العودة الى الصفحة السابقة
11 حزيران - يونيو

11 حزيران - يونيو

لنلتصق بالرب

جون نور

2024


اقرأ أيوب 13: 13-28

إن الكرمة التي تطلع بقرب شجرة السنديان تلتصق بها في أثناء العواصف الهوجاء. ومع أن الريح تهبُّ على الكرمة عنيفةً، فإن محاليق الأغصان اللولبية تثبتها بجذع الشجرة وفروعها. وإن هبّت الريح من جهة السنديانة، توفر هذه الكرمة أقصى الحماية. أما إذا هبت من جهة الكرمة فإنها تدفع الكرمة للالتصاق الزائد بالسنديانة.

ونحن المؤمنين بالمسيح، يحمينا الله من عواصف الحياة أحياناً، إلا أنه يسمح أحياناً بأن نتعرض للريح لنزداد التصاقاً به. وبعد سنين من الأمانة، يجد بعض المؤمنين أنفسهم فجأة وسط محنةٍ شديدة وضيق كثير، ولا يبدو لهم أن لذلك سبباً معقولاً. فإذا بهم يخوضون معارك رهيبة مع الشكوك والمخاوف وعدم الإيمان. أفلا يهم الله كم يعانون ويقاسون؟ بلى، بلى! غير أن لديه قصداً خاصاً من عدم الإنعام بالفرج حالاً.

حينما تكلم الله إلى الشيطان عن أيوب، وصفه بأنه «رجل كامل ومستقيم» وأنه «متمسك بكماله» (أيوب 8:1؛ 3:2) فقد علم الله أنه يستطيع أن يثق به من جهة أيوب بأنه سيظل ملتصقاً به تعالى مهما جرى. وكان من شأن ثبات أيوب على إيمانه في خضم التجارب الساحقة أن يسفه حجة الشيطان القائلة بأن أيوب إنما تعبد لله واتقاه لأنه نعم ببركاته فحسب. ولربما يكون للرب قصدٌ مشابه من تجاربك. فاذكر أيوب مثالاً، وتمسك بالله.