يظن البعض أن التبحر في العلوم المتعددة يوصل إلى سعادة البشرية. لهذا أولوا العقل عناية فائقة، معتبرينه السفينة الموصلة إلى شاطئ الحقيقة المطلقة والهدف الأسمى، فركبوه إلى أن تاهوا في دياجير الهذيان وغاصوا في الكفر والبهتان وحادوا عن صواب الحق ونبع الهداية والرشاد.

فبلغ الجنون عندهم ذروته عندما أسسوا بنكاً يحوي بويضات من رجال اتسموا بنبوغ عقلي في ميادين علوم هذا الزمان. من أجل بيعها لأناس تتوق أنفسهم الضعيفة لخلق نسل جديد يتحلى بتفوق في شتى مرافق الحياة العملية والجسدية.

وقد ضربوا عرض الحائط برب العقل وواهب الفكر، متجاهلين رب الأرض والسماء. منحدرين نحو الجهالة. متنكرين لقول الوحي المقدس: ;«بَدْءُ ٱلْحِكْمَةِ مَخَافَةُ ٱلرَّبِّ، وَمَعْرِفَةُ ٱلْقُدُّوسِ فَهْمٌ» ﴿أمثال 9: 10﴾. فتمسك عزيزي القارئ بنبع الهداية ومصدر الحق يسوع المسيح الذي قال عن نفسه ;«أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاةُ» ﴿يوحنا 14: 6﴾. وفي هذا العدد من مجلتك تجد مقالات متعددة ترشدك إلى نبع الحقيقة ومصدر الهداية.