العودة الى الصفحة السابقة
9 أيار - مايو

9 أيار - مايو

نداء المحبــة

جون نور

2024


اقرأ: 1 كورنثوس 13.

«أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ» (1 يوحنا 7:4).

جلس أحذ الآباء إلى مكتبه يراجع حساب مصروفه الشهري. وإذا بابنه الصغير يندفع نحوه قائلاً: «بابا، لأنك بلغت اليوم الخامسة والخمسين من عمرك سأبوسك خمساً وخمسين بوسة: بوسة عن كل سنة!» وبدأ الولد يبوس والده ويعدّ... إلاّ أن الوالد قال له: «كفى يا أندرو، لا تفعل هذا الآن، فأنا مشغول جداً كما ترىّ» وفي الحال كف الصغير وسكت، فيما اغرورقت عيناه الواسعتان الزرقاوان. وقال الأب معتذراً: «يمكنك إكمال العدد في ما بعد.» لم يقل الصغير شيئاً، بل مضى حزيناً وأمارات الخيبة ترتسم على وجهه. وفي السهرة قال الأب لابنه: «هيّا يا أندرو، أكمل عدد البوسات الآن». إلا أن الصبي لم يحرك ساكناً. وبعد مضي مدة قصيرة على ذلك غرق الصبي ومات. فقال الأب بقلب مفطور: «ليتني أستطيع أن أعبر له عن مدى ندمي على كلماتي المتسرعة، وليته يعرف كم يؤلمني قلبي!».

إن المحبة طريق ذات اتجاهين. فأي فعل محبة ينبغي قبوله بترحاب، وإلا عد التأجيل رفضاً، وقد يخلف ذلك جرحاً عميقاً. وإن شغلنا عن إبداء المحبة وقبولها أي شاغل، نكون مشغولين أكثر من اللازم. فليس من شيء أهم من التجاوب بمحبة مع نداء المحبة حين يطلقه الأقربون إلينا والغوالي عندنا.