العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

الإنجيل والتبشير


كثيرون لا يفهمون معنى كلمة «الإنجيل» وكلمة «التبشير». وكم من تهم أُلصقت بالإنجيل وبالتبشير. لكن كان هذا بسبب جهل بعض الناس للإنجيل وفهمهم الخاطئ لقصد التبشير. لذا نقدم لك قارئي العزيز شرحاً مبسطاً عن هاتين الكلمتين.

أولاً: الإنجيل:

كلمة «إنجيل» ليست في الأصل كلمة عربية بل معرّبة من الأصل اليوناني من لفظة «أوانجليون» ومعناها «البشرى» أو «خبر طيب» من قبل السلطة الحاكمة. هذا من الناحية اللغوية. أما في المسيحية فالإنجيل هو الخبر المفرح. والأخبار السارة، عن شخص السيد المسيح له المجد. وكلمة الإنجيل تُطلق على الأناجيل الأربعة التي هي إنجيل واحد. لأنه سيرة لشخصية واحدة هو السيد المسيح نوراً وهدى للعالمين. وكلامه المعروف بالإنجيل هو بشىر للمؤمنين الذي يؤمنون بالله وبالمسيح المخلص والمنجي الوحيد.

والسيد المسيح لم يكتب الإنجيل شخصياً بل رسله وتلامذته هم الذين دوّنوا لنا الإنجيل الذي هو حياة وأعمال وتعليم المسيح كلمة الله المتجسد. فالمسيح كلمة الله الأزلي أرشد حوارييّه الكرام بروحه ليكتبوا الإنجيل الذي هو بشرى الخلاص للذين يؤمنون به.

ًوفي الإنجيل ذاته ترد تعابير كثيرة مثلا: «إنجيل الله»، «إنجيل المسيح»، «إنجيل نعمة الله»، «إنجيل السلام»، وغير ذلك من التعابير المختلفة. فإذن الإنجيل هو البشرى أو الأخبار الطيبة لأن الله أرسل يسوع المسيح ليفدي ويخلص كل من يؤمن به وتكون له حياة أبدية.

ثانياً: التبشير:

التبشير هو نشر دعوة المسيح وحملها إلى العالم أجمع. فالتبشير ليس من اجتهادات البشر في عصرنا،بل هو أمر السيد المسيح لأتباعه في كل مكان وزمان. كما نقرأ «كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ ٱلْأَمْوَاتِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلثَّالِثِ، وَأَنْ يُكْرَزَ بِٱسْمِهِ بِٱلتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ ٱلْخَطَايَا لِجَمِيعِ ٱلأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ» (لوقا 24: 46 و47).

وقال كذلك: «ٱذْهَبُوا إِلَى ٱلْعَالَمِ أَجْمَعَ وَٱكْرِزُوا بِٱلإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا، مَنْ آمَنَ وَٱعْتَمَدَ خَلَصَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ» (مرقس 16: 15 و16). جاء أيضاً في الإنجيل حسب متى «فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي ٱلسَّمَاءِ وَعَلَى ٱلْأَرْضِ، فَٱذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ ٱلأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِٱسْمِ ٱلآبِ وَٱلٱبْنِ وَٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. وَعَلِّمُوهُمْ أَنْ يَحْفَظُوا جَمِيعَ مَا أَوْصَيْتُكُمْ بِهِ. وَهَا أَنَا مَعَكُمْ كُلَّ ٱلأَيَّامِ إِلَى ٱنْقِضَاءِ ٱلدَّهْرِ» (متى 28: 18-20).

في هذه الآيات نجد أنّ أمر حمل الإنجيل إلى كل الشعوب والأمم هو أمر المسيح لا بد من طاعته. فمعنى التلمذة هي الإرشاد وقيادة الناس للإيمان بالمسيح لا بالإجبار والقوة بل بالتعليم عن الخلاص والإنقاذ الإلهي. وعن محبة الله للعالم أجمع لكل الشعوب والأجناس. وأنّ الديانة المسيحية هي ديانة إلهية عالمية لكل الناس وفي كل العصور.

والإيمان بالمسيح لا يعني تغيير الجنسية أو اللغة كما يفكر الفكر الجذري. فمهما كنت عريياً أو أعجمياً. شرقياً أو غربياً المهم الإيمان الحي والعمل بكلام المسيح له كل المجد والشكر آمين.