكل يخشونه ويهابونه مع كونهم يبغضونه.

وبينما كان جالساً مع بعض الحيوانات المعجبة به، إمتلأ زهواً وغروراً حتى خيل إليه أن ينطح الجبل فيطرحه بعيداً. وفعلاً ثبت رجليه في الأرض، وتراجع للخلف إستعداداً للإندفاع إلى الأمام، وبكل قوته نطح الجبل.. فإنكسر قرنه، وكسرت معه كبرياؤه وإدعاؤه. أما أصحابه فشمتوا به، واختفى إعجابهم، وظهر عداؤهم، فصار يهرول أمام أصغر حيوان ويهاب كل إنسان.

هكذا الناس. فالبعض يملكون مواهب يعتزون ويفتخرون بها مثل: الذكاء، المال، الجمال، المركز، العلم، الفن، الشهرة، النجاح، الأصدقاء، العائلة... لذلك ترى الغرور يلعب برؤوسهم، فينطحون بمواهبهم جيرانهم وأصدقاءهم وأقاربهم.

وهكذا بعض الناس عندما تنكسر قرونهم تنكسر معها كبرياؤهم، فيشمت بهم الأعداء، ويتركهم الأحباء، وحينئذ يعلمون أن «قَبْلَ الْكَسْرِ الْكِبْرِيَاءُ، وَقَبْلَ السُّقُوطِ تَشَامُخُ الرُّوحِ» (أمثال 18:16). ويعلم الناس من حولهم أن الله «يُقَاوِمُ الْمُسْتَكْبِرِينَ، وَأَمَّا الْمُتَوَاضِعُونَ فَيُعْطِيهِمْ نِعْمَةً» (يعقوب 6:4).