العودة الى الصفحة السابقة
26 أيار - مايو

26 أيار - مايو

في العالم ولكننا لسنا من العالم

جون نور

2024


اقرأ 2كورنثوس 14:6 – 1:7.

«لاَ تَكُونُوا تَحْتَ نِيرٍ مَعَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لأَنَّهُ أَيَّةُ خِلْطَةٍ لِلْبِرِّ وَالإِثْمِ؟ وَأَيَّةُ شَرِكَةٍ لِلنُّورِ مَعَ الظُّلْمَةِ؟ فَإِذْ لَنَا هذِهِ الْمَوَاعِيدُ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ لِنُطَهِّرْ ذَوَاتِنَا مِنْ كُلِّ دَنَسِ الْجَسَدِ وَالرُّوحِ، مُكَمِّلِينَ الْقَدَاسَةَ فِي خَوْفِ اللهِ» (2كورنثوس 14:6 و1:7).

تعاليم القديس بولس في هذا الفصل تبدو صريحة وواضحة وصارمة لا تحتمل أي تأويل أو تغيير .. هل هو يأمرنا بألا يكون لنا شركة مع غير المؤمنين؟ ولكن ماذا عن الزملاء والأصدقاء؟ .. وإذا فكرنا في الأمر فإن الرسول بولس نفسه كرسول ومبشر لا بد وأنه كان يتعامل مع غير المؤمنين ويتحدث إليهم. ولو كان قصده بألا تكون هناك أية علاقة بين المؤمن وغير المؤمن ما كانت هناك كنيسة في كورنثوس أو أفسس أو فيلبي ولا في أي مكان آخر؟

يحذرنا القديس بولس هنا من تأثير الوثنية وعبادة الأصنام. ونحن لدينا من الأصنام اليوم ربما أكثر مما كان في زمن القديس بولس، الملابس الفاخرة، السيارات، المركز الاجتماعي، الأموال في البنوك، المظاهر الخارجية .. هذه كلها وغيرها ينبغي أن نحرص حتى لا نكون عبيداً لها. إننا نقبل السيد المسيح إلهاً ومخلصاً ويدعونا القديس بولس أن نعيش بالنقاوة (1). فلا ننشد هذه الأمور التي تبعدنا عن الله.

هذا الفصل إذن لا يطلب منا الابتعاد عن غير المؤمنين بل ألا تؤثر على علاقتنا وانتمائنا إلى الله (1:7).