العودة الى الصفحة السابقة
20 كانون الأول - ديسمبر

20 كانون الأول - ديسمبر

جون نور

2024


مرقس 37:4 – 41

«37 فَحَدَثَ نَوْءُ رِيحٍ عَظِيمٌ، فَكَانَتِ الأَمْوَاجُ تَضْرِبُ إِلَى السَّفِينَةِ حَتَّى صَارَتْ تَمْتَلِئُ. 38 وَكَانَ هُوَ فِي الْمُؤَخَّرِ عَلَى وِسَادَةٍ نَائِمًا. فَأَيْقَظُوهُ وَقَالُوا لَهُ: «يَا مُعَلِّمُ، أَمَا يَهُمُّكَ أَنَّنَا نَهْلِكُ؟» 39 فَقَامَ وَانْتَهَرَ الرِّيحَ، وَقَالَ لِلْبَحْرِ: «اسْكُتْ! اِبْكَمْ!». فَسَكَنَتِ الرِّيحُ وَصَارَ هُدُوءٌ عَظِيمٌ. 40 وَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ هكَذَا؟ كَيْفَ لاَ إِيمَانَ لَكُمْ؟» 41 فَخَافُوا خَوْفًا عَظِيمًا، وَقَالُوا بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: «مَنْ هُوَ هذَا؟ فَإِنَّ الرِّيحَ أَيْضًا وَالْبَحْرَ يُطِيعَانِهِ!».

اقرأ أيضاً: مرقس 1:5 – 17.

تأمل: ثمة أمر في يسوع المسيح جذب تلاميذه إليه. لكن من الواضح أنه لم تكن لديهم أدنى فكرة عن الشخص الذي يتواصلون معه. فالعاصفة الهوجاء التي أخافت صيادي السمك ممارسين، لم تعن شيئاً ليسوع. قال يسوع للموج: «أسكت!» كأنه سبق أن تحدث إلى الموج من قبل، فسكت الموج.

ولنلحظ رد فعل تلاميذه، إذ تساءلوا: «من هو هذا!» لأنهم لم يشاهدوا أمراً مثل هذا من قبل، وربما لم يسمعوا يوماً بوجود شخص لديه مثل هذا السلطان.

وكان إنسان مسكون بأرواح شريرة يسبب رعباً لأهل البلدة. عندما رأى يسوع خرّ عند قدميه، وكان يسوع يقف بثبات. ولما أمر يسوع الأرواح الشريرة بالخروج من ذلك الإنسان، أطاعته الأرواح، فخاف أهل البلدة وطلبوا من يسوع المغادرة.

هناك أمر غريب في ذلك النوع من القوة جاذباً ومنفرداً في آن معاً. ونحن مثل التلاميذ، نفشل أحياناً في إدراك الشخص الذي نتواصل معه، أو مثل أهل كورة الجدريين نرفض وجود يسوع خوفاً مما قد يفعله أكثر. إننا ندعو يسوع «مخلصاً»، لكننا ننسى التداعيات المذهلة لحقيقة كونه «رباً».

ويُبين البشير مرقس في بعض الأعداد ربوبية يسوع على قوى الطبيعة (بحر هائج)، وعلى العالم الروحي (أرواح شريرة تسكن إنساناً). وإذا أكملنا القراءة، سنرى أنه هزم المرض والموت أيضاً. لو كان هناك لدى تلاميذ المسيح أي تساؤل عن سلطان هذا الإنسان – الإله الذي يتبعونه، فإن الإجابات ستأتيهم قريباً. لم يكن ذلك خداعاً؛ بل دفع ليسوع كل سلطان في السماء على الأرض. وقد يكون أكثر ما يميز هذا السلطان أنه اختار قبول المعاناة والموت بدلاً منا، على أن يمارس هذا السلطان لينقذ نفسه من الموت على الصليب.

صلاة: أيها الرب يسوع، أنت ممجد فوق كل ما يمكنني تصوره. أنت خلقت كل شيء وعندك السلطان على كل شيء. الزمان والمكان والمرض والكوارث بل حتى الموت هي أمور خلقتها ووضعتها في نظامك، وأنت أدخلتها حيز الوجود، وتتسلط على الكل. أنت البداية والنهاية، والألف والياء، والأول والأخير. قوتك العظيمة بلا حدود. لكنك اخترت بتواضع أن تحد قواك وتموت لأجل بشر خطاة مثلي بلا حول ولا قوة. اعترف بأني أحب أن أدعوك مخلصاً، لكن كثيراً ما يصعب عليّ أن أخضع لك بوصفك الرب. سامحني على تعجرفي، وساعدني أن أضع كل حياتي تحت سيادتك. باسمك القدير أصلي. آمين.