العودة الى الصفحة السابقة
25 شباط - فبراير

25 شباط - فبراير

جون نور

2024


يعلمنا الكتاب المقدس أن الحياة الأبدية عطية مجانية، وفي هذا يقول الرسول بولس: «قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ، وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا» (2تيموثاوس 4: 7 و8).

يشبه الكتاب الأعمال بمواد مختلفة الأنواع ومتفاوتة القيم، وذلك بحسب البواعث والدوافع التي تقع خلف كل عمل فهي قد تكون: ذهباً، فضة، حجارة كريمة، خشباً، عشباً، قشاً... فالأعمال الصادرة عن دوافع سليمة مقدسة تشبه بالذهب والفضة والحجارة الكريمة، تتحمل النار والإمتحان. والأعمال الصادرة عن دوافع سقيمة لا تتحمل نار الإمتحان مثل الخشب والعشب والقش. وهناك قصة رمزية يقول راويها: رأيت في نومي أنه عندما جلس الرب يسوع المسيح لتوزيع المكافآت كان يمر أمامه المؤمنون، كل يحمل صرة ملآنة من الأعمال الصالحة. وجاء من بينهم مؤمن يحمل صرة كبيرة جداً، ففرح به الملائكة والقديسون والملتفون حول المسيح، إذ توقع كل منهم أن يحصل هذا المؤمن على مكافأة عظيمة. لكن عندما دخلت الصرة معمل نور ونار قداسة الله خرجت ومعها التقرير التالية:

35% جهاد لأجل الكرامة الشخصية وحب التفوق وطلب الأولوية.

25% منافع خاصة لأجل كسب العيش.

10% خدمة للمذهب والطائفة بسبب الولاء لها أكثر من الولاء للمسيح.

15% تجاوباً مع المسؤولية والنظام والمجاملات التي تفرضها تقاليد المجتمع.

5% لمجد المسيح.

وبعد يقظتي رحت أردد للناس قول الرسول يوحنا: «انْظُرُوا إِلَى أَنْفُسِكُمْ لِئَلاَّ نُضَيِّعَ مَا عَمِلْنَاهُ، بَلْ نَنَالَ أَجْرًا تَامًّا» (2يوحنا 8:1). وأقول لنفسي مع الرسول بولس: «فَلَوْ كُنْتُ بَعْدُ أُرْضِي النَّاسَ، لَمْ أَكُنْ عَبْدًا لِلْمَسِيحِ» (غلاطية 10:1).