العودة الى الصفحة السابقة
8 آذار - مارس

8 آذار - مارس

معرفة الحق

جون نور

2024


نقرأ في إنجيل يوحنا 17:7 هذا القول المبارك: «إِنْ شَاءَ أَحَدٌ أَنْ يَعْمَلَ مَشِيئَتَهُ يَعْرِفُ التَّعْلِيمَ، هَلْ هُوَ مِنَ اللهِ، أَمْ أَتَكَلَّمُ أَنَا مِنْ نَفْسِي»، إن تسليم الحياة لله يضيء أمامنا الطريق إلى الله الذي هو نور كما أنه يملأ قلوبنا بلمعان الحق، وبالعكس فانه لا يوجد شيء يجعل الرؤى الروحية مظلمة أكثر من وجود الخطية أو تنفيذ الإرادة الشخصية.

مرات كثيرة رأيت مشاكل عنيفة حيرت الأذهان سنين طويلة، لكن بمجرد أن سلّم هؤلاء حياتهم للرب تسليماً كاملاً سرعان ما تذللت هذه الصعوبات، وما كان مظلماً كالليل الحالك أصبح لامعاً ومضيئاً كالنهار المشرق.

نستطيع أن نقرر بثقة أن كل الشكوك والمخاوف في العالم ترجع إلى عدم التسليم الكامل للرب. أيها الممتلئ بالمخاوف والشكوك ألا تشتاق أن تستند إلى الحقائق؟ إذاً تعال وسلّم حياتك للرب. أيها المضطرب كموج البحر ولا تجد استقراراً ألا تشتاق أن تثبت قدميك على الصخر الثابت؟ إذاّ تعال وسلّم حياتك للرب. أيها الباحث عن الطريق وسط ظلمات الليل ألا تشتاق أن تسلك في النور وتعرف الطريق المستقيم؟ إذاّ تعال وسلّم حياتك للرب.

إن تكريس الحياة والإرادة لله هو سر السلوك في النور ومعرفة مشيئة الله. كثيرون يتخبطون في الظلام ولا يعرفون حقائق الإيمان والسلوك وهم دائماً يشكون من هذه الحالة، لمثل هؤلاء لا أجد علاجاً سوى أن اسألهم هذا السؤال الواضح «هل تسلم إرادتك لله؟ هل تقدم ذاتك بالتمام لله؟ هل أنت مستعد أن تخضع لإرادة الله ليصنع معك ربك ما يريده هو لا ما تريده أنت؟» والحقيقة المؤكدة أن كل واحد نفذ عملياً حياة التكريس لله والطاعة لإرادته لا بد أن تزول عنه الشكوك والمخاوف ولا يعود بعد يسلك في الظلام لأن نور الله قد أضاء طريقه.