العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

تغيرت حياتي بكاملها


وُلدت في محيط ضيق مشحون بعبدة الشيطان. وترعرعت في هذا الميحط بالذات، شارد الذهن لا أفرق حتى بين الحقائق، ولا أعرف ماهية هذه الحقائق. وتلقيت بعض المنشورات الدينية، ولكنني أهملتها، ولم أعرف محتوياتها الروحية، حتى أني مزقت بعضها. وفي مقتبل الشباب، انغمرت في ملذات العالم الفانية، ولم أعد أذكر المسيح ولم أعد أرى في المسيحية ملذة، لكون قلبي ممتلئاً من فساد الخطيئة.

فكان أصدقاء السوء يوجهونني توجيهات خارجة عن طريق المحبة الصادقة. وانغمست في عادات سيئة جداً. كنت أتلذذ بها، وأنا كخاطئ لا يعرف مصيره الحتمي. وكان دور الشباب إليّ زيادة في الشهوات الجسدية والأباطيل وفي نفس الوقت كنت مشتركاً في بعض المراكز الدينية. ولكن كان للكبرياء وحب الظهور كمسيحي. وفي نفس الوقت كنت خادماً في الكنيسة.

وتوالت الأيام وأخذت جزءا من وقتي للتفكير والتأمل بهذه النشرات والكتب، التي تنطق بحقيقة يسوع المسيح كفاد ومخلص. فأخذت أطالع بعض نصوص الكتاب المقدس. فكان لقراءتي قصة الفداء تأثير كبير. بحيث أفرغت أكثر وقتي في التأمل والقراءة. لكني لم أترك الخطية بعد.

وقد ارشدني بعض الإخوة إلى ضرورة ترك الخطايا، فصار ذلك حافزاً لي في مواصلة القراءة والتأمل الجدي. وما أن وقع نظري على الآية «اَلرَّبُّ رَاعِيَّ فَلاَ يُعْوِزُنِي شَيْءٌ» (مزمور 23: 1) حتى ازددت ثقة في نفسي وفي المسيح، وازداد فرحي في الرب يسوع المسيح. ووجد أصدقائي هذا التحسن الملموس، فمنهم من آمنوا، ومنهم من لا يزالون تحت نير العبودية. وأنا لا زلت أقدم المسيح لهم كمخلص، وذقت طعم المسيح، ما أطيبه وما أحلاه. لأنه يقول ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب. ومن ذلك اليوم وأنا أتغير شيئاً فشيئاً، وأتقدم روحياً. وقد وصفني راعينا الفاضل بقوله: أرى أن المسيح قد غيّر قلبك من الظلمة إلى النور. هذا وزاولت عملي التبشيري من يوم الإيمان المشهود بحياتي إلى هذه اللحظة. وأنا أنتهز الفرص لتقديم المسيح إلى العالم، متحملاً قساوة هذا العالم بصبر وإيمان بالغين. وتعمقت في أكثر نصوص الكتاب المقدس بواسطة النشرات والكتب الدينية وحل المسابقات. وكان لمركز الشبيبة عظيم الأثر فيّ، إذ ازددت ثقة في المسيح والكتاب المقدس.

وهكذا تغيّرت حياتي بكاملها. كسبت حياتي بيسوع بعدما أراد الشيطان أن يهلكها. وأنا الآن بين ذئاب خاطفة، تريد إرجاعي إلى الوجه القديم. ولكن أقول: «الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا» (2كورنثوس 5: 17). نعم صار جديداً بيسوع المسيح، الذي فداني الفداء الكامل. واشتراني بدمه الكريم.

وإلى هذه اللحظة ترن كلمات المسيح في أذني وتقول: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ، وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى 11: 28). وفي نفس الوقت أناشد شباب هذا الجيل بالابتعاد عن الأعمال الشريرة، لأن الشيطان يتربص بكل شبابنا ليصطادهم إلى مفاسده، والالتجاء إلى فادي الكون لكي يعاينوا طريق الله الصالحة، مثلما عاينتها أنا شخصياً. وإني في سن الشباب، سأبقى خادماً أميناً مخلصاً، وسأبقى كارزاً بكلمة المسيح، وأقول يا رب لا تهملني ولا تتركني. وحياتي وموتي كلها لأجل المسيح وكلمته، مثلما مات رسول الأمم بولس لأجل اسم سيده.

إنّ الفرح بالمسيح هو الفرح الكامل، هو الغاية المنشودة لعصرنا هذا. وفرح المسيح لا يوصف. سأبقى أرنم بترانيم التسبيح والوقار للفادي الذي خلصني من دياجير الظلام. وسأبقى أناشد يسوع المسيح وأقول: «اذْكُرْنِي يَارَبُّ مَتَى جِئْتَ فِي مَلَكُوتِكَ» (لوقا 23: 42).