العودة الى الصفحة السابقة
23 شباط - فبراير

23 شباط - فبراير

جون نور

2024


«تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ» (رؤيا 11:3)

يحدثنا الكتاب عن البعض الذين بسبب الكسل، أو الروح العالمية، أو عدم تقدير المسؤولية، أو العروج بين الفرقتين، أو عدم الأمانة، قد أخلوا أماكنهم لغيرهم، وأخذ آخرون مواهبهم ومسؤولياتهم وأمجادهم، لأنهم كانوا أكثر أمانة وأكثر جدارة. وإليك طائفة من الذين أخلوا أماكنهم وصاروا نسياً منسياً:

فقد يهوذا الإسخريوطي شرف الرسولية، وإنحدر إلى الجحيم أبدياً، لأنه لأجل المال باع سيده وإرتكب أعظم خيانة في التاريخ (متّى 14:26)، لذلك يقول عنه صاحب المزمور: «أَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ» (مزمور 109: 17)).

هؤلاء رفضوا ملك المسيح الروحي وطلبوا ملكاً أرضياً يشبع غرورهم وكبرياءهم وقالوا: «لاَ نُرِيدُ أَنَّ هذَا يَمْلِكُ عَلَيْنَا» (لوقا 14:19)، «... أَجَابَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ: لَيْسَ لَنَا مَلِكٌ إِلاَّ قَيْصَرَ!» (يوحنا 15:19). «إِلَى خَاصَّتِهِ جَاءَ، وَخَاصَّتُهُ لَمْ تَقْبَلْهُ» (يوحنا 11:1). وأخيراً جاء القضاء الإلهي: «لِذلِكَ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَلَكُوتَ اللهِ يُنْزَعُ مِنْكُمْ وَيُعْطَى لأُمَّةٍ تَعْمَلُ أَثْمَارَهُ» (متّى 43:21).

ترى ما الذي زحزح هؤلاء من أماكنهم؟ الإستباحة، النجاسة، عدم حفظ كلام الله، الكبرياء، الإستغلال، الجسد، القتل، الخيانة، الجسدانية والعالمية... والتاريخ يعيد نفسه؟ فكل خادم ينزلق في إحدى هذه يعزل، وكل خادم لا يتاجر بالوزنة التي أخذها فسوف تؤخذ منه وتعطى للذي يستثمرها (متّى 28:25).لذلك «تَمَسَّكْ بِمَا عِنْدَكَ لِئَلاَّ يَأْخُذَ أَحَدٌ إِكْلِيلَكَ» (رؤيا 11:3).