العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

الكفارة والفداء


في هذه السطور القليلة سنتناول شرح بسيط ومختصر لكلمتين مهمتين وهما «الكفارة» و «الفداء».

أولاً: الكفارة:

جاء في كتاب «الخطية والكفارة في الإسلام والمسيحية»، تعريف كافي قال فيه: «الكفارة كلمة تعني الستر أو التغطية. وهي ستر النفس المذنبة بدم المسيح حتى لا يطالب المذنب بالقصاص. لأن القصاص رفع عنه بوضعه على المسيح» ص 33.

فالكفارة تعني التكفير عن الإثم والذنب والعصيان. وتعني أيضاً العلاج الإلهي لدينونة الله علينا بسبب العصيان والتمرد عليه سبحانه. وهي طريقة نجاة وخلاص الإنسان من زلاته وآثامه. ولا نجد هذه الكفارة سوى في الديانة المسيحية وحدها. إذ أن المسيح له المجد بموته على الصليب كفر عن خطايا البشرية. أما في الأديان الأخرى فالكفارة لا تتم إلا بالأعمال البشرية، كالصلاة والذبائح والصوم والحج للأماكن المقدسة وغير ذلك من الأعمال التي يقصد بها ستر أو تغطية الذنوب والسيآت.

والإنجيل المقدس يصرّح بوضوح: «مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، ٱلَّذِي قَدَّمَهُ ٱللّٰهُ كَفَّارَةً بِٱلإِيمَانِ بِدَمِهِ، لإِظْهَارِ بِرِّهِ، مِنْ أَجْلِ ٱلصَّفْحِ عَنِ ٱلْخَطَايَا ٱلسَّالِفَةِ» (رومية 3: 24 و25).

وجاء في رسالة يوحنا الأولى 2: 2 قوله في المسيح «وَهُوَ كَفَّارَةٌ لِخَطَايَانَا. لَيْسَ لِخَطَايَانَا فَقَطْ، بَلْ لِخَطَايَا كُلِّ ٱلْعَالَمِ أَيْضاً».

ثانياً: الفداء:

تشير لفظة الفداء في العهد القديم إلى خلاص الجسد. أما في العهد الجديد فلها معناً روحياً عميقاً. فهي تشير إلى الخلاص من الخطية وسلطانها وتحرير الإنسان من قوتها والانعتاق من قبضة إبليس ومخالب الموت.

والمفهوم العالم للفداء هو تحرير رقبة مقابل ثمن. فلفداء شخص علينا أن نقدم فدية لفدائه وتحريره. والأسير أو العبد كان لا يطلق سراحه إلا إذا دفع ثمناً لحريته. والشي المقدم يسمى فدية والفدية ما يعطي مقابل الشخص المفدي.

جاء في الإنجيل المقدس قوله: «لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ ٱلإِنْسَانُ لَوْ رَبِحَ ٱلْعَالَمَ كُلَّهُ وَخَسِرَ نَفْسَهُ؟ أَوْ مَاذَا يُعْطِي ٱلإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ» (متى 16: 26).

«كَمَا أَنَّ ٱبْنَ ٱلإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ، وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (متى 16: 26).

«لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلٰهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ ٱللّٰهِ وَٱلنَّاسِ: ٱلإِنْسَانُ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ» (1تيموثاوس 2: 5).

«ٱلرَّبُّ فَادِي نُفُوسِ عَبِيدِهِ، وَكُلُّ مَنِ ٱتَّكَلَ عَلَيْهِ لاَ يُعَاقَبُ» (مزمور 34: 22).

إذن أيها القارئ العزيز إن الكفارة والفداء في نظر الكتاب المقدس، الذي هو دستور الديانة المسيحية وكلمة الله الموحى بها فداء النفس والكفارة، أي التكفير عن الخطايا والسيآت. وأنا وأنت يا صديقي بحاجة إلى من يكفر لنا عن سيآتنا وأعمالنا وذنوب نفوسنا الأمارة بالسوء. وإلى من يفدينا ويدفع الفدية عنا للعدل الإلهي. آمن بالمسيح له المجد الذي هو كفارة عن خطايانا والذي هو الفادي الوحيد الذي يفدي نفوسنا من عقاب الله.