العودة الى الصفحة السابقة
28 شباط - فبراير

28 شباط - فبراير

قوة دم المسيح

جون نور

2024


لا يوجد شيء يفصل الإنسان عن الله سوى الخطية، ولا شيء يفصلنا عن الخطية سوى دم المسيح، وهذا ما نقرأه بوضوح في الرسالة إلى العبرانيين 26:9 «لِيُبْطِلَ الْخَطِيَّةَ بِذَبِيحَةِ نَفْسِهِ»، ويجدر بنا الآن أن نعرف مدى قوة دم المسيح.

إذا فالمظهر الأول لقوة دم المسيح هو أنه كفارة عن الخطية ليعلن لنا غضب الله المقدس على الخطية، لذلك يقول الرسول بولس في رسالته الأولى إلى أهل كورنثوس 7:5 عن المسيح له المجد أنه فصحنا الذي ذبح لأجلنا، وحينما يرى الله الآب دم المسيح المسفوك فأنه يعبر عنا ويبرئ ساحتنا، وهذا ما حصل مع شعب الله في القديم «أَرَى الدَّمَ وَأَعْبُرُ عَنْكُمْ» (خروج 13:12).

إن دم المسيح يفيض بالنفع لجميع الناس، للخطاة وللمؤمنين، الملحدين والمجدفين. وهذا ما تعلنه كلمة الله في رسالة يوحنا الرسول الأولى 2:2 «وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ الْعَالَمِ أَيْضًا». لأن دم المسيح المسفوك لأجلنا على الصليب هو الأساس الذي أعده الله ليعلن فيه رحمته لجميع الناس، فكل معاملات محبة الله ترتكز على دم المسيح، ولولا ذلك الدم المسفوك على الصليب ما كان ممكنا أن يتعامل الله بالرحمة مع الإنسان الساقط بل كان لا بد من القضاء عليه بالدينونة والهلاك الأبدي نتيجة خطاياه.

إن المسيح له المجد هو الحمل الذي ذبح منذ تأسيس العالم، ومنذ اللحظة التي دخلت فيها الخطية إلى العالم كانت عينا الله على تلك الذبيحة التي أعدها منذ تأسيس العالم، وفي جنة عدن بدأت تنسكب دماء الذبائح التي كانت رمزاً لذلك الدم الكريم – دم يسوع معروفاً سابقاً منذ تأسيس العالم – ففي قوة دم المسيح وكفاية عمله على الصليب قد أعلنت للبشرية منذ السقوط كل مراحم الله وإعلانات محبته العجيبة.