اقرأ مرقس 24:7 – 30.

«ثُمَّ قَامَ مِنْ هُنَاكَ وَمَضَى إِلَى تُخُومِ صُورَ وَصَيْدَاءَ، وَدَخَلَ بَيْتًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ لاَ يَعْلَمَ أَحَدٌ، فَلَمْ يَقْدِرْ أَنْ يَخْتَفِيَ» (مرقس 24:7).

واضح من قراءات العهد القديم أنه دائماً يؤكد رعاية الله لشعب إسرائيل الذي منه يأتي الخلاص، وكانت لهم الوعود منذ آدم وإبراهيم وجميع الأنبياء.

يتضح من رؤية الرسول متى أن خطة الله للخلاص كانت معدة أولاً لليهود (متّى 24:15). وهذا واضح من حديث الرب يسوع المسيح مع المرأة الفينيقية من سوريا وهي من الأمم وليست من اليهود حين سألته من أجل شفاء ابنتها (24)، حيث عرفها أنه جاء من أجل خراف بيت إسرائيل الضالة.

وكانت المرأة حكيمة حيث أدركت كلمات المسيح القاسية. كانت معنوية فقط حين قال: خبز البنين لا يطرح للأمم (27). لا شك أن الكلمات كانت قاسية حيث استعمل كلمة «كلاب» على غير اليهود .. ولكن هل كان فعلاً يعني ذلك؟ أم هو من أجل الاختبار .. هل كان جاداً في حديثه أم مبتسماً متسائلاً؟ .. ولكن واضح أن نبرته لم تكن فيها الجدية والغضب حتى إنها أجابته بكل شجاعة .. والكلاب أيضاً تأكل من الفتات الساقط من موائد البنين (28).

وكأن الرب يسوع المسيح أراد بهذا الحوار أن يعلن على الملأ حقيقة هامة هنا أنه كما جاء لليهود .. فإنه كذلك جاء من أجل جميع البشر .. وامتدح السيدة من أجل حكمتها وإيمانها (29).