العودة الى الصفحة السابقة
25 نيسان - أبريل

25 نيسان - أبريل

مصــارعة الله

جون نور

2024


اقرأ: تكوين 1:32 – 8، 22 – 32

«بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئًا» (يوحنا 5:15).

سر «جورج مولر» لمّا أخبره العاملون في دار الأيتام التي أنشأها بأنه يستحيل جمع المال اللازم للاستمرار في الخدمة. وقال لهم إنَّ من شأن شعورهم بالعجز أن يدفعهم إلى الاتكال على الرب اتِّكالا أكبر. وهكذا فعلوا، فلبى الله احتياجهم.

حقا إن الاتكال الكلي على الله هو ضرورة حتمية مطلقة إن أردنا التمتع ببركته وقوته. ولكننا نادراً ما نتعلم هذه الحقيقة بمعزل عن الاختبار المضني.

لنأخذ يعقوب مثلاً. فقد مرت سنون عديدة وهو يعيش بحسب خططه وحيله. ورغم شعوره بالضيق لما سمع أن أخاه عيسو، واليه سبق أن أساء، كان مقبلاً نحوه ومعه 400 رجل، فقد وضع خطة محكمة، محاولاً أن يضمن نجاة نصف عائلته إن هوجم. في ذلك الحين بالذات صارعه «إنسان» (هو الله ظاهراً في هيئة إنسان). وقبيل الفجر برهن ذلك الإنسان على اُلوهيته إذ خلع بلمسة منه فخذ يعقوب من حقّه. وكل ما استطاع يعقوب فعله هو الالتصاق بذلك الإنسان متوسلاً إليه أن يباركه (تكوين 26:32؛ هوشع4:12). وقد كانت هذه نقطة تحوّل في حياة يعقوب، إذ تأكد له أن البركة تأتي من عند الرب وحده.

ونحن أيضاً علينا أن ندرك أن الطريقة الوحيدة للتمتع برضي الله وعونه وإمداداته إنما هي بالاتكال عليه.