العودة الى الصفحة السابقة
4 أيار - مايو

4 أيار - مايو

من هو الإنســان؟

جون نور

2024


اقرأ مزمور 8.

«أَيُّهَا الرَّبُّ سَيِّدُنَا، مَا أَمْجَدَ اسْمَكَ فِي كُلِّ الأَرْضِ! حَيْثُ جَعَلْتَ جَلاَلَكَ فَوْقَ السَّمَاوَاتِ» (مزمور 8: 1).

إننا في حالتنا الطبيعة نظل متغربين عن الله. ونحاول جاهدين أن نجد لنا طريقاً خاصاً يوصلنا إلى السماء، لكن... وسط كل هذا الضجيج والهيجان يمكننا أيضاً أن نسمع صوت الله ونرى يده.

هل نحن متغربون عن الخليقة حتى إننا لا نستطيع أن نرى ما يراه المرنم؟

ومع أننا قد نترجم أو نفسر الخليقة بمعاني كثيرة إلا أنه بالتأكيد تكلمنا بوضوح عن الإيمان... إنها تتكلم عن إله جليل وعجيب... إله له خطة وغرض محدد لكل شيء خلقه... إله قد أعطى الإنسان، مكاناً خاصاً – مكان المجد والشرف... «تَنْقُصَهُ قَلِيلاً عَنِ الْمَلاَئِكَةِ، وَبِمَجْدٍ وَبَهَاءٍ تُكَلِّلُهُ. تُسَلِّطُهُ عَلَى أَعْمَالِ يَدَيْكَ. جَعَلْتَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ» (مزمور 8: 5 و6) ولا بد أن المرنم كان لديه الكثير من الشواهد التي تشير إلى الهوان الذي نستحقه... ومع ذلك فبالإيمان – ذلك الإيمان المدعم بالتأمل في عجائب الخليقة، أمكنه أن يرى ما كان مقدراً لنا أن نكونه، بل ربما رأى مسبقاً ما سوف نؤول إليه... ففي المسيح يسوع عادت كل الخليقة إلى مكانها الطبيعي الصحيح، ويوماً ما سنشهد بعيوننا كل الخليقة وهي تتعبد لسيدها. كقول الكتاب: «تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (فيلبي 2: 10 - 11).