اقرأ يوحنّا 4: 7 – 27.

«كَيْفَ تَطْلُبُ مِنِّي لِتَشْرَبَ، وَأَنْتَ يَهُودِيٌّ وَأَنَا امْرَأَةٌ سَامِرِيَّةٌ؟» (يوحنا 9:4).

ينبغي لي أن أعترف بأنه بين الفينة والفينة تنبعث في داخلي بعض المشاعر القديمة المتمثلة في التحامل والتحيز وقلة الاحتمال. ولئن عبرت عنها نادراً، وكنت غير راغب في كشفها، فإنها مشاعر أثيمة ما تزال تنبع من قلبي البشري.

لقد نشأت في عائلة رقيقة الحال تعيش في الريف وتعمل في الزراعة ولها أفكارها الخاصة ومسلماتها. ونتجت تحيزاتي من سماعي عبارات متداولة، منها: - الأغنياء متكبرون متعجرفون – الأقليات بحاجة إلى مساعدة ومساندة كل حين – النساء ضعيفات ولا يستطعن التفكير بمنطق – المجتمع الصناعي آخذ في تحطيم الفلاحين – أهل المدن لا يؤثق بهم ولا يستأمنون.

وأنا أعلم أن هذه أفكار مقولبة شائعة غير صحيحة. وهذه حقيقة لمستها حتى قبل صيرورتي مسيحياً حقيقياً. والآن، بعدما صرت تابعاً للمسيح، بت أعلم أيضاً أن علي أن اعامل جميع الناس باحترام وإكرام لأنهم خلقوا على صورة الله. وقد قدم الرب يسوع مثالاً على موقف القبول هذا في لقائه المرأة السامرية. فإنها دهشت لما تكلم إليها وطلب منها شربة ماء. حتى التلاميذ تعجبوا لما وجدوه يتكلم معها (يوحنا 27:4).

يخجلني أن أعترف بأفكاري المتحاملة المتحيزة. غير أني أصلي دائماً من صميم قلبي طالباً إلى الرب أن يحررني من التحامل وقلة الاحتمال بحيث أغدو أكثر شبها به.