العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

الحياة الأبدية والولادة الجديدة


الحياة الأبدية:

يُقصد بهذه العبارة الحياة الأبدية، الحياة الخالدة. وهذا يعني حياة دائمة بلا نهاية. التعريف المختصر للحياة الأبدية هو أن الحياة الأبدية هي حياة الله المنسكبة في المؤمن المولود ثانية.

والإنجيل المقدس يقول: «وَكَمَا رَفَعَ مُوسَى ٱلْحَيَّةَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ هٰكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يُرْفَعَ ٱبْنُ ٱلإِنْسَانِ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ ٱلْحَيَاةُ ٱلأَبَدِيَّةُ» (يوحنا 3: 14 و15).

ويقول أيضاً «اَلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِٱلَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ ٱنْتَقَلَ مِنَ ٱلْمَوْتِ إِلَى ٱلْحَيَاةِ» (يوحنا 5: 24).

والمقصود بالحياة الأبدية هنا هي الحياة الخالدة في العالم الآخر جنة الخلد مع الأبرار. لكن هذه الحياة لا تكون لكل إنسان تلقائياً، بل هي للمؤمنين المسيحيين الحقيقيين المولودين ثانية ليس حسب الجسد بل حسب الروح. أي المؤمنين بالسيد المسيح له المجد.

والحياة الأبدية كما يفسرها علماء اللاهوت المسيحيين، إنها المصير الأبدي والهبة الإلهية للمؤمنين. وهناك مصير الأشرار الأبدي وهم في جهنم خالدين فيها أبداً. إن هناك حياة أبدية وهي ظاهرة بعد الموت الطبيعي. وهناك موت أبدي للأشرار لأنه يكون في جهنم بعد هذا الموت.

الولادة الجديدة:

نقصد بالولادة هنا الولادة بالمعنى الروحي، وعلى هذاهناك ولادة جسدية وولادة روحية. وقد قال سيدنا يسوع المسيح له المجد: «ٱلْحَقَّ ٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُولَدُ مِنْ فَوْقُ لاَ يَقْدِرُ أَنْ يَرَى مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ» (يوحنا 3: 3).

فأجابه نيقوديموس - رجل الشريعة - «كَيْفَ يُمْكِنُ ٱلإِنْسَانَ أَنْ يُولَدَ وَهُوَ شَيْخٌ؟ أَلَعَلَّهُ يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ بَطْنَ أُمِّهِ ثَانِيَةً وَيُولَدَ؟» أجاب يسوع: «اَلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلْجَسَدِ جَسَدٌ هُوَ، وَٱلْمَوْلُودُ مِنَ ٱلرُّوحِ هُوَ رُوحٌ» (يوحنا 3: 4 و6). والولادة الجديدة تعني التجديد والتغيير الجذري في كل نواحي حياتنا.

يقول الرسول بولس: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. ٱلأَشْيَاءُ ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً» (2كورنثوس 5: 17). وكما أن الولادة الجسدية الطبيعية العادية هي للحياة على هذه الأرض، وهكذا أيضاً المؤمن بالمسيح بعد أن يتوب عن خطاياه وذنوبه ويرجع إلى الله ويتمسك بالمسيح، يكون بالحقيقة مولوداً من فوق وبقوة الروح القدس يترك الحياة بالقرب من الله. وهكذا يصبح الإنسان إنساناً جديداً في رحاب المسيح ويصبح من أولاد الله المولودين من الروح.

وهذا الميلاد الثاني أو التجديد لا بد له لكل إنسان يريد الدخول إلى ملكوت الله إلى سلطانه ورعايته وحفظه.

آمن بالمسيح فتخلص من ذنوبك وتولد من فوق بقوة الروح القدس.