العودة الى الصفحة السابقة
20 شباط - فبراير

20 شباط - فبراير

جون نور

2024


«لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ» (يعقوب 1: 19).

قال أحدهم: «إننا نتعلم الكلام في الطفولة في سنة واحدة وللأسف نظل طول العمر لا نقدر أن نتعلم الصمت». وقال آخر: «لنا فم واحد وأذنان، لكي يكون ما نتكلم به نصف ما نسمعه، ونسمع ضعف ما نتكلم به».

إن في الصمت طريق إلى الكمال، كما في الكلام طريق إلى النقص.

والصمت من أفضل الحلول لكثير من المشاكل، والعكس صحيح، فإن من أردأ الوسائل لإثارة المشاكل كثرة الكلام.

وقد تكون كثرة الكلام من تعب في الأعصاب، أو ضيق في الظروف، أو سوء فهم وجهات النظر، أو وجود غبن أو ضياع حق، أو أن هناك أخطاء نريد إصلاحها بالكلام، لكن قد يكون الصمت أجدى للإصلاح في هذه الحالات، إذ أنني أعتقد أنه لا يمكن أن نتفادى حدوث هذه كلها ما دمنا في العالم، لذلك ينبغي أن نحسب حسابها ونعتبرها فرصة لتمرين أخلاقنا.

لا نحتاج إلى جهد روحي لكي نتكلم، لكننا نحتاج إلى نعمة عظيمة جداً لكي نصمت، فإن نور النجف الوهاج الصامت يحتاج إن كمية كبيرة من التيار الكهربائي أما الجرس الذي يكثر الصياح والرنين فيكفيه أبسط قدر من تيار الكهرباء.

يعلمنا الرسول يعقوب قائلاً: «لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعًا فِي الاسْتِمَاعِ، مُبْطِئًا فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئًا فِي الْغَضَبِ» (يعقوب 1: 19)..