العودة الى الصفحة السابقة
5 أيار - مايو

5 أيار - مايو

الصلاة العلنيــة

جون نور

2024


اقرأ: متّى 6: 5 – 8

«وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ» (متّى 5:6).

لما طلب الرب يسوع إلى الناس أن يصلوا في الخفاء، لم يقصد أن الصلاة العلنية غلط. فهو دانَ الصلوات غير الصادقة والتي تُتلى لإثارة إعجاب الآخرين. وربما شعرنا كلنا أحياناً بهذه التجربة الخبيثة. فمرة عرجت مجموعة من مندوبي أحد المؤتمرات المسيحية على مطعم مزدحم لتناول الغداء، وتوزعوا في أماكن متفرقة من قاعة المطعم. وقبيل تناول الطعام قال أحدهم بصوت عال: «لنصلِ!» فإذا بالكراسي تُزاح والرؤوس تُحنى. ثم أعقبت ذلك صلاة شكر مطولة بردت الطعام أكثر مما ألهبت القلوب. وأخيراً، في خضم الضحكات شبه المكبوتة والدمدمة المسموعة، جاءت كلمة «آمين» بعد طول انتظار.

لنقارن بين هذه الحادثة ومشهد آخر. فإن أستاذ تاريخ يدرس في جامعة كبيرة جلس وعائلته في مطعم الجامعة لتناول الغداء. ولما هموا بالأكل، قالت ابنته الصغيرة ذات الثلاث سنوات بصوت مسموع: «يا بابا، نسينا أن نصلي!» فقال: «حسناً يا ابنتي، هلا تصلين!» فاندفعت تقول «شكراً لك أيها الرب يسوع على طعامنا الطيب وعلى جميع هؤلاء الناس اللطفاء. آمين!» وإذ ذاك سمعت كلمات «آمين» من الطاولات المجاورة، قالها على السواء أساتذة وطلاب تأثروا بصلاة البنت البسيطة والصادقة، حبذا لو تكون جميع صلواتنا العلنية متسمة بالصدق والبساطة!