العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

وثيقة تأمين على السعادة


أكثر الأمراض التي يعاني منها الإنسان من صنع يديه، ومن آثار سلوكه في البيئة التي يعيش فيها ومن نتائج معاملاته مع نفسه ومع الناس ومع الحياة.

ومعظم هذه الأمراض قابل للشفاء، لو عرف كل فرد منا التزاماته الصحية، وأداها نحو نفسه ونحو أسرته ونحو المجتمع الذي ينتمي إليه.

وأغلب هذه الأمراض ميسور العلاج بعد الإصابة، بأقل النفقات وبأضمن النتائج، لو اكتشف المرض في بدايته، وأدرك بالعلاج السريع قبل أن يستفحل في الجسم أو يزمن، أو يستعصي على العلاج.

بيد أن الصحة ليست مجرد خلو من المرض، ولكنها فوق ذلك عافية في البدن ورجاحة في العقل، وانسجام مع الناس وإيمان بالله، ومتعة طاهرة بالحياة، وهي من هذه الناحية الإيجابية، وسيلتنا الأولى لمضاعفة طاقتنا الإنتاجية، وزيادة قدراتنا على التعلم، وهي بالتالي وسيلتنا الأولى إلى السعادة.

وللصحة بهذا المفهوم الواسع أسباب متعددة. فمن هذه الأسباب ما يعيننا على تدعيم قوتنا وعافيتنا بغض النظر عن حمايتنا من مرض ما بين الأمراض

وعلى رأس هذه الأسباب: الثقافة الصحية للفرد حيث يدرك بها، ويؤدي ما عليه من تبعات صحية نحو نفسه ونحو أسرته، ونحو المجتمع. ذلك أنّ الثقافة الصحية تعني في أساساتها وعي الفرد على تحمل مسؤوليته بكل أبعادها، الأمر الذي يؤدي إلى الوعي العام.

وثمة نوع ثالث من الأسباب العامة للصحة بهذا المفهوم العريض الاعتماد على الفحص الطبي الدوري وهو وسيلتنا الوحيدة إلى اكتشاف أمراضنا في بواكيرها، وهي ما زالت قابلة للعلاج بأضمن النتائج وبأقل النفقات، وقد نجح هذا النوع من الطب الوقائي العلاجي نجاحاً كبيراً في رعاية الحوامل والأمهات والأطفال وتلاميذ المدارس، وعمال المصانع وأتى بأبرك الثمرات.

وصدق الأوائل إذ قالوا: درهم وقاية خير من قنطار علاج.