العودة الى الصفحة السابقة
31 أيار - مايو

31 أيار - مايو

صن لسانك

جون نور

2024


اقرأ يعقوب 1:3 – 12

«اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ» (المزمور 3:141).

لما كان «برنارد باروخ» رجل أعمال شاباً ذا طموح كبير، طلب إلى الثري «جاي بي مورغن» أن يكون شريكاً له في مشروع تنقيب عن الكبريت في تكساس. وكان الجيولوجيون قد رجحوا نجاح المقامرة، ولكنها كانت تنطوي على شيء من المجازفة. وقد أبدى مورغن اهتماماً بالمشروع حتى زل لسان باروخ إذا قال: «لقد قمت بمغامرات أكبر من هذه!».

إذ ذاك حملق مورغن إليه ثم رد بلهجة باردة: «أنا لا أقامر البتة!» فإن الكلمة مقامرات أجهزت على الصفقة. ذلك أن مورغن كان يعتقد أن الاستثمار عمل شريف، أما المقامرة فخطيئة.

فإن كان كلمة واحدة أُسيء قولها ببراءة يمكن أن تكلف ملايين، فهلا تفكر في مقدر الضرر الذي قد تسببه الكلمات الخبيثة.

ولم يبالغ يعقوب في كلامه إذ حذر من قدرة اللسان الهائلة. فقد أفاد أن السيطرة على اللسان أصعب من ترويض حصان جامح، وقيادة سفينة ضخمة، وتذليل طباع الحيوانات البرية والطيور والزواحف والبحريات (3:3 – 8). وقد شبه اللسان «بنار» تضرم من جهنم بالذات (ع 6)، وقال عنه إنه «شَرٌّ لاَ يُضْبَطُ، مَمْلُوٌّ سُمًّا مُمِيتًا» (ع 8).

ليتنا نكون حكماء فنصلي كل يوم قائلين: «اجْعَلْ يَا رَبُّ حَارِسًا لِفَمِي. احْفَظْ بَابَ شَفَتَيَّ» (المزمور 3:141).