العودة الى الصفحة السابقة
22 شباط - فبراير

22 شباط - فبراير

جون نور

2024


قصد شاب قسيساً وفي يده قائمة بها ثلاثون سؤالاً يطلب الإجابة عليها. بعضها مشاكل لاهوتية، والبعض أمور عملية تصادفنا في الحياة اليومية ونقف أمامها في حيرة: هل هي حرام أم حلال؟

لكن خادم الله سأله: «هل نبدأ بالصلاة أولاً. ثم بعد ذلك ننتقل إلى الإجابة على الأسئلة؟». ولأن الشاب كان مخلصاً وافق على إقتراح الخادم، وسجد لله طالباً حلاً لمشاكله، وإجابة على تساؤلاته، فلمست النعمة قلبه، وحصل على السلام.

وبعد الصلاة قام وجلس وإمارات الفرح والإرتياح تعلو وجهه، ولما طلب منه القسيس أن يبدأ في قراءة قائمة الأسئلة أخرجها من جيبه، وقرأها، ثم أعادها إلى جيبه مرة أخرى دون أن يسأل سؤالاً واحداً. ولما شجعه القسيس أن يسأل ما يريد، أجابه قائلاً: «لقد حصلت على إجابة لكل أسئلتي، بل لقد حلت كل مشاكلي لأن العقدة التي كانت قائمة بيني وبين الله قد حلت».

إذاً فالإنسان ليس في حاجة إلى قائمة تحدد له ما هو حرام وأخرى تتضمن الأمور الحلال، بل هو في حاجة إلى تغيير طبيعته، وإلى مبدأ روحي يعطيه الغلبة على الحرام ويدفعه لعمل الحلال، وهذا ما يقرره الكتاب المقدس.

فكما أن القطار تدفعه القوة المحركة في الداخل ليسير على قضيب في الخارج، هكذا المؤمن يدفعه الروح القدس في الداخل للسير حسب المكتوب في الخارج. لذلك فإن وراء السؤال عن الحرام والحلال تقف خطية تعذب صاحبها، وعندما يتجدد الإنسان بعمل الروح القدس يستطيع أن ينتصر على كل خطية، ويتوقف التساؤل عن الحلال والحرام، وينصرف إلى مجد الله وعمق الشركة معه، وتنتهي فترة تعب الضمير الذي يتسمح في السؤال عن الحلال والحرام.