العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

حول الكتاب المقدس


الترجمات القديمة للكتاب المقدس

من المعروف أن اللغة التي كُتبت بها أسفار العهد الجديد هي اللغة اليونانية، المعروفة باللغة الاسكندارنية. والتي كانت منتشرة في الشرق منذ انتصارات الاسكندر، وهي ذات اللغة التي استعملت في الترجمة السبعينية لأسفار العهد القديم، إلا أن بعض فصوله كانت مكتوبة بالآرامية التي كان يتكلمها السيد المسيح له المجد. وقد عرف الكتاب المقدس ترجمات كثيرة من بينها:

1 - الترجمة السبعينية

من الترجمات التي نعرفها عن الكتاب المقدس (أسفار العهد القديم) الترجمة المعروفة بـ «السبعينية». وقد تمت هذه في الإسكندرية في القرن الثالث قبل الميلاد. وقد استخدمت لمنفعة أهل العهد القديم القاطنين خارج أرض فلسطين، حول حوض البحر الأبيض المتوسط والذين كانوا يتكلمون اليونانية. كما أنّ هذه الترجمة كانت معروفة في العصر الرسولي. ويؤكد بعض اللاهوتيين بأن الرسل والبشيرون قد استعملوها.

2 - الترجمة الباشيطا

إن أقدم الكنائس التي تشكلت في الشرق العربي، هي الكنيسة السريانية، وقد وجد أبناء الكنيسة هذه ضرورة ترجمة الكتاب المقدس إلى لغتهم الخاصة. ومما عثر عليه ترجمات عديدة بهذه اللغة، ومن أشهرها ترجمة تدعى «الباشيطا» وتعني هذه الكلمة البسيطة، ويؤكد علماء الكتاب المقدس على أنها ترجمت في أواخر القرن الأول أو في بداية القرن الثاني للميلاد.

3 - نسخة فيلكس السريانية

ترجمت هذه النسخة سنة 508 للميلاد وقد وجد ترجمات أخرى بالسرانية بقي منها نسختان أصليتان وهما نسخة الكارتونية والسيثائية.

4 - ترجمة إلى سريانية فلسطين (الآرامية)

اكتشف حديثاً قطعاً من ترجمة العهد الجديد من اليونانية إلى سريانية فلسطين التي كانت في عهد المسيح له المجد، كتبت هذه الترجمة في القرن الرابع للميلاد.

5 - نسخة كليماكوس

تشتمل هذه النسخة على أجزاء من البشائر الأربعة (الإنجيل) وسفر أعمال الرسل ورسائل بولس الرسول، تمت هذه حوالي سنة 600 للميلاد.

6 - اللغة القبطية

تشير الوثائق التاريخية، إلى أنّ أهل مصر كانوا يقرأون الكتاب المقدس باللغة القبطية قبل النصف الأول من القرن الثالث بعد الميلاد. واللغة القبطية هي مرّكبة من اللغة المصرية القديمة واللغة اليونانية ويعتقد أن العهد القديم ترجم إليها من الترجمة السبعينية في القرن الثاني والثالث بعد الميلاد.

هذا قليل القليل مما نعرفه عن الترجمات القديمة لهذا الكتاب الفريد. ولا شك فيه أنه توجد ترجمات عديدة للكتاب المقدس لم يحدد بعد تاريخ ترجمتها. والدراسات لا تزال قائمة حول هذا الموضوع. إن الاكتشافات الحديثة وعلماء الآثار في كل مرة يطالعوننا بشيء جديد فيما يخص هذا الكتاب الذي يُعد من أقدم وأعرق الكتب التي عرفها العالم.

ومع كل هذه الترجمات ظل الكتاب المقدس حافظاً على قوته الروحية ووضوح رسالته الموجهة لبني البشر عامة ودقة معانيه. ولم يكن صعباً على الرجل العادي استيعابه ولا على المتعلم أن يقلل من قيمته، بل هو لكل إنسان ولجميع المستويات البشرية.