العودة الى الصفحة السابقة
11 نيسان - أبريل

11 نيسان - أبريل

بُعد نظر يسوع

جون نور

2024


«وَقَالَ: بِمَاذَا نُشَبِّهُ مَلَكُوتَ اللهِ؟ أَوْ بِأَيِّ مَثَل نُمَثِّلُهُ؟ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَل، مَتَى زُرِعَتْ فِي الأَرْضِ فَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُذُورِ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ. وَلكِنْ مَتَى زُرِعَتْ تَطْلُعُ وَتَصِيرُ أَكْبَرَ جَمِيعِ الْبُقُولِ» (مرقس 30:4 – 32).

الحكمة المدهشة في هذه الكلمات سقطت على جمع كثير محتشد قرب بحر الجليل، من حدود الماء حتى التلة المرتفعة قليلاً. وكان الجمع يزداد يزحمه رويداً حتى اضطر إلى ركوب قارب صغير وابتعد في البحر إلى مركز أفضل لمخاطبة الجمهور. وظل يعلمهم طول ذلك اليوم.

يجب أن يكون ليسوع صوت رائع لكي يستطيع أن يخاطب مثل هذا الجمع في الهواء الطلق، مدة ساعات عديدة. ولكن جاذبيته فاقت قوته لأنه عندما جاء المساء وكان قد تعب كثيراً نجد أن الجمع كان لا يزال هناك يصغي إليه.

رأى أن أصغر جميع البذور نمت وصارت أكبر جميع البقول، وبنظر دقيق جدير بالاعتبار إلى طرق الحياة وطرق الله رأى يسوع أن مملكته كانت في تقدمها مثل بذرة الخردل الصغيرة. رآها في ابتدائها صغيرة للغاية – رجل واحد يبشر بها متنقلاً من قرية إلى قرية ومعه اثنا عشر تلميذاً من الرجال الضعفاء غير الناضجين علمياً واجتماعياً – ولكنها ستكبر. إنها تماماً كحبة غرست في الأرض، فانبثقت واندفعت إلى الحياة بعامل قوة لا تخضع لسيطرة الزارع والفلاح. وهكذا المبادئ والأفكار التي كان يزرعها في قلوب الناس ستنبت في كل مكان وتُغيّر وجه العالم.