العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

أخذ مكاني على المشنقة


كنت أهيم في صحراء الحياة وفي كياني جوع إلى البر، لم تستطع أديان البشر أن تشبعه. وفي نفسي عطش إلى معرفة الحق، لم تستطع تعاليم الناس أن ترويه. فاعترض يسوع سبيلي ذات يوم وقال: «أيها الجائع، أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ» (يوحنا 6: 51).

أيها الظامئ الصادي، تعال واشرب من الماء الحي. «مَنْ يَشْرَبُ مِنَ الْمَاءِ الَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا فَلَنْ يَعْطَشَ إِلَى الأَبَدِ، بَلِ الْمَاءُ الَّذِي أُعْطِيهِ يَصِيرُ فِيهِ يَنْبُوعَ مَاءٍ يَنْبَعُ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّ» (يوحنا 4: 14). أيها التائه في صحراء الحياة، «أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي» (يوحنا 14: 6).

هذا هو يسوعي الحبيب ومخلصي وأسقف نفسي. وقد وقف بي حين ضنت عليّ المحبة البشرية بعاطفة أبي، وحين في بسمة الحياة تجهم وجه أمي. ومد يده التي تحمل أثر المسامير ومسح الدمعة من عيني. وفي وسط ليلي المحلولك، الذي خبت فيه نجوم المحبة من أفق إخوتي وأبناء جلدتي، أطلّ عليّ وقال: «أَنَا هُوَ نُورُ ٱلْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فَلاَ يَمْشِي فِي ٱلظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ ٱلْحَيَاةِ» (يوحنا 8: 12).

هذا وسيط الصلح بين السماء والأرض. وقد صالحني مع الله بموته كفارة عن خطاياي. ثم صهرني في بوتقة محبته فجعل من إنساني الشقي خليقة جديدة، وفقاً للقول الرسولي « إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي ٱلْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. ٱلأَشْيَاءُ ٱلْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا ٱلْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً» (2كورنثوس 7: 15).

«هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!» (يوحنا 1: 29). وقد رفع خطيتي فعلاً، لأنه أخذ مكاني على الصليب. ودفع أجرة خطيتي وفاء للعدل الإلهي، لكي يبطل عني حكم القصاص طرحاً في جهنم النار، لأجل كل فرية اقترفتها، وكل كلمة بطالة تلفظت بها شفتاي، وكل فكرة أثيمة نبتت في خاطري.