العودة الى الصفحة السابقة
27 شباط - فبراير

27 شباط - فبراير

جون نور

2024


ما أجمل الكلمات التي يذكرها النبي أرميا إذ يقول: «وُجِدَ كَلاَمُكَ فَأَكَلْتُهُ، فَكَانَ كَلاَمُكَ لِي لِلْفَرَحِ وَلِبَهْجَةِ قَلْبِي» (إرميا 16:15)، والرب يسوع المسيح نفسه يقول في هذا الصدد هذه الكلمات العذبة: «كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِكَيْ يَثْبُتَ فَرَحِي فِيكُمْ وَيُكْمَلَ فَرَحُكُمْ» (يوحنا 11:15).

ويقدم الرسول بولس تحذيراً صارماً لشيوخ كنيسة أفسس بشأن الضلالات والبدع التي كانت تزحف بينهم إذ نقرأ في سفر أعمال الرسل 20: 28 – 30 «اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ... لأَنِّي أَعْلَمُ هذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ... وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ». ولا شك أن المؤمن الذي يتغذى باستمرار بكلمة الله ويلهج فيها نهاراً وليلاً يتمتع بأكبر وقاية ضد ضلالات وبدع هذه الأيام الأخيرة التي نعيش فيها. كما أن إهمال دراسة كلمة الله كان السبب المباشر في وقوع الكثيرين فريسة سهلة لتلك التعاليم الضالة التي يحاول عدو الخير جاهداً أن ينفث سمومها داخل الكنيسة المسيحية في أيامنا الحاضرة.

ينبغي أن نعلم أن الامتلاء بالروح القدس سرعان ما يفقد قوته إذا لم يستند باستمرار على دراسة منتظمة وعميقة في كلمة الله. ولنلاحظ أن الرسول بولس الذي يحرض المؤمنين في أفسس أن يمتلئوا بالروح القدس (أفسس 18:5)، يحرض المؤمنين أيضا في كولوسي أن تسكن فيهم كلمة المسيح بغنى (كولوسي 16:3 – 18) لأن الرسول بولس يعلم جيداً أنه لا يوجد امتلاء حقيقي بالروح القدس خارجاً عن الدراسة العميقة لكلمة الله في عرش النعمة.