العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

آمن هنا تأمن هناك


«قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ ٱللّٰهِ ٱلْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ ٱلْفُجُورَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِٱلتَّعَقُّلِ وَٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَى فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْحَاضِرِ، مُنْتَظِرِينَ ٱلرَّجَاءَ ٱلْمُبَارَكَ وَظُهُورَ مَجْدِ ٱللّٰهِ ٱلْعَظِيمِ وَمُخَلِّصِنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي بَذَلَ نَفْسَهُ لأَجْلِنَا، لِكَيْ يَفْدِيَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، وَيُطَهِّرَ لِنَفْسِهِ شَعْباً خَاصّاً غَيُوراً فِي أَعْمَالٍ حَسَنَةٍ» (تيطس 2: 11-14) من كلام الله في الكتاب المقدس:

فالإيمان هو الجانب المشرق المضيء في حياتنا على الأرض.. هو الشرفة الشامخة المطلة على مشارف الأزل في بيت الأبد.

«فالإيمان بالخبر والخبر بالكلمة» والكلمة تقول: «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ» (يوحنا 6: 47).

وبمعنى آخر أن الرباط الوثيق الوحيد بين الأرض والسماء، بين الدار الفانية والدار الباقية بين الحياة هنا والحياة في الأبدية هو: الإيمان. والإيمان هو نعمة مجانية ظهرت لنا من الله في شخص المسيح الذي عاش بيننا على الأرض كواحد منا ما خلا الخطيئة. فأنار لنا الطريق المؤدية إلى الأبدية.. فبالمسيح لنا الأبدية في النعيم. وبدونه فإلى الجحيم الأبدي المقيم. لأنه المعيّن من الله وجيهاً في الدنيا.. لعمل المصالحة وقبول الفداء. وفي الآخرة، في الأبدية، من المقربين إلى الله تعالى.. أي الشفيع الوحيد لكل الذين يتقدمون به إلى الله في ذلك اليوم العظيم.

يُروى أن زوجا أباحياً قال لزوجته المؤمنة: «يا لك من مسكينة بائسة، أتحرمين نفسك من متع الحياة وملذاتها من أجل الخلود؟ إنني أؤكد لك أنه ليس هناك سماء ولا جحيم، وإن حدث وقابلتك بعد الموت فسأتحداك وأشمت بك.. وأنت غارقة في الندم على ما فاتك من مسرّات الحياة وأفراحها».

فأجابته زوجته «إذا لم يكن هناك سماء ولا جحيم، يا عزيزي، فلن يكون هناك قيامة للأموات. وإذا لم تكن قيامة أموات، فلن تراني لتشمت بي، ولن أكون موجودة لأتحسر على ما فاتني من أفراح. أما المصيبة الكبرى والطامة العظمى، بالنسبة لك أن يكون أبدية - وهذا يقين - وتندم بعد فوات الوقت على شرورك وأباحيتك. فيُلقى بك في نيران الجحيم إلى الأبد، بينما أكون أنا في مجد السماء مع القديسين الذين يحملون سمات المسيح المخلص الوحيد».

فلماذا يا عزيزي لا تختار الجانب المضيء المشرق والأكثر أماناً؟ فآمن هنا تأمن هناك.