العودة الى الصفحة السابقة
26 شباط - فبراير

26 شباط - فبراير

جون نور

2024


في سفر الأعمال 32:20 نقرأ هذه الأقوال المباركة: «وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ».

كلمة الله لها القوة، ليس فقط أن تنزع النجاسة من القلب، بل أنها أيضا تطهر ينابيع النفس الداخلية، فإذا أردنا أن نتمتع بنقاوة الحياة في الخارج والداخل ينبغي أن نغتسل باستمرار في كلمة الله وأن نتخذها مقياساً لحياتنا الروحية. كمؤمنين نعيش في عالم ملئ بأتربة الشهوات وتتصاعد منه روائح الخطية والفساد، نحتاج ونحن نعبر طريقنا يوما بعد الآخر أن نغتسل باستمرار بالكلمة الحية إذا أردنا أن نعيش في طهارة السيرة وقداسة السلوك، نحتاج كل يوم أن ندخل إلى مرحضة كلمة الله وأن نطبق الكلمة على حياتنا حتى لا تتعثر أقدامنا، أو تنزلق خطواتنا، أو تتعطل شهاداتنا. «بِمَ يُزَكِّي الشَّابُّ طَرِيقَهُ؟ بِحِفْظِهِ إِيَّاهُ حَسَبَ كَلاَمِكَ» (مزمور 9:119).

في سفر الأعمال 32:20 نقرأ هذه الأقوال المباركة «وَالآنَ أَسْتَوْدِعُكُمْ يَا إِخْوَتِي للهِ وَلِكَلِمَةِ نِعْمَتِهِ، الْقَادِرَةِ أَنْ تَبْنِيَكُمْ وَتُعْطِيَكُمْ مِيرَاثًا مَعَ جَمِيعِ الْمُقَدَّسِينَ». بهذه الكلمات يودع الرسول بولس القديسين في أفسس. في هذه الأيام نسمع كثيراً عن بناء الأخلاق وتكوين الشخصيات الناجحة، ولا سبيل للوصول إلى ذلك إلا بالرجوع إلى كلمة الله حيث نقرأ في رسالة بطرس الرسول الثانية 5:1 – 7 عن الفضائل المسيحية السبعة إذ يقول: «قَدِّمُوا فِي إِيمَانِكُمْ فَضِيلَةً، وَفِي الْفَضِيلَةِ مَعْرِفَةً، وَفِي الْمَعْرِفَةِ تَعَفُّفًا، وَفِي التَّعَفُّفِ صَبْرًا، وَفِي الصَّبْرِ تَقْوَى، وَفِي التَّقْوَى مَوَدَّةً أَخَوِيَّةً، وَفِي الْمَوَدَّةِ الأَخَوِيَّةِ مَحَبَّةً». إن مشكلة المؤمنين اليوم هي الاكتفاء بالقليل من هذه الفضائل والسبب في ذلك هو الإهمال في دراسة كلمة الله. كل من يريد أن ينمو وأن يبني نفسه في الحياة الروحية ينبغي عليه أن يتغذى باستمرار وبوفرة بالغذاء الروحي الممتلئ من كل مستلزمات القوة ومستلزمات النمو، ألا وهو كلمة الله.