العودة الى الصفحة السابقة
8 نيسان - أبريل

8 نيسان - أبريل

المعلم الشافي

جون نور

2024


« وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب» (متّى 23:4).

كانت ديانة يسوع ديانة عملية، شخصية، تناسب ظروف عصره. وهو لم يهتم في رسالته بالرؤى القديمة أو بالآمال المنتظرة في المستقبل، بل بما يتعلق بالوقت الحاضر. «قَدْ كَمَلَ الزَّمَانُ وَاقْتَرَبَ مَلَكُوتُ اللهِ» (مرقس 1: 15). هكذا قال وبهذا بشّر. والملكوت لا يعني هنا نظام قوة على الأرض ولا حلماً بعيداً، بل سلطة الله في قلب كل فرد من أبناء البشر. وتدخل هذه السلطة قلب كل من يسمع نداء المسيح: «تُوبُوا وَآمِنُوا بِالإِنْجِيلِ» (مرقس 1: 15).

هذه الرسالة البسيطة اجتاحت الجليل. والتفت حول نجار الناصرة جماهير غفيرة من الذين كانت معارفهم الدينية السابقة تقتصر على حرفية ناموس لم يستطيعوا تتميم مطالبيه. وبإشارة من قبضته اليمنى القوية أظهر الحقيقة وأوضح أنه حتى الذين كتبوا تلك القوانين لم يستطيعوا أن يعملوا بها، وأنهم لو استطاعوا لما كانوا أفضل من الآخرين. إن البر والصلاح ليسا في إطاعة القوانين والشرائع بل في العلاقة القلبية التي تصل الإنسان بالإله الآب المحب الذي يغفر الذنوب.

والمحبة التي أعلنها يسوع وبشر بها وصفها ووضحها ومارسها. وتبشيره، منذ بدئه، كان مقروناً بأعمال الرحمة المحسوسة.