العودة الى الصفحة السابقة
مجلة لقاء الشبيبة

مجلة لقاء الشبيبة

الحياة الصحية علم


كل واحد يرغب أن يكون صحيح الجسم سعيداً وأن يحصل على أفضل ما في الحياة، وذلك بتجنّب المرض والآلام التي يمكن تجنّبها والابتعاد عما يؤذينا. ولكي نتمكن من ذلك يجب أن نفهم إلى حد ما كيف تعمل الأعضاء داخل جسمنا وكيف تقوم بوظائفها.

كن مخلصاً لجسمك

يمكننا أن نشبه جسمنا بالسيارة. فكلاهما يحتاج إلى الوقود والهواء والماء. وإذا اعتنينا بهما فإنهما يعيشان حياة أطول ويعملان عملاً أفضل، على أنّ الجسم البشري أكثر دقة وأتم صنعاً من أفضل السيارات وأضخمها.

الجسم البشري مصنوع من أبسط المواد الكربون والنيتروجين والكلس والماء، ومتى اجتمعت هذه كلها بفضل يد المعلم الأكبر فإنها تؤلف جسماً قوياً يثبت أمام الصعوبات والأمراض. على أنه يجب أن لا نسرع في تسيير الجسم كما أننا لا نسرع في سير السيارة. فالسائق الجاهل ينتهي بسيارته إلى المرآب، وهكذا الذي لا يحسن معاملة جسمه ينتهي به الأمر إلى المستشفى، وأما إذا أحسنا استعمال أجسامنا وفرنا على جسمنا الآلام والأمراض والنفقات.

عواقب الإهمال

أليس من الجهل والخطأ أن ننتظر إلى أن تختل الآلة ثم نقبل على إصلاحها؟ لماذا لا نحافظ عليها ونحن نستعملها فلا تتعرض للخلل؟ علينا أن نفهم أهمية الطعام الذي نأكله وأي نوع منه أكثر فائدة لنا. علينا أن نريح الأعضاء البقية في أجسادنا. وإذا كان الجهار العصبي مرهقاً يجب أن لا نسحقه بالمنبهات ثم نسكنه بالمسكنات بل يجب ان نتيج له مجالاً لاستعادة اتزانه بتقدم الطعام الصالح له وإعطائه فرصة للراحة.

يتمكن الجسم من إصلاح نفسه إذا قدمنا له المواد المناسبة، وهذه المواد لا توجد في حبوب الدواء والحقن بل توجد في الطعام الذي نتناوله. ويجب أن يحتوي هذا الطعام على الكميات الكافية من البروتين والفيتامين والمعادن.

يتحذ البروتين في الجسم أشكالاً متنوعة فيكون جلداً وعظاماً وأعصاباً وأوعية دموية، ويدخل في تركيب كل عضو من أعضاء الجسم. فكرويات الدم الحمراء تحتوي على نوع خاص من البروتين، فيه حديد هو أحمر ويكسب الدم لونه الأحمر. فالطعام الغني بالبروتين ضروري جداً ولا شيء آخر يقوم مقامه.

مقوّمات لبناء الجسم

يوجد البروتين في الأطعمة الآتية: الحليب، البيض، الفاصوليا، وكل أنواع الجوز والبازيلا واللوبيا والعدس والحليب المجفف وزبدة الحليب والجبن والفستق وما شابهها من الأطعمة. ويوجد البروتين بكثرة وافرة في الحليب المجفف والفاصوليا اليابسة وطحين الفستق والطحين الأسمر. ويعتقد البعض أنه يجب عليهم أن يأكلوا اللحم للحصول على البروتينات ولكن هذا ليس ضرورياً. فكثيرون يحصلون على كفايتهم من البروتين فإنه يشعر بالتعب بعد أقل حركة وانهيار جسمه سريعاً.

يحتاج الجسم إلى مواد أخرى تسمى النشويات، وهي الحبوب والسكريات والنشويات، ووظيفتها إعطاء النشاط للجسم، أي أنها تعتبر وقوده، فعليها أن تحترق أولاً قبل أن تقوم بوظيفتها.

العامل المساعد للطعام

هنالك مادة ثالثة في الطعام يحتاج إليها الجسم وهي الفيتامينات والمعادن. وهذه المادة ليست طعاماً حقيقياً، ولكن في الوقت نفسه لا نقدر أن نعيش بدونها. وهي تمكننا من الاستفادة من الطعام الذي نتناوله، أي أنها وسيط تتم بمساعدتها التفاعلات الكيماوية في الجسم.

كل مرة نحرك يداً أو أصبعاً نستعمل شيئاً من هذه المادة التي كانت مخزونة في خلايا العضلات عندما كانت هادئة، فإذا استعملت يجب خزن كمية أخرى مكانها مما نتناوله منها مع الطعام.

يتحوّل معظم الطعام إلى مادة سكرية تُخزن في الكبد إلى وقت الحاجة. فعندما تحتاج العضلات إلى هذه المادة، تطلقها الكبد وترسلها إلى مكان الحاجة بواسطة الدم.

إنّ الأغذية مهمة جداً لسلامة جسمنا، فلذا علينا أن نختار الأطعمة المناسبة للمحافظة على صحة جسدنا