العودة الى الصفحة السابقة
21 شباط - فبراير

21 شباط - فبراير

جون نور

2024


صلى داود إلى الله قائلاً: «اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي» (مزمور 23:139). لقد طلب من الله أن يمتحنه ويعرف قلبه، لأن الإنسان لا يقدر أن يعرف نفسه، لأن «اَلْقَلْبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ نَجِيسٌ، مَنْ يَعْرِفُهُ؟» (إرميا 9:17). وطلب من الله أن يعرف أفكاره، لأن الأفكار هي نيات القلب، ولذلك قال الرسول بطرس لسيمون: «تُبْ مِنْ شَرِّكَ هذَا، وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ» (أعمال 22:8). وأيضاً طلب داود من الله أن يهديه طريقاً أبدياً، أي أنه بعد النقاوة يريد أن يسلك الطريق الذي يؤدي إلى الله، لأنه «طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ، لأَنَّهُمْ يُعَايِنُونَ اللهَ» (متّى 5: 8). من هذا نرى: الحاجة إلى الإمتحان، ومجاله، ونتائجه.

يا رب، من يكشف لي خداع قلبي إلا أنت القائل: «مَا لِلتِّبْنِ مَعَ الْحِنْطَةِ، يَقُولُ الرَّبُّ؟» (إرميا 23: 28). يا رب، «لاَ تَدْخُلْ فِي الْمُحَاكَمَةِ مَعَ عَبْدِكَ، فَإِنَّهُ لَنْ يَتَبَرَّرَ قُدَّامَكَ حَيٌّ» (مزمور 143: 2). يا رب، من فضلك إعزل الزوان من الحنطة، لأن في نفسي إختلط الحق بالباطل، والتبر بالتراب، والنور بالنار، والإيمان بالعيان! وفي خدمتك أطلب مجد المسيح ولا تطلب مجد الذات! وفي المواعظ والصلوات والترانيم إمتزج الجسد مع الروح!

إمتحني يا الله. إختبر مقاصدي وأعمالي المنحرفة، وإهدني طريقاً مقدساً صالحاً، حتى «كُلُّ مَا هُوَ حَقٌّ، كُلُّ مَا هُوَ جَلِيلٌ، كُلُّ مَا هُوَ عَادِلٌ، كُلُّ مَا هُوَ طَاهِرٌ، كُلُّ مَا هُوَ مُسِرٌّ، كُلُّ مَا صِيتُهُ حَسَنٌ، إِنْ كَانَتْ فَضِيلَةٌ وَإِنْ كَانَ مَدْحٌ، فَفِي هذِهِ افْتَكِرُوا» (فيلبي 4: 8). لأنك «سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ» (مزمور 6:51)، وليس بكلام الشفتين.